Belkhiri12
2021-01-02, 14:13
هاتفني أحد الأصدقاء سائلا عن أحوالي وتجوالي، ومن كلام يجر كلام و حكاية واستفهام انتقلنا بينهما من معلم إلي تذكر جمال مكان وما كان فيه من طرفة وابتسام، قال لي مازحا وفي أخر الحاء سخرية كامنة أحسست بها في غنة كلماته الصاعدة, ما هذا العشق الجارف بينك وبين بئر العاتر، فقد كان جل ما تكتبه على صفحات التواصل الاجتماعي عنه؟
قلت له أولا عشقي لبئر العاتر فطري متجدد دائم لا ينتهي أبدا إلا باندثار وتلاشي أنفاسي وسط زوابع العدم؟ قال لي ما هو العدم؟ بصوت مشبع بالدسم المعرفي والثقة بالنفس!
أدركت هنا أن صاحبي ذهب بعيدا وأراد أن يخوض غمار فكرة يريد إيصال مقاساتها العلمية والفلسفية لي، وأن ينثر على مسامعي فكرة أن الحياة بحر متلاطم من المتناقضات ولا يجب أن نستسلم للسواد الفكري القادم من ثنايا الفلسفة الملحدة التي تدفن سمومها في أعماق الكلمات وتتلاعب بالمعاني لتحقيق أغراض من الاستفهام الكوني وزرع الشك المشجع على الإنزلاقات الروحية, لذلك أصبحنا نعيش بين الحقيقة والخيال وبين القبح والجمال والتنافر والتباعد وكذلك بين الحب والكره ولم نستطع التوفيق بينهما لنتعايش دون مؤثرات التوابع الخاطفة المقلقة للغل والحقد وأصبحنا نخاف من إبداء حقيقة ذواتنا وأحاسيسنا ومشاعرنا, لذلك نقوم بدفنها ووأدها تحت بريق بسمة كاذبة مضللة, فتراكمت وتزاوجت وظهرت على شكل أمراض نفسية زادت وسواسا لهمومنا.
فقلت له العدم هو اللاشئ.
فقال لي : لا يا صديقي العزيز, العدم هو كل شئ فيزيائيا, الكثير منا يستعمل كلمة العدم وهو لا يدرك كنهها وما يدور في أبعادها المعنوية من تفاصيل مهمة, يجب علينا أن نتحرى ما يصدر منا وأن نكون ملمين بجوانب الكلم ونحن في عصر التكنولوجيا والمعلومة متوفرة نستطيع الوصول إليها في لحظات, كثير منا يضن أنها تعني الفراغ واللاشئ ولا مكان ولا زمان وربما من يقحمها في حالات نفسية وفكرية ضبابية يدثرها السواد , إن وراء العدم حقائق لم يدركها عقلنا فهي من الماورائيات والظواهر التي لم يفسرها العلم ولم يستطع وعينا الوصول إليها, تبقى دائما في علم الواحد الأحد ومن الغيبيات والحكمة التي خصها الله لنفسه, كما أن هناك فلسفة ملحدة تدعى العدمية نسبة لكلمة العدم تتبنى موقفا ومفهوما فلسفيا يدعي أن الكون كله لا قيمة له, وقد كان لها تأثيرها على الأدب, فظهر مذهب أدبي فلسفي تبنى العدمية في إنتاجه الأدبي يحاول إثبات أن العدمية هي الوجه الأخر للوجود به تعرف حقيقة الحياة ومن أشهر كتاب العدمية الروائي الروسي الشهير ديستوفيسكي صاحب رواية الجريمة والعقاب والشاعر الناقد جوتفريد بن.
فقلت له شكرا على المعلومة وأردفت قائلا
أكتب عن بئر العاتر ليعرف الجميع تاريخ هذه المنطقة التي كانت مهدا للحضارات وتعاقب الثقافات ومجمع القوافل وما حملته من الأحاديث والروايات والمعارك والنازلات وبريق السيوف ونواصل الرماح والدروع المرصعات, أرض الزهد والكرم والشعر الملحون و لأنه كان محاصرا خلال الفترة الاستعمارية حصارا لا مثيل له سخرت له فرنسا شئ مهول من العدد والعدة والعتاد الفتاك, فتم حصاره بين كتيبة الهندسة العسكرية ومعداتها الثقيلة جنوبا والمطار العسكري وترساناته الحربية شرقا والمكتب الثاني الخاص بالتحقيقات الأمنية في الوسط والمصالح الإدارية المختصة (sas ) التي ماتزال ثابتة موجودة شاهدة على فظاعة فرنسا وجرائمها وخط شال المكهرب الذي هو عبارة عن أسلاك شائكة بها 6 خطوط مكهربة عرضها 12 مترا بقوة 15 ألف فولط تم تدعيمها بألغام مضادة للأفراد و أسلاك شائكة متصلة بمراكز الحراسة و المراقبة بغية منع المتسللين للداخل أو الخارج وكذلك الوحدات القتالية والمعسكرات العسكرية المنتشرة على الأطراف, وعن معاناة أهله ليلا ونهارا من ترويع وتقتيل وتدمير أتى على الأخضر واليابس لم يسلم منه حتى الزرع والضرع, طال أقواتهم وأرزاقهم وحلهم وترحالهم, حوصروا بين الأسلاك الشائكة والدبابات.
فوهات الرشاشات دائما موجهة إليهم حتى وهم يسعون وراء شربة ماء أو قليلا من الحلفاء للتدفئة بنارها وطهي أكلهم, حتى أصبحت كابوسا يقلق كبارهم قبل صغارهم, صوت الطائرات يمزق صمتهم ويفتت أمنهم ويزيد عمقا لروعهم ليلا ونهارا ومع ذلك صبروا وكانوا حماة الوطن هبوا هبة رجل واحد من أدناه الي أقصاه وكانوا درعا للثورة من حيث الجهاد منذ بدايته و الدعم والتموين والتمويل, فبهم وبأمثالهم من الرجال عبر الوطن الحبيب نجحت الثورة ونالت الجزائر استقلالها.
فقال لي إنك تبالغ كثيرا في وصفك لمدينتك فكل الجزائر شاركت في الثورة وكانت درعا حصينا لها كما تقول.
فقلت له: نعم الجزائر كلها من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها شاركت في الثورة التحريرية ولكن بئر العاتر همشت ولم تذكر مآثرها وتاريخها الكفاحي والنضالي ماعدا الشحيح منه الذي ذكر في بعض المذكرات والبعض الأخر لم يذكرها في مذكراته مثل الوزير محمد زرقيني الذي كان ضابطا في جيش التحرير وجرح وتم التكفل به وإيوائه وعلاجه في تازبنت, وما صرح به الرئيس الراحل أحمد بن بلة عندما قال في تصريح له في برنامج شاهد على العصر الذي أعدته وقدمته الجزيرة أن ولاية تبسة كان لها الفضل في إمداد وتزويد الثورة بالسلاح.
فقال لي: من حقك يا صديقي أن تكتب عن مدينتك كما تشاء, لقد أسعدني كثيرا الكلام معك أستودعك الله ومع السلامة. انتهت المكالمة وستجدد بحول الله مكالمات أخرى.
قلت له أولا عشقي لبئر العاتر فطري متجدد دائم لا ينتهي أبدا إلا باندثار وتلاشي أنفاسي وسط زوابع العدم؟ قال لي ما هو العدم؟ بصوت مشبع بالدسم المعرفي والثقة بالنفس!
أدركت هنا أن صاحبي ذهب بعيدا وأراد أن يخوض غمار فكرة يريد إيصال مقاساتها العلمية والفلسفية لي، وأن ينثر على مسامعي فكرة أن الحياة بحر متلاطم من المتناقضات ولا يجب أن نستسلم للسواد الفكري القادم من ثنايا الفلسفة الملحدة التي تدفن سمومها في أعماق الكلمات وتتلاعب بالمعاني لتحقيق أغراض من الاستفهام الكوني وزرع الشك المشجع على الإنزلاقات الروحية, لذلك أصبحنا نعيش بين الحقيقة والخيال وبين القبح والجمال والتنافر والتباعد وكذلك بين الحب والكره ولم نستطع التوفيق بينهما لنتعايش دون مؤثرات التوابع الخاطفة المقلقة للغل والحقد وأصبحنا نخاف من إبداء حقيقة ذواتنا وأحاسيسنا ومشاعرنا, لذلك نقوم بدفنها ووأدها تحت بريق بسمة كاذبة مضللة, فتراكمت وتزاوجت وظهرت على شكل أمراض نفسية زادت وسواسا لهمومنا.
فقلت له العدم هو اللاشئ.
فقال لي : لا يا صديقي العزيز, العدم هو كل شئ فيزيائيا, الكثير منا يستعمل كلمة العدم وهو لا يدرك كنهها وما يدور في أبعادها المعنوية من تفاصيل مهمة, يجب علينا أن نتحرى ما يصدر منا وأن نكون ملمين بجوانب الكلم ونحن في عصر التكنولوجيا والمعلومة متوفرة نستطيع الوصول إليها في لحظات, كثير منا يضن أنها تعني الفراغ واللاشئ ولا مكان ولا زمان وربما من يقحمها في حالات نفسية وفكرية ضبابية يدثرها السواد , إن وراء العدم حقائق لم يدركها عقلنا فهي من الماورائيات والظواهر التي لم يفسرها العلم ولم يستطع وعينا الوصول إليها, تبقى دائما في علم الواحد الأحد ومن الغيبيات والحكمة التي خصها الله لنفسه, كما أن هناك فلسفة ملحدة تدعى العدمية نسبة لكلمة العدم تتبنى موقفا ومفهوما فلسفيا يدعي أن الكون كله لا قيمة له, وقد كان لها تأثيرها على الأدب, فظهر مذهب أدبي فلسفي تبنى العدمية في إنتاجه الأدبي يحاول إثبات أن العدمية هي الوجه الأخر للوجود به تعرف حقيقة الحياة ومن أشهر كتاب العدمية الروائي الروسي الشهير ديستوفيسكي صاحب رواية الجريمة والعقاب والشاعر الناقد جوتفريد بن.
فقلت له شكرا على المعلومة وأردفت قائلا
أكتب عن بئر العاتر ليعرف الجميع تاريخ هذه المنطقة التي كانت مهدا للحضارات وتعاقب الثقافات ومجمع القوافل وما حملته من الأحاديث والروايات والمعارك والنازلات وبريق السيوف ونواصل الرماح والدروع المرصعات, أرض الزهد والكرم والشعر الملحون و لأنه كان محاصرا خلال الفترة الاستعمارية حصارا لا مثيل له سخرت له فرنسا شئ مهول من العدد والعدة والعتاد الفتاك, فتم حصاره بين كتيبة الهندسة العسكرية ومعداتها الثقيلة جنوبا والمطار العسكري وترساناته الحربية شرقا والمكتب الثاني الخاص بالتحقيقات الأمنية في الوسط والمصالح الإدارية المختصة (sas ) التي ماتزال ثابتة موجودة شاهدة على فظاعة فرنسا وجرائمها وخط شال المكهرب الذي هو عبارة عن أسلاك شائكة بها 6 خطوط مكهربة عرضها 12 مترا بقوة 15 ألف فولط تم تدعيمها بألغام مضادة للأفراد و أسلاك شائكة متصلة بمراكز الحراسة و المراقبة بغية منع المتسللين للداخل أو الخارج وكذلك الوحدات القتالية والمعسكرات العسكرية المنتشرة على الأطراف, وعن معاناة أهله ليلا ونهارا من ترويع وتقتيل وتدمير أتى على الأخضر واليابس لم يسلم منه حتى الزرع والضرع, طال أقواتهم وأرزاقهم وحلهم وترحالهم, حوصروا بين الأسلاك الشائكة والدبابات.
فوهات الرشاشات دائما موجهة إليهم حتى وهم يسعون وراء شربة ماء أو قليلا من الحلفاء للتدفئة بنارها وطهي أكلهم, حتى أصبحت كابوسا يقلق كبارهم قبل صغارهم, صوت الطائرات يمزق صمتهم ويفتت أمنهم ويزيد عمقا لروعهم ليلا ونهارا ومع ذلك صبروا وكانوا حماة الوطن هبوا هبة رجل واحد من أدناه الي أقصاه وكانوا درعا للثورة من حيث الجهاد منذ بدايته و الدعم والتموين والتمويل, فبهم وبأمثالهم من الرجال عبر الوطن الحبيب نجحت الثورة ونالت الجزائر استقلالها.
فقال لي إنك تبالغ كثيرا في وصفك لمدينتك فكل الجزائر شاركت في الثورة وكانت درعا حصينا لها كما تقول.
فقلت له: نعم الجزائر كلها من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها شاركت في الثورة التحريرية ولكن بئر العاتر همشت ولم تذكر مآثرها وتاريخها الكفاحي والنضالي ماعدا الشحيح منه الذي ذكر في بعض المذكرات والبعض الأخر لم يذكرها في مذكراته مثل الوزير محمد زرقيني الذي كان ضابطا في جيش التحرير وجرح وتم التكفل به وإيوائه وعلاجه في تازبنت, وما صرح به الرئيس الراحل أحمد بن بلة عندما قال في تصريح له في برنامج شاهد على العصر الذي أعدته وقدمته الجزيرة أن ولاية تبسة كان لها الفضل في إمداد وتزويد الثورة بالسلاح.
فقال لي: من حقك يا صديقي أن تكتب عن مدينتك كما تشاء, لقد أسعدني كثيرا الكلام معك أستودعك الله ومع السلامة. انتهت المكالمة وستجدد بحول الله مكالمات أخرى.