المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : *** حكاية الصبي والشيخ المتقي ***


المهذب
2020-12-20, 11:38
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد:
أولا الصلاة على الحبيب المصطفى صلوات رب وسلامه عليه عدد ما نرى وعدد الحصى وعدد النجوم وعدد ما في الكون، وعدد ما يقول له المولى سبحانه كن فيكون.
أيها الأحبة لما كانت الحياة بسيطة والناس نشيطة والكبير دوما على حقيقة والصغير يسمع ويتعلم الدروس والعبر وسيرة الأولين من الخلائق ويتابعها متابعة دقيقة.
لما كانت مجالس السمر ليس بها إلا الذكر والعبر ، لما كانت التلفزة شيخ يروي الأحاديث بأحلى صور ، ومذياع لكل ما هو مفيد وبالبال يستقر.
لما كان القلب أبيض كالثلج ،والفؤاد صاف والدموع عند سماع نداء الحق تنهمر
الروح سابحة في ملكوت الخالق والكل يسأل عن دينه والكل للكل في تعاون ونصح وطيب الكلام بينهم كشهد العسل.
أيها الأحبة : هذا طالب علم فى ذاك الزمان يدرس الدين ويحفظ كتاب الله
وذات يوم جلس الشيخ على غير عادته وطالب من تلاميذه عن معرفة الأشياء وماذا؟ استفاد هؤلاء الحفظة من القرآن الكريم، وبعد سماع الجميع والكل أعطى وجهة نظره مما عرف خلال فترة تعلمه وطلب ما طلب من شيخه،
هذا الطالب راودته فكرة لم يعرف مغزاها وما الحكمة منها ولماذا ؟تقال دوما وهو لم يحض بفرصة أن يعلم ما ترمي إليه، وقال لشيخه ، يا شيخ أنا لا أريد إلا الستر من رب العالمين ، وإنني قرأت ذلك بالقرآن الكريم ولا أريد شيئا في هذه الدنيا إلا الستر ،وهنا أنتبه إليه الشيخ وأعجب بطلبه وأراد مساعدته ثم قال له
أتعرف ماذا؟ طلبت ، فقال الطالب الستر من رب العالمين ، فأعاد له الشيخ أتعلم ما هو الستر ؟ فقال الطالب لا يا شيخي، فقال له الشيخ لن تعرف ذلك إلا إذا فعلت ما أقوله لك بالحرف الواحد، فقال الطالب قبلت يا شيخ، وبدأ الشيخ يصف لهذا الطالب كيف تكون المغامرة التي سوف يقوم بها .
فقال الشيخ اذهب إلى سوق الماشية (الرحبة) وأترك الناس كلهم يدخلون ثم
تأمل ما تجد وبعدها عد إلي وأروي لي ما رأيت.
و فعلا انتظر هذا الطالب يوم سوق الماشية وذهب إلى باب الرحبة وهو يراقب ويشاهد ، هذه أبقار وتلك أغنام وتلك ماعز و و و...الخ ، وعند انتهاء فترة هذا السوق وخرج كل المتسوقين نظر هذا الطالب إلى باب الرحبة وإذا به يرى عصفور في عشه ومحتضن لبيضاته ، فلم يرد هذا الطالب إزعاج العصفور حتى لا يطير ثم عاد إلى شيخه وهو منبهر مما رأى ، ولما وصل إليه وجده جالس ينتظره ،وهو يبتسم فقال له الطالب يا شيخ لقد رأيت العجب العجاب فقال له الشيخ فماذا رأيت فقال الطالب لقد انتظرت حتى رحل كل من في الرحبة إلى حال سبيله ثم نظرت إلى أرضية باب الرحبة فوجدت عصفور بعشه وله بيضات فتعجبت من الأمر وأردت أن أعرف سبب عدم فزع العصفور أو انه طار او دهس هو وبيضاته ، فقال له الشيخ تقدم يا ولدي ، ثم قال له إن ما رأيت لهو الستر من رب العالمين وإنك طلبت أحسن الطلبات على الإطلاق ، فاستمر يا ولدي بسريرة نظيفة وقلب محب لكل الناس وتعلم القرآن فإنه أساس وطبق ما جاء به فإنك إن شاء الله في خلاص من شر الوسواس الخناس من الجن ومن شياطين الناس ، ومن كل متآمر دساس وها قد وقفت على ما طلبت بنوع من التبيان وأنت بكامل الإحساس ، فاجعل يا ولدي نصب عينيك إن الله هو الستار وانك عبد له و الشر لدونك مساس وبقلبك الطيب سيكون الستر بإذن الله لك بالدنيا والآخرة مثل الأوائل من الناس مثل ذلك العصفور الذي مرت عليه جموع المتسوقين لكنهم لم يؤذوه ولم يشعر بهم مع أن الأرجل كانت كثيرة لكنه كان دون عفاس.
أيها الأحبة لهذه الحكاية عبرة ومعنى فلنعتبر ولا خير إلا فيما اختار الله.
(اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض آمين).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.

المهذب
2020-12-27, 14:59
بوركت أخي على المرور الطيب