المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفاروق عمر بن الخطاب


جزائري1
2009-12-18, 20:13
بســم الله الـرحمــن الرحيــم
ارجو التثبيت
الـــــفـــــاروق عمر بن الخطاب

نسبه :

الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبدالعزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ،عرف في شبابه بالشـدة والقـوة ،

وكانت له مكانة رفيعـة في قومه اذ كانت لهالسفارة في الجاهلية فتبعثـه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بينغيرهم 000

وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحاتوأول من لقب بأمير المؤمنين0

اسلامه :

سلم في السنة السادسة منالبعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطابوزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطـاب متقلـدا سيفه الذي خـرج به ليصفـيحسابه مع الإسـلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاحصيحته المباركة : ( دلوني على محمد )000

وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج منمخبئه وصاح : ( يا عمـر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصـك بدعـوة نبيه -صلىالله عليه وسلم- ، فإني سمعته بالأمس يقول : ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب )000فسأله عمر من فوره : ( وأين أجد الرسولالآن يا خباب ؟) 000 وأجاب خباب : ( عند الصفـا في دار الأرقـم بن أبي الأرقـم )000

ومضى عمر الى مصيره العظيم000ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول -صلى اللهعليه وسلم- فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال : ( أما أنت منتهيا يا عمر حتىيُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بنالخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب ) 000 فقال عمر : ( أشهد أنّك رسول الله )000
وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون في دار الأرقم : ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك )000وخرجالمسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجـرؤ قريش علىاعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ( الفاروق ) لأن اللهفرق بين الحق والباطل 000

لسان الحق :

هو أحد العشرة المبشرينبالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزلموافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب : ( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما منكلامه ورأياً من رأيه ) 000كما قال عبد الله بن عمر : ( مانزل بالناس أمر فقالوافيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )000

‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضيالله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسـول اللـه ‏-‏صلى اللـه عليه وسلم-‏ ‏: ( لقد كان فيماقبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏)000 و‏زاد ‏‏زكرياءبن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي‏ ‏-صلى الله عليه وسلم-: ( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجاليكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر )000‏‏قال ‏‏ابنعباس ‏-‏رضي الله عنهما-: ( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)000

قوة الحق :

كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بنالخطاب ‏‏على رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏ قريش ،‏‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمنفبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله -‏صلى الله عليه وسلم-،‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسولالله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر : (‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله )000فقال النبي ‏-صلى الله عليه وسلم-‏ ‏: ( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلماسمعن صوتك ابتدرن الحجاب )000فقال ‏‏عمر : (‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله )000ثم قال عمر ‏: ( ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏-‏صلى الله عليهوسلم-)000‏فقلن : ( نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله -‏صلى الله عليهوسلم-)000‏فقال رسول الله ‏-‏صلى الله عليه وسلم- ‏: ( إيها يا ‏ابن الخطاب ‏،‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )000

ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمونيخرجون سرا ، وقال متحديا لهم : ( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجتهفليلقني وراء هذا الوادي )000فلم يجرؤ أحد على الوقوف فيوجهه000

خلافته :

رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة علىتحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد منالصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان : ( اللهم علميبه أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله )000 وبناء على تلك المشورةوحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم000

أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمرمن بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا : (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفتعليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهموأقواهم عليهم )000ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا : (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليـت من جهـد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ،واني قد استخلفـت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا )000فرد المسلمون : (سمعناوأطعنا)000وبايعوه سنة ( 13 هـ )000

انجازاته :

استمرت خلافته عشر سنينتم فيها كثير من الانجازات المهمة000لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال : ( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا ومانستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونافصلينا)000
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 هـ ) ،وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 هـ ) ، وأول من عسّ فيعمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّـر الأمصار ، واستقضـىالقضـاة ، ودون الدواويـن ، وفرض الأعطيـة ، وحج بالناس عشر حِجَـجٍ متواليـة ، وحجبأمهات المؤمنينفي آخر حجة حجها000
وهدم مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناسبالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوارؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط فيمسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-000
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرجاليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحيةالكوفة000 فقال أبو بكر : ( الصُّحبة يا رسول الله ؟)000قال : ( الصُّحبة )000تقولالسيدة عائشة : ( فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيتأبا بكر يبكي يومئذ )000ثم قال أبو بكر : ( يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنتأعددتهما لهذا )000فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ،فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما000

فتوحاته الاسلاميه :

لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الىحمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلسوما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربروالبُرلُسّ000وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم : ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )000

استشهاده :

كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينالشرفها : ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك)000وفي ذات يوموبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بنشعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذيالحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة000 ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسيحمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة000ودفن الى جوار الرسول -صلىالله عليه وسلم- وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفةالموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة000

لمحات من حياة عمر بن الخطاب :

أرسل كسرى سبعة من حاشيته المقربين الى زيارة عاصمة الإسلام وملكهمعمر بن الخطاب حيث كان يظن انها مملكة .. وأمرهم أن ينظروا كيف يعيش وكيف يتعامل معشعبه فدخلوا المدينة بالفعل وأرشدوهم إلى المسجد فسألوا أين قصر أمير المؤمنين فضحكالصحابة من سؤالهم هذا وأخذهم أحد الصحابة وقال لهم أترون هذا البيت الطيني وعليهشعر ماعز وضعه عمر لكي لا يسقط المطر فينهدم البيت على رأس عمر وأولاده … نظر الرسلبعضهم الى بعض ظانين منهم أن هذا البيت ربما كان المنتجع الصيفي أو مكانا ليقضي فيهبعض الوقت هو وأهله فقالوا بل نريد قصر الإمارة فقال لهم أن هذا هو .. فطرقوا البابففتح لهم عبد الله بن عمر بن الخطاب فسألوه عن أبيه..فقال ربما كان في نخل المدينة .. فخرج معهم عبد الله حتى وصلوا إلى هناك فقال لهم أترون هذا الرجل النائم هناكإنه عمر بن الخطاب وقد كان المشهد الذى رآه وفد كسرى عبارة عن رجل نائم على ظهرهيغط في نوم عميق على الأرض يده اليسرى تحت رأسه وسادة ويده اليمنى على عينه تحميهمن حرارة الشمس .. فقال قولة صدق أصبحت مثلا واصبح الجيل بعد الجيل يرويها أمنت لماأقمت العدل بينهم فنمت نوم قرير العين هانيها(عدلتفأمنت فنمت يا عمر)

...........

وذات مرة وهو سائر وجد الأطفال يلعبون وكانوا عندما يجدون عمر يقولفتل منهم أأبكي لكم أمير المؤمنين؟ فيقول يا أمير المؤمنين فيقول نعم يا بني فيقولله أتق الله فيقول فقهها الصبي ويبكي

...........

وذات مرة وهو عائد الى بيته إذا بامرأة حامل رأت عمر أمامها من رهبتهوخشيته أجهضت ما في بطنها فبلغ عمر فصعد على المنبر وقال أيها الناس بينما أنا سائرفي الطريق أجهضت امرأة عندما رأتني هل على غرة؟ قال بعض الناس يا أمير المؤمنينامرأة تخاف فيسقط ما في بطنها لا ذنب لك ..لكن عليا يقول يا أمير المؤمنين إن كانواقد نصحوك فقد غشوك ويوم القيامة لن ينفعوك عليك غرة فدفعها عمر رضي الله عنه وكذلكالقتل الخطأ عليه غرة أو دية

...........

في أخر عام في السنة العاشرة من حكمه قال إن عشت العام القادم سوفأذهب الى كل بلد أعيش فيها شهرين فان الرعية لها أمور يحجبها عني الولاة فو اللهسوف يكون أحلى عام هذا الذي أقضيه بين الرعية أسمع فيها شكواهم
ولكنه عندما كانبالمدينة كان لديه تقارير عن حركة الولاة فبلغه ذات مرة أن عمرو بن العاص فيالفسطاط يجلس بين الناس متكئا وقد كان كبيرا في السن فأرسل اليه رسولا خاصا (محمدبن ابي مسلمة) يقول له من عبد الله بن عمر أمير المؤمنين الى العاصي بن العاص اذابلغتك رسالتي فاجلس كما كان يجلس رسول الله
فقد كان يتحكم وهو في المدينة فيجلوس الولاة .. وبلغه أيضا أن سعدا صنع بابا على باب الإمارة فمن يأتي يطرقه فقاليا بن مسلمة أذهب فاكسر الباب وقل له يا سعد يا خال رسول الله من حجب بينه وبينالرعية حجب الله بينه وبين الجنة يوم القيامة

...........

وكان رضي الله عنه أول إنسان في التاريخ يعمل السجلات العسكرية ،وكان يطرق على زوجات الجنود المتواجدين في الحرب فيسألهم هل تريدون شيئا من السوقفيجيبوه نعم يا أمير المؤمنين كذا وكذا فيكتب ويحضره حاملا على كتفه وظهره وكانيقول أنا أبو العيال حتى يعود

...........

ويوم قتل عمر دخل ابن مسعود على عائشة فرآها تبكي وتقول والله أنالعضات في جحرها لحزنت على ما حدث لعمر
.......منقول.....

جزائري1
2009-12-18, 21:08
اولا السلام عليكم ورحمة الله والله انه لشيئ عجاب ان يقرأ لحد الان 9 من الناس هذا الموضوع ولا يرد احد ولو ب شكرا 4حوف لا اكثر الله المستعان

طاهر القلب
2009-12-18, 21:23
بارك الله فيك و الله إن شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأحب شخصية عندي بعد رسول الله طبعا
شكرا لك أخي الكريم على الموضوع الرائئئئئئئئئئئئئئئئع

http://up.arb-up.com/i/00023/ql5tzyv5h90g.gif

جزائري1
2009-12-19, 12:25
وفيك بارك الله اخي الطاهر



تشبهوا بهم ان لم تكونوا مثلهم ان التشبه بالكرام فلاح

جزائري1
2009-12-24, 16:55
وفيك بارك الله

حسناء العابدة
2009-12-24, 17:08
بارك الله فيك وجزيت كل الخير

جزائري1
2009-12-24, 18:34
بارك الله فيك وجزيت كل الخير




وفيكي بارك الله اللهم تب علينا

ghazir
2009-12-27, 16:18
شكرا لك على الموضوع القيم و أطلب من الإخوة أن يتفاعلوا

مصرية من الجزائر
2009-12-27, 16:33
جزيت خيرا أخي
موضوع في قمة الروعة

ghazir
2009-12-27, 16:39
جزيت خيرا أخي
موضوع في قمة الروعة
شكرا على تفاعلك الأخت مصرية من الجزائر

جزائري1
2009-12-27, 17:16
جزيت خيرا أخي
موضوع في قمة الروعة

واياكم ان شاء الله شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا

رضا 111
2010-01-08, 10:11
بارك الله فيك

المجوار
2010-01-08, 14:35
مشكوووووووووووووووووووووووووووور على جهدك

امير الجود
2010-01-10, 21:48
جزاك الله خيرا ايها الاخ الكريم وبارك الله فيك

eid4a
2010-01-11, 22:15
جزاك الله خيرا أخي في الله
ونرجو المزيد من مشاركاتك الطيبة
دمتم في حفظ الله

eid4a
2010-01-11, 22:18
اعداد الشيخ على حشيش

نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم لبيان حقيقة هذه القصة التي اشتهرت لى ألسنة الوعاظ والقصاص بما فيها من افتراءات، تجعل في يوم إسلام عمر قصة تقلده للسيف لقتل رسول الله ، وقصة ضرب زوج أخته، وقصة إدماء وجه أخته
تلك قصص واهية مركبة بعضها فوق بعض من داخل قصة إسلام عمر، فهي ظلمات بعضها فوق بعض
وإلى القارئ الكريم تخريج وتحقيق هذه القصة، ثم بيان الصحيح في إسلام عمر

أولاً متن القصة

يروى عن أنس بن مالك قال «خرج عمر متقلد السيف، فلقيه رجل من بني زهرة، فقال له أين تعمد يا عمر؟ فقال أريد أن أقتل محمدًا قال وكيف تأمن من بني هاشم وبني زهرة وقد قتلت محمدًا ؟ قال فقال له عمر ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي أنت عليه، قال أفلا أدلك على العجب، إن ختنك وأختك قد صبوا وتركا دينك الذي أنت عليه، قال فمشى عمر ذامرًا حتى أتاهما، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له خباب قال فلما سمع خباب بحس عمر توارى في البيت، فدخل عليهما فقال ما هذه الهينمة التي سمعتها عندكم ؟ قال وكانوا يقرأون طه، فقالا ما عدا حديثًا تحدثناه بيننا، قال فلعلكما قد صبوتما، فقال له ختنه يا عمر إن كان الحق في غير دينك ؟ قال فوثب عمر على ختنه، فوطئه وطأً شديدًا، قال فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها، فقالت وهي غضبى وإن كان الحق في غير دينك ؟ إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله
فقال عمر أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه، قال وكان عمر يقرأ الكتب، فقالت أخته إنك رجس، وإنه لا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل أو توضأ، قال فقام عمر فتوضأ، ثم أخذ الكتاب فقرأ «طه حتى انتهى إلى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري» قال فقال عمر دلوني على محمد، فلما سمع خباب قول عمر، خرج من البيت، فقال أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله ليلة الخميس اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب، أو بعمرو بن هشام وكان رسول الله في الدار التي في أصل الصفا قال فانطلق عمر، حتى أتى الدار، وعلى باب الدار حمزة وطلحة، وناس من أصحاب رسول الله ، فلما رأى حمزة وجل القوم من عمر فقال حمزة هذا عمر إن يرد الله بعمر خيرًا يسلم، فيتبع النبي ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينًا
قال والنبي داخل يوحى إليه، قال فخرج رسول الله ، حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، فقال ما أنت بمنته يا عمر حتى ينزل الله عز وجل بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة، فهذا عمر بن الخطاب اللهم أعز الإسلام أو الدين بعمر بن الخطاب، فقال عمر أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله، وأسلم وقال أخرج يا رسول الله»


ثانيًا التخريج

القصة أخرجها البيهقي في «الدلائل» ، حيث قال «أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد، قال أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز، قال حدثنا محمد بن عبيد الله هو ابن يزيد الحناوي، قال حدثنا إسحاق بن يوسف يعني الأزرق، قال حدثنا القاسم بن عثمان البصري، عن أنس بن مالك قال فذكر القصة وأخرجها ابن سعد في «الطبقات الكبرى» ، والدارقطني في «السنن» مختصرًا ح ، والطبراني في «الأوسط» ح مختصرًا


ثالثًا التحقيق

هذه القصة واهية، وعلتها القاسم بن عثمان أبو العلاء البصري ولقد انفرد بها عن أنس ولذلك قال الإمام الطبراني «لا تروى عن أنس إلا بهذا الإسناد تفرد بها القاسم» اهـ
قلت وأورده الإمام الذهبي في «الميزان» وقال «القاسم بن عثمان البصري عن أنس قال البخاري له أحاديث لا يتابع عليها ثم قال الذهبي حدّث عنه إسحاق الأزرق بقصة إسلام عمر وهي منكرة جدًا» اهـ
قلت وأورده الإمام العقيلي في «الضعفاء الكبير» وقال «القاسم بن عثمان، عن أنس، لا يتابع على حديثه، حدّث عنه إسحاق الأزرق أحاديث لا يتابع منها على شيء» اهـ
قلت وأقر الحافظ ابن حجر قول الإمام البخاري وقول الإمام العقيلي وحكم الإمام الذهبي على قصة إسلام عمر بأنها منكرة جدًا


رابعًا طريق آخر

وإلى القارئ الكريم قصة إسلام عمر وضربه لأخته يتخذها القصاص والوعاظ شاهدًا من حديث ثوبان لهذه القصة الواهية التي أوردناها آنفًا
القصة أخرجها الإمام الطبري في «المعجم الكبير» ح حيث قال «حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يزيد بن ربيعة ثنا أبو الأشعث عن ثوبان قال قال رسول الله «اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب»، وقد ضرب أخته أول الليل وهي تقرأ «اقرأ باسم ربك الذي خلق» حتى ظن أنه قتلها ثم قام من السحر فسمع صوتها تقرأ «اقرأ باسم ربك الذي خلق» فقال والله ما هذا بشعر ولا همهمة، فذهب حتى أتى رسول الله فوجد بلالاً على الباب فدفع الباب فقال بلال من هذا ؟ فقال عمر بن الخطاب فقال حتى أستأذن لك على رسول الله ، فقال بلال يا رسول الله، عمر بالباب فقال رسول الله «إن يرد الله بعمر خيرًا أدخله في الدين» فقال لبلال «افتح»، وأخذ رسول الله بضبعيه فهزه فقال «ما الذي تريد؟» وما الذي جئت ؟ فقال له عمر اعرض عليّ الذي تدعو إليه، قال «تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله» فأسلم عمر مكانه وقال «أخرج»


خامسًا التحقيق

وهذه أيضًا قصة واهية لا تصلح للشواهد ولا المتابعات، بل تزيد القصة وهنًا على وهن، وعلتها يزيد بن ربيعة الرحبي
أورده الإمام البخاري في كتابه «التاريخ الكبير» ترجمة وقال «يزيد بن ربيعة أبو كامل الرحبي الدمشقي الصنعاني صنعاء دمشق عن أبي أسماء حديثه مناكير»
وأورده الإمام النسائي في «الضعفاء والمتروكين» ترجمة وقال «يزيد بن ربيعة، متروك الحديث»
فــائدة
قال الحافظ في «شرح النخبة» ص «ولهذا كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه»
وأورده الإمام الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» ترجمة وقال «يزيد بن ربيعة أبو كامل الرحبي، من صنعاء دمشق» اهـ
فــائدة
يظن من لا دراية له بكتاب «الضعفاء والمتروكين» للإمام الدارقطني، بقوله الذي أوردناه في يزيد بن ربيعة، أن الدارقطني سكت عنه، ولا يدري أنه بمجرد ذكر اسمه في كتابه «الضعفاء والمتروكين» إجماع على تركه، كما جاء في «المقدمة» حيث قال الإمام البرقاني
«طالت محاورتي مع ابن حمكان لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني عفا الله عني وعنهما في المتروكين من أصحاب الحديث، فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات» اهـ
قلت وبهذا التحقيق تصبح القصة واهية بهذا الشاهد الذي لا يزيدها إلا وهنًا على وهن

فــائدة
أوردها الحافظ ابن كثير في «اختصار علوم الحديث» تنطبق تمام الانطباق على هذه القصة الواهية، لما فيها من متروكين، حيث نقل عن ابن الصلاح قوله «لا يلزم من ورود الحديث من طرق متعددة، أن يكون حسنًا، لأن الضعف يتفاوت، فمنه ما لا يزول بالمتابعات، يعني لا يؤثر كونه تابعًا أو متبوعًا، كرواية الكذابين والمتروكين» اهـ


سادسًا من الروايات الصحيحة في قصة إسلام عمر

لقد بوّب الإمام البخاري في «صحيحه» في كتاب «مناقب الأنصار» بابًا رقم إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتحت هذه الترجمة أخرج حديث فقال «حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعته قال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما أسلم عمر، اجتمع الناس عند داره وقالوا صبأ عمر وأنا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج فقال قد صبأ عمر، فما ذاك ؟ فأنا له جار، قال فرأيت الناس تصدعوا عنه، فقلت من هذا ؟ قالوا العاص بن وائل» اهـ
وأورده الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» في إسلام عمر بن الخطاب قال ابن إسحاق وحدثني نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر قال لما أسلم عمر قال أي قريش أنقل للحديث ؟ فقيل له جميل بن معمر الجمحي فغدا عليه، قال عبد الله وغدوت أتبع أثره، وأنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل ما رأيت، حتى جاءه فقال له أعلمت يا جميل أني أسلمت ودخلت في دين محمد ؟ قال فوالله، ما راجعه حتى قام يجر رداءه، واتبعه عمر، واتبعته أنا، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش، وهم في أنديتهم حول الكعبة، ألا إن ابن الخطاب قد صبا، قال يقول عمر من خلفه كذب، ولكني قد أسلمت، وشهدتُّ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه حتى قامت الشمس على رؤوسهم، قال وطلع فقعد، وقاموا على رأسه وهو يقول افعلوا ما بدا لكم، فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم، أو تركتموها لنا قال فبينما هم على ذلك، إذ أقبل شيخ من قريش عليه حُلَّةٌ حَبِرَةٌ وقميصُ مُوَشّى حتى وقف عليهم، فقال ما شأنكم ؟ فقالوا صبأ عمر، قال فمه، رجل اختار لنفسه أمرًا، فماذا تريدون ؟ أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا ؟ خلوا عن الرجل قال فوالله لكأنما كانوا ثوبًا كشط عنه، قال فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك ؟ قال ذاك أي بني، العاص بن وائل السهمي»
وهذا إسناد جيد قوي، وهو يدل على تأخر إسلام عمر، لأن ابن عمر عرض يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة، وكانت أحد في سنة ثلاث من الهجرة، وقد كان مميزًا يوم أسلم أبوه، فيكون إسلامه قبل الهجرة بنحو من أربع سنين، وذلك بعد البعثة بنحو تسع سنين، والله أعلم» اهـ
قلت وأورد هذه القصة أيضًا الحافظ ابن كثير في كتاب «السيرة النبوية» نقلاً عن ابن إسحاق، ثم ذكر هذا التحقيق، وكذا ابن هشام في السيرة النبوية ح نقلاً أيضًا عن ابن إسحاق، وكذا ابن الأثير في «أسد الغابة» نقلاً عن ابن إسحاق، وأخرجه الحاكم من طريق ابن إسحاق وقال «صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي، وهو كما بينا آنفًا، قال ابن كثير «وهذا إسناد جيد قوي» اهـ
قلت ويزداد قوة بأن البخاري أخرجه ح حيث قال «حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب، قال حدثني عمر بن محمد قال فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال «بينما هو في الدار خائفًا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو عليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال ما بالك ؟ قال زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت قال لا سبيل إليك، بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي فقال أين تريدون ؟ فقالوا نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل إليه، فكرّ الناس» اهـ
قلت بهذا التحقيق يتبين الصحيح من السقيم في قصة إسلام عمر رضي الله عنه؛ فكم من قصص واهية وضعت في يوم إسلام عمر، كما بيّنا آنفًا في هذه القصة الواهية المركبة من قصص واهيات، ومن قبل قد بينا القصة الواهية الموضوعة في إسلام عمر، والتي جعلت عمر يخرج في مظاهرة في صفين حمزة في أحدهما، وعمر في الآخر، واتخذها من لا دراية لهم بالتخريج وأصول التحقيق دليلاً على مشروعية المظاهرات، وما تسبب عنها من أضرار في البلاد وقتل للعباد
سادسًا من الروايات الصحيحة في قصة إسلام عمر

لقد بوّب الإمام البخاري في «صحيحه»
في كتاب «مناقب الأنصار»
بابًا رقم
إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
وتحت هذه الترجمة أخرج حديث فقال
«حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعته قال
قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما لما أسلم عمر،
اجتمع الناس عند داره وقالوا صبأ عمر
وأنا غلام فوق ظهر بيتي فجاء رجل عليه قباء من ديباج
فقال قد صبأ عمر،
فما ذاك ؟ فأنا له جار،
قال فرأيت الناس تصدعوا عنه،
فقلت من هذا ؟
قالوا العاص بن وائل» اهـ
وأورده الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية»
في إسلام عمر بن الخطاب قال ابن إسحاق
وحدثني نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر قال
لما أسلم عمر قال أي قريش أنقل للحديث ؟
فقيل له جميل بن معمر الجمحي فغدا عليه،
قال عبد الله وغدوت أتبع أثره،
وأنظر ما يفعل وأنا غلام أعقل كل ما رأيت،
حتى جاءه فقال له أعلمت يا جميل أني أسلمت ودخلت في دين محمد ؟
قال فوالله،
ما راجعه حتى قام يجر رداءه، واتبعه عمر،
واتبعته أنا،
حتى إذا قام على باب المسجد صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش،
وهم في أنديتهم حول الكعبة،
ألا إن ابن الخطاب قد صبا،
قال يقول عمر من خلفه كذب،
ولكني قد أسلمت،
وشهدتُّ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله،
وثاروا إليه فما برح يقاتلهم ويقاتلونه
حتى قامت الشمس على رؤوسهم،
قال وطلع فقعد،
وقاموا على رأسه وهو يقول افعلوا ما بدا لكم،
فأحلف بالله أن لو قد كنا ثلاثمائة رجل لقد تركناها لكم،
أو تركتموها لنا قال فبينما هم على ذلك،
إذ أقبل شيخ من قريش عليه حُلَّةٌ حَبِرَةٌ
وقميصُ مُوَشّى حتى وقف عليهم،
فقال ما شأنكم ؟
فقالوا صبأ عمر،
قال فمه، رجل اختار لنفسه أمرًا،
فماذا تريدون ؟
أترون بني عدي يسلمون لكم صاحبكم هكذا ؟
خلوا عن الرجل قال فوالله
لكأنما كانوا ثوبًا كشط عنه،
قال فقلت لأبي بعد أن هاجر إلى المدينة
يا أبت من الرجل الذي زجر القوم عنك بمكة يوم أسلمت وهم يقاتلونك ؟
قال ذاك أي بني،
العاص بن وائل السهمي»
وهذا إسناد جيد قوي،
وهو يدل على تأخر إسلام عمر،
لأن ابن عمر عرض يوم أحد
وهو ابن أربع عشرة سنة،
وكانت أحد في سنة ثلاث من الهجرة،
وقد كان مميزًا يوم أسلم أبوه،
فيكون إسلامه قبل الهجرة بنحو من أربع سنين،
وذلك بعد البعثة بنحو تسع سنين،
والله أعلم» اهـ
قلت وأورد هذه القصة أيضًا الحافظ ابن كثير في كتاب
«السيرة النبوية» نقلاً عن ابن إسحاق،
ثم ذكر هذا التحقيق،
وكذا ابن هشام في السيرة النبوية ح نقلاً أيضًا عن ابن إسحاق،
وكذا ابن الأثير في «أسد الغابة» نقلاً عن ابن إسحاق،
وأخرجه الحاكم من طريق ابن إسحاق
وقال «صحيح على شرط مسلم» ووافقه الذهبي،
وهو كما بينا آنفًا، قال ابن كثير
«وهذا إسناد جيد قوي» اهـ
قلت ويزداد قوة بأن البخاري أخرجه ح حيث قال
«حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب،
قال حدثني عمر بن محمد قال فأخبرني جدي زيد بن عبد الله بن عمر
عن أبيه قال
«بينما هو في الدار خائفًا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي
أبو عمرو عليه حلة حبرة
وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم
وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال ما بالك ؟
قال زعم قومك أنهم سيقتلونني إن أسلمت قال لا سبيل إليك،
بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس قد سال بهم الوادي
فقال أين تريدون ؟
فقالوا نريد هذا ابن الخطاب الذي صبأ قال لا سبيل إليه،
فكرّ الناس» اهـ
قلت
هذا التحقيق يتبين الصحيح من السقيم
في قصة إسلام عمر رضي الله عنه؛
أما الحديث الصحيح
في قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فهو حديث :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ :
لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ :
أَيُّ قُرَيْشٍ أَنْقَلُ لِلْحَدِيثِ ؟
قِيلَ لَهُ : جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ ، قَالَ : فَغَدَا عَلَيْهِ ،
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : وَغَدَوْتُ أَتْبَعُ أَثَرَهُ أَنْظُرُ مَا يَفْعَلُ ،
وَأَنَا غُلَامٌ ، وَجَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ هُوَ جَدُّ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ بْنِ جَمِيلِ
بْنِ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيُّ
- أَعْقِلُ كُلَّمَا رَأَيْتُ ، حَتَّى جَاءَهُ فَقَالَ :
أَمَا عَلِمْتَ يَا جَمِيلُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَدَخَلْتُ فِي دِينِ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : فَوَاللَّهِ ،
مَا رَاجَعَهُ حَتَّى قَامَ يَجُرُّ رِجْلَيْهِ ،
وَاتَّبَعَهُ عُمَرُ ، وَاتَّبَعْتُ أَبِي ،
حَتَّى إِذَا قَامَ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ صَرَخَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ :
يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - وَهُمْ فِي أَنْدِيَتِهِمْ حَوْلَ الْكَعْبَةِ
- أَلَا إِنَّ عُمَرَ قَدْ صَبَا ، قَالَ : يَقُولُ عُمَرُ مِنْ خَلْفِهِ :
كَذَبَ ، وَلَكِنْ قَدْ أَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، قَالَ :
وَثَارُوا إِلَيْهِ ، قَالَ :
فَمَا بَرِحَ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ حَتَّى قَامَتِ الشَّمْسُ عَلَى رُءُوسِهِمْ ،
قَالَ : وَطَلَحَ فَقَعَدَ ،
وَقَامُوا عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ يَقُولُ :
افْعَلُوا مَا بَدَا لَكُمْ ،
فَأَحْلِفُ أَنْ لَوْ كُنَّا ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ لَقَدْ تَرَكْنَاهَا لَكُمْ
أَوْ تَرَكْتُمُوهَا لَنَا ،
قَالَ : فَبَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ جُبَّةٌ حِبَرَةٌ
وَقَمِيصٌ قُومِسُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ
مَا شَأْنُكُمْ ؟ قَالُوا : صَبَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، قَالَ : فَمَهْ ،
رَجُلٌ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَمْرًا فَمَاذَا تُرِيدُونَ ؟
أَتَرَوْنَ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ يُسْلِمُونَ لَكُمْ صَاحِبَهُمْ ؟
هَكَذَا عَنِ الرَّجُلِ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا كَانُوا ثَوْبًا كُشِفَ عَنْهُ ،
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَقُلْتُ لِأَبِي بَعْدَ أَنْ هَاجَرْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ : يَا أَبَتِ ،
مَنِ الرَّجُلُ الَّذِي زَجَرَ الْقَوْمَ بِمَكَّةَ يَوْمَ أَسْلَمْتَ وَهُمْ يُقَاتِلُونَكَ ؟
قَالَ : ذَاكَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ .

أخرجه الإمام أحمد في
( فضائل الصحابة – رقم 372- ج1 – ص 344
قال الشيخ وصي الله عباس : إسناده حسن

ممدوح الأنصاري
2025-06-19, 12:41
رضي الله عنه