أبو أنس بشير
2020-10-14, 21:57
دحر إفتراء بلهاشمي بن بكار الشاذلي التيجاني الجائر
عن سلطان الجزائر الإمام الأمير عبدالقادر .
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كتبت ملاحظات على ما في كتاب ( مجموع النسب والحسب والفضائل والتاريخ والأدب ) ، من عقائد الحلول والإتحاد ، وغلاة الصوفية ، وأن هذا الكتاب ألفه صاحبه ( بلهاشمي بن بكار ) لترويج عقائد النصارى والحلولية ، والإشادة بفرنسا وعملائها ، وأنه حرب على عقيدة التوحيد ومعاهدها ، وقد أظهر حقده على دعوة الإمام ابن باديس السلفية .
بل كتابه جمع بين الكذب والإفتراء والوضع والطعن في الدولة الجزائرية الحديثة وتاريخها وفي سلطانها الأمير عبد القادر - رحمه الله -
قال في ( ص ظ،ظ£ظ¤) : ( انظر سيرة الأمير عبد القادر الجزائري كيف فشلت وتلاشت بسبب سمعه للوشاة ، وقتله للعلماء وصناديده الأصدقاء ، ويُحكى أنه بعدما اطلع على الأسرار في الشام ، وشاهد سير الملوك في فرنسا ، والأستانة ، وعرف أسرار نظام السياسة في الممالك الكبرى ، قال : " يا ليت عقل اليوم مع ملك الأمس " !)
قلت ( ابن سلة ) : أي فجور وكذب بعد هذا الطعن والتحريف والتخريف ؟!
هذا المخذول التيجاني الذي وصف بمفتي معسكر ، وعلامة العصر - كذبا وزورا - أي علاقة وصلة له بالجزائر ، وبسلطانها الأمير عبد القادر ؟!
إذ من ينظر في بداية كتابه وإلحاق الأمير عبد القادر بصوفيته المنحرفة ، يظن أن الأمير من الأئمة المعظمين المبجلين عند هذا المخلوق العجيب !
ولكن في الحقيقة هو يسلك مع الأمير مسلك ( فم يسبح ، ويد تذبح ) ، ولا قيمة للأمير عبد القادر في مقابل ما عند ابن عربي وابن مشيش والتيجاني وابن عليوة من الإمامة والتبجيل والتعظيم عند ابن بكار الصوفي الحلولي الشاذلي التيجاني .
يا بن بكار من يصدقك في إفترائك على الأمير عبد القادر ، من أنه كان يجهل سياسة الحكومة ، وتسيير الجيوش ؟!
حتى خصوم الأمير من جنرالات فرنسا اعترفوا بعبقرية الأمير وحنكته الاجتماعية ، والسياسية ، والعسكرية ، والدبلوماسية ، والحق ما شهد به الأعداء
الإمام الأمير عبد القادر يعد من علماء وفقهاء وأدباء وشعراء الأمة ، قد أوتي الفصاحة والبلاغة والسياسة والحنكة والشجاعة ، وصحة العقيدة ، وهذا نتاج ما تربى عليه من كتب الفقه المالكي والحديث والتفسير واللغة التي كانت تدرس في معهد القيطنة ( وادي الحمام / معسكر ) .
الإمام الأمير عبد القادر أجمع فقهاء معسكر ومن حولها على إمامته وقدمه والده للإمارة ، فلو لم يتوسم فيه الفقه والعلم والإيمان والعقل والحلم والشجاعة ما قدمه علماء الأمة في زمانه ليسير دولتهم الجديدة ، وفي ذلك الظرف الشديد الضيق العصيب .
الأمير عبد القادر هو من أسس دولة حديثة عصرية بمدينتها وجيشها واقتصادها وطبها وقضائها وفقهائها ، وقسم الولايات ، ورتب الجيش ، وأعمل العملة ، وشيد المصانع ، وأحدث المدينة المتنقلة ، والعهود والعقود .
الأمير عبد القادر اعترف بدولته سلاطين العالم في زمانه ، بل الإمبرطوريات ، كان يعقد معهم العقود ، ويراسلهم ويراسلونه ، ويبعث لعلماء وفقهاء مشارق الأرض ومغاربها ، ويرسل إليه بالهدايا من السلاطين .
الأمير عبد القادر قهر إمبراطورية فرنسا مدة ظ،ظ§ سنة ، وانهزمت على يديه جنرالاتها واحدة تلو واحدة ، تسقط أمامه ويدسها بقدميه ويسير ولا يبالي بمن يأتي بعدها، ولا يعترف بفرنسا إلا بشريعة الإسلام في أرضه وحكومته .
فلولا خيانة التيجانية وعملاء فرنسا في الداخل لرجعت جيوش فرنسا إلى فقرها وظلام مجتمعها تجر الخيبة .
قال الأمير عبد القادر لما سمع أن بيجو يقدم استقالته لدولته : ( صحيح أنه خبر مفرح ، ولا شك أننا هزمناه عسكريا ، ولكن ليس هو أول جنرال نهزمه ويترك الجزائر ويعود إلى بلاده ، إن مشكلتنا مع مؤسسة استعمارية ، وليس مع الجنرالات نهزمهم ونشتت قواتهم ونقتل جنودهم المدربين ، ونقاوم عملائهم من الدوائر والسمالة ويوسف العنابي ورجاله ومصطفى إسماعيل وأعوانه ، والذي يجب إدراكه الآن هو أننا نواجه دولة شقيقة بكل قوتها أجبرها بيجو على محاربتناعسكريا ونفسيا ) ا.هـ ، انظر كتاب ( الأمير عبد القادر الجزائري حياته وفكره )
الأمير عبد القادر الذي قال عنه لامورسيير : ( لا شك أننا الآن نتسأل من يستحق منا الإعجاب ، أهم جنودنا المدربون المجهزون بأحدث الأسلحة ، أم الرجل الذي يقاتل مليون جندي من جنودنا بأقل من عشرة آلاف فارس من قواته )
وقال الجنرال شاغارنيه : ( إنه ينزلق بين كتائبنا يضرب ويدمر أجنحتنا ، ثم يختفي بعد تشتيت صفوفنا وقتل آلافا من جنودنا إنه أمر مريع ، وأيضا يقاوم القبائل المتعاونة معنا )
وقال بيجو : ( هل تعلمون أين تكمن قوته ؟
إنها في شمس إفريقية المحرقة حيث ندرة المياه وكثبان الرمال ، إنها في الصحرا، إنها في إيمانه بأنه صاحب حق ، حتى المدن التي تسيطر عليها لم ندخلها بقوة السلاح ، ولم نفرح بانتصار ، ولم نهزمه فيها ،منها من وجدناها خالية من السكان تسكنها الأشباح ، ومنها من نظر إلينا سكانها وكأننا مجموعة من السياح ولم يأبهوا لنا )
وهذا الجاسوس البريطاني المستشرق هنري تشرشيل يعترف بعبقرية الأمير ومهارته في التغلب على جميع العقبات ويجعلها تخدم خططه .
انظر كتاب ( الأمير عبد القادر الجزائري حياته وفكره )
الأمير عبد القادر الذي أسس دولته على الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة .
لما تقدم والده لمبايعته قال له : كيف ستحكم البلاد يا ولدي ؟
فقال : ( بالعدل والحق الذي أمر به رب العالمين ، سأحمل القرآن بيد وعصا من حديد بيد أخرى ، وسأسير على هدى كتاب الله وسنة رسوله )
وقال : ( أيها الجمع الكريم سنقاتل الغزاة بيد ، ونبني دولتنا إن شاء الله على هدى القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأمر سيكون شورى بيننا )
وقال : ( لا أريد تخصيص أي مبلغ مادي لي كما يفعل الملوك والسلاطين ، فعائلتي مليئة كما تعلمون )
وقال : ( إن كل معتد في هذه الدولة سيحاكم وينال العقاب العادل ،وكل سارق ستقطع يده ، وكل بدعة أدخلت على شريعتنا السمحاء ستحارب ،وكل خائن متعاون مع الأعداء سينال العقاب الصارم ، ولن أولي عليكم بإذن الله تعالى إلا من التزم بتقوى الله واشتهر بالصلاح والسمعة الحسنة بينكم )
وأيضا بين لهم في كم من مناسبة أنه لا يريد الملك إنما هو ناصر الدين ، وكانت شعاراته كلها تدعو إلى التوحيد ، ويقول : ( أنه يتوجب علينا تأسيس جيش نظامي يخضع لقوانين عسكرية قوية تستند إلى حضارتنا الإسلامية )
وكان يبعث بعوث الجيش ومعها الفقهاء والقراء والخطباء ، لتذكير الجيوش وتعليمهم ونصحهم ، وحثهم على الجهاد .
قلت ( ابن سلة ) : بالله عليكم من كان كذلك تتعلم منه ملوك الأرض وشعوبها ومعاهدها السياسية والعسكرية ، أو يتعلم منهم ؟
ابن بكار قد عرف أن دعوتهم الصوفية التيجانية لم تخدم الإسلام ودولته ، وأن دعوتهم فاشلة ممقوتة من طرف المسلمين ، مكشوفة ، فأراد أن يخفي هذه الفضائح بطعنه في سلطان الجزائر ، وإلصاق به التهم والجرائم .
صوفية ابن بكار هي اشبع بطنك بالطعام وقم ارقص وانطرح !
نهمة صوفية ابن بكار هي التذلل لفرنسا من أجل خبزة ، وغايتهم قذرة ، مثل الكلاب الجائعة المفترسة تنبح وتعوي على فضلاء الإسلام ، وعلى عقائده السلفية .
الأمير عبد القادر لما عرف علماء النصارى علمه ، ووزن عقله طلبوا منه شرح عقائد الإسلام فكتبها في رسالة ( المقراض الحاد ) فأبدع وأجاد وأفاد
الأمير عبد القادر قضى على فتنة الدروز في الشام التي عجزت عنها الدولة العثمانية ، وإمبرطورية بريطانيا وفرنسا من القضاء عليها .
الأمير عبد القادر تخرج على يديه علماء الحديث في هذا العصر ، وممن جدد معالمه ، وهم عبدالرزاق البيطار والقاسمي وطاهر الجزائري ، فهؤلاء هم رواد نهضة الحديث في العالم الإسلامي .
وتلامذتهم هم من ناصر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب .
هذه الإنجازات العظيمة ازعجت ابن بكار التيجاني لأنها تخدم الإسلام وعلومه وتاريخه ، وهذا بخلاف تيجانية ابن بكار فعقائدها مستمدة من عقائد النصارى ، لهذا هي تتباكى على فرنسا وتعادي كل من يعادي فرنسا .
ولهذا ابن بكار عد التيجانية وعملاء فرنسا الذين أذلهم إمام الجزائر وناصر الديانة الأمير عبد القادر ، من الظلم والجور الذي ارتكبه الأمير في حقهم ، وأنها من سياسته الفاشلة !
السياسة الناجحة عند ابن بكار هي أن يركع أهل الإسلام لفرنسا وتستعبدهم !! وتذلهم ، ويترجون منها الخبزة كما عليه التيجانية الخربة !
والأمر الأخر : أن ابن بكار ينقل الحكاية بصيغة التمريض ( يُحكى ) ، وهذا النقل لا يعول عليه عند أهل العلم ، ولا يبنى عليه الأحكام ، لأنه من صيغ التضعيف والمردود .
فهذا ما كان مع ابن بكار من وقفة في دحر باطله وإفترائه على سلطان الجزائر الأمير عبد القادر وعلى سيرته المشرفة ، وإلا فلو تتبعنا سيرته النضالية وأقواله الشهيرة لجمعت في ذلك كراسة ، والحمد لله رب العالمين .
كتبه : بشير بن سلة الجزائري
عن سلطان الجزائر الإمام الأمير عبدالقادر .
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد كتبت ملاحظات على ما في كتاب ( مجموع النسب والحسب والفضائل والتاريخ والأدب ) ، من عقائد الحلول والإتحاد ، وغلاة الصوفية ، وأن هذا الكتاب ألفه صاحبه ( بلهاشمي بن بكار ) لترويج عقائد النصارى والحلولية ، والإشادة بفرنسا وعملائها ، وأنه حرب على عقيدة التوحيد ومعاهدها ، وقد أظهر حقده على دعوة الإمام ابن باديس السلفية .
بل كتابه جمع بين الكذب والإفتراء والوضع والطعن في الدولة الجزائرية الحديثة وتاريخها وفي سلطانها الأمير عبد القادر - رحمه الله -
قال في ( ص ظ،ظ£ظ¤) : ( انظر سيرة الأمير عبد القادر الجزائري كيف فشلت وتلاشت بسبب سمعه للوشاة ، وقتله للعلماء وصناديده الأصدقاء ، ويُحكى أنه بعدما اطلع على الأسرار في الشام ، وشاهد سير الملوك في فرنسا ، والأستانة ، وعرف أسرار نظام السياسة في الممالك الكبرى ، قال : " يا ليت عقل اليوم مع ملك الأمس " !)
قلت ( ابن سلة ) : أي فجور وكذب بعد هذا الطعن والتحريف والتخريف ؟!
هذا المخذول التيجاني الذي وصف بمفتي معسكر ، وعلامة العصر - كذبا وزورا - أي علاقة وصلة له بالجزائر ، وبسلطانها الأمير عبد القادر ؟!
إذ من ينظر في بداية كتابه وإلحاق الأمير عبد القادر بصوفيته المنحرفة ، يظن أن الأمير من الأئمة المعظمين المبجلين عند هذا المخلوق العجيب !
ولكن في الحقيقة هو يسلك مع الأمير مسلك ( فم يسبح ، ويد تذبح ) ، ولا قيمة للأمير عبد القادر في مقابل ما عند ابن عربي وابن مشيش والتيجاني وابن عليوة من الإمامة والتبجيل والتعظيم عند ابن بكار الصوفي الحلولي الشاذلي التيجاني .
يا بن بكار من يصدقك في إفترائك على الأمير عبد القادر ، من أنه كان يجهل سياسة الحكومة ، وتسيير الجيوش ؟!
حتى خصوم الأمير من جنرالات فرنسا اعترفوا بعبقرية الأمير وحنكته الاجتماعية ، والسياسية ، والعسكرية ، والدبلوماسية ، والحق ما شهد به الأعداء
الإمام الأمير عبد القادر يعد من علماء وفقهاء وأدباء وشعراء الأمة ، قد أوتي الفصاحة والبلاغة والسياسة والحنكة والشجاعة ، وصحة العقيدة ، وهذا نتاج ما تربى عليه من كتب الفقه المالكي والحديث والتفسير واللغة التي كانت تدرس في معهد القيطنة ( وادي الحمام / معسكر ) .
الإمام الأمير عبد القادر أجمع فقهاء معسكر ومن حولها على إمامته وقدمه والده للإمارة ، فلو لم يتوسم فيه الفقه والعلم والإيمان والعقل والحلم والشجاعة ما قدمه علماء الأمة في زمانه ليسير دولتهم الجديدة ، وفي ذلك الظرف الشديد الضيق العصيب .
الأمير عبد القادر هو من أسس دولة حديثة عصرية بمدينتها وجيشها واقتصادها وطبها وقضائها وفقهائها ، وقسم الولايات ، ورتب الجيش ، وأعمل العملة ، وشيد المصانع ، وأحدث المدينة المتنقلة ، والعهود والعقود .
الأمير عبد القادر اعترف بدولته سلاطين العالم في زمانه ، بل الإمبرطوريات ، كان يعقد معهم العقود ، ويراسلهم ويراسلونه ، ويبعث لعلماء وفقهاء مشارق الأرض ومغاربها ، ويرسل إليه بالهدايا من السلاطين .
الأمير عبد القادر قهر إمبراطورية فرنسا مدة ظ،ظ§ سنة ، وانهزمت على يديه جنرالاتها واحدة تلو واحدة ، تسقط أمامه ويدسها بقدميه ويسير ولا يبالي بمن يأتي بعدها، ولا يعترف بفرنسا إلا بشريعة الإسلام في أرضه وحكومته .
فلولا خيانة التيجانية وعملاء فرنسا في الداخل لرجعت جيوش فرنسا إلى فقرها وظلام مجتمعها تجر الخيبة .
قال الأمير عبد القادر لما سمع أن بيجو يقدم استقالته لدولته : ( صحيح أنه خبر مفرح ، ولا شك أننا هزمناه عسكريا ، ولكن ليس هو أول جنرال نهزمه ويترك الجزائر ويعود إلى بلاده ، إن مشكلتنا مع مؤسسة استعمارية ، وليس مع الجنرالات نهزمهم ونشتت قواتهم ونقتل جنودهم المدربين ، ونقاوم عملائهم من الدوائر والسمالة ويوسف العنابي ورجاله ومصطفى إسماعيل وأعوانه ، والذي يجب إدراكه الآن هو أننا نواجه دولة شقيقة بكل قوتها أجبرها بيجو على محاربتناعسكريا ونفسيا ) ا.هـ ، انظر كتاب ( الأمير عبد القادر الجزائري حياته وفكره )
الأمير عبد القادر الذي قال عنه لامورسيير : ( لا شك أننا الآن نتسأل من يستحق منا الإعجاب ، أهم جنودنا المدربون المجهزون بأحدث الأسلحة ، أم الرجل الذي يقاتل مليون جندي من جنودنا بأقل من عشرة آلاف فارس من قواته )
وقال الجنرال شاغارنيه : ( إنه ينزلق بين كتائبنا يضرب ويدمر أجنحتنا ، ثم يختفي بعد تشتيت صفوفنا وقتل آلافا من جنودنا إنه أمر مريع ، وأيضا يقاوم القبائل المتعاونة معنا )
وقال بيجو : ( هل تعلمون أين تكمن قوته ؟
إنها في شمس إفريقية المحرقة حيث ندرة المياه وكثبان الرمال ، إنها في الصحرا، إنها في إيمانه بأنه صاحب حق ، حتى المدن التي تسيطر عليها لم ندخلها بقوة السلاح ، ولم نفرح بانتصار ، ولم نهزمه فيها ،منها من وجدناها خالية من السكان تسكنها الأشباح ، ومنها من نظر إلينا سكانها وكأننا مجموعة من السياح ولم يأبهوا لنا )
وهذا الجاسوس البريطاني المستشرق هنري تشرشيل يعترف بعبقرية الأمير ومهارته في التغلب على جميع العقبات ويجعلها تخدم خططه .
انظر كتاب ( الأمير عبد القادر الجزائري حياته وفكره )
الأمير عبد القادر الذي أسس دولته على الكتاب والسنة وعمل سلف الأمة .
لما تقدم والده لمبايعته قال له : كيف ستحكم البلاد يا ولدي ؟
فقال : ( بالعدل والحق الذي أمر به رب العالمين ، سأحمل القرآن بيد وعصا من حديد بيد أخرى ، وسأسير على هدى كتاب الله وسنة رسوله )
وقال : ( أيها الجمع الكريم سنقاتل الغزاة بيد ، ونبني دولتنا إن شاء الله على هدى القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأمر سيكون شورى بيننا )
وقال : ( لا أريد تخصيص أي مبلغ مادي لي كما يفعل الملوك والسلاطين ، فعائلتي مليئة كما تعلمون )
وقال : ( إن كل معتد في هذه الدولة سيحاكم وينال العقاب العادل ،وكل سارق ستقطع يده ، وكل بدعة أدخلت على شريعتنا السمحاء ستحارب ،وكل خائن متعاون مع الأعداء سينال العقاب الصارم ، ولن أولي عليكم بإذن الله تعالى إلا من التزم بتقوى الله واشتهر بالصلاح والسمعة الحسنة بينكم )
وأيضا بين لهم في كم من مناسبة أنه لا يريد الملك إنما هو ناصر الدين ، وكانت شعاراته كلها تدعو إلى التوحيد ، ويقول : ( أنه يتوجب علينا تأسيس جيش نظامي يخضع لقوانين عسكرية قوية تستند إلى حضارتنا الإسلامية )
وكان يبعث بعوث الجيش ومعها الفقهاء والقراء والخطباء ، لتذكير الجيوش وتعليمهم ونصحهم ، وحثهم على الجهاد .
قلت ( ابن سلة ) : بالله عليكم من كان كذلك تتعلم منه ملوك الأرض وشعوبها ومعاهدها السياسية والعسكرية ، أو يتعلم منهم ؟
ابن بكار قد عرف أن دعوتهم الصوفية التيجانية لم تخدم الإسلام ودولته ، وأن دعوتهم فاشلة ممقوتة من طرف المسلمين ، مكشوفة ، فأراد أن يخفي هذه الفضائح بطعنه في سلطان الجزائر ، وإلصاق به التهم والجرائم .
صوفية ابن بكار هي اشبع بطنك بالطعام وقم ارقص وانطرح !
نهمة صوفية ابن بكار هي التذلل لفرنسا من أجل خبزة ، وغايتهم قذرة ، مثل الكلاب الجائعة المفترسة تنبح وتعوي على فضلاء الإسلام ، وعلى عقائده السلفية .
الأمير عبد القادر لما عرف علماء النصارى علمه ، ووزن عقله طلبوا منه شرح عقائد الإسلام فكتبها في رسالة ( المقراض الحاد ) فأبدع وأجاد وأفاد
الأمير عبد القادر قضى على فتنة الدروز في الشام التي عجزت عنها الدولة العثمانية ، وإمبرطورية بريطانيا وفرنسا من القضاء عليها .
الأمير عبد القادر تخرج على يديه علماء الحديث في هذا العصر ، وممن جدد معالمه ، وهم عبدالرزاق البيطار والقاسمي وطاهر الجزائري ، فهؤلاء هم رواد نهضة الحديث في العالم الإسلامي .
وتلامذتهم هم من ناصر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب .
هذه الإنجازات العظيمة ازعجت ابن بكار التيجاني لأنها تخدم الإسلام وعلومه وتاريخه ، وهذا بخلاف تيجانية ابن بكار فعقائدها مستمدة من عقائد النصارى ، لهذا هي تتباكى على فرنسا وتعادي كل من يعادي فرنسا .
ولهذا ابن بكار عد التيجانية وعملاء فرنسا الذين أذلهم إمام الجزائر وناصر الديانة الأمير عبد القادر ، من الظلم والجور الذي ارتكبه الأمير في حقهم ، وأنها من سياسته الفاشلة !
السياسة الناجحة عند ابن بكار هي أن يركع أهل الإسلام لفرنسا وتستعبدهم !! وتذلهم ، ويترجون منها الخبزة كما عليه التيجانية الخربة !
والأمر الأخر : أن ابن بكار ينقل الحكاية بصيغة التمريض ( يُحكى ) ، وهذا النقل لا يعول عليه عند أهل العلم ، ولا يبنى عليه الأحكام ، لأنه من صيغ التضعيف والمردود .
فهذا ما كان مع ابن بكار من وقفة في دحر باطله وإفترائه على سلطان الجزائر الأمير عبد القادر وعلى سيرته المشرفة ، وإلا فلو تتبعنا سيرته النضالية وأقواله الشهيرة لجمعت في ذلك كراسة ، والحمد لله رب العالمين .
كتبه : بشير بن سلة الجزائري