رَمَادِيَاتْ
2020-09-26, 21:18
لست أذكر كيف توثقت علاقتنا فيم بعد، ولا كيف اشتبكت بنا التفاصيل لاحقا لنتقاسم مرارة الوقت وأفراحه، ولكنني أذكر جيدا كيف رحت تستندين إلى الجدار القصير في وحدتك الباكية بعدما اتهمتك صاحبة المحل بالسرقة. مررت بك يومها لأول مرة دونما أن أستطيع تمييز الشعور الذي انتابني حينها: أدموعك هي الأصدق، أم تهمتها لك؟ مرت الأيام لاحقا، مرت تسع سنوات كاملات، اجتمعنا فيها على مائدة الأكل حينا، وعلى مائدة الحياة أحيانا، دونما أن أذكر لك ذلك أو أسألك عنه.
ولعلي أقول اليوم، -وأعلم أنك لا تقرئين هذا-، بأنني أشتاق إليك، وإلى أحاديثنا تلك التي لم تكن تخلو من محاولة التفلسف، أشتاق كيف كنت تحضنين الروح بدفئ الروح، أشتاق إلى تلك اللحظات التي كنت أطرق فيها بابك بعد نوبة اختناق فترحبين بي قائلة: " واه يا لالا، عاش من شافك" كنت الوحيدة التي تستخدم معي هذه الصيغة " لالا"، وكانت تعجبني كثيرا منك.
لم نكن أصدقاء بالشكل المتعارف عليه، لم نكن نعرف كل شيء عن بعضنا أو نلتقي كل يوم، كنا نغيب عن بعضنا أياما وأسابيعا بل وأشهرا أحيانا، فإذا ما التقينا فلكأننا نلتقي كل حين، كانت علاقة غريبة لكنها طرية نقية في الآن ذاته، كنتِ مستمعة جيدة تنضح نظرتها للحياة بالفأل والأمل، كنت صادقة جدا وكان هذا لوحده كفيلا بخلق طمأنينتي معك.
في أزماتك كنت أجد جدار غرفتك مغلفا بقصاصات صغيرة مملوءة بالرسائل التي تكتبينها إلى نفسك، وكنت أحترم فيك ذلك الاصرار وذلك النوع من التخاطب الذي تجرينه مع نفسك.
وكنت تأكلين... تأكلين كثيرا، بينما لا آكل إلا قليلا فتقولين بأن أحد أمتع لحظات المرء في الحياة: أن يأكل، وأقول: بأن الحياة كانت لتكون أفضل حالا دون مطابخ، فتضحكين باستنكار، ثم تسترسلين في وصف تصالحك مع ما يجري.
كانت روحك جميلة، لينة، سهلة، وأنا الآن أفتقدها كثيرا.
ولعلي أقول اليوم، -وأعلم أنك لا تقرئين هذا-، بأنني أشتاق إليك، وإلى أحاديثنا تلك التي لم تكن تخلو من محاولة التفلسف، أشتاق كيف كنت تحضنين الروح بدفئ الروح، أشتاق إلى تلك اللحظات التي كنت أطرق فيها بابك بعد نوبة اختناق فترحبين بي قائلة: " واه يا لالا، عاش من شافك" كنت الوحيدة التي تستخدم معي هذه الصيغة " لالا"، وكانت تعجبني كثيرا منك.
لم نكن أصدقاء بالشكل المتعارف عليه، لم نكن نعرف كل شيء عن بعضنا أو نلتقي كل يوم، كنا نغيب عن بعضنا أياما وأسابيعا بل وأشهرا أحيانا، فإذا ما التقينا فلكأننا نلتقي كل حين، كانت علاقة غريبة لكنها طرية نقية في الآن ذاته، كنتِ مستمعة جيدة تنضح نظرتها للحياة بالفأل والأمل، كنت صادقة جدا وكان هذا لوحده كفيلا بخلق طمأنينتي معك.
في أزماتك كنت أجد جدار غرفتك مغلفا بقصاصات صغيرة مملوءة بالرسائل التي تكتبينها إلى نفسك، وكنت أحترم فيك ذلك الاصرار وذلك النوع من التخاطب الذي تجرينه مع نفسك.
وكنت تأكلين... تأكلين كثيرا، بينما لا آكل إلا قليلا فتقولين بأن أحد أمتع لحظات المرء في الحياة: أن يأكل، وأقول: بأن الحياة كانت لتكون أفضل حالا دون مطابخ، فتضحكين باستنكار، ثم تسترسلين في وصف تصالحك مع ما يجري.
كانت روحك جميلة، لينة، سهلة، وأنا الآن أفتقدها كثيرا.