Belkhiri12
2020-09-11, 13:34
الأديب والناسك
راودتني مرة احلام يقظة في يوم حر وقيظ وقت القيلولة، بعد اكل طعام تقليدي ثقيل مشبع بالقديد والدسم، رأيت فيها انني ازور منطقة جبلية وعرة المسالك تتخللها أشجار الأرز الأطلسي . ولشدة إعجابي بالمكان حملتني خطواتي التي تريد أن تتخلص قليلا من الجاذبية، لترتقي وتريني المكان من الأعلى وكأنها تهدف لمساعدتي للتمتع بجمال المكان وإخضراره الممزوج بقطرات الندى وهي تعانق نور الله لتعكسه إبداعا يخطف الأبصار ورحمة تداوي القلوب وتطلق عنان الفكر ليبدع.
بينما انا اتمشى شاهدت بيتا خشبيا بسيطا كخلوة يجلس بجانبه ناسك ذو هيئة غريبة، شعر يتدلى ولحية طويلة كثيفة تزينها خصلات شيب براقة كأنها قطع من نور، هالة من الهيبة الكهرومغناطسية تحيط به، كقوة خفية تحرسه من كل الهامات والدامات والجوارح الكواسر، إنقطع عن الدنيا للتفرغ لعبادة الواحد الأحد، بعيد عن كل مغريات الدنيا ومفاتنها وتقلبات البشر الهائم مع المتناقضات .
سلمت عليه فرد السلام بإبتسامة عريضة أينعت لفورها حسا بعديا اصيلا من القبول، زرع مقدمات الخير وأفرش بوادر الكلام والحديث، رحب بي واستقبلني بحفاوة نوابضها حركت مشاعر المكان فتجاوب لفوره، هبت النسائم وتحركت الأغصان وزقزقة العصافير بأنغام لم اسمعها من قبل ولم تألفها أذني وكأنها من عوالم أخرى لا تدركها عقولنا ولا مداركنا البسيطة، لأن خلق الله فسيح وعظيم ذو أبعاد وغيبيات لا تستطيع عقولنا الوصول اليها ولا الإلمام بها، لإن حياتنا الدنيوية خلقت وكتبت في الأزل ونحن نعيش إنعكاسها الأن.
سألني من أين جئت؟، قلت له: حملتني احلام يقظتي في رحلة اعتبرها جنونية لا تستوعب ورمتني في هذا المكان الجميل الذي أشاهد فيه رحمة الله تكاد تنطق متجلية (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون﴾ قال لي مرحبا بك نزلت اهلا وحللت سهلا، طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة مقعدا، الحمد لله الذي وسع الخلائق خيره ولم يسع الناس غيره، تفضل بالجلوس.
جلست بجانبه وشكرته على كرمه وحفاوته التي جمعت كل مكارم أهل الارض في بسمته، سألته هل انت منقطع عن الدنيا في هذا المكان الخلاب المنعش الذي ترتاح فيه النفس، قال لي: منذ أن سكنت هذا المكان لم يزرني أحد الا أديب شاب غريب الأطوار يأتي كل أسبوع مرة الي هنا ويجلس تحت ظل هذه الشجرة الكبيرة المقابلة لكوخي ومعه لوحة زيتية بها صورة فتاة يكلمها ويبكي الي أن تبدأ الشمس في المغيب ثم يعود ادراجه وأنت في زيارتك الاولى.
اخذني الفضول اخذا بعيدا، ادخلني في متاهة الشوق لأعرف قصة هذا الأديب الشاب وما قصة اللوحة الزيتية والفتاة التي يذرف من أجلها دموعا حارة احزنت براعم الأرض وادخلتها في كآبة أخرت نموها.
قلت له أيمكنك ان تروي لي قصة هذا الاديب بالتفصيل؟
قال لي يأتي في أول يوم من كل اسبوع يحمل لوحة زيتية بها صورة فتاة جميلة جمالا صحراويا ترقيا طبيعيا متوحشا، يكاد ينطق، تذبل أمامه كل الكائنات لسحره، لم ارى جمالا يشبهه خلال أقامتي وترحالي.........يتبع.
راودتني مرة احلام يقظة في يوم حر وقيظ وقت القيلولة، بعد اكل طعام تقليدي ثقيل مشبع بالقديد والدسم، رأيت فيها انني ازور منطقة جبلية وعرة المسالك تتخللها أشجار الأرز الأطلسي . ولشدة إعجابي بالمكان حملتني خطواتي التي تريد أن تتخلص قليلا من الجاذبية، لترتقي وتريني المكان من الأعلى وكأنها تهدف لمساعدتي للتمتع بجمال المكان وإخضراره الممزوج بقطرات الندى وهي تعانق نور الله لتعكسه إبداعا يخطف الأبصار ورحمة تداوي القلوب وتطلق عنان الفكر ليبدع.
بينما انا اتمشى شاهدت بيتا خشبيا بسيطا كخلوة يجلس بجانبه ناسك ذو هيئة غريبة، شعر يتدلى ولحية طويلة كثيفة تزينها خصلات شيب براقة كأنها قطع من نور، هالة من الهيبة الكهرومغناطسية تحيط به، كقوة خفية تحرسه من كل الهامات والدامات والجوارح الكواسر، إنقطع عن الدنيا للتفرغ لعبادة الواحد الأحد، بعيد عن كل مغريات الدنيا ومفاتنها وتقلبات البشر الهائم مع المتناقضات .
سلمت عليه فرد السلام بإبتسامة عريضة أينعت لفورها حسا بعديا اصيلا من القبول، زرع مقدمات الخير وأفرش بوادر الكلام والحديث، رحب بي واستقبلني بحفاوة نوابضها حركت مشاعر المكان فتجاوب لفوره، هبت النسائم وتحركت الأغصان وزقزقة العصافير بأنغام لم اسمعها من قبل ولم تألفها أذني وكأنها من عوالم أخرى لا تدركها عقولنا ولا مداركنا البسيطة، لأن خلق الله فسيح وعظيم ذو أبعاد وغيبيات لا تستطيع عقولنا الوصول اليها ولا الإلمام بها، لإن حياتنا الدنيوية خلقت وكتبت في الأزل ونحن نعيش إنعكاسها الأن.
سألني من أين جئت؟، قلت له: حملتني احلام يقظتي في رحلة اعتبرها جنونية لا تستوعب ورمتني في هذا المكان الجميل الذي أشاهد فيه رحمة الله تكاد تنطق متجلية (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُون﴾ قال لي مرحبا بك نزلت اهلا وحللت سهلا، طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة مقعدا، الحمد لله الذي وسع الخلائق خيره ولم يسع الناس غيره، تفضل بالجلوس.
جلست بجانبه وشكرته على كرمه وحفاوته التي جمعت كل مكارم أهل الارض في بسمته، سألته هل انت منقطع عن الدنيا في هذا المكان الخلاب المنعش الذي ترتاح فيه النفس، قال لي: منذ أن سكنت هذا المكان لم يزرني أحد الا أديب شاب غريب الأطوار يأتي كل أسبوع مرة الي هنا ويجلس تحت ظل هذه الشجرة الكبيرة المقابلة لكوخي ومعه لوحة زيتية بها صورة فتاة يكلمها ويبكي الي أن تبدأ الشمس في المغيب ثم يعود ادراجه وأنت في زيارتك الاولى.
اخذني الفضول اخذا بعيدا، ادخلني في متاهة الشوق لأعرف قصة هذا الأديب الشاب وما قصة اللوحة الزيتية والفتاة التي يذرف من أجلها دموعا حارة احزنت براعم الأرض وادخلتها في كآبة أخرت نموها.
قلت له أيمكنك ان تروي لي قصة هذا الاديب بالتفصيل؟
قال لي يأتي في أول يوم من كل اسبوع يحمل لوحة زيتية بها صورة فتاة جميلة جمالا صحراويا ترقيا طبيعيا متوحشا، يكاد ينطق، تذبل أمامه كل الكائنات لسحره، لم ارى جمالا يشبهه خلال أقامتي وترحالي.........يتبع.