تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : *** من تكون يا هذا ؟ ***


المهذب
2020-08-11, 01:04
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أما بعد :
ينعم الله على البشرية فتزهى الحياة ويطيب العيش ، ويغنى الفقير ، ويسعد التعيس، وتعم الفرحة ، وتنقشع غيوم الحزن عن الناس، لكن البعض ممن أنعم الله عليهم بشيء من المال ،والذرية ، يتفاخرون على بعضهم البعض ، ولا يشكرون صاحب الفضل ، ولا ينضرون إلى من هم بحاجة إلى رعاية في هذه الحياة الدنيا.
فيهم من هجر والديه ، وفيهم من تركهم الى مصير مجهول ، وفيهم من رماهم بديار العجزة ، ونسى من سهرت الليالي الطوال ، من أجل أن ينام هادئ ومرتاح البال حتى بعد زواجه تتوجع لفرقته وتتمنى لوكأن أمام ناظريها تتأمل نعمة ما أعطاها الله وما أنجز بعد تعب السنين .
نعم أحبتي نسى أن بموتها يناديه سبحانه من فوق السموات السبع ( لقد ماتت من كنا نكرمك لأجلها).
وهذا الصنف من الناس موجود .
وآخر قل لهما أف ونهرهما، ووقف أما أبويه بنوع من التقليل من الشأن وكأنه ولد والأسباب متوفرة ليعيش حياته ببساطة حائز على كل شيء، أي بمعنى ولد كبيرا، وهذا الصنف موجود كذلك.
نعم أحبتي من لا خير له في أهله وعائلته لا خير له في الناس.
نرجع أحبتي ونقول لذلك المتعجرف الذي جعل الدنيا نصب عينيه ، ويحسب نفسه على شيء ، من تكون يا ترى؟، ألست طين وماء؟، ألست لحم ودم؟، بل ألست أضعف خلق الله؟، وأقواها بإيمانك وحبك لله ولرسوله ولأهلك وأقاربك وللمسلمين ، بل وللناس جميعا.
أحبتي النعمة لا تزول إلا إذا لم يحمد الإنسان خالقه ، على ما وهبه، ، وأن يصرف كل تفكيره ، نحو خدمة من هم أقرب الناس إليه ، ثم إلى الأحباب والأصحاب ، ثم خدمة المجتمع ، ويقيس نفسه بمن هم أقل منه مالا وولدا ويطلب المولى الصفح عن الزلات، ويبتعد عن أصدقاء السوء،ويشرب من منهل العلماء، ولا يكن نصيرا للسفهاء ، ويتذكر أنه لو أن الله أنعم عليه فمن يكون يا ترى؟، حتى اسمه قد لا يتذكره أحد ، فالرجوع من الضلالة بداية الطريق الى التوبة.
فمن حزن لمصيبة وكرب أخيه كان في قلبه أمل بأن يكون ، كما أراد أن يكون ولا يغتر بما أصبح عليه، لان الأيام دول، والشكر للمولى والبر بالوالدين هي أساس الإنطلاق ، وهنا سوف يكون كما أراد من يكون ،و الآية الكريمة رقم (15 ) من سورة (الاحقاف )، بعد بسم الله الرحمن الرحيم
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا غ– حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا غ– وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا غڑ حَتَّىظ° إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىظ° وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي غ– إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
صدق الله العظيم .
تكفينا قولا وحديثا عن الموضوع.
والسلام عليكم أحبتي ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.

كمال بدر
2020-08-11, 03:56
جزاكَ الله خيراً عن هذا الطرح التربوي الذي نحتاجه الآن كسلوك إجتماعي أفتقده الكثير منا إلا من رحم ربي ... تقبل تحياتي.

Ali Harmal
2020-08-11, 18:54
بارك الرحمن فيك اخي الحبيب على الموضوع الهام والذي علق علية اخي كمال بقولة ( هذا الطرح التربوي الذي نحتاجه الآن كسلوك إجتماعي أفتقده الكثير منا إلا من رحم ربي ) بالفعل قالها اخي كمال .
أنا كنت أرى في أمي صورة فأتمتم سبحان الله من دون كل هذه اللحظات في ذاتها...
ومن أسكن الوفاء في دربها ومشوارها في الحياة...
من نثر وفرش بذور الياسمين والبنفسج في خطواتها...
من فتح نوافذ الأمل التي لا تنتهي في حياتها بهذا الشكل الغريب...
والغريب إذا جفت كل قلوب البشر فقلب الأم لم ولن يجف من الدفيء...
أمي حقيقة اليوم أشتاق لك بالرغم من أنك كل يوم تغازلين قلبي ووجداني...
حتى في بعض الليالي كان صوتك من يطرق مسمعي بهدوء وحنان...
حقيقة كم هي موحشة الحياة بدون أم...
الأم تكتب فينا أجمل الحروف ونحن نجمعها لتكون كلمات رائعة...
حتى نكون أوفياء لأمهاتنا علينا أن نعيش بصدقنا وحبنا ووفائنا...
وأن نعيش دائما بأن كل العيون الجميلة هي عيون أمهاتنا...
وأن كل الأحزان التي نعيشها أو يعيشها الغير مرت على أمهاتنا فلم يشكوا...
أعذروني لثرثرتي الطويلة هذه ولكن هذه صورة أمي...
وقلمي كان يحب أمي وما زال يذكرها بالخير ويترحم عليها...
جزاك الله خيرا .
تحياتي

المهذب
2020-08-11, 21:17
بوركت أخي كمال على المرور والمشاركة الطيبة

المهذب
2020-08-11, 21:19
بوركت أخي علي على المرور والمشاركة الطيبة *** نعم أخي الكريم القلم يجف ولكن الام تبقى كماض وحاضر ومستقبل***