المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البكاء من خشية الله


زهرة المسيلة
2020-08-06, 17:35
إن أهل المعاصي اجتمعت على قلوبهم الذنوب حتى صارت قلوباً قاسية كالحجارة أو أشد قسوة وأبعد القلوب من الله القلب القاسي أما أهل الإيمان فهم أهل الله وخاصته الذين ما تركوا لله طاعة إلا شمروا عن ساعد الجد لأدائها وما علموا بشيء فيه رضا لله إلا فعلوه راغبين راهبين فأورثهم الله نور الإيمان في قلوبهم فصارت قلوبهم لينه من ذكره تعالى وقادت جوارحهم للخشوع فما تكاد تخلوا بالله إلا فاضت أعينهم من الدمع من كمال خشيته وكانت تلك الدموع أكبر حائل يحول بين صاحبها وبين النار .



ولقد أثنى الله في كتابة الكريم في أكثر من موضع على البكائين من خشيته تعالى فقال جل شأنه [وقرءاناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا قل آمنوا به أولا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا] الإسراء 106-109 .
وقال تعالى [أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبين من ذريه آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذريه إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا] مريم 58 .




وبالتأمل في سيرة الصالحين الباكين من خشية الله تعالى نجد أنهم اشتركوا في صفة واحدة على تنوع عباداتهم واجتهاداتهم في طاعة الله تعالى تلك الصفة هي الإخلاص المنافي للرياء فلقد كانوا رضي الله عنهم أبعد الناس عن أن يراهم أحد حال البكاء حرصاً منهم أن لا يدخل العُجْب قلوبهم فتبطل عبادتهم وتراهم شددوا بلسان الحال والمقال على هذه الصفة ابتغاء نيل الأجر كاملاً غير منقوص من رب العالمين لا من مدح المادحين .




والسؤال الذي يفرض نفسه الآن أين نحن من هؤلاء ؟ وما سر هذه الانتكاسة التي يمر بها العالم الإسلامي ؟ ولكن حياة هؤلاء الصالحين تشير ببساطة إلى موضوع الخلل في حياتنا .
إنها ظاهرة ضعف الإيمان في القلوب .
إنها المادية التي طغت علينا في كل شيء .
إنه التشبث الأعمى بالحياة ونسيان رب الحياة ألا فلنعود إلى الله كما عادوا لكي ننهض بأمتنا كما نهضوا.(وما النصر إلا من عند الله) آل عمران 126

كمال بدر
2020-08-07, 17:30
اللَّهُمَّ أجعلنا من أهل الإيمان.

جزاكِ الله خيراً عن هذا الطرح الطيب المبارك ...
جعله الله في ميزان حسناتك ...
تقبلي تحياتي.

Ali Harmal
2020-08-07, 19:26
السلام عليكم خيتي الخيرة وجامعة الزهوز زهرة المسيلة ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على الموضوع المفقود هذه الأيام وكذلك زمننا الحاضر وله أسباب كثيرة ومشاغل الحياة والبعد الحقيقي عن الله وكتابه وسنة رسولة صلى الله علية وسلم..إسمح لي بهذه المداخلة البسيطة والتي لا تذكر ولو أخرج عن الموضوع .
خيتي زهرة ...هناك جموح من الخوف من الله سبحانة وتعالى وهذا لا يعلم بان فضائل الخوف من الله سبحانه وتعالى الفوز بمغفرة الله سبحانه وتعالى ودخول جنّته قال الله تعالى في كتابه العزيز ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)...
الخوف سبب لبُعد العبد عن فعل المعاصي والآثام.... الخوف سبب إخلاص العبد عمله لله سبحانه وتعالى.... الخوف سبب لعلوّ همّة العبد في أداء العبادة. الخوف يجعل العبد سائراً على طريق الهداية والصّلاح... الخوف يُضفي المهابة على صاحبه.... الخوف من أسباب قبول الله سبحانه وتعالى دعاءَ العبد.... الخوف من أسباب الانتفاع بكلام الله تعالى.... الخوف من أسباب النصر على الأعداء...
وأن يستشعر المسلم في نفسه وقلبه ويحقّق تقوى الله سبحانه وتعالى والخوف منه عن طريق اللجوء إلى أداء الطاعات والمأمورات من العبادات والأخلاق الحميدة، ويبتعد عن جميع المنكرات والمُنهيات والمحرمات ويتجنبها اتِّقاءً عذاب الله وعقوبته وخوفاً منه، ورغبة في الوصول إلى مرضاته.
وكذلك تزكية النفس وطرائق تحصيلها ذلك أنّ النّفس البشرية متقلّبة في مقاماتٍ عدّةٍ .
وايضاٌ هي بحاجة إلى ما يزكّيها ويطهّرها ويحميها من دنس السّقوط في مراتبٍ سفليةٍ لا تليق بالمسلم ولا تؤهّله للنجاة يوم لقاء الله تعالى وقد كانت مهمّة العناية النّفس وتزكيتها محطّ اهتمام النبي صلّى الله عليه وسلّم إذ كان على جليل قدْره وقربه من الله يدعو ربّه جلّ وعلا بالثبات فكان ممّا يقوله ويستعيذ بالله منه (اللَّهمَّ مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلوبَنا على طاعتِكَ)
وكان يدعو ربّه بزكاة نفسه فيقول (اللهمَّ آتِ نفسي تقواها وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها)...ولمّا كان المسلم مطالبٌ بتحرّي وسائل الثبات ومعنيٌّ بتحصيل طرائق التّزكية فقد أسهب العلماء ببيان هذه الوسائل والطرائق أملاً في عون المسلم على تحقيق هذه المرتبة العليّة بالنّفس.
حفظك الرحمن من كل شر ومكروه .