مشاهدة النسخة كاملة : الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
*عبدالرحمن*
2020-07-18, 16:59
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاتة
https://www4.0zz0.com/2020/07/18/18/297293216.jpg (https://www.0zz0.com)
لا يجوز استعمال آنية من الذهب أو الفضة
في الأكل أو الشرب
لما روى البخاري (5633) ومسلم (2067)
عن حُذَيْفَةَ أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَشْرَبُوا فِي آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَا تَلْبَسُوا الْحَرِيرَ وَالدِّيبَاجَ فَإِنَّهَا لَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَكُمْ فِي الْآخِرَةِ ).
ولما روى البخاري (5634) ومسلم (2065)
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ ).
وهذا يشمل جميع الأواني
من ملاعق وأكواب وأطباق وغير ذلك.
فكل آنية تستعمل في الأكل والشرب
لا يجوز أن تكون من الذهب أو الفضة
أو مطلية بهما.
وهذا حكم مجمع عليه.
قال ابن القطان رحمه الله
في "الإقناع في مسائل الإجماع" (1/ 326):
" وأجمع العلماء أنه لا يجوز لمسلم أن يأكل
ولا أن يشرب في آنية الذهب والفضة" انتهى.
وقال النووي رحمه الله:
"قال أصحابنا أجمعت الأمة على تحريم الأكل والشرب
وغيرهما من الاستعمال
في إناء ذهب أو فضة
إلا ما حكي عن داود [
أي : من تحريم الشرب دون الأكل ]
وإلا قول الشافعي في القديم .
ولأنه : إذا حرم الشرب ؛ فالأكل أولى...
الرابعة: قال أصحابنا وغيرهم من العلماء:
يستوي في تحريم استعمال
إناء الذهب والفضة الرجال والنساء
وهذا لا خلاف فيه
لعموم الحديث وشمول المعنى الذي حرم بسببه .
وإنما فُرق بين الرجال والنساء في التحلي
لما يُقْصد فيهن من غرض الزينة للأزواج
والتجمل لهم"
انتهى من المجموع (1/ 248).
وقال ابن قدامة رحمه الله:
"ولا خلاف بين أصحابنا في أن استعمال
آنية الذهب والفضة حرام
وهو مذهب أبي حنيفة، ومالك، والشافعي
ولا أعلم فيه خلافا"
انتهى من المغني (1/ 55).
يستثنى من ذلك ما لو كسر الإناء المباح
من خشب أو حديد، فيجوز أن يُضبب
ويُلحم الكسر بفضة يسيرة
لما روى البخاري (3109)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ قَدَحَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْكَسَرَ، فَاتَّخَذَ مَكَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً مِنْ فِضَّةٍ.
قال ابن قدامة رحمه الله:
"الضبة من الفضة تباح بثلاثة شروط
أحدها: أن تكون يسيرة
. الثاني: أن تكون من الفضة، فأما الذهب: فلا يباح
وقليله وكثيره حرام...
الثالث: أن يكون للحاجة
أعني أنه جعلها لمصلحة وانتفاع
مثل أن تجعل على شق أو صدع
وإن قام غيرها مقامها...
وممن رخص في ضبة الفضة :
سعيد بن جبير، وميسرة
وزاذان، وطاووس، والشافعي
وأبو ثور، وابن المنذر
وأصحاب الرأي، وإسحاق"
انتهى من المغني (9/ 174).
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-19, 15:31
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2020/07/19/17/388710760.jpg (https://www.0zz0.com)
فإن نعم الله على عباده لا تحصى
وقد خص سبحانه المؤمنين بمزيد من الإنعام
في الدنيا بأن مَنَّ عليهم بالإسلام
واصطفاهم بالقرآن
وسيخصهم في الجنة بأعظم نعمة أنعم عليهم بها
ألا وهي تشريفهم وإكرامهم بالنظر
إلى وجهه الكريم في جنة عدن
كما قال تعالى:
( وجوه يومئذ ناضرة . إلى ربها ناظرة ) القيامة/22-23
أي أن وجوه المؤمنين تكون حسنة بهية مشرقة مسرورة
بسب نظرها إلى وجه ربها
كما قال الحسن رحمه الله :
" نظرت إلى ربها فنضرت بنوره ".
وعن ابن عباس رضي الله عنهما:
"(وجوه يومئذ ناضرة ) قال : من النعيم
( إلى ربها ناظرة )
قال تنظر إلى وجه ربها نظراً .
وهذا قول المفسرين من أهل السنة والحديث .
وقال جل شأنه :
( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) ق/35
فالمزيد هنا هو:" النظر إلى وجه الله عز وجل . "
كما فسره بذلك علي و أنس بن مالك رضي الله عنهما
وقال سبحانه :
( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) يونس/26
فالحسنى الجنة والزيادة هي النظر إلى وجه الله الكريم
كما فسرها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما رواه مسلم في صحيحه ( 266 )
عَنْ صُهَيْبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : " إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ فَيَقُولُونَ أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ وَتُنَجِّنَا مِنْ النَّارِ
قَالَ فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْ النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ وهي الزيادة ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ ( لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ )
فإذا علمت أن أهل الجنة لا يعطون شيئاً فيها
أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم جل وعلا
تبين لك مدى الحرمان وعظيم الخسران
الذي ينتظر المجرمين الذين توعدهم الله بقوله :
( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) المطففين/15
نسأل الله السلامة والعافية .
فهذه بعض الأدلة من القرآن
على ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الجنة .
وأما أدلة السنة فهي كثيرة جداً ، فمنها :
1- ما رواه البخاري ( 6088 ) ومسلم ( 267 )
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن ناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟
فقال رسول الله : " هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟
" قالوا : لا يا رسول الله . قال : " هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟
" قالوا : لا . قال : " فإنكم ترونه كذلك ...الحديث ".
وَفِي رِوَايَة لِلْبُخَارِيِّ ( لا تَضَامُّون أَوْ لا تُضَارُّونَ )
عَلَى الشَّكّ وَمَعْنَاهُ :
لَا يَشْتَبِه عَلَيْكُمْ وَتَرْتَابُونَ فِيهِ فَيُعَارِض بَعْضكُمْ بَعْضًا فِي رُؤْيَته .
ولا يلحقكم في رؤيته مشقة أو تعب . وَاَللَّه أَعْلَم .ا.ه
ـ مختصرا من شرح مسلم.
2- وفي الصحيحين أيضا ( خ/ 6883 . م / 1002 )
من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وسلم
فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته " .
والتشبيه الذي في الأحاديث هو تشبيه للرؤية بالرؤية
أي أننا كما نرى الشمس في اليوم الصحو في غاية الوضوح
ولا يحجب أحد رؤيتها عن أحد رغم كثرة الناظرين إليها
وكما نرى القمر مكتملا ليلة البدر وهو في غاية الوضوح
لا يؤثر كثرة الناظرين إليه على وضوح رؤيته
فكذلك يرى المؤمنون ربهم يوم القيامة بهذا الوضوح والجلاء
وليس المقصود من الأحاديث تشبيه المرئي بالمرئي
. تعالى الله ـ
فإن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
3- وروى البخاري ( 4500 ) و مسلم (6890 )
عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال : "جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما
وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما
وما بين القوم وبين أن يروا ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ".
وقد روى أحاديث الرؤية نحوٌ من ثلاثين صحابيا
ومن أحاط بها معرفة يقطع بأن الرسول صلى الله عليه وسلم
قالها . فمن زعم بعد هذا أن الله تعالى
لا يُرى في الآخرة فقد كذب بالكتاب
وبما أرسل الله به رسله
وعرَّض نفسه للوعيد الشديد الوارد في قوله تعالى
: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) المطففين/ 15
نسأل الله تعالى العفو والعافية
ونسأله أن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه الكريم .. آمين .
يراجع : ( شرح العقيدة الطحاوية ( 1 / 209 وما بعدها )
و ( أعلام السنة المنشورة للشيخ حافظ الحكمي ص 141 ).
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-20, 16:44
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2020/07/20/18/343523031.jpg (https://www.0zz0.com)
لا يجوز لأحد أن يحرم ما أحل الله تعالى
من النساء أو الطعام أو غير ذلك
لقوله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) المائدة/87 .
وقد أراد جماعة من الصحابة أن يتبتلوا ويعتزلوا النساء
فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك
وأنزل الله عز وجل هذه الآية .
روى ابن جرير بإسناده إلى مجاهد رحمه الله قال
: أراد رجال منهم عثمان بن مظعون رضي الله عنه وعبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن يتبتلوا ، ويَخْصُوا أنفسهم ، فنزلت هذه الآية .
وروى البخاري (5074) ومسلم (1402)
عن سَعْد بْن أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال : رَدَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ التَّبَتُّلَ ، وَلَوْ أَذِنَ لَهُ لاخْتَصَيْنَا .
فالتبتل والاختصاء وتحريم النساء
كل ذلك محرم
وهو رغبة عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم
الذي تزوج ، ورَغَّب في الزواج ، وحث عليه .
وروى البخاري (5063) ومسلم (1401)
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، فَقَالُوا : وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ! قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ !
قَالَ أَحَدُهُمْ : أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا . وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ . وَقَالَ آخَرُ : أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا . فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ
فَقَالَ : ( أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي ) .
فتبين بهذا أنه ليس لأحد أن يحرم النساء على نفسه .
من فعل ذلك
فالواجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى
وعليه كفارة يمين
لقول الله تعالى :
)يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ) التحريم/1-2 .
فجعل الله تعالى تحريم الحلال يميناً .
وانظر " الشرح الممتع" (10/475) .
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-21, 05:25
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2020/07/21/07/711309398.jpg (https://www.0zz0.com)
روى ابن ماجة (3463)
عن أَنَس بْن مَالِكٍ
قال: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( شِفَاءُ عِرْقِ النَّسَا، أَلْيَةُ شَاةٍ أَعْرَابِيَّةٍ : تُذَابُ ، ثُمَّ تُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ ، ثُمَّ يُشْرَبُ عَلَى الرِّيقِ ، فِي كُلِّ يَوْمٍ جُزْءٌ ) .
ورواه أحمد (13295) ولفظه :
: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصِفُ مِنْ عِرْقِ النَّسَا : أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ أَسْوَدَ ، لَيْسَ بِالْعَظِيمِ وَلَا بِالصَّغِيرِ ، يُجَزَّأُ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ ، فَيُذَابُ ، فَيُشْرَبُ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءٌ " .
ورواه الحاكم (3153) ولفظه :
( فِي عِرْقِ النَّسَا : يَأْخُذُ أَلْيَةَ كَبْشٍ عَرَبِيٍّ لَيْسَتْ بِأَعْظَمِهَا، وَلَا أَصْغَرِهَا
فَيَتَقَطّعُهَا صِغَارًا، ثُمَّ يُذِيبُهَا، فَيُجِيدُ إِذَابَتَهَا، وَيَجْعَلُهَا ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَيَشْرَبُ كُلَّ يَوْمٍ جُزْءًا عَلَى رِيقِ النَّفْسِ )
قَالَ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ - راويه عن أنس - : " فَلَقَدْ أَمَرْتُ بِذَلِكَ نَاسًا ، ذَكَرَ عَدَدًا كَثِيرًا ، كُلُّهُمْ يَبْرَأُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى " .
وقال الحاكم : " هذا حديث صحيح " .
وقال الذهبي في "التلخيص" :
" على شرط البخاري ومسلم " .
وقال الهيثمي في "المجمع" (5/ 88):
" رَوَاهُ أَحْمَدُ وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ " .
وقال البوصيري في "الزوائد" (4/ 60):
" إِسْنَاد صَحِيح رِجَاله ثِقَات " .
وقال محققو المسند :
" إسناده صحيح على شرط الشيخين " .
وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة" .
التعريف به :
عرق النسا :
قال ابن الأثير رحمه الله :
" عِرْق يَخْرج مِنَ الوَرِك فيَسْتَبْطِن الفَخذ "
انتهى من "النهاية" (5/ 51)
وقال ابن القيم رحمه الله :
" عِرْقُ النَّسَاءِ: وَجَعٌ يَبْتَدِئُ مِنْ مَفْصِلِ الْوَرِكِ وَيَنْزِلُ مِنْ خَلْفٍ عَلَى الْفَخِذِ، وَرُبَّمَا عَلَى الْكَعْبِ، وَكُلَّمَا طَالَتْ مُدَّتُهُ زَادَ نُزُولُهُ، وَتَهْزُلُ مَعَهُ الرِّجْلُ وَالْفَخِذُ "
انتهى من "زاد المعاد" (4/ 66) .
كيفية العلاج :
كما هو واضح في الحديث :
تؤخذ إلية شاة أعرابية متوسطة الحجم - أو إلية كبش -
فيقطعها قطعا صغيرة ، ويذيبها
ويجعلها ثلاثة أجزاء
ويشرب كل يوم جزءا على الريق
فيشفى بإذن الله
قال ابن القيم :
" كَلَام رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَوْعَانِ:
أَحَدُهُمَا: عَامٌّ : بِحَسْبِ الْأَزْمَانِ
وَالْأَمَاكِنِ ، وَالْأَشْخَاصِ ، وَالْأَحْوَالِ .
وَالثَّانِي: خَاصٌّ: بِحَسْبِ هَذِهِ الْأُمُورِ أَوْ بَعْضِهَا
وَهَذَا مِنْ هَذَا الْقِسْمِ
فَإِنَّ هَذَا خِطَابٌ لِلْعَرَبِ
وَأَهْلِ الْحِجَازِ وَمَنْ جَاوَرَهُمْ
وَلَا سِيَّمَا أَعْرَابُ الْبَوَادِي
فَإِنَّ هَذَا الْعِلَاجَ مِنْ أَنْفَعِ الْعِلَاجِ لَهُمْ
فَإِنَّ هَذَا الْمَرَضَ يَحْدُثُ مِنْ يُبْسٍ
وَقَدْ يَحْدُثُ مِنْ مَادَّةٍ غَلِيظَةٍ لَزِجَةٍ
فَعِلَاجُهَا بِالْإِسْهَالِ
وَالْأَلْيَةُ فِيهَا الْخَاصِّيَّتَانِ: الْإِنْضَاجُ ، وَالتَّلْيِينُ
فَفِيهَا الْإِنْضَاجُ وَالْإِخْرَاجُ
وَهَذَا الْمَرَضُ يَحْتَاجُ عِلَاجُهُ إِلَى هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ
وَفِي تَعْيِينِ الشَّاةِ الْأَعْرَابِيَّةِ لِقِلَّةِ فُضُولِهَا
وَصِغَرِ مِقْدَارِهَا وَلُطْفِ جَوْهَرِهَا
وَخَاصِّيَّةِ مَرْعَاهَا
لِأَنَّهَا تَرْعَى أَعْشَابَ الْبَرِّ الْحَارَّةَ كَالشِّيحِ
وَالْقَيْصُومِ ، وَنَحْوِهِمَا
وَهَذِهِ النَّبَاتَاتُ إِذَا تَغَذَّى بِهَا الْحَيَوَانُ صَارَ فِي لَحْمِهِ
مِنْ طَبْعِهَا بَعْدَ أَنْ يُلَطِّفَهَا تَغَذِّيهِ بِهَا
وَيُكْسِبُهَا مِزَاجًا أَلْطَفَ مِنْهَا
وَلَا سِيَّمَا الْأَلْيَةُ
وَظُهُورُ فِعْلِ هَذِهِ النَّبَاتَاتِ فِي اللَّبَنِ أَقْوَى مِنْهُ فِي اللَّحْمِ
وَلَكِنَّ الْخَاصِّيَّةَ الَّتِي فِي الْأَلْيَةِ
مِنَ الْإِنْضَاجِ وَالتَّلْيِينِ لَا تُوجَدُ فِي اللَّبَنِ " .
انتهى من "زاد المعاد" (4/ 66) .
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-21, 16:07
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2020/07/21/18/269183301.jpg (https://www.0zz0.com)
أن الإسلام لا يلتفت إلى الفوارق
في اللون , والجنس , والنسب
فالناس كلهم لآدم
وآدم خلق من تراب
وإنما يكون التفاضل في الإسلام
بين الناس بالإيمان والتقوى
بفعل ما أمر الله به
واجتناب ما نهى الله عنه .
وقد روى الترمذي (3270) عَنْ ابْنِ عُمَرَ :
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ
فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا
فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ
وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ
قَالَ اللَّهُ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
صححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
وروى أحمد (22978) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
: " حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ
فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ
أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى
أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".
صححه الألباني في "الصحيحة" (6/199) .
وروى البخاري (4898) ومسلم (2546)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
: " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ :
( وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ )
قَالَ قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ
ثُمَّ قَالَ : ( لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ) .
وروى البخاري (5990) ومسلم (215)
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِهَارًا غَيْرَ سِرٍّ يَقُولُ
: ( أَلَا إِنَّ آلَ أَبِي يَعْنِي فُلَانًا لَيْسُوا لِي بِأَوْلِيَاءَ إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
" فأخبر صلى الله عليه وسلم عن بطن قريب النسب أنهم ليسوا بمجرد النسب أولياءه إنما وليه الله وصالحو المؤمنين من جميع الأصناف "
انتهى من اقتضاء الصراط المستقيم (144) .
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-22, 17:13
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/07/22/19/873718280.jpg (https://www.0zz0.com)
يجب ان نعلم أن من مقاصد الشيطان
التي يسعى إليها التفريق بين الرجل وامرأته
لما يترتب على ذلك من الفساد الكبير للأسر والأفراد
كما في حديث جَابِرٍ قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ
فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ
فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ )
مسلم 5023
فلنقطع على الشيطان هذا الباب
الشيخ محمد صالح المنجد
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-23, 15:29
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2020/07/23/17/269244995.jpg (https://www.0zz0.com)
روى الترمذي (2002) وصححه
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي" .
قَالَ الطِّيبِيُّ رحمه الله :
" أُوقِعَ قَوْلُهُ : ( وَإِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ )
مُقَابِلًا لِقَوْلِهِ : (إِنَّ أَثْقَلَ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ)
دَلَالَةً عَلَى أَنَّ أَخَفَّ
مَا يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ هُوَ سُوءُ الْخُلُقِ
وَأَنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ أَحَبُّ الْأَشْيَاءِ عِنْدَ اللَّهِ
وَالْخُلُقُ السَّيِّئُ أَبْغَضُهَا
لِأَنَّ الْفُحْشَ وَالْبَذَاءَةَ أَسْوَأُ شَيْءٍ فِي مَسَاوِئِ الْأَخْلَاقِ "
انتهى من "مرقاة المفاتيح" (8/ 3177) .
وروى الترمذي (2018)
وحسنه عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا
وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَيَّ وَأَبْعَدَكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الثَّرْثَارُونَ ، وَالْمُتَشَدِّقُونَ ، وَالْمُتَفَيْهِقُونَ )
وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
وروى البخاري (6035) ، ومسلم (2321)
عن عبد الله بن عمرو عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ) .
قال النووي رحمه الله :
" فِيهِ الْحَثّ عَلَى حُسْن الْخُلُق , وَبَيَان فَضِيلَة صَاحِبه
وَهُوَ صِفَة أَنْبِيَاء اللَّه تَعَالَى وَأَوْلِيَائِهِ ،
قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ :
حَقِيقَة حُسْن الْخُلُق بَذْل الْمَعْرُوف ,
وَكَفّ الْأَذَى , وَطَلَاقَة الْوَجْه .
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض :
هُوَ مُخَالَطَة النَّاس بِالْجَمِيلِ وَالْبِشْر , وَالتَّوَدُّد لَهُمْ ,
وَالْإِشْفَاق عَلَيْهِمْ , وَاحْتِمَالهمْ , وَالْحِلْم عَنْهُمْ ,
وَالصَّبْر عَلَيْهِمْ فِي الْمَكَارِه ,
وَتَرْك الْكِبْر وَالِاسْتِطَالَة عَلَيْهِمْ
وَمُجَانَبَة الْغِلَظ وَالْغَضَب ,وَالْمُؤَاخَذَة " انتهى .
حسن الخلق يزيد من الإيمان
وسوء الخلق ينقص من الإيمان ولا يبطله بالكلية
لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
فمن كمال الإيمان حسن الخلق
والمسلم سيء الخلق ناقص الإيمان .
وقد روى أبو داود (4682)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا )
وصححه الألباني في " صحيح أبي داود "
.
وروى أحمد (20831) عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قال
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ الْفُحْشَ ، وَالتَّفَحُّشَ لَيْسَا مِنَ الْإِسْلَامِ
وَإِنَّ أَحْسَنَ النَّاسِ إِسْلَامًا، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا )
وحسنه الألباني في " صحيح الترغيب " (2653) .
وهذا مما يدل على أن سوء الخلق
نقص في الإيمان الواجب .
*عبدالرحمن*
2020-07-24, 05:20
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2020/07/24/07/797326626.jpg (https://www.0zz0.com)
- كنا جلوسًا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ
فقال : رجلٌ اللهُ أكبرُ كبيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا وسبحانَ اللهِ بكرةً وأصيلًا
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ من قال الكلماتِ
فقال الرجلُ أنا
فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ والذي نفسي بيدِه إني لأنظرُ إليها تصعدُ حتى فُتِحت لها أبوابُ السماءِ
فقال ابنُ عمرَ والذي نفسي بيدِه ما تركتها منذُ سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وقال عونٌ ما تركتها منذُ سمعتُها من ابنِ عمرً
الراوي : عبدالله بن عمر
| المحدث : أحمد شاكر
المصدر : مسند أحمد
الصفحة أو الرقم: 8/79 |
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
وروى مسلم (601)
عن ابن عمر رضي الله عنه قال :
" بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذْ قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ
: اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مِنَ الْقَائِلُ كَلِمَةَ كَذَا وَكَذَا ؟
) قَالَ رَجُلٌ مَنِ الْقَوْمِ : أَنَا ، يَا رَسُولَ اللهِ . قَالَ : عَجِبْتُ لَهَا
فُتِحَتْ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ .
قَالَ ابْنُ عُمَرَ :
فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ " .
......
قدَ يُلهَمُ العبدُ ذِكرًا عَظيمَ القَدْرِ
تتسابَقُ عليه الكَتَبةُ لشَرفِهِ وعَظيمِ مَنزلتِهِ
كما وردَ في هذا الحَديثِ عنِ ابنِ عمرَ
قالَ: بينَما نحنُ نصلِّي معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
إذ قالَ رجلٌ مِنَ القومِ: اللهُ أكبرُ كبيرًا
أي أكبرُ من أنْ يُنسَبَ إليه ما لا يليقُ بِه سُبحانَه وتَعالى
والمرادُ تكبيرًا كَبيرًا، والحمدُ للهِ كثيرًا
أي: نَحمدُهُ حَمدًا كثيرًا؛ لاستحقاقِهِ ذلكَ
وسبحانَ اللهِ
تنزيهٌ للهِ عنْ كلِّ عيبٍ ونقْصٍ
وما لا ينبغِي أنْ يُوصَفَ بِه
بُكرةً وأصيلًا
أي: في أوَّلِ النَّهارِ وآخرِه
وهما أطيبُ الأوقاتِ
وذلك لاجتِماعِ ملائكةِ اللَّيلِ والنَّهارِ فيهِمَا
فلمَّا سمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم هذه الكَلماتِ
قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
مَنِ القائلُ كلمةَ كَذا وكَذا؟
وهذا إشارةٌ إلى فَضلِ هذه الكلماتِ وعظم ثَوابِها وقَدْرِها
وليتنبَّهَ السَّامِعونَ لها فيقولُوا مثلَها
فقالَ رجلٌ مِنَ القومِ: أنا يا رسولَ اللهِ
فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: عجِبْتُ لها
فُتِحَتْ لها أبوابُ السَّماءِ
أي: إنَّها رُفِعتْ إلى السَّماءِ وقبِلَها اللهُ
وفُتِحَ لها أبوابُ السَّماءِ
وفي هذا إشارةٌ
إلى أنَّ بَعضَ الأعمالِ قدْ يكتبُها غيرُ الحفظةِ.
قالَ ابنُ عمرَ: فما تركتُهُنَّ
منذُ سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ ذلِكَ.
وفي الحديثِ: حِرْصُ ابنِ عُمرَ رضِي اللهُ عنهما
يُبيِّنُ الشَّديدَ على التَّمَسُّكِ بما يَصدُرُ
عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قولًا أو فعلًا..
المصدر الدرر السنية
https://dorar.net/hadith/sharh/64463
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-25, 04:48
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2020/07/25/06/410233212.jpg (https://www.0zz0.com)
لاشك أن السهو والتقصير من طبع الإنسان
وأن المكلَّف لا ينفك من تقصير في طاعة
أو سهو وغفلة أو خطأ ونسيان
أو ذنب وخطيئة
فكلنا مقصرون.. ومذنبون... ومخطئون..
نقبل على الله تارة وندبر أخرى
نراقب الله مرة
وتسيطر علينا الغفلة أخرى
لا نخلو من المعصية
ولا بد أن يقع منا الخطأ
فلسنا بمعصومين .
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم
: ( والذي نفسي بيده ، لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون )
رواه مسلم (2749)
وقال صلى الله عليه وسلم :
( كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )
رواه الترمذي (2499) وحسنه الألباني.
ومن رحمة الله بهذا الإنسان
الضعيف أنه فتح له باب التوبة
وأمره بالإنابة إليه
والإقبال عليه
كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي
ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد
وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه
وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته
فالتوبة من مقتضيات النقص البشري
ومن لوازم التقصير الإنساني .
وقد أوجب الله التوبة على أنواع هذه الأمة :
السابقِ منها إلى الخيرات
والمقتصِد في الطاعات
والظالمِ لنفسه بالمحرمات .
فقال تعالى : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) النور/31
وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إِلَى اللَّه توبة نصوحا ) التحريم/8
وقال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم
: ( يا أيها الناس ، توبوا إلى الله واستغفروه ، فإني أتوب في اليوم مائة مرة )
رواه مسلم/2702 من حديث الأغر المزني رضي الله عنه .
والله سبحانه وتعالى فاضت رحمته وشملت رأفته عبادَه
فهو حليم لا يبطش بنا ولا يعذبنا ولا يهلكنا حالا
بل يمهلنا ويأمر نبيه صلى الله عليه وسلم
أن يعلن كرمه سبحانه :
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53
ويقول لطفا بعباده : ( أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) المائدة/74
وقال جل وعلا :( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى ) طـه/82
وقال جل شأنه : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) آل عمران/135
وقال تعالى : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً ) النساء/110
ومن صفات الرب جل وعلا
أنه يقبل التوبة ويفرح بها كرماً منه وإحساناً
قال الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/25
وقال تعالى : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) التوبة/104.
وعَنْ أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري خادم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال
: قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : ( لله أفرح بتوبة عبده مِنْ أحدكم سقط عَلَى بعيره وقد أضله في أرض فلاة)
مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ .
وفي رواية لمسلم/2747
( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه مِنْ أحدكم كان عَلَى راحلته بأرض فلاة فانفلتت مِنْه وعليها طعامه وشرابه
فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس مِنْ راحلته
فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال مِنْ شدة الفرح :
اللَّهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ مِنْ شدة الفرح ).
وعَنْ أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال :
( إن اللَّه تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس مِنْ مغربها )
رَوَاهُ مُسْلِمٌ/2759.
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-26, 04:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2020/07/26/06/787235815.jpg (https://www.0zz0.com)
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أن النساء هن أكثر أهل النار
فعن عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء)َ.
رواه البخاري 3241 ومسلم 2737
أما سبب ذلك فقد سُئل عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبَيَّن الجواب :
فعَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( َأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) قَالُوا: بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (بِكُفْرِهِنَّ) قِيلَ : يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ
قَالَ: (يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ )
رواه البخاري 1052 .
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ
فَقَالَ: ( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ )
فَقُلْنَ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ: ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ )
قُلْنَ : وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ ) قُلْنَ: بَلَى
قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) قُلْنَ: بَلَى
قَالَ : ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا )
رواه البخاري 304 .
وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلاةَ يَوْمَ الْعِيدِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلا إِقَامَةٍ ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلالٍ فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ
وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ
فَقَالَ : ( تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ )
فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ
فَقَالَتْ : لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : ( لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ) قَالَ : فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلالٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ .
رواه مسلم 885 .
وينبغي على الأخوات المؤمنات
اللاتي يعلمن بهذا الحديث
أن يكون تصرفهن كتصرف هؤلاء الصحابيات
اللاتي لما علمن بهذا عملن من الخير
ما يكون بإذن الله سبباً في إبعادهن
من أن يدخلن ضمن هؤلاء الأكثر .
فنصيحتنا للأخوات
الحرص على التمسك بشعائر الإسلام
وفرائضه لاسيما الصلاة
والبعد عما حرمه الله سبحانه وتعالى
وبخاصة الشرك بصوره المتعددة
التي تنتشر في أوساط النساء
مثل طلب الحاجات من غير الله
وإتيان السحرة والعرافين ونحو ذلك .
نسأل الله أن يبعدنا وجميع إخواننا وأخواتنا
عن النار وما قرّب إليها من قول أو عمل .
الشيخ محمد صالح المنجد
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-27, 04:17
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2020/07/27/06/318076738.jpg (https://www.0zz0.com)
روى البخاري (6131) ومسلم (2591)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ رَجُلًا اسْتَأْذَنَ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
(ائْذَنُوا لَهُ ، فَلَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ)
[الْمُرَاد بِالْعَشِيرَةِ قَبِيلَته ,
أَيْ بِئْسَ هَذَا الرَّجُل مِنْهَا] .
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ أَلَانَ لَهُ الْقَوْلَ .
قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
قُلْتَ لَهُ الَّذِي قُلْتَ ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ .
قَالَ : (يَا عَائِشَةُ إِنَّ شَرَّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَنْ وَدَعَهُ أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ فُحْشِهِ) .
(اتقاء فحشه) أي لأجل قبيح قوله وفعله .
وفي لفظ للبخاري (6032)
: (يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا
إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) .
قال ابن حجر:
"قَوْله : (اِتِّقَاء شَرّه) أَيْ قُبْح كَلَامه".
وعند أبي داود بإسناد صحيح (4792)
بلفظ : (يَا عَائِشَةُ
إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ الَّذِينَ يُكْرَمُونَ اتِّقَاءَ أَلْسِنَتِهِمْ) .
قَالَ الْقَاضِي عياض :
"هَذَا الرَّجُل هُوَ عُيَيْنَة بْن حِصْن ,
وَلَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ حِينَئِذٍ ,
وَإِنْ كَانَ قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَام ,
فَأَرَادَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ يُبَيِّن حَاله لِيَعْرِفهُ النَّاس ,
وَلَا يَغْتَرّ بِهِ مَنْ لَمْ يَعْرِف حَاله ...
وَكَانَ مِنْهُ فِي حَيَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَعْده
مَا دَلَّ عَلَى ضَعْف إِيمَانه ,
وَارْتَدَّ مَعَ الْمُرْتَدِّينَ ,
وَجِيءَ بِهِ أَسِيرًا إِلَى أَبِي بَكْر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ .
وَوَصْف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَهُ بِأَنَّهُ بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَة مِنْ أَعْلَام النُّبُوَّة ;
لِأَنَّهُ ظَهَرَ كَمَا وَصَفَ ,
وَإِنَّمَا أَلَانَ لَهُ الْقَوْل تَأَلُّفًا لَهُ وَلِأَمْثَالِهِ عَلَى الْإِسْلَام" انتهى
نقله عنه النووي في "شرح صحيح مسلم" .
وقال النووي :
"وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُدَارَاة مَنْ يُتَّقَى فُحْشه ...
وَلَمْ يَمْدَحهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
وَلَا ذَكَرَ أَنَّهُ أَثْنَى عَلَيْهِ فِي وَجْهه وَلَا فِي قَفَاهُ ,
إِنَّمَا تَأَلَّفَهُ بِشَيْءٍ مِنْ الدُّنْيَا مَعَ لِين الْكَلَام" انتهى
"شرح صحيح مسلم" (16/144) .
وفي هذا الحديث بيان خطورة فحش الكلام
وأن من أكثر منه حتى تحاشاه الناس خوفاً
من شر لسانه فهو بشر المنازل عند الله .
"فشر الناس منزلة عند الله من تركه الناس اتقاء فحشه
لا تراه إلا متلبساً بجريمة
ولا تسمعه إلا ناطقاً بالأقوال الأثيمة .
فعينه غمازة ، ولسانه لماز ، ونفسه همازة
مجالسته شر ، وصحبته ضر
وفعله العدوان ، وحديثه البذاءة
لا يذكر عظيماً إلا شتمه
ولا يرى كريماً إلا سبه وتعرض له بالسوء
ونال منه ، وسفه عليه"
انتهى من كتاب "إصلاح المجتمع" للبيحاني صـ 199 .
وإن الله جل جلاله ليبغض من هذه صفته
كما قال صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ)
رواه الترمذي (202) وصححه الألباني .
والله أعلم .
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-28, 04:18
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2020/07/28/06/484708584.jpg (https://www.0zz0.com)
روى أبو داود في " السنن " (4160)
وأحمد في " المسند " (23969)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ : " أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحَلَ إِلَى فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ وَهُوَ بِمِصْرَ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ .
فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَمْ آتِكَ زَائِرًا، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ أَنَا وَأَنْتَ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ مِنْهُ عِلْمٌ .
قَالَ: وَمَا هُوَ؟
قَالَ: كَذَا وَكَذَا.
قَالَ: فَمَا لِي أَرَاكَ شَعِثًا وَأَنْتَ أَمِيرُ الْأَرْضِ ؟
قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْهَانَا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الإِرْفَاهِ .
قَالَ: فَمَا لِي لَا أَرَى عَلَيْكَ حِذَاء؟
قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا "
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .
قال ابن الأثير في "النهاية" (2/ 247):
" (الْإِرْفَاهِ) : هُوَ كثْرةُ التَّدهُّن والتَّنَعُّم.
وَقِيلَ : التَّوسُّع فِي المَشْرَب والمَطْعَم
وَهُوَ مِنَ الرِّفْهِ: وِرْد الْإِبِلِ
وَذَاكَ أَنْ تَرِد الماءَ مَتَى شاءَت .
أرادَ : تَرْك التَّنَعُّم والدَّعة ولينِ الْعَيْشِ
لِأَنَّهُ مِنْ زِيّ العَجم وأرْباب الدُّنيا " انتهى .
وقوله : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَأْمُرُنَا أَنْ نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا "
أي : نمشى حفاة ، حينا بعد حين .
فذهب غير واحد من أهل العلم
إلى أنه يستحب الاحتفاء أحيانا
والحكمة من هذا: تعويد النفس على الخشونة
وإبعادها عن الدعة
وتطبيعها على الزهد ، واحتقار الدنيا .
قال القاري رحمه الله :
" ( نَحْتَفِيَ أَحْيَانًا ) أَيْ نَمْشِيَ حُفَاةً ؛ تَوَاضُعًا
وَكَسْرًا لِلنَّفْسِ
وَتَمَكُّنًا مِنْهُ عِنْدَ الِاضْطِرَارِ إِلَيْهِ
وَلِذَلِكَ قَيَّدَهُ بِقَوْلِهِ: (أَحْيَانًا) : أَيْ حِينًا بَعْدَ حِينٍ " .
انتهى من "مرقاة المفاتيح" (7/2827).
قال السفاريني رحمه الله :
" (وَسِرْ) حَالَةَ كَوْنِك (حَافِيًا) بِلَا نَعْلٍ أَحْيَانًا
اقْتِدَاءً بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(أَوْ) سِرْ فِي حَالِ كَوْنِك (حَاذِيًا) أَيْ مُنْتَعِلًا "
انتهى من "غذاء الألباب" (2/340).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لبس النعال من السنة
والاحتفاء من السنة أيضا
ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الإرفاه
وأمر بالاحتفاء أحيانا
فالسنة أن الإنسان يلبس النعال لا بأس
لكن ينبغي أحيانا أن يمشي حافيا بين الناس
ليظهر هذه السنة التي كان بعض الناس ينتقدها
إذا رأى شخصا يمشي حافيا قال: ما هذا؟
هذا من الجهال! وهذا غلط
لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى عن كثرة الإرفاه
ويأمر بالاحتفاء أحيانا " .
انتهى من "شرح رياض الصالحين" (6/ 387) .
فيستحب للإنسان أن يمشي حافيا أحيانا
إلا إذا كان بأرض إذا مشى فيها حافيا تعرض للضرر والأذى
فإنه حينئذ لا يمشي إلا منتعلا .
قال المناوي رحمه الله :
" إن أمن تنجس قدميه
ككونه في أرض رملية مثلا ولم يؤذه : فهو محبوب أحيانا -
يعني المشي حافيا -
بقصد هضم النفس وتأديبها
ولهذا ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يمشي حافيا ومنتعلا
وكان الصحب يمشون حفاة ومنتعلين " .
انتهى من "فيض القدير" (1/ 317) .
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-29, 04:46
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/07/29/06/467123158.jpg (https://www.0zz0.com)
- اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك
فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
الراوي : عبدالله بن مسعود
| المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1278 |
خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه الطبراني (10/220) (10379)
وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (5/36).
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أكرمَ الناسِ
وكان يُكرِمُ الضِّيفانَ
ولكنَّه كان يَعيشُ على الكَفافِ
فكان بَيْتُه يَخْلو مِنَ الطَّعامِ في أَحايينَ كَثيرةٍ
وكان يَطلُبُ الرِّزْقَ من اللهِ
مع الصَّبْرِ على شِدَّةِ العَيْشِ دُون ضَجَرٍ
وهذا الحَديثُ يُبيِّنُ جانِبًا من ذلك
وهو جُزءٌ من حديثٍ، وفيه –كما في روايةِ
أبي نُعيمٍ في الحِليةِ- يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه:
"أَضافَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضَيْفًا"
أي: اسْتَضافَه في بَيْتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
"فَأرْسَلَ إلى أَزْواجِه يَبْتَغي مِنهنَّ طَعامًا"
أي: يَطلُبُ منهنَّ طَعامًا؛ لِيُكرِمَ به ضَيْفَه
"فَلَمْ يَجِدْ، فَقالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ من فَضْلِكَ"
أي: سَعَةِ جُودِكَ "ورَحْمَتِكَ"
التي وَسِعَتْ كُلَّ شيءٍ
"فإنَّه لا يَملِكُها إلَّا أَنْتَ"
أي: لا يَملِكُ الفَضْلَ والرَّحْمةَ غيْرُك
فإنَّك مُقدِّرُهما ومُرسِلُهما
فلا يُطْلَبانِ إلَّا منك
"فأُهْدِيَتْ إليه شاةٌ مَصْليَّةٌ"
أي: مَشْويَّةٌ
وفي هذا دَلالَةُ سُرْعةِ اسْتِجابَةِ اللهِ عزَّ وجلَّ
لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
وهذا من ثِقَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
وإيمانِه باللهِ عزَّ وجلَّ
فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
"هذه من فَضْلِ اللهِ"
أي: للرِّزْقِ الذي أرسَلَه اللهُ عزَّ وجلَّ
"ونحنُ نَنْتَظِرُ الرَّحْمةَ"
تَقْريرٌ أنَّ العبدَ تحتَ رَحْمةِ ربِّه كُلَّ وَقْتٍ
وفي كُلِّ حالٍ، وهو دائِمًا يَرْجوها.
وفي الحَديثِ: الدُّعاءُ عندَ ضِيقِ الرِّزْقِ.
وفيه: الحَثُّ على شُكْرِ اللهِ عندَ بُلوغِ النِّعَمِ .
المصدر الدرر السنية
https://www.dorar.net/hadith/sharh/92288
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-30, 04:55
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2020/07/30/06/704667371.jpg (https://www.0zz0.com)
روي أبو هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ :
يَا ابْنَ آدَمَ ! تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى
وَأَسُدَّ فَقْرَكَ
وَإِلاَّ تَفْعَلْ مَلَأْتُ يَدَيْكَ شُغْلاً
وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ )
رواه الترمذي (2466)
وحسنه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/262)
وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (16/284)
والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1359) .
عُبوديَّةُ اللهِ هي أعْلى المَقاماتِ وأشْرَفُها
وهي الغايةُ من خَلْقِ الإنسانِ
وعندَما يَتفرَّغُ لها الإنسانُ
ينالُ الخيْرَ العميمَ
لكن إنْ غَفَلَ عنها
وانْشَغَلَ بالدُّنيا
كان ذلك هو الخُسْرانَ الحقيقيَّ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُرَيْرةَ رضِيَ اللهُ عنه:
"تَلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"
أي: قَرَأَ على الصَّحابَةِ قوْلَهُ تَعالى:
"{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}
والمعنى: مَن كان يُريدُ بعَمَلِهِ الآخِرَةَ
نَزِدْ له في عَمَلِهِ الحَسَنِ
فنَجْعَلْ له الحَسَنَةَ بعَشْرٍ
إلى ما شاء ربُّنا من الزيادَةِ
{وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20]
أي: وَمَنْ كان يُريدُ بعَمَلِهِ الدُّنيا
ويَسعَى لها لا للآخِرةِ
نُؤتِه ما قَسَمْنا له منها.
ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
"يقولُ اللهُ: ابنَ آدَمَ!"
أي: يُنادي على ابنِ آدَمَ قائلًا له:
"تفرَّغْ لعِبادتي"
والمُرادُ من التفرُّغِ للعِبادَةِ:
إيثارُها على حُظوظِ الدُّنيا
والإتيانُ بما أَمَرَ به منها
فلا تُلْهيهِ عن ذِكْرِ اللهِ
لا أنَّه لا يَفعَلُ إلَّا العِبادَةَ
بل لا يَنشغِلُ عن ربِّهِ
فيكُونُ في كلِّ أحوالِهِ وأعمالِهِ في طاعتِه
فلا تُلْهِيهِ تِجارةٌ أو بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وفَرائضِهِ.
ثمَّ بيَّن سُبحانَه وتَعالى ما يُعطيهِ لفاعِلِ ذلك:
"أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى"
والمُرادُ بالغِنى:
غِنى النَّفْسِ والرِّضا بما قَسَمهُ اللهُ
ويحصلُ في قلبِهِ قَناعَةٌ تامَّةٌ
"وأَسُدَّ فَقْرَكَ"
والمُرادُ أنَّه لا يَبْقى للفَقْرِ ضَرَرٌ
بل يُغْنيهِ اللهُ في نَفْسِهِ
ويُبارِكُ له في القليلِ من مالِه
"وإلَّا تَفْعَلْ" يعني: وإنْ لم تفْعَلْ ما أَمَرْتُك به
من التَّفرُّغِ للطاعَةِ والعِبادَةِ
وآثَرْتَ الدُّنيا على الآخِرةِ
"مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا"
أي: كثَّرْتُ شُغْلَكَ بالدُّنيا
فظَلَلْتَ مُنشغِلًا بغَيرِ العِبادةِ
مُقبِلًا على الدُّنيا وأعمالِها وأشغالِها
ولا يَزالُ قَلْبُك غيرَ راضٍ
"ولم أَسُدَّ فَقْرَكَ"
فتُنزَعُ البَرَكةُ من مالِكَ
ويَبْقى القَلْبُ مُتلهِّفًا على الدُّنيا
غيرَ بالِغٍ منها أمَلَهُ
فيَحرِمُكَ اللهُ مِن ثَوابِهِ وفَضلِهِ
وتَزيدُ تعَبًا في الدُّنيا دونَ شُعورٍ بالغِنى.
وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في العِبادَةِ
وتَرْكُ الانْشِغالِ بالدُّنيا
المصدر الدرر السنية
https://dorar.net/hadith/sharh/111622
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-07-31, 20:01
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2020/07/31/21/822660427.jpg (https://www.0zz0.com)
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ما مِن يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء )
رواه مسلم ( 1348 ) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير )
رواه الترمذي ( 3585 )
وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1536 ) .
وعن طلحة بن عبيد بن كريز مرسلا
: ( أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة )
رواه مالك في " الموطأ " ( 500 )
وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1102 ) .
وقد اختلف العلماء هل هذا الفضل للدعاء يوم عرفة خاص بمن كان في عرفة أم يشمل باقي البقاع ، والأرجح أنه عام ، وأن الفضل لليوم ، ولا شك أن من كان على عرفة فقد جمع بين فضل المكان وفضل الزمان .
قال الباجي رحمه الله :
قوله : " أفضل الدعاء يوم عرفة " يعني : أكثر الذكر بركة وأعظمه ثوابا وأقربه إجابة
ويحتمل أن يريد به الحاج خاصة ؛ لأن معنى دعاء يوم عرفة في حقه يصح ، وبه يختص ، وإن وصف اليوم في الجملة بيوم عرفة فإنه يوصف بفعل الحاج فيه ، والله أعلم " انتهى .
" المنتقى شرح الموطأ " ( 1 / 358 ) .
وقد ثبت عن بعض السلف أنهم أجازوا " التعريف " وهو الاجتماع في المساجد للدعاء وذكر الله يوم عرفة ، وممن فعله ابن عباس رضي الله عنهما ، وأجازه الإمام أحمد وإن لم يكن يفعله هو .
قال ابن قدامة رحمه الله :
قال القاضي : ولا بأس بـ " التعريف " عشية عرفة بالأمصار ( أي ِ: بغير عرفة )
وقال الأثرم : سألت أبا عبد الله – أي : الإمام أحمد - عن التعريف في الأمصار يجتمعون في المساجد يوم عرفة ، قال : " أرجو أن لا يكون به بأس قد فعله غير واحد "
وروى الأثرم عن الحسن قال : أول من عرف بالبصرة ابن عباس رحمه الله وقال أحمد :
" أول من فعله ابن عباس وعمرو بن حُرَيث " .
وقال الحسن وبكر وثابت ومحمد بن واسع : كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة
قال أحمد : لا بأس به ؛ إنما هو دعاء وذكر لله . فقيل له : تفعله أنت ؟
قال : أما أنا فلا ، وروي عن يحيى بن معين أنه حضر مع الناس عشية عرفة " انتهى .
" المغني " ( 2 / 129 ) .
والله أعلم .[/COLOR
[COLOR="Plum"]و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-02, 15:46
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2020/08/02/17/893828381.jpg (https://www.0zz0.com)
جاءت نصوص الشريعة
في الكتاب والسنة بالوصية بالجار
والتأكيد على حقه
فقال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ
وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) النساء/ 36 .
وروى البخاري (5185) ، ومسلم (47)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ ) .
وروى البخاري (6015) ، ومسلم (2625)
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: ( مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ) .
اختلف العلماء في حد الجار .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الجار: هو الملاصق لك في بيتك
والقريب من ذلك
وقد وردت بعض الآثار بما يدل على
أن الجار أربعون داراً كل جانب .
ولا شك أن الملاصق للبيت جار
وأما ما وراء ذلك فإن صحت الأخبار بذلك
عن النبي صلى الله عليه وسلم
فالحق ما جاءت به
وإلا فإنه يرجع في ذلك إلى العرف
فما عدّه الناس جوارا فهو جوار "
انتهى من "شرح رياض الصالحين" (3/ 176) .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" اختلف العلماء في حد الجوار على أقوال
ذكرها في " الفتح " (10 / 367)
وكل ما جاء تحديده عنه صلى الله عليه وسلم
بأربعين : ضعيف لا يصح .
فالظاهر : أن الصواب تحديده بالعرف "
انتهى من "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (1/ 446) .
و بخصوص حقوق الجار
قال الشيخ محمد صالح المنجد
حُقوق الجار في الإسلام كثيرةٌ،
فقد تَناولت الشريعة الإسلامية حقوق الجار وفصّلتها
فالجار له حقٌ عظيمٌ في الإسلام
ومن حقوق الجار في الإسلام ما يأتي:
الإحسان إلى الجار قَولاً وفعلاً.
حمايته وتأمينه.
ستر عورته.
حفظ سره.
مشاركته أفراحه.
مواساته في مصائبه وأحزانه.
تلبية دعوته. زيارته في الظروف الطبيعيّة.
عيادته في حالة المرض.
تفقّده وتلبية احتياجاته عندما يفقدها مع القُدرة على ذلك.
منع الأذى عنه بِجَميع صُوره.
مُساعدته في حلّ مشاكله.
إقراضه المال إن طلب مع القدرة على الإقراض.
السعي في الإصلاح بين الجيران المُتخاصمين.
تعليمه العلم الشرعي.
مُصاحبته إلى المسجد.
مُصاحبته إلى مَجالس العلم.
إحسان الظنّ به.
الصّبر على أذى الجار.
ردُّ الغيبةِ عنه.
مُبادرته بالسّلام.
تشييع جنازته عند موته.
و لنا عودة لنشر موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-03, 15:54
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2020/08/03/17/643237929.jpg (https://www.0zz0.com)
الاستغفار سبب من أسباب حياة القلب وهدايته ونوره
ذلك أنه سبب لرحمة الله
قال الله تعالى : ( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النمل/ 46.
وقال بعض السلف :
" ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه " .
انتهى من " إحياء علوم الدين " (1/ 313) .
والاستغفار من ذكر الله
والذكر تحيا به القلوب .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الذِّكْرُ يُثْمِرُ حَيَاةَ الْقَلْبِ "
انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 29) .
والاستغفار دواء القلوب من الذنب
الذي هو أساس كل بلية
قال قَتَادَةَ:
" إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ
أَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ
وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ فَالِاسْتِغْفَارُ " .
انتهى من "شعب الإيمان" (9/ 347) .
والاستغفار من أعظم أسباب جلاء القلب وصقله
وتنظيفه من الرين والوسخ
والغفلة والسهو .
قال ابن القيم رحمه الله :
" قلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يوماً:
سئل بعض أهل العلم
أيهما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟
فقال : إذا كان الثوب نقياً :
فالبخور وماء الورد أنفع له
وإذا كان دنساً :
فالصابون والماء الحار أنفع له .
فقال لي رحمه الله تعالى :
فكيف والثياب لا تزال دنسة ؟ "
.
انتهى من "الوابل الصيب" (ص: 92).
والمراد بالبخور وماء الورد في هذا المثل
: التسبيح ونحوه .
والمراد بالصابون : الاستغفار
لأنه يطهر من الذنب
كما ينظف الصابون البدن والثوب .
وروى مسلم (2702)
عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: ( إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"والغين حجاب رقيق أرق من الغيم
فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يستغفر الله استغفارا
يزيل الغين عن القلب "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/283) .
وروى أحمد (8792)
والترمذي (3334)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ
فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ
وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ
فَذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ
[ كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ] ) .
حسنه الألباني في " صحيح الترمذي "(2654) .
فالاستغفار يعيد إلى القلب حياته وبياضه
الذي قد يكون فقد شيئا منه بسبب الذنوب .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-07, 17:43
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2020/08/07/19/200244690.jpg (https://www.0zz0.com)
يستحب للمسلم أن لا يأتي عليه يوم من الأيام
إلا ويتصدق فيه
والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ
فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا
وَيَقُولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفاً ) .
رواه البخاري ( 1374 ) ومسلم ( 1010 ) .
من رحمة الله أن جميع النفقات الواجبة والمستحبة
من الزكوات والنفقة على العيال
وإكرام الضيف ونحوها
كل ذلك داخل في مسمى الإنفاق .
قال النووي في شرح حديث
(ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان
يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا
ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا) :
" قَالَ الْعُلَمَاءُ هَذَا فِي الْإِنْفَاقِ فِي الطَّاعَاتِ
وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ
وَعَلَى الْعِيَالِ وَالضِّيفَانِ وَالصَّدَقَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ
بِحَيْثُ لَا يُذَمُّ ، وَلَا يُسَمَّى سَرَفًا .
وَالْإِمْسَاكُ الْمَذْمُومُ : هو الإمساك عَنْ هَذَا "
انتهى من "شرح صحيح مسلم" (7/95) .
وقال ابن بطال :
" معنى هذا الحديث: الحض على الإنفاق في الواجبات
كالنفقة على الأهل وصلة الرحم،
ويدخل فيه صدقة التطوع، والفرض "
انتهى من "شرح صحيح البخاري" (3/439).
وأما من يقوم بالصدقات الواجبة في بعض الأيام
ثم لا يتصدق بشيء بقية العام
فلا يدخل في دعاء الملك عليه بالتلف
لأنه قد قام بالواجب عليه
والدعاء بالتلف متوجه
على من يمتنع عن أداء الصدقات الواجبة .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
"وأما الدعاء بالتلف :
فيحتمل تلف ذلك المال بعينه
أو تلف نفس صاحب المال
والمراد به :
فوات أعمال البر بالتشاغل بغيرها .
قال النووي :
الإنفاق الممدوح : ما كان في الطاعات
وعلى العيال ، والضيفان ، والتطوعات .
وقال القرطبي :
وهو يعم الواجبات ، والمندوبات
لكن الممسك عن المندوبات :
لا يستحق هذا الدعاء
إلا أن يغلب عليه البخل المذموم
بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق
الذي عليه ، ولو أخرجه
" انتهى من" فتح الباري " (3/305) .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-09, 15:50
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2020/08/09/17/520557407.jpg (https://www.0zz0.com)
الخوف من الله تعالى واجب على كل أحد
ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف منه
قال الله عز وجل : ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران/175
وقال عز وجل : ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) المائدة/44
وقال سبحانه : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) البقرة/40 .
وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي
لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ
وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ
إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
رواه ابن المبارك في "الزهد" (157)
وحسنه الألباني في "الصحيحة" (742).
و لنا عودة من اجل استكمال هذا الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-08-10, 04:00
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كيف نخاف الله عز وجل ؟
ما هو الواجب علينا فعله لنبلغ هذه المنزلة ؟
كيف تدل محبة الله تعالى على الخوف منه ؟
إن لذلك وسائل شرعية ، وأعمالا قلبية
نذكر منها ما يتهيأ به – إن شاء الله -
لكل مسلم أن يخاف ربه ، ويخشى عذابه
ويلجئه خوفه إلى حسن الظن به سبحانه
فمن ذلك :
- قراءة القرآن وتدبر معانيه :
قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً
* وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109
- استشعار عظم الذنب وهوله :
روى البخاري (6308)
عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ :
" إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا " .
- تقوى الله تعالى
بفعل الطاعات ، وترك المنكرات والمحرمات
فهذا يزرع الخوف في القلوب
ويحييها بعد مواتها
ويشغلها بمحبة الله وابتغاء مرضاته واتقاه سخطه .
- تعظيم محارم الله .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ: مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ خِيفَ مِنْهُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ.
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: صِدْقُ الْخَوْفِ : هُوَ الْوَرَعُ عَنِ الْآثَامِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.
وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَقُولُ: الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ مَا حَجَزَكَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ "
انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 510) .
- معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته .
قال ابن القيم رحمه الله :
" كلما كان العبد بالله أعلم ، كان له أخوف. قال ابن مسعود: " كفى بخشية الله علماً " ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد به
فأَعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفاً وحباً "
انتهى ، من "طريق الهجرتين" (ص 283).
- معرفة فضل الخائفين من الله الوجلين
قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال/ 2
وعن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال :
قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
( لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ ) .
رواه الترمذي (1633) ، والنسائي (3108) . وصححه الألباني .
وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
: ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ ... ) الحديث
وفيه : ( ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ) .
رواه البخاري (660) ، ومسلم (1031) .
- تدبر أحوال الخائفين
وكيف وصلوا إلى هذه المنزلة
بالإيمان والعمل الصالح ، وقيام الليل
وصيام النهار ، والبكاء من خشية الله
. قال الغزالي رحمه الله :
" معرفة سير الأنبياء والصحابة فيها التخويف والتحذير
وهو سبب لإثارة الخوف من الله
فإن لم يؤثر في الحال أثر في المآل "
انتهى من "إحياء علوم الدين" (2/ 237)
و مازال للموضوع بقية
*عبدالرحمن*
2020-08-10, 16:52
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
- تدبر آيات العذاب والوعيد
وما جاء في وصف النار وحال أهلها
وما هم فيه من البؤس والشقاء والعذاب المقيم .
- أن تعلم قدر نفسك
وأنك ضعيف مهين
ولو شاء الله لعاجلك بالعقوبة
فينبغي لمن هذه حاله أن يكون خائفا من مولاه
قال الغزالي رحمه الله :
" الخوف مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَارَةً يَكُونُ لِمَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ أَهْلَكَ الْعَالَمِينَ لَمْ يُبَالِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَانِعٌ ،
وَتَارَةً يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ بِمُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي
وَتَارَةً يَكُونُ بِهِمَا جَمِيعًا ، وَبِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِغْنَائِهِ ؛ فَأَخْوَفُ النَّاسِ لِرَبِّهِ أَعْرَفُهُمْ بِنَفْسِهِ وَبِرَبِّهِ " .
انتهى من "إحياء علوم الدين" (4/ 155) .
- تدبر أحوال الظالمين والعاصين
الذين أخذهم الله بذنوبهم ، إلام صاروا ؟
وما هو حالهم اليوم بعد أن باغتهم العذاب ؟
قال تعالى : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) مريم/ 98 .
- تدبر أحوال الناس يوم الفزع الأكبر
وما هم فيه من الكرب العظيم
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) الحج/ 1، 2
وقال عز وجل : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) هود/ 103
- سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب .
عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين
قال : ( وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب )
. رواه الترمذي (2676) ، وأبو داود (4607)
وابن ماجه (42) وصححه الألباني.
- كثرة ذكر الله :
فكثرة الذكر تبعث على استحضار جلال الله وعظمته ومراقبته ومحبته والحياء منه
وكل ذلك يبعث على خشيته
والخوف منه ومن عذابه ومن حرمانه .
- الخوف من مباغتة العقوبة
وعدم الإمهال والتمكن من التوبة :
قال ابن القيم رحمه الله :
" ينشأ - يعني الخوف - من ثلاثة أُمور:
أحدها:
معرفته بالجناية وقبحها.
والثاني:
تصديق الوعيد ، وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.
والثالث:
أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة
ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب.
فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف
وبحسب قوتها وضعفها :
تكون قوة الخوف وضعفه
فإن الحامل على الذنب
إما أن يكون عدم علمه بقبحه
وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته
وإما أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة
وهو الغالب من ذنوب أهل الإيمان
فإذا علم قبح الذنب
وعلم سوءَ مغبته
وخاف أن لا يفتح له باب التوبة
بل يمنعها ويحال بينه وبينها : اشتد خوفه.
هذا قبل الذنب ؛ فإذا عمله : كان خوفه أشد.
وبالجملة فمن استقر في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزائها
وذكر المعصية والتوعد عليها
وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح :
هاج في قلبه من الخوف ما لا يملكه
ولا يفارقه حتى ينجو "
انتهى ، من "طريق الهجرتين" (ص 283) .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-17, 05:05
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2020/08/17/06/314535184.jpg (https://www.0zz0.com)
يجب على المسلم حفظ لسانه عما نُهيَ عنه
ومن هذه المنهيَّات
والتي تساهل بعض الناس في الوقوع فيها
كثيراً الغيبة والبهتان والنميمة .
الغِيبة :
هي ذكر المسلم في غيبته ب
ما فيه مما يكره نشره وذِكره
والبهتان :
ذِكر المسلم بما ليس فيه
وهو الكذب في القول عليه
والنميمة :
هي نقل الكلام من طرف لآخر للإيقاع بينهما .
والأدلة في تحريم هذه الأفعال كثيرة
نكتفي بذكرِ شيءٍ يسير فقط لوضوح تحريمها :
قال تعالى : وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ الحجرات / 12 .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : أتدرون ما الغيبة ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم
قال : ذِكرُك أخاك بما يكره
قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟
قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته
وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه .
رواه مسلم ( 2589 )
عن ابن عباس قال :
مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على قبرين
فقال : أما إنَّهما ليُعذَّبان وما يعذبان في كبير
أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة
وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله
قال : فدعا بعسيبٍ رطْبٍ فشقه باثنين
ثم غرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً
ثم قال لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا .
رواه البخاري ( 213 ) ومسلم ( 292 ) .
فعلى كل من وقع منه
الغيبة أو البهتان أو النميمة
أن يتوب ويستغفر فيما بينه وبين الله
فإن علِم أنه قد بلَغ الكلامُ للمُتكلَّم عليه
فليذهب إليه وليتحلل منه
فإن لم يعلم فلا يُبلغه
بل يستغفر له ويدعو له ويثني عليه
كما تكلم فيه في غيبته .
وكذا لو علم أنه لو أخبره ستزيد العداوة
فإنه يكتفي بالدعاء والثناء عليه والاستغفار له .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
من كانت له مظلمةٌ لأخيه من عرضه أو شيءٍ
فليتحلَّلْه منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم
إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته
وإن لم تكن له حسنات
أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " .
رواه البخاري ( 2317 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
ومَن ظلم إنساناً فقذفه أو اغتابه أو شتمه
ثم تاب قبِل الله توبته
لكن إن عرف المظلومُ مكَّنه من أخذ حقه
وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه
ففيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد :
أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك
وقد قيل : بل يحسن إليه في غيبته
كما أساء إليه في غيبته
كما قال الحسن البصري :
كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته .
" مجموع الفتاوى " ( 3 / 291 ) .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-20, 04:02
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/08/20/05/424928092.jpg (https://www.0zz0.com)
طول العمر للمؤمن
الذي يعمل صالحاً خير له من الموت .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( خير الناس من طال عمره وحسن عمله )
رواه أحمد والترمذي (110)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
وقال صلى الله عليه وسلم :
( طوبى لمن طال عمره وحسن عمله )
رواه الطبراني وأبو نعيم
وصححه الألباني في صحيح الجامع (3928) .
وروى أحمد (8195)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
كَانَ رَجُلَانِ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً . قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ :
فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ ، فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ
فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ ! وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً ! صَلاةَ السَّنَةِ ) .
صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2591)
. وقال العجلوني في "كشف الخفاء" : إسناده حسن .
وقال رجل : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟
قَالَ : (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ) قَالَ : فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ ؟
قَالَ : (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ )
رواه أحمد والترمذي (2330)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي .
قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ :
" إِنَّ الأَوْقَاتِ وَالسَّاعَاتِ كَرَأْسِ الْمَالِ لِلتَّاجِرِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَّجِرَ فِيمَا يَرْبَحُ فِيهِ وَكُلَّمَا كَانَ رَأْسُ مَالِهِ كَثِيرًا كَانَ الرِّبْحُ أَكْثَرَ , فَمَنْ اِنْتَفَعَ مِنْ عُمُرِهِ بِأَنْ حَسُنَ عَمَلُهُ فَقَدْ فَازَ وَأَفْلَحَ
, وَمَنْ أَضَاعَ رَأْسَ مَالِهِ لَمْ يَرْبَحْ وَخَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا " انتهى .
وكان كثير من السلف يبكي عند موته
أسفا على انقطاع أعماله الصالحة .
ولأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن تمني الموت
لأنه يحرم المؤمن من خير الطاعة
ولذة العبادة
وفرصة التوبة
واستدراك ما فات :
فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
: ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ ,
وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ
إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ
وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا )
رواه مسلم (2682) .
فجمع بين النهي عن تمني الموت
والنهي عن الدعاء به على النفس .
وعند البخاري (7235)
بلفظ : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ
إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ
وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ ) .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-22, 04:52
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/08/22/06/569930052.jpg (https://www.0zz0.com)
روى البخاري (48)
عن ابن مسعود رضي الله عنه
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) .
قال النووي رحمه الله :
" مَعْنَى الْحَدِيث أنّ سَبّ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقّ حَرَامٌ
بِإِجْمَاعِ الْأُمَّة وَفَاعِلُهُ فَاسِقٌ
كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى .
ففي الحديث الزجر عن سب المسلم
دون تفريق بين الحي والميت .
ويتأكد النهي والزجر في حق الميت لأن حرمته باقية
وقد تكون أشد
ولأنه قد لا يجد من يحمي عرضه ويدافع عنه .
وقد روى أبو داود (4899)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ وَلَا تَقَعُوا فِيهِ )
وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
قال في عون المعبود :
" ( فَدَعُوهُ ) : أَيْ اُتْرُكُوهُ مِنْ الْكَلَام
فِيهِ بِمَا يُؤْذِيه لَوْ كَانَ حَيًّا
( وَلَا تَقَعُوا فِيهِ ) :
أَيْ لَا تَتَكَلَّمُوا فِي عِرْضه بِسُوءٍ
فَإِنَّهُ قَدْ أَفْضَى إِلَى مَا قَدَّمَ
وَغِيبَة الْمَيِّت أَفْحَش مِنْ غِيبَة الْحَيّ وَأَشَدُّ
لِأَنَّ عَفْو الْحَيّ وَاسْتِحْلَاله مُمْكِن بِخِلَافِ الْمَيِّت " انتهى
وروى البخاري (5067) ومسلم (1465)
عن عَطَاء قَالَ حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلَا تُزَعْزِعُوهَا وَلَا تُزَلْزِلُوهَا
وَارْفُقُوا فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تِسْعٌ كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ " .
قال الحافظ رحمه الله :
" يُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ حُرْمَة الْمُؤْمِن بَعْد مَوْته بَاقِيَة
كَمَا كَانَتْ فِي حَيَاته " انتهى .
وقال البخاري رحمه الله في صحيحه :
" بَاب مَا يُنْهَى مِنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ "
ثم روى (1393)
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
قَالَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا ) .
و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-08-23, 05:45
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بالنسبة لسبّ وغيبة المسلم الفاسق
فالأصل في المسلم أنه يحرم الاعتداء على عرضه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَحْقِرُهُ .
.. بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ
كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ
رواه مسلم (2564).
والمسلم الذي يقع في المعاصي غير المكفرة
لا تسقط أخوته الإيمانية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" ومن أصول أهل السنة: ...
لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر
كما يفعله الخوارج
بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي
كما قال سبحانه وتعالى في آية القصاص:
( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ )
وقال: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (3 / 151).
لكن إن كانت هناك مصلحة شرعية راجحة
جاز في هذه الحال غيبته
وذكره بما فيه – فقط - من السوء؛
لأجل المصلحة الشرعية المعتبرة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" قال العلماء: تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعا
حيث تتعين طريقا إلى الوصول إليه "
انتهى من " فتح الباري " (10 / 472).
ومن ذلك: أن يكون الميت ممن كان يجاهر بالمعاصي
وبقي أثره بعد موته
فيذكر بالسوء حتى لا يُقتدى به في فجوره وعصيانه
ومما يشير إلى ذلك حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه
قال: " مَرُّوا بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ
ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَجَبَتْ؟
قَالَ: هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ
وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ
أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ "
رواه البخاري (1367) ، ومسلم (949).
وأمّا حديث النهي عن سبّ الأموات
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ
فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا )
رواه البخاري (1393).
فإنه يستثنى منه ما سبق
مما فيه مصلحة راجحة جمعا بين النصوص.
قال النووي رحمه الله تعالى:
" فإن قيل: كيف مكنوا بالثناء بالشر
مع الحديث الصحيح في البخاري وغيره
في النهي عن سب الأموات؟
فالجواب: أن النهي عن سب الأموات:
هو في غير المنافق
وسائر الكفار
وفي غير المتظاهر بفسق أو بدعة .
فأما هؤلاء: فلا يحرم ذكرهم بشر
للتحذير من طريقتهم
ومن الاقتداء بآثارهم
والتخلق بأخلاقهم.
وهذا الحديث محمول على أن الذي أثنوا عليه شرا
كان مشهورا بنفاق، أو نحوه مما ذكرنا.
هذا هو الصواب في الجواب عنه
وفي الجمع بينه وبين النهي عن السب "
انتهى من "شرح صحيح مسلم" (7 / 20).
وتقيّد هذه الغيبة والسبّ؛ بأمور:
الأمر الأول:
أن تكون بما يجوز شرعا
فلا يجوز الفحش أو الانتقاص من صورته
أو تقبيح وجهه، والسخرية منه ونحو هذا.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ
رواه الترمذي (1977)
وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ
وصححه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (1 / 634).
الأمر الثاني:
أن لا يخرج الكلام عنه عن حد الحاجة
إلى حدّ الثرثرة وتضييع الأوقات بمثل هذا الكلام.
عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ : عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ
وَوَأْدَ البَنَاتِ ، وَمَنَعَ وَهَاتِ
وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ
وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ المَالِ
رواه البخاري (2408) ، ومسلم (593) .
الأمر الثالث:
أن لا يكون بالكذب والمبالغة
وأن يحمل عليه ما ليس فيه
لما هو معلوم من حرمة ذلك.
الأمر الرابع:
وأن يكون ذلك بنية مشروعة
وليس بنية التشفي أو الفكاهة ونحو هذا.
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" هل يجوزُ غيبةُ تاركِ الصلاةِ أم لا؟
الجواب:
الحمد لله، إذا قيل عنه إنه تاركُ الصلاة
وكان تاركَها: فهذا جائز.
ويَنبغي أن يُشاعَ ذلك عنه
ويُهْجَر حتى يُصلي..."
انتهى من "جامع المسائل" (1/122).
وقال الصنعاني رحمه الله تعالى:
" والأكثر يقولون بأنه يجوز
أن يقال للفاسق: يا فاسق، ويا مفسد، وكذا في غيبته
بشرط قصد النصيحة له
أو لغيره ببيان حاله
أو للزجر عن صنيعه
لا لقصد الوقيعة فيه
فلا بد من قصد صحيح "
انتهى من "سبل السلام" (8 / 294).
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-25, 05:01
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/08/25/06/853761301.jpg (https://www.0zz0.com)
خلق المصائب والآلام فيه من الحكم
ما لا يحيط بعلمه إلا الله
ومما أطلعنا الله عليه مما هو دال على ذلك :
أن في الآلام والمصائب امتحاناً لصبر المؤمن
قال تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) البقرة / 214 .
ثم إن عِظَم الجزاء والثواب مع عِظَم البلاء ,
ولو يعلم الإنسان ما له من ثواب وجزاء
في حال صبره على البلاء : لم يجزع .
عن جابر رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ
لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ)
رواه الترمذي (2402)
وحسَّنه الألباني في"صحيح الترمذي" .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ :
(إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ
وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ
فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا
وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ)
رواه الترمذي (2396) ، وابن ماجه (4031)
وحسنه الألباني في "سنن الترمذي" .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ
وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)
رواه الترمذي (2399)
وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .
والمسلم جنته في صدره ، بإيمانه
وتقواه ويقينه بالله
ويستطيع الإنسان أن يجد السعادة
ولو كان مكبَّلاً بأمراض الدنيا كلها
فلا نعيم يعدل نعيم الإيمان بالله
والرضا بقضائه .
قال ابن القيم رحمه الله :
سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول :
"إنَّ في الدنيا جنَّة مَن لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة "
وقال لي مرة : " ما يصنع أعدائي بي ؟
أنا جنَّتي وبستاني في صدري
إن رحتُ فهي معي لا تفارقني
إنَّ حبْسي خلوة ، وقتلي شهادة
وإخراجي من بلدي سياحة" .
ويَقصد رحمه الله بجنة الدنيا :
حلاوة الإيمان ، والتقوى
ولذة الأعمال الصالحة
"الوابل الصيِّب" (ص 67) .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-27, 05:03
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
موضوع اليوم له هدفين .. الهدف الاول
https://www8.0zz0.com/2020/08/27/06/394565851.jpg (https://www.0zz0.com)
نحتاج نحن المسلمين
للثبات على الطاعة وتثبيت القلب
وليس لنا إلا الله تدعوه ليثبت قلوبنا على دينه
ويصرفها لطاعته .
عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : ( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ) .
رواه الترمذي ( 2140 ) وابن ماجه ( 3834 )
وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
فهذا خير خلق الله يسأل الله الثبات
فنحن أولى بهذا الدعاء .
عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ
كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ) .
رواه مسلم ( 2654 ) .
واعلموا أخوة الاسلام
أن النفس إن لم نملأها بالحق :
مُلئت بالباطل
وإن لم نشغلها بحب الله وحب رسوله :
شغلتنا بحب الشهوات والملذات المحرمة
وإن لم نعوِّدها على الطاعة :
عوَّدتنا على المعصية .
ومن عرف من نفسه قصوراً
فقد سار في سبيل تربية النفس
وهذه المعرفة مما يدعونا إلى تربية أنفسنا
وإلى السير في تلكم السبيل سيراًً حثيثاً
فليست هذه المعرفة صارفة عن تربية المرء لنفسه
وإن من توفيق الله للعبد سعيَه للتغير والتطوير
كما قال تعالى :
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فمن غيّر لله غيّر الله له .
والإنسان مسؤول عن نفسه مسوؤلية فردية ذاتية
وسيحاسب ويُسأل فرداً
كما قال تعالى
( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا(93)
لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا(94)
وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95) سورة مريم
و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-08-28, 05:54
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
روى مسلم (2788)
عن عبيد بن مقسم
أنه نظر إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( يَأْخُذُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ
فَيَقُولُ : أَنَا اللهُ - وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا - أَنَا الْمَلِكُ )
حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ
حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ :
أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ .
وروى الإمام أحمد (5414)
عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
: قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ :
( وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )
وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ
وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ (
يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ : أَنَا الْجَبَّارُ
أَنَا الْمُتَكَبِّرُ ، أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الْعَزِيزُ
أَنَا الْكَرِيمُ ) فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا : لَيَخِرَّنَّ بِهِ .
وصححه الشيخ الألباني رحمه الله
في " السلسلة الصحيحة " (7/596) .
فمثل هذه الأحاديث التي فيها تحريك اليد
عند ذكر صفة الرب تعالى ليست للتمثيل والتشبيه
وكيف يُظن ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ولكن مثل هذه الإشارات إنما هي لتحقيق الصفة
وإثباتها على الحقيقة
ونفي إرادة المجاز عنها
فعند تلك الإشارة
مع استحضار قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء )
يفهم السامع أن المراد الصفة الحقيقية لا المجازية
ولا يفهم أن المقصود من ذلك التشبيه والتمثيل
لأنه يعلم أن الله ليس كمثله شيء .
روى أبو داود (4728) :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قرأ هَذِهِ الْآيَةَ :
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء/58 .
قَالَ : ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ )
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ)
قَالَ الْمُقْرِئُ [ أحد رواة الحديث ] :
يَعْنِي : إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ
يَعْنِي أَنَّ لِلَّهِ سَمْعًا وَبَصَرًا قَالَ أَبُو دَاوُدَ :
وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ .
وحديث صحيح ، صححه الألباني وغيره .
ورواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/ 462)
من طريق أبي داود ، ثم قال :
" وَالْمُرَادُ بِالْإِشَارَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي هَذَا الْخَبَرِ تَحْقِيقُ الْوَصْفِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ ,
فَأَشَارَ إِلَى مَحَلَّيِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَّا لِإِثْبَاتِ صِفَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ لِلَّهِ تَعَالَى , كَمَا يُقَالُ :
قَبَضَ فُلَانٌ عَلَى مَالِ فُلَانٍ , وَيُشَارُ بِالْيَدِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ حَازَ مَالَهَ
وَأَفَادَ هَذَا الْخَبَرُ أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ، لَهُ سَمْعٌ وَبَصَرٌ لَا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ عَلِيمٌ
إِذْ لَوْ كَانَ بِمَعْنَى الْعِلْمَ لَأَشَارَ فِي تَحْقِيقِهِ إِلَى الْقَلْبِ
لِأَنَّهُ مَحَلُّ الْعُلُومِ مِنَّا , وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ إِثْبَاتُ الْجَارِحَةِ
تَعَالَى اللَّهُ عَنْ شَبَهِ الْمَخْلُوقِينَ عُلُوًا كَبِيرًا " انتهى .
وقال ابن القيم رحمه الله :
" وقوله : ( يقبض الله سماواته بيده
والأرض باليد الأخرى ثم يهزهن
ثم يقول : أنا الملك ) فهنا هز وقبض وذكر يدين
ولما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
جعل يقبض يديه ويبسطها تحقيقا للصفة لا تشبيها لها
كما قرأ : ( وكان الله سميعا بصيرا )
ووضع يديه على عينيه وأذنيه
تحقيقا لصفة السمع والبصر
وأنهما حقيقة لا مجازا "
انتهى من " مختصر الصواعق المرسلة " (ص 391) .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-30, 04:45
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2020/08/30/06/442361333.jpg (https://www.0zz0.com)
الحديث مروي بألفاظ
منها : ما رواه البخاري (5776) ومسلم (2224)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال :
"َ لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ
قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ".
ورواه البخاري (5316)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
( قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى )
لا نافية للجنس
ونفي الجنس أعم من نفي الواحد والاثنين والثلاثة
لأنه نفي للجنس كله
فنفي الرسول صلى الله عليه وسلم العدوى كلها .
والعدوى : انتقال المرض من المريض إلى الصحيح
وكما يكون في الأمراض الحسية
يكون أيضا في الأمراض المعنوية الخلقية
ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن جليس السوء كنافخ الكير
إما أن يحرق ثيابك
وإما أن تجد منه رائحة كريهة.
فقوله : ( لا عدوى ) يشمل الحسية والمعنوية
وإن كانت في الحسية أظهر .
قوله : ( ولا طيرة )
الطيرة هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم .
قوله : ( ولا هامة ) . الهامة
بتخفيف الميم فسرت بتفسيرين :
الأول : أنها طير معروف يشبه البومة
أو هي البومة ، تزعم العرب أنه إذا قتل القتيل
صارت عظامُةُ هامة تطير وتصرخ حتى يؤخذ بثأره
وربما اعتقد بعضهم أنها روحه .
التفسير الثاني : أن بعض العرب يقولون :
الهامة هي الطير المعروف
لكنهم يتشاءمون بها
فإذا وقعت على بيت أحدهم ونعقت
قالوا : إنها تنعق به ليموت
ويعتقدون أن هذا دليل قرب أجله
وهذا كله بلا شك عقيدة باطلة .
قوله : ( ولا صفر ) .
قيل : إنه شهر صفر
كانت العرب يتشاءمون به ولاسيما في النكاح .
فعلى الإنسان أن يعتمد على الله ، ويتوكل عليه
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم
جاءه رجل مجذوم ، فأخذ بيده وقال له :
" كل " يعني من الطعام الذي كان يأكل
منه الرسول صلى الله عليه وسلم
لقوة توكله صلى الله عليه وسلم
فهذا التوكل مقاوم لهذا السبب المعدي .
انتهى من شرح كتاب التوحيد 2/80
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-08-31, 05:30
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/08/31/07/962664941.jpg (https://www.0zz0.com)
أن المسلم مأمور بدوام خشية الله
والخوف من عذابه
إلا أنه مأمور أيضا أن يبقي في قلبه
فسحة كبيرة من الأمل بالله
ورجاء عفوه وإحسانه
رجاء يدفع إلى الطمع برحمة الله
ولا يدفع إلى الكسل عن العمل الصالح
أو الوقوع في المحرمات
وهذه أحوال دقيقة
يجب على كل مسلم أن يتعلمها ويعامل الله بها .
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَقُولُ
( لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )
رواه مسلم (2877) .
والله تعالى وسعت رحمته كل شيء
وهو أرحم بنا من أمهاتنا وأبائنا
ولهذا قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله :
" ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي
فربي خير لي من والدي " انتهى .
وقال النووي رحمه الله :
" قال العلماء : معنى حسن الظن بالله تعالى
أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه
قالوا : وفى حالة الصحة
يكون خائفاً راجياً ويكونان سواء
وقيل : يكون الخوف أرجح
فإذا دنت أمارات الموت غلَّب الرجاء أو محَّضه
لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي
والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال
وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال
فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار
إلى الله تعالى والإذعان له
ويؤيده الحديث المذكور بعده
: ( يبعث كل عبد على ما مات عليه )
ولهذا عقبه مسلم للحديث الأول
قال العلماء معناه :
يبعث على الحالة التي مات عليها
ومثله الحديث الآخر بعده :
( ثم بعثوا على نياتهم ) " انتهى .
"شرح مسلم" (17/210) .
ويقول ابن القيم رحمه الله :
" وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور
وأن حسن الظن إن حمل على العمل
وحث عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح
وإن دعا إلى البطالة
والانهماك في المعاصي فهو غرور
وحسن الظن هو الرجاء
فمن كان رجاؤه جاذبا له على الطاعة زاجرا له
عن المعصية فهو رجاء صحيح
ومن كانت بطالته رجاء
ورجاؤه بطالة وتفريطا فهو المغرور " انتهى
"الجواب الكافي" (ص/24) .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-02, 04:41
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/09/02/06/575180698.jpg (https://www.0zz0.com)
روى البخاري في صحيحه (2896)
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : "
رَأَى سَعْدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ لَهُ فَضْلًا عَلَى مَنْ دُونَهُ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ ؟ ) .
ورواه النسائي (3178) ولفظه :
( إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا
بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلَاتِهِمْ وَإِخْلَاصِهِمْ )
أن المعصية لها أثر في ضعف العبد وهزيمته
بل هذا أمر معروف مقرر
ومن يراجع درس غزوة أحد
يفهم ذلك جيدا
وقد قال الله تعالى
: ( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ) آل عمران/ 165 .
فدل ذلك على أن لمعاصي العباد أثرا
أي أثر في تسليط عدوهم عليهم
ونيلهم منهم
وأن أعظم ما ينصر به المؤمنون على عدوهم
: صلاتهم ، ودعاؤهم ، وإخلاصهم لله جل جلاله .
ولأجل ذلك :
بوب الإمام البخاري رحمه الله في كتاب الجهاد من صحيحه :
" بَابٌ: عَمَلٌ صَالِحٌ قَبْلَ القِتَالِ"
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: "
إِنَّمَا تُقَاتِلُونَ بِأَعْمَالِكُمْ "
وَقَوْلُهُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ
إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا
كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ [الصف: 3]
" انتهى من "صحيح البخاري" (2/20) ط طوق النجاة .
و هنا يحضر امام اعيوننا
مذابح المسلمين في فلسطين والعالم
يجب محاسبة النفس على التقصير في الغزو
وفي نيته عند العجز عنه
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ
مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ )
رواه مسلم (3533) .
و يجب تربية الأبناء على عداوة اليهود
وأعداء الدين ووجوب جهادهم عند القدرة .
والأخذ بجميع أسباب إعداد القوة المادية
والمعنوية استعداداً لملاقاة العدو
قال الله تعالى:
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ) الأنفال/60
و اخيرا
تذكير النفس والناس بفضل الشهادة في سبيل الله
والإلمام بأحكام الجهاد
وترك التعلق بالدنيا .
و الله اعلم
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-03, 04:07
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/09/03/05/702729983.jpg (https://www.0zz0.com)
الجنة هي دار النعيم التي أعدها الله لعباده المتقين
وفيها من النعيم ما لا يخطر على البال
قال تعالى:
( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/ 16- 17
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى:
أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ، مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ
وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ
" قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "
اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ:
(فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ )
رواه البخاري (4779).
الضحك والمزاح لأهل الجنة داخل في عموم النعيم
الذي أعده الله لهم
وقد ورد في خصوص الضحك قوله تعالى
:( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) المطففين 34-36 .
قال ابن كثير رحمه الله
في تفسير القران العظيم (8/354) :
" فَالْيَوْمَ يَعْنِي: يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ
أَيْ: فِي مُقَابَلَةِ مَا ضَحِكَ بِهِمْ أُولَئِك
(عَلَى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ) أَيْ: إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
فِي مُقَابَلَةِ مَنْ زَعَمَ فِيهِمْ أَنَّهُمْ ضَالُّونَ
لَيْسُوا بِضَالِّينَ، بَلْ هُمْ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُقَرَّبِينَ
يَنْظُرُونَ إِلَى رَبِّهِمْ فِي دَارِ كَرَامَتِهِ.
وَقَوْلُهُ: (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)؟
أَيْ: هَلْ جُوزِيَ الْكُفَّارُ عَلَى مَا كَانُوا يُقَابِلُونَ
بِهِ الْمُؤْمِنِينَ مِنَ الِاسْتِهْزَاءِ وَالتَّنَقُّصِ أَمْ لَا؟
يَعْنِي: قَدْ جُوزُوا أَوْفَرَ الْجَزَاءِ وَأَتَمَّهُ وَأَكْمَلَهُ " انتهى .
وقوله تعالى :
( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) عبس/ 38-39 .
قال القاسمي رحمه الله في "محاسن التأويل" (9/411):
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ) أي مضيئة (ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ)
أي مسرورة بنيل كرامة الله والنعيم المتزايد
وهي وجوه المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه
وقدموا من الخير والعمل الصالح ما ملأوا به صحفهم" انتهى .
وقال الطبري رحمه الله في تفسيره (24/126) :
"(ضاحكة) أي : ضاحكة من السرور
بما أعطاها الله من النعيم والكرامة" انتهى .
وأما المزاح والمداعبة
فقد يستدل عليه بقوله تعالى
: ( يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ ) الطور/ 23 .
قال الرازي رحمه الله في "التفسير الكبير" (28/ 211) :
"وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (يَتَنازَعُونَ) أَيْ يَتَعَاطَوْنَ
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ : التَّنَازُعُ التَّجَاذُبُ
وَحِينَئِذٍ يَكُونُ تَجَاذُبُهُمْ تَجَاذُبَ مُلَاعَبَةٍ
لَا تَجَاذُبَ مُنَازَعَةٍ، وَفِيهِ نَوْعُ لَذَّةٍ " انتهى .
والله أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-05, 05:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2020/09/05/07/120952267.jpg (https://www.0zz0.com)
من أعظم الطاعات وأنفع القربات الاستغفار
ختام الأعمال الصالحة مع كونها صالحة
فتختم الصلوات بالاستغفار
وقيام الليل بالاستغفار
وكذلك في الحج: ثُمَّ
أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ [سورة البقرة:199].
وختام المجالس الاستغفار
الاستغفار بالأسحار بعد قيام الليل في الطاعات أيضًا
وليس في المعاصي فقط؛
لأن العبد لا يخلو من التقصير
وأما إذا ظلم نفسه
فإنه يستغفر ربه:
ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ [سورة آل عمران:135]
وقد أمرنا الله تعالى به فقال:
وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [سورة المزمل:20]
أَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ [سورة هود:3]
فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ [سورة فصلت:6]
وهكذا أمر الأنبياء أقوامهم:
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ [سورة هود:52]
كما قال هود لقومه
وكذلك قال صالح -عليه السلام:
يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ [سورة هود:61]
وقال شعيب لقومه:
وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ [سورة هود:90]
وقال النبي صلى الله عليه و سلم يا عائشة
إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله
فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار
رواه أحمد: (26279).
ندم بالقلب مصحوب باستغفار اللسان
طلب المغفرة من الله.
إن هنالك أناسًا يأتون يوم القيامة
في غاية السرور والحبور لماذا؟
قال صلى الله عليه و سلم
طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرا
رواه ابن ماجه: (3818).
بل إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنى هذا؟
من أين لي هذا؟
لا يراه في عمله، فيقول: أنا هذا؟
فيقال: باستغفار ولدك لك
رواه ابن ماجة: 3660).(
وكذلك قال صلى الله عليه و سلم
من أحب أن تسره صحيفته
فليكثر من الاستغفار
الراوي : شداد بن أوس | المحدث : الألباني |
المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 3674 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
فهنيئًا إذًا للمستغفرين
وهنيئًا لآباء المستغفرين الذين يستغفرون لهم
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-06, 04:24
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2020/09/06/06/873671598.jpg (https://www.0zz0.com)
هذا الحديث يرويه
سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ
عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ
مُعَافًى فِي جَسَدِهِ
عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ
فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300)
والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث
عن جماعة من الصحابة : " وبالجملة
فالحديث حسن إن شاء الله
بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر . و الله أعلم .
انتهى. "السلسلة الصحيحة" (رقم/2318)
يقول المباركفوري رحمه الله في شرح هذا الحديث :
" قوله : ( من أصبح منكم ) أي : أيها المؤمنون
. ( آمناً ) أي : غير خائف من عدو .
( في سِربه ) أي : في نفسه
وقيل : السرب : الجماعة
فالمعنى : في أهله وعياله .
وقيل بفتح السين أي : في مسلكه وطريقه
وقيل بفتحتين أي : في بيته .
كذا ذكره القاري عن بعض الشراح .
وقال التوربشتي :
( معافى ) اسم مفعول من باب المفاعلة
أي : صحيحاً سالماً من العلل والأسقام .
( في جسده ) أي : بدنه ظاهراً وباطناً .
( عنده قوت يومه ) أي : كفاية قوته من وجه الحلال .
( فكأنما حيزت ) : بصيغة المجهول من الحيازة
وهي الجمع والضم . ( له ) الضمير عائد لـ ( من )
وزاد في " المشكاة " : " بحذافيرها "
. قال القاري : أي : بتمامها ، والحذافير الجوانب
وقيل الأعالي ، واحدها : حذفار أو حذفور .
والمعنى : فكأنما أعطي الدنيا بأسرها " انتهى.
"تحفة الأحوذي" (7/11)
وقال المناوي رحمه الله :
" يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه
وأمن قلبه حيث توجه
وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله
فقد جمع الله له جميع النعم
التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها
فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها
بأن يصرفها في طاعة المنعم ، لا في معصية
ولا يفتر عن ذكره .
قال نفطويه :
إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ *
ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب
فلا تغبطنّ المترَفين فإنه *
على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب
" انتهى. "فيض القدير" (6/88)
والله أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-08, 05:12
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2020/09/08/06/461788935.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا
حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ
يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ
مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ
رواه البخاري (1145) ، ومسلم (758).
فالمتقرر أن السؤال والاستغفار داخلان في عموم لفظ الدعاء
فالسؤال غالبا ما يطلق على طلب النفع
سواء كان نفعا دينيا أو دنيويا
والاستغفار يطلق على طلب دفع شر الذنب وآثاره السيّئة
وإنما خصّا بالذكر من باب عطف الخاص على العام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" فذكر أولا لفظ الدعاء، ثم ذكر السؤال والاستغفار.
والمستغفر سائل ، كما أن السائل داع
لكن ذكر السائل لدفع الشر
بعد السائل الطالب للخير
وذكرهما جميعا بعد ذكر الداعي الذي يتناولهما وغيرهما
فهو من باب عطف الخاص على العام "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (10 / 239).
وقد وردت زيادات أخرى:
فعند الإمام أحمد في "المسند" (15 / 362):
هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ؟ .
وعنده أيضا في "المسند" (12 / 478):
مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَرْزِقُنِي فَأَرْزُقَهُ؟
مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَكْشِفُ الضُّرَّ فَأَكْشِفَهُ عَنْهُ؟ .
وأسلوب الإطناب هنا
بذكر الخاص بعد العام فائدته التأكيد
على ما قد خصّه بالذكر
كما فيه مزيد حث وترغيب في الدعاء
وهذا أمر يتذوقه كل مستمع لهذا الحديث
فإنه عند سماع الحديث بتمامه
يشعر بأهمية الدعاء في هذا الوقت وفضله
أكثر مما يشعر به عند سماعه لجزء منه.
أن ها هنا مقامين فاضلين مطلوبين :
مقام الدعاء والمسألة من الله ، والتضرع إليه
ولو من غير صلاة
سواء كان قبل أن يصلي أو بعد فراغه من ورده بالليل
أو حتى بدون صلاة مطلقا ؛ يستيقظ
فيدعو الله ، ويذكره ، ويستغفره ، ثم ينام .
والمقام الأرفع : أن يجمع ، مع ذلك كله
: ما شاء الله له من صلاته وتهجده بالليل
والناس نيام. ويتسغفر ربه في تهجده ذلك
ويدعوه بما شاء من خير الدنيا والآخرة .
ولهذا كان السلف يفضلون الصلاة في هذا الوقت
كما قال الزهري.
فعن ابْنُ شِهَابٍ الزهري
عَنِ الْأَغَرِّ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ اسْمُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ
حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا
فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟
مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟
مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟
حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ
فَلِذَلِكَ كَانُوا يُفَضِّلُونَ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ عَلَى صَلَاةِ أَوَّلِهِ.
رواه الإمام أحمد في "المسند" (13 / 35)
وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (2 / 196).
لفظ الاستغفار مطلق في الحديث
ولم يقيد بوصف أو صيغة معينة
فكل ما يسمَّى استغفارا في الشرع
فهو مرغوب في هذا الوقت
سواء كان استغفارا على وجه العموم
أو كان استغفارا من ذنب
أو تقصير معيّن يتذكره المسلم.
و الله اعلم
و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-09-09, 04:15
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
درجة صحة الحديث :
هذا الحديث حديث صحيح ثابت في أصح كتابين
بعد كتاب الله
فقد أخرجه البخاري في صحيحه (1145) ومسلم (1261)
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا
حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُول
مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي
فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ"
وقد روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
نحوٌ من ثمانية وعشرين صحابياً ـ رضي الله عنهم ـ
واتفق أهل السنة على تلقي ذلك بالقبول .
ـ أن نزول الرب جل وعلا إلى السماء الدنيا
هو صفة من صفاته الفعلية
التي تتعلق بمشيئته وحكمته
وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته.
فهو سبحانه ينزل كيف شاء، متى شاء
سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ولا يصح تحريف معنى الحديث
بأن يفسر بأن المراد هو نزول أمره
أو رحمته ، أو ملك من ملائكته
فإن هذا باطل لوجوه :
الأول :
أن هذا التأويل يخالف ظاهر الحديث
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أضاف النزول إلى الله
والأصل أن الشيء إنما يضاف إلى من وقع منه
أو قام به فإذا صرف إلى غيره كان ذلك تحريفاً يخالف الأصل
. ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله
وأنه صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق
وأصدق الخلق فيما يخبر به
فليس في كلامه شيء من الكذب
ولا يمكن أن يتقول على الله تعالى شيئاً لا في أسمائه
ولا في صفاته ولا في أفعاله ولا في أحكامه
قال الله تعالى : ( لَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ) الحاقة/44ـ46
ثم هو عليه الصلاة والسلام
لا يريد إلا الهداية للخلق فإذا قال
: " ينزل ربنا " فإن أي قائل يقول
بخلاف ظاهر هذا اللفظ كأن يقول : المراد ينزل أمره
. فنقول : أأنت أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
" ينزل ربنا " وأنت تقول : ينزل أمره
أم أنك أنصح للأمة منه حيث عمَّى عليهم فخاطبهم بما يريد خلافه ؟!
ولا شك أن الإنسان الذي يخاطب الناس
بما يريد خلافه غير ناصح لهم
أم تراك أفصح من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!
فلا شك أن مثل هذا التحريف لا يخلو
من وصمة الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء من النقص
الذي لا يرضى به مسلم أبدا ً
في جناب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثاني :
أن نزول أمره أو رحمته لا يختص بهذا الجزء من الليل
بل أمره ورحمته ينزلان كل وقت .
فإن قيل : المراد نزول أمر خاص
ورحمة خاصة وهذا لا يلزم أن يكون كل وقت
. فالجواب : أنه لو فرض صحة هذا التقدير والتأويل
فإن الحديث يدل على أن منتهى نزول هذا الشيء
هو السماء الدنيا وأي فائدة لنا في نزول رحمة
إلى السماء الدنيا من غير أن تصل لنا ؟!
حتى يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها ؟!
الثالث :
أن الحديث دل على أن الذي ينزل يقول :
" من يدعوني فأستجيب له
من يسألني فأعطيه
من يستغفرني فأغفر له".
ولا يمكن أن يقول ذلك أحد سوى الله تعالى .
انظر:
( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين
(1/ 203-215).
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-11, 04:41
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/09/11/06/467953987.jpg (https://www.0zz0.com)
الصيد يكون على وجهين :
الأول :
الصيد للانتفاع بالمصيد ، إما بالأكل ، أو البيع
أو التصدق به على المحتاجين
أو إهدائه للأصدقاء والأقارب
أو غير ذلك من وجوه الانتفاع .
فهذا مباح بإجماع العلماء .
قال الشيخ ابن عثيمين :
" فهذا لا شك في جوازه
وهو مما أحله الله عزّ وجل في كتابه
وثبتت به السنة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم
وأجمع عليه المسلمون ".
انتهى من " الشرح الممتع " (15/98).
الثاني :
أن يكون الصيد على سبيل اللهو والعبث والتسلية فقط
وإذا صاده تركه دون أن ينتفع به بشيء .
فهذا النوع من الصيد مكروه عند بعض العلماء
ومنهم من مال إلى تحريمه .
ومن الأدلة على كراهته ما جاء
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( مَنْ قَتَلَ عُصْفُورًا بِغَيْرِ حَقِّهِ
سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) .
قِيلَ : وَمَا حَقُّهُ ؟.
قَالَ : ( أَنْ تَذْبَحَهَا فَتَأْكُلَهَا
وَلَا تَقْطَعْ رَأْسَهَا فَيُرْمَى بِهَا )
رواه النسائي (4349) ، والدارمي (1978)
وقال الذهبي في " المهذب " (7/3614) : " إسناده جيد"
وصححه ابن الملقن في " البدر المنير" (9/376)
وحسنه ابن كثير في " إرشاد الفقيه " (1/368)
وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (1092).
قال الشيخ ابن عثيمين :
" فهذا مكروه
ولو قيل بتحريمه لكان له وجه ؛ لأنه عبث
وإضاعة مال ، وإضاعة وقت "
انتهى من " الشرح الممتع " (15/98).
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
" فَلَوْ لَمْ يَقْصِدِ الِانْتِفَاعَ بِهِ حَرُمَ
لِأَنَّهُ مِنَ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ
بِإِتْلَافِ نَفْسٍ عَبَثًا "
انتهى من " فتح الباري " (9/602).
وفي " فتاوى اللجنة الدائمة " (22/ 512) :
" أما قتله لمجرد اللعب واللهو فممنوع
لما فيه من ضياع المال
مع تعذيب الحيوان
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك" انتهى .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-12, 04:21
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2020/09/12/06/616320530.jpg (https://www.0zz0.com)
قال الإمام النسائي رحمه الله في " السنن الكبرى " (9848) :
أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ بِشْرٍ ، بِطَرَسُوسَ
كَتَبْنَا عَنْهُ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرٍ
قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ
لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ ) .
وهكذا رواه الطبراني في " الكبير" (7532)
والروياني في " مسنده " (1268)
وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (124)
من طريق محمد بن حمير به .
وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (6464) .
يرجى لمن حافظ على قراءتها دبر كل صلاة أن يدخل الجنة
إذا استقام فأتى ما أمر الله به
واجتنب ما نهى الله عنه .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" يستحب بعد الصلاة
بعد التسبيح والتهليل قراءة آية الكرسي
ويرجى له بذلك دخول الجنة إذا استقام
إذا استقام على دينه ، وحافظ على دينه
يرجى له دخول الجنة
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( والصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة
ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن
ما لم تؤت الكبائر )
رواه مسلم (233)
فإذا حافظ على ما أوجب الله عليه
وترك ما حرم الله عليه ، وقرأ آية الكرسي
كل هذا من أسباب دخول الجنة
إذا قرأها بعد كل صلاة " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/399-300) .
وإذا كانت الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة
ورمضان إلى رمضان :
إنما تكفر ما بينها إذا اجتنبت الكبائر
وهي أركان الإسلام ، ومبانيه العظام
فالظاهر أن يكون الفضل الوارد في مثل هذا الحديث
أولى بأن يكون معلقا على اجتناب الكبائر .
و جاء في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
"تسن قراءة آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين
وتكون القراءة سرا
ويكون بعد الانتهاء من الذكر بعد السلام
والأصل في ذلك ما رواه النسائي وصححه ابن حبان
عن أبي أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي الأنصاري الخزرجي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة
لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت)
وما رواه أحمد وغيره عن أبي أمامة وغيره
(يقرأ سرا بعد كل صلاة آية الكرسي)
وصححه في المختارة
وزاد فيه الطبراني :
(وسورة الإخلاص: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)
وقال ابن القيم :
له طرق تدل على أن له أصلا
وما رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال:
(أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن أقرأ بالمعوذتين دبر كل صلاة)
وفي رواية أبي داود : (بالمعوذات)" انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الشيخ عبد الله بن غديان
الشيخ عبد الله بن قعود .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (7/108) .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-13, 04:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/09/13/06/299078740.jpg (https://www.0zz0.com)
هذا من الأحاديث المكذوبة في هذا الموضوع :
( أكرموا الخبز ، فإنه من بركات السماء والأرض
من أكل ما يسقط من السفرة غُفر له )
وانظر "الموضوعات" (2/289- 292)
و لنا عودة لتوضيح هذه الاحاديث
و بدايه موضوع اليوم عن النعم
جاءت الشريعة المطهرة باحترام النعم
وشكر المنن
وتقدير الخير الذي يسخره سبحانه وتعالى للناس .
والطعام من أعظم نعم الله تعالى على الإنسان
جعل فيه حياته وقوته
كما جعل فيه لذته
ولذلك أمر بالحمد بعد تناوله
والشكر على إحسانه به .
يقول الله عز وجل :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) البقرة/172
وقال سبحانه :
( فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ) النحل/114
وقال سبحانه :
(لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ) يس/35
ولا شك أن من شكر نعمة الطعام احترامها وعدم إلقائها
ورفعها عن مواضع الإهانة والقذارة
وحفظها عن ما يفسدها .
يقول المناوي في "فيض القدير" (1/191) :
" حسن الجوار لنعم الله من تعظيمها
وتعظيمها من شكرها
والرمي بها من الاستخفاف بها
وذلك من الكفران
والكَفور ممقوت مسلوب
ولهذا قالوا : الشكر قيد للنعمة الموجودة
وصيد للنعمة المفقودة .
وقالوا : كفران النعم بوار
فاستدع شاردها بالشكر
واستدم هاربها بكرم الجوار .
فارتباط النعم بشكرها
وزوالها في كفرها
فمن عظَّمَها فقد شكرها
ومن استخف بها فقد حقرها وعرضها للزوال
ولهذا قالوا : لا زوال للنعمة إذا شكرت
ولا بقاء لها إذا كفرت .
قال ابن الحاج :
كان العارف المرجاني إذا جاءه القمح لم يترك أحدا من فقراء
الزاوية ذلك اليوم يعمل عملا حتى يلتقطوا جميع ما سقط
من الحب على الباب أو بالطريق .
قال : فينبغي للإنسان إذا وجد خبزا أو غيره مما له حرمة
مما يؤكل ، أن يرفعه من موضع المهنة
إلى محل طاهر يصونه فيه
لكن لا يُقَبِّلُهُ ولا يرفعه فوق رأسه
كما تفعله العامة ؛ فإنه بدعة .
قال : وهذا الباب مجرَّب
فمن عظَّم الله بتعظيم نعمه لطف به وأكرمه
وإن وقع بالناس شدة جعل له فرجا ومخرجا " انتهى .
وقد جاءت النصوص تأمر برفع الطعام الساقط على الأرض :
فعَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنه
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ
حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ
فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى
ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ
فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ
فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ )
رواه مسلم (2033)
وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه :
( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلَاثَ
قَالَ وَقَالَ : إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الْأَذَى
وَلْيَأْكُلْهَا وَلَا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ
وَأَمَرَنَا أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ
قَالَ : فَإِنَّكُمْ لَا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ )
رواه مسلم (2034)
يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (13/206) :
" معناه والله أعلم :
أن الطعام الذى يحضره الإنسان فيه بركة
ولا يُدرى أن تلك البركة فيما أكله
أو فيما بقي على أصابعه
أو في ما بقي في أسفل القصعة
أو فى اللقمة الساقطة
فينبغي أن يحافظ على هذا كله لتحصل البركة
وأصل البركة الزيادة وثبوت الخير والإمتاع به
والمراد هنا والله أعلم : ما يحصل به التغذية
وتسلم عاقبته من أذى
ويُقَوِّي على طاعة الله تعالى وغير ذلك " انتهى .
و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-09-14, 04:52
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ما يتناقله بعض الناس من مبالغات
في هذا الموضوع هو من الأخبار الكاذبة
فقد روى بعض الوضاعين فضائل
لمن يرفع اللقمة الساقطة على الأرض
ونسبوا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وهو بريء منه .
يقول الإمام السخاوي رحمه الله
في "المقاصد الحسنة" (627) :
" حديث ( من أكل ما يسقط من الخِوان والقَصعةِ
أمِن من الفقر والبرص والجذام
وصُرِفَ عن ولده الحُمقُ )
أبو الشيخ في الثواب عن جابر به مرفوعا .
وعن الحجَّاجِ بن علاط مرفوعا أيضا بلفظ :
( أُعطِيَ سعةً من الرزق
ووُقِيَ الحمقَ في ولده ، وَوَلَدِ ولده )
والديلمي من طريق الرشيد
عن آبائه عن ابن عباس رفعه :
( من أكل ما يسقط من المائدة
خرج ولده صباح الوجوه ، ونفى عنه الفقر )
وأخرجه الخطيب في ترجمة عبد الصمد الهاشمي ثم ضعفه
وأورده الغزالي في الإحياء بلفظ
: ( عاش في سعة ، وعوفي في ولده )
وفي الباب عن أنس أورده الخطيب
في ترجمة يونس من المؤتلف
وفيه قصة لهدبة بن خالد مع المأمون ، وعن أبي هريرة
وكلها مناكير " انتهى .
ومن الأحاديث المكذوبة في هذا الموضوع :
( أكرموا الخبز ، فإنه من بركات السماء والأرض
من أكل ما يسقط من السفرة غُفر له )
وانظر "الموضوعات" (2/289- 292)
"تنزيه الشريعة" (322)
"كشف الخفاء" (2/230)
فالواجب تحذير الناس من هذه الأحاديث
وبيان بطلانها وكذبها
ونفيُ الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم
من أفضل الأعمال والقربات .
مما ينبغي التنبيه عليه ما يفعله بعض الناس
حين يرفع الطعام الساقط على الأرض فتجده
يقبله ويضعه على جبهته ، فما حكم ذلك ؟
جاء في "الموسوعة الفقهية" (13/133-134) :
" صرّح الشّافعيّة بجواز تقبيل الخبز
وقالوا : إنّه بدعة مباحة أو حسنة
لأنّه لا دليل على التّحريم ولا الكراهة
لأنّ المكروه ما ورد عنه نهي
أو كان فيه خلاف قويّ ، ولم يرد في ذلك نهي
فإن قصد بذلك إكرامه لأجل الأحاديث الواردة
في إكرامه فحسن ، ودوسه مكروه كراهة شديدة
بل مجرّد إلقائه في الأرض من غير دوس مكروه .
وقال صاحب الدّرّ من الحنفيّة مؤيّداً قول الشّافعيّة
في جواز تقبيل الخبز : وقواعدنا لا تأباه .
أمّا الحنابلة فقالوا :
لا يشرع تقبيل الخبز ولا الجمادات إلا ما استثناه الشّرع " انتهى .
قال ابن مفلح :
( وهو ظاهر كلام الشيخ تقي الدين
فإنه ذكر أنه لا يشرع تقبيل الجمادات
إلا ما استثناه الشرع )
الآداب الشرعية (3/231) .
وإلى المنع ذهب المالكية أيضا . قالوا :
( وَيُكْرَهُ تَقْبِيلُ الْمُصْحَفِ وَكَذَا الْخُبْزُ وَالْمُعْتَمَدُ أَنَّ امْتِهَانَهُ
أي الخبز ـ مَكْرُوهٌ
[ الخرشي على خليل ( 2/326) الفواكه الدواني (1/356) ]
وقد سبق نص ابن الحاج على أن تقبيل الخبز بدعة .
والأظهر ـ والله أعلم ـ
ما ذهب إليه المالكية والحنابلة من المنع
لقول عمر رضي الله عنه ، لمّا قبل الحجر :
( لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَكَ مَا قَبَّلْتُكَ )
رواه البخاري (1610) ومسلم (1270) .
قال الحافظ ابن حجر :
" قال شيخنا [ يعني : العراقي ]
في شرح الترمذي :
فيه كراهة تقبيل ما لم يرد الشرع بتقبيله .
والله أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-18, 04:10
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2020/09/18/05/460672645.jpg (https://www.0zz0.com)
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أنه قال :
( أَلَاْ أُخْبِرُكُم بِرِجَالِكُم فِي الجَنَّةِ ؟!
النَّبِي فِي الجَنَّةِ ، وَالصِّدِّيقُ فِي الجَنَّةِ
وَالشَّهِيدُ فِي الجَنَّةِ ، وَالمَوْلُودُ فِي الجَنَّةِ
وَالرَّجُلُ يَزُورُ أَخَاهُ فِي نَاحِيَةِ المِصْرِ -
لَاْ يَزُورُهُ إِلَّا لِلَّهِ - فِي الجَنَّةِ .
أَلَاْ أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ ؟!
كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ
إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا
قَالَت : هَذِه يَدِي فِي يَدِكَ
لَاْ أَكْتَحِلُ بِغُمضٍ َحتَّى تَرضَى )
روي من حديث أنس وابن عباس
وكعب بن عجرة رضي الله عنهم .
أخرجها النسائي في الكبرى (5/361)
والطبراني في الكبير (19/14)
وقال الشيخ الألباني :
إسناد رجاله ثقات رجال مسلم
غير أن خلفا كان اختلط في الآخر ..
لكن للحديث شواهد يتقوى بها . "
السلسلة الصحيحة " (287، 3380)
قال المناوي رحمه الله :
" ( الوَدود ) : بفتح الواو ، أي المتحببة إلى زوجها
( التي إذا ظُلمت ) بالبناء للمفعول
يعني ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق
أو جور في قسم ونحو ذلك ، قالت مستعطفةً له :
( هذه يدي في يدك ) أي : ذاتي في قبضتك
( لا أذوق غُمضا ) بالضم أي : لا أذوق نوما " انتهى.
وتَوَسُّمُ صلاحِ الزوجة لا بد أن يتمثل في جميع جوانب الحياة :
فهي التي يظن فيها أن تحفظ نفسها
وعرضها في حضوره ومغيبه
وفي الصغير والكبير .
يقول سبحانه وتعالى :
( فالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ ) النساء/34
وهي التي تتحلى بالخلق الحسن ، والأدب الرفيع
فلا يُعرف منها بذاءة لسان ولا خبث جنان ولا سوء عشرة
بل تتحلى بالطيب والنقاء والصفاء
وتتزين بحسن الخطاب ولطف المعاملة
وأهم من ذلك كله أن تتقبل النصيحة
وتستمع إليها بقلبها وعقلها
ولا تكون من اللواتي اعتدن الجدال والمراء والكبرياء
قال الأصمعيّ :
أخبرنا شيخٌ من بني العنبر قال : كان يقال : النساء ثلاث :
فهينّةٌ ليّنةٌ عفيفة مسلمة
تعين أهلَها على العيش ولا تعينُ العيشَ على أهلِها
وأخرى وعاءٌ للولد
وأخرى غُلٌ قمٍِلٌ ، يضعه اللّه في عنق من يشاء
ويفكّه عمن يشاء
وقال بعضهم : خير النساء التي إذا أُعطيت شكرت
وإذا حُرمت صبرت ، تسرك إذا نظرت
وتطيعك إذا أمرت .
وهي التي تحافظ على صلتها بربها
وتسعى دوما في رفع رصيدها من الإيمان والتقوى
فلا تترك فرضا ، وتحرص على شيء من النفل
وتقدم رضى الله سبحانه على كل ما سواه.
وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ )
رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) .
والمرأة الصالحة هي التي ترى فيها مربية صادقةً لأبنائك
تعلمهم الإسلام والخلق والقرآن
وتغرس فيهم حب الله وحب رسوله وحب الخير للناس
ولا يكون همُّها من دنياهم فقط
أن يبلغوا مراتب الجاه والمال والشهادات
بل مراتب التقوى والديانة والخلق والعلم .
وبجانب ذلك كله
ينبغي أن يختار المسلم الزوجة التي تسكُنُ نفسه برؤيتها
ويرضى قلبه بحضورها
فتملأُ عليه منزله ودنياه سعة وفرحا وسرورا
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ ؟
قال : التِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر
وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفسِهَا وَلا فِي مَالِهِ بِمَا يَكرَهُ )
رواه أحمد (2/251)
وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1838)
قيل لعائشة رضي الله عنها : أي النساء أفضل ؟
فقالت : التي لا تعرف عيب المقال ، ولا تهتدي لمكر الرجال
فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها
والإبقاء في الصيانة على أهلها .
انظر "محاضرات الأدباء" الراغب الأصفهاني (1/410)
وعيون الأخبار لابن قتيبة (1/375)
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-19, 04:32
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2020/09/19/06/664250864.jpg (https://www.0zz0.com)
اليوم يجمعنا حديثين في هذا الباب
نكتفي ب احدهما و نواصل شرح الاخر غدا
لن قدر الله لنا البقاء و اللقاء
فعن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: ( ثلاثة أقسم عليهن :
ما نقص مالُ عبد من صدقة
ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزا
ولا فتح عبد باب مسألة
إلا فتح الله عليه باب فقر )
رواه الترمذي (2325) وغيره ، وصححه الألباني .
من الأعمالِ العظيمةِ التي تُقرِّبُ
إلى اللهِ تعالى: التصدُّق بالمالِ
والعفوُ عن الظُّلمِ
والتعفُّف عمَّا في أيدي الناسِ
والنِّيَّةُ الصَّالحةُ تُبلِّغُ صاحبَها المنازِلَ العاليةَ
وهي سببٌ لنيلِ الأَجرِ والثَّوابِ الكبيرِ
متى كانتْ صادِقةً وخالصةً للهِ تعالى
وفيما يُرْضي اللهَ
والنيِّةُ الفاسدةُ تَكونُ على العَكسِ من ذلك.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم:
"ثلاثةٌ أُقسِمُ عَليهِنَّ"، أي: أحلِفُ علَيهنَّ
والمرادُ: أنَّه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم وهو الصَّادقُ المصدوقُ
يُخبِرُ عن ثلاثةِ أمورٍ يُؤكِّدُهنَّ بالقسَمِ
وذلك بيانٌ لأهمِّيتِهنَّ والحرصِ علَيهِنَّ
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"
وأُحَدِّثُكم حَديثًا فاحفَظوه
وهذا لِمَزيدِ التأكيدِ على أهميَّةِ ما يَقولُ
وقيل: بل هو إخبارٌ عن أهمِّيَّةِ
حديثٍ آخَرَ غيرِ الَّذي يُقْسِمُ عليه
ثمَّ أخبَرهم صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال:
"ما نقَص مالُ عبدٍ مِن صدَقةٍ"
أي: ما قَلَّ مالُ عبدٍ مسلِمٍ تصَدَّق به
بل يُبارِكُ اللهُ له فيه
أو بما وعَدَه مِن مُضاعفةِ الثَّوابِ والأجرِ يومَ القِيامةِ
ثمَّ أخبر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن الخَصْلَةِ الثَّانيةِ
وهي: "ولا ظلَم عَبدٌ"
أي: تعرَّض عبدٌ لظُلمٍ "في مَظلِمةٍ"
أي: في قولٍ وفعلٍ، "فصبَر عليها"
أي: كان صابِرًا على هذا الظُّلمِ
بأنْ صفَح وعفَا، "زادَه اللهُ عِزًّا"
أي: كان جَزاؤُه أن يَزيدَه اللهُ بهذا العفوِ والصَّبرِ عِزًّا وشرَفًا
ومكانةً عاليةً
ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "ولا فتَح عبدٌ بابَ مسأَلةٍ"
أي: بأن يَمُدَّ يدَه
ويسأَلَ النَّاسَ لِيَستكثِرَ مِن أموالِهم في غيرِ حاجةٍ أو ضرورةٍ
"إلَّا فتَح اللهُ عليه بابَ فقرٍ"
أي: إنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يَفتَحُ عليه بابَ احتياجٍ
أو يَسلُبُ مِنه ما أنعَم به عليه
"أو كَلِمةً نَحْوَها"، أي: كلمةً في مَعناها.
المصدر
https://dorar.net/hadith/sharh/73316
و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-09-20, 04:27
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
" مثل هذه الأمة كمثل أربعة نفر "
روى الترمذي (2325) ، وأحمد (18031)
عن أبي كَبْشَةَ الأَنَّمَارِيُّ رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا
فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا
فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ
وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ
يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ
وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا
فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ
وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ
وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِلِ
وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا
فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ
فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ ) .
وقال الترمذي عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ "
وصححه الألباني في " صحيح سنن الترمذي " .
والحديث يدل على أنه تكفي النية حتى يتحقق هذا الجزاء
ولكن يشترط لذلك أن يكون عاجزا عن العمل
فإن كان قادرا على العمل كله أو بعضه
: فإنه يفعل ما يستطيع منه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" من نوى الخير وعمل منه مقدوره ، وعجز عن إكماله :
كان له أجر عامل "
انتهى من " مجموع الفتاوى " (22/243) .
وقال رحمه الله أيضا :
" الْمُرِيدُ إرَادَةً جَازِمَةً ، مَعَ فِعْلِ الْمَقْدُورِ :
هُوَ بِمَنْزِلَةِ الْعَامِلِ الْكَامِلِ "
انتهى من " مجموع الفتاوى " (10/ 731) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إن الذي لا يقدر على عمل معين
إما أن يكون لذلك العمل بدل يقدر عليه
فهذا لا يثاب على العمل إذا لم يأت ببدله
لأنه لو كان صحيح النية لعمل ذلك البدل
فعلى هذا يكون حصول الأجر
مشروطا بعدم وجود بدله المقدور عليه
على أنا نقول : إن من نفع الناس بماله فله أجران .
الأول : بحسب ما قام بقلبه من محبة الله
ومحبة ما يقرب إليه
فهذا الأجر يشركه فيه الفقير إذا نوى نية صحيحة .
والأجر الثاني : دفع حاجة المدفوع له
فهذا لا يحصل للفقير ، والله أعلم "
انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين " (7/244) .
وأما قوله : ( فهما في الأجر سواءٌ )
فحمله بعض العلماء
على أن المراد استواؤهما في أصلِ أجرِ العمل
دون مضاعفته .
فالعامل تضاعف له الحسنة بعشر أمثالها أو أكثر
أما الناوي فقط فيكتب له الثوب بلا مضاعفة .
قال ابن رجب رحمه الله :
" وقد حمل قوله : ( فهما في الأجر سواءٌ )
على استوائهما في أصلِ أجرِ العمل ، دون مضاعفته
فالمضاعفةُ يختصُّ بها من عَمِلَ العمل دونَ من نواه فلم يعمله
فإنَّهما لو استويا مِنْ كلِّ وجه
لكُتِبَ لمن همَّ بحسنةٍ ولم يعملها عشرُ حسناتٍ
وهو خلافُ النُّصوصِ كلِّها
ويدلُّ على ذلك قوله تعالى :
( فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً )
قال ابن عباس وغيره :
القاعدون المفضَّلُ عليهم المجاهدون درجة :
همُ القاعدون من أهلِ الأعذار
والقاعدون المفضَّل عليهم المجاهدون درجاتٍ :
هم القاعدون من غير أهل الأعذار "
انتهى من " جامع العلوم والحكم " (2/321) .
وقال السندي رحمه الله
في " حاشيته على ابن ماجه " :
" وَالْمُرَاد يُؤْجَر عَلَى نِيَّة الْخَيْر
فَهُوَ فِي أَصْل الْأَجْر أَيْضًا مُسَاوٍ لِلْمُنْفِقِ
وَإِنْ كَانَ لِلْمُنْفِقِ زِيَادَة
فَإِنَّ مَنْ نَوَى حَسَنَة يُكْتَب لَهُ وَاحِدَة
وَإِذَا فَعَلَهَا فَعَشْرَة " انتهى .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-21, 04:23
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2020/09/21/06/804113277.jpg (https://www.0zz0.com)
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه نهى عن الحلف بغير الله تعالى.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
أَلاَ مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلاَ يَحْلِفْ إِلَّا بِاللَّهِ
فَكَانَتْ قُرَيْشٌ تَحْلِفُ بِآبَائِهَا
فَقَالَ: لاَ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ
رواه البخاري (3836) ومسلم (1646).
وفي رواية للبخاري (2679) ، ومسلم (1646):
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ .
قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:
" أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة
منهي عنها ؛ لا يجوز الحلف بها لأحد "
انتهى من "التمهيد" (14 / 367).
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" – ومن الكبائر- الحلف بغير الله
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( من حلف بغير الله، فقد أشرك )
وقد قصّر ما شاء أن يقصر من قال: إن ذلك مكروه
وصاحب الشرع يجعله شركا
فرتبته فوق رتبة الكبائر"
انتهى من "إعلام الموقعين" (6 / 571 - 572).
والحديث المذكور، هو ما رواه ابْن عُمَرَ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: ( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ )
رواه أبو داود (3251) والترمذي (1535)
وقال: "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ "
وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (8 / 189).
وهذا الشرك قد يكون أكبر
وقد يكون أصغر محرّما
لكن لا يخرج صاحبه من دائرة الإسلام.
فيكون شركا أكبر:
إن جعل المقسم به بمنزلة الله في التعظيم
والقدرة على النفع والضر
كما يفعل بعض عباد القبور من قسمهم
بصاحب القبر واعتقادهم أن له قدرة على التصرف
بالضر والنفع الغيبي فيجعلونه شهيدا على صدقهم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
" فإن اعتقد في المحلوف به ، من التعظيم
ما يعتقده في الله : حرم الحلف به
وكان بذلك الاعتقاد كافرا
وعليه يتنزل الحديث المذكور "
انتهى من "فتح الباري" (11 / 531).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" والحلف بغير الله شرك أكبر
إن اعتقد أن المحلوف به مساو لله تعالى
في التعظيم والعظمة
وإلا ؛ فهو شرك أصغر "
انتهى من "القول المفيد" (2 / 214).
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-22, 04:39
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2020/09/22/06/725425936.jpg (https://www.0zz0.com)
محبة النبي صلى الله عليه وسلم
والشوق إليه
من أجلّ المطالب النبيلة وأنبل المقاصد الجليلة
ولا شك أن ذلك من الإيمان .
روى البخاري (15) ومسلم (44)
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ
مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
عن حال المشتاقين إليه بعد وفاته
ممن لم يروه ولم يدركوا زمانه صلى الله عليه وسلم
. فروى مسلم (2832)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي
يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ ) .
وروى الحاكم (6991)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن أناسا من أمتي يأتون بعدي يود أحدهم
لو اشترى رؤيتي بأهله وماله )
حسنه الألباني في "الصحيحة" (1676) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قَالَ الْقُرْطُبِيّ : كُلّ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِيمَانًا صَحِيحًا لَا يَخْلُو عَنْ وِجْدَان شَيْء
مِنْ تِلْكَ الْمَحَبَّة الرَّاجِحَة
غَيْر أَنَّهُمْ مُتَفَاوِتُونَ .
فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْمَرْتَبَة بِالْحَظِّ الْأَوْفَى
وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا بِالْحَظِّ الْأَدْنَى
كَمَنْ كَانَ مُسْتَغْرِقًا فِي الشَّهَوَات مَحْجُوبًا
فِي الْغَفَلَات فِي أَكْثَر الْأَوْقَات
، لَكِنَّ الْكَثِير مِنْهُمْ إِذَا ذُكِرَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اِشْتَاقَ إِلَى رُؤْيَته
بِحَيْثُ يُؤْثِرهَا عَلَى أَهْله وَوَلَده وَمَاله وَوَالِده
وَيَبْذُل نَفْسه فِي الْأُمُور الْخَطِيرَة
وَيَجِد مَخْبَر ذَلِكَ مِنْ نَفْسه وِجْدَانًا لَا تَرَدُّد فِيهِ .
غَيْر أَنَّ ذَلِكَ سَرِيع الزَّوَال بِتَوَالِي الْغَفَلَات " انتهى .
اللهم اجعلنا دائما من اهل هذه المحبة و الشوق اليه
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-23, 04:44
اخوة الاسلام
https://www3.0zz0.com/2020/09/25/06/976433904.jpg (https://www.0zz0.com)
الغضب نزغة من نزغات الشيطان
يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله
ولذلك جاء في الشريعة ذكرُ واسع لهذا الخلق الذميم
وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء
وللحدّ من آثاره ، فمن ذلك :
الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن سليمان بن صرد قال :
كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم
ورجلان يستبّان
فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد
لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد
رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 .
وقال صلى الله عليه وسلم :
إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه
صحيح الجامع الصغير رقم 695 .
السكوت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا غضب أحدكم فليسكت )
رواه الإمام أحمد المسند 1/329
وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 .
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالباً
فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله
أو لعن أو طلاق يهدم بيته
أو سب وشتم - يجلب له عداوة الآخرين
فبالجملة : السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .
- السكون :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )
وذكر الحديث بقصته في مسند أحمد 5/152
وانظر صحيح الجامع رقم 694 .
إن تذكر ما أعد الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب
ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده لهو من أعظم
ما يعين على إطفاء نار الغضب
ومما ورد من الأجر العظيم في ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم ومن كظم غيظاً
ولو شاء أن يمضيه أمضاه
ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة
رواه الطبراني 12/453
وهو في صحيح الجامع 176 .
وأجر عظيم آخر في قوله عليه الصلاة والسلام :
( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه
دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة
حتى يخيره من الحور العين ماشاء
رواه أبو داود 4777 وغيره
وحسنّه في صحيح الجامع 6518 .
معرفة الرتبة العالية والميزة المتقدمة لمن ملك نفسه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ليس الشديد بالصرعة
إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
رواه أحمد 2/236 والحديث متفق عليه .
وكلما انفعلت النفس واشتد الأمر
كان كظم الغيظ أعلى في الرتبة .
قال عليه الصلاة والسلام :
( الصرعة كل الصرعة الذي يغضب
فيشتد غضبه ويحمر وجهه
ويقشعر شعره فيصرع غضبه )
رواه الإمام أحمد 5/367
وحسنه في صحيح الجامع 3859 .
وينتهز عليه الصلاة والسلام الفرصة
في حادثة أمام الصحابة ليوضّح هذا الأمر
فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
مرّ بقوم يصطرعون ، فقال : ماهذا ؟
قالوا : فلان الصريع ما يصارع أحداً إلا صرعه
قال : أفلا أدلكم على من هو أشد منه
رجلٌ ظلمه رجلٌ فكظم غيظه فغلبه
وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه
رواه البزار قال ابن حجر بإسناد حسن . الفتح 10/519 .
و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
غصن البآن
2020-09-23, 05:12
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عفوا لم استطيع رفع الصورة المعبرة
بسبب تعطيل موقع الرفع
موضوع اليوم عن الغضب
الغضب نزغة من نزغات الشيطان
يقع بسببه من السيئات والمصائب مالا يعلمه إلا الله
ولذلك جاء في الشريعة ذكرُ واسع لهذا الخلق الذميم
وورد في السنة النبوية علاجات للتخلص من هذا الداء
وللحدّ من آثاره ، فمن ذلك :
الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن سليمان بن صرد قال :
كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم
ورجلان يستبّان
فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد
لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد
رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 .
وقال صلى الله عليه وسلم :
إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله سكن غضبه
صحيح الجامع الصغير رقم 695 .
السكوت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا غضب أحدكم فليسكت )
رواه الإمام أحمد المسند 1/329
وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 .
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالباً
فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله
أو لعن أو طلاق يهدم بيته
أو سب وشتم - يجلب له عداوة الآخرين
فبالجملة : السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .
- السكون :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )
وذكر الحديث بقصته في مسند أحمد 5/152
وانظر صحيح الجامع رقم 694 .
إن تذكر ما أعد الله للمتقين الذين يتجنبون أسباب الغضب
ويجاهدون أنفسهم في كبته ورده لهو من أعظم
ما يعين على إطفاء نار الغضب
ومما ورد من الأجر العظيم في ذلك
قوله صلى الله عليه وسلم ومن كظم غيظاً
ولو شاء أن يمضيه أمضاه
ملأ الله قلبه رضاً يوم القيامة
رواه الطبراني 12/453
وهو في صحيح الجامع 176 .
وأجر عظيم آخر في قوله عليه الصلاة والسلام :
( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه
دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة
حتى يخيره من الحور العين ماشاء
رواه أبو داود 4777 وغيره
وحسنّه في صحيح الجامع 6518 .
معرفة الرتبة العالية والميزة المتقدمة لمن ملك نفسه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( ليس الشديد بالصرعة
إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
رواه أحمد 2/236 والحديث متفق عليه .
وكلما انفعلت النفس واشتد الأمر
كان كظم الغيظ أعلى في الرتبة .
قال عليه الصلاة والسلام :
( الصرعة كل الصرعة الذي يغضب
فيشتد غضبه ويحمر وجهه
ويقشعر شعره فيصرع غضبه )
رواه الإمام أحمد 5/367
وحسنه في صحيح الجامع 3859 .
وينتهز عليه الصلاة والسلام الفرصة
في حادثة أمام الصحابة ليوضّح هذا الأمر
فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
مرّ بقوم يصطرعون ، فقال : ماهذا ؟
قالوا : فلان الصريع ما يصارع أحداً إلا صرعه
قال : أفلا أدلكم على من هو أشد منه
رجلٌ ظلمه رجلٌ فكظم غيظه فغلبه
وغلب شيطانه وغلب شيطان صاحبه
رواه البزار قال ابن حجر بإسناد حسن . الفتح 10/519 .
و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
فكم من فراق وقطيعة صلة رحم تحدث بسبب لحظة غضب هزمت صاحبها فقال او فعل ما يفرق الصلات ..
اللهم اني اعوذ بك من الغضب ..لذلك عدم الغضب كانت وصية نبوية خالصة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أوصني، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تغضب . فردد ذلك مرارًا، فقال النبي لا تغضب»
بارك الله فيك ونفع بك اخي عبد الحمن على ما تنقله من مواعظ ودروس ... أحسنت
*عبدالرحمن*
2020-09-23, 15:16
فكم من فراق وقطيعة صلة رحم تحدث بسبب لحظة غضب هزمت صاحبها فقال او فعل ما يفرق الصلات ..
اللهم اني اعوذ بك من الغضب ..لذلك عدم الغضب كانت وصية نبوية خالصة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم أوصني، فقال عليه الصلاة والسلام: «لا تغضب . فردد ذلك مرارًا، فقال النبي لا تغضب»
بارك الله فيك ونفع بك اخي عبد الحمن على ما تنقله من مواعظ ودروس ... أحسنت
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اسعدك الله بكل خير
كما اسعدتيني بحضورك
و مازلت في انتظار مرورك العطر
فمازال للموضوع بقية
*عبدالرحمن*
2020-09-24, 03:59
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الغضب ليس مذموماً كله
بل يُحمد الغضب إذا كان غضباً لله تعالى
كأن تُنتهك محارم الله عز وجل .
والمذموم منه ما كان غضباً لدنيا
وخاصة إذا ترتب عليه أذى أو ضرر أو شر
كقتل ، وضرب ، وطلاق ، وشتم ، وقذف .
عن أَبي مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ
: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي لَأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ
مِنْ أَجْلِ فُلَانٍ ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا ؟
فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْهُ يَوْمَئِذٍ
ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ
فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيَتَجَوَّزْ
فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ وَالْكَبِيرَ وَذَا الْحَاجَةِ .
رواه البخاري ( 670 ) ومسلم ( 466 ) .
وبوَّب عليه البخاري بقوله
: " باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله "
وبوَّب عليه النووي في " رياض الصالحين "
بقوله " باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع
والانتصار لدين الله تعالى " .
قال الشيخ العثيمين – رحمه الله - :
والغضب له عدة أسباب منها :
أن ينتصر الإنسان لنفسه
يفعل أحد معه ما يغضبه فيغضب لينتصر لنفسه
وهذا الغضب منهي عنه
لأن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم
قال له أوصني قال : ( لا تغضب )
فردَّد مراراً يقول : أوصني ، وهو يقول : ( لا تغضب ) .
والثاني من أسباب الغضب : الغضب لله عز وجل
بأن يرى الإنسان شخصاً
يَنتهك حرمات الله فيغضب غيرة لدين الله
وحمية لدين الله
فإن هذا محمود ويثاب الإنسان عليه
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا من سنَّته
ولأنه داخل في قوله تعالى :
( وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِنْدَ رَبِّهِ )
( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ )
فتعظيم شعائر الله وتعظيم حرمات الله :
أن يجدها الإنسان عظيمة
وأن يجد امتهانها عظيماً ، فيغضب
ويثأر لذلك حتى يفعل ما أمر به
من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك .
" شرح رياض الصالحين " ( 3 / 615 ، 616 ) .
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
مع نشر الجزء الثالث من هذا الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-09-25, 04:13
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أما التعامل مع الشخص الغاضب :
فله عدة اتجاهات وقواعد ، منها :
1. إذا رأيتَ من يغضب الغضب الشرعي
فيغضب لانتهاك حرمات الله
ويغضب لفعل الناس الموبقات
فالواجب عليك أن تشاركه في ذلك الغضب
لله . ثم ينظر فيما يجب عليكم فعله
بمقتضى ذلك الغضب لله ، وهذا يختلف بحسب الحال
والمصلحة الشرعية في ذلك
. 2. إذا رأيتَ من يغضب لنفسه ، أو لدنيا
وتعلم منه تعظيمه للدين ، ووقوفه عند حدود الشرع
: فذكِّره أثناء غضبه بربه تعالى
وذكره بوصية النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تغضب )
وذكره بفضيلة ملك النفس عند الغضب ، وفضل العفو .
عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ : قَدِمَ عُيَيْنَةُ بْنُ حِصْنِ بْنِ حُذَيْفَةَ فَنَزَلَ عَلَى ابْنِ أَخِيهِ الْحُرِّ بْنِ قَيْسٍ -
وَكَانَ مِنْ النَّفَرِ الَّذِينَ يُدْنِيهِمْ عُمَرُ -
وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا
فَقَالَ عُيَيْنَةُ لِابْنِ أَخِيهِ :
" يَا ابْنَ أَخِي هَلْ لَكَ وَجْهٌ عِنْدَ هَذَا الْأَمِيرِ فَاسْتَأْذِنْ لِي عَلَيْهِ ؟
" قَالَ : " سَأَسْتَأْذِنُ لَكَ عَلَيْهِ "
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
: فَاسْتَأْذَنَ الْحُرُّ لِعُيَيْنَةَ فَأَذِنَ لَهُ عُمَرُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ
: هِيْ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ فَوَاللَّهِ مَا تُعْطِينَا الْجَزْلَ
وَلَا تَحْكُمُ بَيْنَنَا بِالْعَدْلِ ! فَغَضِبَ عُمَرُ حَتَّى هَمَّ أَنْ يُوقِعَ بِهِ
فَقَالَ لَهُ الْحُرُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
قَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ )
وَإِنَّ هَذَا مِنْ الْجَاهِلِينَ
وَاللَّهِ مَا جَاوَزَهَا عُمَرُ حِينَ تَلَاهَا عَلَيْهِ
وَكَانَ وَقَّافًا عِنْدَ كِتَابِ اللَّهِ .
رواه البخاري ( 4366 ) .
3. إذا رأيتَ من يغضب لنفسه أو لدنياه
وليس عنده تعظيم للشرع
لكنه لا يتطاول في غضبه على الشرع
وإنما يصب غضبه عليك أنت :
فخير لك السكوت
حتى ينتهي من تفريغ شحنات غضبه في الهواء
فإن أجبته لم تكسب خيراً ، ولم تُصلح حالاً
بل تزيد الأمر شرّاً وسوءًا – غالباً - .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا شَتَمَ أَبَا بَكْرٍ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
جَالِسٌ فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْجَبُ وَيَتَبَسَّمُ
فَلَمَّا أَكْثَرَ رَدَّ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَقَامَ فَلَحِقَهُ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَشْتُمُنِي
وَأَنْتَ جَالِسٌ فَلَمَّا رَدَدْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ غَضِبْتَ وَقُمْتَ
قَالَ : ( إِنَّهُ كَانَ مَعَكَ مَلَكٌ يَرُدُّ عَنْكَ فَلَمَّا رَدَدْتَ عَلَيْهِ بَعْضَ قَوْلِهِ
وَقَعَ الشَّيْطَانُ فَلَمْ أَكُنْ لِأَقْعُدَ مَعَ الشَّيْطَانِ )
ثُمَّ قَالَ : ( يَا أَبَا بَكْرٍ ثَلَاثٌ كُلُّهُنَّ حَقٌّ مَا مِنْ عَبْدٍ ظُلِمَ بِمَظْلَمَةٍ فَيُغْضِي عَنْهَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَعَزَّ اللَّهُ بِهَا نَصْرَهُ ... ) .
رواه أحمد ( 15 / 390 ) ، وحسَّنه المحققون
وجوَّد إسناده الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 2232 ) .
وهذه القاعدة يمكن أن نجعلها عامَّة في معاملة كل غاضب
فنسكت عنه حتى يفرِّغ ما عنده ، ولا نرد عليه
ولا نحمل في قلوبنا شيئاً عليه بسبب ما قال
ثم إذا هدأ ذكَّرناه بقبح وسوء ما فعل وقال
وهذا ما يوصي به الحكماء .
قال ابن الجوزي – رحمه الله - :
الغضبان كالسكران لا يُؤاخذ بما يقول .
متى رأيت صاحبك قد غضب وأخذ يتكلم بما لا يصلح
: فلا ينبغي أن تعقد على ما يقوله خنصراً
– ( أي : لا تعتد بكلامه ) -
ولا أن تؤاخذه به ؛ فإن حاله حال السكران
لا يدري ما يجري ، بل اصبر لفورته ، ولا تعول عليها
فإن الشيطان قد غلبه
والطبع قد هاج ، والعقل قد استتر .
ومتى أخذت في نفسك عليه
أو أجبته بمقتضى فعله : كنت كعاقل واجه مجنونًا
أو كمفيق عاتب مغمى عليه ، فالذنب لك .
بل انظر بعين الرحمة ، وتلمح تصريف القدر له
وتفرج في لعب الطبع به
واعلم أنه إذا انتبه : ندم على ما جرى
وعرف لك فضل الصبر .
وأقل الأقسام :
أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به .
وهذه الحالة ينبغي أن يتلمحها الولد عند غضب الوالد
والزوجة عند غضب الزوج
فتتركه يشتفي بما يقول
ولا تعول على ذلك ، فسيعود نادماً معتذراً .
ومتى قوبل على حالته ومقالته :
صارت العداوة متمكنة
وجازى في الإفاقة على ما فُعل في حقه وقت السكر .
وأكثر الناس على غير هذه الطريق
: متى رأوا غضبان : قابلوه بما يقول ويعمل
وهذا على غير مقتضى الحكمة
بل الحكمة ما ذكرته
( وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) العنكبوت/ 43 .
" صيد الخاطر " ( ص 295 ، 296 ) .
4. إذا كان الغاضب هو الزوج فلتصبر الزوجة على غضبه
ولا ترد عليه في فورته ، ولتؤجل ترضيته
فإذا جاء الليل فلتأخذ بيده
وتقول له : " لا أنام حتى ترضى " .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أَلَا أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ ؟ )
قُلنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ : ( وَدُودٌ وَلُودٌ إِذَا غَضِبَت أَو أُسِيءَ إِلَيهَا
أَو غَضِبَ زَوجُهَا قَالَت : هَذِهِ يَدِي فِي يَدِكَ
لَا أَكتَحِلُ بِغِمضٍ حَتَّى تَرضَى ) .
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 206 )
وحسَّنه الألباني في " السلسلة الصحيحة ( 3380 )
قال المناوي - رحمه الله - :
( لا أذوق غُمضا ) بالضم أي : لا أذوق نوماً .
فمن اتصفت بهذه الأوصاف منهن
فهي خليقة بكونها من أهل الجنة
وقلما نرى فيهن مَن هذه صفاتها
فالمرأة الصالحة كالغراب الأعصم .
" فيض القدير" ( 3 / 106 ) .
5. إذا كان الغاضب هو الأب على ابنه
أو المدير على موظفه ، أو الجار على جاره
أو صديق على صديقه : فالأنسب هنا :
أ. أن نُبعد الطرف الآخر أن يراه ذلك الغاضب
لأن سورة الغضب تشتعل وتتأجج بوجوده
فإذا ما أبعدناه عنه : خفَّ الغضب ، وزال بسرعة .
ب. مجاراته في توعده بعقوبته ، أو تهديده بقتله
أو ما يشبه ذلك من العقوبات
فيُجارى ، ولا يُنفَّذ له طلب .
قال ابن القيم – رحمه الله - :
ولهذا يأمر الملوك وغيرهم عند الغضب بامور
يعلم خواصهم أنهم تكلموا بها دفعاً لحرارة الغضب
وأنهم لا يريدون مقتضاها ، فلا يمتثله خواصهم
بل يؤخرونه ، فيحمدونهم على ذلك إذا سكن غضبهم .
وكذلك الرجل وقت شدة الغضب يقوم ليبطش بولده أو صديقه
فيحول غيره بينه وبين ذلك فيحمدهم بعد ذلك
كما يحمد السكران والمحموم ونحوهما
من يحول بينه وبين ما يهم بفعله في تلك الحالة .
" إغاثة اللهفان في طلاق الغضبان " ( ص 47 ) .
ونسأل الله أن يحفظ جوارحنا
وأن يقينا شرور أنفسنا .
والله أعلم
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-26, 04:19
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2020/09/26/06/393962770.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النبي صلى الله عليه وسلّم :
إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثةٍ
إلا من صَدَقَة جَارِيَة أوَعِلْم يُنْتَفَعُ بِهِ أوَوَلَد صَالِح يَدْعُو لَهُ .
رواه مسلم/1631 .
واستغفار الذكر والأنثى من أولاد الميت للميت -
وهو الدعاء له بالمغفرة - فيه ميزة عظيمة
كما قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْه ِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ
فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ .
رواه ابن ماجة رقم
3660 وهو في صحيح الجامع 1617
ومما يصل إليه كذلك الصّدقة عنه
لما روت عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا أَنَّ رَجُلا
قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا
( أي ماتت ) وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ
فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا قَالَ : نَعَمْ .
رواه البخاري : فتح 1388
وعن ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا
أَنَّ سَعدَ بْنَ عُبَادَةَ رَضِي اللَّه عَنْهم تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَ
هُوَ غَائِبٌ عَنْهَا فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ
وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا أَيَنْفَعُهَا شَيْءٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ
قَالَ فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنَّ حَائِطِيَ الْمِخْرَافَ
( اسم لبستانه سمي بذلك لكثرة ثمره ) صَدَقَة ٌ عَلَيْهَا
. رواه البخاري : فتح : 2756
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلا
قَالَ لِلنَّبِي ِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ أَبِي مَاتَ وَتَرَكَ مَالا
وَلَمْ يُوصِ فَهَلْ يُكَفِّرُ عَنْهُ أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهُ
قَالَ نَعَمْ
*رواه النسائي
وعَنْ سَعْدِ ابْنِ عُبَادَةَ قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ
أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا قَالَ نَعَمْ قُلْتُ
فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ قَالَ سَقْيُ الْمَاءِ *
رواه النسائي
ومما يصل إلى الميت كذلك الحجّ والعمرة عنه
بعد أن يكون الحيّ قد حجّ واعتمر عن نفسه .
وقد روى عَبْد اللَّهِ بْن بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رَضِي اللَّه عَنْه قَالَ
بَيْنَما أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ إِنِّي تَصَدَّقْتُ عَلَى أُمِّي بِجَارِيَةٍ
وَإِنَّهَا مَاتَتْ قَالَ فَقَالَ وَجَبَ أَجْرُكِ وَرَدَّهَا عَلَيْكِ الْمِيرَاثُ
قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ كَانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ أَفَأَصُومُ عَنْهَا
قَالَ صُومِي عَنْهَا قَالَتْ إِنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا
قَالَ حُجِّي عَنْهَا .
رواه مسلم رحمه الله في صحيحه رقم 1149
وهذا يدلّ كذلك على مشروعية قضاء الصيام عنه .
ومما ينفع الميت أيضا قضاء نذره
لحديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ
إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنَّ أُمِّي نَذَرَتْ
أَنْ تَحُجَّ فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تَحُجَّ أَفَأَحُجَّ عَنْهَا
قَالَ نَعَمْ حُجِّي عَنْهَا
أَرَأَيْتِ لَوْ كَانَ عَلَى أُمِّكِ دَيْنٌ أَكُنْتِ قَاضِيَتَهُ
قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ اقْضُوا اللَّهَ الَّذِي لَهُ فَإِنَّ اللَّهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ *
البخاري فتح 7315
وممّا يصل إلى الميّت كذلك من الأجر
إشراك قريبه له بالأضحية عند ذبحها
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذبح أضحيته
: بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ
رواه مسلم رقم 1967
وآل محمد فيهم الأحياء والأموات .
أسأل الله أن يغفر لنا و يرحمنا
ويتجاوزعن سائر أموات المسلمين إنه هو الغفور الرحيم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-27, 04:13
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/09/27/05/915972357.jpg (https://www.0zz0.com)
روى ابن ماجة (215) وأحمد (11870)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ ) قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟
قَالَ :( هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ )
وصححه الألباني في "صحيح ابن ماجة"
قال المناوي رحمه الله :
" أي حفظة القرآن العاملون به هم أولياء الله
المختصون به اختصاص أهل الإنسان به
سموا بذلك تعظيما لهم كما يقال : "بيت الله"
قال الحكيم الترمذي :
وإنما يكون هذا في قارئ انتفى عنه
جور قلبه وذهبت جناية نفسه
وليس من أهله إلا من تطهر من الذنوب ظاهرا وباطنا
وتزين بالطاعة ، فعندها يكون من أهل الله "
انتهى باختصار .فيض القدير" (3 / 87)
ولا يكفي مجرد التلاوة ليكون من أهل القرآن
حتى يعمل بأحكامه
ويقف عند حدوده ، ويتخلق بأخلاقه .
وللحافظ محمد بن الحسين الآجري رحمه الله
في ذلك كلام طيب جدير بالعناية
نذكر منه طرفا ، قال رحمه الله :
" ينبغي لمن علمه الله القرآن وفضله على غيره
ممن لم يحمله ، وأحب أن يكون من أهل القرآن
وأهل الله وخاصته أن يجعل القرآن ربيعا لقلبه
يعمر به ما خرب من قلبه
يتأدب بآداب القرآن
ويتخلق بأخلاق شريفة تبين به عن سائر الناس
ممن لا يقرأ القرآن :
فأول ما ينبغي له أن يستعمل تقوى الله في السر والعلانية
باستعمال الورع في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه
بصيرا بزمانه أهله ، فهو يحذرهم على دينه
مقبلا على شأنه ، مهموما بإصلاح ما فسد من أمره
حافظا للسانه ، مميزا لكلامه
إن تكلم تكلم بعلم إذا رأى الكلام صوابا
وإن سكت سكت بعلم إذا كان السكوت صوابا
قليل الخوض فيما لا يعنيه
يخاف من لسانه أشد مما يخاف عدوه
قليل الضحك مما يضحك منه الناس لسوء عاقبة الضحك
باسط الوجه ، طيب الكلام ، لا يغتاب أحدا
ولا يحقر أحدا ، ولا يسب أحدا ، ولا يشمت بمصيبة
ولا يبغي على أحد ، ولا يحسده
وقد جعل القرآن والسنة والفقه دليله إلى كل خلق حسن جميل
حافظا لجميع جوارحه عما نهي عنه
إذا قيل له الحق قبله من صغير أو كبير
يطلب الرفعة من الله ، لا من المخلوقين ، ماقتا للكبر
خائفا على نفسه منه
لا يتآكل بالقرآن ولا يحب أن يقضي به الحوائج
ولا يسعى به إلى أبناء الملوك
ولا يجالس به الأغنياء ليكرموه ، يقنع بالقليل فيكفيه
ويحذر على نفسه من الدنيا ما يطغيه
يتبع واجبات القرآن والسنة
يأكل الطعام بعلم ، ويشرب بعلم ، ويلبس بعلم ، وينام بعلم
ويجامع أهله بعلم ، ويصطحب الإخوان بعلم ، ويزورهم بعلم
يلزم نفسه بر والديه ، وإن استعانا به على طاعة أعانهما
وإن استعانا به على معصية لم يعنهما عليها
ورفق بهما في معصيته إياهما بحسن الأدب
ليرجعا عن قبيح ما أرادا مما لا يحسن بهما فعله
يصل الرحم ، ويكره القطيعة ، من قطعه لم يقطعه
ومن عصى الله فيه أطاع الله فيه
رفيق في أموره ، صبور على تعليم الخير
يأنس به المتعلم ، ويفرح به المجالس
مجالسته تفيد خيرا
قد جعل العلم والفقه دليله إلى كل خير
إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل
همته إيقاع الفهم لما ألزمه الله : من اتباع ما أمر
والانتهاء عما نهى ، ليس همته متى أختم السورة ؟
همته متى أستغني بالله عن غيره ؟
متى أكون من المتقين ؟
متى أكون من المحسنين ؟
متى أكون من المتوكلين ؟
متى أكون من الخاشعين ؟
متى أكون من الصابرين ؟
متى أعقل عن الله الخطاب ؟
متى أفقه ما أتلو ؟
متى أغلب نفسي على ما تهوى ؟
متى أجاهد في الله حق الجهاد ؟
متى أكون بزجر القرآن متعظا ؟
متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلا ؟ .
فمن كانت هذه صفته ، أو ما قارب هذه الصفة
فقد تلاه حق تلاوته ، ورعاه حق رعايته
وكان له القرآن شاهدا وشفيعا وأنيسا وحرزا
ومن كان هذا وصفه
نفع نفسه ونفع أهله ، وعاد على والديه
وعلى ولده كل خير في الدنيا وفي الآخرة "
انتهى باختصار ."أخلاق حملة القرآن" (ص 27) .
و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-09-28, 04:09
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
وعلى من أراد أن يكون له حظ
من قول النبي صلى الله عليه وسلم
في أهل القرآن إنهم أهل الله وخاصته
أن لا يختم القرآن في أكثر من شهراً .
روى البخاري (1978)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( اقْرَأ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ
قَالَ إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ
فَمَا زَالَ حَتَّى قَالَ : فِي ثَلَاثٍ )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
" الصحيح عندهم في حديث عبد الله بن عمرو أنه انتهى
به النبي صلى الله عليه وسلم إلى سبع
كما أنه أمره ابتداء بقراءته في الشهر
فجعل الحد ما بين الشهر إلى الأسبوع .
وقد روي أنه أمره ابتداء أن يقرأه في أربعين
وهذا في طرف السعة يناظر التثليث في طرف الاجتهاد "
انتهى ."مجموع الفتاوى" (13 / 407-408) .
ومعنى هذا :
أن الأفضل أن يختم القرآن فيما بين الأسبوع إلى الشهر
فإذا كان مشغولاً ، فله رخصة إلى أربعين يوماً .
وينبغي ألا يمر عليه يوم إلا وهو ينظر في مصحفه
يتلو كلام ربه ، فيكون له ورد يومي يحافظ عليه
وأقل ذلك جزء من القرآن تقريبا
وكلما زاد كلما كان أفضل
وهو مع ذلك يتدبره ويعمل بما فيه من أحكام وأخلاق وآداب .
روى الإمام أحمد في "الزهد" (ص 128)
عن عثمان رضي الله عنه قال
: (ما أحب أن يأتي علي يوم ولا ليلة
إلا أنظر في كتاب الله -
يعني القراءة في المصحف) .
وقال ابن كثير رحمه الله
" كرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه "
انتهى ."تفسير ابن كثير" (1 / 68)
وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :
" الذين يقرؤون القرآن طوال عامهم
هم أهل القرآن ، الذين هم أهل الله وخاصته .
ويجب على المسلم أن يكون مهتماً بالقرآن
ويكون من الذين يتلونه حق تلاوته
ومن الذين يحللون حلاله ويحرمون حرامه
ويعملون بمحكمه ، ويؤمنون بمتشابهه
ويقفون عند عجائبه ، ويعتبرون بأمثاله
ويعتبرون بقصصه وما فيه ، ويطبقون تعاليمه
لأن القرآن أنزل لأجل أن يعمل به ويطبق
وإن كانت تلاوته تعتبر عملاً وفيها أجر .
فمن أحب أن يكون من أهل الذكر
فعليه أن يكون من الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته
ويقرأه في المسجد ، و يقرأه في بيته
و يقرأه في مقر عمله ، لا يغفل عن القرآن
ولا يخص شهر رمضان بذلك فقط .
فإذا قرأت القرآن فاجتهد فيه
كأن تختمه مثلاً كل خمسة أيام ، أو في كل ثلاثة أيام
. والأفضل للإنسان أن يجعل له حزباً يومياً يقرأه بعد العشا
أو بعد الفجر أو بعد العصر
وهكذا . لابد أن تبقى معك آثار هذا القرآن بقية السنة
ويحبب إليك كلام الله
فتجد له لذة وحلاوة وطلاوة وهنا لن تمل من استماعه
كما لن تمل من تلاوته .
هذه سمات وصفات المؤمن الذي يجب أن يكون
من أهل القرآن الذين هم أهل الله تعالى وخاصته " انتهى .
"فتاوى الشيخ ابن جبرين" (59 / 31-32) .
ومن كان له ورد يومي من القرآن
فتركه لعذر من سفر أو مرض ونحوه لم يضره ذلك
لما رواه البخاري (2996)
عن أبي مُوسَى رضي الله عنه قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ
كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا ) .
ولا ينبغي لمن أراد أن يكون من أهل القرآن
أن يترك تلاوته يوما لغير عذر
فصاحب القرآن لا يغفل عنه ولا ينشغل عنه أبدا .
والله أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-09-29, 04:47
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/09/29/06/287039963.jpg (https://www.0zz0.com)
الدُّعاء: هو إظهار غاية التذلُّل والافتقار إلى الله
والاستكانة له
(فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ 11 صـ 98).
و من فضائل الدعاء
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].
قال الإمام ابن جرير الطبري - رحمه الله -
: وإذا سألك يا محمد عبادي عني: أين أنا؟
فإني قريبٌ منهم، أسمع دعاءهم
وأجيب دعوة الداعي منهم؛
(تفسير الطبري - جـ 3 - صـ 222).
و موضوع اليوم
عن الدعاء في التشهد الأخير
جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ [
وفي رواية : إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الآخِرِ
] فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ
يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ .
صحيح مسلم 588
وقد ورد أيضا مع هذه الأربع الاستعاذة
من المأثم والمغرم
فقد روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ
زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ
فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ
فَقَالَ إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ ..
البخاري 833
وقد ورد أيضا أنه علّم أبا بكر الصّديق
دعاء يدعو به في صلاته كما جاء في صحيح البخاري
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ
لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي
قَالَ قُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا
وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ
وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
رقم790
وهذا الدّعاء يُمكن أن يجعله المصلي
في التشهد الأخير بعد الاستعاذات السابقة .
وقد ورد أيضا أن للمصلي أن يدعو بعد الاستعاذات
بأيّ دعاء طيّب يريده ويسأل الله ما يشاء
من خيري الدنيا والآخرة
فقد جاء عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أنه قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ
مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَعَذَابِ الْقَبْرِ وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ
وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ثُمَّ يَدْعُو لِنَفْسِهِ بِمَا بَدَا لَهُ *
رواه النسائي 1293
والله تعالى أعلم .
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
لمزيد من الفائدة حول هذا الدعاء
*عبدالرحمن*
2020-09-30, 04:19
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
معنى فتنة المحيا والممات
"فِتْنَة الْمَحْيَا"
: هي الفتن التي يلاقيها المسلم في حياته
فقد يمتحن الإنسان بدواعي المعصية
أو البدعة ، أو حتى الكفر –
نسأل الله تعالى أن ينجينا من الفتن
وهذه الدواعي إما أن تكون من الشبهات ، أو الشهوات .
وأما فِتْنَة الْمَمَاتِ :
فيمكن أن يكون المراد بها
: ما يعرض للمسلم عند احتضاره
وقرب مماته
فقد يعرض له الشيطان في آخر لحظات حياته
يحاول أن يضله
فسميت فتنة الممات لقربها من الموت
وكذا فتنة عذاب القبر
فالإنسان يفتن في قبره .
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ
عَنْ جَدَّتِهَا أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( ... وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ مِثْلَ -
أَوْ قَرِيبَ مِنْ - فِتْنَةِ الدَّجَّالِ - لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ-
يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ : مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ
- أَوِ الْمُوقِنُ ، لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ -
فَيَقُولُ : هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ، جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى
فَأَجَبْنَا وَآمَنَّا وَاتَّبَعْنَا ، فَيُقَالُ : نَمْ صَالِحًا
فَقَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُؤْمِنًا ، وَأَمَّا الْمُنَافِقُ - أَوِ الْمُرْتَابُ
لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ -
فَيَقُولُ : لاَ أَدْرِي ، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ "
رواه البخاري ( 184 ) ، ومسلم ( 905 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
" فتنة المحيا : هي أن يفتتن الإنسان بالدنيا
وينغمس فيها ، وينسى الآخرة
وهذا ما أنكره الله تعالى على العباد
( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) .
ومن فتن الدنيا : الشبهات
أن يقع في قلب الإنسان شك وجهل فيما أنزل الله
على رسوله صلى الله عليه وسلم .
أما فتنة الممات فتشمل شيئين :
الأول ما يحدث عند الموت
والثاني ما يحدث في القبر .
فأما الأول : وهو الذي يحدث عند الموت
فإن الشيطان أعاذنا الله منه
أحرص ما يكون على إغواء بني آدم عند موته
لأنها هي الساعة الحاسمة فيحول بين المرء وقلبه
بمعنى : أنه يوقع الإنسان في تلك اللحظة
فيما يخرجه عن دين الإسلام ...
يحرص حرصاً كاملاً على إغواء بني آدم في تلك اللحظة
. وقد ذكروا عن الإمام أحمد رحمه الله
أنه كان حين احتضاره يغمى عليه ، فيسمعونه يقول :
بعد ، بعد ، فلما أفاق
قيل له : يا أبا عبد الله ما قولك بعد ، بعد ؟
قال : إن الشيطان يتمثل أمامي يقول
: فُتَّني يا أحمد ، فتني يا أحمد ، فأقول له : بعد ، بعد –
يعني - لم أَفُتْك
لأن الإنسان لا ينجو من الشيطان إلا إذا مات
إذا مات انقطع عمله
ولا رجاء للشيطان فيه إن كان مؤمناً
فيقول : إني أقول بعد ، بعد
أي : لم أفتك لجواز أن يحصل من الشيطان
فتنة عند موت الإنسان .
ولكنني أبشر إخواني الذين آمنوا بالله حقاً
واتبعوا رسوله صدقا
واستقاموا على شريعة الله
أبشرهم أن الله بفضله وكرمه لن يخذلهم
لن يختم لهم بسوء الخاتمة ...
فمن صدق مع الله ، فليبشر بالخير ...
أما الثاني مما يتناوله فتنة الموت :
فهو فتنة الإنسان في قبره
فإن الإنسان إذا مات ودفن وتولى عنه أصحابه :
أتاه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه ... "
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " ( 6/ 2 ) .
وأما فتنة المسيح الدجال :
فهي أعظم ما يمر بالعبد من الفتن في حياته الدنيا
بل هي أعظم فتنة خلقها الله على وجه هذه الأرض
نسأل الله أن يسلمنا منها ، بمنه وكرمه .
وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ "
رواه مسلم برقم (5239)
. وفي رواية أحمد عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ
قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ
فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ .
مسند الإمام أحمد(15831)
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-01, 04:15
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2020/10/01/05/468213310.jpg (https://www.0zz0.com)
يشرع للمسلم أن يدعو للنبي صلى الله عليه وسلم
بالسلامة وأن يسلم عليه
كما يشرع له أن يدعو له بالبركة
فمن الأدلة على مشروعية السلام
على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب / 56
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ لِلَّهِ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ )
صحيح سنن النسائي 1215
السلسلة الصحيحة 2853.
وعَنْ عَبْدِاللَّهِ قَالَ : كُنَّا إِذَا كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الصَّلَاةِ قُلْنَا: السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ
مِنْ عِبَادِهِ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لا تَقُولُوا السَّلامُ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلامُ
وَلَكِنْ قُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ
فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمْ أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ فِي السَّمَاءِ
أَوْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ فَيَدْعُو)
رواه البخاري 835 .
وعَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ
: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَقُولُ
: ( بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ )
وَإِذَا خَرَجَ قَالَ :
( بِسْمِ اللَّهِ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ فَضْلِكَ )
صحيح سنن ابن ماجه 625.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: ( مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي
حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ )
صحيح سنن أبي داود 1795.
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ
وَالْبِشْرُ يُرَى فِي وَجْهِهِ فَقَالَ :
( إِنَّهُ جَاءَنِي جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
أَمَا يُرْضِيكَ يَا مُحَمَّدُ أَنْ لا يُصَلِّيَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ
إِلا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا
وَلا يُسَلِّمَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ أُمَّتِكَ إِلا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا )
صحيح سنن النسائي 1228.
فالسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
من حقوقه صلى الله عليه وسلم على أمته
والمسلم مأمور بها إما مطلقا أو على وجه التقييد
بما ورد كالسلام عليه في التشهد
وعند الدخول إلى المسجد والخروج منه
والأمر بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم
مع غيابه من خصائصه التي اختصه الله بها
فلا يشاركه فيها أحد
فليس من المشروع السلام على معين مع غيابه
إلا هو صلى الله عليه وسلم
فمن خصائصه أنه يُبلّغ سلام الأمة عليه فيتحصل الإنسان
على فضل السلام وبلوغه النبي صلى الله عليه وسلم
ولو لم يقطع مسافة للقائه في حياته
ولو لم يأت لقبره بعد وفاته .
أما الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم
أن يبارك عليه فمشروع ومن أدلة مشروعيته
ما صح عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ
: أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فَقَالَ
لَهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ أَمَرَنَا اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ نُصَلِّيَ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
فَكَيْفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ ؟
قَالَ : فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى تَمَنَّيْنَا أَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْهُ
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( قُولُوا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ
وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ
عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
وَالسَّلامُ كَمَا قَدْ عَلِمْتُمْ )
رواه مسلم 405.
والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
قد يكون من العبد كأن يقول مثلا
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
وقد يكون دعاء له صلى الله عليه وسلم
أن يسلمه الله كقولك صلى الله عليه
–أي النبي- وسلم فسلام العبد على النبي
يكون بذكر اسم الرب السلام على جهة التبرك
وذكر الاسم المناسب لمقام الدعاء له بالسلامة
فكأن العبد يقول اللهم يا من اسمه السلام
سلم نبيك صلى الله عليه وسلم
ولذا فإن السلام يَرِدُ مُعرفاً بالألف واللام
إشارة إلى اسمه تعالى السلام بخلاف سلام الرب سبحانه
على عباده فإنه يأتي منكرا (
لأن سلاما منه سبحانه كاف من كل سلام
ومغن عن كل تحية ومقرب من كل أمنية
فأدنى سلام منه ولا أدنى هناك يستغرق الوصف
ويُتم النعمة ويدفع البؤس ويُطيِّبُ الحياة
ويقطع مواد العطب والهلاك
فلم يكن لذكر الألف واللام هناك معنى )
انظر بدائع الفوائد 2/143
ومعنى السلام البراءة والخلاص والنجاة من الشر
والعيوب فالمسلم على النبي داع له صلى الله عليه وسلم
بهذه المعاني سائل للنبي صلى الله عليه والسلام السلامة
من الشرور والعيوب والنقائص
أما البركة فحقيقتها الثبوت واللزوم والاستقرار
والبركة النماء والزيادة والتبريك الدعاء بذلك
فيقال : باركه الله وبارك فيه وبارك عليه وبارك له .
ومعنى الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم
بالبركة والمباركة عليه سؤال الله له الخير
وإدامته وثبوته له ومضاعفته له وزيادته وتنميته .
والله أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-02, 04:39
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2020/10/02/06/985026487.jpg (https://www.0zz0.com)
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
" جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فاستأذنه في الجهاد ، فقال : أحي والداك
قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد "
( رواه البخاري 4/18 )
وفي رواية : " أتى رجل فقال : يا رسول الله :
إني جئت أريد الجهاد معك
ولقد أتيت وإن والدي يبكيان
قال : فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما "
( رواه أحمد 2/160 وأبو داود 3/38 )
أهمية احترام الوالدين :
أولاً :
أنها طاعة لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ) سورة الاحقاف
وقال تعالى : ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) ) سورة الاسراء
عن ابن مسعود قَالَ: " سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟
قَالَ: (الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا) ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟
قَالَ: (ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ) قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟
قَالَ: (الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) " .
رواه البخاري (527) ، ومسلم (85)
ثانياً
إن طاعة الوالدين واحترامهما سبب لدخول الجنة
كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ قِيلَ مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ
أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ .
صحيح مسلم 4627
ثالثاً :
أن احترامهما وطاعتهما سبب للألفة والمحبة .
رابعاً :
أن احترامهما وطاعتهما شكر لهما
لأنهما سبب وجودك في هذه الدنيا
وأيضاً شكر لها على تربيتك ورعايتك في صغرك
قال الله تعالى : ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) .
خامساً :
أن بر الولد لوالديه سببُ لأن يبره أولاده
قال الله تعالى : ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
. والله أعلم .
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
للاطلاع كذلك علي حقوق الابناء علي ابائهم
*عبدالرحمن*
2020-10-03, 04:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قد جعل الله للأبناء على آبائهم حقوقا
كما أن للوالدين على أولادهم حقوقاً .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
من حديث عبد الله بن عمر : " …..
وإن لولدك عليك حقاً "
مسلم ( 1159 ) .
عن ابن عمر قال :
" إنما سماهم الله أبراراً لأنهم بروا الآباء والأبناء
كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا " .
" الأدب المفرد " ( 94 ) .
وحقوق الأولاد على آبائهم
منها ما يكون قبل ولادة الولد ، فمن ذلك :
1- اختيار الزوجة الصالحة لتكون أما صالحة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها
ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "
رواه البخاري ( 4802 ) ومسلم ( 1466 ) .
وعلى الطرف الآخر قال لأهل الفتاة في الحديث الشريف
: [ إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه
إلا تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ عريض ]
رواه الترمذي في (النكاح)
باب (ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه)
برقم: 1084.
حقوق ما بعد ولادة المولود :
1- يسن تحنيك المولود حين ولادته .
قال النووي :
اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته
بتمر فإن تعذر فما في معناه وقريب منه
من الحلو فيمضغ المحنِّك التمر حتى تصير مائعة
بحيث تبتلع ثم يفتح فم المولود ويضعها فيه
ليدخل شيء منها جوفه .
" شرح النووي على صحيح مسلم " ( 14 / 122 – 123 ) .
2- تسمية الولد باسم حسن كعبد الله وعبد الرحمن .
عن نافع عن ابن عمر قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن "
رواه مسلم ( 2132 ) .
ويستحب تسميته في اليوم السابع
ولا بأس بتسميته في يوم ولادته للحديث السابق .
3- كما يسن حلق شعره في اليوم السابع
والتصدق بوزنه فضة :
عن علي بن أبي طالب قال :
" عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن بشاة
وقال : يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره فضة
قال فوزنته فكان وزنه درهما أو بعض درهم "
رواه الترمذي ( 1519 )
وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " ( 1226 ) .
4- كما تستحب العقيقة على والده
عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : " كل غلام رهينة بعقيقته
تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى "
رواه أبو داود ( 2838 )
وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4541 ) .
5- الختان :
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الفطرة خمس أو خمس من الفطرة : الختان ، والاستحداد
ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب "
رواه البخاري ( 5550 ) ومسلم ( 257 ) .
- حقوق في التربية :
عن عبد الله رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" كلكم راع فمسؤول عن رعيته
فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم
والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم
والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم
والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه
ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "
رواه البخاري ( 2416 ) ومسلم ( 1829 ) .
قال المناوي :
( كما أن لوالديك عليك حقا كذلك لولدك عليك حقا
أي حقوقا كثيرة منها تعليمهم الفروض العينية
وتأدبهم بالآداب الشرعية والعدل بينهم في العطية
سواء كانت هبة أم هدية أم وقفا أم تبرعا آخر
فإن فَضّل بلا عذر
بطل عند بعض العلماء وكره عند بعضهم .
" فيض القدير " ( 2 / 574 ) .
وعليه أن يقي أبناءه وبناته من كل شيء
مما شأنه أن يقربهم من النار
قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون التحريم / 6 .
النفقة :
وهذه من الواجبات على الأب تجاه أولاده
فلا يجوز له التقصير فيها ولا تضييعها
بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل :
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت
" رواه أبو داود ( 1692 )
وحسَّنه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 4481 ) .
كذلك أيضاً من أعظم الحقوق وأجلها
حسن التربية والرعاية للبنت خاصة
ولقد رغَّب رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا العمل الصالح .
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجد عندي
غير تمرة واحدة فأعطيتُها فقسمتْها
بين ابنتيها ثم قامت فخرجت
فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثتُه فقال :
من يلي من هذه البنات شيئاً
فأحسن إليهن كنَّ له ستراً من النار .
رواه البخاري ( 5649 ) ومسلم ( 2629 ) .
كذلك أيضاً من الأمور المهمة :
وهي من حقوق الأولاد التي ينبغي رعايتها
حق العدل بين الأولاد ، وهذا الحق أشار إليه
النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :
" اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم "
رواه البخاري ( 2447 ) ومسلم ( 1623 )
فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور
كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث
وإذا وقع الأب في هذا الخطأ وفضّل بعض أولاده
على بعض ولم يعدل بينهم
تسبب ذلك في مفاسد كثيرة ، منها :
ما يكون ضرره على الوالد نفسه فإنه ينشأ الأولاد
الذين حرمهم ومنعهم على حقده وكراهيته
وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم
إلى هذا المعنى بقوله في الحديث
الذي رواه مسلم ( 1623 )
لوالد النعمان : " أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟
قال : نعم " ، أي : إذا كنت تريدهم في البر سواء
فاعدل بينهم في العطية .
ومنها كراهية الأخوة بعضهم لبعض
وزرع نار العداوة والبغضاء بينهم .
والله اعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-04, 04:38
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2020/10/04/06/329692693.jpg (https://www.0zz0.com)
الحديث في الصورة المعبرة من طريق مكحول
عن أبي هريرة قد ضعفه الترمذي بعد روايته
لكن أصله في الصحيحين
من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:
يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ قَيْسٍ ، قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
قَالَ : أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَلِمَةٍ مِنْ كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ ؟
قُلْتُ : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ
فَدَاكَ أَبِي وَأُمِّي قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
رواه البخاري (4205) ، ومسلم (2704)
وهذه الجملة العظيمة فيها التسليم لله تعالى والاعتماد عليه
وأن (الحول) - أي الحركة أو (التحول) من حال إلى حال -
والقوة على الطاعة، لا تكون إلا بالله.
فلا تحول عن معصية الله
إلاّ بتوفيقه وعصمته، ولا قوة على طاعته إلاّ بمعونته.
قال النووي رحمه الله
" قال أهل اللغة: الحول : الحركة والحيلة، أي لا حركة
ولا استطاعة ، ولا حيلة ، إلا بمشيئة الله تعالى.
وقيل: معناه : لا حول في دفع شر
ولا قوة في تحصيل خير إلا بالله.
وقيل: لا حول عن معصية الله إلا بعصمته
ولاقوة على طاعته إلا بمعونته
وحكى هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه، وكله متقارب"
انتهى من "شرح مسلم" (17/ 26).
وفي " صحيح مسلم " وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إذا قال المؤذن: الله أكبر؛ فقال الرجل: الله أكبر
فقال: أشهد أن لا إله إلا الله؛ فقال: أشهد أن لا إله إلا الله
ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله
فقال: أشهد أن محمدا رسول الله
ثم قال: حي على الصلاة؛ فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم قال: حي على الفلاح فقال لا حول ولا قوة إلا بالله
ثم قال: الله أكبر الله أكبر فقال: الله أكبر الله أكبر .
[573] رواه مسلم (385).
فلفظ (الحول) : يتناول كل تحول من حال إلى حال .
و(القوة) : هي القدرة على ذلك التحول .
فدلت هذه الكلمة العظيمة على أنه ليس للعالم العلوي والسفلي
حركة وتحول ، من حال إلى حال
ولا قدرة على ذلك ؛ إلا بالله.
ومن الناس من يفسر ذلك بمعنى خاص
فيقول: لا حول عن معصيته إلا بعصمته
ولا قوة على طاعته إلا بمعونته.
والصواب ، الذي عليه الجمهور : هو التفسير الأول
وهو الذي يدل عليه اللفظ
فإن الحول لا يختص بالحول عن المعصية
وكذلك القوة لا تختص بالقوة على الطاعة
بل لفظ الحول يعم كل تحول.
ومنه لفظ " الحيلة " ، ووزنها فعلة بالكسر
وهي النوع المختص من الحول ...
وكذلك لفظ " القوة "
قال تعالى: الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة .
ولفظ القوة : قد يراد به ما كان في القدرة أكمل من غيره
فهو قدرة أرجح من غيرها أو القدرة التامة.
ولفظ " القوة " قد يعم القوة التي في الجمادات
بخلاف لفظ القدرة
فلهذا كان المنفي بلفظ القوة أشمل وأكمل.
فإذا لم تكن قوة إلا به
لم تكن قدرة إلا به بطريق الأولى. وهذا باب واسع."
انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/574-575) .
ويقول ابن القيم رحمه الله :
" وَأَمَّا تَأْثِيرُ " لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ "
فِي دَفْعِ هَذَا الدَّاءِ [ يعني : داء الهم والغم ] :
فَلِمَا فِيهَا مِنْ كَمَالِ التَّفْوِيضِ
وَالتَّبَرِّي مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ، إِلَّا بِهِ
وَتَسْلِيمِ الْأَمْرِ كُلِّهِ لَهُ، وَعَدَمِ مُنَازَعَتِهِ فِي شَيْءٍ مِنْهُ .
وَعُمُومُ ذَلِكَ لِكُلِّ تَحَوُّلٍ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالٍ فِي الْعَالَمِ الْعُلْوِيِّ
وَالسُّفْلِيِّ، وَالْقُوَّةِ عَلَى ذَلِكَ التَّحَوُّلِ
وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ بِاللَّهِ، وَحْدَهُ فَلَا يَقُومُ لِهَذِهِ الْكَلِمَةِ شَيْءٌ.
وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ إِنَّهُ مَا يَنْزِلُ مَلَكٌ مِنَ السَّمَاءِ
وَلَا يَصْعَدُ إِلَيْهَا إِلَّا بِلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ .
وَلَهَا تَأْثِيرٌ عَجِيبٌ فِي طَرْدِ الشَّيْطَانِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ."
انتهى من "زاد المعاد" (4/193) .
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-10-05, 04:27
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لا حول ولا قوة إلا بالله
قال الشيخ سعد الحميّد .
تقال هذه الجملة إذا دهم الإنسان أمر عظيم لا يستطيعه
أو يصعب عليه القيام به .
ومن المواضع التي تقال فيها هذه الجملة ما يلي :
- إذا تقلب في الليل :
فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ
لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ
ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي
أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُه )
رواه البخاري / 1086
- إذا قال المؤذن حي على الصلاة أو حي على الفلاح :
فعن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ
فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ
ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ
قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ
ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ
قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ
ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ
قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ
ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ
قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ
ثُمَّ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ )
رواه مسلم في صحيحه / 578
وأبو داوود في سننه / 443 .
- إذا خرج من بيته :
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ -
بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ
يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ )
رواه الترمذي في سننه / 3348
وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب
لا نعرفه إلا من هذا الوجه .
وانظر صحيح الجامع للألباني / 6419
ورواه أبو داوود في سننه / (4431)
وزاد : ( فيقول له شيطان آخر :
كيف لك بِرَجُلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ) .
- بعد الصلاة :
فعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ
يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ :
( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ
وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ
وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ
لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ
لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )
وَقَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ "
رواه مسلم في صحيحه / 935.
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-06, 04:56
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/10/06/06/996935095.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ ) .
رواه مسلم (1054)
في هذا الحديثِ إرشادٌ مِنَ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم
لِأُمَّتِه إلى أنَّ طلَبَ الزيادةِ على الكَفافِ
لا يَنبغِي أن يُتعِبَ الإنسانُ نفسَه في طَلَبِه
لأنَّ المحمودَ مِنَ الرِّزقِ ما حَصَلَتْ به القُوَّةُ على الطاعةِ
ويكونُ الاشتِغالُ به على قَدْرِ الحاجَةِ.
فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
"قد أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ"
أي: قد حاز الفَلَاحَ وفاز به مَن أَسْلَمَ إسلامًا صحيحًا
لأنَّه خَلَص مِن الكُفرِ والشِّركِ
وهو الذَّنْبُ الذي لا يَغفِرُه الله
"ورُزِق كَفافًا"، أي: رُزِقَ الكِفايَةَ بلا زيادةٍ ولا نَقْصٍ
وما يَكُفُّ عن الحاجاتِ ويَدْفَعُ الضروراتِ والفَاقَاتِ
والمرادُ به: الرِّزقُ الحلالُ
لأنَّه لا فَلاحَ مع رزقٍ حرامٍ، وقولُه: "
وقَنَّعَهُ الله بما آتَاهُ"
أي: رزَقه الله القَناعَةَ بما عندَه مِن الكَفافِ
فلم يَطلُبِ الزِّيادَةَ.
وفي الحديثِ: الفَوْزُ والفَلاحُ لِمَنْ أَسْلَمَ لله
ورَضِيَ بما قَسَمه الله له.
وفيه: أنَّ القَناعَةَ مِن أسبابِ الفَلَاحِ
المصدر
https://dorar.net/hadith/sharh/61485
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-07, 04:11
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2020/10/07/06/562697184.jpg (https://www.0zz0.com)
جاء النهي عن كف الثياب في الصلاة
فيما رواه البخاري (816) ومسلم (490)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ ، وَلَا أَكُفَّ ثَوْبًا وَلَا شَعْرًا )
والكف والكفت هو جمع الثوب لئلا يقع على الأرض عند السجود .
ولا فرق بين أن يفعل ذلك أثناء الصلاة أو قبلها
فكلاهما داخل في النهي ، عند جمهور العلماء .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" :
" وَالْكَفْت هُوَ الضَّمّ وَهُوَ بِمَعْنَى الْكَفّ .
وَالْمُرَاد أَنَّهُ لَا يَجْمَع ثِيَابه وَلَا شَعْره ,
وَظَاهِره يَقْتَضِي أَنَّ النَّهْي عَنْهُ فِي حَال الصَّلَاة
, وَإِلَيْهِ جَنَحَ الدَّاوُدِيّ , وَتَرْجَمَ الْمُصَنِّف بَعْد قَلِيل
" بَاب لَا يَكُفّ ثَوْبه فِي الصَّلَاة " وَهِيَ تُؤَيِّد ذَلِكَ
, وَرَدَّهُ عِيَاض بِأَنَّهُ خِلَاف مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُور ,
فَإِنَّهُمْ كَرِهُوا ذَلِكَ لِلْمُصَلِّي سَوَاء فَعَلَهُ فِي الصَّلَاة
أَوْ قَبْل أَنْ يَدْخُل فِيهَا ,
وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ لَا يُفْسِد الصَّلَاة ,
لَكِنْ حَكَى اِبْن الْمُنْذِرِ عَنْ الْحَسَن وُجُوب الْإِعَادَة
, قِيلَ : وَالْحِكْمَة فِي ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا رَفَعَ ثَوْبه وَشَعْره
عَنْ مُبَاشَرَة الْأَرْض أَشْبَهَ الْمُتَكَبِّر " انتهى .
وتبين من هذا أن علة النهي هي البعد عن التكبر
وأضاف بعضهم علة أخرى وهي أن الكفت
يمنع من سجود الثوب والشعر معه .
وقال زكريا الأنصاري :
" ويكره للمصلي ضم شعره وثيابه في سجوده
, أو غيره لغير حاجة . فمن ذلك : أن يشمّر ثوبه , أو كمه
, والحكمة في النهي عنه أن يسجد معه
سواء أتعمده للصلاة أم كان قبلها لمعنى ( أي : لسبب )
وصلى على حاله
. قال الزركشي : وينبغي تخصيصه في الشعر بالرجل
أما في المرأة ففي الأمر بنقضها الضفائر مشقة
وتغيير لهيئتها المنافية للتجميل "
انتهى من "أسنى المطالب" (1/162) باختصار .
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
هل يعدّ تشمير الأكمام من الكفت المنهي عنه في الصلاة
وإذا كان من الكفت فهل يختلف حكمه
لو أني دخلت في الصلاة كنت على هيئة التشمير
هذه قبل أن أدخل فيها أي أني لم أفعل هذا التشمير
في أثناء الصلاة أم أنهما سواء ؟
فأجابوا :
لا يجوز تشمير الأكمام بكفها أو ثنيها
لئلا تقع على الأرض عند السجود
في أثناء الصلاة
ولا قبل الصلاة لقول النبي صلى الله عليه وسلم
: ( أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لا أكف شعرا ولا ثوبا )
رواه البخاري ومسلم " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (7/35)
والله أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-08, 04:24
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/10/08/06/224602211.jpg (https://www.0zz0.com)
الطبع على القلوب يكون على قلوب الكفار
وعلى قلوب المسلمين العاصين
فأما الطبع على قلوب الكفار :
فهو طبعٌ على القلب كله
وأما الطبع على قلوب المسلمين العاصين
: فيكون طبعاً جزئيّاً
بحسب معصيته
وفي كل الأحوال ليس الطبع ابتداء من الرب تعالى
بل هو عقوبة لأولئك المطبوع على قلوبهم
أولئك بما كفروا
والآخرون بما عصوا
كما قال تعالى في حق الكفار :
( فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاء بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ) النساء/ 155
من الطبع الوارد في الشرع في حق عصاة المسلمين :
1. الطبع بسبب كثرة الذنوب والمعاصي على العموم .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ
فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ
وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ
وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ
( كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) .
رواه الترمذي ( 3334 )
وقال : حسن صحيح ، وحسَّنه الألباني .
والريْن هو الطبع .
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
عن مجاهد في قوله ( بل ران على قلوبهم )
قال : ثبتت على قلوبهم الخطايا حتى غمرتها .انتهى
والران ، والرين : الغشاوة
وهو كالصدأ على الشيء الصقيل .
عن مجاهد قال : كانوا يرون الرين هو الطبع .
" فتح الباري " ( 8 / 696 ) .
وقال ابن القيم - رحمه الله - :
الذنوب إذا تكاثرت : طُبع على قلب صاحبها
فكان من الغافلين
كما قال بعض السلف في قوله تعالى
( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )
قال : هو الذنب بعد الذنب
وقال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب
حتى قال : وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية
فاذا زادت : غلب الصدأ حتى يصير راناً
ثم يغلب حتى يصير طبْعاً ، وقفلاً ، وختماً
فيصير القلب في غشاوة وغلاف
فاذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة : انتكس
فصار أعلاه أسفله
فحينئذ يتولاه عدوه ، ويسوقه حيث أراد .
" الجواب الكافي " ( ص 139 ) .
2. التعرض لفتن الشهوات ، والشبهات .
عن حُذَيْفَة قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : ( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا
فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ
وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ
حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ :
عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا
وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ) .
رواه مسلم ( 144 ) .
مرباداً : الذي في لون رُبدة ، وهي بين السواد والغبرة .
كالكوز مجخياً : كالإناء المائل عن الاستقامة والاعتدال .
قال النووي – رحمه الله - :
قال القاضي رحمه الله – أي : القاضي عياض -
: شبَّه القلب الذى لا يعي خيراً :
بالكوز المنحرف الذي لا يثبت الماء فيه .
وقال " صاحب التحرير " –
وهو محمد بن إسماعيل الأصبهاني - :
معنى الحديث : أن الرجل إذا تبع هواه
وارتكب المعاصي : دخل قلبَه بكل معصية يتعاطاها : ظلمةٌ
وإذا صار كذلك : افتُتن ، وزال عنه نور الإسلام
والقلب مثل الكوز ، فإذا انكب : انصب ما فيه
ولم يدخله شيء بعد ذلك .
" شرح مسلم " ( 2 / 173 ) .
وقال ابن القيم – رحمه الله - :
والفتن التي تُعرض على القلوب هي أسباب مرضها
وهي فتن الشهوات ، وفتن الشبهات
فتن الغي والضلال ، فتن المعاصي والبدع
فتن الظلم والجهل ، فالأولى : توجب فساد القصد والإرادة
والثانية : توجب فساد العلم والاعتقاد .
" إغاثة اللهفان " ( 1 / 12 ) .
و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-10-09, 05:00
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
من الطبع الوارد في الشرع في حق عصاة المسلمين
3. الطبع بسبب التخلف عن صلاة الجمعة .
أ. عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ ) .
رواه الترمذي ( 500 ) وأبو داود ( 1052 )
والنسائي ( 1369 ) وابن ماجه ( 1126 ) .
قال ابن الجوزي – رحمه الله - :
أَصْلُ الطَّبْعِ : الوَسَخُ ، والدَّرَنُ ، ويحتمل أَنْ يُراد به
: الخَتْمُ عَلَى القَلْبِ ، حَتَّى لاَ يَفْهَمَ الصَّوابَ .
" غريب الحديث " ( 2 / 26 ، 27 ) .
والمعني الثاني هو الأظهر عند عامة الشرَّاح .
قال السيوطي :
قال الباجي : معنى الطبع على القلب :
أن يُجعل بمنزلة المختوم عليه ، لا يصل إليه شيء من الخير .
" تنوير الحوالك شرح موطأ مالك " ( 1 / 102 ) .
ب. وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبي هُرَيْرَةَ
أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ
أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ ) .
رواه مسلم ( 865 ) .
قال الصنعاني – رحمه الله - :
( لينتهين أقوام عن وَدْعهم ) بفتح الواو وسكون
الدال المهملة وكسر العين المهملة أي : تركهم الجمعات .
( أو ليختمن الله على قلوبهم ) الختم
: الاستيثاق من الشيء بضرب الخاتم عليه ؛ كتماً له
وتغطية ؛ لئلا يتوصل إليه ، ولا يطلع عليه
شبهت القلوب بسبب إعراضهم عن الحق واستكبارهم
عن قبوله وعدم نفوذ الحق إليها :
بالأشياء التي استوثق عليها بالختم
فلا ينفذ إلى باطنها شيء
وهذه عقوبة على عدم الامتثال لأمر الله
وعدم إتيان الجمعة من باب تيسير العسرى .
( ثم ليكونن من الغافلين )
بعد ختمه تعالى على قلوبهم
فيغفلون عن اكتساب ما ينفعهم من الأعمال
وعن ترك ما يضرهم منها .
وهذا الحديث من أعظم الزواجر عن ترك الجمعة والتساهل فيها .
وفيه إخبار بأن تركها من أعظم أسباب الخذلان بالكلية .
" سبل السلام " ( 2 / 45 ) .
ومعنى " من باب تيسير العسرى " :
من بخل بطاعة ربه
وتأخر عنها : صار ذلك الكسل والتأخر
عن الطاعة عادة ملازمة له ، يسهل عليه إتيانها
ويشق عليه تركها ، وهي طريق موصلة للعسرى .
قال ابن كثير رحمه الله :
" فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى أي: لطريق الشر
كما قال تعالى: وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الأنعام: 11]
والآيات في هذا المعنى كثيرة دالة على أن الله عز وجل
يُجازي من قصد الخير بالتوفيق له
ومن قصد الشر بالخذلان . وكل ذلك بقدر مُقدّر . "
انتهى . "تفسير ابن كثير" (8/417) .
والخلاصة :
أن الناس أربعة أصناف
: كافر ، ومنافق ، ومؤمن ، ومسلم عاصٍ
ولكل واحدٍ من أولئك قلبه الخاص به
قال ابن القيم – رحمه الله - :
وقد قسَّم الصحابة رضي الله تعالى عنهم القلوبَ إلى أربعة
كما صح عن حذيفة بن اليمان : " القلوب أربعة :
قلب أجرد ، فيه سراج يُزهِر ، فذلك قلب المؤمن
وقلب أغلف ، فذلك قلب الكافر
وقلب منكوس ، فذلك قلب المنافق
عَرفَ ثم أنكر ، وأبصر ثم عمى
وقلبٌ تُمِدُّه مادتان : مادة إيمان ، ومادة نفاق
وهو لما غلب عليه منهما " .
فقوله : " قلب أجرد " أي : متجرد مما سوى الله ورسوله
فقد تجرد وسلِم مما سوى الحق
و " فيه سراج يزهر " وهو مصباح الإيمان
فأشار بتجرده إلى سلامته من شبهات الباطل
وشهوات الغي ، وبحصول السراج فيه إلى إشراقه
واستنارته بنور العلم ، والإيمان .
وأشار بالقلب الأغلف : إلى قلب الكافر
لأنه داخل في غلافه ، وغشائه
فلا يصل إليه نور العلم والإيمان
كما قال تعالى حاكياً عن اليهود
: ( وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ) البقرة/ 88
وهو جمع أغلف ، وهو الداخل في غلافه ، كقُلف وأقلف
وهذه الغشاوة هي الأكِنَّة التي ضربها الله على قلوبهم
عقوبة لهم على رد الحق ، والتكبر عن قبوله
فهي أكنة على القلوب ، ووقْر في الأسماع
وعمًى في الأبصار
وهي الحجاب المستور عن العيون في قوله تعالى :
( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً . وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً ) الإسراء/ 45 ، 46
فإذا ذكر لهذه القلوب تجريد التوحيد
وتجريد المتابعة ولى أصحابها على أدبارهم نفورا
وأشار بالقلب المنكوس ، وهو المكبوب : إلى قلب المنافق
كما قال تعالى : ( فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا ) النساء/ 88
أي : نكسهم ، وردهم في الباطل الذي كانوا فيه بسبب كسبهم
وأعمالهم الباطلة ، وهذا شر القلوب ، وأخبثها
فإنه يعتقد الباطل حقّاً ، ويوالي أصحابه
والحقَّ باطلاً ، ويعادي أهله ، فالله المستعان .
وأشار بالقلب الذي له مادتان :
إلى القلب الذي لم يتمكن فيه الإيمان
ولم يزهر فيه سراجه
حيث لم يتجرد للحق المحض الذي بعث الله به رسوله
بل فيه مادة منه ، ومادة من خلافه
فتارة يكون للكفر أقرب منه للإيمان
وتارة يكون للإيمان أقرب منه للكفر
والحكم للغالب ، وإليه يرجع .
" إغاثة اللهفان " ( 1 / 12 ، 13 )
و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-10-10, 04:36
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ليعلم أن معرفة أسباب النجاة من ذلك البلاء
وفك قفل القلوب
وفتحها لأسباب الهدى :
ليعلم أن ذلك هو أهم
ما ينبغي للعبد أن يصرف همته إليه
فإن ذلك هو نجاته في الدنيا والآخرة .
وقد مر معنا في حديث أبي هريرة
: (فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ )
فهذا أول ما يعمل العبد إذا أراد لنفسه النجاة
: أن يعلم الذنب الذي أتي من قبله
والباب الذي دخل عليه البلاء منه
ثم يطهر نفسه من رجس ذلك الذنب
ويغلق عن نفسه باب ذلك البلاء .
وفي الحديث الآخر
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا
فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا : نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ
وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ
حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ :
عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ
وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا
لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ )
رواه مسلم (144) .
فقد بين أن صمود القلب أمام ما يطرقه
من فتن الشبهات والشهوات
وثباته في مواقف الفتن :
هو من أعظم أسباب هدايته ، وحفظ صحته
وأن تعرضه للفتن ، واستجابته لها
هو من أعظم أسباب ضلاله وفساد حاله .
وفوق ذلك كله ، وقبل ذلك كله ، وأيضا : بعد ذلك كله :
أن يلازم الافتقار إلى من بيده مقاليد كل شيء
: أن يزيل عنه ما أصابه
وأن يفتح قلبه للهدى والنور .
قال ابن القيم رحمه الله :
" ومما ينبغي أن يعلم :
أنه لا يمتنع مع الطبع والختم والقفل حصول الإيمان
بأن يفَك الذي ختم على القلب وطبع عليه وضرب عليه القفلَ
ذلك الختمَ والطابع والقفل
ويهديه بعد ضلاله ، ويعلمه بعد جهله ، ويرشده بعد غيه
ويفتح قفل قلبه بمفاتيح توفيقه التي هي بيده
حتى لو كتب على جبينه الشقاوة والكفر :
لم يمتنع أن يمحوها ويكتب عليه السعادة والإيمان
. وقرا قارئ عند عمر بن الخطاب :
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )
وعنده شاب فقال : ( اللهم عليها أقفالها
ومفاتيحها بيدك لا يفتحها سواك )
فعرفها له عمر وزادته عنده خيرا .
وكان عمر يقول في دعائه :
( اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا
فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ) ...
والمقصود : أنه مع الطبع والختم والقفل
لو تعرض العبد أمكنه فك ذلك الختم والطابع وفتح ذلك القفل
يفتحه من بيده مفاتيح كل شيء .
وأسباب الفتح مقدورة للعبد غير ممتنعة عليه
وإن كان فك الختم وفتح القفل غير مقدور له
كما أن شرب الدواء مقدور له
وزوال العلة وحصول العافية غير مقدور
فإذا استحكم به المرض وصار صفة لازمة له
لم يكن له عذر في تعاطي ما إليه من أسباب الشفاء
وإن كان غير مقدور له
ولكن لما ألف العلة وساكنها
ولم يحب زوالها ولا آثر ضدها عليها
مع معرفته بما بينها وبين ضدها من التفاوت :
فقد سد على نفسه باب الشفاء بالكلية ...
فإذا عرف الهدى فلم يحبه ولم يرض به
وآثر عليه الضلال مع تكرار تعريفه منفعة هذا وخيره
ومضرة هذا وشره :
فقد سد على نفسه باب الهدى بالكلية .
فلو أنه في هذه الحال تعرض وافتقر إلى من بيده هداه
وعلم أنه ليس إليه هدى نفسه
وأنه إن لم يهده الله فهو ضال
وسأل الله أن يُقبِل بقلبه ، وأن يقيه شر نفسه
: وفَّقَه وهداه
بل لو علم الله منه كراهيةً لما هو عليه من الضلال
وأنه مرض قاتل ، إن لم يشفه منه أهلكه
: لكانت كراهته وبغضه إياه ، مع كونه مبتلي به
من أسباب الشفاء والهداية
ولكن من أعظم أسباب الشقاء والضلال
: محبته له ورضاه به ، وكراهته الهدى والحق .
فلو أن المطبوع على قلبه
المختوم عليه ، كره ذلك ورغب إلى الله في فك ذلك عنه
وفعل مقدوره : لكان هداه أقرب شيء إليه
ولكن إذا استحكم الطبع
والختم حال بينه وبين كراهة ذلك
وسؤال الرب فكه وفتح قلبه " . انتهى .
" شفاء العليل" ، لابن القيم (192-193) .
والله أعلم
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-11, 04:45
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2020/10/11/06/616184201.jpg (https://www.0zz0.com)
جاء في السنة تعريف الديوث
بأنه الذي يقر الخبث في أهله
وبأنه الذي لا يبالي بمن يدخل على أهله
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
( ثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ أَبَدًا
: الدَّيُّوثُ وَالرَّجُلَةُ مِنَ النِّسَاءِ ، وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ )
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا مُدْمِنُ الْخَمْرِ فَقَدْ عَرَفْنَاهُ ، فَمَا الدَّيُّوثُ ؟
قَالَ : ( الَّذِي لَا يُبَالِي مَنْ دَخُلُ عَلَى أَهْلِهِ )
قُلْنَا : فَمَا الرَّجُلَةُ مِنْ النِّسَاءِ ؟ قَالَ : ( الَّتِي تَشَبَّهُ بِالرِّجَالِ) .
قال المنذري في الترغيب والترهيب:
رواه الطبراني ورواته لا أعلم فيهم مجروحا وشواهده كثيرة.
وقال الألباني: صحيح لغيره.
انتهى من "صحيح الترغيب والترهيب" (2/299).
فمن أهل العلم من قصر الديوث على من يقر الزنا في أهله
ومنهم من جعله أعم من ذلك
فكل من لا يغار على أهله
ويقر فيهم المنكرات كالتبرج والاختلاط فهو ديوث.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
: " والديوث: الذي لا غيرة له " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (32/ 141).
وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله:
" قال العلماء : الديوث الذي لا غيرة له على أهل بيته" .
انتهى من "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/ 347).
والدياثة من كبائر الذنوب
لما روى النسائي (2562)
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ
وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ)
وصححه الألباني في " صحيح النسائي " .
قال ابن حجر الهيتمي:
" الكبيرة الثانية والثمانون والثالثة والثمانون بعد المائتين
: الدياثة والقيادة بين الرجال والنساء"
انتهى من "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/ 346).
الرَّجُلَة مِن النِّسَاءِ
عَنِ ابْنِ أَبِى مُلَيْكَةَ قَالَ : قِيلَ لِعَائِشَةَ رضى الله عنها
: إِنَّ امْرَأَةً تَلْبَسُ النَّعْلَ
فَقَالَتْ : لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ .
رواه أبو داود ( 4099 )
. وصححه الألباني في كتاب "جلباب المرأة المسلمة" .
قال المنَّاوي – رحمه الله - :
" ( الرَّجُلَة مِن النِّسَاءِ ) أي : المترجلة
وهو بفتح الراء وضم الجيم
التي تتشبه بالرجال في زيهم أو مشيهم
أو رفع صوتهم أو غير ذلك .
قال الذهبي :
فتشبُّه المرأة بالرجل بالزي والمشية
ونحو ذلك من الكبائر لهذا الوعيد " .
انتهى من " فيض القدير " ( 5 / 343 ) .
عقوبة شارب الخمر
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90
وفي سنن أبي داود ( 3189 )
عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ
قال : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا
وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ "
وصححه الألباني كما في صحيح أبي داود ( 2/700 ) .
والأحاديث والآثار الدالة على شدة تحريم الخمر كثيرة جدا
وهي أم الخبائث
فمن وقع فيها جَرَّأته على ما سواها
من الخبائث والجرائر . نسأل الله العافية .
وأما عقوبة شاربها في الدنيا فهي الْجَلْدُ بِاتِّفَاقِ الْفُقَهَاءِ
. لِما رواه مُسْلِمٍ ( 3281 )
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه :
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم : جَلَدَ فِي الْخَمْرِ بِالْجَرِيدِ وَالنِّعَالِ
وليعلم أن وقوع المسلم في معصية
وعجزه عن التوبة منها لضعف إيمانه
لا ينبغي أن يُسوِّغ له استمراء المعاصي وإدمانها
أو ترك الطاعات والتفريط فيها
بل يجب عليه أن يقوم بما يستطيعه من الطاعات
ويجتهد في ترك ما يقترفه من الكبائر والموبقات
نسأل الله أن يجنبنا الذنوب صغيرها وكبيرها إنه سميع قريب .
والله أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-12, 04:22
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2020/10/12/06/277728114.jpg (https://www.0zz0.com)
الجنة دار النعيم الكامل
وأهلها أعطوا من الصفات الخلقية
ما يوافق كمال تنعمهم بهذا النعيم.
كما روى الترمذي (2468)
عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ
أَبْنَاءَ ثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً )
والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى الترمذي أيضا(2462)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لا يَفْنَى شَبَابُهُمْ وَلا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ )
وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى البخاري (3006) ومسلم (5063)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ
لا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ
آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ
أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ
وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ
يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ
لا اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ
يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ).
والألوة : العود .
فهذا وغيره يدل على أن أهل الجنة تتبدل هيآتهم
لتكون على أحسن الهيآت
فليس فيهم تشوهات ولا غيرها مما يعيب .
قال الله تعالى:
وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ
وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ العنكبوت/64.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه تعالى:
" وأما الدار الآخرة، فإنها دار ( الْحَيَوَانُ )
أي: الحياة الكاملة، التي من لوازمها
أن تكون أبدان أهلها في غاية القوة
وقواهم في غاية الشدة
لأنها أبدان وقوى خلقت للحياة
وأن يكون موجودا فيها كل ما تكمل به الحياة
وتتم به اللذات، من مفرحات القلوب، وشهوات الأبدان
من المآكل، والمشارب، والمناكح، وغير ذلك
مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر "
انتهى من "تفسير السعدي" (ص 635).
والله سبحانه بخلقه أهل الجنة جردا ومردا
فلا شك أن هذه الصفات هي الملائمة لتنعّمهم بالجنة
فالله تعالى هو الخالق لها والعالم بما يستحسنه أهلها
ولعل من حكمة ذلك ما أشار إليه
ابن القيم رحمه الله تعالى:
" وأما شعر اللحية ففيه منافع
منها : الزينة والوقار والهيبة
ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء والسِّناط
[هو الرجل الذي لا لحية له] ، من الهيبة والوقار
ما يرى على ذوي اللحى
ومنها : التمييز بين الرجال والنساء.
فإن قيل: لو كان شعر اللحية زينة
لكان النساء أولى به من الرجال
لحاجتهن إلى الزينة
وكان التمييز يحصل بخلو الرجال منه
ولكان أهل الجنة أولى به
وقد ثبت أنهم جرد مرد؟
قيل: الجواب :
أن النساء لما كن محل الاستمتاع والتقبيل
كان الأحسن والأولى خلوهن عن اللحى
فإن محل الاستمتاع إذا خلا عن الشعر كان أتم
ولهذا المعنى -والله أعلم- كان أهل الجنة مردا
ليكمل استمتاع نسائهم بهم
كما يكمل استمتاعهم بهن.
وأيضاً : فإنه أكشف لمحاسن الوجوه
فإن الشعر يستر ما تحته من المحاسن
فصان الله محاسن وجوههم عمّا يسترها.
وأيضا : ليكمل استمتاعهم بنسائهم
فإن الشعر يمنع ما تحته من البشرة أن يمس بشرة المرأة
والله أعلم بحكمته في خلقه "
انتهى من "التبيان" (ص 474 - 476).
وفقنا الله لما يحب ويرضى
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
طلب برجاء شديد ..بما ان مواضيعكم قيمة لما لا تلخصيها فهي طويلة جدا ..مجرد رأيي قد أجد حلا و هو النسخ و الطباعة و لكن ماذنب الجميع إن لم يستفيدوا أو حاولوا فلم يجدوا إلا الطول كإعاقة .
*عبدالرحمن*
2020-10-12, 19:05
طلب برجاء شديد ..بما ان مواضيعكم قيمة لما لا تلخصيها فهي طويلة جدا ..مجرد رأيي قد أجد حلا و هو النسخ و الطباعة و لكن ماذنب الجميع إن لم يستفيدوا أو حاولوا فلم يجدوا إلا الطول كإعاقة .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
طلب العلم من الأعمال الجليلة
والتي يحسن بكل مسلم أن ينهل منها حسب طاقته ووسعه
وله شروطه وآدابه
فعلي الناقل للمواضيع و اجب و هو
امانه النقل بعدم حزف او زياده او اضافة في شروحات العلماء
لانهم اقرب فهم اللغة و مشتقاتها و فهم المعني المراد في شئ ما
و علي المتلقي الصبر في تلقي العلم
وقد قيل :
" من دخل في العلم وحده؛ خرج وحده " ؛
أي : من دخل في طلب العلم بلا شيخ ؛
خرج منه بلا علم
إذ العلم صنعة وكل صنعة تحتاج إلى صانع
فلا بد إذاً لتعلمها من معلمها الحاذق .
فإن لم يوجد الشيخ الذي يفتح مغاليق ما في الكتب
فعليه بأخذ العلم عن الكتب الموثوقة
والمواقع الموثوقة
وأخذ العلم ممن شُهد لهم بالعلم والورع .
ومن أهم العلوم التي يجب أن يأخذها الإنسان من
"مصادرها الموثوقة" ؛ علم التفسير
هذا و الله اعلي و اعلم
و مع ذلك تلبيه لطبك الكريم
سوف اقوم بتلخيص الموضوع علي قدر علمي
في اخر نشر الموضوع هنا
و الله المستعان
*عبدالرحمن*
2020-10-13, 05:02
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2020/10/13/07/888280646.jpg (https://www.0zz0.com)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاءُ ) .
رواه ابن ماجة (4182)
من حديث ابن عباس رضي الله عنهما
وصححه الألباني في "الصحيحة" (940).
. الحياء لغةً مصدر حيي
وهو : تغيّر وانكسار يعتري الإنسان
من خوف ما يعاب به ويذمّ
وفي الشّرع :
خلق يبعث على اجتناب القبيح من الأفعال والأقوال
ويمنع من التّقصير في حقّ ذي الحق .
" الموسوعة الفقهية " ( 18 / 259 ) .
عَنْ سَعِيدِ بن يَزِيدَ الأَزْدِيِّ
أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: أَوْصِنِي ، قَالَ : أُوصِيكَ أَنْ تَسْتَحِيَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
كَمَا تَسْتَحِي مِنَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ .
رواه الإمام أحمد في " الزهد " ( 46 )
وصححه الألباني في " الصحيحة " ( 741 ) .
قال المناوي – رحمه الله - :
( أوصيك أن تستحي من الله
كما تستحي من الرجل الصالح من قومك )
قال ابن جرير
هذا أبلغ موعظة وأبْين دلالة بأوجز إيجاز
وأوضح بيان
إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح
عن أعين أهل الصلاح
وذوي الهيئات والفضل
أن يراه وهو فاعله
والله مطلع على جميع أفعال خلقه
فالعبد إذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه
: تجنَّب جميع المعاصي الظاهرة ، والباطنة
فيا لها مِن وصية ، ما أبلغها ، وموعظة ما أجمعها " انتهى .
" فيض القدير " ( 3 / 74 ) .
ولذلك قال بعض السلف
خف الله على قدر قدرته عليك
واستحي منه على قدر قربه منك !!
قال الراغب الأصفهاني ـ رحمه الله ـ :
( حق الإنسان إذا همَّ بقبيح أن يتصور
أجل من في نفسه حتى كأنه يراه
فالإنسان يستحي ممن يكبر في نفسه
ولذلك لا يستحي من الحيوان ، ولا من الأطفال
ولا من الذين لا يميزون
ويستحي من العالم أكثر مما يستحي من الجاهل
ومن الجماعة أكثر ما يستحي من الواحد .
والذين يستحي منهم الإنسان ثلاثة : البشر
وهم أكثر من يستحي منه ، ثم نفسه ، ثم الله تعالى
ومن استحى من الناس ولم يستحي من نفسه :
فنفْسه عنده أخس من غيره
ومن استحى منها ولم يستح من الله :
فلعدم معرفته بالله
فالإنسان يستحيي ممن يعظمه
ويعلم أنه يراه أو يسمع نجواه
فيبكته ؛ ومن لا يعرف الله فكيف يعظمه
وكيف يعلم أنه مطلع عليه ؟"
انتهى . "الذريعة إلى مكارم الشريعة" ص (289) .
الخلاصة
قال ابن رجب رحمه الله :
" واعلم أنَّ الحياء نوعان :
أحدهما : ما كان خَلْقاً وجِبِلَّةً غيرَ مكتسب
وهو من أجلِّ الأخلاق التي يَمْنَحُها الله العبدَ ويَجبِلُه عليها
ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -
: ( الحياء لا يأتي إلاَّ بخير )
فإنَّه يكفُّ عن ارتكاب القبائح ، ودناءةِ الأخلاق
ويحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها
فهو مِنْ خصال الإيمان بهذا الاعتبار
وقد روي عن عمر - رضي الله عنه - أنَّه قال :
من استحيى اختفى
ومن اختفى اتقى ، ومن اتقى وُقي
والثاني : ما كان مكتسباً من معرفة اللهِ
ومعرفة عظمته وقربه من عباده ، واطلاعه عليهم
وعلمِه بخائنة الأعين وما تُخفي الصدور
فهذا من أعلى خصالِ ، الإيمان
بل هو مِنْ أعلى درجات الإحسّان .
انتهى من " جامع العلوم والحكم " (1/501) .
اخوة الاسلام
هذا الموضوع يرشدنا الي طريق
هو اصل الموضوع و سوف يجمعنا قريبا
لمزيد من الاستفاده ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
*عبدالرحمن*
2020-10-14, 04:49
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الإصلاح في الأرض وظيفة الأنبياء
ومهمة الرسل الأولى
يقوم بها من بعدهم الصالحون والمؤمنون
يبتغون في ذلك رضوان الله تعالى
الذي أمرهم بالخيرات ، ونهاهم عن السيئات .
فقد قال عز وجل على لسان نبيه شعيب عليه السلام :
( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود/88.
ثم إن من فضل الله على عباده
أن فتح للخير أبوابا لا تعد ولا تحصى
ونصب لمن أراد الإصلاح والصلاح كل سبيل
ولم يَقصُر سبيل الخير على شخص أو مكان أو زمان .
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ )
رواه البخاري (9) ومسلم (35).
فكل طاعة نقوم بها من صلاة وصيام وزكاة وقراءة للقرآن
هي لبنة في صلاح الأرض وعمارتها بالخير
إذ هي سبب لنزول الرحمات وتتابع الخيرات ودفع النقمات
ورب حسنة كانت سببا في نجاة قوم من العذاب والهلاك
بل حتى الاستغفار والذكر باللسان
سبب يفتح الله به أبواب البركات .
يقول الله سبحانه : ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا
. يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا .
وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ) نوح/10-12
ومن أعظم الإصلاح في الأرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فإذا عرف المسلم أركان الإسلام وفرائضه الظاهرة بلّغَها الناس
وذكر بها الغافلين
وعلمها الجاهلين
وإذا عرف الكبائر والمحرمات الظاهرة حذر منها المسلمين
ووعظ الوالغين فيها من سخط الله وعقابه
يبدأ بِمَن حوله من أهل بيته وجيرانه وأصحابه
وإن قدر على إيصال كلمته إلى غيرهم
لم يتوان ولم يُقصِّر
وهو في ذلك يبتغي مرضات الله عز وجل .
فإن عجز احدنا عن شيء من ذلك كله
فأمسك عن الشر
فهو صدقة منك على نفسك
وإصلاح لنفسك ، ولغيرك :
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ :
( قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ .
قَالَ : قُلْتُ : أَيُّ الرِّقَابِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا ، وَأَكْثَرُهَا ثَمَنًا .
قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ أَفْعَلْ ؟
قَالَ : تُعِينُ صَانِعًا ، أَوْ تَصْنَعُ لِأَخْرَقَ .
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَأَيْتَ إِنْ ضَعُفْتُ عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ ؟
قَالَ : تَكُفُّ شَرَّكَ عَنْ النَّاسِ ، فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ .)
رواه مسلم (84) .
ووصيتي لكم اخوة الاسلام
أن تُفَتِّشوا حولكم عن أبواب الخير كلِّها
البر بالأقارب والأصحاب والإخوان
والإحسان إلى الجيران
ورعاية الفقراء والأيتام
وعيادة المرضى ونحوها من الأبواب
فتسلكوا منها ما ييسره الله لكم
مع حرصكم الدائم على مراقبة الله تعالى
في انفسكم في السر والعلن
والمسارعة نحو الاستزادة من الطاعات والعبادات
ليكون كل يوم يمر علينا أفضل من اليوم الذي يسبقه .
كما اوصيكم
بالبحث عن العلم النافع
سواء كان علما شرعيا أم علما دنيويا
ليكون لك بابا من أبواب الخير
وتتمكنوا به من خدمة المسلمين وإصلاح شأنهم
واحرصوا على اختيار العلم الذي يحتاجه مَن حولكم مِن الناس
لتكونوا أنتم مَن يسد عنهم حاجتهم
فتنالوا بذلك الأجر العظيم عند الله تعالى .
و الخلاصة
أن الله يتقبل من عباده كل إصلاح وصلاح
إذا كان خالصا لوجهه الكريم
مهما كان صغيرا
خاصة إذا كان فيه إحسان إلى الناس
ومساعدة لهم وتفريج كرباتهم وقضاء حوائجهم .
عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ )
رواه مسلم (2626)
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-15, 04:42
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2020/10/15/06/799918582.jpg (https://www.0zz0.com)
قال تعالى : ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ
وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة/280
وروى مسلم (1653)
عن أَبِي قَتَادَةَ قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنْجِيَهُ اللَّهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
فَلْيُنَفِّسْ عَنْ مُعْسِرٍ أَوْ يَضَعْ عَنْهُ ).
ومعنى ( ينفس عن معسر )
أي : يمد له في الأجل ، وينظره .
ومعنى ( يضع عنه )
أي : يسقط عنه الدين أو بعضه
وروى مسلم (3014)
عن أبي الْيَسَرِ رضي الله عنه
عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ) .
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن من أنظر معسرا كان له بكل يوم مثل قرضه صدقة
قبل أن يحل ميعاد الدين
وله مِثْلَا قرضه صدقة بعد حلول الدين
عن كل يوم من أيام التأجيل والتوسعة على المدين
وذلك ترغيبا في إعانة المسلم وإنظار المعسر
لئلا يلجئه إلى التعامل بالربا المحرم
الذي يوبق عليه كسبه ويؤذنه بحرب من الله ورسوله
أو يضيق عليه أمره ، ويوقعه في الحرج .
روى الإمام أحمد (22537)
عَنْ بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ )
قَالَ ثُمَّ سَمِعْتُهُ يَقُولُ
: ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ )
قُلْتُ : سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا
فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ
ثُمَّ سَمِعْتُكَ تَقُولُ مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ ؟
قَالَ : ( لَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ صَدَقَةٌ قَبْلَ أَنْ يَحِلَّ الدَّيْنُ
فَإِذَا حَلَّ الدَّيْنُ فَأَنْظَرَهُ فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلَيْهِ صَدَقَةٌ )
والحديث صححه الألباني في "الصحيحة" (86)
ومحققو المسند ، ط الرسالة .
و الخلاصة
فإذا حل الدين ولم يزل المدين معسرا غير قادر على السداد
فسمح له صاحب الدين ، وأفسح له في الأجل :
فإن له بكل يوم من أيام إنظاره صدقة
بقدر ضعف ماله الذي أقرضه أخاه
حتى يوفيه دينه الذي عليه .
وفي هذا من الشرع الحكيم ومن رحمة الله بعباده
ما هو ظاهر بأدنى تأمل .
والله تعالى أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-16, 04:17
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
موضوع اليوم عن ظن السوء بالناس
https://www4.0zz0.com/2020/10/16/06/284464460.jpg (https://www.0zz0.com)
روى مسلم (2563)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ( إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ
وَلَا تَحَسَّسُوا، وَلَا تَجَسَّسُوا، وَلَا تَنَافَسُوا، وَلَا تَحَاسَدُوا
وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا) .
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين
بأن يكونوا إخوة متحابين
ونهاهم عما يفسد عليهم هذه المحبة :
من سوء الظن
والتجسس ، والتنافس على الدنيا
والتحاسد ، والتباغض والتدابر .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" اعلم أن سوء الظن حرامٌ مثل القول
فكما يحرم أن تُحَدِّث غيرَك بمساوئ إنسان
يحرم أن تحدث نفسك بذلك وتسيئ الظن به
قال الله تعالى : ( اجتنبوا كثيرا من الظن )
وروينا في صحيحي البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: ( إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث )
والأحاديث بمعنى ما ذكرته كثيرة
والمراد بذلك عقد القلب وحكمه على غيرك بالسوء
فأما الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه
فمعفو عنه باتفاق العلماء
لأنه لا اختيار له في وقوعه
ولا طريق له إلى الانفكاك عنه
وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل )
قال العلماء : المراد به الخواطر التي لا تستقر .
قالوا : وسواء كان ذلك الخاطر غيبة أو كفرا أو غيره
فمن خطر له الكفر مجرد خطر من غير تعمد لتحصيله
ثم صرفه في الحال ، فليس بكافر ، ولا شئ عليه .
وسبب العفو ما ذكرناه من تعذر اجتنابه
وإنما الممكن اجتناب الاستمرار عليه
فلهذا كان الاستمرار وعقد القلب حراما
ومهما عرض لك هذا الخاطر بالغيبة وغيرها من المعاصي
وجب عليك دفعه بالإعراض عنه
وذكر التأويلات الصارفة له عن ظاهره " انتهى .
"الأذكار" (344-346) باختصار .
أما إذا قامت البينات القاطعة
والأدلة الظاهرة على تلبس أحد المسلمين بسوء
وكانت هناك مصلحة تقتضي التحذير منه بعد التثبت
فلا حرج حينها ، ولكن الضرورة تقدر بقدرها
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وليس كل الظن إثما
فالظن المبني على قرائن تكاد تكون كاليقين لا بأس به
وأما الظن الذي بمجرد الوهم فإن ذلك لا يجوز
فلو فرضنا أن رجلا رأى مع رجل آخر امرأة
والرجل هذا ظاهره العدالة
فإنه لا يحل له أن يتهمه بأن هذه المرأة أجنبية منه
لأن هذا من الظن الذي يأثم به الإنسان .
أما إذا كان لهذا الظن سببٌ شرعي
فإنه لا بأس به ولا حرج على الإنسان أن يظنه
والعلماء قالوا : يحرم ظن السوء بمسلم ظاهره العدالة "
انتهى ."فتاوى إسلامية" (4/537) .
و الخلاصة
لا ينبغي للمسلم أن يلتفت كثيرا إلى أفعال الناس
يراقب هذا ويتابع ذاك ويفتش عن أمر تلك
بل الواجب عليه أن يُقبل على نفسه فيصلحَ شأنها
ويُقوِّمَ خطأها
ويرتقي بها إلى مراتب الآداب والأخلاق العالية
فإذا شغل نفسه بذلك
لم يجد وقتا ولا فكرا يشغله في الناس وظن السوء بهم .
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن تتبع أمور الناس وعوراتهم
حرصا منه صلى الله عليه وسلم
على شغل المسلم نفسه بالخير
وعدم الوقوع فيما لا يغني من الله شيئا ، فقال :
( يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ !
لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ
فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ
وَمَنْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ )
رواه أبو داود (4880)
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-18, 04:37
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/10/18/06/684204800.jpg (https://www.0zz0.com)
روي أَبو هُرَيْرَةَ رضِيَ الله عنهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
: ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ
وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ
وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا.
وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) .
رواه مسلم ( 2664 ) .
قال النووي – رحمه الله -
: " والمراد بالقوة هنا : عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة
فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد
وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه
وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والصبر على الأذى في كل ذلك
واحتمال المشاق في ذات الله تعالى ،
وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات
وأنشط طلباً لها ومحافظة عليها ، ونحو ذلك "
انتهى من " شرح مسلم " ( 16 / 215 ) .
وفي شرحه لحديث عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم
" يَنَامُ فَإِذَا كَانَ عِنْدَ النِّدَاءِ الْأَوَّلِ قَالَتْ : وَثَبَ " –
قال : " قولها " وَثَبَ " أي : قام بسرعة
ففيه الاهتمام بالعبادة والإقبال عليها بنشاط
وهو بعض معنى الحديث الصحيح
( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف )
" انتهى من " شرح مسلم " ( 6 / 22 ) .
و الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله :
أن المؤمن القوي في إيمانه
والقوي في بدنه وعمله :
خيرٌ من المؤمن الضعيف في إيمانه أو الضعيف في بدنه وعمله
لأن المؤمن القوي يُنتج ويَعمل للمسلمين وينتفع المسلمون
بقوته البدنية وبقوته الإيمانية وبقوته العملية
ينتفعون من ذلك نفعاً عظيماً في الجهاد في سبيل الله
وفي تحقيق مصالح المسلمين
وفي الدفاع عن الإسلام والمسلمين
وإذلال الأعداء والوقوف في وجوههم
وهذا ما لا يملكه المؤمن الضعيف
فمن هذا الوجه كان المؤمن القوي خيراً من المؤمن الضعيف
وفي كلٍّ خير كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم
فالإيمان كله خير ، المؤمن الضعيف فيه خير
ولكن المؤمن القوي أكثر خيراً منه
لنفسه ولدينه ولإخوانه المسلمين
فهذا فيه الحث على القوة
ودين الإسلام هو دين القوة ، ودين العزة ، ودين الرفعة
دائماً وأبداً يُطلب من المسلمين القوة
قال الله سبحانه وتعالى ( وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ
وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) الأنفال/ 60
وقال تعالى ( ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) المنافقون/ 8
وقال تعالى ( وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) آل عمران/ 139
فالقوة مطلوبة في الإسلام : القوة في الإيمان والعقيدة
والقوة في العمل ، والقوة في الأبدان
لأن هذا ينتج خيراً للمسلمين "
انتهى من
" المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان " ( 5 / 380 ، 381 ) .
و الخلاصة
القوة في هذا الحديث
هي قوة الإيمان ، والعلم ، والطاعة
وقوة الرأي والنفس والإرادة
ويضاف إليها قوة البدن إذا كانت معينة لصاحبها على العمل الصالح
لأن قوة البدن وحدها غير محمودة
إلا أن تُستعمل فيما يحبه الله تعالى ويرضاه من الأعمال والطاعات
بل قد تكون سبباً في المعاصي
كالبطش بالناس وإيقاع الضرر بهم وحراسة أماكن المنكرات .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-10-19, 04:13
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حاء في اخر الحديث السابق
وَإِنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا.
وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) .
رواه مسلم ( 2664 ) .
حكم استعمال كلمة لو
" لو " تستعمل على وجهين :
أحدهما :
على وجه الحزن على الماضي والجزع من المقدور ,
فهذا هو الذي نهى عنه ,
كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا
وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى
لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا
لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ (156) سورة ال عمران
وهذا هو الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم
حيث قال : وإن أصابك شيء فلا تقل :
لو أني فعلت لكان كذا وكذا
ولكن قل قدر الله وما شاء فعل
فإن - اللو - تفتح عمل الشيطان
أي تفتح عليك الحزن والجزع ,
وذلك يضر ولا ينفع بل اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك
, وما أخطأك لم يكن ليصيبك ,
كما قال تعالى :
مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (11) سورة التغابن
قالوا : هو الرجل تصيبه المصيبة
فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
والوجه الثاني :
أن يقال " لو " لبيان علم نافع
, كقوله : للَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22) سورة الانبياء
ولبيان محبة الخير وإرادته ,
كقوله : " لو أن لي مثل ما لفلان لعملت مثل ما يعمل "
ونحوه جائز .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم :
وددت لو أن موسى صبر ليقص الله علينا من خبرهما هو من هذا الباب
, كقوله : وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) سورة القلم
فإن نبينا صلى الله عليه وسلم أحب أن يقص الله خبرهما ,
فذكرها لبيان محبته للصبر المترتب عليه ,
فعرفه ما يكون لما في ذلك من المنفعة ,
ولم يكن في ذلك جزع ولا حزن
ولا ترك لما يجب من الصبر على المقدور ...
والله أعلم .
المصدر: مجموع الفتاوى الكبرى لابن تيمية 1033 - 9
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-20, 04:34
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2020/10/20/06/876571854.jpg (https://www.0zz0.com)
صِنْفَانِ من أهلِ النارِ لمْ أَرَهُما بَعْدُ :
قومٌ مَعَهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ الناسَ بِها
ونِساءٌ كَاسِياتٌ عَارِياتٌ ، مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ
رُؤوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ
لا يَدْخُلَنَّ الجنةَ ، ولا يَجِدَنَّ رِيحَها
وإِنَّ رِيحَها لَيوجَدُ من مَسِيرَةِ كذا وكذا
رواه أبو هريرة .. صحيح الجامع 3799
أخرجه مسلم (2128) باختلاف يسير
هذا الحديث فيه إخبار عن صنفين من الناس
لم يرهما النبي صلى الله عليه وسلم
يظهران بعد مضي زمنه صلى الله عليه وسلم
ويكون مصيرهما إلى النار لعصيانهما
وقد عدَّ العلماء ظهورَ هذين الصنفين
من أشراط الساعة الصغرى ، وهما :
الصنف الأول :
رجال معهم سياط...
والمراد بهم من يتولى ضرب الناس بغير حق
من ظَلَمَة الشُّرَط أو من غيرهم
سواء كان ذلك بأمر الدولة أو بغير أمر الدولة .
قال النووي :
" فأما أصحاب السياط فهم غلمان والي الشرطة "
شرح النووي على صحيح مسلم 17/191 .
وقال السخاوي :
" وهم الآن أعوان الظلمة ويطلق غالبا على أقبح جماعة الوالي
وربما توسع في إطلاقه على ظلمة الحكام "
. الإشاعة لأشراط الساعة ص 119
. والدليل على كون ظهورهم من أشراط الساعة
روايةُ الإمام أحمد وفيها
" يخرج رجال من هذه الأمة في آخر الزمان معهم أسياط
كأنها أذناب البقر
يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه "
. المسند 5/315 .
صححه الحاكم في المستدرك 4/483
وابن حجر في القول المسدد في الذب عن المسند ص53-54 .
الصنف الثاني
: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات
على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة .
قال النووي في المراد من ذلك :
" أَمَّا ( الْكَاسِيَات العاريات )
فمَعْنَاهُ تَكْشِف شَيْئًا مِنْ بَدَنهَا إِظْهَارًا لِجَمَالِهَا ,
فَهُنَّ كَاسِيَات عَارِيَات .
وقيل : يَلْبَسْنَ ثِيَابًا رِقَاقًا تَصِف مَا تَحْتهَا ,
كَاسِيَات عَارِيَات فِي الْمَعْنَى
. وَأَمَّا ( مَائِلات مُمِيلات ) : فَقِيلَ : زَائِغَات عَنْ طَاعَة اللَّه تَعَالَى
, وَمَا يَلْزَمهُنَّ مِنْ حِفْظ الْفُرُوج وَغَيْرهَا ,
وَمُمِيلَات يُعَلِّمْنَ غَيْرهنَّ مِثْل فِعْلهنَّ ,
وَقِيلَ : مَائِلَات مُتَبَخْتِرَات فِي مِشْيَتهنَّ , مُمِيلات أَكْتَافهنَّ ,
وَقِيلَ : مَائِلات إِلَى الرِّجَال مُمِيلات لَهُمْ بِمَا يُبْدِينَ مِنْ زِينَتهنَّ وَغَيْرهَا
. وَأَمَّا ( رُءُوسهنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْت )
فَمَعْنَاهُ : يُعَظِّمْنَ رُءُوسهنَّ بِالْخُمُرِ وَالْعَمَائِم وَغَيْرهَا مِمَّا يُلَفّ عَلَى الرَّأْس
, حَتَّى تُشْبِه أَسْنِمَة الإِبِل الْبُخْت , هَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي تَفْسِيره ,
قَالَ الْمَازِرِيّ : وَيَجُوز أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ
يَطْمَحْنَ إِلَى الرِّجَال وَلا يَغْضُضْنَ عَنْهُمْ , وَلا يُنَكِّسْنَ رُءُوسهنَّ ....
" شرح النووي على صحيح مسلم 17/191 . باختصار
قال الشيخ بن عثيمين :
" قد فُسِّر قوله " كاسيات عاريات "
: بأنهن يلبسن ألبسة قصيرة
لا تستر ما يجب ستره من العورة
وفسر : بأنهن يلبسن ألبسة خفيفة لا تمنع من رؤية
ما وراءها من بشرة المرأة
وفسرت : بأن يلبسن ملابس ضيقة
فهي ساترة عن الرؤية لكنها مبدية لمفاتن المرأة "
. فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين 2/825 .
" مائلات " يعني :
عن العفة والاستقامة .
أي عندهن معاصي وسيئات كاللائي يتعاطين الفاحشة
أو يقصرن في أداء الفرائض ، من الصلوات وغيرها .
" مميلات " يعني : مميلات لغيرهن
أي يدعين إلى الشر والفساد
فهن بأفعالهن وأقوالهن يملن غيرهن إلى الفساد
والمعاصي ويتعاطين الفواحش لعدم إيمانهن أو لضعفه وقلته
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 6 / 355
و الخلاصة
والمقصود من هذا الحديث الصحيح هو التحذير
من الظلم وأنواع الفساد من الرجال والنساء .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-21, 04:05
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/10/21/05/609034519.jpg (https://www.0zz0.com)
ورد عن أنس رضي الله عنه ، قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة
ومن استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من النار" .
رواه الترمذي ( 2572 ) وابن ماجه ( 4340 )
صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 6275 ) .
حثَّ الشَّرعُ الحَنيفُ على طلَبِ الجنَّةِ
والعمَلِ مِن أجلِ دُخولِها والفَوزِ بنَعيمِها
وبيَّنَ أنَّ ذلك لا يَكونُ إلَّا بالتَّشميرِ والاجتِهادِ في أعمالِ الطَّاعات
وسُؤالِ اللهِ والطَّلَبِ منه الفَوْزَ بها.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم:
"مَن سألَ اللهَ الجنَّةَ ثلاثَ مرَّاتٍ"
أي: مَن دَعا اللهَ طالِبًا الجنَّةَ مُلِحًّا في طلَبِه هذا
"قالَتِ الجنَّةُ: اللَّهمَّ أدخِلْه الجنَّةَ"
أيِ: اللَّهمَّ استَجِبْ له وأجِبْ دُعاءَه وأدخِلْه الجنَّةَ
"ومَن استَجارَ مِنَ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ"
أي: ومَن استَعاذَ باللهِ ودَعا اللهَ سائِلًا
وكرَّرَ الدُّعاءَ ثَلاثَ مرَّاتٍ أن يُنجِّيَه مِنَ النَّارِ
"قالَتِ النَّارُ"
أيْ: تكَلَّمَتِ النَّارُ بعدَما سَمِعَت العبدَ يَدْعو اللهَ أن يُنجِّيَه منها
: "اللَّهمَّ أجِرْه مِنَ النَّارِ"
أيِ: اللَّهمَّ استَجِبْ له وأجِبْ دُعاءَه
وأنجِهِ مِن النَّارِ وأعِذْه مِنْها.
مصدر الشرح
https://dorar.net/hadith/sharh/71594
و الخلاصة
في الحديثِ: الحَثُّ على سُؤالِ اللهِ الجنَّةَ والاستعاذةِ به مِنَ النَّارِ.
وفيه: بَيانُ تَكلُّمِ الجنَّةِ والنَّارِ ودُعائِهما للمُسلِمِ باستِجابَةِ دُعائِه.
فيستحب للمؤمن أن يكثر من سؤال الله الجنة
والاستجارة من النار
من غير أن يقيد ذلك بشيء من الصلوات
ولا بوقت من الأوقات .
والله أعلم .
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-22, 04:20
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2020/10/22/06/556689637.jpg (https://www.0zz0.com)
ورد في حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ،
بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا
رواه البخاري (2840)، ومسلم (1153).
فيقال في ذلك:
إن جملة: (فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، تحتمل أحد معنيين:
المعنى الأول:
بمعنى الجهاد وما يتبعه من رباط؛
وهو معنى مشهور في عرف الشرع
كما في آية مصارف الزكاة.
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
" إذا أطلق ذكر "سبيل الله" كان المشار به إلى الجهاد "
انتهى من "كشف المشكل" (3 / 153).
وقال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:
" قوله: (فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
العرف الأكثر فيه: استعماله في الجهاد
فإذا حمل عليه: كانت الفضيلة لاجتماع العبادتين -
أعني عبادة الصوم والجهاد "
انتهى من "إحكام الأحكام" (2 / 37).
وقال ابن الأثير رحمه الله تعالى:
" فالسبيل: في الأصل الطريق
ويذكر ويؤنث، والتأنيث فيها أغلب.
وسبيل الله عام
يقع على كل عمل خالص سلك به طريق التقرب إلى الله تعالى
بأداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات.
وإذا أطلق: فهو في الغالب واقع على الجهاد
حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه "
انتهى من "النهاية" (2 / 338 - 339).
والمعنى الثاني:
أن يكون المعنى : مخلصا لله تعالى فيه
سواء كان في جهاد أو لا.
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
" وقوله : ( مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
أي: في طاعة الله
يعني بذلك: قاصدًا به وجه الله تعالى.
وقد قيل فيه: إنه الجهاد في سبيل الله "
انتهى من "المفهم" (3 / 217).
فعلى هذا القول: تكون الحكمة من تقييد الصيام
بقيد: (فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
من باب الحث على إصلاح القصد
كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ
رواه البخاري (38)، ومسلم (760).
الخلاصة
في هذا الحديثِ بيَّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فضلَ الصَّومِ ووَعْدَ اللهِ تعالى للصَّائمِ في سبيلِ الله
أي: في أثناءِ الجهاد
وقيل: يرادُ بسبيلِ الله: طاعتُه كيف كانت
ويُعبَّر بذلك عن صحَّةِ القصدِ والنِّيَّة فيه
- بأن يُباعِدَ اللهُ بينه وبين النَّار سبعين خريفًا
أي: سَبعين سنَةً
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-23, 04:26
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2020/10/23/06/983384984.jpg (https://www.0zz0.com)
عن أنس بن مالك قال
قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
أخاف على أمتي من بعدي خصلتَين
: تكذيبًا بالقدَرِ ، و تصديقًا بالنُّجومِ
صحيح الجامع 215
قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمَّتي في آخرِ زمانِها :
النجومُ ، و تكذيبٌ بالقدرِ ، و حَيْفُ السلطانِ
صحيح الجامع 1553
ترَكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه
وقد نشَرَ فيها كلَّ عِلمٍ يَنفَعُها
وحذَّرَ مِن كلِّ ما يضُرُّها
كما في هذا الحَديث
حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
"إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أُمَّتي"
أي: إنَّ أكثَرَ ما أخافُهُ
أو يَزدادُ الخوفُ فيه: أنْ تقَعَ الأُمَّةُ في هذه المَعصيةِ
وهذا مِن بابِ التحذيرِ، والمُرادُ بأُمَّتِه: أُمَّةُ الإجابةِ
"في آخِرِ زمانِها"
أي: في آخِرِ زَمانِ هذه الأُمَّةِ عندما يَقِلُّ الدِّينُ في الناس
ويَكثُرُ فيهم العِصيان
"النُّجومُ"، أي: التَّصديقُ بالنُّجومِ
كما جاء مُصرَّحًا به في رِوايةِ الطَّبرانيِّ، وما هو سبيلُه
وهو ما يُعرَفُ بالتَّنجيمِ
"وتَكذيبٌ بالقدَرِ"
بمعنى: أنْ يَعتقِدَ الناسُ أنَّ الأقدارَ
ليستْ مَعلومةً عندَ اللهِ قبْلَ حُدوثِها
بلْ يَعلَمُها بعدَ حُدوثِها، تعالى اللهُ عن ذلك!
والإيمانُ بالقَدَرِ لا يَتنافَى مع العمَلِ
بلْ هو مِن الاختبارِ للمؤمنِ؛ لِيَزِيدَه إيمانًا
ويَزِيدَ الكافرَ فِسقًا وكُفرًا
وكلُّ شَيءٍ عندَ اللهِ في اللَّوحِ المحفوظِ
وإنما العبدُ يَختارُ لنفْسِه ممَّا يَخلُقُه اللهُ سُبحانه
وقد علِمَ اللهُ ما سيَختارُه العَبدُ أزَلًا
والإيمانُ بالقَدَرِ رُكنٌ مِن أركانِ الإيمانِ السِّتَّةِ
كما جاء في حديثِ عبدِ الله بنِ عمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما في الصَّحيحينِ.
"وحَيفُ السُّلطانِ"
أي: جَورُ السَّلاطينِ وظُلْمُهم
فلا شكَّ أنَّ تأثيرَ هذا على الناسِ عظيمٌ
المصدر
https://www.dorar.net/hadith/sharh/113651
و الخلاصة
فهذه الأمورُ هي أكثَرُ ما أخافَتْ
رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أُمَّتِه
وهذا مِن كَمالِ رَحمتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
بهذه الأُمَّةِ الضَّعيفةِ في آخِرِ زَمانِها.
وفي الحديثِ: دَلالةٌ مِن دَلائلِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-10-25, 04:33
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كل شيء في هذا العالم ما كان وما سيكون
قد كتبه الله تعالى في كتاب عنده
وقد علمه، وشاءه، وهذا هو "القدر
بمراتبه الأربعة: الكتابة، والعلم، والمشيئة، إضافة للخلق والإيجاد.
قال تعالى: ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49
و لا تعارض بين كون الأشياء مقدرة ومكتوبة
وكوننا مخيرين عند فعلها
فنحن لا نعرف ما الذي كتب
ونشعر بتمام الحرية والاختيار في الفعل
ونميز بين الحركة الاضطرارية كحركة القلب والأمعاء
وبين الحركة الاختيارية التي نؤديها
بالأيدي أو الأرجل أو الأعين أو غير ذلك.
ولهذا فإن الإنسان يحاسب على فعله، لأنه يفعله باختياره
فيمكنه فعل الخير كما يمكنه فعل الشر
وليس له أن يحتج بأنه مكتوب عليه كذا
لأنه لا يعلم بالمكتوب إلا بعد وقوعه ولا يعلم نهاية الأمر
فقد يكون مكتوبا أنه بعد وقوع المعصية مثلا يدعو ويستغفر فيتوب الله عليه
ويستقيم ويصلح، وهكذا
ولهذا لما سأل الصحابة رضي الله عنهم :
"أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا وَنَدَعُ الْعَمَلَ؟"
أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
(اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ
أَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ
وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ
ثُمَّ قَرَأَ: فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى الْآيَةَ)
رواه البخاري (4949) ومسلم (2647).
فما على الإنسان في هذه الحياة إلا أن يجدّ ويعمل
دون بحث ونظر: هل كتب علي كذا أم لا؟
فإنه لن يصل إلى ذلك، لكن يكفيه
من أجل أن يكد ويعمل بالحسنى
ويعمل بعمل أهل الجنة
أن الحسنى إنما تنال بالعمل
وأن منازل أهل الجنة :
إنما تنال بالعمل لا بالأماني .
وإذا كان أمر الكتابة يشغل باله :
فليعلم أن الله قد كتب عليه : أن يعمل بالطاعات
وألا يعمل بعمل أهل النار
بمعنى : أنه قد فرض عليه ذلك
وشرعه له ، وأمره به ، وهذا يكفيه دافعا للعمل.
وأما العلم بأن كل شيء بقدر
فهذا يطمئن قلبه عند حدوث المصيبة، فلا يأسى
ولا يقول: لو أني فعلت كذا لكان كذا
وهذا معنى قوله تعالى
(مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ
إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ *
لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد/ 22، 23
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-26, 04:22
ااخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2020/10/26/05/804577080.jpg (https://www.0zz0.com)
الظالم مصروف عن الهداية:
قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة: 51].
الظالم لا يفلح أبدًا:
قال تعالى: إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [الأنعام:21].
الظالم عليه اللعنة من الله:
يقول الله عزَّ وجلَّ:
يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [غافر: 52].
الظالم يحرم من الشفاعة:
قال تعالى: مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر: 18]
بالظلم يرتفع الأمن:
قال الله تعالى:
الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [الأنعام:82].
الظلم سبب للبلاء والعقاب:
قال تعالى: فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ
عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ [الحج:45].
ثم توعد الظالم بيوم القيامة
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
اتَّقُوا الظُّلْمَ ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
رواه مسلم (2578) .
لا شكَّ أنَّ الظلم له صور كثيرة
وسنقتصر على ذكر بعضها اليوم
حتى نكون منها على حذر وهذه الصور منها:
أولًا: ظلم العبد نفسه
- أعظمه الشرك بالله:
قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13].
قال ابن تيمية:
(ومما ينبغي أن يُعلم أنَّ كثيرًا من الناس
لا يعلمون كون الشرك من الظلم
وأنَّه لا ظلم إلا ظلم الحكام أو ظلم العبد نفسه
وإن علموا ذلك من جهة الاتباع
والتقليد للكتاب، والسنة، والإجماع
لم يفهموا وجه ذلك
ولذلك لم يسبق ذلك إلى فهم جماعة من الصحابة
لما سمعوا قوله: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام:82]
كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابن مسعود
أنهم قالوا: أيُّنا لم يظلم نفسه؟!
فقال رسول الله: ((ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح:
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]؟)).
وذلك أنهم ظنُّوا أنَّ الظلم- كما حدَّه طائفة من المتكلمين-
هو إضرار غير مستحقٍّ
ولا يرون الظلم إلا ما فيه إضرار بالمظلوم
إن كان المراد أنهم لن يضروا دين الله وعباده المؤمنين
فإنَّ ضرر دين الله وضرر المؤمنين بالشرك والمعاصي أبلغ وأبلغ)
[6136] ((جامع المسائل)) (6/235).
التعدِّي على حدود الله:
تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:229].
قال ابن جرير: (تلك معالم فصوله، بين ما أحل لكم
وما حرم عليكم أيها الناس
قلا تعتدوا ما أحل لكم من الأمور التي بينها وفصلها لكم من الحلال
إلى ما حرم عليكم، فتجاوزوا طاعته إلى معصيته
[6137] ((جامع البيان)) للطبري (4/583).
الصدُّ عن مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ
لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [البقرة: 114].
كتم الشهادة:
قال تعالى: أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ
وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ
وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: 140].
الإعراض عن آيات الله بتعطيل أحكامها:
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ
إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا
وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا [الكهف: 57].
الكذب على الله:
قال تعالى: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ
بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [الأنعام: 144].
قال ابن جرير في تفسير هذه الآية:
(يقول: فمن أشد ظلمًا لنفسه
وأبعد عن الحق ممن تخرص على الله قيل الكذب
وأضاف إليه تحريم ما لم يحرم، وتحليل ما لم يحلل)
[6141] ((جامع البيان)) (12/189).
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-10-27, 04:26
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ظلم العباد بعضهم لبعض أنواع
قال سفيان الثوري:
(إن لقيت الله تعالى بسبعين ذنبًا
فيما بينك وبين الله تعالى
أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد)
[6142] ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص 380).
ويمكن تقسيمه إلى ظلم قولي، وظلم فعلي:
من صور الظلم القولي:
التعرض إلى الناس بالغيبة، والنَّمِيمَة، والسباب والشتم
والاحتقار، والتنابز بالألقاب، والسخرية
والاستهزاء، والقذف،...ونحو ذلك.
من صور الظلم الفعلي:
1- القتل بغير حق:
قال تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ
وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا
فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا [الإسراء: 33].
2- الظلم الواقع على المسلمين بسبب تمسكهم بدينهم.
3- أخذ أرض الغير أو شيء منها:
قال صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ شبرًا من الأرض ظلمًا
فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع أرضين)
[6144] رواه البخاري (3198)، ومسلم (1610)
من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه.
4- الظلم الواقع في الأُسَر:
ومنه:
- ظلم الأولاد لوالديهما بعقوقهما.
- ظلم الأزواج لزوجاتهم في حقهنَّ
سواء كان صداقًا، أو نفقةً، أو كسوةً.
- ظلم الزوجات لأزواجهنَّ بـتقصيرهن في حقهم، وتنكُّر فضلهم.
- ظلم البنات بعضلهنَّ عن الزواج.
قال تعالى: وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ [النساء: 19].
- الدعاء على الأولاد، والقسوة في التعامل معهم.
- تَفضيل بعض الأولاد على بعض:
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال:
((سألت أمي أبي بعض الموهبة لي من ماله، ثم بدا له فوهبها لي
فقالت: لا أرضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم
فأخذ بيدي وأنا غلام، فأتى بي النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إن أمه بنت رواحة سألتني بعض الموهبة لهذا
قال: ألك ولد سواه؟
قال: نعم، قال: فأراه قال: لا تشهدني على جور))
[6147] رواه البخاري (2650) واللفظ له، ومسلم (1689).
5- ظلم أصحاب الولايات والمناصب:
ومنه:
- نبذ كتاب الله وتحكيم القوانين الوضعية.
- عدم إعطاء الرعية حقوقهم.
- تقديم شخص في وظيفة ما وهناك من هو أكفأ منه وأقدر على العمل.
6- ظلم العمال:
ومنه:
- أن يعمل له عمل ولا يعطيه أجره:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر
ورجل باع حرًّا فأكل ثمنه
ورجل استأجر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره))
[6148] رواه البخاري (2227).
- أن يبخسه حقوقَه أو أن يؤخرها عن وقتها.
- تكليفه بأمور غير ما اتفق عليها معه
أو بأمور لم تجرِ العادة تكليفه بها:
قال صلى الله عليه وسلم: ((إخوانكم خولكم
جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده
فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس
ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم))
[6149] رواه البخاري (30).
7- أكل مال الغير بغير حق:
وهو أنواع ومنه:
أ- أكل أموال الناس بالباطل:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ
إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ
إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا
فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا [النساء: 29-30]
ب- أكل أموال الضعفاء كاليتامى:
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا
إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا [النساء: 10].
ج- الرِّبا:
قال تعالى: فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ
وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيرًا وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ
أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [النساء: 160-161].
د- الرشوة:
قال صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله الرَّاشي والمرتشي))
[6153] رواه أحمد (2/387) (9019)، وابن حبان (11/467)
صححه الأئمة، وصححه الألباني في ((صحيح الجامع)) (5093).
هـ- الغشُّ في المعاملات:
قال صلى الله عليه وسلم: ((من غشَّنا فليس منا))
[6155] رواه مسلم (101).
و- الميسر:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ
رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 90
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء
فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ
وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة:90-91].
ز- الغلول:
قال تعالى: وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى
كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [آل عمران: 161].
(الغلول هو: الكتمان من الغنيمة
والخيانة في كل مال يتولاه الإنسان وهو محرم إجماعا
بل هو من الكبائر
كما تدل عليه هذه الآية الكريمة وغيرها من النصوص
[6159] ((تتيسير الكريم الرحمن)) السعدي (ص 155).
ح- الهدايا التي تهدى للموظف بسبب وظيفته:
> , و الله اعلم
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-10-28, 04:14
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
التحذير من دعوة المظلوم:
قال صلى الله عليه وسلم:
((واتق دعوة المظلوم، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب))
رواه البخاري (1496)، ومسلم (19)
من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه.
أي: مانع بل هي معروضة عليه تعالى
ولربما تأخرت إجابة الدعوة
ولكن الله ليس بغافل عما يعمل الظالمون
قال سبحانه: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ
مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء [إبراهيم:42-43].
وقال ميمون بن مهران: في قوله تبارك وتعالى
: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ.
قال: (تعزية للمظلوم، ووعيد للظالم)
[6164] ((مساوئ الأخلاق)) للخرائطي (ص 220).
الخلاصة
الظلم ثلاثة:
الأول
ظلم بين الإنسان وبين الله تعالى
وأعظمه: الكفر، والشرك، والنفاق
ولذلك قال: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان:13]
وإياه قصد بقوله: أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود:18]
وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الإنسان: 31]
في آيات كثيرة
وقال: فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ [الزمر: 32]
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا [الأنعام: 93].
والثاني:
ظلم بينه وبين الناس، وإياه قصد بقوله:
وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا إلى قوله: إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ الآية
وبقوله: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ [الشورى: 42]
وبقوله: وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا [الإسراء: 33].
والثالث:
ظلم بينه وبين نفسه، وإياه قصد
بقوله: فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ [فاطر: 32]
وقوله: ظَلَمْتُ نَفْسِي [النمل: 44]
إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ [النساء:64]
فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ [البقرة:35]
أي: من الظالمين أنفسهم
وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ [البقرة:231].
وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس
فإنَّ الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه
فإذا الظالم أبدًا مبتدئ في الظلم
ولهذا قال تعالى في غير موضع:
وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [النحل:33]
وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [البقرة:57]
وقوله: وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ [الأنعام:82])
[6135] ((مفردات ألفاظ القرآن))
للراغب الأصفهاني (537-538).
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-29, 04:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/10/29/06/319512343.jpg (https://www.0zz0.com)
يجب على المسلم حفظ لسانه عما نُهيَ عنه
ومن هذه المنهيَّات والتي تساهل بعض الناس
في الوقوع فيها كثيراً الغيبة والبهتان والنميمة .
والغِيبة :
هي ذكر المسلم في غيبته
بما فيه مما يكره نشره وذِكره
والبهتان :
ذِكر المسلم بما ليس فيه وهو الكذب في القول عليه
والنميمة :
هي نقل الكلام من طرف لآخر للإيقاع بينهما .
والأدلة في تحريم هذه الأفعال كثيرة
نكتفي بذكرِ شيءٍ يسير فقط لوضوح تحريمها :
قال تعالى : وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ
أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ الحجرات / 12 .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أتدرون ما الغيبة ؟
قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذِكرُك أخاك بما يكره
قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟
قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته
وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه .
رواه مسلم ( 2589 ) .
عن ابن عباس قال
مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على قبرين فقال
: أما إنَّهما ليُعذَّبان وما يعذبان في كبير
أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة
وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله
قال : فدعا بعسيبٍ رطْبٍ فشقه باثنين
ثم غرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً
ثم قال لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا .
رواه البخاري ( 213 ) ومسلم ( 292 ) .
أجر من ذب عن أخيه في الغيبة
فَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاء رضي الله عنه
عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
:" مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْض أَخِيهِ رَدَّ اللَّه عَنْ وَجْههِ النَّارَ يَوْم الْقِيَامَة"
رواه أحمد- حديث رقم :26930
وروَاه التِّرْمِذِيّ- حديث: 1903
وقَالَ هَذَا حَدِيث حَسَن، وصححه الألباني
وَعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ فِي الْغِيبَةِ
كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ
: صحيح الجامع 6240
إذا انُتهك عرضُ المسلمِ، وأسيء إليه حال غيبته
فيجب على من سمع ذلك أن يرد عنه بالغيب
وأن يذكر محاسن هذا الذي وقع الطعن عليه
ذبا عنه وردا لهذا المغتاب
فإذا فعل ذلك فإن الله تعالى يرد عنه النار يوم القيامة
والجزاء من جنس العمل.
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-30, 05:18
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/10/30/06/387921564.jpg (https://www.0zz0.com)
وقال بعض العارفين:
(الطَّمع طمعان: طمع يوجب الذُّل لله
وهو إظهار الافتقار، وغايته العجز والانكسار
وغايته الشرف والعز والسعادة الأبدية
وطمع يوجب الذُّل في الدارين
أي: وهو المراد هنا، وهو رأس حب الدنيا
وحب الدنيا رأس كلِّ خطيئة
والخطيئة ذلٌّ وخزي
وحقيقة الطَّمع: أن تعلِّق همتك
وقلبك، وأملك، بما ليس عندك
فإذا أمطرت مياه الآمال على أرض الوجود
وألقي فيها بذر الطَّمع بسقت أغصانها بالذُّل
ومتى طمعت في الآخرة
وأنت غارق في بحر الهوى ضللت وأضللت)
[6059] ((فيض القدير)) للمناوي (3/132).
لذلك جاء ذم الطَّمع في القرآن الكريم
- قال تعالى: وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ [البقرة: 41].
وعن قتادة، قال: (أنبأكم الله بمكانهم من الطَّمع)
[6021] ((جامع البيان)) للطبري (10/226).
وقال جل في علاه:
وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ [ص: 24].
(لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ: بسائق الطَّمع والحرص
وحب التكاثر بالأموال التي تميل بذويها إلى الباطل
إن لم يتولَّهم الله بلطفه)
[6022] ((بيان المعاني)) لعبد القادر العاني (1/304).
و ايضا جاء ذم الطَّمع في السنة النبوية
- عن كعب بن مالك الأنصاري
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ما ذئبان أرسلا في غنم بأفسد لها
من حرص المرء على المال، والشرف لدينه))
قال القاري:
(قال الطيبي: الإشراف الاطلاع على شيء والتعرض له
والمقصود منه الطَّمع
[6028] ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) (4/1312).
قال ابن رجب في شرحه للحديث السابق:
(فهذا مثل عظيم جدًّا ضربه النبي -صلى الله عليه وسلم
- لفساد دين المسلم بالحرص على المال والشرف في الدنيا
وأن فساد الدين بذلك ليس بدون فساد الغنم
بذئبين جائعين ضاريين يأتيا في الغنم
وقد غاب عنها رعاؤها ليلًا
فهما يأكلان في الغنم ويفترسان فيها.
ومعلوم أنه لا ينجو من الغنم من إفساد الذئبين المذكورين
- والحالة هذه- إلا قليل
فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن حرص المرء على المال والشرف:
إفساده لدينه ليس بأقل من إفساد الذئبين لهذه الغنم
بل إما أن يكون مساويا وإما أكثر
يشير إلى أنه لا يسلم من دين المسلم مع حرصه على المال والشرف
في الدنيا إلا القليل
كما أنه لا يسلم من الغنم مع إفساد الذئبين المذكورين فيها إلا القليل.
فهذا المثل العظيم يتضمن
غاية التحذير من شر الحرص على المال والشرف في الدنيا)
[6024] ((مجموع رسائل ابن رجب)) (1/64).
عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا
وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ )
قال أنس : فَلَا أَدْرِي أَشَيْءٌ أُنْزِلَ أَمْ شَيْءٌ كَانَ يَقُولُهُ .
رواه مسلم (1048)
قال ابن بطَّال:
(وأشار صلى الله عليه وسلم بهذا المثل
إلى ذمِّ الحرص على الدنيا
والشره على الازدياد منها
ولذلك آثر أكثر السلف التقلل من الدنيا
والقناعة، والكفاف
فرارًا من التعرض لما لا يعلم كيف النجاة من شرِّ فتنته
[6030] ((شرح صحيح البخاري)) (10/160).
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-10-31, 04:37
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يختلط علي البعض منا بين صفه الطمع
و بين بعض الصفات الاخري لذلك جاء هذا الجزء
من الموضوع لمزيد من التوضيح
الفرق بين الأمل والطَّمع:
قيل: أكثر ما يستعمل الأمل فيما يستبعد حصوله
فإنَّ من عزم على سفر إلى بلد بعيد يقول
: (أملت الوصول إليه)
ولا يقول: (طمعت) إلا إذا قرب منه
فإن الطَّمع لا يكون إلا فيما قرب حصوله.
وقد يكون الأمل بمعنى الطَّمع
[6017] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (1/73).
الفرق بين الرَّجاء والطَّمع:
أنَّ الرَّجاء: هو الظَّنُّ بوقوع الخير الذي يعتري صاحبه الشَّك فيه
إلا أنَّ ظنَّه فيه أغلب
وليس هو من قبيل العلم، والشاهد أنه لا يقال:
أرجو أن يدخل النبي الجنَّة. لكون ذلك متيقنًا.
ويقال: أرجو أن يدخل الجنَّة إذا لم يعلم ذلك
والرَّجاء: الأمل في الخير
والخشية والخوف في الشرِّ
لأنَّهما يكونان مع الشك في المرجو والمخوف
ولا يكون الرَّجاء إلا عن سبب يدعو إليه
من كرم المرجو أو ما به إليه
ويتعدى بنفسه تقول: رجوت زيدًا
والمراد رجوت الخير من زيد
لأنَّ الرَّجاء لا يتعدى إلى أعيان الرجال.
والطَّمع: ما يكون من غير سبب يدعو إليه
فإذا طمعت في الشيء فكأنَّك حدَّثت نفسك به
من غير أن يكون هناك سبب يدعو إليه
ولهذا ذُمَّ الطَّمع ولم يُذَّم الرَّجاء
والطَّمع يتعدى إلى المفعول بحرف فتقول: طمعت فيه
كما تقول: فرقت منه، وحذرت منه
واسم الفاعل طمع مثل: حذر، وفرق، ودئب
إذا جعلته كالنسبة، وإذا بنيته على الفعل قلت: طامع
[6018] ((الفروق اللغوية)) لأبي هلال العسكري (1/248).
الفرق بين الطَّمع والرَّجاء والأمل:
الطَّمع يقارب الرجاء، والأمل
لكن الطَّمع أكثر ما يقال، فيما يقتضيه الهوى.
والأمل والرجاء قد يكونان فيما يقتضيه الفكر والرويَّة.
ولهذا أكثرُ ذمِّ الحكماء للطَّمع، حتى قيل الطَّمع طبع
والطَّمع يدنس الثياب، ويفرق الإهاب
[6019] ((تفسير الراغب)) (1/235).
خلاصة الموضوع
الطَّمع نوعان هما:
1- الطَّمع المحمود، وذلك مثل:
الطَّمع في طلب مغفرة الله للإنسان.
الطَّمع في دخول الجنة
الطَّمع في كرم الله
2- الطَّمع المذموم، وذلك مثل:
الطَّمع في طلب الدنيا وجمع المال.
الطَّمع في سلطة أو منصب
الطَّمع في المأكل والمشرب والملذات. بغير حق
و هذا هو الطمع الغير مرغوب فيه
لانه يؤدي الي الانشغال الدائم والتعب الذي لا ينقطع.
ويؤدي إلى غياب فضيلة البذل والتضحية والإيثار بين أفراد المجتمع.
و دليل على سوء الظن بالله.
و دليل على ضعف الثقة بالله، وقلَّة الإيمان.
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-10-31, 15:45
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الموضوع الان استثنائي نصرة لرسول الله
و نصرة لمن نصر رسول الله عليه افضل الصلاة و السلام
كما تعلمون قصة المدرس الفرنسي الذي سب رسول الله
و قتلة احد المسلمين و قال الاعلام المضل انه فعله من الارهاب
و اليوم اقول و بالدليل ان فعلة كان حق بل يستحق ذلك
ايضا الرئيس ماكرون او مكروب ان كنا نريد وصفه بكل دقة
و الدليل كما يلي :
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضى الله عنهما
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( مَنْ لِكَعْبِ بْنِ الأَشْرَفِ ، فَإِنَّهُ قَدْ آذَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ؟
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَتُحِبُّ أَنْ أَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : نَعَمْ )
رواه البخاري ( 3031 ) ، ومسلم ( 1801 ) .
قال ابن المنذر رحمه الله تعالى :
" ومما يحتج به في هذا الباب –
أي في قتل من سبّ النبي صلى الله عليه وسلم -
قصة كعب بن الأشرف .
وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: ( من لكعب بن الأشرف ، فإنه قد آذى الله ورسوله )
فانتدب له جماعة بإذن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقتلوه "
انتهى من " الإشراف على مذاهب العلماء " (8/60) .
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" قد دل هذا الحديث على أن أذى الله ورسوله
علة للانتداب إلى قتل كل أحد
فيكون ذلك علة أخرى غير مجرد الكفر والردة
فإن ذكر الوصف بعد الحكم بحرف الفاء دليل على أنه علة
والأذى لله ورسوله يوجب القتل
ويوجب نقض العهد ، ويوجب الردة...
فلما علل قتله بالوصف الأخص علم أنه مؤثر في الأمر بقتله
لا سيما في كلام من أوتي جوامع الكلم
وإذا كان المؤثر في قتله أذى الله ورسوله وجب قتله وإن تاب
...
ولا خلاف علمناه أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات
لا تسقط عقوبتهم بالتوبة
فالذين يؤذون الله ورسوله أحق وأولى "
انتهى من " الصارم المسلول " (3/769 – 770)
و الدليل الثاني
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
" أَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَشْتِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتَقَعُ فِيهِ فَخَنَقَهَا رَجُلٌ حَتَّى مَاتَتْ
فَأَبْطَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَمَهَا "
رواه أبوداود (4362)
وصحح إسناده الألباني في " إرواء الغليل " (5/91) .
وهذه المرأة يهودية
واليهود كانوا ممن عاهدهم النبي صلى الله عليه وسلم
وإذا نقضت الكافرة عهدها ولم تقاتل فإنها تسترق ولا تقتل
فالمرأة الكافرة لا يجوز قتلها إلا إذا قاتلت
كما هو مشهور في النصوص الشرعية
فيأخذ من هذا أن قتلها ليس للكفر
وإنما للإيذاء الحاصل منها
ومن المعلوم أن من له حق المسامحة
عن الإيذاء هو الذي أوذي وهو النبي صلى الله عليه وسلم
وهو قد توفي فليس لأمته أن تسامح في حقه بدلا عنه
و الدليل الثالث
حديث القينتين اللتين كانتا تغنيان بهجاء
النبي صلى الله عليه وسلم
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عند فتح مكة بقتلهما
ولم يعط لهما الأمان الذي أعطاه لباقي سكان مكة
رغم أن من سكان مكة من كان أشد عداوة وحربا للإسلام
. انظر " مغازي الواقدي " (2/859 – 860)
و " سيرة ابن هشام " (4/52) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
" وقال موسى بن عقبة في مغازيه عن الزهري
: وأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحدا إلا من قاتلهم
وأمر بقتل أربعة نفر
قال : وأمر بقتل قينتين لابن خطل تغنيان بهجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم قال : وقتلت إحدى القينتين
وكمنت الأخرى حتى استؤمن لها
. وكذلك ذكر محمد بن عائد القرشي في مغازيه
– ونقل ابن تيمية عدة روايات ثم قال
- وحديث القينتين مما اتفق عليه علماء السير
واستفاض نقله استفاضة يستغنى بها عن رواية الواحد "
انتهى من " الصارم المسلول " (2/ 249 – 253) .
وقال رحمه الله – أيضاً - :
" فإنه صلى الله عليه وسلم أمر بقتل النسوة
اللاتي كن يؤذينه بألسنتهن بالهجاء
مع أمانه لعامة أهل البلد
ومع أن قتل المرأة لا يجوز إلا أن تفعل ما يوجب القتل
ولم يستتب واحدة منهن حين قتل من قتل
والكافرة الحربية من النساء لا تقتل إن لم تقاتل
والمرتدة لا تقتل حتى تستتاب
وهؤلاء النسوة قتلن من غير أن يقاتلن ولم يستتبن
فعلم أن قتل من فعل مثل فعلهن جائز بدون استتابة
انتهى من " الصارم المسلول " (3/643) .
وللفائدة طالع كتاب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
" الصارم المسلول " الجزء الثالث من الصفحة (635) وما بعدها
ففيه استيعاب الأدلة والنصوص حول هذه المسألة الكبيرة
*عبدالرحمن*
2020-11-01, 04:38
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2020/11/01/06/695888865.jpg (https://www.0zz0.com)
في موضوع سابق استفادنا حين علمنا
ان واجب الخوف و الرجاء في عبادة الله
و اليوم نسلط الضوء علي معني اخر
من اجل ان يستقر المعني في عقولنا و قلوبنا
حين علم الإنسان بعظمة الله تعالى وبذنوبه وتقصيره في حق الله
يوجب حينها له الخوف من الله
من غير أن يصل إلى اليأس من رحمة الله .
وعلمه بسعة فضل الله وعفوه وكرمه ورحمته
يوجب له رجاء أن يكون من أهل تلك الرحمة الواسعة
من غير أن يصل إلى الأمن من مكر الله .
وبهذا يعتدل سير المسلم إلى الدار الآخرة
فيجمع بين الخوف والرجاء
ويجتنب اليأس من رحمه الله ، والأمن من مكره .
فبرجاء رحمة الله يعبد المسلم ربه ويطيعه ويعمل الصالحات
وبالخوف منه يترك معصيته .
وقد رغب الله تعالى
عباده في رحمته وفضله ورهبهم وخوفهم من عذابه .
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
( لَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعُقُوبَةِ ، مَا طَمِعَ بِجَنَّتِهِ أَحَدٌ
وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ ، مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ)
رواه مسلم (2755)
ويجمع المؤمن مع ذلك أيضا (الخوف والرجاء) محبةَ لله تعالى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" ولهذا قال بعض السلف :
من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق
ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري [ الحرورية : هم الخوارج ]
ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجىء
ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن .
والمقصود :
أن تجريد الحب والذكر عن الخوف يوقع في هذه المعاطب
فإذا اقترن الخوف جمعه على الطريق ورده إليها
فما حفظت حدود الله ومحارمه
ووصل الواصلون إليه بمثل خوفه ورجائه ومحبته
فمتى خلا القلب من هذه الثلاث :
فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا .
ومتى ضعف فيه شيء من هذه: ضعف إيمانه بحسبه "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/21) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" الواجب على المكلف ذكرا كان أو أنثى ألا ييأس
ولا يقنط ويدع العمل
بل يكون بين الرجاء والخوف يخاف الله
ويحذر المعاصي ، ويسارع في التوبة
ويسأل الله العفو
ولا يأمن من مكر الله ويقيم على المعاصي ويتساهل
ولكن يحذر معاصي الله ، ويخافه ولا يأمن
بل يكون بين الخوف والرجاء "
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/ 38) .
نسأل الله تعالى أن ييسرنا لليسرى وأن يجنبنا العسرى .
الخلاصة
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إن غلب عليه الرجاء
وقع في الأمن من مكر الله
وإن غلب عليه الخوف
وقع القنوط من رحمة الله
وكلاهما من كبائر الذنوب " .
انتهى من " لقاء الباب المفتوح" (11/ 7) بترقيم الشاملة
و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-02, 04:23
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/11/02/06/318103818.jpg (https://www.0zz0.com)
لقد كان الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم
أرحم الناس وأرقَّهم ، يحب الخير لهم
ويحرص على سعادتهم ونجاتهم
ولن نجد أصدق من كلمات الله تعالى دليلا على ذلك :
يقول الله عز وجل :
( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) التوبة/128
وكان يحب أمته كثيرا
يحمل هَمَّ نجاتها يوم القيامة
ويرجو أن يكرمها الله سبحانه وتعالى بجنته
حتى كان يبكي من شدة خوفه عليهم ورحمته بهم .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه :
( أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تَلَا قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ
( رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) الْآيَةَ
وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام :
( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي . وَبَكَى .
فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا جِبْرِيلُ ! اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ - وَرَبُّكَ أَعْلَمُ
- فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ . فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام
فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ
وَهُوَ أَعْلَمُ . فَقَالَ اللَّهُ : يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ
فَقُلْ : إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلَا نَسُوءُكَ )
رواه مسلم (202)
يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (3/78-79) :
" هذا الحديث مشتمل على أنواع من الفوائد منها
بيان كمال شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على أمته
واعتنائه بمصالحهم ، واهتمامه بأمرهم
ومنها البشارة العظيمة لهذه الأمة -
زادها الله تعالى شرفا - بما وعدها الله تعالى بقوله
( سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك )
وهذا من أرجى الأحاديث لهذه الأمة أو أرجاها " انتهى .
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لجميع أمته
ويستغيث الله تعالى أن يجعلها أمةً مكرَّمةً مرحومةً
حتى استجاب اللَّه له فجعل شطر أهل الجنة من أمته
أو يزيد ، ورزقهم شفاعته يوم القيامة .
و من رحمته صلى الله عليه وسلم وحبه لأمته
أنه خص مَن آمن به واتبعه ولم يره بمزيد فضل وخير
عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( طُوبَى لِمَن آمَنَ بِي وَرَآنِي مَرَّةً
وُطُوبَى لِمَن آمَنَ بِي وَلَم يَرَنِي سَبعَ مِرَارٍ )
رواه أحمد في "المسند" (3/155)
وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1241)
يقول النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (2/176) :
" وأما معنى طوبى : فاختلف المفسرون فى معنى
قوله تعالى : ( طوبى لهم وحسن مآب )
فروي عن ابن عباس رضى الله عنهما أن معناه :
فرح وقرة عين .
وقال عكرمة : نِعم ما لهم
وقال الضحاك : غبطةٌ لهم .
وقال قتادة : حسنى لهم .
وعن قتادة أيضا : معناه أصابوا خيرا .
وقال إبراهيم : خير لهم وكرامة .
وقال ابن عجلان : دوام الخير .
وقيل : الجنة . وقيل : شجرة فى الجنة .
وكل هذه الأقوال محتملة فى الحديث والله اعلم " انتهى .
ثم بشر صلى الله عليه وسلم المؤمنين بعده
ممن لم يره بأنه ينتظرهم عند الحوض الشريف :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى الْمَقْبُرَةِ فَقَالَ
( السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ
وَدِدْتُ أَنِّي قَدْ رَأَيْتُ إِخْوَانَنَا .
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَلَسْنَا إِخْوَانَكَ ؟
قَالَ : بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي
وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ يَأْتِي بَعْدَكَ مِنْ أُمَّتِكَ ؟
قَالَ : أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لِرَجُلٍ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ
فِي خَيْلٍ بُهْمٍ دُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟
قَالُوا : بَلَى . قَالَ : فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ ، وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ )
رواه مسلم (249) والنسائي (150) واللفظ له
وانظر "السلسلة الصحيحة" (2888)
( أنا فرطهم ) أي أنا أتقدمهم على الحوض
( دهم ) سود
. "شرح النووي" (3/139)
الخلاصة
فمن أراد أن يحصل هذه الفضائل
فعليه أن يلتزم هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وأن يتمسك بسنته ، حتى يفوز بصحبته في الجنة .
نسأل الله تعالى أن يكرمنا وإياكم بذلك من فضله
إنه جواد كريم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-03, 04:29
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/11/03/06/893715481.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يُؤْذِينِي ابنُ آدَمَ يقولُ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ
فلا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ: يا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فإنِّي أنا الدَّهْرُ
أُقَلِّبُ لَيْلَهُ ونَهارَهُ، فإذا شِئْتُ قَبَضْتُهُما.
صحيح مسلم 2246
ومن منكرات الألفاظ عند بعض الناس أنه يلعن الساعة أو اليوم
الذي حدث فيه الشيء الفلاني ( مما يكرهه )
ونحو ذلك من ألفاظ السّباب فهو يأثم على اللعن والكلام القبيح
وثانيا يأثم على لعن ما لا يستحقّ اللعن فما ذنب اليوم والسّاعة ؟
إنْ هي إلا ظروف تقع فيها الحوادث وهي مخلوقة ليس لها تدبير ولا ذنب
وكذلك فإنّ سبّ الزمن يعود على خالق الزّمن
فينبغي على المسلم أن ينزّه لسانه عن هذا الفحش والمنكر
قال النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم
لا تسبُّوا الدهرَ فإنَّ اللهَ قال : أنا الدهرُ
الأيامُ والليالي لي أُجدِّدُها وأُبْلِيها
وآتي بملوكٍ بعد ملوكٍ
فتح الباري لابن حجر 10/581
و لا يجوز قول : (الزمن غدار)
وذلك لأن الزمن لا تصريف له للأمور
وإنما الذي يصرفه
ويصرف كل الكون ويدبر أمره هو الله وحده لا شريك له
ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سب الدهر
لأن هذا السب سيعود في حقيقته إلى الله
تعالى الله عن ذلك
وسئل الشيخ ابن عثيمين حفظه الله عن حكم سب الدهر :
فأجاب قائلا:
سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام .
القسم الأول :
أن يقصد الخبر المحض دون اللوم :
فهذا جائز مثل أن يقول " تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده "
وما أشبه ذلك
لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر .
القسم الثاني :
أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر
أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر :
فهذا شرك أكبر
لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله .
القسم الثالث :
أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله
ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة :
فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر
لأنه ما سب الله مباشرة
ولو سب الله مباشرة لكان كافراً .
" فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) .
وقد سئل ايضا فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
عن هذه العبارات : " هذا زمان أقشر "
أو " الزمن غدار "
أو " يا خيبة الزمن الذي رأيتك فيه " ؟
فأجاب :
"هذه العبارات التي ذكرت في السؤال تقع على وجهين :
الوجه الأول :
أن تكون سبا وقدحا في الزمن :
فهذا حرام ولا يجوز
لأن ما حصل في الزمن فهو من الله عز وجل
فمن سبه فقد سب الله
ولهذا قال الله تعالى في الحديث القدسي
: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر
بيدي الأمر أقلب الليل والنهار) .
والوجه الثاني :
أن يقولها على سبيل الإخبار :
فهذا لا بأس به
ومنه قوله تعالى عن لوط عليه الصلاة والسلام
: (وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ) أي شديد
وكل الناس يقولون : هذا يوم شديد .
وهذا يوم فيه كذا وكذا من الأمور ، وليس فيه شيء .
وأما قول : "هذا الزمن غدار" فهذا سب
لأن الغدر صفة ذم ولا يجوز .
وقول : "يا خيبة اليوم الذي رأيتك فيه"
إذا قصد يا خيبتي أنا
فهذا لا بأس فيه ، وليس سبا للدهر
وإن قصد الزمن أو اليوم فهذا سب فلا يجوز" انتهى .
"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (1/198) .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-04, 04:34
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2020/11/04/06/782715444.jpg (https://www.0zz0.com)
الخوف من الله تعالى واجب على كل أحد
ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف منه
قال الله عز وجل :
( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران/175
وقال عز وجل : ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) المائدة/44
وقال سبحانه : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) البقرة/40 .
وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ
وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة
وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
رواه ابن المبارك في "الزهد" (157)
وحسنه الألباني في "الصحيحة" (742).
كيف نخاف الله عز وجل ؟
ما هو الواجب علينا فعله لنبلغ هذه المنزلة ؟
كيف تدل محبة الله تعالى على الخوف منه ؟
إن لذلك وسائل شرعية ، وأعمالا قلبية
نذكر منها ما يتهيأ به – إن شاء الله -
لكل مسلم أن يخاف ربه ، ويخشى عذابه
ويلجئه خوفه إلى حسن الظن به سبحانه ، فمن ذلك :
- قراءة القرآن وتدبر معانيه
قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً *
وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً *
وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109
- استشعار عظم الذنب وهوله :
روى البخاري (6308)
عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ
" إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ
وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا " .
- تقوى الله تعالى ، بفعل الطاعات ، وترك المنكرات والمحرمات
فهذا يزرع الخوف في القلوب ، ويحييها بعد مواتها
ويشغلها بمحبة الله وابتغاء مرضاته واتقاه سخطه
- تعظيم محارم الله .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ: مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ خِيفَ مِنْهُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ.
قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: صِدْقُ الْخَوْفِ : هُوَ الْوَرَعُ عَنِ الْآثَامِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.
وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ
يَقُولُ: الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ مَا حَجَزَكَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ "
انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 510) .
- معرفة فضل الخائفين من الله الوجلين
قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال/ 2
وعن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال
: قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :
( لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع
وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ )
. رواه الترمذي (1633) ، والنسائي (3108) . وصححه الألباني .
- أن تعلم قدر نفسك ، وأنك ضعيف مهين
ولو شاء الله لعاجلك بالعقوبة
فينبغي لمن هذه حاله أن يكون خائفا من مولاه
قال الغزالي رحمه الله :
" الخوف مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَارَةً يَكُونُ لِمَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى
وَمَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ أَهْلَكَ الْعَالَمِينَ لَمْ يُبَالِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَانِعٌ
وَتَارَةً يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ بِمُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي
وَتَارَةً يَكُونُ بِهِمَا جَمِيعًا
وَبِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِغْنَائِهِ
فَأَخْوَفُ النَّاسِ لِرَبِّهِ أَعْرَفُهُمْ بِنَفْسِهِ وَبِرَبِّهِ " .
انتهى من "إحياء علوم الدين" (4/ 155) .
- الخوف من مباغتة العقوبة
وعدم الإمهال والتمكن من التوبة :
قال ابن القيم رحمه الله :
" ينشأ - يعني الخوف - من ثلاثة أُمور:
أحدها: معرفته بالجناية وقبحها.
والثاني: تصديق الوعيد
وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.
والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة
ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب.
فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف
وبحسب قوتها وضعفها : تكون قوة الخوف وضعفه
فإن الحامل على الذنب إما أن يكون عدم علمه بقبحه
وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته
وإما أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة
وهو الغالب من ذنوب أهل الإيمان، فإذا علم قبح الذنب
وعلم سوءَ مغبته وخاف أن لا يفتح له باب التوبة
بل يمنعها ويحال بينه وبينها : اشتد خوفه.
هذا قبل الذنب ؛ فإذا عمله : كان خوفه أشد.
وبالجملة فمن استقر في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزائها
وذكر المعصية والتوعد عليها
وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح :
هاج في قلبه من الخوف
ما لا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو "
انتهى ، من "طريق الهجرتين" (ص 283) .
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-05, 04:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/11/05/06/229812665.jpg (https://www.0zz0.com)
قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ
لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون َ) التحريم/6
قال ابن القيم
"وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه
وضيعوا أمره ونهيه ونسوا أنه شديد العقاب
وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين .
ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند .
وقال بعض العلماء :
من قطع منك عضواً في الدنيا بسرقة ثلاثة دراهم
لا تأمن أن تكون عقوبته في الآخرة نحو هذا .
وقيل للحسن : نراك طويل البكاء
فقال : أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي .
وكان يقول : إن قوماً ألهتهم أمانيّ المغفرة
حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة
يقول أحدهم : إني لأحسن الظن بربي
وكذب ، لو أحسن الظن لأحسن العمل .
ثم ذكر رحمه الله بعض الأحاديث الدالة
على شدة عقاب الله تعالى ثم قال :
والأحاديث في هذا الباب أضعاف أضعاف ما ذكرنا
فلا ينبغي لمن نصح نفيه أن يتعامى عنها
ويرسل نفسه في المعاصي
ويتعلق بحسن الرجاء وحسن الظن"
اهـ باختصار . في "الجواب الكافي" ص 53-68 :
من حيث العدد هي نارٌ واحدة وجنة واحدة
لكن كل منهما درجات ومنازل
و تختلف دركات النار باختلاف ذنوب أهلها في الدنيا
والمنافقون في الدرك الأسفل منها
كما قال ربنا تبارك وتعالى :
( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرا ) النساء/145
وأخف دركاتها - والعياذ بالله
- ما أشار إليه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
فيما رواه النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ نَعْلانِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ
وفي رواية توضع في أخمص قدميه جمرتان
يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِ الْمِرْجَلُ
إي القِدْر ـ مَا يَرَى أَنَّ أَحَدًا أَشَدُّ مِنْهُ عَذَابًا وَإِنَّهُ لأَهْوَنُهُمْ عَذَابًا )
رواه البخاري (6562) ومسلم (212)
أشار رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى شِدَّةِ عذابِ النَّارِ
بذِكْرِ أقلِّ أهلِها وأهونِهم عذابًا والعِياذُ بالله
وهو رجلٌ تُوضَع جَمْرَتَيْنِ في أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ
(وهو ما لم يُصِبِ الأرضَ مِن باطِن الأقدام)
فيَغْلِي من حَرِّهما دِماغُه
نسأل الله السلامةَ والعافيةَ
وقِيلَ بأنَّه عَمُّ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أبو طَالِبٍ
لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم
وقد ذُكِر عندَه عَمُّه أبو طالِبٍ:
«لعلَّه تَنفعُه شَفاعتي يومَ القِيامة؛
فيُجعَل في ضَحْضَاحٍ من نارٍ يَبلُغ كَعْبَيْهِ
يَغلِي منه أُمُّ دِماغِه»
والحديثُ يَحتمِلُه وغيرَه مِمَّن حالُه كحالِه.
الخلاصة
فعلى من سمت همته أن يتطلع للأعلى
ويعمل لينال رضي الله
ويدخل جنة الفردوس
وها هي الأعمال
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-06, 04:39
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2020/11/06/06/854557299.jpeg (https://www.0zz0.com)
الفتن: جمع فتنة,
وهي الابتلاء والامتحان والاختبار,
ثم كثر استعمالها فيما أخرجه الاختبار للمكروه,
ثم أطلقت على كل مكروه أو آيل إليه
انظر: ((لسان العرب)) (13/317) مادة (فتن).
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
أن من أشراط الساعة ظهور الفتن العظيمة
التي يلتبس فيها الحق بالباطل فتزلزل الإيمان
و علمنا إن للفتن أخلاقا يجب التحلي بها
حتى لا تؤثر تلك الفتن سلبا على الإنسان
أو يكون هو بنفسه يؤثر سلبا على جماعة المسلمين
فمن تلك الأخلاق :
نحتاج إلى الصبر كثيراً ، وخصوصاً عند الفتن .
يقول الله تعالى وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
سورة البقرة
وعن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ
قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ
قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْهُمْ قَالَ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ .
" أخرجه أبوداود (4341 ) وابن ماجه ( 4014 )
وصححه الألباني في الصحيحة ( 494 ) بشواهده .
وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم
وبين ذوي الجبن والضعف
ولذلك وَعَى السلف الصالح أهمية الصبر عند وقوع الفتن
والحوادث وإليك نماذج مْن سيرتهم .
-لما كان الصحابة رضي الله عنهم يعذبون ويفُتنون في صدر الإسلام
بمكة كان يمر بهم النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرهم بالصبر
ومنهم آل ياسر فإذا مر بهم قال :
صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة .
صححه الألباني في تخريج فقه السيرة ص 103 .
- عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ عَدِيٍّ قَالَ أَتَيْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ فَشَكَوْنَا إِلَيْهِ
مَا نَلْقَى مِنْ الْحَجَّاجِ فَقَالَ اصْبِرُوا فَإِنَّهُ لا يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ
إِلا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ
سَمِعْتُهُ مِنْ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه البخاري (7068)
قَالَ الْمُسْتَوْرِدُ الْقُرَشِيُّ عِنْدَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: " تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ .
" فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : أَبْصِرْ مَا تَقُولُ .
قَالَ : أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
. قَالَ : لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ ؛ إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالا أَرْبَعًا :
إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ
وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ
وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ .
أخرجه مسلم ( 2889
الخلاصة [/COLOR
[COLOR="Navy"]قال النعمان بن بشير
" إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتن
فأعدوا للبلاء صبراً "
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-08, 04:34
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2020/11/08/06/935027058.jpg (https://www.0zz0.com)
اعلموا ـ يا عباد الله ـ أن نيل الدرجات في الدنيا والآخرة
ليس بالأماني ولا الأحلام ، وإنما هو بسلوك أسباب ذلك
ولولا ذلك ما كان فرق بين الصادق والكاذب
وهذا من حكمة الله تعالى في تكليفه لعباده
وأمرهم بما أمرهم به .
قال الله تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا *
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) سورة النساء /123-124.
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :
أي: لَيْسَ الأمر والنجاة والتزكية بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
والأماني : أحاديث النفس المجردة عن العمل
المقترن بها دعوى مجردة
لو عورضت بمثلها لكانت من جنسها . وهذا عامّ في كل أمر
فكيف بأمر الإيمان والسعادة الأبدية ؛ ...
فالأعمال تصدق الدعوى أو تكذبها " .
"تفسير السعدي" (205) .
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ
أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ ) .
رواه الترمذي (2450) وحسنه
صححه الألباني في "صحيح الترمذي" وغيره .
فالجنة سلعة غالية ، والفردوس الأعلى أعلى الجنان وأفضلها
ولا يصل إليها إلا من اختصهم الله بمزيد فضله .
وروى الترمذي (3174) وصححه
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( َالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا ) وصححه الألباني .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ ) متفق عليه .
فإذا كانت الجنة محفوفة بالمكاره وأنواع المشاق
فكيف بأعلى درجاتها وأسمى منازلها ؟
هذا يدل على أن الأمر ليس بالأمر الهين .
قال ابن القيم :
" أنزه الموجودات وأظهرها
وأنورها وأشرفها وأعلاها ذاتا وقدرا وأوسعها :
عرش الرحمن جل جلاله ، ولذلك صلح لاستوائه عليه
وكل ما كان أقرب إلي العرش
كان أنور وأنزه وأشرف مما بعد عنه
ولهذا كانت جنة الفردوس أعلى الجنان وأشرفها وأنورها وأجلها
لقربها من العرش ، إذ هو سقفها
وكل ما بعد عنه كان أظلم وأضيق
ولهذا كان أسفل سافلين شر الأمكنة
وأضيقها وأبعدها من كل خير " انتهى .
"الفوائد" (ص 27)
وأهل الفردوس الأعلى هم السابقون المبادرون
إلى فعل الخيرات كما أمروا
قال الله تعالى :
( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ *
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ) الواقعة/10 – 12
قال السعدي :
" والمقربون هم خواص الخلق " انتهى .
"تفسير السعدي" (ص 833)
قال ابن كثير :
" من سابق في هذه الدنيا وسبق إلى الخير
كان في الآخرة من السابقين إلى الكرامة
فإن الجزاء من جنس العمل ، وكما تدين تدان " انتهى .
"تفسير ابن كثير" (7 / 517)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ
وَأَعْلَى الْجَنَّةِ أُرَاهُ فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ
وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ).
رواه البخاري (2790)
ومن أهم الأعمال التي تبلغ المسلم الدرجات العلى
ولعلها أن تبلغه الفردوس الأعلى برحمة الله :
- الجهاد في سبيل الله :
وقد تقدم في ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
- الإخلاص والصدق مع الله :
روى مسلم (1909)
من حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: ( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ
وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ).
قال النووي رحمه الله :
" َفِيهِ : اِسْتِحْبَاب سُؤَال الشَّهَادَة , وَاسْتِحْبَاب نِيَّة الْخَيْر " انتهى .
- الإيمان بالله والتصديق بالمرسلين :
قال الله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ) الكهف / 107
قال السعدي :
" يحتمل أن المراد بجنات الفردوس : أعلى الجنة ، وأوسطها ، وأفضلها
وأن هذا الثواب ، لمن كمل فيه الإيمان والعمل الصالح
والأنبياء والمقربون .
ويحتمل أن يراد بها : جميع منازل الجنان ، فيشمل هذا الثواب
جميع طبقات أهل الإيمان ، من المقربين ، والأبرار ، والمقتصدين
كل بحسب حاله ، وهذا أولى المعنيين لعمومه "
انتهى . تفسير السعدي - (488) .
- إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا
إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة :
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ؟ )
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : ( إسباغ الوضوء على المكاره
وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة
فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ) .
رواه مسلم (251) .
- الطاعات التي ورد في الأخبار الصحيحة
أنها سبب في معية النبي صلى الله عليه وسلم ومصاحبته في الجنة :
روى مسلم (489)
عن ربيعة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ
: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ
فَقَالَ لِي : سَلْ فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ . قَالَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ؟
قُلْتُ هُوَ ذَاكَ . قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ .
وروى مسلم (2983)
أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ )
وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .
وروى أيضا (2631)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ ) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ .
وروى الإمام أحمد (12089)
عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ أُخْتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ
حَتَّى يَمُتْنَ أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ )
وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .
صححه الألباني في "الصحيحة" (296)
و الخلاصة
فالاجتهاد في الأعمال الصالحة ، والمسارعة في الخيرات
واستدامة العمل الصالح ، وصنائع المعروف
ومسابقة أهل الخير والصلاح :
أصل الوصول إلى غاية المأمول في الدنيا والآخرة
ولو كانت تلك الغاية هي الفردوس الأعلى .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-09, 04:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/11/09/06/288089662.jpg (https://www.0zz0.com)
فتنة الدجال أعظم الفتن
منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة
وذلك بسبب ما يخلق الله معه من الخوارق العظيمة
التي تبهر العقول وتحير الألباب .
فقد ورد أن معه جنة وناراً
جنته ناره وناره جنته
وأن معه أنهار الماء وجبال الخبز
ويأمر السماء أن تمطر فتمطر
والأرض أن تنبت فتنبت ، وتتبعه كنوز الأرض
ويقطع الأرض بسرعة عظيمة كسرعة الغيث استدبرته الريح
إلى غير ذلك من الخوارق .
وكل ذلك جاءت به الأحاديث الصحيحة .
روى الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، جُفَالُ الشَّعَرِ - كَثِيرُهُ -
مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ "
رواه مسلم برقم 5222 .
ولمسلم أيضاً عن حذيفة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لأنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ : مَعَهُ نَهْرَانِ يَجْرِيَانِ أَحَدُهُمَا
رَأْيَ الْعَيْنِ مَاءٌ أَبْيَضُ وَالآخَرُ رَأْيَ الْعَيْنِ نَارٌ تَأَجَّجُ
فَإِمَّا أَدْرَكَنَّ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ النَّهْرَ الَّذِي يَرَاهُ نَارًا وَلْيُغَمِّضْ ثُمَّ لْيُطَأْطِئْ
رَأْسَهُ فَيَشْرَبَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ "
رواه مسلم برقم 5223 .
وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه في ذكر الدجال :
أن الصحابة قالوا : " يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الأَرْضِ ؟
قَالَ : أَرْبَعُونَ يَوْمًا ؛ يَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ
وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ " " ..
قالوا : وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ ؟
قَالَ : كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ . فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ
فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ
وَالأَرْضَ فَتُنْبِتُ ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ - الماشية -
أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا - الأعالي والأسنمة - وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا
وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ - كناية عن الامتلاء وكثرة الأكل -
. ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ
فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ
وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ
كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ . ثُمَّ يَدْعُو رَجُلا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ
بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ
ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ "
رواه مسلم برقم 5228 .
وجاء في رواية البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن هذا الرجل الذي يقتله الدجال من خيار الناس أو خير الناس
يخرج إلى الدجال من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيقول للدجال : " أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ . فَيَقُولُ الدَّجَّالُ :
أَرَأَيْتُمْ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ هَلْ تَشُكُّونَ فِي الأَمْرِ ؟
فَيَقُولُونَ لا . فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ
فَيَقُولُ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ فِيكَ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ
فَيُرِيدُ الدَّجَّالُ أَنْ يَقْتُلَهُ فَلا يُسَلَّطُ عَلَيْهِ "
البخاري برقم 6599 .
وفي حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه
قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال :
" وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لأَعْرَابِيٍّ أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ
لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ ؟
فَيَقُولُ : نَعَمْ . فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ
وَأُمِّهِ فَيَقُولانِ يَا بُنَيَّ اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ "
رواه ابن ماجه برقم 4067 .
وصححه الألباني ( صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 7752 ) .
نسأل الله العافية ونعوذ به من الفتن ..
الوقاية من فتنة الدجال :
التعوذ من فتنة الدجال ، وخاصة في الصلاة
وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة
منها ما روي عن أم المؤمنين عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة
: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ "
رواه البخاري برقم 789 .
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ
يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ
وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ
وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ "
رواه مسلم برقم 924 .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-10, 04:26
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
صفات المسيح الدجال
أنه رجل شاب أحمر ، قصير
أفحج جعد الرأس ، أجلى الجبهة ، عريض النحر
ممسوح العين اليمنى ، وهذه العين ليست بناتئة
- منتفخة وبارزة - ولا جحراء - غائرة -
كأنها عنبة طافئة .
وعينه اليسرى عليها ظفرة - لحمة تنبت عند المآقي - غليظة .
ومكتوب بين عينيه " ك ف ر " بالحروف المقطعة
أو " كافر " بدون تقطيع
يقرؤها كل مسلم ، كاتب وغير كاتب .
ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له .
وهذه بعض الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها ذكر صفاته السابقة
وهي من الأدلة على ظهور الدجال :
1- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ
بَيْنَ رَجُلَيْنِ يَنْطُفُ رَأْسُهُ مَاءً فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا ابْنُ مَرْيَمَ
. فَذَهَبْتُ أَلْتَفِتُ فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ جَعْدُ الرَّأْسِ
أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ
أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ "
رواه البخاري برقم 6508
وَابْنُ قَطَنٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ .
2- وعن ابن عمر رضي الله عنهما
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال
بين ظهراني الناس فقال :
" إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ
الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ .. "
رواه البخاري برقم 3184 .
3- وفي الحديث الطويل الذي رواه النواس
بن سمعان رضي الله عنه قال :
" ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال
ذات غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ
.. " فقال في وصف الدجال :
" إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ - شديد جعودة الشعر-
عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ "
رواه مسلم برقم 5228 .
4- وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا
إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ
أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ
فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ "
رواه أبو داود برقم 3763
والحديث صحيح ( صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 2455 ) .
5- وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" .. وَأَمَّا مَسِيحُ الضَّلالَةِ فَإِنَّهُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ
أَجْلَى الْجَبْهَةِ عَرِيضُ النَّحْرِ فِيهِ دَفَأٌ - إنحناء - .. "
رواه أحمد برقم 7564 .
6- وفي حديث حذيفة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الدَّجَّالُ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُسْرَى ، جُفَالُ الشَّعَرِ - كَثِيرُهُ -
مَعَهُ جَنَّةٌ وَنَارٌ فَنَارُهُ جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ "
رواه مسلم برقم 5222 .
7- وفي حديث أنس رضي الله عنه :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ
أَلا إِنَّهُ أَعْوَرُ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ "
رواه البخاري برقم 6598
وفي رواية : " وَمَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ك ف ر "
مسلم برقم 5219
وفي رواية عن حذيفة :
" يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ "
مسلم برقم 5223
قال النووي :
" الصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها
وأنها كتابة حقيقية جعلها الله آية وعلامة
من جملة العلامات القاطعة بكفره وكذبه وإبطاله
يظهرها الله لكل مسلم كاتب وغير كاتب
ويخفيها عمن أراد شقاوته وفتنته
ولا امتناع في ذلك "
شرح النووي لصحيح مسلم ( 18 / 60 ) .
8- ومن صفاته أيضاً ما جاء في حديث فاطمة بنت قيس
رضي الله عنها في قصة الجسّاسة
وفيه قال تميم الداري رضي الله عنه :
" فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ فَإِذَا
فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا "
رواه مسلم برقم 5235 .
9- وفتنته عظيمة جدا لدرجة أنه ليس بين خلق آدم
إلى قيام الساعة فتنة أكبر من فتنة المسيح الدجال
كما جاء وفي حديث عمران بن حصين رضي الله عنه قال
: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
" مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنْ الدَّجَّالِ "
رواه مسلم برقم 5239 .
وفي رواية أحمد عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ
قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ
فِتْنَةٌ أَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ .
مسند الإمام أحمد 15831
10- وأمّا أن الدجال لا يُولَدُ له
فلما جاء في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
في قصته مع ابن صياد ، فقد قال لأبي سعيد
: " أَلَسْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
إِنَّهُ لا يُولَدُ لَهُ ؟ قَالَ قُلْتُ : بَلَى .. "
رواه مسلم برقم 5209 .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-10, 16:55
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الدجال رجل من بني آدم
له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به
وتحذيرهم من شره
حتى إذا خرج عرفه المؤمنون فلا يفتنون به
بل يكونون على علم بصفاته
التي أخبر بها الصادق صلى الله عليه وسلم
وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس
فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة .
نسأل الله العافية .
*معنى المسيح :
ذكر العلماء ما يزيد عن خمسين قولاً في معنى " المسيح " .
وقالوا أن هذا اللفظ يطلق على الصدّيق وعلى الضلّيل الكذاب
فالمسيح عيسى ابن مريم الصدّيق ، مسيح الهدى
يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحي الموتى بإذن الله .
والمسيح الدجال هو الضلّيل الكذاب
مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات كإنزال المطر
وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق .
فخلق الله المسيحين أحدهما ضد الآخر .
وقال العلماء في سبب تسمية الدجال بالمسيح :
أن إحدى عينيه ممسوحة
وقيل : لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً ..
والقول الأول هو الراجح
لما جاء في الحديث الذي رواه مسلم برقم 5221
عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ .. " .
*معنى الدجال :
الدَّجل : هو الخلط والتلبيس ، يقال دَجَلَ إذا لبّس ومَوَّهَ
والدجال : المُمَوِّه الكذاب ، الذي يُكثِر من الكذب والتلبيس .
ولفظة " الدجال " أصبحت عَلَمَاً على المسيح الأعور الكذاب
وسمي الدجال دجالاً :
لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم .
*مكان خروج الدجال :
يخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان
من يهودية أصبهان
ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله ، إلا مكة والمدينة
فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما .
ففي حديث فاطمة بنت قيس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال :
" أَلا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ لا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ
مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ
مَا هُوَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ "
رواه مسلم برقم 5228 .
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال
: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ "
رواه الترمذي برقم 2163
. صححه الألباني ( صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 3398 ) .
وعن أنس رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ مَعَهُ سَبْعُونَ
أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ التِّيجَانُ "
رواه أحمد برقم 12865 .
الأماكن التي لا يدخلها الدجال :
حرم على الدجال دخول مكة والمدينة حين يخرج في آخر الزمان
لورود الأحاديث الصحيحة بذلك
وأما ما سوى ذلك من البلدان فإن الدجال سيدخلها واحداً بعد الآخر .
جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن الدجّال قال
: " وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ
فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً
غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ
عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي
مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا
وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا "
رواه مسلم برقم 5228 .
وثبت أيضاً أن الدجال لا يدخل مسجد الطور ، والمسجد الأقصى .
روى الإمام أحمد برقم 22572
من حديث جنادة بن أبي أمية الأزدي قال :
أتيت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له
: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّجَّالِ
فذكر الحديث وقال :
" وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِيكُمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَرِدُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ
إِلا أَرْبَعَ مَسَاجِدَ مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ وَالطُّورِ وَمَسْجِدَ الأَقْصَى " .
أتْباع الدجال :
أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك
وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء .
روى الإمام مسلم في صحيحه برقم 5237
عن أنس بن مالك رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ "
والطيالسة : كساء غليظ مخطط
. وفي رواية للإمام أحمد : " سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ التِّيجَانُ "
حديث رقم 12865 .
وجاء في حديث أبي بكر السابق :
" يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ "
رواه الترمذي برقم 2136 .
وأما كون الأعراب يتبعون الدجال
فلأن الجهل غالب عليهم
أما النساء لسرعة تأثرهن وغلبة الجهل عليهن .
جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ - وادٍ بالمدينة -
فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ
حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ
وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ "
رواه أحمد برقم 5099 .
* هلاك الدجال :
يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام
كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة
وذلك الدجال يظهر على الأرض ويكثر أتباعه وتعم فتنته
ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين
وإليكم بعض الأحاديث الواردة في هلاك الدجال وأتباعه :
روى مسلم برقم 5233
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ .. " فذكر الحديث
وفيه : " فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ
عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ " .
وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال :
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنْ الدِّينِ وَإِدْبَارٍ مِنْ الْعِلْمِ " فذكر الحديث وفيه :
" ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيُنَادِي مِنْ السَّحَرِ
فَيَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ فَيَقُولُونَ
هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ فَيَنْطَلِقُونَ فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَتُقَامُ الصَّلاةُ فَيُقَالُ لَهُ تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ فَيَقُولُ لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ
فَلْيُصَلِّ بِكُمْ فَإِذَا صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ
قَالَ فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ يَنْمَاثُ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَيَمْشِي إِلَيْهِ
فَيَقْتُلُهُ حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي يَا رُوحَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ
فَلا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلا قَتَلَهُ "
حديث رقم 14426 .
الخلاصة
تحدث الوقاية من فتنة الدجال :
بالتمسك بالإسلام
والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى
التي لا يشاركه فيها أحد
فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب
وأن الله تعالى منزه عن ذلك
وأن الدجال أعور والله ليس بأعور
وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت
والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم .
التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة
روى مسلم برقم 1342
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: " مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ "
أي : من فتنته ، قال مسلم :
قال شعبة : " مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ و قَالَ هَمَّامٌ مِنْ أَوَّلِ الْكَهْف " .
قال النووي :
" سَبَب ذَلِكَ مَا فِي أَوَّلهَا مِنْ الْعَجَائِب وَالآيَات ,
فَمَنْ تَدَبَّرَهَا لَمْ يُفْتَتَن بِالدَّجَّالِ , وَكَذَا فِي آخِرهَا قَوْله تَعَالَى :
( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا .. ) "
شرح صحيح مسلم 6 / 93 .
وهذا من خصوصيات سورة الكهف
فقد جاءت الأحاديث بالحث على قراءتها وخاصة في يوم الجمعة
روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُوْرَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
أَضَاءَ لَهُ مِنَ الْنُّوْرِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ "
المستدرك ( 2 / 368 )
وصححه الألباني ( صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 6346 ) .
فينبغي لكل مسلم أن يحرص على قراءة هذه السورة وحفظها
وترديدها وخاصة في خير يوم طلعت عليه الشمس وهو يوم الجمعة .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-11, 04:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/11/11/06/905658963.jpg (https://www.0zz0.com)
الشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة
و الشفاعة كلها ملك لله عز وجل
كما قال سبحانه : ( قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ) الزمر/ 44
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الشفاعة لله، ومرجعها كلها إليه
وهو الذي يأذن فيها إذا شاء، ولمن شاء "
انتهى من "مجموع فتاوى ورسائل العثيمين" (7/ 68) .
وهي قسمان :
القسم الأول :
الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ .
القسم الثاني :
الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :
النوع الأول: الشفاعة الخاصة
وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة
لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :
أولها: الشفاعة العظمى
وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه
في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ
عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء .
وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق
حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر
يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون
فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد
يتمنون التحول من هذا المكان
فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها
حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول
: "أنا لها، أنا لها".
فيشفع لهم في فصل القضاء فهذه الشفاعة العظمى
وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما
و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 )
عن ابن عمر رضي الله عنهما:
"إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً
كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع
حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟
فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك "
رواه مسلم (333 ) .
وفي رواية له( 332 )
" أنا أول شفيع في الجنة ".
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر عنده عمه أبو طالب فقال:
"لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح
من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه"
رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )
رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم
في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :
وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث
أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه
: "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ
تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي
يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ
مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ "
رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .
النوع الثاني: الشفاعة العامة
وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم
ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين
وهي أقسام:
أولاها:
الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها .
والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :
ما جاء في صحيح مسلم( 269 )
من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا:
" فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله
في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار
يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون.
فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم
فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا...
فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون
وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين
فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .
ثانيها:
الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها
وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا
لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه)
أخرجه مسلم ( 1577 )
فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.
ثالثها:
الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة
أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة
ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528)
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال:
" اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين
واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين
وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-12, 04:30
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ينبغي للمسلم أن يرجو ويسعى بالدعاء والعمل الصالح
في الدنيا لينال شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة .
وقد قال أبو هريرة للنبي صل الله عليه وسلم :
(أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ :
"لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ" خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه)
رواه البخاري ( 97 ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
تعليقا على هذا الحديث :
" فَتِلْكَ " الشَّفَاعَةُ " هِيَ لِأَهْلِ الْإِخْلَاصِ بِإِذْنِ اللَّهِ
لَيْسَتْ لِمَنْ أَشْرَكَ بِاَللَّهِ ، وَلَا تَكُونُ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.
وَحَقِيقَتُهُ : أَنَّ اللَّهَ هُوَ الَّذِي يَتَفَضَّلُ عَلَى أَهْلِ الْإِخْلَاصِ
وَالتَّوْحِيدِ فَيَغْفِرُ لَهُمْ بِوَاسِطَةِ دُعَاءِ الشَّافِعِ
الَّذِي أَذِنَ لَهُ أَنْ يَشْفَعَ لِيُكْرِمَهُ بِذَلِكَ
وَيَنَالَ بِهِ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ والآخرون
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا يَسْتَسْقِي لَهُمْ ، وَيَدْعُو لَهُمْ
وَتِلْكَ شَفَاعَةٌ مِنْهُ لَهُمْ
فَكَانَ اللَّهُ يُجِيبُ دُعَاءَهُ وَشَفَاعَتَهُ" انتهى .
وقد جاءت السنة بالترغيب
في طلب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
في الآخرة بالعمل الصالح في الدنيا .
فروى البخاري (614)
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ
وَالصَّلاَةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ
وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ
حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ
شروط هذه الشفاعة :
دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :
1) رضا الله عن المشفوع له
لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28
وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد
لأن الله لا يرضى عن المشركين.
وفي صحيح البخاري ( 97 )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ
قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ
أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ
أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ
مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "ِ
2) إذن الله للشافع أن يشفع
لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .
3) رضا الله عن الشافع
لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.
كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين
لا يكونون شفعاء يوم القيامة
كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 )
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ.
الخلاصة
معاني الشفاعة الشرعية متقاربة مع معانيها اللغوية
وذلك لأن الشفاعة في اللغة يراد بها معانيها اللغوية
من انضمام شيء إلى شيء آخر, وزيادته في شيء مخصوص
وأما في الشرع فهي التي يراد بها معناها الواضح
الذي ورد به الشرع، مخبراً عنه ومبيناً أمره
مما يحصل في الدار الآخرة
وهي: طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم – أو غيره –
من الله في الدار الآخرة حصول منفعة لأحد من الخلق.
في تخفيف العذاب عن أبي طالب
وشفاعة الشفعاء في رفع الدرجات في الجنة
وكذا الشفاعة في إخراج قوم من النار, وإدخالهم الجنة.
::الحياة الآخرة لغالب عواجي-1/283
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-13, 04:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/11/13/06/894751825.jpg (https://www.0zz0.com)
قال صلى الله عليه وسلم :
(اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ
: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ
وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ)
رواه أحمد (22757) وحسنه الألباني في صحيح الجامع
الصدق
الصدق هو : قول الحق الذي يواطئ فيه اللسان القلب
وهو أيضاً : القول المطابق للواقع والحقيقة من حيث اللغة .
ولما كان الصدق ضرورة من ضرورات المجتمع الإنساني
وفضيلة من فضائل السلوك البشري ذات النفع العظيم
وكان الكذب عنصر إفساد كبير للمجتمعات الإنسانية
وسبب لهدم أبنيتها ، وتقطيع روابطها وصلاتها
ورذيلة من رذائل السلوك ذات الضرر البالغ
أمر الإسلام بالصدق ونهى عن الكذب .
قال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) سورة التوبة
قال ابن كثير رحمه الله 2/414 :
أي : اصدقوا والزموا الصدق تكونوا من أهله
وتنجوا من المهالك
ويجعل لكم فرجاً من أموركم ومخرجاً أ.هـ .
وقال سبحانه : فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ (21) سورة محمد
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ
وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ
( أي يبالغ فيه ويجتهد )
حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا
وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ
وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ
وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا . "
رواه مسلم 4721 .
فدل هذا الحديث على أن الصدق يهدي إلى البر
والبر كلمة جامعة تدل على كل وجوه الخير
ومختلف الأعمال الصالحات
والفجور في أصله الميل والانحراف عن الحق
والفاجر هو المائل عن طريق الهداية
فالفجور والبر ضدان متقابلان .
وعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال :
حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" دع ما يريبك إلى مالا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة ، والكذب ريبة "
رواه الترمذي 2520 والنسائي 8/327 وأحمد 1/200 .
وجاء من حديث أبي سفيان رضي الله عنه
في حديثه الطويل في قصة هرقل حين قال : فماذا يأمركم
يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، قال أبو سفيان
قلت : يقول : " اعبدوا الله وحده لا تشركوا بالله شيئاً
واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة
والصدق والعفاف والصلة "
رواه البخاري 1/30 ومسلم 1773 .
وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" البيعان بالخيار ما لم يتفرقا
فإن صدقا وبيّنا بورك لهما في بيعهما
وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما "
رواه البخاري 4/275 ومسلم 1532 .
الخلاصة
والصدق يشمل الصدق مع الله بإخلاص العبادة لله
والصّدق مع النّفس بإقامتها على شرع الله
والصّدق مع النّاس في الكلام والوعود والمعاملات
من البيع والشراء والنكاح فلا تدليس ولا غش ولا تزوير
ولا إخفاء للمعلومات
وهكذا حتى يكون ظاهر الإنسان كباطنه وسره كعلانيته .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-14, 04:27
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الأمانة
الأمانة في الشرع لها معنيان ؛ معنى عام وآخر خاص .
فالمعنى العام :
هو أنها تتناول جميع أوامر الشرع ونواهيه .
والمعنى الخاص :
كل ما يجب على الإنسان حفظه وأداؤه من حقوق الآخرين
ومما يدلّ على ذلك ؛ قول الله تعالى :
( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ
فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ
إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ) الأحزاب/72.
ساق ابن كثير رحمه الله تعالى مجموعة
من أقوال علماء السلف في تفسير لفظ " الأمانة " ، ثمّ قال :
" وكل هذه الأقوال لا تنافي بينها
بل هي متفقة وراجعة إلى أنها : التكليف
وقبول الأوامر والنواهي بشرطها
وهو أنه إن قام بذلك أثيب ، وإن تركها عوقب
فقبلها الإنسان على ضعفه وجهله وظلمه
إلا من وفق الله ، وبالله المستعان "
انتهى من "تفسير ابن كثير " (6 / 489) .
وهذا المعنى هو الذي اختاره ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى
حيث قال :
" وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا :
إنه عُنِي بالأمانة في هذا الموضع جميع معاني الأمانات في الدين
وأمانات الناس . وذلك أن الله لم يَخُصّ بقوله
(عَرَضْنَا الأمَانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا "
انتهى من " تفسير الطبري " (19 / 204 - 205).
وقال القرطبي رحمه الله تعالى :
" والأمانة تعمّ جميع وظائف الدّين على الصحيح من الأقوال
وهو قول الجمهور "
انتهى من " تفسير القرطبي " (17 / 244) .
وقال الله تعالى :
( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) المؤمنون/8 .
قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى :
" والأمانة تشمل : كل ما استودعك الله ، وأمرك بحفظه
فيدخل فيها حفظ جوارحك من كل ما لا يرضي الله
وحفظ ما ائتمنت عليه من حقوق الناس ... " .
انتهى من " أضواء البيان " (5 / 846) .
الواجب في الأمانات العامة والخاصة أن تحفظ
وتؤدى على الوجه المطلوب شرعا
ويحرم إضاعتها وخيانتها .
قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ
وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) الأنفال/27
وقال الله تعالى :
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) النساء/58 .
وخيانة الأمانة علامة من علامات النفاق .
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا
وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا :
إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ )
رواه البخاري (34) ، مسلم (58) .
خيانة الأمانة هي ذنب من الذنوب ، وكبيرة من الكبائر
. ورغم عظم هذا الذنب إلّا أنّ باب التوبة مفتوح .
قال الله تعالى :
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .
وقال الله تعالى :
( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ
وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) الشورى/ 25 .
وعن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِها تَابَ اللهُ عَلَيهِ )
رواه مسلم ( 2703 ) .
والتوبة الصادقة النصوح : هي المسارعة إلى ترك الذنب
والندم عليه ، والعزم على عدم العودة إليه .
ثمّ ينظر المذنب المضيع للأمانة
فإذا كانت هذه الأمانة التي أضاعها تتعلق بحقوق الله
فيجب ـ زيادة على التوبة والاستغفار ـ :
أن ينظر إذا ما كان هناك تكليف شرعي
لجبر هذه الإضاعة فيجب القيام به ، كالقضاء أو الكفارة
فمثلا المضيع لأمانة الصوم بأن أفطر متعمدا في رمضان
عليه ، مع توبته ، قضاء الأيام التي أفطرها
وإذا كان إفطاره حصل بجماع :
فعليه أن يؤدي الكفارة ، وهكذا باقي أمور الشرع.
أمّا إذا كانت الأمانة التي خانها تتعلق بحقوق الناس
فعليه ، مع ما سبق بيانه من أمر توبته :
أن يؤدي الحق إلى صاحبه ، أو يطلب منه العفو والمسامحة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ
قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ
إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ
وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ )
رواه البخاري ( 2449 ) .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب
فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى
لا تتعلق بحق آدمي ، فلها ثلاثة شروط :
أحدها : أن يقلع عن المعصية .
والثاني : أن يندم على فعلها .
والثالث : أن يعزم أن لا يعود إليها أبدا .
فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته .
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة : هذه الثلاثة
وأن يبرأ من حق صاحبها
فإن كانت مالا أو نحوه : رده إليه
وإن كانت حد قذف ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عفوه
وإن كانت غيبة : استحله منها "
انتهى من " رياض الصالحين " ( ص 14 ) .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-15, 04:30
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الوفاء بالعهد
دلت آيات القرآن الحكيم
وأحاديث النبي الكريم عليه الصلاة والسلام
على وجوب الوفاء بالعهد والميثاق
وبيّنت شناعة جرم من نقضهما، أو أخل بهما
وقد يصل الإخلال بهما إلى الكفر كما حدث لبني إسرائيل وغيرهم
حينما نقضوا العهد والميثاق مع ربهم
وتركوا ما عاهدوا الله عليه من الإيمان به ، ومتابعة رسله
قال الله تعالى : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ) الإسراء /34
وقال : ( وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ) الأنعام/152
وقال في مدح عباده المؤمنين :
(الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) الرعد/2 .
والنصوص في الكتاب والسنة كثيرة صريحة الدلالة
على وجوب الوفاء وحرمة الغدر والخيانة
وجميع الآيات التي ورد فيها لفظ العهد والميثاق
تدل على ذلك بالمنطوق أو بالمفهوم .
والسُنة العملية لنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
هي أظهر شاهد وتطبيق لذلك .
الخيانة هي ضد الأمانة والوفاء
فإذا كانت الأمانة والوفاء هي من خصال الإيمان والتقوى
فإن الخيانة والغدر من خصال النفاق والفجور ، والعياذ بالله
عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( أربع من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، من إذا حدّث كذب
وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر
ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها )
رواه البخاري (3178) ومسلم (58) .
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
لا يقبل منه صرف ولا عدل ) -
رواه البخاري ( 1870) ومسلم (1370) .
وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
( إن الغادر ينصب الله له لواء يوم القيامة
فيقال: ألا هذه غدرة فلان )
رواه البخاري (6178) ومسلم (1735 ).
رتب الله على الوفاء بالعهد
ثمرات عظيمة للفرد في دنياه وأخراه
إضافة لثمراته الظاهرة في صلاح المجتمع واستقراره
فمن تلك الثمرات :
- أن الوفاء بالعهد من صفات المتقين في كتاب الله
ومن أعظم أسباب تحصيل التقوى
قال تعالى: ( بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ
وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ) آل عمران/76
- الوفاء بالعهد سبب لحصول الأمن في الدنيا وصيانة الدماء
وحفظ حقوق العباد مسلمهم وكافرهم
كما قال تعالى : ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ
إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) الأنفال/72 .
-كما أنه سبب لتكفير السيئات وإدخال الجنات:
كما نجد هذا في قوله تعالى في سورة البقرة:
( وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) البقرة/40
قال ابن جرير:
"وعهده إياهم أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة" انتهى
وفي سورة المائدة ذكر الله سبحانه أنه أخذ ميثاق بني إسرائيل
ثم بيّن هذا الميثاق وذكر الجزاء على الوفاء به فقال
:(لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) المائدة/12
إلى غير ذلك من الآثار التي تتضح جلية
لكل من تدبر كتاب الله وتأمل في سنة رسول الله
القولية وسيرته العملية.
والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة
وينصح بالرجوع إلى كتاب "رياض الصالحين"
للإمام النووي رحمه الله
وكتاب"الترغيب والترهيب"
للإمام المنذري رحمه الله .
نسأل الله أن يجعلنا من الموفين بالعهود والمواثيق
وأن يعيذنا من الخيانة ونقض العهد
وأن يوفقنا لحسن القول والعمل
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-16, 04:43
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
غض البصر
نحن مسؤولون أمام الله -عز وجل- مسؤولية كبيرة
والله -سبحانه وتعالى- حمّلنا أمانات لا تحملها الجبال
وجعل علينا مسؤوليتنا ليبلغنا أينا أحسن عملاً.
مسؤولية الحفاظ على الجوارح
قال الله تعالى
إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء: 36].
فنحن إذن مسؤولون عن أسماعنا، مسؤولون عن أبصارنا
مسؤولون عن أيدينا، مسؤولون عن أرجلنا
مسؤولون عن تفكيرنا وعن خواطرنا
مسؤولون عن قلوبنا وما يدخل في هذه القلوب وما يخرج منها.
وهذه المسؤولية هي التي تجعل عيشة الإنسان المسلم
في هذه الدنيا تختلف منطلقاً، وهدفاً
عن عمل الكافر المنافق الذي لا هدف له في هذه الحياة
ولا يحس بأي مسؤولية.
والله تهددنا بأننا إذا لم نخلص العمل له
ولم نطعه في هذه الجوارح بتهديد عظيم فقال:
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ [الأنعام: 46].
هذا في الدنيا، وفي الآخرة أعد لهم عذابا ًأليماً
رسولنا الكريم كان يراعي بصره أشد الملاحظة
فلما عرج به إلى السماء امتدحه الله -عز وجل وقال-:
مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم: 17].
اخوة الاسلام
أمر الله تعالى عباده المؤمنين
أن يغضوا من أبصارهم عما حرم إليهم
فلا ينظروا إلا لما أباح الله لهم النظر إليه
وأن يغضوا أبصارهم عن المحرمات
فإن اتفق أن وقع البصر من غير قصد
فليصرف المسلم بصره بسرعة.
قال الله -عز وجل- في سورة النور:
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ [النور: 30، 31].
وكذلك أمر الله المؤمنات مع أنهن داخلات أصلاً في الخطاب الأول
إذ أن كل خطاب للمسلمين والمؤمنين
يدخل فيه المسلمات والمؤمنات.
ولكن الله أيضاً استثناهنا وخصهن بالذكر فقال:
وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [النور: 31].
أي عمّا حرم عليهن النظر إليه من غير الأزواج من العورات ونحوها
و غض البصر في الشرع يشمل أمور اخري
2- غض البصر عن بيوت الناس وما أغلقت عليه أبوابهم :
يقول ابن تيمية "مجموع الفتاوى" (15/379) :
" وكما يتناول غض البصر عن عورة الغير
وما أشبهها من النظر إلى المحرمات
فإنه يتناول الغض عن بيوت الناس
فبيت الرجل يستر بدنه كما تستره ثيابه
وقد ذكر سبحانه غض البصر وحفظ الفرج بعد آية الاستئذان
وذلك أن البيوت سترة كالثياب التى على البدن " انتهى .
ويقول ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين" (1/117) :
" ومن النظر الحرام النظر إلى العورات
وهي قسمان : عورة وراء الثياب . وعورة وراء الأبواب " انتهى .
3- غض البصر عما في أيدي الناس من الأموال والنساء
والأولاد والمتاع ونحوها .
قال تعالى : ( لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ
وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الحجر/88
قال ابن سعدي في "تفسيره" (434) :
" أي: لا تعجب إعجابا يحملك على إشغال فكرك بشهوات الدنيا
التي تمتع بها المترفون ، واغترَّ بها الجاهلون
واستغن بما آتاك الله من المثاني والقرآن العظيم " انتهى .
وقال أيضا (ص/516) :
" أي : لا تمد عينيك معجبا
ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والمُمَتَّعين بها
من المآكل والمشارب اللذيذة ، والملابس الفاخرة
والبيوت المزخرفة ، والنساء المجملة
فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا ، تبتهج بها نفوس المغترين
وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين ، ويتمتع بها -
بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون ، ثم تذهب سريعا
وتمضي جميعا ، وتقتل محبيها وعشاقها
فيندمون حيث لا تنفع الندامة
ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة
وإنما جعلها الله فتنة واختبارا
ليعلم من يقف عندها ويغتر بها ، ومن هو أحسن عملا " انتهى .
وهناك وسائل معينة على غض البصر
منها استحضار اطلاع الله علينا
الاستعانة بالله والانطراح بين يديه ودعائه
مجاهدة النفس وتعويدها على غض البصر
والصبر على ذلك ، والبعد عن اليأس
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل ستكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-16, 16:04
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ
الخصلة السادسة فهي كف الأيدي ,
أي عن إيذاء الناس أو الاعتداء عليهم أو التعرض لهم بسوء ,
والمؤذي لعباد الله يمقته الله ويمقته الناس وينبذه المجتمع ,
وهو دليل علي سوء الأخلاق وانحطاط الآداب ,
وإذا كف الإنسان أذاه عن الناس
دل ذلك على نبيل أخلاقه وكريم آدابه وطيب معاملته ,
وحظي بعظيم موعود الله في ذلك
فكيف إذا سما خلق الإنسان وعظم أدبه ولم يكتف بذلك
حتى أماط الأذى عن سبيل المؤمنين وجادتهم
روى مسلم في صحيحه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مَرَّ رجلٌ بغُصْنِ شجرةٍ على ظَهْرِ طريقٍ
فقال : والله لَأُنَحِّيَنَّ هذا عن المسلمينَ ، لا يُؤْذِيهِم
فأُدْخِلَ الجنةَ
صحيح الجامع 5863
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل ستكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-17, 04:38
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/11/13/06/894751825.jpg (https://www.0zz0.com)
فإن من المعروف لدى الجميع
أن لغة الضمان تجد في أوساط الناس
اهتماما بالغا وعناية كبيرة
في بيعهم وشرائهم وعموم تجارتهم
فليست السلع المضمونة، والبضائع التي عليها ضمانات
في المكانة لدى الناس ، كالسلع التي ليس عليها ضمان
وهذا يؤكد شدة اهتمام الناس بالشيء المضمون
أكثر من غيره مما ليس كذلك
على تفاوت كبير فيها من حيث مصداقيتها
ولهذا يشتد اهتمام الناس بهذا الأمر أكثر
إذا كان صاحب الضمان معروفا بالصدق
متحلياً بالوفاء والأمانة
وكانت الأمور التي ينال بها الضمان أموراً يسيرة سهلة
لا تلحق الناس شططا، ولا تكلفهم عنتاً.
فكيف إذا كان الضامن
رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق
الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي
وكيف إذا كان المضمون جنة عرضها السماء والأرض
فيها مالا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر
وكيف إذا كانت الأمور التي ينال بها هذا الضمان أمور سهلة
وأعمالا يسيرةً لا تتطلب جهداً عظيماً ولا كبير مشقة .
فتأملوا _ رعاكم الله _ نص هذا الضمان العظيم :
قال صلى الله عليه وسلم :
(اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ
: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ
وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ)
رواه أحمد (22757) وحسنه الألباني في صحيح الجامع
قال ابن عبد البرِّ في شرحه لهذا الحديث:
اضمنوا لي ستًّا: من الخصال ((من أنفسكم))
بأن تداوموا على فعلها ((أضمن لكم الجنة))
أي دخولها ((اصدقوا إذا حدثتم))
أي: لا تكذبوا في شيء من حديثكم إلا إن ترجح على الكذب
مصلحة أرجح من مصلحة الصدق في أمر مخصوص كحفظ معصوم
((وأوفوا إذا وعدتم وأدوا إذا ائتمنتم)).
قال البيهقي: ودخل فيه ما تقلَّد
المؤمن بإيمانه من العبادات، والأحكام
وما عليه من رعاية حق نفسه، وزوجه، وأصله
وفرعه، وأخيه المسلم، من نصحه
وحق مملوكه، أو مالكه، أو موليه
فأداء الأمانة في كل ذلك واجب
((واحفظوا)) أيها الرجال والنساء
((فروجكم)) عن فعل الحرام لثنائه تعالى على فاعليه
بقوله: وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ [الأحزاب: 35]
((وغضُّوا أبصاركم)) كفوها عما لا يجوز النظر إليه
((وكفُّوا أيديكم)) امنعوها من تعاطي ما لا يجوز تعاطيه شرعًا
فلا تضربوا بها من لا يسوغ ضربه
ولا تناولوا بها مأكولًا، أو مشروبًا حرامًا، ونحو ذلك
فمن فعل ذلك
فقد حصل على رتبة الاستقامة المأمور بها في القرآن
وتخلقوا بأخلاق أهل الإيمان)
[2603] ((فيض القدير)) للمناوي (1/683).
خلاصة الموضوع
إنه ضمان بضمان ووفاء بوفاء
« اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة »
ستا من الأعمال ما أيسرها
وأمورا من أ بواب الخير ما أخفها وأسهلها
من قام بها في حياته ، وحافظ عليها إلي مماته
فالجنة له مضمونة
وسبيله إليها مؤكدة مأمونة
{ وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد * هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ *
من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب *
ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود *
لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد } [ ق : 31-35 ]
فهذه أبواب الجنة مشرعة , ومنارتها ظاهرة
وسبيلها ميسرة
فلنغتنم ذلك قبل الفوات ولنستكثر
لأنفسنا من الخير قبل الممات .
أعاننا الله جميعا على القيام بذلك
ووفقنا لكل الخير
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-18, 04:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/11/18/06/861364608.jpg (https://www.0zz0.com)
يعرف الفقهاء الدَّين بأنه " لزوم حق في الذمة "
كما في "الموسوعة الفقهية" (21/102)
ومعاني الدَّينِ اللغوية تدور حول الانقياد والذل
وبين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي رابط ظاهر
فإن المَدين أَسيرٌ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَأْسُورٌ بِدَيْنِهِ )
رواه أبو داود (3341) وحسنه الألباني في صحيح أبي داود .
قد جاءت الشريعة الإسلامية بالتشديد في أمر الدين
والتحذير منه والترغيب في احتراز المسلم منه ما أمكنه ذلك :
فعن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة :
( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ .
فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ : مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ ؟!
فَقَالَ : إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ [أي : استدان]
حَدَّثَ فَكَذَبَ ، وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ )
رواه البخاري (832) ومسلم (589)
وروى النسائي (4605)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ
ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ ؟
فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ ؟
فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ
ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ
وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ )
حسنه الألباني في صحيح النسائي (4367)
وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة
على من مات وعليه ديناران
حتى تكفل بسدادهما أبو قتادة رضي الله عنه
فلما رآه من الغد وقال له قد قضيتها
قال صلى الله عليه وسلم : ( الْآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ )
مسند أحمد (3/629) وحسنه النووي في "الخلاصة" (2/931)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله
" وفي هذا الحديث إشعار بصعوبة أمر الدين
وأنه لا ينبغي تحمله إلا من ضرورة " انتهى .
في "فتح الباري" (4/547) :
لم يأت كل هذا التشديد في أمر الدين
إلا لما فيه من المفاسد على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع .
أما على مستوى الفرد فيقول القرطبي
في "الجامع لأحكام القرآن" (3/417) :
" قال علماؤنا : وإنما كان شينا ومذلة لما فيه من شغل القلب والبال
والهم اللازم في قضائه ، والتذلل للغريم عند لقائه
وتحمل منته بالتأخير إلى حين أوانه
وربما يعد من نفسه القضاء فيخلف
أو يحدث الغريم بسببه فيكذب أو يحلف له فيحنث إلى غير ذلك
وأيضا فربما قد مات ولم يقض الدين فيرتهن به
كما قال عليه السلام :
( نسمة المؤمن مرتهنة في قبره بدينه حتى يقضى عنه )
رواه الترمذي 1078
وكل هذه الأسباب مشائن في الدين تذهب جماله وتنقص كماله " انتهى .
وأما على مستوى المجتمع ،
فيذكر المتخصصون من المفاسد ما هو خطير على وضع الاقتصاد الأمثل :
1- نمو النزعة إلى تفضيل العاجل أو التلهف الزمني .
2- ضعف روح المسؤولية والاعتماد على الذات .
3- سوء توزيع الثروة .
وللتوسع في فهم هذه المفاسد
ينظر دراسة فضيلة الشيخ سامي السويلم بعنوان
"موقف الشريعة الإسلامية من الدين" (6-11)
وانطلاقا مما سبق اشترط العلماء لجواز الدين شروطا ثلاثة :
1- أن يكون المستدين عازما على الوفاء .
2- أن يعلم أو يغلب على ظنه قدرته على الوفاء .
3- أن يكون في أمر مشروع .
يقول ابن عبد البر في "التمهيد" (23/238) :
" والدين الذي يُحبَسُ به صاحبُه عن الجنة ، والله أعلم
هو الذي قد تَرك له وفاءً ولم يوص به
أو قدر على الأداء فلم يؤد ، أو ادَّانه في غير حق
أو في سرف ومات ولم يؤده .
وأما من ادَّان في حق واجب لفاقةٍ وعسرةٍ
ومات ولم يترك وفاء
فإن الله لا يحبسه به عن الجنة إن شاء الله " انتهى .
وفي السنة النبوية مجموعة من الأدعية
التي جاءت بخصوص الاستعانة بالله على قضاء الدين منها
:
عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ : كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا
أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ :
( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ
وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ
وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ
وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ )
وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه مسلم (2713)
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-19, 04:30
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/11/19/06/843191495.jpg (https://www.0zz0.com)
قيام الليل سُنة مؤكدة ,
تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه
, والتوجيه إليه , والترغيب فيه, ببيان عظيم شأنه
وجزالة الثواب عليه .
وقيام الليل له شأن عظيم في تثبيت الإيمان
, والإعانة على جليل الأعمال ,
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا *
نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا *
إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا *
إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلا ) المزمل/1-6.
ومدح الله تعالى أهل الإيمان والتقوى ,
بجميل الخصال وجليل الأعمال ,
ومن أخص ذلك قيام الليل ,
قال تعالى : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا
وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ
* تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ
لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/15-17.
ووصفهم في موضع آخر بقوله :
( وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا *
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا
. . . إلى أن قال : أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ
بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا *
خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ) الفرقان/64-75.
وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل ,
وكريم عائدته ما لا يخفى
وأنه من أسباب صرف عذاب جهنم , والفوز بالجنة
وما فيها من النعيم المقيم
وجوار الرب الكريم , جعلنا الله ممن فاز بذلك .
وقد وصف الله تعالى المتقين في سورة الذاريات ,
بجملة صفات - منها قيام الليل -
, فازوا بها بفسيح الجنات ,
فقال سبحانه : ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ *
آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ *
كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ) الذاريات/15-17.
وقد حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه في أحاديث كثيرة
فمن ذلك :
قوله صلى الله عليه وسلم :
( أَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ)
رواه مسلم (1163) .
وقوله صلى الله عليه وسلم :
(عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ
وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ ، وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ )
. رواه الترمذي (3549)
وحسنه الألباني في إرواء الغليل (452) .
(فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ ) أَيْ عَادَتُهُمْ وَشَأْنُهُمْ .
(وَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ) أَيْ مِمَّا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى .
(وَمَكْفَرَةٌ لِلسَّيِّئَاتِ) أي يكفر السيئات .
(وَمَنْهَاةٌ لِلإِثْمِ) أَيْ ينهى عَنْ اِرْتِكَابِ الإِثْمِ ،
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) .
وعن عمرو بن مرة الجهني قال :
جاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ من قضاعة
فقال له : يا رسول الله
أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله
وصليت الصلوات الخمس ، وصمت الشهر ، وقمت رمضان
وآتيت الزكاة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء )
رواه ابن خزيمة وصححه الألباني في صحيح ابن خزيمة (2212) .
وروى الترمذي (1984)
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا
وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا
فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ : لِمَنْ أَطَابَ الْكَلامَ ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ
وَأَدَامَ الصِّيَامَ ، وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ) .
وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .
وروى الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أتاني جبريل فقال : يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت
وأحبب من شئت فإنك مفارقه
واعمل ما شئت فإنك مجزي به
واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل
وعزه استغناؤه عن الناس ) .
حسنه الألباني في صحيح الجامع (73) .
وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: ( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنْ الْغَافِلِينَ
وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْقَانِتِينَ
وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنْ الْمُقَنْطِرِينَ ) .
رواه أبو داود (1398) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
(الْمُقَنْطِرِينَ) أي : هم الذين أعطوا قِنْطاراً من الأجر.
والقنطار مقدار كبير من الذهب
وأكثر أهل اللغة على أنه أربعة آلاف دينار.
وقيل : إنَّ القِنطار مِلْء جِلْد ثَور ذَهباً. وقيل : ثمانون ألفاً
. وقيل : هو جُمْلة كثيرة مجهولة من المال .
انظر "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير .
والمراد من الحديث تعظيم أجر من قام بألف آية
وقد روى الطبراني أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( والقنطار خير من الدنيا وما فيها )
وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (638) .
(فائدة) :
قال الحافظ ابن حجر :
" من سورة (تبارك ) إلى آخر القرآن ألف آية اهـ .
فمن قام بسورة تبارك إلى آخر القرآن فقد قام بألف آية .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"بارك الله فيكم متى يبدأ قيام الليل؟".
فأجاب: " قيام الليل يبدأ من حين أن يصلى الإنسان العشاء
وسنتها ، فإنه يدخل وقت قيام الليل.
ولكن أفضله: يكون بعد منتصف الليل
إلى أن يبقى سدس الليل
لأن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
لما قال: والله لأقومن الليل ما عشت
أرشده النبي صلى الله عليه وسلم إلى أفضل القيام
قيام دواد عليه الصلاة والسلا
، وقال: إنه كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه."
انتهى، من "فتاوى نور على الدرب" الشاملة.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-20, 04:33
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2020/11/20/06/128775721.jpg (https://www.0zz0.com)
جاءت الشريعة بالأمر بصلة الرحم
وبالعفو عن المسيء
بل وبمقابلة إساءته بالإحسان
قال الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/34 ، 35 .
قال السعدي رحمه الله :
"يقول تعالى: ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ )
أي : لا يستوي فعل الحسنات والطاعات لأجل رضا الله تعالى
ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه ولا ترضيه
ولا يستوي الإحسان إلى الخلق ، ولا الإساءة إليهم
لا في ذاتها ، ولا في وصفها
ولا في جزائها (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) .
ثم أمر بإحسان خاص ، له موقع كبير
وهو الإحسان إلى من أساء إليك
فقال : (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
أي : فإذا أساء إليك مسيء من الخلق
خصوصًا من له حق كبير عليك ، كالأقارب ، والأصحاب ، ونحوهم
إساءة بالقول أو بالفعل ، فقابله بالإحسان إليه
فإن قطعك فَصلْهُ ، وإن ظلمك ، فاعف عنه
وإن تكلم فيك ، غائبًا أو حاضرًا ، فلا تقابله ، بل اعف عنه
وعامله بالقول اللين . وإن هجرك ، وترك خطابك ، فَطيِّبْ له الكلام
وابذل له السلام ، فإذا قابلت الإساءة بالإحسان
حصل فائدة عظيمة .
(فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)
أي : كأنه قريب شفيق .
(وَمَا يُلَقَّاهَا) أي : وما يوفق لهذه الخصلة الحميدة
(إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا) نفوسهم على ما تكره
وأجبروها على ما يحبه الله
فإن النفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته
وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان .
فإذا صبر الإنسان نفسه ، وامتثل أمر ربه
وعرف جزيل الثواب ، وعلم أن مقابلته للمسيء بجنس عمله
لا يفيده شيئًا ، ولا يزيد العداوة إلا شدة
وأن إحسانه إليه
ليس بواضع قدره، بل من تواضع للّه رفعه
هان عليه الأمر ، وفعل ذلك ، متلذذًا مستحليًا له .
(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)
لكونها من خصال خواص الخلق
التي ينال بها العبد الرفعة في الدنيا والآخرة
التي هي من أكبر خصال مكارم الأخلاق" انتهى .
وفي صحيح مسلم (2558)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنَّ لِي قَرَابَةً : أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي
وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ ؟!!
فَقَالَ : ( لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ
وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ )
الخلاصة
قال صلى الله عليه وسلم :
- اعْفُ عمَّنْ ظَلَمَكَ ، وصِلْ مَنْ قَطَعَكَ
وأحسنْ إلى مَنْ أساءَ إليكَ
وقُلْ الحقَّ ولَوْ على نفسِكَ
صحيح الترغيب 2467
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ يَحْرِصُ على تَعْريفِ أصْحابِه
طُرُقَ النَّجاةِ وأسْبابَها، وسُبُلَ الفَلاحِ في الدُّنْيا والآخِرةِ
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ:
"اعْفُ عمَّن ظَلَمَكَ"، أي: اعْفُ عن كلِّ مَن أَوْقَعَ الظُّلْمَ عليكَ
وأنت قادِرٌ على القصاصِ منه وإنْفاذِه عليه
. "وصِلْ مَن قَطَعَكَ"، بأنْ تُحسِنَ إلى مَن هَجَروكَ، وتَرفُقَ بهم
وتُداوِمَ على الاتِّصالِ بهم، بأنْ تَفْعَلَ معَهم ما تُعَدُّ به واصِلًا
فإنِ انْتَهَوْا فذاكَ، وإلَّا فالإثْمُ عليْهم.
"وأَحسِنْ إلى مَن أَساءَ إليْكَ" بِالقَوْلِ أو الفِعْلِ
ومُعامَلَتِه بضِدِّ ما عامَلَكَ به
وتَرْكِ مُؤاخَذَتِه معَ السَّماحةِ عن المُسيءِ
وهذا إنَّما يَكونُ ممَّن تَحَلَّى بالأخْلاقِ الجَميلةِ
وتَخَلَّى عن الأخْلاقِ الرَّذيلةِ، وهذا مِن أجَلِّ أنْواعِ الإحْسانِ
وقد قال تَعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35]
. "وقُلِ الحقَّ ولَوْ على نَفْسِكَ"
كما قالَ تَعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ} الآيةَ [النساء: 135].
وتَقْييدُه بالنَّفْسِ؛ لأنَّ الحقَّ قد يَصْعُبُ إجْراؤُه على النَّفْسِ
فإنَّه إنْ فَعَلَ ذلك كان في أَسْمى مَراتِبِ الخُلُقِ الحَسَنِ
وهذا كلُّه مِن التَّربِيةِ على الإحْسانِ، وحُسْنِ الخُلُقِ
وعدَمِ مُقابَلةِ السَّيِّئةِ بالسَّيِّئةِ.
المصدر
https://dorar.net/hadith/sharh/149896
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-21, 04:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2020/11/21/06/744191001.jpg (https://www.0zz0.com)
ينبغي لمن قصر شعر رأسه أن يفعل ذلك بالتساوي
وأما التقصير من جانبي الرأس أكثر من وسطه
فيدخل في القزع المنهي عنه
، فقد روى البخاري (5921) ومسلم (2120)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نَهَى عَنْ الْقَزَعِ )
قال نافع – أحد رواة الحديث –
في تفسير القزع : يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ .
وروى النسائي (5048) وأبو داود (4195)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
رَأَى صَبِيًّا حَلَقَ بَعْضَ رَأْسِهِ وَتَرَكَ بَعْضًا فَنَهَى عَنْ ذَلِكَ
وَقَالَ : ( احْلِقُوهُ كُلَّهُ أَوْ اتْرُكُوهُ كُلَّهُ )
وصححه الألباني في صحيح النسائي .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
: " القزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه ، وهو أنواع :
النوع الأول : أن يحلق غير مرتب ، فيحلق من الجانب الأيمن
ومن الجانب الأيسر ، ومن الناصية ، ومن القفا
[أي : يحلق أجزاء متفرقة من الرأس ويترك باقيه] .
النوع الثاني : أن يحلق وسطه ، ويترك جانبيه .
النوع الثالث : أن يحلق جوانبه ويترك وسطه .
النوع الرابع : أن يحلق الناصية فقط ويترك الباقي "
انتهى . في "الشرح الممتع" (1/167) :
وسئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله :
" انتشرت بين النساء والرجال ظاهرة قص الشعر
بحيث يكون له فروة طولها 10سم أو 13سم
ثم تقص حواف شعر الرأس فقط من جهة اليمين
إلى الخلف ثم إلى الشمال بالكلية
أو حلاقتها باستثناء جهة الأمام .
فما حكم ذلك وما دليله ؟
وهل هو من القزع أم لا ؟ ولماذا ؟
فأجاب : لا شك أن هذا الفعل من المنكر ومن التقليد الأعمى
وأنه داخل في القزع
فقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن القزع
ورأى صبياً قد حلق بعض رأسه فقال : ( احلقوه كله أو اتركوه )
ثم إن هذا الفعل ليس فيه زينة ولا جمال للرجل ولا للمرأة
بل هو تغيير لخلق الله وتشويه للمنظر
وتقليد للغرب بما لا فائدة فيه مع ما به من التكلفة والشغل الشاغل
وكثرة العمل وصرف المال فيما فيه مضرة بما هو معروف
فننصح الرجل أن لا يعتاد مثل هذا التقليد الغربي
والمرأة أن تتوقف على ما كانت عليها أمها وجداتها
من توفير الشعر وتضفيره فهو الغاية في الجمال
والله المستعان وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
" انتهى من "فتاوى الشيخ ابن جبرين" .
وقال الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله :
" ومن يقصّر أطراف الشعر ويجعل الشعر كثيفاً
في منتصف الرأس فإنه يشمله هذا
لأن فيه تشبهاً بأهل الفساد ,
وقد أشار إلى ذلك بعض العلماء رحمة الله عليهم
وكنا نعهد مشايخنا رحمة الله عليهم من الأولين
أنهم كانوا يشددون في تخفيف الشعر بعضه دون بعضه
وكانوا يعدون ذلك من القزع ,
وقالوا : إما أن يخفف كله أو يحلق كله
وهذا هو الأصل الذي عليه العمل عند أهل العلم
أن السنة في الرأس أن يحلق كله أو يخفف كله
لا أن يفعل ببعضه ويترك بعضه
لما فيه من مشابهة أهل الفساد "
انتهى من "شرح زاد المستقنع" .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" والقزع مكروه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
رأى غلاماًً حلق بعض شعره وترك بعضه ، فنهاهم عن ذلك
. وقال : (احلقوا كله أو اتركه كله)
إلا إذا كان فيه تشبه بالكفار فهو محرم
لأن التشبه بالكفار محرم
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( من تشبه بقوم فهو منهم ) "
انتهى .من "الشرح الممتع" (1/167) .
والله أعلم
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-22, 04:25
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/11/22/06/203383290.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ سَعْد بن أبي وقاص، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ:
لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ،
فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ
رواه الترمذي (3505)، والإمام أحمد في "المسند" (3 / 65)
وحسنه محققو المسند
وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (2 / 282).
وهذا الدعاء وارد في قوله تعالى:
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ الأنبياء/87 - 88.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
" فنادى في تلك الظلمات:
( لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
فأقر لله تعالى بكمال الألوهية، ونزهه عن كل نقص
وعيب وآفة، واعترف بظلم نفسه وجنايته.
قال الله تعالى: ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ )
ولهذا قال هنا: ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ )
أي الشدة التي وقع فيها.
( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ )
وهذا وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم
أن الله تعالى سينجيه منها
ويكشف عنه ويخفف، لإيمانه
كما فعل بـ "يونس" عليه السلام "
انتهى من"تفسير السعدي" (ص 529).
والظاهر من لفظ الحديث أن الاقتصار على ملازمة هذا الدعاء
بخشوع وخضوع قلب
بنية أن يستجيب الله لحاجته
يكفيه عن ذكر اسم هذه الحاجة
فقد سماه دعاء، ولم يرشد الداعي إلى ذكر حاجته.
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
" وقوله: ( كان صلى الله عليه وسلم
يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم... ) الحديث.
قال الطبري: كان السلف يدعون بهذا الدعاء
ويسمونه: دعاء الكرب.
فإن قيل: كيف يسمى هذا دعاء
وليس فيه من معنى الدعاء شيء
وإنما هو تعظيم لله تعالى، وثناء عليه؟
فالجواب: إن هذا يسمى دعاء لوجهين:
أحدهما: أنه يستفتح به الدعاء
ومن بعده يدعو. وقد ورد في بعض طرقه: ( ثم يدعو ).
وثانيهما: أن ابن عيينة قال -
وقد سُئِل عن هذا -:
أما علمت أن الله تعالى يقول:
( إذا شغل عبدي ثناؤه عن مسألتي
أعطيته أفضل ما أعطي السائلين ).
انتهى من "المفهم" (7 / 56 - 57).
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-23, 04:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2020/11/23/06/661617520.jpg (https://www.0zz0.com)
عباد الله: إن العبادة العظيمة العبادة الشريفة
العبادة التي يحبها الله، العبادة التي لو تركت يغضب الله
العبادة التي هي عند الله بمكان
العبادة التي هي من أصل التوحيد
والدالة على التوحيد: الدعاء
دعاء الله تعالى
هذا الدعاء شأنه عظيم يقرب من المولى
ويبرهن على التوحيد، وفيه صدق المناجاة
تفرج به الكربات، وتحقق به الحاجات، وتدفع به السيئات
وتستجلب به البركات، تفتح به الجنات
وينجي من النار والعذاب الأليم.
عباد الله: لو سألنا ما هي صفات الدعاء المستجاب؟
فيقول كثيرون: رفع اليدين، والتوجه إلى القبلة
وأكل الحلال، والصلاة على النبي
وهذا كله عظيم ومهم
ولكن هناك في الدعاء أسرار وخفايا
ربما تغيب عن كثير من المسلمين
ومن ذلك: الافتقار، والاضطرار، والإسرار.
ومن ذلك: أن تدعو ربك شاكيا إليه، مظهرا حاجتك
الله يستجيب الذي يدعوه مفتقرا إليه.
تأملوا في دعاء موسى ماذا فيه؟
رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ [سورة القصص:24].
وصل موسى الى مدين حافيا جائعا، طريدا خائفا
منهكا، متعبا، وبشهامته وحبه للخير
سقى للمرأتين قطيع الغنم كاملاً
وسط أولئك الرجال والرعاة
آوى إِلَى الظِّلِّ
في هذه الحالة من البؤس والافتقار والشدة
وهو يقول: رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ
محتاج إلى خيرك يا رب
سرعان ما جاء الفرج
فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء [سورة القصص:25]
وجاء معها المأمن والمأوى والمأكل
والعمل والزواج والطمأنينة والبيئة الطيبة، والصهر الصالح.
تأملوا في دعوة أيوب:
رب إني مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [سورة الأنبياء:83]
لماذا لم يقل: اكشف ما بي
كان شكاية الحال كفاية عن السؤال
شكاية الحال هذه من أسباب الاستجابة العظيمة.
ويعقوب يقول:
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ [سورة يوسف:86]
إِنَّمَا أَشْكُو لاحظوا -يا عبد الله-
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ الكربات كثيرة
نوائب الدنيا متعددة
ضغوط الحياة شديدة
وفي النهاية الإنسان لا بدّ أن يشكو
لا بدّ أن يخرج ما في نفسه، وإلا ينفجر
وإذا كان إخراج الحاجة للمخلوق فيه نوع ذل
والشكاية للمخاليق ليست حميدة
فإلى من تكون الشكاية إذًا؟
ومن الذي يستفرغ عنده الشدة والكربة، ويشكى إليه الحال؟
إنه الله وتكون الشكاية في هذه الحالة سؤال ودعاء بحد ذاته
ولذلك لما تقول:
أنت القوي ونحن الضعفاء، أنت الغني ونحن الفقراء
أنت الحي الذي لا يموت ونحن نفنى ونموت
هذه من أسرار الدعاء العظيمة
عندما يخاطب الله بقوته وضعفنا، وعزه وذلنا
في آية الدعاء في سورة البقرة يقول الله:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي [سورة البقرة:186]
ولذلك لا يحتاج الداعي إلى رفع الصوت
ومن فقه الأئمة في القنوت في الأدعية: عدم رفع الأصوات
وعدم الصياح فَإِنِّي قَرِيبٌ [سورة البقرة:186]
أسمع "سبحان الذي وسع سمعه الأصوات"
تقول عائشة: إني في ناحية البيت ما أسمع ما تقول
المجادلة والله سيسمع وأنزل:
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا
وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ [سورة المجادلة:1]
وقد فرج الله شكواها
وأجاب سؤالها، وكشف ما بها.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-23, 17:10
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
السر في إجابة الله لدعاء الأنبياء
الأربعة كما في سورة الأنبياء؟
يقول الله في الآية:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي [سورة البقرة:186]
عجبا هو يستجيب للدعاء
لكن قال: فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي
قال لي في آية الدعاء ما معنى ذلك؟
معنى ذلك: أننا لا بد أن نستجيب له
حتى يستجيب لنا
فكيف نستجيب له؟
اقرؤوا معي -يا عباد الله-
أدعية الأنبياء الأربعة في سورة الأنبياء
أولهم: نوح
نادى ربه في الكربة العظيمة
وقد هم قومه بقتله، ومن معه، بعد الاستهزاء والسخرية
والحرب الشديدة الطويلة، والحصار، وأنواع الاضطهاد
ولما عم الطوفان الأرض ركبوا في السفينة
تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ [سورة هود:42]
هذه كربة أيضا، نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ [سورة الصافات:75]
ماذا قال الله؟ في سورة الأنبياء
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ [سورة الأنبياء:76].
الثاني أيوب
إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ [سورة الأنبياء:83]
لبث في البلاء ثمانية عشرة سنة
حتى تركه القريب والبعيد
ولم يبق معه إلا زوجته الوفية
وواحد من إخوانه في الله:
أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ [سورة الأنبياء:83]
شكى الحال فقط:
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ
وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا [سورة الأنبياء:84].
الثالث: ذا النون
إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا [سورة الأنبياء:87]
يعني لقومه الذين تمردوا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ يعني أن لن نضيق
وليس نقدر هنا بمعنى نستطيع
لكن معناها نضيق كما أن الله ذكر في الرزق
فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ [سورة الفجر:16]
ضيقه، فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ لن نضيق عليه ونبقيه في بطن الحوت
كان حسن ظنه بالله قائما أنه سينجيه
وحسن الظن أنا عند ظن عبدي بي
وهذه مهمة جدا في الدعاء
فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ظلمة الليل
وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت:
أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [سورة الأنبياء:87]
هذه دعوته لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ غ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ [سورة الأنبياء:87، 88].
الرابع: زكريا
كان قد تقدم به العمر، واشتعل رأسه شيبًا
وصارت امرأته عاقرًا
وبلغ من الكبر عتيا
يفتقد ولدا يكون معه نبيا ووليا، ويحمل هم الدعوة
ويكون في قومه مصلحا بعده، يقودهم بكتاب الله
ما يئس رغم أن المؤشرات كلها تدل على أنه لا أمل في الإنجاب:
رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ غ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ [سورة الأنبياء:89، 90].
ما هو السر في إجابة هؤلاء الأربعة؟
شيء ذكره الله بعد ذكر أدعيتهم
قال: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ [سورة الأنبياء:90]
بدون دعوة من أحد، بدون إلحاح، بدون...
وإنما تلقائيا وفوريا واستجابة ذاتية
إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا خوفا وطمعا،
على خوف وعلى رجاء
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [سورة الأنبياء:90]
هذا الثالث، منقادين ذليلين عابدين لنا.
هذه هي الاستجابة منهم التي أدت إلى الاستجابة منه
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي [سورة البقرة:186] هذا تفسيرها.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-11-24, 05:05
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حال الانكسار في الدعاء
روى البخاري (6306)
عن شَدَّاد بْن أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي
وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ
أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي
فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ )
لماذا كان دعاء الاستغفار سيد الأدعية؟
اللهم أنت ربي الإقرار بالربوبية هذه تنفعنا عندما نصيغ أدعيتنا
لا إله إلا أنت الاعتراف بالألوهية
الرب السيد المالك المدبر الخالق الرازق، المحيي المميت
أفعال الله لا إله إلا أنت أنت المألوه المعبود المحبوب
لا نعبد غيرك
العبادة منا أفعال العباد لله وحده
( خلقتني ) الاعتراف بخلقه
وأنا عبدك الاعتراف بالعبودية لله
وأنا على عهدك ووعدك ماض على طريقك
سائر على هذا الصراط المستقيم
العهد الذي بيننا وبينك نحن قائمون به على عهدك
ووعدك ما استطعت
أعوذ بك من شر ما صنعت الذنوب لها شؤم
المعاصي هذه تترتب عليها مصائب عظيمة في الدنيا والآخرة
أبوء لك بذنبي وأعترف
وهذا مهم جدا في الأدعية
الله يحب الاعتراف
أن يعترف العبد بذنبه، وتقصيره في حق الله
الله يحب المعترفين بالذنب
أبوء لك بنعمتك عليّ
وأبوء بذنبي الاعتراف بالنعمة له، والاعتراف بالذنب في حقه.
فاغفر لي جاء الطلب بعد كل هذه التوسلات
بهذه الأشياء العظيمة فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
الشيخ محمد صالح المنجد بتصرف
الخلاصة
جرت العادة أن الناس إذا أرادوا فعل شيء
نظروا في المهرة به فقلدوهم
وأصحاب الخبرة بالشيء فتبعوهم
من أمهر الناس في الأدعية في التاريخ على الإطلاق
بعد نبينا مباشرة: إبراهيم عليهما السلام
اشتهر بأدعيته، والله حكاها في القرآن العظيم
حكى كثيرًا منها، أدعية إبراهيم شاملة،
أدعية إبراهيم متنوعة، أدعية إبراهيم للدنيا والآخرة
أدعية إبراهيم له ولذريته ولأهل بلده وللمسلمين كافة
أدعية إبراهيم للقريب والبعيد.
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا
أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا [سورة البقرة:128]
حتى نعرف كيف نعبدك وتب علينا.
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي [سورة إبراهيم:40]
مهتم بأولاده
وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ [سورة إبراهيم:35].
وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ
وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ [سورة الشعراء:84، 85].
ثم قال: وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ
يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ [سورة الشعراء:87، 88].
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [سورة إبراهيم:41]
ليس فقط هو والأولاد والذرية
بل يدعو لهم بأنواع الخيرات
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
يريد لهم الأنس
وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ [سورة إبراهيم:37]
قال: وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [سورة البقرة:124]
يريد أن يكون في ذريته أيضاً النبوة والكتاب.
ودعا للبلد:
رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا [سورة البقرة:126]
قبل أن يصبح بلدا
فلما جاءت جُرهم وقبائل العرب بعدما نبعت زمزم
وجاء إبراهيم ورأى البلد قد قام بالفعل
قال: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا [سورة إبراهيم:35]
مرة بالألف واللام، ومرة بدون الألف واللام
كان هنا بلد، كانت بدون، وصارت بلدا
هنا دعوة وهناك دعوة.
ويريد الخير لهم:
وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ ماذا يفعل هذا الرسول؟
وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ [سورة البقرة: 129].
الشيخ محمد صالح المنجد
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-25, 04:22
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2020/11/25/06/969175433.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
- الدُّنيا سجنُ المؤمنِ وجنَّةُ الْكافرِ
أخرجه مسلم (2956)
الدُّنيا لِلمُؤمنِ دارُ بَلاءٍ وابْتلاءٍ يَصبِرُ فيها عَلى الفِتنِ
ويَتحَكَّم في شَهواتِها مُقيِّدًا نَفسَه
عن لَهْوِها إِرضاءً للهِ تَعالى.
وفي هَذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
أنَّ الدُّنيا سِجنُ المؤمِنِ
فكُلُّ مُؤمنٍ مَسجونٍ مَمنوعٍ في الدُّنيا مِنَ الشَّهواتِ المُحَرَّمةِ
والمَكروهَةِ يَسجِنُ نَفسَه عنِ المَلاذِّ
ويَأخُذُها بالشَّدائدِ
مُكلَّفٌ بفِعْلِ الطَّاعاتِ الشَّاقَّةِ يَحبِسُ نَفسَه
مِن كُلِّ شيءٍ لا يُبيحُه له الإِسلامُ
والإيمانُ قَيَّده في ذلكَ الحَبْسِ
فإِذا ماتَ انقَلَبَ إِلى ما أَعدَّ اللهُ تَعالى لَه
منَ النَّعيمِ الدَّائمِ والرَّاحةِ الخالصةِ مِنَ النُّقصانِ.
وأمَّا الكافرُ فَليسَ عَليه قُيودُ الإيمانِ
ولَه منَ الدُّنيا مَع تَكديرِها بالمُنَغِّصاتِ
فإذا ماتَ صارَ إلى العَذابِ الدَّائمِ وشَقاءِ الأَبَدِ.
المصدر
https://www.dorar.net/hadith/sharh/40088
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-26, 04:54
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2020/11/26/06/173945317.jpg (https://www.0zz0.com)
إن أي مسلم يعيش في هذه الدنيا
يبحث عن طريق الأمن والأمان والحفظ من الآفات
والخلاص من مسببات الهلاك والفناء
وليس له في ذلك بعد الله مخرج.
وقد أمر ربنا -جل وعلا- بفعل الخير، وبذل المعروف
في كثير من آيات كتابه
ومن ذلك قوله -تعالى-: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج:77]
وقال أيضاً: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة:195].
وقد أوصانا نبينا -صلى الله عليه وسلم-
بهذا العمل العظيم كي نقوم به
وننال -بفضل الله تعالى- أثره في حياتنا
يقول -صلى الله عليه وسلم-:
صَنائِعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ
والصَّدقةُ خُفيًا تُطفِئُ غضَبَ الرَّبِّ
وصِلةُ الرَّحِمِ زيادةٌ في العُمُرِ
وكلُّ مَعروفٍ صَدَقةٌ
وأهلُ المعروفِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المعروفِ في الآخِرَةِ
وأهْلُ المُنكَرِ في الدُّنيا هُمْ أهلُ المُنكَرِ في الآخِرَةِ...
أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6086)
| المصدر : صحيح الجامع 3796
ومن أعظم صفات المعروف السعي في حاجات المسلمين
ومد يد العون لكل محتاج ضعيف
والشفاعة لمن ليس له سند بعد الله ولا ظهير
وغير ذلك من الأعمال كثير.
ووعد -جل وعلا- عبده المؤمن بكل معروف يبذله لإخوانه
أنه سيجازيه عليه، بتفريج همومه وتيسير أموره في الدنيا
والعطاء الواسع الجزيل في الآخرة.
وعن ابن عمر أن رجلاً جاء
إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-
فقال: يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟
وأي الأعمال أحب إلى الله؟
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ
و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ
أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا
و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ
أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ
يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا
و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ
و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ
و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ
أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ
: أخرجه الطبراني في ((المعجم الأوسط)) (6026)
السلسلة الصحيحة الرقم: 906
فينبغي على المسلم أن يكون محسناً إلى إخوانه، نافعاً لهم
معطاءً كريماً عن طيب نفس وإخلاص قلب
فمن وفق لذلك نال خيري الدنيا والآخرة.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-27, 04:36
اخوة الاسلام
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/11/27/06/568785573.jpg (https://www.0zz0.com)
من استأجر عمالا وموظفين وجب عليه
أن يؤدي إليهم أجرتهم في وقت الاستحقاق
وهو أداء العمل، أو تمام المدة، كالراتب الشهري
لقوله تعالى : ( فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ) الطلاق/6
فأمر بإعطائهن الأجر فور انتهائهن من العمل .
ولما روى ابن ماجه (2443)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ ).
والمراد : المبادرة بإعطائه حقه عقب إنهائه العمل ,
وكذلك إذا تمت المدة المتفق عليها
( وهي شهر في غالب الوظائف الآن )
فيجب المبادرة بإعطائه حقه .
وتأخره في أداء الرواتب عندئذ: مماطلة محرمة
تعرضه للوعيد الشديد
كما روى البخاري (2227)
عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
( قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ:
رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ
وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ
وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ ).
وقال صلى الله عليه وسلم :
( مَطْلُ الْغَنِيِّ ظُلْمٌ )
رواه البخاري ( 2400 ) ومسلم ( 1564 ).
والمطل : هو تأخير أداء الحق الواجب من غير عذر .
وقال صلى الله عليه وسلم :
( لَيُّ الْوَاجِدِ يُحِلُّ عِرْضَهُ وَعُقُوبَتَهُ )
رواه أبو داود (3628) والنسائي (4689) وابن ماجه (2427
. حسنه الألباني في "إرواء الغليل" (1434) .
واللي : هو المطل والامتناع
.والواجد : الغني .
ومعنى يُحِل عرضه:
أي أن يقول الدائن: فلان مطلني وظلمني.
وعقوبته: حبسه، كذا فسره سفيان وغيره.
فليحذر كل صاحب عمل من تأخير رواتب موظفيه
أو المماطلة في أداء حقوقهم
وليخف البعد الناصح على نفسه :
أن يكون رب العالمين ، جل جلاله ، هو خصمه
في حقوق الأجراء ، يوم يقوم الناس لرب العالمين .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-28, 04:51
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2020/11/28/06/715651386.jpg (https://www.0zz0.com)
الصحة تاجٌ على رؤوس الأصِحَّاء لا يعرفها إلاَّ المرضى
ولكن الناس لِطُولِ إِلْفِهِم للصحة والعافية لا يشعرون بها
ولا يقدرونها حقَّ قدرها
وفي خِضَمِّ الأحداث الجارية، وانتشارِ الوباء العام "كورونا"
تَنَبَّه الناسُ لِنِعمَةِ العافية؛ خشيةَ أنْ تُسْلَبَ منهم بغتة
ولنتأملْ كيف تعطَّلَتْ مَصالِحُ الدول والأفراد خوفاً
من انتشار هذا الوباء
فلو أُصيب الإنسانُ بمرضٍ فإنه لا يجد طعمَ الحياة
بل لا يستطيع القيامَ بأمور الحياة على الوجه المطلوب
وربما يتمنَّى البعضُ الموتَ هرباً من آلام المرض
نسأل الله العفو والعافية.
ومن أعظم النِّعم نعمة العافية
التي لا تَطِيبُ الحياةُ إلاَّ بها
لذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ
عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300)
والترمذي في "السنن" (2346)
فالدنيا بحذافيرها لا تَطِيبُ إلاَّ بالأمن والعافية.
وامتدح النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصِّحةَ بقوله:
«لاَ بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى
وَالصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الْغِنَى
وَطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النِّعَمِ» -
رواه أحمد (23158)
وصححه الألباني في " الصحيحة " (174) .
ونعمة الوقت من النعم العظيمة
التي امتن الله بها على عباده
حتى أقسم الله تعالى ببعض الوقت
فقال تعالى : ( وَالْعَصْرِ )
لأهمية هذا الوقت وبركته
وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
( اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك
وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك
وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك )
انظر صحيح الجامع برقم (1077) .
ولما كان أكثر الناس جاهلين بقدر هذه النعمة
غافلين عما يجب عليهم نحوها من عمارتها بشكر الله وطاعته
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ )
رواه البخاري (6412)
والمغبون هو الخاسر في بيعه أو شرائه .
وَقَالَ الطِّيبِيُّ : " ضَرَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُكَلَّفِ
مَثَلا بِالتَّاجِرِ الَّذِي لَهُ رَأْس مَال
, فَهُوَ يَبْتَغِي الرِّبْح مَعَ سَلامَة رَأْس الْمَال
فَطَرِيقه فِي ذَلِكَ أَنْ يَتَحَرَّى فِيمَنْ يُعَامِلهُ
وَيَلْزَم الصِّدْق وَالْحِذْق لِئَلا يُغْبَن
, فَالصِّحَّة وَالْفَرَاغ رَأْس الْمَال ,
وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَامِل اللَّه بِالإِيمَانِ ,
وَمُجَاهَدَة النَّفْس وَعَدُوّ الدِّين ,
لِيَرْبَح خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَة وَقَرِيب مِنْهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى
( هَلْ أَدُلّكُمْ عَلَى تِجَارَة تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَاب أَلِيم ) الآيَات .
وَعَلَيْهِ أَنْ يَجْتَنِب مُطَاوَعَة النَّفْس
وَمُعَامَلَة الشَّيْطَان لِئَلا يُضَيِّع رَأْس مَاله مَعَ الرِّبْح "
فتح الباري لابن حجر
وإذا كان الوقت بهذه المنزلة
فإنه لا ينبغي للمسلم أن يكون عنده وقت للفراغ
لأنه يتقلب من طاعة إلى طاعة
فإن لم يخرج من طاعة إلى أختها
فإنه يخرج إلى المباح .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-29, 05:11
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www2.0zz0.com/2020/11/29/06/268841611.jpg (https://www.0zz0.com)
على الزوجان مسئولية كبيرة تجاه كل منهما للاخر
يعينوا بعض علي الخير و يتجنبوا الشر
و يقي كل منهما الاخر من أسباب الهلاك والبوار .
قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ
لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) التحريم/6 .
وعَنْ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
(أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ...........
وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ
وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ )
رواه البخاري (7138) ومسلم (1829) .
عن مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزنِيَّ رضي الله عنه
قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ
وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)
رواه البخاري (7151) ومسلم (142
والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين
والمتهاون فيها على خطر عظيم
كما قال تعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ
وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) مريم/59
و ان كان احد الزوجين مثلا ينام
عن صلاة الفجر في بعض الأيام
يجب التنبية و الايقاظ و بذل الأسباب في ذلك
من بيان حكم التفريط في الصلاة ، والترغيب في فعلها
وضرورة أن يتعاون الزوجان على الخير
والبعد عما يوجب الإثم .
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم
من يوقظ احد الزوجان للاخر لقيام الليل بنضح وجهه بالماء
فكيف بإيقاظهما لبعض للفريضة .
كما روى أحمد (7404) وأبو داود (1308)
والنسائي (1610) وابن ماجه (1336)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ
فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ
رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا
فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ)
فهذا من وسائل الإيقاظ .
ومن ذلك : دعوه كل منهما للاخر للنوم المبكر
و التحذير من السهر .
وليكن النصح بالرفق واللين
فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه .
وذكِّر بأن الصلاة هي مفتاح السعادة والتوفيق
وسبب من أسباب سعة الرزق وهناءة العيش
فإذا أثمر ذلك وأنتج صلاح حالهما
فهذا هو المطلوب
وهو ما نرجوه ونحبه لهما
وإذا استمر احدهما في تقصيره
فلا مانع من اللجوء إلى الشدة في الإنكار أحياناً
حسب ما يحقق المصلحة
فقد تكون الشدة أحياناً هي المصلحة والحكمة
كما قال القائل :
قسا ليزدجروا ومن يك حازماً ...
فليقس أحياناً على من يرحم
والمقصود من ذلك كله هو إصلاحهما
ولذلك نوصيكم بالصبر وعدم الضجر
قال تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) طـه/132 .
نسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-11-30, 04:46
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/11/30/06/740405003.jpg (https://www.0zz0.com)
عمر الانسان في الدنيا
أبانت نصوص الشرع وأشارت
إلى أن مدة التعمير في هذه الدنيا
لها أثر في الحساب والعقاب ؛ ومن ذلك :
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ
حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ
وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ
وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ )
رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
ويزيد هذا المعنى وضوحا حديث أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ ، حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً )
رواه البخاري (6419) .
قال ابن حجر رحمه الله تعالى :
" قوله : ( أعذر الله ) الإعذار إزالة العذر
والمعنى : أنه لم يبق له اعتذار
كأن يقول : لو مُدَّ لي في الأجل لفعلت ما أمرت به
يقال : "أعذر إليه" إذا بلَّغه أقصى الغاية في العذر ومكَّنه منه "
انتهى من" فتح الباري " (11 / 240) .
وقال الله تعالى :
( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا
غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ
وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ) فاطر /37 .
قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
" ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ )
أي : أوما عشتم في الدنيا أعمارا
لو كنتم ممن ينتفع بالحق
لانتفعتم به في مدة عمركم ؟
وقال قتادة : اعلموا أن طول العمر حجة
فنعوذ بالله أن نُعَيَّر بطول العمر
قد نزلت هذه الآية: ( أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ )
وإن فيهم لابن ثماني عشرة سنة ..
انتهى من " تفسير ابن كثير " (6 / 553) .
وجعل الله تعالى إطالة عمر الكافر
وإمهاله في هذه الدنيا سببا لزيادة العقاب عليه
حيث قال الله تعالى :
( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ
إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ) آل عمران /178 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
" قال : ( إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )
: فالله تعالى يملي للظالم ، حتى يزداد طغيانه
ويترادف كفرانه ، حتى إذا أخذه أخذ عزيز مقتدر
فليحذر الظالمون من الإمهال
ولا يظنوا أن يفوتوا الكبير المتعال "
انتهى من " تفسير السعدي " (ص 158) .
وقال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى :
" ذكر في هذه الآية الكريمة أنه يملي للكافرين
ويمهلهم لزيادة الإثم عليهم ، وشدة العذاب
. وبين في موضع آخر أنه لا يمهلهم متنعمين هذا الإمهال
إلا بعد أن يبتليهم بالبأساء والضراء
فإذا لم يتضرعوا أفاض عليهم النعم وأمهلهم حتى يأخذهم بغتة
انتهى من " أضواء البيان " (1 / 352 - 353) .
و الخلاصة
أن تأثير طول العمر في حساب العبد ،
وميزان أعماله : إنما يكون باعتبارين :
الأول :
أن العمر الطويل : حجة من حجج الله على عباده
فلا يقدر صاحبه أن يطلب مهلة العمر
وطول الزمان الذي يعينه على العمل الصالح
فلقد كان ذلك كله ، وأمكنته الفرصة ليعتبر ، ويتعظ
وينتهي عن غيه ، ويعود إلى ربه ؛ فلم يفعل ،
وأضاع الفرصة والزمان
حتى عاد ذلك كله حسرات عليه .
الثاني :
أن هذا العمر والزمان الطويل ، هو وعاء لعمله
فإما ملأه بصالح العمل ، وإما ملأه بالتفريط ، والتضييع
وسيء الأخلاق والأعمال
ولذلك لا تزول قدمه يوم القيامة
حتى يسأل عن ذلك الوعاء : بأي شيء ملأه .
ولا يتصور أن يكون حساب العبد يوم القيامة على مجرد الزمان
من غير عمل ، فإن ذلك الزمان لا ينقضي على العبد
من غير أن يعمل عملا ، يقدمه
أو يفرط تفريطا يؤخره عن ربه ، وهكذا العمل
خيره وشره ، لا بد له من زمان ، وعمر يقع فيه .
ولهذا قال الله تعالى لعباده :
( كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ *
إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيرًا لِلْبَشَرِ *
لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) المدثر/32-37 .
ومن هنا كان يوم القيامة :
يوم التغابن ، وكان يوم الحسرة ، حسرة من ضيع عمره
في غير طاعة الله ، وقد أخذ الفرصة
وأعطي المُهْلة ؛ فضاعت الأعمار ، وانقطعت الأعذار !!
و الله اعلم
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-01, 05:11
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مكانة الشباب في الإسلام
اختلف أهل اللغة ، وتبعهم الفقهاء
في تحديد سن الشباب متى يبدأ ومتى ينتهي
والأقرب : أن زمن " الشاب " يبدأ بالبلوغ
وينتهي إلى الثلاثين ، أو اثنين وثلاثين
ثم تبدأ مرحلة " الكهولة " .
قال ابن الأثير – رحمه الله - :
والكهل من الرجال : من زاد على الثلاثين سنة إلى الأربعين
وقيل من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين .
" النهاية في غريب الحديث " ( 4 / 313 ) .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
الشاب ما بين الخمس عشرة سنة إلى الثلاثين .
" شرح رياض الصالحين " ( 1 / 462 ) .
يمر الإنسان في مراحل حياته بمراحل تتفاوت قوة وضعفاً
فهو يخرج إلى الدنيا صغيراً ضعيفاً، لا يعلم شيئاً
ثم يكبر شيئاً فشيئاً، فيقوى جسمه وتنمو حواسه
ويزداد عقلاً وعلماً، حتى يبلغ أشده.
ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الطور في حياة الإنسان
حيث يقول الله سبحانه وتعالى
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ
السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) سورة النحل
أي أن الله أخرج عباده من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا
ثم بعد هذا يرزقهم السمع الذي يدركون الأصوات والأبصار
التي بها يحسون المرئيات والأفئدة وهي العقول التي يميز يها
بين الأشياء ضارها ونافعها وهذه القوى والحواس
تحصل للإنسان على التدريج قليلا قليلا كلما كبر زيد في سمعه
وبصره وعقله حتى يبلغ أشده
. وإنما جعل تعالى هذه في الإنسان ليتمكن بها من عبادة ربه تعالى
فيستعين بكل جارحة وعضو وقوة على طاعة مولاه
تفسير ابن كثير 2/580
الشباب في جميع الأطوار وفي أي قطر من الأقطار
هم عماد حضارة الأمم، وسر نهضتها
لأنهم في سن الهمم المتوثبة والجهود المبذولة
سن البذل والعطاء، سن التضحية والفداء.
فقد عني الإسلام بهذه المرحلة من العمر عناية خاصة
ووجهها للبناء والخير، وجنبها الهدم الشر.
فهو يهدف إلى جعل هذه المرحلة من العمر (مرحلة الشباب)
مرحلة خير على مستوى الفرد والجماعة.
وإذا تأملنا القرآن والسنة
وهما المصدران الأساسيان في التشريع للمسلمين
لوجدنا فيهما اهتماماً خاصاً بمرحلة الشباب
سواء في الثناء وذكر الإنجازات
أو في الإرشاد والتوجيهات الخاصة بهذه المرحلة.
وعلى سبيل المثال نجد أن القرآن الكريم يحدثنا عن الشباب
بأنهم هم الذين اتبعوا الرسل وصدقوهم وآمنوا بهم
فهؤلاء أتباع موسى (عليه السلام) يصفهم ربهم بقوله:
فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ
أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ
وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83) سورة يونس
يخبر تعالى أنه لم يؤمن بموسى عليه السلام
مع ما جاء به من البينات والحجج القاطعات
والبراهين الساطعات، إلا قليل من قوم فرعون
من الذرية وهم الشباب، لأن من آمن فهو معرض للإيذاء
من فرعون وأعوانه، أما هؤلاء الشباب الأقوياء
فقد وطنوا أنفسهم على تحمل المتاعب والمشاق في هذا السبيل
وهم يعلمون أن ما أصابهم في سبيل الله سبحانه وتعالى
سوف يلاقون عليه أحسن الجزاء.
كما أن القرآن الكريم قد أثنى على فئة من الشباب
الذين آمنوا بالله سبحانه وتعالى وكا فأهم على ذلك
بزيادة الهدى حين قال سبحانه وتعالى
إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) سورة الكهف
والفتية في اللغة العربية هم الشباب
ومن الاهتمام بعنصر الشباب
نجد ما يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم من مكانة الشباب
الذي ينشأ على طاعة الله سبحانه وتعالى
فهذا الصنف من الشباب لهم مكانة عالية عند الله سبحانه وتعالى
حيث ينجيهم من الضيق والكرب الذي يلحق الناس يوم القيامة
فيظلهم الله سبحانه وتعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ -
وفيه : - وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ... ) .
رواه البخاري ( 629 ) ومسلم ( 1031 ) .
كما نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب
فئة الشباب ويوصيهم بوصية عظيمة بقوله:
( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ منكُم الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ
فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ ) .
رواه البخاري (5066) ومسلم (1400)
ففي هذا التوجيه النبوي صيانة للشباب
من فساد السلوك والوقوع في الإثم
وعناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب
تتخذ أشكالاً عديدة منها الوصايا النافعة لهم
ومن ذلك وصيته لابن عمه عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما)
قال: كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فقال:
( يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ
احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ
وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ
وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ
لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ
وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ
إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ )
رواه الترمذي (2516)
فهذه وصية عظيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لابن عمه الغلام ابن عباس، وصية يتكفل الله سبحانه وتعالى
لمن عمل بها أن يحفظه في أموره كلها
ومن الوصايا القيمة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم
الشباب وصيته لأبي ذر (رضي الله عنه) قال:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ ، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا...
رواه الترمذي (1987)
و الخلاصة
عناية الاسلام بالشباب ليست في عصر دون عصر
ولا في مكان دون آخر، بل هي في كل مكان
وفي كل زمان
ولا عجب في ذلك فقد جاء الإسلام بالخير والسعادة لكل البشرية
فمن وفقه الله لهذا الدين سعد في دنياه وأخراه
ومن ضل عن هذا الدين فهو على خطر عظيم.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-02, 05:51
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ ,,,,,
وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ
رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
أهمية العلم والتعلم في الإسلام
قضى الله أن يَحمل الدينُ الخاتم الإسلامُ للبشرية كلَّ
ما ييسِّر لها مهمة الحياة على الأرض
طريقًا إلى حياة أخرى يرتبط نعيمها بعمل الإنسان في حياته الأولى
ولَمَّا كان للعلم أثره في حياة الناس
من حيث إنه وسيلة لكشف أسرار الكون
وطريق إلى تنوير الحياة وترقيتها، ومن حيث إنه غذاء للعقل
الذي ميز الله به الإنسان
وطريق من أهم طرق الوصول إلى الله سبحانه
نذكِّره هنا بقوله تعالى:
قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الزمر: 9]
وقوله: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
[المجادلة: 11]
ولعلَّ في هذه المكانة الرفيعة للعلم
ما يُغري الناس ويسهل عليهم تجشُّم الصعاب في سبيله
وبخاصة إذا أدركوا عون الله لطالب العلم تشجيعًا وتقديرًا
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا
سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ
وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ
رواه أبو داود (3641)، وابن ماجه (223)
وصححه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (1 / 92).
ولأن مهمة التعلم شاقَّة كان أجرها كبيرًا
وقد بيَّن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ذلك حين قال:
( إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ :
عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ ....
رواه ابن ماجه (224)
وغير هذا كثير مما يؤكِّد التشجيع على التعلم
وتقديم الخير إلى الناس من خلال هذا العمل
ولَمَّا كانت مسألة التعليم والتعلم وسيلة لغاية هي العمل
حثَّ الإسلام على أن يطبق المتعلم ما علمه
وألا يستهدف بعمله هدفًا رخيصًا
من الشهرة أو الرياء أو نحوه
ولذلك عاتب الله المؤمنين بقوله:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ *
كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ [الصف: 2، 3].
وكثرت الأحاديث الشريفة التي تدعو إلى الالتزام
بما يقتضيه ما تعلَّمناه؛ نذكر منها
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ
أَوْ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ لِيَصْرِفَ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ
فَهُوَ فِي النَّارِ
رواه ابن ماجه (253).
و عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
لَا تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ لِتُبَاهُوا بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَلَا لِتُمَارُوا بِهِ السُّفَهَاءَ
وَلَا تَخَيَّرُوا بِهِ الْمَجَالِسَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَالنَّارُ النَّارُ
رواه ابن ماجه (254).
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُجَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ
وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ
رواه ابن ماجه (260).
وهذه الأحاديث وإن كان في أسانيدها ضعف
إلا أنه يشهد بعضها لبعض
فلذا صححها الألباني رحمه تعالى
صحيح الترغيب والترهيب" (1 / 154).
سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" هل من وصية لطالب العلم المبتدئ؟
فأجاب:
الوصية لكل إنسان أن يخلص النية لله عز وجل
وألا يكون قصده بذلك الرئاسة ولا الجاه ولا المال
بل ويكون مقصده أن يرفع الجهل عن نفسه وعن غيره
وأن يقيم الملة ويدافع عنها ويحميها، هذا أفضل شيء "
انتهى من "لقاء الباب المفتوح" (226 / 36 ترقيم الشاملة).
الخلاصة
أن هذه التوجيهات التي وجَّه الإسلام البشرية إليها
ترتبطُ فيه بمناهج للمعرفة
تُعنَى بطريقة التفكير كما تُعنَى بروافد المعرفة
التي تمدنا بالمعلومات اللازمة لحياتنا ورسالتنا فيها.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-03, 05:23
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ ,,,,,
وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ
رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
تعريف المال:
في اللغة:
هو كل ما يقتنى ويملك من كل شيء
سواء كان عينًا أو منفعة
فكل ما يستولي عليه الإنسان فعلاً ويملكه
من ذهب أو فضة أو حيوان أو نبات يسمى مالاً
انظر: لسان العرب مادة مول (13/223).
أما في الاصطلاح الفقهي:
فلقد اختلف العلماء في تحديد معناه على رأيين:
أ- فقد عرفه الجمهور بأنه:
كل ما له قيمة يلزم متلفه بضمانه
فيدخل فيه الأموال العينية والحقوق
والمنافع لإمكان حيازتها بحيازة أصلها.
الأشباه والنظائر للسيوطي (258)
والفقه الإسلامي وأدلته (4/42)
ب- وعرفه الحنفية بقولهم: هو كل ما يمكن حيازته
وإحرازه وينتفع به عادة[
فكل ما لا يمكن الانتفاع به كلحم الميتة وما لا يمكن إحرازه
من الأمور المعنوية والحقوق والمنافع مثل العلم والسكن -
فلا يسمى مالاً عندهم
لأنهم حصروا المال في الأشياء المادية
التي لها مادة وجرم محسوس.
حاشية ابن عابدين (4/3)، والبحر الرائق (2/227).
نظرة الإسلام للمال
ينظر الإسلام للمال على أنه قوام الحياة
به تنتظم معايش الناس
ويتبادلون على أساسه تجاراتهم ومنتجاتهم
ويقوّمون على أساسه ما يحتاجون إليه من أعمال ومنافع.
ولقد أخبر الله - تعالى -
بأنه أحد الأمرين اللذين هما زينة الحياة الدنيا في قوله تعالى
-: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [الكهف: 46].
وينظر الإسلام للمال على أن حبه والرغبة في اقتنائه
دافع من الدوافع الفطرية التي تولد مع الإنسان وتنمو معه
وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا [الفجر: 20]،
وقال - جل شأنه -:
وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ [العاديات: 8].
فالإسلام ينظر إلى الإنسان نظرة طبعية تساير فطرته وطبيعته
وتقر خصائصه التي يتميز بها عن الكائنات الأخرى الموجودة
في محيط الحياة الأرضية التي يعيشها، وكلف بالقيادة فيها.
كما يرى أن أقوى الغرائز فيه غريزتا
"النسل والاقتناء"
إذ عليهما يقوم بقاء الإنسان في شخصه ونوعه.
وغريزة التملك والاقتناء هي تلك الغريزة التي تدفع الإنسان
إلى المال بالسعي إليه وتحصيله، وتنميته وادخاره
الفكر الإسلامي والمجتمع المعاصر
مشكلات الحكم والتوجيه محمد البهي ص (3-9).
وإذا نحن نقرأ قول الله تعالى -:
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ
ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران: 14]
نرى أن الإسلام يقر وجود هاتين الغريزتين في الإنسان.
والمال في حقيقة أمره ليس ملكاً خالصاً لمالكه
وإنما هو ملك لله قال تعالى -:
وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ [النور: 33].
ويد المالك يد وديعة، استودعها الله إياه
قال تعالى -: وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ [الحديد: 7].
وعلى الإنسان أن يضعه مواضعه
وينفقه في الوجوه التي شرعها الله
فيأخذ منه ضروراته وحاجاته
ويوزع الفضل منه على من هم أحق به
من الضعفاء والعجزة والمساكين.
المال فتنة واختبار:
فالمال فتنة
وإنفاق المال في وجوهه المشروعة نحتاح الي الاختبار
إذ إن المال المودع لدى المالك فتنة قال تعالى -:
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ [الأنفال: 28]
أي اختبار وامتحان.
وسيحاسب الناس عن المال من أين وكيف اكتسبوه؟
وفيم انفقوه؟ قال تعالى -:
ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [التكاثر: 8]
الخلاصة
المال يكون نعمة إذا استعمل في ما يرضي الله
وأعان على طاعة الله
ويكون نقمة إذا استعمل في الشر
أو حمل صاحبه على البطر والكبر
أو ألهاه وشغله عن الطاعة والذكر .
ولهذا جاء التحذير من فتنة المال
لأنه غالبا ما يطغي وينسي
وقلّ من يؤدي حق الله تعالى فيه
قال الله تعالى مبينا أن الابتلاء يكون بالخيرات والنعم
كما يكون بالسيئات والنقم :
( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) الأنبياء/35
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ
وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ
فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا ، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ)
رواه البخاري (4015) ومسلم (2961).
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ
وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ
فَاتَّقُوا الدُّنْيَا ......
رواه مسلم (2742)
من وفقه الله تعالى فكسب المال من حله ، وأنفقه في محله
واجتهد في بذله في الطاعات والقربات
كان المال في حقة نعمة
واستحق أن يغبطه الناس عليها
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(نِعْمَ الْمَالُ الصَّالِحُ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ )
رواه أحمد (17096)
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (299)
وقال صلى الله عليه وسلم :
( لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ :
رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ
وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا )
رواه البخاري (73) ومسلم (816
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-04, 05:11
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ ,,,,,
وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ
رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
حق الجسد والنفس
إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وفضله على سائر المخلوقات
وجعله متكونًا من جسد وروح
وكلّفه أن يلبّي حاجاتهما بما فرضه الله تعالى عليه
وأوجبه واستحبه وجعل هذه التكاليف حقوقًا لجسده وروحه عليه
سعد من قام بها وانتبه لنفسه
وشقي من أهملها ولقي الله تعالى مضيِّعًا لها.
ورأس هذه الحقوق وأهمها: إقامة هذا الجسد وتربيته
على طاعة الله تعالى، والابتعاد عن معصيته
ومن المعلوم عند علماء الشرع وعلماء التربية والنفس:
أن النفس عند أي تكليف تحتاج إلى تمرين وتهيئة وتربية
ألا تروا -أخوة الاسلام
أن الإسلام أمر بتمرين الصغار على الصلاة منذ بلوغهم سن السابعة
علمًا أنهم غير مكلفين في هذه السن
وذلك لما تحتاجه الطاعات من التربية والتمرين
فإذا ما بلغ سن التكليف سهل عليه القيام بها
والاستمرار عليها، وعدم التضايق منها.
ومن المعلوم أيضًا: أن للنفس رغبات وشهوات
والإسلام قد راعى هذه الرغبات والشهوات
وأمر بتلبيتها لكن حسب الضوابط الشرعية
التي حددها وأقرها.
وعليه: فينبغي للمسلم أن يقوم بحقوق جسده وروحه
وفق مرضاة ربه عز وجل، فيربيها على عمل الطاعات
واجتناب المعاصي، ويقسرها على الأخلاق الفاضلة
والسلوك الحميد، والمعاملة الحسنة، والصفات النبيلة.
ومن ظلمه لنفسه:
أن يجعلها ترتع في شهواتها ورغباتها
دون النظر إلى ما حرم الله سبحانه وتعالى
فيقع بذلك في التفريط ويعرض نفسه لغضب الله وعقابه.
ومن ظلمه لنفسه:
أن يكلفها من العبادات ما لا تطيق
فيقع بذلك في الغلو والإفراط المذموم
فالإسلام دين الوسطية والاعتدال في كل شيء.
وقد وجه الإسلام إلى هذا الاعتدال
فلا غلو ولا تقصير، ولا إفراط ولا تفريط، ولا زيادة ولا نقصان
قال الله تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286]
وجاء في الحديث الصحيح: أن عبد الله بن عمرو بن العاص ب قال
: أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم
إنِّي أقول: والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم –
كما في بعض الروايات-:
«ألم أُخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟»
قلت: بلى يا رسول الله! قال: «فلا تفعل، صم وأفطر
وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقًّا، وإن لعينك حقًّا
وإن لزوجك عليك حقًّا، وإن لزورك -أي: ضيفك- عليك حقًّا
وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام
فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها
فإن ذلك صيام الدهر كله»
رواه البخاري في كتاب الرقاق
باب القصد والمداومة على العمل (6463).
و يجب هنا مزيد من التوضيح
لا تعارض بين الجد والمثابرة وإتقان العمل
بل والإكثار من العمل الصالح والمسابقة إلى الخيرات
وبين الأمر بالقصد والاعتدال والبعد عن التشديد
على النفس وتكليفها ما لا تطيق .
فقد ذكر الله تعالى في القرآن ما يدل على الأمرين
ووضح ذلك رسوله صلى الله عليه وسلم بسنته القولية والعملية
أما القرآن فقد قال الله تعالى :
( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ ) البقرة/185
وقال - تعالى -:( وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) الحج/ 78.
وقال سبحانه : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا
السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ) آل عمران / 133.
وأما السنة :
فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -:
( لن ينجي أحداً منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته.
سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة
والقصد القصد تبلغوا )
رواه البخاري (6463) .
وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت:
سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -:
أي الأعمال أحب إلى الله؟
قال: ( أدومها وإن قل.
وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون )
رواه البخاري(6465).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -
عن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال:
( إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه
فسددوا وقاربوا، وأبشروا
واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة )
البخاري (39) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" (ما تطيقون) أي قدر طاقتكم
والحاصل أنه أمر بالجد في العبادة
والإبلاغ بها إلى حد النهاية ، لكن بقيد :
ما لا تقع معه المشقة المفضية إلى السآمة والملال"
انتهى من "فتح البارى" (11/299) .
ومن حقوق الجسد -بل ومن العناية به-:
الأخذ بأسباب الوقاية من الأمراض باالنظافة
والعناية بالطعام والشراب والرياضة وغيرها
وكذا معالجتها عند وقوعها بما شُرع من الداوي بالأدوية المشروعة
بعد الاعتقاد الجازم والإيمان القوي
بأن كل شيء يحدث على الإنسان
إنما هو بقضاء الله تعالى وقدره
قال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة: 51]
ومع ذلك فقد شرع لنا سبحانه عمل الأسباب
ومنها التداوي بالمشروع
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
«إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء
فَتَدَاوَوْا، ولا تتداووا بحرام»
رواه أبو داود في كتاب الطب
باب في الأدوية المكروهة (3874).
الخلاصة
بعد هذا العرض السريع لحقوق الجسد
تبين أن لجسد المؤمن حقًّا عليه
ومما يساعد على القيام بهذا الحق:
أن يتعاهد المسلم نفسه بعمل برنامج يومي له
يحتوي على جميع المتطلبات الشرعية والمباحة
فيقوم بما أوجبه الله عليه، مبتعدًا عما نهاه عنه
مُوزِّعًا وقته، ومنظمًا له، غير متكاسل ولا متخاذل
وهكذا المؤمن الجاد الذي يعمل بطاعة ربه
ويمتثل لشرعه سبحانه وتعالى.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا ولا يكلنا إليها
ولا إلى أحد من خلقه طرفة عين
إنَّه سميع مجيب، وهو المستعان.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-05, 05:03
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/11/30/06/740405003.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ
حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ
وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ
وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ )
رواه الترمذي (2417 ) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى:
حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة
أنفسنا للإجابة على هذه الأسئلة
فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غدًا
قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيرها:
أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة
ليوم معادكم وعرضكم على ربكم؛ اهـ
تفسير ابن كثير 4/ 343
وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا
فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم
وتزينوا للعرض الأكبر:
﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18])
رواه أحمد في الزهد ص 120
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى:
(إن المؤمن قوَّام على نفسه
يحاسب نفسه لله عز وجل
وإنما خف الحساب يوم القيامة
على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا
وإنما شق الحساب يوم القيامة
على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)
رواه ابن المبارك في الزهد ص103
وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص18
الفائدة الثانية:
كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم
مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح
روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه
فقال له عمر: مَهْ غفر الله لك! فقال أبو بكر:
إن هذا أوردني الموارد
رواه مالك في الموطأ 2/ 988 (1788
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطًا
فسمعته وهو يقول - وبيني وبينه جدارٌ
وهو في جوف الحائط:
عمر بن الخطاب أمير المؤمنين! بخ بخ
والله (بُنَيَّ الخطاب) لتتقين الله أو ليعذبنك
رواه مالك في الموطأ 2/ 992 (1800)
الفائدة الثالثة:
دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به
لذا رفع الله تعالى درجة العلماء على غيرهم
فقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]
وهم أهل الخشية؛ كما قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]
أما ما تعلُّمه لغير هذا الغرض
فإنه يصير وبالًا على صاحبه يوم القيامة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله
لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا
لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة))، يعني: ريحها
رواه أحمد 2/ 338، وأبو داود في كتاب العلم
باب في طلب العلم لغير الله 3/ 323 (3664)
وقال النووي في رياض الصالحين ص314: إسناده صحيح.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-06, 05:26
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www2.0zz0.com/2020/12/06/07/528620288.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ :
( تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا
فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلاَةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ
فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا ، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ :
وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ . مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا )
رواه البخاري (حديث رقم/60)
ورواه مسلم (رقم/241) بلفظ آخر فيه :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ :
( رَجَعْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ
حَتَّى إِذَا كُنَّا بِمَاءٍ بِالطَّرِيقِ تَعَجَّلَ قَوْمٌ عِنْدَ الْعَصْرِ
فَتَوَضَّئُوا وَهُمْ عِجَالٌ
فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِمْ وَأَعْقَابُهُمْ تَلُوحُ لَمْ يَمَسَّهَا الْمَاءُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ )
وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة رضوان الله عليهم
كما قال الإمام الترمذي رحمه الله –
بعد أن روى الحديث نفسه عن أبي هريرة رضي الله عنه - :
" سنن الترمذي " (1/96)
( تخلف عنا ) : أي تأخر عنا .
( أرهقتنا الصلاة ) : أي كاد وقتها أن يخرج .
( الأعقاب ) : جمع عقب ، وهو مؤخر القدم
يقول بدر الدين العيني رحمه الله :
" أي : غشيتنا الصلاة .
أي : حملتنا الصلاة على أدائها .
وقيل قد أعجلتنا لضيق وقتها .
وقال القاضي : ومنه المراهق بالفتح في الحج
، ويقال بالكسر :
وهو الذي أعجله ضيق الوقت أن يطوف " انتهى.
" عمدة القاري " (2/8)
( ويل ) : اختلف العلماء في معناها
فمنهم من قال : هو واد في جهنم
ومنهم من قال غير ذلك
والجميع متفق على أنها كلمة وعيد وتخويف وتهديد .
يقول بدر الدين العيني رحمه الله :
" ويل من المصادر التي لا أفعال لها
وهي كلمة عذاب وهلاك " انتهى.
" عمدة القاري " (2/9)
وجوب تعميم أعضاء الوضوء بالغسل
وذلك بإيصال الماء إلى جميع أجزاء أعضاء الوضوء
وعدم ترك أي محل منها
نجد ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث :
( ويل للأعقاب من النار )
فتخصيصه ذكر الأعقاب لأنها في مؤخرة القدم
فهي مظنة لعدم وصول الماء إليها لمن لم يتعاهدها بذلك
فدل على ضرورة العناية بإسباغ الوضوء في محل الفرض .
وقد استنبط الإمام البخاري رحمه الله هذه الفائدة
من الحديث في إحدى المواضع التي أخرجه فيها ،
فقال : " باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين "
انتهى. " صحيح البخاري " (كتاب الوضوء/باب رقم 27)
وبوب النووي رحمه الله على هذا الحديث في " شرح مسلم "
بقوله : باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما .
" صحيح مسلم " (كتاب الوضوء/باب رقم 9).
وبوب عليه أبو داود في سننه : باب في إسباغ الوضوء .
" سنن أبي داود " (كتاب الطهارة، باب رقم 46)
وفي الحديث فائدةٌ نبَّه عليها البخاري رحمه الله
بقوله في تبويب الحديث بقوله :
" باب من رفع صوته بالعلم "
انتهى. صحيح البخاري " (كتاب العلم/باب رقم 3).
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" واستدل المصنف على جواز رفع الصوت بالعلم بقوله :
( فنادى بأعلى صوته )
وإنما يتم الاستدلال بذلك حيث تدعو الحاجة إليه
لبعد أو كثرة جمع أو غير ذلك
ويلحق بذلك ما إذا كان في موعظة
كما ثبت ذلك في حديث جابر :
( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب وذكر الساعة
اشتد غضبه وعلا صوته ) الحديث أخرجه مسلم "
انتهى. " فتح الباري " (1/143)
الخلاصة
في الحديث تذكير المسلم بضرورة تحري موافقة الشريعة
في جميع أفعاله وأقواله ، ولا يتهاون في شيء منها
فقد توعد النبي صلى الله عليه وسلم
أولئك الذين لا يبلغ الماء أعقابهم في الوضوء
بالويل والنار يوم القيامة
وهو أمر يسير في نظر كثير من الناس
ولكنه عند الله عظيم
فليحذر المسلمون أن يتهاون
فيما قد يكون سبب هلاكه في الآخرة
وقد قال الله تعالى :
( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ) النور/15.
و الله اعلم
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-07, 05:49
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2020/12/07/06/638296689.png (https://www.0zz0.com)
المعركة مع إبليس وجنوده
حزب الشيطان وجنوده :
إنّ للشيطان الرجيم حزب
أَلَآ إِنَّ حِزْبَ ٱلشَّيْطَٰنِ هُمُ ٱلْخَٰسِرُونَ ) ( المجالدة 19 )
تأريخ تأسيس الحرب :
يرجع تأريخه إلى بدء خلق آدم نبيّ الله أبي البشر
وقد هبط مع آدم وحوّاء على الأرض ليكون عدوّآ
لهما ولذرّيتهما إلى اليوم المعلوم .
مقصوده
إغواء الإنسان وهلاكه إلى يوم القيامة .
ومن أخلاقياته أنّه :
1 ـ متكبّر :
(قَالَ أأسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينآ) الإسراء: 61
2 ـ يخلف الوعد :
(كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إذْ قَالَ لِلإنسَانِ آكْفُرْ فَلَمَّا كَـفَرَ
قَالَ إنِّي بَرِيءٌ مِنْکَ إنِّي أخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ ) الحشر: 16.
(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأمْرُ إنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ
وَوَعَدْتُكُمْ فَأخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ
إلاَّ أنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أنْفُسَكُمْ ) إبراهيم : 22.
3 ـ يوسوس إلّا أنّ كيده كان ضعيفآ :
(إنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفآ) النساء: 76.
اهدافه
التسلّط على الإنسان من خلال نقاط ضعفه :
ـ يضلّ الناس :
(قَالَ رَبِّ بِمَا أغْوَيْتَنِي
لاَُزَيِّـنَنَّ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَلاَُغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعِينَ ) الحجر: 39.
ـ يزيّن لهم أعمالهم :
(وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام : 43.
ـ يخوّفهم بالفقر
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ وَيَأمُرُكُمْ بِالفَحْشَاءِ
وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة : 268.
يخوّفهم بالحرب ونتائجها :
(إنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أوْلِيَاءَهُ
فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران : 175.
ـ الاستفادة من الوسائل الخطرة :
(يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ
مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة : 90.
(إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ العَدَاوَةَ
وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ) المائدة : 91.
ـ الوسوسة في الصدور :
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا
مَا وُرِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا) الأعراف : 20.
(الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ) الناس : 5.
ـ النجوى وإيذاء المؤمنين :
(إنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِـيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) المجادلة : 10.
ـ الأولاد والأموال :
(وَآسْتَفْزِزْ مَنِ آسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِکَ وَأجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِکَ
وَرَجِلِکَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأمْوَالِ وَالأولادِ
وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَّ غُرُورآ) الإسراء: 64.
ـ رَصد طرق الهداية ليضلّ الناس :
(لأقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَکَ المُسْتَقِيمَ ) الأعراف : 16.
ـ الهجوم المضاعف :
(ثُمَّ لاَتِيَـنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيْمَانِهِمْ
وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ) الأعراف : 17
ـ تخريب العلاقات :
(وَقُلْ لِعِبَادِي يَـقُولُوا الَّتِي هِيَ أحْسَنُ إنَّ الشَّيْطَانَ
يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإنسَانِ عَدُوّآ مُبِينآ) الإسراء: 53.
ـ مع عامة الناس :
لهم قرين :
(وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينآ فَسَاءَ قَرِينآ) النساء: 38
من اوصافه :
عند الله سبحانه :
كافر :
(وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورآ) الإسراء: 27.
يعصي الله :
(إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَانِ عَصِيّآ ( مريم : 44.
.
اعوانه من البشر
ـ المبذّرون :
(إنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ) الإسراء: 27.
ـ الكفّار :
(إنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) الأعراف : 27.
ـ المرتدّون عن الحقّ :
(إنَّ الَّذِينَ آرْتَدُّوا عَلَى أدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَـيَّنَ
لَهُمْ الهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأمْلَى لَهُمْ ) محمّد 9: 25.
الناسون لذكر الله
(آسْتَحْوَذَ عَلَـيْهِمُ الشَّيْطَانُ
فَأنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ اُوْلَئِکَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ) المجادلة : 19.
ـ المكذّبون :
(هَلْ اُنَبِّـؤُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ *
تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أفَّاکٍ أثِيمٍ ) الشعراء: 221 ـ 222.
ـ لاعب القمار والسكّير :
(إنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ
مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة : 90.
ـ الذين يحاربون الحقّ :
(وَإنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إلَى أوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ
وَإنْ أطَعْتُمُوهُمْ إنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ) الأنعام : 121.
وأمّا الأؤامر الحربية
وأمّا انطباع الناس واتجاههم بالنسبة
إلى الحزب الشيطاني ومقدار تفاعلهم :
فهم على طوائف ثلاثة :
1 ـ المخلصون : فإنّهم لا يدخلون في الحزب ، بل يحاربونه
ولا يقدر الشيطان على إغوائهم وجذبهم إلى حزبه :
(وَلاَُغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعِينَ * إلاَّ عِبَادَکَ مِنْهُمُ الُمخْلَصِينَ ) الحجر: 39 ـ 40.
2 -المسلمون : إنّ الشيطان يحاول أن يجرّهم إلى الحزب
فيوسوس لهم ، ويأتيهم بسياسة قدم بقدم
وخطوة خطوة ـكما سنذكر تفصيل ذلک
فمنهم من يسمع نجواه ويدخل في حزبه
ومنهم من ينكر عليه ذلک ويدخل في زمرة المخلصين
وهم حزب الله سبحانه وهم قليلون :
(وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ) سبأ: 13.
3 ـ المنافقون والكفّار: فإنّ الشيطان استحوذ عليهم
وأدخلهم في حزبه فكانوا من أوليائه وأنصاره :
(إنَّهُمْ آتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ) الأعراف : 30.
.اخوة الاسلام
كل ما تم توضيحة كانت مقدمة و ملخص الموضوع بالكامل
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-08, 05:25
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تعريف إبليس والشيطان لغة واصطلاحاً
أولا: تعريف إبليس والشيطان لغة:
ذكر بعض العلماء أن إبليس اسم عربي
على وزن إفعيل ) مشتق من الإبلاس
وهو الإبعاد من الخير أو اليأس من رحمة الله
انظر: ((لسان العرب)) (6/29)
((تفسير الطبري)) (1/509)
و((تفسير روح المعاني )) (1/229).
وقال الأكثرون: إن إبليس اسم أعجمي
ممنوع من الصرف للعلمية والعجمية
انظر: ((تفسير روح المعاني )) (1/229)
((فتح الباري )) (6/339).
قال ابن حجر:
(وقد تعقب بأنه لو كان اسماً عربياً مشتقاً
من الإبلاس لكان قد سمي به
بعد يأسه من رحمة الله بطرده ولعنه)
((فتح الباري)) (1/339).
وظاهر القرآن أنه كان يسمى بذلك قبل ذلك
وكذا قيل، ولا دلالة فيه
لجواز أن يسمى بذلك باعتبار ما سيقع له
نعم روى الطبري عن ابن عباس قال:
(كان اسم إبليس حيث كان مع الملائكة عزازيل ثم إبليس بعد
((تفسير الطبري)) (1/224).
قال محمد بن إسحاق: (إنما سمي شيطاناً
لأنه شطن عن أمر ربه، والشطون البعيد النازح)
((الزينة في الكلمات الإسلامية العربية)) (2/179).
وقال أبو عبيد:
(الشيطان كل عات متمرد من إنس, أو جن)
انظر: ((بحر العلوم)) للسمرقندي (1/277).
ويدل على ذلك قوله تعالى:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ
مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [ الأنعام: 112].
وكذا قوله:
وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ
إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ [ البقرة: 14].
أي أصحابهم من الجن والإنس
و قوله تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ [ الأنعام: 121].
وقوله: وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ [ البقرة: 102].
قيل مردة الجن وقيل مردة الإنس
((مفردات غريب القرآن)) للراغب الأصفهاني (ص: 261).
ثانيا: تعريف إبليس والشيطان في الاصطلاح:
تردد لفظ إبليس والشيطان في مواضع متعددة من القرآن الكريم
فقد ورد لفظ إبليس في أحد عشر موضعاً
ولم يرد هذا اللفظ إلا مفرداً في هذه المواضع جميعاً.
أما لفظ الشيطان فقد جاء مفرداً ومجموعاً
فقد ورد مفرداً في سبعين موضعاً
وأما بلفظ الجمع فقد ورد في ثمانية عشر موضعاً
عدا من المواضيع التي ورد فيها لفظ الجن والجِنَّة
التي يراد في كثير منها الشيطان مفرداً ومجموعاً.
إبليس هو ذلك المخلوق من النار
والذي كان يجالس الملائكة ويتعبد معهم
وليس من جنسهم كما سيأتي
فلما أمر الله ملائكته بالسجود لآدم خالف أمر ربه
بتكبره على آدم لادعائه أن النار التي خلق منها
خير من الطين الذي خلق منه آدم عليه السلام
فكان جزاء هذه المخالفة أن طرده الله عن باب رحمته,
ومحل أنسه, وحضرة قدسه
وسماه إبليس إعلاماً له بأنه قد أبلس من الرحمة
وأنزله من السماء مذموماً مدحوراً إلى الأرض
فسأل الله النظرة إلى يوم البعث
فأنظره الحليم الذي لا يعجل على من عصاه
فلما أمن الهلاك إلى يوم القيامة تمرد وطغى
((مختصر تفسير ابن كثير)) (3/209).
وقال: قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ [ص: 82-83].
وكما قال عز وجل عنه:
لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً [الإسراء: 62].
وهؤلاء هم المستثنون في قوله تعالى:
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً [ الإسراء: 65].
وإبليس واحد من الجن، وهو أبو الشياطين
والمحرك لهم لفتنة الناس وإغوائهم
وقد ذكره الله في قصة امتناعه من السجود لآدم
وذلك كقوله تعالى:
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ
إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [ البقرة: 34].
وقد أطلق عليه القرآن اسم الشيطان في مواضع
منها قوله تعالى:
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا
وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ
أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ [ الأعراف: 20]
. وقوله: يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم
مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا
إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ
إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ [ الأعراف: 27]. الآية.
فالشيطان في هذه الآيات مراد به إبليس
لأن القرآن يتحدث عن قصة إغوائه لآدم وحواء عليهما السلام.
والذي يتأمل القرآن
يرى أن إطلاق لفظ إبليس لم يرد إلا في معرض الحديث
عن إباء إبليس من السجود لآدم
ولم يرد هذا الإطلاق خارج الحديث
عن إبائه من السجود إلا في موضعين:
الأول: في سورة الشعراء وهو قوله تعالى:
فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ [ الشعراء: 94-95].
وفي هذا الموضع يكون مراداً به
جمع إبليس وجنوده من الجن والإنس في نار جهنم
باعتبار الرئيس والأتباع.
الثاني: في سورة سبأ في قوله تعالى:
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [ سبأ: 20].
وهذا هو الموضع الوحيد الذي ورد فيه لفظ إبليس
في معرض الحديث عن ممارسة غوايته وإفساده للناس.
وأما لفظ الشيطان فقد يراد به إبليس خاصة
كما في قصة آدم وإبليس كقوله تعالى:
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا[ البقرة: 36].
وقوله: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا
مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا [ الأعراف: 20].
وقد يراد بالشيطان كل شرير مفسد داع للغي والفساد
من الجن والإنس، كما في قوله تعالى:
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي
بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [ الأنعام: 112].
وعن أبي أمامة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس
قال: يا نبي الله، وهل للإنس شياطين؟
قال: نعم: شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا [ الأنعام: 112].)).
وقد يطلق لفظ الشيطان كذلك على المتميز
بالخبث والأذى من الحيوان
فعن زيد بن أسلم عن أبيه قال:
(ركب عمر برذوناً, فجعل يتبختر به
فضربه فلم يزدد إلا تبختراً، فنزل عنه
وقال: ما حملتموني إلا على شيطان، لقد أنكرت نفسي)
((تفسير الطبري)) (1/111)
((تفسير ابن كثير)) (1/31) وقال: إسناده صحيح.
وعلى هذا فإن الشيطان إذا أريد به الجنس فله معنيان:
معنى خاص, ومعنى عام.
فأما الخاص فيراد به إبليس وذريته المخلوقون من النار
والذين لهم القدرة على التشكل
وهم يتناكحون, ويتناسلون, ويأكلون, ويشربون
وهم محاسبون على أعمالهم في الآخرة
مطبوعون بفطرتهم على الوسوسة والإغواء
وهم بهذا عاملون على التفريق والخراب
جاهدون لفصل ما أمر الله به أن يوصل
ووصل ما أمر الله به أن يفصل، وإبرام ما يجب فصمه
وفصم ما يجب إبرامه، فهم والملائكة على طرفي نقيض
انظر دائرة معارف القرن العشرين (2/332).
وأما المعنى العام فيراد به كل مخلوق عات متمرد
من الإنس, والجن, والدواب, فأما من جانب الجن والإنس
فهو التمرد والعصيان لأمر الله
ومحاولة بذر الفساد في الأرض بشتى صوره وأشكاله
قال تعالى: شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ
زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا
وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [ الأنعام: 112].
وأما من جانب الدواب فهو الخبث
والأذى الذي تميزت به عن جنسها.
المصدر:
:: عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة
عبد الكريم عبيدات - ص465
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-09, 05:29
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أهداف الشيطان
الهدف البعيد:
هناك هدف وحيد يسعى الشيطان لتحقيقه في نهاية الأمر
هو أن يلقى الإنسان في الجحيم، ويحرمه الجنة
إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا
إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [ فاطر:6 ].
الأهداف القريبة
1- إيقاع العباد في الشرك والكفر:
وذلك بدعوتهم إلى عبادة غير الله والكفر بالله وشريعته:
كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي
بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ [ الحشر: 16].
وروى مسلم في صحيحه عن عياض بن حمار
أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم،
فقال في خطبته: ((يا أيها الناس، إن الله تعالى أمرني
أن أعلمكم ما جهلتم، مما علمني يومي هذا
إن كل ما منحته عبدي فهو له حلال
وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، فأتتهم الشياطين
فاجتالتهم عن دينهم
وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً))
رواه مسلم (2865).
2- إذا لم يستطع تكفيرهم فيوقعهم في الذنوب:
فإذا لم يستطع إيقاعهم في الشرك والكفر
فإنه لا ييئس
ويرضى بما دون ذلك من إيقاعهم في الذنوب والمعاصي
وغرس العداوة والبغضاء في صفوفهم
ففي سنن الترمذي وابن ماجه بإسناد حسن:
((ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبداً
ولكن ستكون له طاعة في بعض ما تحقرون
من أعمالكم، فيرضى بها))
رواه الترمذي (3087)، وابن ماجه (2497)
"ممَّا تُحاقِرون مِن أعْمالِكم"
مِن صَغائِرِ الذُّنوبِ والمعاصي، وهي اللَّمَمُ، "فاحْذَروا"
والمعنى: احْذَروا مِن طاعةِ الشيطانِ والوُقوعِ في الصغائرِ
لأنَّها لا تَزالُ بالعبدِ حتى تُهْلِكَه وهو لا يَدْري
و في صحيح البخاري وغيره:
((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب
ولكن في التحريش بينهم))
رواه مسلم (2812)
من حديث جابر رضي الله عنه.
أي بإيقاع العداوة والبغضاء بينهم
وإغراء بعضهم ببعض، كما قال تعالى:
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء
فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ
وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة: 91].
وهو يأمر بكل شر
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء
وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة: 169].
وخلاصة الأمر فكل عبادة محبوبة لله فهي بغيضة إلى الشيطان
وكل معصية مكروهة للرحمن فهي محبوبة للشيطان.
3- صده العباد عن طاعة الله:
وهو لا يكتفي بدعوة الناس إلى الكفر والذنوب والمعاصي
بل يصدهم عن فعل الخير
فلا يترك سبيلاً من سبل الخير يسلكه
عبد من عباد الله إلا قعد فيه
يصدهم ويميل بهم، ففي الحديث:
((إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه
فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك
ودين آبائك وآباء آبائك ؟!
فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة ف
قال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك؟
وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول
(الطول: الحبل الطويل، يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره
والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه
ويرعى ولا يذهب لوجهه). فعصاه فهاجر
ثم قعد له بطريق الجهاد
فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال, فتقاتل فتقتل
فتنكح المرأة ويقسم المال؟!
قال: فعصاه فجاهد:
فمن فعل ذلك كان حقاً على الله أن يدخل الجنة
ومن قتل كان حقاً على الله أن يدخل الجنة))
رواه النسائي (6/21)، وأحمد (3/483) (16000).
من حديث سبرة بن أبي فاكه رضي الله عنه.
قال ابن حجر في ((الإصابة)) (2/14): إسناده حسن
إلا أن في إسناده اختلاف
وصححه الألباني في ((صحيح سنن النسائي)).
ومصداق ذلك في كتاب الله ما حكاه الله عن الشيطان
أنه قال لرب العزة:
قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لآتِيَنَّهُم
مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ
وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [ الأعراف: 16- 17].
وقوله لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ: أي على صراطك،
فهو منصوب بنزع الخافض أوهو منصوب بفعل مضمر
أي لألزمن صراطك، أو لأرصدنه، أو لأعوجنه.
وعبارات السلف في تفسير الصراط متقاربة
فقد فسره ابن عباس بأنه الدين الواضح
وابن مسعود بأنه كتاب الله
وقال جابر: (هو الإسلام)، وقال مجاهد:(هو الحق)
رواه الطبري في تفسيره (12/336).
فالشيطان لا يدع سبيلاً من سبل الخير
إلا قعد فيه يصد الناس عنه.
4- إفساد الطاعات:
إذا لم يستطع الشيطان أن يصدهم عن الطاعات
فإنه يجتهد في إفساد العبادة والطاعة
كي يحرمهم الأجر والثواب
فقد جاء أحد الصحابة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول له: ((إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي
يلبسها عليَّ.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك شيطان
يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه.
واتفل على يسارك ثلاثاً.
قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني))
رواه مسلم (2203).
من حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه.
فإذا دخل العبد في صلاته أجلب عليه الشيطان يوسوس له,
ويشغله عن طاعة الله
ويذكره بأمور الدنيا
ففي صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
((إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة، أحال له ضراط
حتى لا يسمع صوته، فإذا سكت رجع فوسوس
فإذا سمع الإقامة، ذهب حتى لا يسمع صوته
فإذا سكت رجع فوسوس))
رواه مسلم (389). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي رواية: ((فإذا قضى التثويب أقبل
حتى يخطر بين المرء ونفسه
يقول له: اذكر كذا، اذكر كذا
لما لم يكن يذكر من قبل
حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى))
رواه البخاري (608)، ومسلم (389).
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
و الخلاصة في الحديثِ:
فضلُ الأذانِ والإقامةِ
وما لهما مِن أثرٍ في هُروبِ الشَّيطانِ
وبُعدِه بوَساوِسِه عن المُسلِمِ.وفيه:
تَنبيهٌ للمصَلِّي إلى الخُشوعِ في صَلاتِه
وصَرفِ نفْسِه عن وَساوِسِ الشَّيطانِ
وأنْ يكونَ مُقْبِلًا بقلبِه على الله عزَّ وجلَّ.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-10, 05:38
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أستكمال أهداف الشيطان
5- الإيذاء البدني والنفسي:
كما يهدف الشيطان إلى إضلال الإنسان بالكفر والذنوب
فإنه يهدف إلى إيذاء المسلم في بدنه ونفسه
ونحن نسوق بعض ما نعرفه من هذا الإيذاء.
أ- مهاجمة الرسول صلى الله عليه وسلم:
وذلك كما في الحديث الذي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم
بمهاجمة الشيطان له، ومجيء الشيطان بشهاب من نار ليرميه
في وجه الرسول صلى الله عليه وسلم.
قَامَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَسَمِعْنَاهُ يقولُ:
أعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ، ثُمَّ قالَ ألْعَنُكَ بلَعْنَةِ اللهِ ثَلَاثًا
وبَسَطَ يَدَهُ كَأنَّهُ يَتَنَاوَلُ شيئًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْنَا:
يا رَسولَ اللهِ، قدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ في الصَّلَاةِ شيئًا
لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذلكَ، ورَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ
قالَ: إنَّ عَدُوَّ اللهِ إبْلِيسَ، جَاءَ بشِهَابٍ مِن نَارٍ لِيَجْعَلَهُ في وجْهِي
فَقُلتُ: أعُوذُ باللَّهِ مِنْكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلتُ: ألْعَنُكَ بلَعْنَةِ اللهِ التَّامَّةِ
فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أرَدْتُ أخْذَهُ، واللَّهِ لَوْلَا دَعْوَةُ
أخِينَا سُلَيْمَانَ لأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ به وِلْدَانُ أهْلِ المَدِينَةِ.
رواه مسلم 542 عن أبو الدرداء
ب – الحلم من الشيطان:
للشيطان القدرة على أن يرى الإنسان في منامه أحلاماً
تزعجه وتضايقه بهدف إحزانه وإيلامه.
فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم
أن الرؤى التي يراها المرء في منامه ثلاثة
: رؤيا من الرحمن، ورؤيا تحزين من الشيطان
ورؤيا حديث نفس
الحديث رواه البخاري (7017)، ومسلم (2263).
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
في صحيح البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبها، فإنما هي من الله
فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره
فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله
ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره))
رواه البخاري (7045).
من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ج- إحراق المنازل بالنار:
وذلك بواسطة بعض الحيوانات التي يغريها بذلك
ففي سنن أبي داود وصحيح ابن حبان بإسناد صحيح
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
((إذا نمتم فأطفئوا سرجكم، فإن الشيطان يدل مثل
هذه الفأرة على هذا السراج فيحرقكم))
رواه أبو داود (5247)
وقال المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (3/540):
رجاله رجال مسلم، وحسنه ابن حجر
في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (4/191) كما قال ذلك في المقدمة.
د- تخبط الشيطان للإنسان عند الموت:
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من ذلك فيقول:
((اللهم إني أعوذ بك من التردي, والهدم, والغرق, والحرق
وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت
وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً
وأعوذ بك أن أموت لديغاً))
رواه أبو داود (1552)، والنسائي (8/283)
وقال ابن حجر في ((بذل الماعون)) (ص: 199): ثابت
هـ- إيذاؤه الوليد حين يولد:
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
((كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها))
رواه البخاري (4548)، ومسلم (2366).
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي صحيح البخاري: ((كل بني آدم يطعن الشيطان
في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم
ذهب يطعن، فطعن في الحجاب))
رواه البخاري (3286). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي البخاري أيضاً: ((ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان
حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان غير مريم وابنها))
رواه البخاري (3431). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
والسبب في حماية مريم وابنها من الشيطان
استجابة الله دعاء أم مريم حين ولدتها:
وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [ آل عمران: 36].
فلما كانت صادقة في طلبها استجاب الله لها فأجار مريم وابنها
من الشيطان الرجيم، وممن أجاره الله أيضاً عمار بن ياسر
ففي صحيح البخاري أن أبا الدرداء قال:
(أفيكم الذي أجاره الشيطان على لسان نبيه
قال المغيرة: الذي أجاره الشيطان
على لسان نبيه يعني عماراً)
رواه البخاري (3287). من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.
و- مرض الطاعون من الجن:
أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن فناء أمته
((بالطعن والطاعون؛ وخز أعدائكم من الجن
وفي كل شهادة))
رواه أحمد (4/395) (19546)
وحسنه ابن حجر في ((بذل الماعون)) (53).
وفي مستدرك الحاكم: ((الطاعون وخز أعدائكم
من الجن، وهو له شهادة))
رواه الحاكم (1/114). وقال: صحيح على شرط مسلم.
ولعل ما أصاب نبي الله أيوب كان بسبب الجن كما قال:
وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ
إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ [ص: 41].
ز- بعض الأمراض الأخرى:
قال صلى الله عليه وسلم للمرأة المستحاضة:
((إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان))
رواه أبو داود (287)، والترمذي (128)
قال البخاري في ((تنقيح تحقيق التعليق)) (1/237):
حسن، وقال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: (له) شواهد
وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (1/422).
ح – مشاركته لبني آدم في طعامهم وشرابهم ومساكنهم:
ومن الأذى الذي يجلبه الشيطان للإنسان
أنه يعتدي على طعامه وشرابه فيشركه فيهما
ويشركه في المبيت في منزله
يكون ذلك منه إذا خالف العبد هدى الرحمن
أو غفل عن ذكره، أما إذا كان ملتزماً بالهدى
الذي هدانا الله إليه، لا يغفل عن ذكر الله
فإن الشيطان لا يجد سبيلاً إلى أموالنا وبيوتنا.
فالشيطان لا يستحل الطعام
إلا إذا تناول منه أحد بدون أن يسمي
فإذا ذكر اسم الله عليه، فإنه يحرم على الشيطان
روى مسلم في صحيحه عن حذيفة قال:
((كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً
لم نضع أيدينا، حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيضع يده. وإنا حضرنا معه مرة طعاماً.فجاءت جارية
كأنها تدفع, فذهبت لتضع يدها في الطعام
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها.
ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الشيطان ليستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه,
وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها فأخذت بيدها
فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده
والذي نفسي بيده! إن يده في يدي مع يدها))
رواه مسلم (2017).
وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نحفظ
أموالنا من الشيطان وذلك بإغلاق الأبواب، وتخمير الآنية
وذكر اسم الله، فإن ذلك حرز لها من الشيطان
يقول صلى الله عليه وسلم:
((أغلقوا الأبواب, واذكروا اسم الله
فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، و أوكوا قربكم
واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم
ولو أن تعرضوا عليها شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم))
رواه البخاري (5623)، ومسلم (2012).
من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
ويأكل الشيطان ويشرب مع الإنسان إذا أكل أو شرب بشماله
وكذلك إذا شرب واقفاً
ففي مسند أحمد عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال: ((من أكل بشماله أكل معه الشيطان
ومن شرب بشماله شرب معه الشيطان))
رواه أحمد (6/77) (24523)
وحسن إسناده ابن حجر في ((فتح الباري)) (9/433)
والعيني في ((عمدة القاري)) (21/44).
وفي المسند أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه
((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يشرب قائماً
فقال له: قه، قال: لم؟
قال: أيسرك أن يشرب معك الهر؟ قال: لا
قال: فإنه قد شرب معك من هو شر منه, الشيطان))
رواه أحمد (2/301) (7990)
وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) (10/85):
صحيح بمجموع طرقه، وقال السخاوي
في ((الأجوبة المرضية)) (1/224): رجاله ثقات.
وكي تطرد الشياطين من المنزل
لا تنس أن تذكر اسم الله عند دخول المنزل
وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك، حيث يقول:
((إذا دخل الرجل بيته، فذكر اسم الله حين
يدخل وحين يطعم، قال الشيطان: لا مبيت لكم
ولا عشاء ههنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله
قال: أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند طعامه
قال: أدركتم المبيت والعشاء))
رواه مسلم (2018).
من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
الخلاصة
والشيء الذي نخلص إليه أن الشيطان
يأمر بكل شر، ويحث عليه، وينهي عن كل خير، ويخوف منه
كي يرتكب الأول، ويترك الثاني. كما قال تعالى:
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء
وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 268].
وتخويفه إيانا الفقر بأن يقول:
إن أنفقتم أموالكم افتقرتم
والفحشاء التي يأمرنا بها: هي كل فعلة فاحشة خبيثة
من البخل والزنا وغير ذلك.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-11, 05:53
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مدى سلطان الشيطان على الإنسان
بعض الناس يتصورون أن للشيطان تلك القدرة التي يستطيع بها
أن يجبر الإنسان على ترك الطاعات وفعل المعاصي
ومن ثم فلا ذنب على الإنسان إذا قصر في طاعة الله
أو فعل معصية من المعاصي
وهذا التصور إنما سببه الجهل بالقرآن الذي بين حقيقة الشيطان
وأنه ليس له سلطان بقهر الإنسان على فعل المعصية
أو يثبطه عن القيام بالطاعة
لأنه في هذا التصور يكون مشاركاً لله في القدرة
على قهر العباد وجبرهم على ما يشاء
وهذا هو عين الشرك في الربوبية
ولو كان للشيطان مثل هذه السلطة لكان في ذلك مناقضة
لتكليف الله للبشر, وفي ذلك مناقضة صريحة
لما في القرآن الكريم,
لأن التكليف مبني على قدرة الإنسان في اختيار الخير أو الشر,
وإذا انتفى الاختيار عند الإنسان - بسبب إجبار الشيطان له
على فعل المعاصي وترك الواجبات –
لكان في ذلك بطلان التكليف من قبل الله للإنسان
لأن بعث الله للرسل على مدار التاريخ إنما جاء لاختبار
هذه الإرادة عند الإنسان
فإما أن يستجيب هذا الإنسان لداعي الله
وإما أن يستجيب لداعي الشيطان الذي يوسوس للإنسان
ويزين له المعاصي، وعلى أساس هذه الاستجابة
أو عدمها يكون جزاء الإنسان بالجنة أو النار.
ولقد نفى القرآن أن يكون للشيطان سلطان على الكافرين
فضلا عن المؤمنين يقهرهم أو بالحجة لما يدعوهم إليه
وبين القرآن حدود سلطان الشيطان على الكافرين
وأنه مجرد دعوة للكفر والمعاصي
واستجابة منهم له في ذلك. يقول الله عز وجل
في هذا الشأن حاكياً عن الشيطان:
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ
وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ
إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم
مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ
مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [إبراهيم: 22].
فهذا هو الشيطان في الآخرة يعلن في صغار وانكسار
تخليه عن أتباعه الذين أطاعوه فيما زين لهم من المعاصي
ويوضح لهم أنه لم يكن له سلطان يجبر هؤلاء
على ما كان سبباً في دخولهم جهنم.
قال الإمام الشوكاني في قوله تعالى:
وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ الآية.
(أي وما كان لي تسلط عليكم بإظهار حجة على ما وعدتكم به
وزينته لكم إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي:
أي إلا مجرد دعائي لكم إلى الغواية والضلال
بلا حجة ولا برهان..، وقيل: المراد بالسلطان هنا: القهر
أي: ما كان لي عليكم من قهر يضطركم إلى إجابتي
وقيل: هذا الاستثناء هو من باب: تحية بينهم ضرب وجيع
مبالغة في نفيه للسلطان عن نفسه
كأنه قال: إنما يكون لي عليكم سلطان إذا كان مجرد الدعاء
من السلطان، وليس منه قطع)
((تفسير فتح القدير)) (3/103).
وهذه الأقوال بمجملها تدل على انتفاء السلطان من قبل الشيطان
على أتباعه في الدنيا، وأن وظيفته كانت منحصرة
في الدعوة إلى الغواية والضلال
وهذه الدعوة البراقة معراة عن الحجة والبرهان من جهة
وبعيدة عن القهر والسلطان من جهة أخرى
وإذا انتفى الأمران انتفت معهما دواعي الاستجابة
لهذه الدعوة من قبل الشيطان
وبناء على ذلك فلا لوم ولا عتاب.
قال الشوكاني:
(فَلاَ تَلُومُونِي بما وقعتم فيه بسبب وعدي لكم بالباطل
وإخلافي لهذا الموعد. وَلُومُواْ أَنفُسَكُم باستجابتكم لي
بمجرد الدعوة التي لا سلطان عليها ولا حجة
فإن من قبل المواعيد الباطلة والدعاوى الزائفة
عن طريق الحق فعلى نفسه جنى ولمآربه قطع
ولا سيما ودعوتي هذه الباطلة وموعدي الفاسد
وقعا معارضين لوعد الله لكم وعد الحق,
ودعوته لكم إلى دار السلام
مع قيام الحجة التي لا تخفى على عاقل
ولا تلتبس إلا على مخذول.
مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ.
.ما أنا بمغيثكم مما أنتم فيه من العذاب,
وما أنتم بمغيثي مما أنا فيه
وفيه إرشاد لهم إلى أن الشيطان في تلك الحالة
مبتلى بما ابتلوا به من العذاب، محتاج إلى من يغيثه ويخلصه
مما هو فيه
فكيف يطمعون في إغاثة من هو محتاج إلى من يغيثه؟
إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ لما كشف لهم القناع
بأنه كافر بإشراكهم له مع الله من قبل هذا الوقت الذي
قال لهم الشيطان فيه هذه المقالة،
وهو ما كان منهم في الدنيا من جعله شريكاً
ولقد قام لهم الشيطان في هذا اليوم مقاماً
يقصم ظهورهم ويقطع قلوبهم
فأوضح لهم:
أولاً: أن مواعيده التي كان يعدهم بها في الدنيا باطلة
معارضة لوعد الحق من الله سبحانه
وأنه أخلفهم ما وعدهم من تلك المواعيد
ولم يف لهم بشيء منها.
ثانياً: أنه أوضح لهم بأنهم قبلوا قوله بما لا يوجب القبول
ولا يتفق على عقل عاقل لعدم الحجة
التي لابد للعاقل منها في قبول قول غيره.
ثالثاً: أنه أوضح: بأنه لم يكن منه
إلا مجرد الدعوة العاطلة عن البرهان
الخالية عن أيسر شيء مما يتمسك به العقلاء.
رابعاً: أنه نعى عليهم ما وقعوا فيه
ودفع لومهم له، وأمرهم بأن يلوموا أنفسهم
لأنهم هم الذين قبلوا الباطل البحت الذي
لا يتلبس بطلانه على من له أدنى عقل.
خامساً: أنه أوضح لهم: بأنه لا نصرة عنده ولا إغاثة
ولا يستطيع لهم نفعاً ولا يدفع عنهم ضراً
بل هو مثلهم في الوقوع في البلية والعجز
عن الخلوص عن هذه المحنة.
سادساً: بأنه صرح لهم بأنه قد كفر بما اعتقدوه فيه وأثبتوه له
فتضاعفت عليهم الحسرات، وتوالت عليهم المصائب)
((تفسير فتح القدير)) (3/103).
الخلاصة
وبهذا يتبين أن الله لم يجعل للشيطان سلطاناً على بني آدم
لتكون إرادة الناس حرة في اختيارها طريق الخير أو الشر
ومن ثم فليس له سلطان على الإنس في عقائدهم
وتوجيه إرادتهم للأعمال السيئة
فإن ذلك مما لا سبيل له إليه.
فكلما قوي الإيمان كلما ازداد الشيطان بعداً
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:
((إيها يا ابن الخطاب: والذي نفسي بيده
ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً
قط إلا سلك فجاً غير فجك))
رواه البخاري (3683).
من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
وليس ذلك خاصاً بعمر
فإن من قوي إيمانه يقهر شيطانه ويذله
كما قال عليه الصلاة والسلام:
((إن المؤمن لينضي شياطينه
كما ينضي أحدكم بعيره في السفر))
رواه أحمد (2/380) (8927)
وحسن إسناده الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (3586).
و الذنوب الذي يتبعها التوبة والاستغفار
فيعودون أقوى مما كانوا عليه من الإيمان
وسلطان الشيطان على الكافرين
إنما يكون بسب استمرارهم على فعل المعاصي
حيث قد جعلوا للشيطان سبيلاً إلى قلوبهم
فلا يقلعون من معصية إلا عادوا لها أو أشد قال تعالى:
أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا [مريم: 83]
و من اراد الاطلاع علي المزيد يمكنه من خلال
https://dorar.net/aqadia/4368/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB:-%D9%85%D8%AF%D9%89-%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86
https://dorar.net/aqadia/4366/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A:-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D8%BA%D9%88%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B3
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-12, 05:07
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2020/12/12/06/664251497.jpg (https://www.0zz0.com)
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :
(إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
بَرِئَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ ).
رواه البخاري ( 1296 ) ومسلم ( 104 )
يجوز البكاء على الميت
ما لم يصحبه نياحة ولطم للخدود.
فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم لوفاة
ابن ابنته زينب رضي الله عنها
كما في البخاري (1284)
عن أسامة رضي الله قال :
(كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَسُولُ
إِحْدَى بَنَاتِهِ يَدْعُوهُ إِلَى ابْنِهَا فِي الْمَوْتِ ..
فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ
وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ فَدُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَيْهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا
فِي شَنٍّ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ
فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذَا؟
قَالَ : هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ
وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قَالَ زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى
وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ : (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي
أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي
وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي)
رواه مسلم (976) .
فإن كان البكاء مصحوباً بلطم للخدود وشق للثياب
والتسخط على قدر الله فهذا لا يجوز
لما رواه ابن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ وَشَقَّ الْجُيُوبَ
وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ )
رواه البخاري (1294) .
قال النووي رحمه الله :
" أما الندب والنياحة ولطم الخد وشق الجيب
وخمش الوجه ونشر الشعر والدعاء بالويل والثبور
, فكلها محرمة باتفاق الأصحاب , وصرح الجمهور بالتحريم...,
وقد نقل جماعة الإجماع في ذلك "
انتهى من "شرح المهذب" (5/281) .
وقال ابن عبد البر رحمه الله :
" وقوله عليه السلام : ( فإذا وجب فلا تبكين باكية )
يعني بالوجوب الموت
فإن المعنى والله أعلم أن الصياح
والنياح لا يجوز شيء منه بعد الموت
وأما دمع العين وحزن القلب
فالسنة ثابتة بإباحته وعليه جماعة العلماء "
انتهى من " الاستذكار " (3/67) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" الواجب على المسلمين في هذه الأمور الصبر والاحتساب
وعدم النياحة , وعدم شق الثوب , ولطم الخد ,
ونحو ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية )
ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:
( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن
الفخر بالأحساب ، والطعن في الأنساب
والاستسقاء بالنجوم ، والنياحة )
وقال : ( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة
وعليها سربال من قطران ودرع من جرب )
رواه مسلم في الصحيح.
والنياحة هي رفع الصوت بالبكاء على الميت.
وقال صلى الله عليه وسلم:
( أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة )
والحالقة: هي التي تحلق شعرها عند المصيبة,
أو تنتفه. والشاقة: هي التي تشق ثوبها عند المصيبة.
والصالقة: هي التي ترفع صوتها عند المصيبة.
وكل هذا من الجزع
فلا يجوز للمرأة ولا للرجل فعل شيء من ذلك...
" انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/414) .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-13, 05:04
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2020/12/13/06/405190020.jpg (https://www.0zz0.com)
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
«إن الرجل ليُصلي ستين سنة وما تُقبَل له صلاة
لعله يتم الركوع، ولا يتم السجود
ويتم السجود ولا يتم الركوع».
صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: [529].
قال الله تعالى :
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) المؤمنون/1 ، 2
فالإقبال على الصلاة والخشوع فيها
من أهم المهمات وهو روحها
فينبغي العناية بالخشوع والطمأنينة في الصلاة
في سجوده ، في ركوعه ، بين السجدتين
بعد الركوع حينما يعتدل ويخشع ويطمئن ، ولا يعجل .
وإذا أخل بالخشوع على وجه يكون معه النقر
في الصلاة وعدم الطمأنينة تبطل الصلاة .
أما إذا كان يطمئن فيها
ولكن قد تعتريه بعض الهواجس
وبعض النسيان هذا لا يبطل الصلاة
لكن ليس له من صلاته إلا ما عقل منها
وما خشع فيه وأقبل عليه يكون له ثواب ذلك
وما فرط فيه يفوته ثوابه
فينبغي للعبد أن يُقبل على الصلاة ويطمئن فيها
ويخشع فيها لله عز وجل حتى يكمل ثوابه
ولكن لا تبطل إلا إذا أخل بالطمأنينة
مثل إذا ركع ركوعاً ليس فيه طمأنينة
فيعجل ولا تخشع الأعضاء
والواجب أن يطمئن حتى يرجع كل فقار إلى مكانه
وحتى يتمكن من قول: سبحان ربي العظيم في الركوع
ومن قول : سبحان ربي الأعلى في السجود
وحتى يتمكن من قول : ربنا ولك الحمد
إلى آخره بعد الرفع من الركوع
وحتى يتمكن بين السجدتين أن يقول :
رب اغفر لي ، هذا لابد منه .
ولما رأي النبي صلى الله عليه وسلم
رجلاً لم يطمئن في صلاته ، بل كان ينقرها
أمر الرجل أن يعيد وقال : (صَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)
والطمأنينة من أهم الخشوع
وهي خشوع واجب في الصلاة ، في الركوع
في السجود ، بين السجدتين
وحال الاعتدال من الركوع
هذا يقال له : طمأنينة
وتسمى خشوعاً أيضاً
لا بد من هذه الطمأنينة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه
إذا ركع اطمأن حتى ترجع العظام إلى محلها
وكل فقار إلى مكانه
وإذا رفع اطمأن وهو واقف بعد الركوع
وإذا سجد يطمئن ويهدأ
ولا يعجل حتى يعود كل فقار إلى مكانه" انتهى .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (2/774) .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-14, 05:11
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/12/14/06/293184626.jpg (https://www.0zz0.com)
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرابُ
إلَّا عَجْبَ الذَّنَبِ منه، خُلِقَ وفيهِ يُرَكَّبُ
أخرجه البخاري (4935) ومسلم (2955).
إذا مات ابن آدم تحلَّل جسده وفني إلا عجْب الذنب
وهي عظم في أسفل الظهر
فإذا قامت القيامة أنبت الله تعالى الأجساد
بمطر على الأرض يُنبت الأجساد من هذا العظم
فيعود خلق الإنسان كما كان قبل موته .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ما بين النفختين أربعون . قال : أربعون يوما ؟
قال : أبيتُ ، قال : أربعون شهراً ؟
قال : أبيت ، قال : أربعون سنة ؟ قال : أبيت .
قال : ثم يُنزل اللهُ من السماء ماء فينبتون
كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى
إلا عظماً واحداً وهو عجْب الذنَب
ومنه يركب الخلق يوم القيامة .
رواه البخاري ( 4651 ) ، ومسلم ( 2955 ) .
قال النووي :
قوله صلى الله عليه وسلم :
( ما بين النفختين أربعون قالوا :
يا أبا هريرة أربعين يوما قال : أبيت . . . إلى آخره )
معناه : أبيتُ أن أجزم أن المراد أربعون يوماً ، أو سنةً
أو شهراً ، بل الذي أجزم به أنها أربعون مجملة
وقد جاءت مفسرة من رواية
غيره في غير مسلم أربعون سنة .
قوله : ( عجَب الذنَب ) هو بفتح العين وإسكان الجيم
أي العظم اللطيف الذي في أسفل الصلب
وهو رأس العصعص ، ويقال له ( عجم ) بالميم
وهو أول ما يخلق من الآدمي
وهو الذي يبقى منه ليعاد تركيب الخلق عليه .
" شرح مسلم " ( 18 / 92 ) .
وإذا خرج من قبره وحشر وحوسب يبقى جسده
كما كان قبل موته
فإذا دخل أهل الجنة الجنَّةَ
ودخل أهل النار النارَ غيَّر الله صُوَرهم وأشكالهم .
صفة أهل النار :
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة
أيام للراكب المسرع
رواه البخاري ( 6186 ) ومسلم ( 2852 ) .
عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ضرس الكافر - أو : ناب الكافر - مثل أُحُد
وغِلَظ جلده مسيرة ثلاث
رواه مسلم ( 2851 ) .
صفة أهل الجنة :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر
ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة
لا يبولون ، ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يمتخطون
أمشاطهم الذهب ، ورَشَحهم المسك
ومجامرهم الأَلُوَّة الألنجوج عود الطيب
وأزواجهم الحور العين
على خلق رجل واحد على صورة أبيهم
آدم ستون ذراعا في السماء
رواه البخاري ( 3149 ) ومسلم ( 2834 ) .
رشحهم : عرقهم .
مجامرهم : مباخرهم .
الأَلُوَّة الألَنجوج : عود يُتَبخر به
والألنجوج تفسير لـ : الألوة ، و "عود الطيب " :
تفسير التفسير ، كذا في " فتح الباري " ( 6 / 367 ) .
عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
يَدخل أهلُ الجنةِ الجنةَ جرداً مرداً مكحلين
أبناء ثلاثين أو ثلاث وثلاثين سنة
رواه الترمذي ( 2545 ) .
والحديث : صححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع " ( 8072 ) .
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-15, 05:01
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www2.0zz0.com/2020/12/15/07/998394760.jpg (https://www.0zz0.com)
ليس المسلمون بحاجة لتقليد أحدٍ من الأمم
في شعائر الدين والعبادات
فقد أكمل الله تعالى دينه ، وأتمَّ نعمته
ورضي لنا الإسلام ديناً ، قال الله تعالى :
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً ) المائدة/3
وقد نهى الشرعُ المسلمين عن تقليد الكفار
وبخاصة اليهود والنصارى
وهذا النهي ليس عامّاً في كل أمورهم
بل هو فيما كان من أمور دينهم وشعائرهم
وخصائصهم التي يتميزون بها .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
( لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ
حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ
قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ اليَهُودَ والنَّصَارَى ؟ قَالَ : فَمَنْ ؟ )
رواه البخاري ( 1397 ) ومسلم ( 4822 ) .
ففي هذا الحديث نهيٌ عن تقليد اليهود والنصارى
وذم من اتبعهم وسلك مسلكهم
وقد أكد الشرع هذا النهي
وذلك بوصف من يتشبه بالكفار بأنه منهم .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( من تشبّه بقوم فهو منهم )
رواه أبو داود ( 3512 )
وصححه الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " ( 2691 )
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :
وهذا أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم
وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم .
" اقتضاء الصراط المستقيم " ( 237 ) .
والمقلِّد للكفار يشعر بعقدة النقص
ويتحلى بالانهزامية والتردي
لذا يسارع إلى سد نقصه بتقليد من يعظمه
ولو وقف هؤلاء على عظمة تشريعات الإسلام
وعرفوا فساد تلك الحضارة التي يركضون خلفها
لعلموا أنهم على خطأ
وأنهم تركوا ما هو كمال وحق إلى ما هو نقص وفساد .
وأوجه تقليدهم التي نهينا عنها كثيرة :
قال الشيخ صالح الفوزان :
ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها :
تقليدهم في أمور العبادات
كتقليدهم في الأمور الشركية من البناء على القبور
وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها.
وقد قال صلى الله عليه وسلم
" لعنة الله على اليهود والنصارى
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " -
البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( 531 ) -
وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً
وصوروا فيه الصور ، وأنهم شرار الخلق -
البخاري ( 417 ) ، ومسلم ( 528 ) -
وتحريم التشبه بالكفار إنما هو في عباداتهم
وعاداتهم الخاصة بهم التي يتميزون بها
دون ما يصنعونه ويخترعونه مما يمكن أن يُستفاد منه
فلا حرج على المسلمين من مشاركتهم في هذا
بل ينبغي للمسلمين أن يكونوا السباقين إليه والمبدعين فيه .
قال الشيخ ابن عثيمين :
وإذا قيل " تَشَبُّهٌ بالكفار " فلا يعني ذلك
أن لا نستعمل شيئاً من صنائعهم :
فإن ذلك لا يقوله أحد
وقد كان الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وبعده يلبسون ما يصنعه الكفار من اللباس
ويستعملون ما يصنعونه من الأواني .
والتشبه بالكفار : هو التشبه بلباسهم ، وحلاهم
وعاداتهم الخاصة
وليس معناه أن لا نركب ما يركبون
أو لا نلبس ما يلبسون
لكن إذا كانوا يركبون على صفة معينة خاصة بهم
فلا نركب على هذه الصفة
وإذا كانوا يفصلون الثياب على صفة معينة خاصة بهم
فلا نفصل على هذا التفصيل
وإن كنا نركب مثل السيارة التي يركبونها
ونفصل من نوع النسيج الذي يفصلون منه .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال 177 ) .
مقياس التشبه
أن يفعل المتشبِّه ما يختص به المتشبَّه به ،
فالتشبه بالكفار أن يفعل المسلم شيئاً من خصائصهم
أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار
فإنه لا يكون تشبهاً
فلا يكون حراماً من أجل أنه تشبه
إلا أن يكون محرماً من جهة أخرى
وهذا الذي قلناه هو مقتضى مدلول هذه الكلمة .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال 198 ) .
الخلاصة
في حضارة غير المسلمين النافع والضار
فلا نترك النافع منها ونأخذ الضار
وقد لخَّص هذا الموقف الشيخ الشنقيطي – رحمه الله – فقال :
إن الموقف من الحضارة الغربية ينحصر
في أربعة أقسام لا خامس لها :
الأول : ترك الحضارة نافعها وضارها .
الثاني : أخذها كلها ضارها ونافعها .
الثالث : أخذ ضارها دون نافعها .
الرابع : أخذ نافعها وترك ضارها .
فنجد الثلاثة الأولى باطلة بلا شك
وواحداً فيها صحيحاً بلا شك وهو الأخير .
" أضواء البيان " ( 4 / 382 ) .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-16, 05:08
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/12/16/06/438846710.jpg (https://www.0zz0.com)
المراء : فقد جاء في مدح تاركه:
ما روى أبو داود (4800) والترمذي (1993) وابن ماجه (51)
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ
لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا
وَبِبَيْتٍ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كَانَ مَازِحًا
وَبِبَيْتٍ فِي أَعْلَى الْجَنَّةِ لِمَنْ حَسَّنَ خُلُقَهُ)
والحديث حسنه الألباني في صحيح أب داود.
يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:
"أنا زَعِيمٌ"، أي: ضامِنٌ وكفيلٌ
والمراء نوع من الجدال
لكنه يتضمن الاعتراض على الخصم
لإظهار عيبه والتنقص منه.
وفي الموسوعة الفقهية (15/ 126):
" المراء والمماراة: الجدال، وهو مصدر مارى ، يماري
أي جادل، ويقال أيضا : ماريته
إذا طعنت في قوله ، تزييفا للقول، وتصغيرا للقائل .
قال الفيومي: ولا يكون المراء إلا اعتراضا
بخلاف الجدال فإنه يكون ابتداء واعتراضا " انتهى.
وقال الصنعاني رحمه الله:
"وحقيقة المراء طعنك في كلام غيرك
لإظهار خلل فيه
لغير غرض سوى تحقير قائله ، وإظهار مزيتك عليه.
والجدال هو ما يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها
والخصومة لجاج في الكلام ليستوفي به مالا أو غيره
. ويكون تارة ابتداء وتارة اعتراضا
والمراء لا يكون إلا اعتراضا .
والكل قبيح إذا لم يكن لإظهار الحق وبيانه
وإدحاض الباطل وهدم أركانه.
وأما مناظرة أهل العلم للفائدة
وإن لم تخل عن الجدال : فليست داخلة في النهي
وقد قال تعالى:
ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن [العنكبوت: 46]
وقد أجمع عليه المسلمون سلفا وخلفا"
انتهى من سبل السلام (2/ 674).
وأما قوله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) الأعلى/9
فيدل على أنه إذا لم يستجب الإنسان للنصيحة
وكان الكلام معه يزيد في الشر : فإن الأولى تركه.
قال السعدي رحمه الله في تفسيره، ص920 :
" فَذَكِّرْ بشرع الله وآياته إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى
أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة
سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه.
ومفهوم الآية أنه إن لم تنفع الذكرى،
بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير
لم تكن الذكرى مأمورًا بها، بل منهيًا عنها .
فالذكرى ينقسم الناس فيها قسمين:
منتفعون وغير منتفعين.
فأما المنتفعون
فقد ذكرهم بقوله: سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى الله تعالى
فإن خشية الله تعالى
وعلمه بأن سيجازيه على أعماله
توجب للعبد الانكفاف عن المعاصي، والسعي في الخيرات.
وأما غير المنتفعين
فذكرهم بقوله: وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى
وهي النار الموقدة، التي تطلع على الأفئدة" انتهى.
ولهذا اقول اخي المسلم
: استمر في نصح صاحبك، إلا إن ظهر عناده
وكان الكلام معه يحمله على مزيد من الانحراف والشر
فتوقف عن ذلك، واحرص على اختيار أصدقائك
من أهل الاستقامة والسنة، فقد قال تعالى:
( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ) الزخرف / 67 .
وعن أبي سعيد رضي الله عنه
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا ، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ )
رواه الترمذي ( 2395 ) وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ ) .
رواه أبو داود (4833) ، وحسنه الألباني في "صحيح أبي داود" .
الكذِبَ
"وبِبَيتٍ في وسطِ الجنَّةِ لِمَن تركَ الكذِبَ"
والكذبُ هو الإخْبارُ بِخلافِ الواقعِ
"وإنْ كانَ مازِحًا"، أي: هازِلًا لا يقصدُ الجِدَّ.
حسَّنَ الخُلقَ
وبِبَيتٍ في أعلى الجنَّةِ"، وهي أعلى الدَّرَجاتِ
"لِمَن حسَّنَ خُلقَه"
أي: للذي يُحسن خُلقَه مع اللهِ عزَّ وجلَّ
بالرِّضا بقضاءِ اللهِ وقَدرِه
والصَّبرِ والحمدِ عندَ البَلاءِ
والشُّكرِ له عندَ النِّعمةِ والعطاءِ
ويكونُ حَسَنَ الخُلقِ مع الناسِ بكفِّ الأذى عنهم
وبَذْلِ العطاءِ لهم
وطلاقةِ الوَجهِ مع الصَّبرِ على آذاهم
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-17, 05:05
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/12/17/06/738380155.jpg (https://www.0zz0.com)
ولإماطة الأذى عن الطريق فضائل تابتة
أ. فإماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً
فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ
وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ ) .
رواه البخاري ( 9 ) ومسلم ( 35 ) - واللفظ له - .
ب. وإماطة الأذى عن الطريق موجب لشكر الله تعالى
لفاعله ، ولمغفرة ذنوبه :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ
عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَه ) .
رواه البخاري ( 624 ) ومسلم ( 1914 ) .
ج. وإماطة الأذى عن الطريق موجب لدخول الجنة :
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ فِي شَجَرَةٍ
قَطَعَهَا مِنْ ظَهْرِ الطَّرِيقِ كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسَ ) .
رواه مسلم ( 1914 ) .
وفي رواية :
( مَرَّ رَجُلٌ بِغُصْنِ شَجَرَةٍ عَلَى ظَهْرِ طَرِيقٍ فَقَالَ وَاللَّهِ
لَأُنَحِّيَنَّ هَذَا عَنْ الْمُسْلِمِينَ لَا يُؤْذِيهِمْ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ) .
د. وإماطة الأذى عن الطريق من العمل النافع :
عن أَبي بَرْزَةَ الأسلمي قَالَ :
قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَنْتَفِعُ بِهِ قَالَ :
( اعْزِلْ الْأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ ) .
رواه مسلم ( 1915 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
هذه الأحاديث المذكورة في الباب ظاهرة
في فضل إزالة الأذى عن الطريق
سواء كان الأذى شجرة تؤذي ، أو غصن شوك
أو حجراً يعثر به ، أو قذراً ، أو جيفة ، وغير ذلك .
وإماطة الأذى عن الطريق من " شُعَب الإيمان " –
كما سبق في الحديث الصحيح -
وفيه التنبيه على فضيلة كل ما نفع المسلمين
وأزال عنهم ضرراً .
قوله صلى الله عليه و سلم ( رأيت رجلاً يتقلب في الجنة
في شجرة قطعها من ظهر الطريق )
أي : يتنعم في الجنة بملاذِّها بسبب قطعه الشجرة .
" شرح مسلم " ( 16 / 171 ) .
و رمي الأوساخ في الشارع على وجه يضر الناس ويؤذيهم .
ففي هذه الحالة لا يجوز رميها بلا شك للآتي :
1- عَنْ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ - رضي الله عنه -
: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ، قالَ :
( لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ )
رواه الحاكم ( 2 / 57 - 58 )
وقال صحيح الإسناد على شرط مسلم
ورواه ابن ماجه ( 2340 )
من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى أَنْ :
( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ) .
قال ابن رجب رحمه الله تعالى :
" قيل : إنّ الضرر هو الاسم ، والضرار : الفعل
فالمعنى أنّ الضرر نفسه منتف في الشرع
وإدخال الضرر بغير حق كذلك .
وقيل : الضرر : أن يدخل على غيره ضررا بما ينتفع هو به
والضرار : أن يدخل على غيره ضررا بما لا منفعة له به
كمن منع مالا يضره ويتضرر به الممنوع
ورجّح هذا القول طائفة
منهم ابن عبد البر ، وابن الصلاح .
وقيل : الضرر : أن يضر بمن لا يضره ،
والضرار : أن يضر بمن قد أضر به على وجه غير جائز .
وبكل حال فالنبي صلى الله عليه وسلم
إنما نفى الضرر والضرار بغير حق "
انتهى من " جامع العلوم والحكم " ( ص 671 ) .
ورمي الأوساخ في الشارع على وجه يؤذي الناس
هو من الضرار بغير حق ، فيكون منهيا عنه .
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ ) ، قَالُوا : وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟
قَالَ: ( الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ ، أَوْ فِي ظِلِّهِمْ )
رواه مسلم ( 269 ).
قال النووي رحمه الله تعالى :
" فمعناها واللّه أعلم اتّقوا فعل اللّعّانين أي صاحبي اللّعن
وهما اللّذان يلعنهما النّاس في العادة واللّه أعلم ...
وما نهى عنه في الظّل والطّريق لما فيه من إيذاء المسلمين
بتنجيس من يمرّ به ونتنه واستقذاره والله أعلم "
انتهى من " شرح صحيح مسلم " ( 3 / 162 ) .
ورمي الأوساخ المؤذية في طريق الناس
شبيه بالبول في الطريق
لأن كل واحد منهما يفسد على الناس طريقهم ويؤذيهم .
الخلاصة
فإذا كان نزع ما يؤذي الناس من طريقهم
من عمل أهل الإيمان والإصلاح
فلا شك إذا أن رمي ما يؤذي الناس
في طريقهم من الإفساد المنهي عنه . .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-18, 05:16
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حديثنا اليوم عن موضوع عظيم
من موضوعات العقيدة والإيمان
التي ينبغي أن يهتز له شعور كل مسلم
يؤمن بالله واليوم الآخر
لأن الكلام في أساسيات العقيدة من المواضيع الهامة جداً
بالنسبة للإنسان المسلم
لأنها تبين الطريق، وترسم الأهداف
وتحيط المسلم علماً بأشياء هامة يحتاج إليها
لكي يؤكد بها العقيدة والعمل
او يصحح للبعض العقيدة والعمل.
https://www2.0zz0.com/2020/12/18/06/318091071.jpg (https://www.0zz0.com)
لقد قرن الله تعالى بين محبته ومحبة رسوله
في آيات وأحاديث، والملاحظ أن محبة رسول الله
لم تفرد بذكر في القرآن إلا وقد قرنت بمحبة الله تعالى
ومن أعظم الآيات التي نبدأ بها الكلام عن هذا الموضوع
قول الله تعالى في سورة التوبة:
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا
وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ [سورة التوبة:24]
نداء خطير إلى جميع المسلمين
بوجوب تقديم محبة الله ورسوله على هذه الأشياء جميعاً
تقديم محبة الله ومحبة الرسول
على محبة الأب والابن والزوجة
وعلى محبة الأهل جميعاً، وعلى محبة التجارة
والأموال، والمساكن، يجب أن تقدم محبة الله ورسوله
على هذه الأشياء جميعها
لأنه -أيها الإخوة-
لا تستقيم حياة المسلم ولا يستقيم دينه ولا تستقيم عبادته
إلا بهذا التقديم المتضمن كمال الحب
والخضوع لأوامر الله ورسوله.
ولذلك وضع الشرع معياراً يعرف فيه المسلم
كيف يتذوق حلاوة الإيمان
هذا المعيار وهذا المدار الذي تدور عليه حلاوة الإيمان
والإحساس بها هو محبة الله ورسوله
ولذلك يقول أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي
( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ
: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا
رواه البخاري (16) ومسلم (67)
وهذا تأكيد لما جاء في الآية.
ويقول شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى:
"إن حلاوة الإيمان لا توجد إلا بتكميل هذه المحبة
بثلاثة أمور، حتى يجد المسلم حلاوة الإيمان
فإيمان بعض المسلمين بارد
ولذلك لا يستشعرون له طعماً ولا مذاقاً
ولا يحسون به وجوداً مطلقا
وذلك لأنهم فقدوا حلاوة هذا الإيمان وطلاوته.
يقول -رحمه الله: "تكميل هذه المحبة
أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
ليس المقصود أصل الحب فقط
ليس المقصود فقط أن نحب، لا
وإنما موافقة ما يحبه المحبوب، وكره ما يكرهه المحبوب
مجموع الفتاوى: (10/ 206).
لأن بعض المسلمين يحبون الله ورسوله
لكن لا يحبون الله ورسوله أكثر من باقي الأشياء
فعندهم أصل المحبة، لكنها محبة ناقصة غير كاملة
ولذلك تحدث المعاصي والآثام
والانحرافات عن شرع الله تعالى
محبة الله
فإنَّ العبادَ مجبولون ومفطورون على محبَّة خالقهم سبحانه
كما قال سبحانه : (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) الروم/30 .
قال ابن القيم رحمه الله :
"القلوب مفطورة مجبولة على محبَّة
مَن أنعمَ عليها وأحسنَ إليها
فكيف بمَن كان الإحسان منه؟
وما بخلقه جميعهم من نعمة فمنه وحده لا شريك له
كما قال تعالى: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ
ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) النحل/ 53"
ينظر: الداء والدواء لابن القيِّم (ص 228).
فأصل محبة الخالق جل جلاله : شيء يُولَد مع الإنسان
مجبول ومفطور عليه.
وذلك أن حبُّ الله تعالى وإن كان فطريًّا
فهو يزداد بمعرفة الله تعالى
والتعرُّف إليه سبحانه بأسمائه وصفاته العلا
والنظر والتفكُّر في مخلوقاته الدالَّة
على كماله وجلاله وعظمته
ومُطالعة نِعَمه سبحانه على عِبادِه
وهذه هي المحبة العبادية الإيمانية التكليفية
التي يترتب عليها الثواب والعقاب
والمدح والذم ، والإيمان والكفر .
وقال بعض السلف: "مَن عرفَ الله أحبَّه
ومَن أحبَّه أطاعه"؛ فإن المحبة تقتضي الطاعة
كما قال بعض العارفين: الموافقة في جميع الأحوال"
انتهى من كتاب فتح الباري (1/ 51).
الخلاصة
من لوازم محبَّة الله تعالى: الامتثال
والانقياد لأمره ونهيه، والرِّضا بحُكمه وشرعه
والتسليم والانقياد لدينه ونبيِّه بكلِّ جوارحه
كما قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي
يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) آل عمران/31.
"فجعلَ الله علامة الصِّدق في محبَّته:
اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم
فدلَّ على أنَّ المحبَّة لا تتمُّ بدون الطاعة والموافقة.
ومن هنا قال الحسن:
اعلم أنَّك لن تُحِبَّ الله حتى تُحِبَّ طاعته"
جامع العلوم والحِكَم لابن رجب (1/ 212).
أمَّا مَن زعم محبَّة الله تعالى وخالفَ أمره
وعصى ربَّه فهو كاذبٌ في محبَّته
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-19, 05:26
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
محبة النبي صلى الله عليه وسلم
محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تكون قوتها
تبعاً لإيمان المسلم فإن زاد إيمانه زادت محبته له
فحبه صلى الله عليه وسلم طاعة وقربة
وقد جعل الشرع
محبة النبي صلى الله عليه وسلم من الواجبات .
عن أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه
من والده وولده والناس أجمعين "
. رواه البخاري ( 15 ) ومسلم ( 44 ) .
ويمكن أن تتأتى
محبة الرسول صلى الله عليه و سلم بمعرفة ما يلي :
أولاً : أنه مرسل من ربه اختاره واصطفاه على العالمين
ليبلغ دين الله للناس وأن الله اختاره لحبه له ورضاه عنه
ولولا أن الله رضي عنه لما اختاره ولا اصطفاه
وعلينا أن نحب من أحب الله
وأن نرضى بمن رضي الله عنه
وأن نعلم أنه خليل الله
والخلة مرتبةٌ عُليا وهي أعلى درجات المحبة .
عن جندب قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
قبل أن يموت بخمس وهو يقول :
" إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل
فإن الله تعالى قد اتخذني خليلاً
كما اتخذ إبراهيم خليلا
ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً " .
رواه مسلم ( 532 ) .
ثانياًُ : أن نعلم منزلته التي اجتباه الله بها
وأنه أفضل البشر صلى الله عليه وسلم .
عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق
عنه القبر وأول شافع وأول مشفع " .
رواه مسلم ( 2278 ) .
ثالثاً : أن نعلم أنه لقي المحن والمشقة
من أجل أن يصلنا الدين وقد كان ذلك
ـ والحمد لله ـ
ويجب أن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم
أوذي وضرب وشتم وسُبّ وتبرأ منه
أقرب الناس إليه ورموه بالجنون والكذب والسحر
وأنه قاتل الناس ليحمي الدين من أجل أن يصل إلينا
فقاتلوه وأخرجوه من أهله وماله
ودياره وحشدوا له الجيوش .
رابعاً : الاقتداء والتأسي بأصحابه في شدة محبتهم له
فقد كانوا يحبونه أكثر من المال و الولد
بل وأكثر من أنفسهم وإليكم بعض النماذج :
عن أنس قال : " لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه
فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل "
. رواه مسلم ( 2325 ) .
وعن أنس رضي الله عنه قال :
" لما كان يوم أحد انهزم الناس
عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة
بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مُجَوّب به
عليه بحَجَفَة له وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد
القِد يكسر يومئذ قوسين أو ثلاثا
وكان الرجل يمر معه الجعبة من النبل
فيقول انشرها لأبي طلحة
فأشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم
فيقول أبو طلحة يا نبي الله بأبي أنت وأمي
لا تشرف يصيبك سهم من سهام
القوم نحري دون نحرك. . .
رواه البخاري ( 3600 ) ومسلم ( 1811 ) .
( الحجفة ) هي الدرع ، ويقال لها : جوبة
والمعنى أن أبا طلحة معه
درع يحمي بها النبي صلى الله عليه وسلم .
( شديد القد ) القد هو وتر القوس
والمعنى أنه شديد الرمي
خامساً : أن تُتبع سنته من قول أو عمل
وأن تكون سنته منهجاً لنا
تتبعها في حياتنا كلها وأن نقدم قوله
على كل قول ونقدم أمره على كل أمر
ثم نتبع عقيدة أصحابه الكرام ثم عقيدة من تبعهم
من التابعين ثم عقيدة من تبع نهجهم إلى يومنا هذا
من أهل السنة والجماعة غير متبعين بدعة
ولاسيما الروافض فإن قلوبهم غليظة
على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإنهم يقدمون أئمتهم عليه ويحبونهم أكثر مما يحبونه .
نسأل الله أن يرزقنا محبة رسوله صلى الله عليه وسلم
وأن يجعله أحب إلينا من أولادنا وآبائنا وأهلينا ونفوسنا ..
اذن كيف نحب النبي
محبة النبي قلبية خلافاً للجهمية
كذلك -أيها الإخوة- فإن محبة رسول الله محبة قلبية
ليس كما قال بعض أهل الكلام والفلسفة
هو تقديم ما يقتضي العقل السليم رجحانه
فإن هذه المحبة محبة عقلية باردة
المحبة الصحيحة أن يشترك القلب في محبة رسول الله
محبة فيها ميل القلب الفعلي
محبة يشتعل معها الوجدان والفؤاد اشتعالاً
وتحرقاً واشتياقاً لرسول الله
فهي إذن، ميلٌ قلبي حقيقي
وليس المراد تقديم ما يقتضيه العقل السليم
كما فسره بعض من وافق قواعد الجهمية.
وكذلك قال القرطبي -رحمه الله:
"كل من آمن بالنبي إيماناً صحيحاً
لا يخلو عن وجدان شيء من تلك المحبة
غير أن الناس متفاوتون، فمنهم من أخذ من تلك
المرتبة بالحظ الأوفى، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى
كان مستغرقاً في الشهوات
محجوباً في الغفلات في أكثر الأوقات
كما ذكرها الحافظ -رحمه الله في الفتح- على قسمين:
"فرض، وندب، فالفرض: هو المحبة التي تبعث
على امتثال أوامره والانتهاء عن المعاصي التي
انتهى عنها، والندب: أن يواظب المسلم على النوافل
ويجتنب الوقوع في الشبهات".
بعض الناس قد يفعل الواجبات وينتهي عن المحرمات
هل هذا هو الكمال؟ لا. هناك مراتب أعلى منها:
أن يحافظ أيضاً على النوافل والمستحبات
وأن يبتعد عن الشبهات، والمتصف بذلك عموماً نادر.
فتح الباري لابن حجر: (1/ 60).
اخوة الاسلام
الامر يسحق بحق مزيد من التوضيح
مع كثرة الشبهات و البدع في هذا الجزء
لذلك لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
*عبدالرحمن*
2020-12-19, 17:36
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اتباع الواجب والمستحب من سنته
أيها الإخوة! وإن من علامات طاعته واتباع سنته
أن ننتبه إلى مسألة يقع فيها كثير من المسلمين
يأتون إلى سنته فيقسمونها إلى واجب ومستحب
فيأخذون هذه الأقسام، ويقولون:
أما الواجب من السنة فنفعله، وأما المستحب فنتركه!
هذا التقسيم الذي وضعه علماؤنا وضعوه كتقسيم علمي
ما أراد العلماء -رحمهم الله- عندما بينوا الأحكام
فقالوا: هذا واجب وهذا سنة
أي: ما قصدوا تخذيل الناس عن اتباع السنة
وتثبيط الهمم والعزائم عن الأخذ بالسنن، كلا والله
وحاشاهم أن يكون مقصدهم هذا
إنما كان تقسيماً علمياً تتضح فيه الأمور.
ولذلك كما يقول ابن القيم -رحمه الله- في إعلام الموقعين
: "كان السلف إذا عرفوا أن الرسول نهى عن أمر
لا يقولون: هل هذا نهي تحريم أو نهي كراهة".
لا يسألونه و يقولون: هذا محرم أو مكروه.
غلو الصوفية في محبة النبي
فالآن أيها الإخوة! كثيرٌ من الناس في باب محبة الرسول
بين إفراط وتفريط، فمنهم من يغالون فيه
-كما سنضرب أمثلة بعد قليل-
يغالون فيه مغالاة شديدة حتى تخرجهم
عن الإسلام بالكلية والعياذ بالله
أن الصحابة كانوا يحبونه جداً
لكن هل كان يرضى أن الصحابة يفعلون
أمراً محرماً من أجله هو ؟ كلا.
فقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري
في الأدب المفرد عن أنس قال:
- ما كان شَخْصٌ أحبَّ إليهِمْ رُؤْيَةً
مِنَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وكَانُوا إذا رَأوْهُ
لمْ يَقُومُوا إليهِ لِما يَعْلَمُونَ من كَرَاهيَتِه لِذلكَ
البخاري في ((الأدب المفرد)) (946) واللفظ له
القيام للداخل من الأمور المذمومة شرعاً
كلما دخل واحد تقوم له
الصحابة كانوا يحبون الرسول جداً
هل كانوا يرتكبون المحظور
فكل ما دخل عليهم الرسول يقومون
مثلما تقوم الأعاجم الكفار لملوكهم؟ لا.
فانظروا يا أخوة الاسلام
كيف اقترنت المحبة بطاعة الله
محبة الرسول داخلة ضمن طاعة الله
فإذا كان الأمر محرماً فلا يفعل.
ولذلك أنكر الرسول على رجل أشد النكير
عندما جاءه فراجعه في بعض الكلام
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما :
( أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ .
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَجَعَلْتَنِي وَاللهَ عَدْلًا ؟! بَلْ : مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ )
رواه أحمد في " المسند " (3/339)
حتى وإن كان يحب الرسول
لا يجوز أن يقول ما شاء الله وشئت للرسول.
هذا من الشرك الأصغر
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من أيِّ
فِعْلٍ يكون فيه غُلُوّ في حقه صلى الله عليه وسلم
فقال : ( لا تُطْرُونِي كما أَطْرَتِ النصارى ابن مريم
إنّما أنا عَبْدٌ ، فقولوا عبد الله ورسوله )
رواه البخاري (أحاديث الأنبياء/3189)
نحن نحب الرسول لكننا نرفض بشدة
أي محاولة للغلو فيه، ورفعه فوق منزلته
بل إن من الإزراء به رفعه فوق منزلته،
الرسول يقول: إنه لا يملك ضراً ولا نفعاً
ويطلب من الناس أن يلوذوا بالله عند حلول المصائب
فمن الإزراء به أن تلجأ إليه أو كما يفعل الجهلة الآن
من يطوف بقبره، ومن يمسح الحديد الذي على قبره
ومن يدعوه من دون الله
ومن يقيم الموالد التي تتلى فيها القصائد الشركية
منهج أهل السنة في محبة النبي
فنحن -أيها الإخوة- أهل السنة والجماعة في باب محبة الرسول
حق بين باطلين، الباطل الأول: الغلو فيه، والباطل الثاني: الجفاء
لا نريد نحن أن تقسو قلوبنا على الرسول
لكن في الطرف الآخر لا نغلو به ونرفعه فوق منزلته.
والحقيقة -أيها الإخوة- أن هنا مسألة يجب الانتباه إليها
أنه في غمرة ردودنا على أهل التصوف وأهل البدع
قد يصل بنا الحال إلى نوع من الجفاء
لأننا غالباً عندما نخاطب هؤلاء الناس نقول لهم: لا تطروني
والأحاديث التي تنهى عن الغلو، و.. وإلى آخره
لكننا قد ننسى أن نذكر أنفسنا بمثل هذه الأحاديث
التي توضح محبة الصحابة للرسول
مثل هذا الحديث يقول رسول الله
- والذي نفْسُ محمدٍ بيدِهِ ، ليأْتِيَنَّ على أحدِكم يومٌ
ولِأَنْ يراني ثُمَّ لِأنْ يراني أحبُّ إليه من أهلِه ومالِه معهم
صحيح الجامع: 7060
منزلة عظيمة
يقول في الحديث الصحيح أيضاً
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مِنْ أَشَدِّ أُمَّتِي لِي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي
يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ ) .
رواه مسلم (2832)
فإذن أيها الإخوة:
بحن بحق بين باطلين
محبة قلبيه حارة، وفي نفس الوقت لا غلو ولا جفاء
هذه من الأمور المهمة.
نسأل الله أن يجعلنا
من الذين يحبون رسول الله حق المحبة
وأن يرزقنا شفاعته
وأن يرزقنا الالتقاء به في جنة الفردوس
وأن يرزقنا الأخذ بسنته صغيرها وكبيرها
ونسأله أن ينعم علينا
باتباع طريقة رسول الله ظاهراً وباطناً.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-20, 05:27
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يقول أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي
( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ ....
وأن يُحبَّ المرءَ لا يحبُّهُ إلَّا للَّهِ
رواه البخاري (16) ومسلم (67)
الأخوَّة في الله ، والحب في الله
من أعظم شعائر الدين ، وأوثق عرى الإيمان
وقد جاء في كتاب الله تعالى
وفي سنَّة النبي صلى الله عليه وسلم
ما يبين ذلك ويوضحه بأجلى صورة ، وأحلى عبارة
ويكفينا في ذلك بعض الآيات والأحاديث ، ومنها :
قوله تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) الحجرات/ من الآية 10 .
وقوله : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا
نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) آل عمران/ 103 .
وقد روى أحمد (18524)
عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال:
( إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ:
أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ ) .
وحسنه محققو المسند
وكذا حسنه الألباني في "صحيح الترغيب" (3030) .
قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - :
الخصلة الثانية : أن يحب المرء لا يحبه إلا لله
والحب في الله من أصول الإيمان ، وأعلى درجاته
... وإنما كانت هذه الخصلة تالية لما قبلها
لأن مَن كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما :
فقد صار حبُّه كله له
ويلزم من ذلك أن يكون بغضه لله ، وموالاته له ، ومعاداته له
وأن لا تبقى له بقية من نفسه وهواه
وذلك يستلزم محبة ما يحبه الله من الأقوال ، والأعمال
وكراهة ما يكرهه من ذلك ، وكذلك من الأشخاص .
" فتح الباري " لابن رجب ( 1 / 49 – 51 ) باختصار .
لو كان حبُّ المسلم لأخيه حبا لله تعالى :
لما اشتكى مشتكٍ من أفعال بعض
من لم يذق حلاوة الإيمان
ومن جعل ميزان حبَِّه للآخرين : اللغة ، أو اللون
أو البلد ، أو الحزب والجماعة ، أو المال ، أو حسن الصورة
: فقد خاب وخسر ، واستعمل ميزانَ ظلم
وليس بمستنكر بعدها ما يصدر منه من تصرفات تجاه إخوانه
وأما إن كان ميزانه في الحب في الله : الاستقامة
والخلُق : فليبشر بثواب جزيل
وفضل عميم ، من ربه الكريم .
عَن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ
يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ ؟
قَالَ : هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ
وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا ، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ
وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ
وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:
( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ).
رواه أبو داود ( 3527 ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
فالحب في الله من أعظم القرب وأفضل الأعمال .
وروى البخاري (13) ، ومسلم (45) ، والنسائي (5017)
- واللفظ له - عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ
حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنْ الْخَيْرِ ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قَالَ الْكِرْمَانِيّ : وَمِنْ الْإِيمَان أَيْضًا
أَنْ يُبْغَض لِأَخِيهِ مَا يُبْغَض لِنَفْسِهِ مِنْ الشَّرّ "
انتهى من " فتح الباري" (1/58) .
من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا له :
وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ
رواه البخاري (2/144-174) ومسلم برقم 1712
عن عُبَادَةَ بْن الصَّامِتِ
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ
وَحَقَتْ مَحَبَّتِي للمتزاورينَ في
وَحَقَّتْ مَحَبَّتي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ
وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَصَافِينَ فِيَّ الْمُتَوَاصِلِينَ ) .
رواه أحمد (22002)
وصححه الألباني في " صحيح الجامع " (4321) .
مما يقوي العلاقة بين المسلمين
ويربط بينهم برباط الوئام والألفة
أن يصرح المسلم لأخيه المسلم بمحبته له
ويتقرب بذلك إلى الله ؛ ففي الحديث الصحيح عنه
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
( إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ أَنَّهُ يحبّه )
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (542) .
الخلاصة
ويمكن أن يصل العبد إلى هذه المنازل العالية
والمراتب السامية بصدق المحبة ، وإخلاصها لله
والتعاون فيها على البر والتقوى ، والتناصح بالخير
والاجتماع على الطاعات
ونبذ المنكرات من الأقوال والأعمال
وأن يحب لأخيه ما يحب لنفسه ، ويكره له ما يكره لنفسه
ويفرح لفرحه ، ويحزن لحزنه
ويعينه على طاعة الله وما أهمه من أمر الدنيا والآخرة
ويحفظه في غيبته ، ولا يتأخر عن مساعدته
أو مساعدة أحد من أهل بيته
وأن يذكره بالثناء الحسن ، ويستر عورته ، ولا يغتابه
ولا يبهته ، ويعامله معاملة أخيه من النسب
بل أفضل من ذلك .
وبالجملة : يعامله بكل معروف يحب أن يعامَل هو به
من قول أو فعل في غيبته وشهادته .
و لا يجوز للمسلم أن يقول : " أحب جميع الناس "
لأن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله
والبغض في الله ، والمسلم يحب المسلمين ويواليهم
ويبغض الكافرين ويجاهدهم ويعاديهم
قال تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ
يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ
أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) المجادلة/22 .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-21, 05:20
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يقول أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي
( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ
أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا
وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ
وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ
كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ.
رواه البخاري (16) ومسلم (67)
هذا حَديثٌ عَظيمٌ، وأصلٌ مِن أُصولِ الإسلامِ
وفيه يُرشِدُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى ثِلاثِ خِصالٍ
مِن أعْلَى خِصالِ الإيمانِ
مَن كمَّلَها فقدْ وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ
فالإيمانُ له حَلاوةٌ وطَعمٌ يُذاقُ بالقُلوبِ
كما تُذاقُ حَلاوةُ الطَّعامِ والشَّرابِ بالفَمِ
وكما أنَّ الجَسدَ لا يَجِدُ حَلاوةَ الطَّعامِ والشَّرابِ
إلَّا عندَ صِحَّتِه، فكذلك القَلبُ إذا سَلِمَ مِن مرَضِ الأهواءِ
المُضلَّةِ والشَّهواتِ المُحرَّمةِ، وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ
ومتى مَرِضَ وسَقِمَ لم يَجِدْ حَلاوةَ الإيمانِ
بلْ قدْ يَستحْلِي ما فيه هَلاكُه مِن الأهواءِ والمعاصي
. ومَن وجَدَ حَلاوةَ الإيمانِ استلذَّ الطَّاعاتِ
وآثَرَها على أغراضِ الدُّنيا
وتحمَّلَ المشَاقَّ في سَبيلِ اللهِ تعالَى.
فالخَصلةُ الأُولى:
أنْ يكونَ اللهُ ورسولُه أحَبَّ إليه ممَّا سِواهما
ومَحبَّةُ اللهِ تَنشَأُ مِن مَعرفةِ أسمائِه وصِفاتِه
والتَّفكيرِ في مَصنوعاتِه
وما فيها مِن الحِكَمِ والعَجائبِ
وتَحصُلُ مِن مُطالَعةِ نِعَمِه على العِبادِ
فإنَّ ذلك كلَّه يدُلُّ على كَمالِه وقُدرتِه
وحِكمتِه وعِلمِه ورَحمتِه
ومَحبَّةُ العبدِ لِخالقِه سُبحانه وتعالَى تَقودُ العبْدَ
إلى الْتزامِ شَريعتِه وطاعتِه، والانتهاءِ عمَّا نَهى عنه
. ومَحبَّةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تابعةٌ لمَحَبَّةِ اللهِ
ويَلزَمُ مِن تلك المحبَّةِ اتِّباعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
في أوامِرِه ونواهيه، كطاعةِ اللهِ عزَّ وجلَّ
ويَجِبُ أنْ تكونَ مَحبَّةُ الرسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
في قلْبِ كلِّ مسلِمٍ أعظَمَ مِن مَحبَّتِه لنفْسِه
ومَحبَّتِه لأبيهِ وأُمِّه، وابنِه وبِنتِه، وزَوجتِه
وصَديقِه وأقارِبِه، والناسِ أجمعينَ.
والخَصلةُ الثَّانيةُ:
أنْ يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّه إلَّا للهِ
فهذا حَثٌّ على التَّحابِّ في اللهِ،
وهو مِن أَوثقِ عُرَى الإيمانِ
فليستِ المحبَّةُ مِن أجْلِ تَبادُلِ مَنافعَ وتَحصيلِ أغراضٍ دُنيويَّةٍ
وإنَّما جمَعَ بيْنَهما الحُبُّ في اللهِ
ويَلزَمُ مِن تلك المحبَّةِ نفْعُ المسلمِ لأخيه المسلمِ
وتَرْكُ إيذائِه، كما في حَديثِ الصحيحَينِ:
«المُسلِمُ أخو المُسلِمِ، لا يَظلِمُه، ولا يُسْلِمُه
ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه
ومَن فرَّجَ عن مُسلِمٍ كُرْبةً
فرَّجَ اللهُ عنه كُربةً مِن كُرُباتِ يَومِ القيامةِ
ومَن ستَرَ مُسلِمًا ستَرَه اللهُ يَومَ القِيامةِ».
والخَصلةُ الثَّالثةُ:
أنْ يَكرَهَ المسلمُ أنْ يَعودَ في الكُفْرِ
كما يَكرَهُ أنْ يُقذَفَ في النَّارِ
فإذا رسَخَ الإيمانُ في القلْبِ، وتحقَّقَ به
ووجَدَ العبْدُ حَلاوتَه وطَعْمَه؛ أحَبَّه
وأحَبَّ ثَباتَه ودَوامَه، والزِّيادةَ منه، وكَرِهَ مُفارقتَه
وكانتْ كَراهتُه لمُفارقتِه أعظَمَ عندَه
مِن كَراهةِ الإلقاءِ في النَّارِ
فإذا وجَدَ العبْدُ حلاوةَ الإيمانِ في قَلْبِه أحَسَّ
بمَرارةِ الكُفرِ والفُسوقِ والعِصيانِ.
قيل: وإنَّما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
هذا تَحذيرًا وتَخويفًا للصَّحابةِ
لأنَّهم كانوا كُفَّارًا فأسلَموا
وكان في بَعضِ النُّفوسِ حُبُّ ما كان في الزَّمانِ الماضي
فبيَّنَ لهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
أنَّ العَودَ إلى الكُفْرِ كإلْقاءِ الرجُلِ نفْسَه في النارِ
لأنَّ عاقِبةَ الكُفَّارِ دُخولُ نارِ جهنَّمَ
ونقْضُ التَّوبةِ والرُّجوعُ مِنَ التَّوبةِ إلى المعصيةِ
أيضًا كإلْقاءِ الرجُلِ نفْسَه في نارِ جهنَّمَ
وهذا مِن عِظَمِ ذَنبِ الكُفْرِ والعَودةِ إليه.
المصدر
https://www.dorar.net/hadith/sharh/2655
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-22, 05:07
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2020/12/22/06/808263319.jpg (https://www.0zz0.com)
النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
إنَّ العبدَ إذا مَرِضَ أوْحَى اللهُ إلى ملائكتِه :
أنا قَيَّدْتُ عبدِي بِقَيْدٍ من قُيُودِي
فإِنْ أقْبِضُهُ أغْفِرْ له
و إنْ أُعافِيهِ فحِينَئِذٍ يَقْعُدُ لا ذَنْبَ لَهُ
صحيح الجامع: 1673
الثابت في الكتاب والسنة أن أصحاب البلاء
لهم عند الله الأجر العظيم والمنزلة الكبيرة
إن هم صبروا واحتسبوا
ذلك أن المريض – سواء كان مرضا طارئا أم إعاقة دائمة
يحتمل من الآلام التي كتبها الله عليه
ما يكون سببا في تكفير سيئاته
فالله عز وجل لا يجمع على العبد المؤمن الصابر
عذابين في الدنيا والآخرة
وهو سبحانه يحب الصابرين
ويوفيهم أجورهم بغير حساب .
وليقرأ معنا كل مبتلى نبذة من الأحاديث الواردة
عن النبي صلى الله عليه وسلم
وفيها من البشائر لهم ما يثلج صدورهم بإذن الله .
عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ الْمُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا
عَنْهُ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا)
رواه البخاري (5640) ومسلم (2572) .
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ
عَنْ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ قَالَ :
(مَا مِنْ عَبْدٍ يُصْرَعُ صَرْعَةً مِنْ مَرِضٍ
إِلا بَعَثَهُ اللَّهُ مِنْهَا طَاهِرًا)
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/97)
وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2277) .
وإذا كان هذا حال من أصيب بمرض
عارض أو ألم طارئ ، فما بالك بالذي ابتلي
بإعاقة دائمة تصاحبه إلى مماته
لا شك أن مَن هذا حاله فهو يتقلب في الأجر والثواب
وينغمس في رحمة الله عز وجل
إن هو صبر على ما ابتلاه الله به .
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ
وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)
رواه الترمذي (2399)
وقال الألباني في "سنن الترمذي" : حسن صحيح .
وعَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(إِذَا ابْتَلَى اللَّهُ الْعَبْدَ الْمُسْلِمَ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ
قَالَ لِلْمَلَكِ : اكْتُبْ لَهُ صَالِحَ عَمَلِهِ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ
فَإِنْ شَفَاهُ غَسَلَهُ وَطَهَّرَهُ
وَإِنْ قَبَضَهُ غَفَرَ لَهُ وَرَحِمَهُ)
رواه أحمد في " المسند " (21/268)
قال الألباني : حسن صحيح .
ولما علم الصالحون حكمة الله تعالى في ابتلاء المؤمنين
بالأمراض كان البلاء أحب إليهم من الرخاء
كي ينالوا المنزلة العالية عند الله .
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(وَإِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ – يعني الصالحين -
لَيَفْرَحُ بِالْبَلَاءِ كَمَا يَفْرَحُ أَحَدُكُمْ بِالرَّخَاءِ)
رواه ابن ماجه (4024)
وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (144) .
وقال صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ -
لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ - ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ
أَوْ فِي وَلَدِهِ ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يُبْلِغَهُ
الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى)
رواه أبو داود (3090) صححه الألباني في "سنن أبي داود" .
وقال وهب بن منبه رحمه الله :
"إن من قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء
عَدَّه رخاء ، وإذا أصابه رخاء عَدَّه بلاء" انتهى .
"سير أعلام النبلاء" (4/327) .
وقال سفيان الثوري رحمه الله :
"ليس بفقيه من لم يعدّ البلاء نعمة والرخاء مصيبة" انتهى .
"حلية الأولياء" (7/55) .
وقال ابن القيم رحمه الله :
"الآلام والأمراض والمشاقّ من أعظم النعم
إذ هي أسباب النعم.....
فأعظم اللذّات ثمرات الآلام ونتائجها" انتهى .
"شفاء العليل" (525) .
الخلاصة
أن الثواب الذي يناله المبتلى
والأجر الذي وعده الله إياه
يرجى له أن يكون سبباً في دخوله الجنة
لا سيما وقد كفرت عنه خطاياه بسبب تقلبه في آلام البلاء
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-23, 05:26
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2020/12/23/06/770660299.jpg (https://www.0zz0.com)
أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلم إذا رأى
من إخوانه المسلمين ما يعجبه
أن يدعو لهم بالبركة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ
رواه الإمام مالك في "الموطأ" (2 / 939)
والإمام أحمد في "المسند" (25 / 355)، وابن ماجه (3509).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
فإذا رأى الإنسان ما يعجبه وخاف من حسد العين
فإنه يقول: ما شاء الله تبارك الله
حتى لا يصاب المشهود بالعين
وكذلك إذا رأى الإنسان ما يعجبه في ماله
فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله
لِئَلاَّ يعجب بنفسه وتزهو به نفسه في هذا المال الذي أعجبه
فإذا قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله
فقد وكل الأمر إلى أهله تبارك وتعالى)
لقاء الباب المفتوح (235/19).
و العين حق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
" العين حق ولو كان شيء سابَق القدر لسبقته العين " .
رواه مسلم ( 2188 ) من حديث ابن عباس .
وروى البخاري ( 5048 ) ومسلم ( 2187 )
من حديث أبي هريرة : أوَّله .
والمعنى: لو أَمْكَنَ أن يَسبِقَ القَدَرَ شيءٌ
فيُؤثِّرَ في إفناءِ شيءٍ وزَوالِه قبلَ أوانِه المقدَّرِ له
لكان هذا الشيءُ الَّذِي يَسبِق القَدَرَ هو العَيْنَ
وحاصِلُه:
أنَّ المرءَ لا يُصيبُه إلَّا ما قُدِّر له، وأنَّ العَيْنَ لا تَسبِق القَدَرَ
ولكنَّها مِن القَدَرِ؛ فالحديثُ جرَى مَجْرَى المبالَغَةِ
في إثباتِ العَيْنِ
اذن لا بدَّ من ذِكر معنى العيْن والحسد وذِكر الفرق بينهما :
العيْن :
" مأخوذة من عان يَعين إذا أصابه بعينه
وأصلها : من إعجاب العائن بالشيء
ثم تَتبعه كيفية نفْسه الخبيثة
ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المَعِين "
، كذا في " فتاوى اللجنة الدائمة "( 1 / 271 ) .
الحسَد :
هو أن يتمنى زوال النعمة من عند أخيه ، ولم تتحول إليه !!
وقال الراغب الأصفهاني :
" الحسد تمني زوال نعمة من مستحق لها
وربما كان مع ذلك سعي في إزالتها "
انتهى من "المفردات في غريب القرآن" (118)
قال ابن القيم – رحمه الله - :
"في تفسيرة لسورة الفلق والمقصود :
أن العائن حاسد خاص ، وهو أضر من الحاسد
ولهذا - والله أعلم - إنما جاء في السورة ذكر الحاسد
دون العائن ؛ لأنه أعم ، فكل عائنٍ حاسدٌ ولا بد
وليس كل حاسد عائناً ، فإذا استعاذ من شر الحسد
: دخل فيه العين
وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته
وأصل الحسد هو : بغض نعمة الله
على المحسود وتمني زوالها"
انتهى من " بدائع الفوائد " ( 2 / 458 ) .
أما حكمهما : فلا شك أنه التحريم .
أ. أما الحسد :
فقد جاء عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه أنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
( لاَ تَحَاسَدوا ، وَلاَتَنَاجَشوا ، وَلاَ تَبَاغَضوا ، وَلاَ تَدَابَروا ... ) .
رواه مسلم ( 2559 ) .
قال ابن عبد البر – رحمه الله - :
"وكذلك قوله أيضاً في هذا الحديث ( لا تحاسدوا )
يقتضي النهي عن التحاسد
وعن الحسد في كل شيء على ظاهره وعمومه
إلا أنه – أيضاً - عندي مخصوص بقوله صلى الله عليه وسلم
( لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به
آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه
آناء الليل وآناء النهار ) هكذا رواه عبدالله بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى
من" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ( 6 / 118 ) .
ب. وأما العيْن :
فتحريمها من باب تحريم إيقاع الضرر على الناس ، وإيذائهم
قال تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ
مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب/ 58
وقال صلى الله عليه وسلم
( لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارٌ )
رواه ابن ماجه ( 2314 )
قال علماء اللجنة الدائمة - في شرح الحديث -:
"نهى النبي صلى الله عليه وسلم المكلَّف
أن يضرَّ نفسه أو يضرّ غيره
ففيه دلالة على منع الإنسان من التعدي
على نفسه، أو غيره" .
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي
الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة الدائمة " ( 4 / 400 ) .
أما علاج العين والحسد
فلا شك أن الإنسان متى كان قريباً من الله عز وجل
مداوماً على ذكره ، وقراءة القرآن
كان أبعد عن الإصابة بالعين
وغيرها من الآفات وأذى شياطين الإنس والجن
وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ نفسه
وأعظم ما يتعوذ به المسلم قراءة كتاب الله وعلى رأس ذلك :
المعوذتان وفاتحة الكتاب وآية الكرسي
ومن التعوذات الصحيحة الواردة
عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها :
( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )
رواه مسلم ( الذكر والدعاء/4881)
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ
وَيَقُولُ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ
وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ )
رواه البخاري( أحاديث الأنبياء/3120)
ومعنى الَّلامة : التي تصيب بالحسد .
ومعنى الهامَّة : الحيوانات والحشرات السامة القاتلة . .
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ : " يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ
مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ
اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ "
رواه مسلم ( السلام/4056)
ولا شك أن مداومة الإنسان على أذكار الصباح والمساء
وأذكار النوم ، وغيرها من الأذكار له أثر عظيم
في حفظ الإنسان من العين فإنها حصن له
بإذن الله فينبغي الحرص عليها
ومن أهم العلاجات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رخَّصَ في الرُّقية من العين وأمر بها
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
" أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَوْ أَمَرَ أَنْ يُسْتَرْقَى مِنْ الْعَيْنِ "
رواه البخاري ( الطب/5297)
وما جاء عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
" كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ "
رواه أبو داود ( الطب/3382)
نسأل الله أن يعيذنا من ذلك , والله أعلم .
يراجع كتاب زاد المعاد لابن القيم 4/162.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-24, 05:21
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2020/12/24/06/895819617.jpg (https://www.0zz0.com)
قال الله تعالى : ( وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ
أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا
فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ
فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ ) الأحقاف/ 20 .
بعد ان تبيَّن ذلك ، فينبغي أن يعلم أن الكافر
إن جاء بما يستحق عليه الثواب
فإنه يُجازى به في الدنيا لا في الآخرة
فالكفر الذي جاء به مانع من قبول عمله
لينتفع به في الآخرة
لأن من شروط قبول العمل الإسلام .
قال الطبري – رحمه الله - :
مَن عمل عملا صالحًا في غير تقوى -
يعني : من أهل الشرك - أُعطي على ذلك
أجراً في الدنيا : يصل رحمًا ، يعطي سائلا يرحم مضطرًّا
في نحو هذا من أعمال البرّ
يعجل الله له ثواب عمله في الدنيا
ويُوسِّع عليه في المعيشة والرزق
ويقرُّ عينه فيما خَوَّله
ويدفع عنه من مكاره الدنيا ، في نحو هذا
وليس له في الآخرة من نصيب .
" تفسير الطبري " ( 15 / 265 ) .
وقال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - :
وقال القاضي عياض : انعقد الإجماع
على أن الكفار لا تنفعهم أعمالهم
ولا يثابون عليها بنعيم ، ولا تخفيف عذاب
وإن كان بعضهم أشد عذاباً من بعض .
" الفتح " ( 9 / 48 ) .
وأن الله تعالى لا يضيع عليهم أجور أعمالهم النافعة للناس
لكنَّ ثوابها يكون في دنياهم لا في أخراهم
وأما المؤمن فإن ثواب أعماله الخيِّرة
يكون في الدنيا والآخرة .
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ الْكَافِرَ إِذَا عَمِلَ حَسَنَةً أُطْعِمَ بِهَا طُعْمَةً مِنْ الدُّنْيَا
وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَإِنَّ اللَّهَ يَدَّخِرُ لَهُ حَسَنَاتِهِ فِي الْآخِرَةِ
وَيُعْقِبُهُ رِزْقًا فِي الدُّنْيَا عَلَى طَاعَتِهِ ) .
رواه مسلم ( 2808 ) .
وفي رواية أخرى :
وفي رواية أخرى :
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً ، يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا
وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ
وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا
حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا ) .
و هنا يجب التنبيه الي امر هو في غاية الأهمية
أن هذا الجزاء في الدنيا ليس مقطوعاً به
بل هو إلى مشيئة الله تعالى
قال عزَّ وجل ( مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة عَجَّلْنَا
لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ) الإسراء/ 18 .
قال الشنقيطي - رحمه الله - :
واعلم أن هذا الذي ذكرنا أدلته من الكتاب والسنة
من أن الكافر ينتفع بعمله الصالح في الدنيا
: كبر الوالدين ، وصلة الرحم ، وإكرام الضيف والجار
والتنفيس عن المكروب ونحو ذلك :
كله مقيد بمشيئة الله تعالى
كما نص على ذلك بقوله :
( مَّن كَانَ يُرِيدُ العاجلة عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا
مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ) الإسراء/18 الآية .
فهذه الآية الكريمة مقيدة لما ورد من الآيات والأحاديث
وقد تقرر في الأصول أن المقيد يقضي على المطلق
ولا سيما إذا اتحد الحكم والسبب كما هنا .
" أضواء البيان " ( 3 / 450 ) .
أن أعمال الكفار في الدنيا على قسمين :
الأول : ما كان من أعمال الدنيا من أعمال البِرّ
ولا يشترط فيه نية التقرب
كصلة الرحم وإكرام الضيف وما يشبهه
فهذا هو المقصود في الحديث والذي من أجله يثاب
الكافر عليه في الدنيا إن شاء الله له المثوبة .
قال النووي – رحمه الله - :
وصرَّح في هذا الحديث بأن يطعم في الدنيا
بما عمله من الحسنات أي : بما فعله متقرباً به
إلى الله تعالى مما لا يفتقر صحته إلى النية
كصلة الرحم ، والصدقة ، والعتق
والضيافة ، وتسهيل الخيرات ، ونحوها .
" شرح مسلم " ( 17 / 150 ) .
الثاني : من كان من أعمال الدنيا
ويَقصد به صاحبه نشر دينه
وفتنة المسلمين عن دينهم
فهذا ليس داخلاً في الحديث
بل صاحبه متوعد عليه أشد الوعيد
لأنه يصد بها عن دين الله
ويستغل حاجات الناس وفقرهم ومرضهم
لذلك الغرض الخبيث
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-25, 05:12
خوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2020/12/25/06/507720637.jpg (https://www.0zz0.com)
قَالَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
- يا أبا ذرٍّ ألا أدُلُّكَ على خَصْلَتَيْنِ
هُما أخفُّ على الظَّهْرِ وأثْقلُ في الميزانِ من غيرِهما ؟
قال : بلى يا رسولَ اللهِ ! قال : عليكَ بِحُسنِ الخُلُق
وطُولِ الصَّمْتِ فوالَّذي نفسي بيدِه ما عَمِلَ الخلائِقُ بمثلِهِما .
ضعيف الترغيب: 1601
الخلق الحسن
أثقل شيء في ميزان الأعمال يوم القيامة
وأحسن الناس خلقا أقربهم مجلسا
من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
روى الترمذي (2018)
وحسنه عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا ) .
وروى البخاري (6035) ، ومسلم (2321)
عن عبد الله بن عمرو
عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال :
( إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا ) .
والمسلم حينما يحسن خلقه
يفعل ذلك امتثالاً لأمر الله تعالى ، وطلبا لمرضاته
واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
شأنه في ذلك شأن جميع العبادات
فلا يحسن خلقه من أجل أن يمدحه الناس
فيكون بذلك قد أبطل ثوابه واستحق العقاب
على هذا "الرياء" .
وكما يجتهد المسلم في إخلاص عبادته كلها لله
فكذلك يفعل عندما يحسن خلقه
فيضع نصب عينيه دائما أمر الله له
والحساب والميزان والجنة والنار
وأن الناس لن ينفعوه ولا يضروه بشيء .
فذكر الآخرة من أهم ما يعين المسلم
على الإخلاص لله تعالى .
الصمت
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ صَمَتَ نَجَا ) .
رواه الترمذي (2501) ، وأحمد (6481)
أن الصمت سبب للنجاة
فمن صمت نجا من آفات اللسان
وآفات اللسان غير محصورة
فكان سبيل النجاة والفلاح للعبد الناصح لنفسه
أن يتأمل كلامه قبل أن يقوله
فإن كان فيه خير ، تكلم به
وإلا ففي الصمت منجاة من الإثم
ومن مغبات جرائر اللسان
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )
رواه البخاري (6019) ، ومسلم (48).
قال ابن عبد البر رحمه الله :
" الْكَلَام بِالْخَيْرِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ
وَأَعْمَالِ الْبِرِّ أَفْضَلُ مِنَ الصَّمْتِ
وَكَذَلِكَ الْقَوْلُ بِالْحَقِّ كُلُّهُ وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ وَمَا كَانَ مِثْلَهُ
وَإِنَّمَا الصَّمْتُ الْمَحْمُودُ الصَّمْتُ عَنِ الْبَاطِلِ .
" انتهى من التمهيد (22/ 20) .
وقال الغزالي رحمه الله :
"فإن قلت: فهذا الفضل الكبير للصمت ما سببه ؟
فاعلم أن سببه كثرة آفات اللسان
من الخطأ والكذب والغيبة والنميمة والرياء
والنفاق والفحش والمراء وتزكية النفس والخوض في الباطل
والخصومة والفضول والتحريف
والزيادة والنقصان وإيذاء الخلق وهتك العورات .
فهذه آفات كثيرة ، وهي سباقة إلى اللسان
لا تثقل عليه ، ولها حلاوة في القلب
وعليها بواعث من الطبع ، ومن الشيطان
ويدلك على فضل لزوم الصمت أمر، وهو:
أن الكلام أربعة أقسام:
قسم هو ضرر محض، وقسم هو نفع محض
وقسم فيه ضرر ومنفعة، وقسم ليس فيه ضرر ولا منفعة.
أما الذي هو ضرر محض فلا بد من السكوت عنه
وكذلك ما فيه ضرر ومنفعة لا تفي بالضرر.
وأما ما لا منفعة فيه ولا ضرر : فهو فضول
والاشتغال به تضييع زمان، وهو عين الخسران،
فلا يبقى إلا القسم الرابع
فقد سقط ثلاثة أرباع الكلام، وبقي ربع
وهذا الربع فيه خطر ؛ إذ يمتزج بما فيه إثم
من دقائق الرياء والتصنع والغيبة وتزكية النفس
وفضول الكلام، امتزاجا يخفى دركه
فيكون الإنسان به مخاطراً.
ومن عرف دقائق آفات اللسان علم قطعاً
أن ما ذكره صلى الله عليه وسلم هو فصل الخطاب
حيث قال (من صمت نجا)
فلقد أوتى والله جواهر الحكم قطعا ، وجوامع الكلم
ولا يعرف ما تحت آحاد كلماته
من بحار المعاني إلا خواص العلماء" .
انتهى من "إحياء علوم الدين" (3/ 111-112) .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-25, 17:07
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2020/12/25/18/887734226.jpg (https://www.0zz0.com)
ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم :
( نَهَى أَنْ يُشْرَبَ مِنْ فِي السِّقَاءِ )
رواه البخاري (5628) و (5629)
و"السقاء" هو : الإناء الذي يوضع فيه الماء
ويكون له فم يشرب منه ، كالقربة .
وقد ذكر العلماء رحمهم الله عدة علل لهذا النهي :
1- أن القربة لا يظهر ما بداخلها
فقد يكون بداخلها حشرة أو حية فتؤذيه
كما روي أن رجلا شرب من في السقاء فخرجت حية.
وهذه العلة غير موجودة في الشرب من الزجاجات اليوم
لأن الغالب أن ما بداخلها ظاهر .
2- أن الذي يشرب من في السقاء قد يغلبه الماء
فينصب أكثر مما يحتاج إليه
فيشرق به أو تبتل ثيابه .
وهذه العلة موجودة فيمن يشرب من الزجاجات
كما تراه في كثير من الناس .
3- أن النهي عن ذلك حتى لا يصيب ريقه فم السقاء
أو يختلط بالماء الموجود بداخله
أو يصيب نَفَسُه فم السقاء ، فيتقذره غيره
وقد يكون ذلك سبباً لانتقال الأمراض .
وهذه العلة ـ أيضاً ـ موجودة فيمن يشرب من الزجاجة
ولكنها فيمن يمس الزجاجة بفمه
أما إذا كان يَصُبُّ منها ولا يمسها بفمه فلا بأس .
وكذلك أيضاً : هي خاصة بما إذا كان سيشرب
من هذه الزجاجة غيره
أما إذا كانت الزجاجة خاصة به
فلا بأس حينئذ من الشرب من فمها .
ولا يبعد أن يكون النهي عن الشرب من في السقاء
من أجل هذه العلل كلها
كما قال ذلك
ابن العربي وابن أبي جمرة رحمهما الله تعالى .
وانظر : "فتح الباري" شرح الحديث رقم (5628) .
الخلاصة
وبعض هذه العلل كما سبق
موجودة فيمن يشرب من الزجاجة
ولذلك فينبغي أن لا يشرب من فمها
لاسيما إذا كان سيشرب من الزجاجة غيره .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-26, 05:07
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www2.0zz0.com/2020/12/26/06/789929378.jpg (https://www.0zz0.com)
عن جابر رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ وَغَلِّقُوا الْأَبْوَابَ
وَأَوْكُوا الْأَسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ ) .
رواه البخاري (5624) – واللفظ له – ومسلم (2012)
عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
" احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ اللَّيْلِ فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمْ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ
فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ ) .
رواه البخاري (6294) ومسلم (2106)
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : " فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث أَنَّ الْوَاحِد
إِذَا بَاتَ بِبَيْتٍ لَيْسَ فِيهِ غَيْره وَفِيهِ نَار فَعَلَيْهِ
أَنْ يُطْفِئهَا قَبْل نَوْمه أَوْ يَفْعَل بِهَا مَا يُؤْمَن مَعَهُ الِاحْتِرَاق " .
انتهى من "فتح الباري" (11/86) .
و يُسْتَحَبُّ عِنْدَ جُمْهُورِ الْفُقَهَاءِ إِطْفَاءُ الْمِصْبَاحِ عِنْدَ النَّوْمِ
خَوْفًا مِنَ الْحَرِيقِ الْمُحْتَمَل بِالْغَفْلَةِ
فَإِنْ وُجِدَتِ الْغَفْلَةُ حَصَل النَّهْيُ
وَقَدْ وَرَدَتْ أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ
لِلرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَدُل عَلَى هَذَا " انتهى .
الموسوعة الفقهية (3/323)
فإذا كانت هناك حاجة لإيقاد شيء
من النار في المنزل
إما للإضاءة وإما للتدفئة : جاز ذلك
مع التحرز من وصول النار إلى ما يسبب حريقا
والاجتهاد في إطفائها عند نوم أهل البيت
متى كان ذلك ممكنا
توقيا لما يمكن أن تسببه من ضرر .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد : إِذَا كَانَتْ الْعِلَّة فِي إِطْفَاء السِّرَاج
الْحَذَر مِنْ جَرّ الْفُوَيْسِقَة الْفَتِيلَة
فَمُقْتَضَاهُ أَنَّ السِّرَاج إِذَا كَانَ عَلَى هَيْئَة لَا تَصِل إِلَيْهَا الْفَأْرَة :
لَا يُمْنَع إِيقَاده , كَمَا لَوْ كَانَ عَلَى مَنَارَة مِنْ نُحَاس
أَمْلَس لَا يُمْكِن الْفَأْرَة الصُّعُود إِلَيْهِ ,
أَوْ يَكُون مَكَانه بَعِيدًا عَنْ مَوْضِع يُمْكِنهَا
أَنْ تَثِب مِنْهُ إِلَى السِّرَاج .
إلى أن قَالَ : فَإِذَا اِسْتَوْثَقَ بِحَيْثُ يُؤْمَن مَعَهُ –
يعني السراج - الْإِحْرَاق ، فَيَزُول الْحُكْم بِزَوَالِ عِلَّته " انتهى .
وقال ابن مفلح رحمه الله :
" وَالْمُرَادُ الْغَفْلَةُ عَنْهَا بِنَوْمٍ أَوْ غَيْرِهِ
وَالْمُرَادُ أَيْضًا إنْ خِيفَ مِنْ بَقَائِهَا
وَلِهَذَا قَالَ ابْنُ هُبَيْرَةَ فِي خَبَرِ أَبِي مُوسَى :
إنَّ النَّارَ يُسْتَحَبُّ إطْفَاؤُهَا عِنْدَ النَّوْمِ
لِأَنَّهَا عَدُوٌّ غَيْرُ مَزْمُومٍ بِزِمَامٍ لَا يُؤْمَنُ لَهَبُهَا
فِي حَالَةِ نَوْمِ الْإِنْسَانِ
قَالَ : فَأَمَّا إنْ جَعَلَ الْمِصْبَاحَ فِي شَيْءٍ مُعَلَّقٍ
أَوْ عَلَى شَيْءٍ لَا يُمَكِّنُ الْفَوَاسِقَ وَالْهَوَامَّ التَّسَلُّقَ إلَيْهِ :
فَلَا أَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا "
انتهى من "الآداب الشرعية" (3 /406)
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-26, 17:09
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/12/26/18/835789835.jpg (https://www.0zz0.com)
فإن دين الإسلام دين رحمة وعدل ..
دين يتمم مكارم الأخلاق وينهى عن سفاسفها ..
دين يعطي للإنسان كرامته – إذا التزم بشرع الله - .
و المجتمع المسلم مجتمع متراحم متماسك ..
قال الله تعالى : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ) محمد/29 .
وقال تعالى واصفاً المؤمنين :
( ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ، أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ) البلد/17-18 .
ويصف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المؤمنين
بأنهم كالجسد الواحد
فقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ
مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ
تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى )
رواه مسلم (2586) .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ )
رواه البخاري (13) .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ
يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ )
رواه الترمذي (1924) .
وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1569) .
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ
يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لأَهْلِ الإِيمَانِ
كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ )
رواه أحمد (32370)
وأورده الألباني في الصحيحة (1137).
وقد روى الدولابي في "الكنى" (971)
عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي حَبِيبٍ أَنَّهُ قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ خَالِدِ
بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ: أَمَا عَلِمْتَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( خَابَ عَبْدٌ وَخَسِرَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ رَحْمَةً لِلْبَشَرِ ).
وحسنه الألباني في "الصحيحة" (456) .
و المجتمع المسلم مجتمع متعاون متكاتف ..
روى ابن أبي الدنيا عن ابن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
وأحب الأعمال إلى الله عز وجل
سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة
أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا
ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة
أحبُّ إليّ من أن اعتكف في هذا المسجد
– يعني مسجد المدينة - شهرا . . .
ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة
حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزول الأقدام )
حسنه الألباني في الترغيب والترهيب (2623)
وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا
نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ )
رواه مسلم (2699) .
فالحمد لله على نعمة الإسلام .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-27, 04:59
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2020/12/27/06/160987364.jpg (https://www.0zz0.com)
فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان
رضي الله عنه قال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ
فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ
وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَ
مْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ )
وقَالَ : فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ
فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ
فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ ؟!
فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَلَا كَذَبَ عُثْمَانُ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي
غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا .
رواه أبو داود (5088)
( مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ
بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي
الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ )
رواه الترمذي في سننه (رقم/3388)
وصححه ابن القيم في " زاد المعاد " (2/338)
يقول الدكتور عبد الرزاق البدر :
" هذا من الأذكار العظيمة التي ينبغي
أن يُحافظ عليها المسلمُ كلَّ صباح ومساء
ليكون بذلك محفوظاً بإذن الله تعالى
من أن يصيبه فجأةُ بلاءٍ أو ضرُّ مصيبة أو نحو ذلك .
قال القرطبي رحمه الله عن هذا الحديث :
" هذا خبَرٌ صحيحٌ ، وقولٌ صادق علمناه دليلَه دليلاً وتجربة
فإنِّي منذ سمعته عملت به فلم يضرَّني شيءٌ إلى أن تركته
فلدغتني عقربٌ بالمدينة ليلاً
فتفكرتُ فإذا أنا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات " -
انظر " الفتوحات الربانية " لابن علان (3/100) -
والسُّنَّة في هذا الذِّكر أن يُقال ثلاثَ مرَّات كلَّ صباح ومساء
كما أرشدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى ذلك .
وقوله : ( الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ )
أي : مَن تعوَّذ باسم الله فإنَّه لا تَضرُّه مُصيبةٌ
من جهة الأرض ولا من جهة السماء .
وقوله : ( وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ )
أي : السَّميع لأقوال العباد
والعليمُ بأفعالِهم الذي لا تخفى عليه خافية
في الأرض ولا في السَّماء .
فقه الأدعية والأذكار " (3/12-14)
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-27, 16:52
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/12/27/18/158214986.jpg (https://www.0zz0.com)
- يا رسولَ اللَّهِ كيفَ أقولُ حينَ أسألُ ربِّي
قالَ قل اللَّهمَّ اغفِر لي وارحَمني وعافِني وارزُقني
وجمعَ أصابعَهُ الأربعَ إلَّا الإبهامَ
فإنَّ هؤلاءِ يجمعنَ لَكَ دينَكَ ودُنْياكَ
صحيح ابن ماجه : 3115
أنَّهُ سَمِعَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَأَتَاهُ رَجُلٌ
فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟
قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِنِي
وَارْزُقْنِي وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إلَّا الإبْهَامَ
فإنَّ هَؤُلَاءِ تَجْمَعُ لكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ.
صحيح مسلم : 2697 |
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُرَبِّيًا حكيمًا
ومُعلِّمًا رحيمًا، ومُؤدِّبًا عليمًا
ما سأله أحدٌ قَطُّ فخذَلَهُ، فكان الصَّحابةُ يأتونه
فيَسألونه، فيُجيبُهم ويُعلِّمُهم، ويُحسِنُ تأديبَهم.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ رجلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فقال: "يا رسولَ اللهِ، كيف أَقولُ حين أَسألُ رَبِّي؟"
أي: كيف أدعو اللهَ؟
وكيف أسألُهُ وأطلُبُ منه؟
"قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "قُلْ"
أي: ادعُ بـ: "اللَّهمَّ اغفِرْ لي"
أي: امْحُ عنِّي وأَزِلْ لي ذَنْبي وخَطيئتي، "وارحمْني
أي: أنزِلْ وأسبِغْ عليَّ رحمةً مِن عِندكَ
"وعافِني"، أي: وعافِني ونجِّني مِن البلاءِ
والمعاصي والآثامِ، ومِن مَرَضِ الجسدِ، ومَرَضِ القلبِ
"وارزُقْني"، أي: وأعطِني رِزقًا حلالًا طيِّبًا
"ويَجمَعُ أصابعَهُ إلا الإبهامَ"
أي: جَمَعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أربعةَ أصابعَ
وهو يُعلِّمُ الرَّجلَ، كأنَّه يُريدُ أنْ يقولَ له: ادعُ بأربعِ كلماتٍ
"فإنَّ هؤلاء تَجْمَعُ لك دُنياكَ وآخرتَكَ"
أي: فإنَّ تلك الدَّعَواتِ تَجمعُ لك خَيْرَيِ الدُّنيا والآخرةِ.
وبدَأ بِالمغفرةِ؛ لِكونِها تطهيرًا
وتنظيفًا وتَخليةً مِن أقذارِ المعاصي
وعَقَّبَها بِالرَّحمةِ؛ لكونها كالتَّحلِيَة
ثمَّ طلَب الهِدايةَ؛ حتَّى يَعرِفَ الحقَّ ويَستمِرَّ عليه
وبَعْدَ تمامِ المَطالِبِ سأل اللهَ العافية
لِيَقْدِرَ على الشُّكرِ، وطَلَبَ الرِّزقَ
لِتستريحَ نفسُهُ منْ هَمِّ تَحصيلِهِ.
الخلاصة
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على أنْ يكونَ الدُّعاءُ
شاملًا خَيْرَيِ الدُّنيا والآخرةِ.
وفيه: الحثُّ على طَلَبِ المغفرةِ والرَّحمةِ
والرِّزقِ والمُعافاةِ؛ فهي جِماعُ الخيرِ
المصدر
https://dorar.net/hadith/sharh/26483
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-28, 05:18
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2020/12/28/06/763828688.jpg (https://www.0zz0.com)
كتب الله تعالى على هذه الدنيا الفناء
وكتب على أهلها الموت
قال تعالى كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ
ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ الرحمن / 26 ، 27
وقال تعالى كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ
العنكبوت / 75 .
ثم يبعث الله تعالى العباد ويحييهم حياة أبدية لا نهاية لها
ويحاسبهم على أعمالهم فيجازي المحسن بإحسانه
والمسيء على إساءته
فينقسم الخلق قسمين فريق في الجنة
وفريق في السعير ،
فأهل الجنة خالدون فيها أبداً
وأهل النار من الكفار خالدون فيها كذلك أبداً .
وقد جاءت الآيات والأحاديث الصحيحة مصرِّحة بهذا ، ومنها :
1- قال تعالى : والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا
لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا النساء / 57 .
قال الطبري :
خالدين فيها أبداً : يقول : باقين فيها أبداً
بغير نهاية ولا انقطاع ، دائم ذلك لهم فيها أبداً .
" تفسير الطبري " ( 5 / 144 ) .
2 - وقال : قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ
لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ المائدة / 119 .
3- وقال : إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم
ولا ليهديهم طريقاً إلا طريق جهنم خالدين فيها أبداً
وكان ذلك على الله يسيراً النساء / 169 .
4- وقال : إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً .
خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيراً الأحزاب / 64 ، 65 .
5 - وقال تعالى : ( إِلا بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) الجن / 23
قال ابن كثير :
خالدين فيها أبداً : أي : ماكثين مستمرين
فلا خروج لهم منها ، ولا زوال لهم عنها .
" تفسير ابن كثير " ( 3 / 520 ) .
6- وأخبر الله تعالى عن الكفار أنهم لن يموتوا
في النار ولن يحيون حياة طيبة ، فقال :
إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم
لا يموت فيها ولا يحيا طه / 74
وقال ثم لا يموت فيها ولا يحيا الأعلى / 13 .
قال القرطبي :
ثم لا يموت فيها ولا يحيى :
أي : لا يموت فيستريح من العذاب ولا يحيا حياة تنفعه .
" تفسير القرطبي " ( 20 / 21 ) .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ فَيُنَادِي مُنَادٍ
يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟
فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ
ثُمَّ يُنَادِي يَا أَهْلَ النَّارِ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ
فَيَقُولُ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا ؟
فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، هَذَا الْمَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ
فَيُذْبَحُ ، ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ
وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ
ثُمَّ قَرَأَ ( وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ )
وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا ( وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ) .
رواه البخاري ( 4453 ) ومسلم ( 2849 ) .
وفي رواية ابن عمر
فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم
ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم " .
رواه البخاري (6182) ومسلم ( 2850 )
قال ابن القيم :
وهذا الكبش والإضجاع والذبح ومعاينة الفريقين ذلك :
حقيقة ، لا خيال ولا تمثيل كما أخطأ
فيه بعض الناس خطا قبيحا
وقال : الموت عرَض
والعرَض لا يتجسَّم فضلا عن أن يذبح .وهذا لا يصح
" حادي الأرواح " ( ص 283 ، 284 ) .
8- وعن ابن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" يدخل أهل الجنةِ الجنةَ وأهل النارِ النارَ
ثم يقوم مؤذن بينهم : يا أهل النار لا موت
ويا أهل الجنة لا موت ، خلود " .
رواه البخاري ( 6178 ) ومسلم ( 2850 ) .
9- وعن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
ينادي مناد ( يعني في أهل الجنة )
إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً
وإن لكم أن تحيَوا فلا تموتوا أبداً
وإن لكم أن تشِبُّوا فلا تهرموا أبداً
وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً
فذلك قوله عز وجل
ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون .
رواه مسلم ( 2827 ) .
الخلاصة
بادر أيها المسلم بالأعمال الصالحة في هذه الدنيا
فإنها أيام قلائل ثم تنتقل إلى حياة الأبد
فإما إلى جنة نعيمها لا ينفد
و الحظر كل الحظر من نار حرها إلى الأبد ..
فالبدار البدار وإياك والتسويف
فإن أكثر صياح أهل النار من سوف .
جعلنا الله من أهل الجنة آمين
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-28, 17:04
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2020/12/28/18/390957708.jpg (https://www.0zz0.com)
قال رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
- كلُّ ما صنعْتَ إلى أهلِكَ فهو صدقَةٌ عليْهم
أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (9184)
ورد في الكتاب والسنة أدلة كثيرة تحث
على النفقة على الأهل وتبين فضلها ومن ذلك :
أولا : أدلة القرآن :
قال الله تعالى : ( وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ
وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ )البقرة/233 .
وقال سبحانه : ( لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ
وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ً) الطلاق/7 .
وقال تعالى : ( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ
فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) سـبأ/39.
ثانيا : السنة :
لقد تَظَافَرَتْ الْأَخْبَار عن النبي صلى الله عليه وسلمُ
فِي فَضْلِ النَّفَقَةِ عَلَى الزَّوْجَاتِ وَالْعِيَالِ
لَا سِيَّمَا الْبَنَاتِ ,
فَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ ( 995 )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا : دِينَارٌ أَنْفَقْته فِي سَبِيلِ اللَّهِ ,
وَدِينَارٌ أَنْفَقْته فِي رَقَبَةٍ ,
وَدِينَارٌ تَصَدَّقْت بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ ,
وَدِينَارٌ أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك ,
أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك .
وعند مُسْلِمٍ (994 )
وغيره عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
مَرْفُوعًا أَفْضَلُ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى عِيَالِهِ
, وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى دَابَّتِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ,
وَدِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
قَالَ أَبُو قِلَابَةَ : بَدَأَ بِالْعِيَالِ . ثُمَّ قَالَ أَبُو قِلَابَةَ :
وَأَيُّ رَجُلٍ أَعْظَمُ أَجْرًا مِنْ رَجُلٍ يُنْفِقُ عَلَى عِيَالٍ
صِغَارٍ يُعِفُّهُمُ اللَّهُ أَوْ يَنْفَعُهُمْ اللَّهُ بِهِ وَيُغْنِيهِمْ .
وَفِي صحيح البخاري (1295) وصحيح مسلم (1628)ِ
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
قَالَ لَهُ وَإِنَّك لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ
إلَّا أُجِرْت عَلَيْهَا حَتَّى مَا تَجْعَلُ فِي فِي امْرَأَتِك
أَيْ فِي فَمِهَا .
وَفِي البخاري أيضا ( 55 ) ومسلم ( 1002 )
( عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه
عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
إذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً
وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ البخاري ( 1442 ) ومسلم ( 1010 )
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ :
مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ
فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ,
وَيَقُولُ الآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ البخاري ( 1418 ) ومسلم ( 2629 )
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ
دَخَلَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ
فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَعْطَيْتهَا إيَّاهَا
فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتِهَا وَلَمْ تَأْكُلْ مِنْهَا ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ ,
فَدَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا فَأَخْبَرْته
فَقَالَ مَنْ اُبْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ
فَأَحْسَنَ إلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ .
وَفِي مُسْلِمٍ ( 2630 )
عَنْهَا رضي الله عنها قَالَتْ جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ
تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا فَأَطْعَمْتهَا ثَلَاثَ تَمَرَاتٍ
فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً ,
وَرَفَعَتْ إلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلْهَا فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا
فَشَقَّتْ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا بَيْنَهُمَا
فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا فَذَكَرْت الَّذِي صَنَعَتْ
لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ
إنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنْ النَّارِ .
وَفِيهِ ( 2631 )
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه عَنْ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ
مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا ,
وَهُوَ وَضَمَّ أَصَابِعَهُ .
وَفِي الْبَابِ عِدَّةُ أَحَادِيثَ , وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
. إ. هـ من غذاء الألباب (2/ 437) بتصرف
وَقَالَ ابْنُ بَطَّالٍ رحمه الله
: يُنْفِق عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَمَنْ تَلْزَمُهُ النَّفَقَةُ
عَلَيْهِ غَيْرَ مُقَتِّرٍ عَمَّا يَجِبُ لَهُمْ وَلَا مُسْرِفٍ فِي ذَلِكَ
كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَاَلَّذِينَ إذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا
وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا
وَهَذِهِ النَّفَقَةُ أَفْضَلُ مِنْ الصَّدَقَةِ وَمِنْ جَمِيعِ النَّفَقَاتِ .
طرح التثريب (2 /74)
وتسمية النبي صلى الله عليه وسلم النفقة
على الأهل صدقة لا يعني أنها مستحبة فقط .
قَالَ الْمُهَلَّب : " النَّفَقَة عَلَى الْأَهْل وَاجِبَة بِالْإِجْمَاعِ ,
وَإِنَّمَا سَمَّاهَا الشَّارِع صَدَقَة خَشْيَة أَنْ يَظُنُّوا
أَنَّ قِيَامهمْ بِالْوَاجِبِ لَا أَجْر لَهُمْ فِيهِ ,
وَقَدْ عَرَفُوا مَا فِي الصَّدَقَة مِنْ الْأَجْر
فَعَرَّفَهُمْ أَنَّهَا لَهُمْ صَدَقَة ,
حَتَّى لَا يُخْرِجُوهَا إِلَى غَيْر الْأَهْل إِلَّا بَعْد أَنْ يَكْفُوهُمْ ;
تَرْغِيبًا لَهُمْ فِي تَقْدِيم الصَّدَقَة الْوَاجِبَة قَبْل صَدَقَة التَّطَوُّع "
. نقله عنه في " فتح الباري" (9/623).
والله أعلم.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-29, 05:14
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2020/12/29/06/965150106.jpg (https://www.0zz0.com)
عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ خَافَ أَدْلَجَ وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ الْمَنْزِلَ
أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ الْجَنَّةُ )
رواه الترمذي (2450) وحسنه
يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَنْ خاف أَدْلَجَ"
أي: مَنْ خاف ألَّا يَصِلَ إلى غايتِهِ سار أَثْناءَ الليلَ
ليَكونَ ذلك أَرْجى له في الوُصولِ إلى غايتِهِ
"ومَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ"
أي: ومَنْ سار بالليلِ وَصَلَ إلى غايتِهِ ونال مُبْتغاهُ
ويعني النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهذا أَمْرَ الآخرةِ:
فمَنْ شَمَّرَ ساعِدَيْهِ واجْتَهَدَ في عِبادةِ اللهِ
وأدَّى ما عليه مِنْ الحقوقِ والواجباتِ
فإنَّه أَرْجَى أنْ يَصِلَ إلى غايتِهِ
مِنْ مَغْفِرةِ اللهِ ورحمته والفوزِ بجنَّتِهِ
"ألَا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ غاليةٌ"
أي: إنَّ ما عِنْدَ اللهِ غالٍ وعظيمُ القَدْرِ
ولا يَنالُه إلَّا مَنْ اجْتَهدَ في تَحصيلِهِ
وسعَى له حَقَّ السَّعي
"ألَا إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجَنَّةُ"
أي: إنَّ ما عِنْدَ اللهِ هي الجَنَّةُ،
فمَنْ أرادها فلا بُدَّ له من السَّعي والتَّشميرِ
لأَجْلِ الظَّفَرِ بها
فجَنَّةُ اللهِ لا تُنالُ بالأماني ولا بالتَّمنِّي
ولكِنْ بالعملِ والاجْتِهادِ
ثمَّ هي بعدَ ذلك لا يَدخُلُها أحدٌ إلَّا برَحمةِ اللهِ تَعالَى.
المصدر
https://www.dorar.net/hadith/sharh/87876
اعلموا ـ يا عباد الله ـ
أن نيل الدرجات في الدنيا والآخرة
ليس بالأماني ولا الأحلام
وإنما هو بسلوك أسباب ذلك
ولولا ذلك ما كان فرق بين الصادق والكاذب
وهذا من حكمة الله تعالى في تكليفه لعباده
وأمرهم بما أمرهم به .
قال الله تعالى : ( لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ
مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ) سورة النساء /123-124.
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله :
أي: لَيْسَ الأمر والنجاة والتزكية بِأَمَانِيِّكُمْ
وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
والأماني : أحاديث النفس المجردة عن العمل
المقترن بها دعوى مجردة
لو عورضت بمثلها لكانت من جنسها .
وهذا عامّ في كل أمر
فكيف بأمر الإيمان والسعادة الأبدية
... فالأعمال تصدق الدعوى أو تكذبها "
. "تفسير السعدي" (205) .
ومن أهم الأعمال التي تبلغ المسلم الدرجات العلى
- الجهاد في سبيل الله :
روى مسلم في صحيحه (1884)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( يَا أَبَا سَعِيدٍ ، مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا
وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ . فَعَجِبَ لَهَا أَبُو سَعِيدٍ
فَقَالَ : أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَفَعَلَ ثُمَّ قَالَ
وَأُخْرَى يُرْفَعُ بِهَا الْعَبْدُ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ
مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
!! قَالَ : وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟
قَالَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) .
- الإخلاص والصدق مع الله :
روى مسلم (1909)
من حديث سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ
مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ).
- إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا
إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة :
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا
ويرفع به الدرجات ؟ )
قالوا : بلى يا رسول الله
قال : ( إسباغ الوضوء على المكاره
وكثرة الخطا إلى المساجد
وانتظار الصلاة بعد الصلاة
فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ) .
رواه مسلم (251) .
- الطاعات التي ورد في الأخبار الصحيحة أنها سبب
في معية النبي صلى الله عليه وسلم ومصاحبته في الجنة :
روى مسلم (489)
عن ربيعة بْن كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ
: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ فَقَالَ لِي :
سَلْ فَقُلْتُ : أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ .
قَالَ أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ؟
قُلْتُ هُوَ ذَاكَ . قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ .
وروى مسلم (2983)
أيضا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ )
وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .
وروى أيضا (2631)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ )
وَضَمَّ أَصَابِعَهُ .
وروى الإمام أحمد (12089)
عَنْ أَنَسٍ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ عَالَ ابْنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثَ بَنَاتٍ أَوْ أُخْتَيْنِ
أَوْ ثَلَاثَ أَخَوَاتٍ حَتَّى يَمُتْنَ أَوْ يَمُوتَ عَنْهُنَّ
كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ )
وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى .
فالاجتهاد في الأعمال الصالحة
والمسارعة في الخيرات
واستدامة العمل الصالح ، وصنائع المعروف
ومسابقة أهل الخير والصلاح :
أصل الوصول إلى غاية المأمول في الدنيا والآخرة
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-29, 17:03
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2020/12/29/18/140995534.jpg (https://www.0zz0.com)
قد أطال شيخ الإسلام ابن تيمية
في تصحيح زواج الهازل
فقال في "الفتاوى الكبرى"(6/ 63-66):
عن عمر بن الخطاب قال:
"أربع جائزات إذا تكلم بهن
: الطلاق، والعتاق، والنكاح، والنذر"
وعن علي: "ثلاث لا لعب فيهن الطلاق والعتاق والنكاح"
وعن أبي الدرداء قال:
"ثلاث اللعب فيهن كالجد الطلاق والنكاح والعتق"
وعن عبد الله بن مسعود قال:
"النكاح جده ولعبه سواء"؛ رواهن أبو حفص العكبري.
والفقه فيه أن الهازل أتى بالقول غير ملتزم لحكمه
وترتب الأحكام على الأسباب للشارع لا للعاقد
فإذا أتى بالسبب لزمه حكمه شاء أو أبى
لأن ذلك لا يقف على اختياره
وذلك أن الهازل قاصد للقول
مريد له مع علمه بمعناه وموجبه
وقصد اللفظ المتضمن المعنى قصد لذلك المعنى لتلازمهما
إلا أن يعارضه قصد آخر، كالمكره والمحلل
فإنهما قصدا شيئًا آخر غير معنى القول، وموجبَه
فلذلك جاء الشرع بإبطالهما.
وأيضًا فإن الهزل أمر باطن لا يعلم إلا من جهته
فلا يقبل قوله في إبطال حق العاقد الآخر.
اللعب والهزل والمزاح في حقوق الله غير جائز
فيكون جد القول في حقوقه وهزله
سواء بخلاف جانب العباد.
فنكاح الهازل يقع، خصوصًا وأن للأب ولاية
في تزويج ابنه الصغير وابنته الصغيرة،، والله أعلم.
طلاق الهازل
اختلف العلماء في وقوع " طلاق الهازل "
فذهب الجمهور إلى وقوعه
واستدلوا بما رواه أَبِو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( ثَلاثٌ جِدُّهُنَّ جِدٌّ وَهَزْلُهُنَّ جِدٌّ : النِّكَاحُ ، وَالطَّلاقُ ، وَالرَّجْعَةُ )
رواه أبو داود ( 2194 ) والترمذي ( 1184 )
واختلف العلماء في تصحيحه وتضعيفه
وقد حسنه الألباني في "رواء الغليل" (1826) .
وقد ورد معناه موقوفاً على بعض الصحابة :
كما سبق توضيحة في الفتاوي الكبري
قال ابن القيم رحمه الله
بعد أن ذكر الحديث المتقدم :
" تضمنت هذه السنن : أن المكلف
إذا هزل بالطلاق أو النكاح أو الرجعة :
لزمه ما هزَل به
فدلَّ ذلك أن كلام الهازل معتبر
وإن لم يُعتبر كلام النائم والناسي ،
وزائل العقل والمكرَه .
والفرقُ بينهما : أن الهازل قاصدٌ للفظ غير مريد لحكمه
وذلك ليس إليه ، فإنما إلى المكلف الأسباب
وأما ترتب مسبَّبَاتها وأحكامها : فهو إلى الشارع
قَصَدَه المكلف أو لم يقصده
والعبرة بقصده السبب اختياراً في حال عقله وتكليفه
فإذا قصده : رتَّب الشارع عليه حكمه جدَّ به أو هزل
وهذا بخلاف النائم والمبرسم
[ وهو الذي يهذي لعلة في عقله ]
والمجنون وزائل العقل
فإنهم ليس لهم قصد صحيح ، وليسوا مكلفين
فألفاظهم لغو بمنزلة الطفل الذي لا يعقل معناها ولا يقصده .
وسر المسألة :
الفرق بين من قصد اللفظ وهو عالم به ولم يُرد حكمه
وبين من لم يقصد اللفظ ولم يعلم معناه
فالمراتب التي اعتبرها الشارع أربعة :
إحداها : أن يقصد الحكم ولا يتلفظ به .
الثانية : أن لا يقصد اللفظ ولا حكمه .
الثالثة : أن يقصد اللفظ دون حكمه .
الرابعة : أن يقصد اللفظ والحكم .
فالأوليان : لغو ، والآخرتان : معتبرتان انتهى .
" زاد المعاد " ( 5 / 204 ، 205 ) .
وقال الشيخ ابن عثيمين
" يقع الطلاق من الجاد ومن الهازل ,
والفرق بينهما أن الجاد : قصد اللفظ والحكم
والهازل : قصد اللفظ دون الحكم .
فالجاد : طلق زوجته وهو يقصد الطلاق ,
أما الهازل : فهو قاصد للفظ غير قاصد للحكم
فهو يقول مثلاً : كنت أمزح مع زوجتي
أو أمزح مع صديقي
فقلت : إن زوجتي طالق أو ما أشبه ذلك
. يقول : ما قصدت أنها تطلق ولكني قصدت اللفظ .
نقول : يترتب الحكم عليه
لأن الصيغة وجدت منك ، والحكم إلى الله .
ما دام وجد لفظ الطلاق بنية معتبرة من إنسان يعقل
ويميز ويدري ماذا يعني فإنه يقع , فكونه يقول :
أنا ما قصدت أن يقع فهذا ليس إليه , بل إلى الله .
هذا من جهة التعليل والنظر .
"الشرح الممتع" (10/461)
وكذلك الرجعة أيضًا
إذا راجعها ظاهرًا بأن قال: راجعتها
وهو ما قصد الرجعة في باطنه- تقع الرجعة وترجع إليه.
فالحاصل:
أنه لا يجوز التهكم بعقد النكاح أو الطلاق أو الرجعة
فإن ذلك يقع
ولو لم تكن نيته التزويج أو المراجعة
أو الطلاق فيعامل بما أظهر.
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2020-12-30, 05:14
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2020/12/30/06/360392704.jpg (https://www.0zz0.com)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
و الذي نَفسي بيدِهِ أوْ قال
: و الذي نَفْسُ محمدٍ بيدِهِ لَوْ أَخْطَأْتُمْ
حتى تَمْلَأَ خَطَاياكُمْ ما بين السَّماءِ و الأرضِ
ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمْ اللهَ عزَّ و جلَّ ، لَغَفَرَ لَكُمْ
و الذي نَفْسُ محمدٍ بيدِهِ أوْ قال :
و الذي نَفسي بيدِهِ لَوْ لمْ تُخْطِئُوا
لَجاء اللهُ بِقومٍ يُخْطِئُونَ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لهُمْ
أخرجه أحمد (13493) واللفظ له
خلاصة حكم المحدث :
رجاله ثقات إلا أخشم السدوسي
الاستغفار سبب من أسباب
حياة القلب وهدايته ونوره
ذلك أنه سبب لرحمة الله ، قال الله تعالى :
( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النمل/ 46.
وقال بعض السلف :
" ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه " .
انتهى من " إحياء علوم الدين " (1/ 313) .
والاستغفار من ذكر الله ، والذكر تحيا به القلوب .
قال ابن القيم رحمه الله :
" الذِّكْرُ يُثْمِرُ حَيَاةَ الْقَلْبِ "
انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 29) .
والاستغفار دواء القلوب من الذنب
الذي هو أساس كل بلية
قال قَتَادَةَ: " إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ
أَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ ، وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ فَالِاسْتِغْفَارُ " .
انتهى من "شعب الإيمان" (9/ 347) .
والاستغفار من أعظم أسباب جلاء القلب وصقله
وتنظيفه من الرين والوسخ ، والغفلة والسهو .
قال ابن القيم رحمه الله :
" قلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يوماً:
سئل بعض أهل العلم أيهما أنفع للعبد
التسبيح أو الاستغفار؟
فقال : إذا كان الثوب نقياً :
فالبخور وماء الورد أنفع له
وإذا كان دنساً : فالصابون والماء الحار أنفع له .
فقال لي رحمه الله تعالى
: فكيف والثياب لا تزال دنسة ؟ " .
انتهى من "الوابل الصيب" (ص: 92).
والمراد بالبخور وماء الورد في هذا المثل : التسبيح ونحوه .
والمراد بالصابون : الاستغفار
لأنه يطهر من الذنب
كما ينظف الصابون البدن والثوب .
وروى مسلم (2702)
عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
( إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي
وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
"والغين حجاب رقيق أرق من الغيم
فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يستغفر الله
استغفارا يزيل الغين عن القلب "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/283) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ
فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ
وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ
فَذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ
[ كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ] )
رواه أحمد (8792) ، والترمذي (3334)
. حسنه الألباني في " صحيح الترمذي "(2654) .
فالاستغفار يعيد إلى القلب حياته وبياضه
الذي قد يكون فقد شيئا منه بسبب الذنوب .
والله تعالى أعلم .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2020-12-31, 04:58
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الاستغفار يزيد الإنسان قوة
قال الله تعالى حكاية عن نبيه هود أنه قال لقومه :
(وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ
يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ
وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ) هود/52 .
وقال ابن القيم في "الوابل الصيب" (ص 77)
وهو يعدد فوائد الذكر – ومنه: الاستغفار –
"الفائدة الحادية والستون:
أن الذكر يعطي الذاكر قوة حتى إنه ليفعل مع الذكر
ما لا يطيق فعله بدونه
وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية
في مشيته وكلامه وإقدامه وكتابته أمراً عجيباً
فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة
- يعني في أسبوع – أو أكثر
وقد شاهد العسكر من قوته في الحرب أمرا عظيما
وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة
وعليا رضي الله عنهما أن يسبحا كل ليلة
إذا أخذوا مضاجعهما ثلاثا وثلاثين
ويحمدا ثلاثا وثلاثين ، ويكبرا أربعا وثلاثين
لما سألته الخادم
وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسعي والخدمة
فعلمها ذلك ، وقال : (إنه خير لكما من خادم)
فقيل : إن من داوم على ذلك
وجد قوة في بدنه مغنية عن خادم" انتهى .
وأما أوقات الذكر وعدده
فينبغي للمؤمن أن يذكر الله تعالى في جميع أوقاته
وعلى جميع أحواله ، قال الله تعالى :
(الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) آل عمران/191
- كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ.
: صحيح مسلم: 373
فليكثر العبد من ذكر الله تعالى والاستغفار
وكلما أكثر فهو أفضل قال الله تعالى :
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا *
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) الأحزاب/41، 42 .
وقال تعالى : (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ
أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب/35 .
وروى مسلم (2702)
عَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ) .
وروى أبو داود (1516)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ :
(إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ : رَبِّ اغْفِرْ لِي
وَتُبْ عَلَيَّ ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-01-01, 06:04
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://mrkzgulfup.com/uploads/160947740056341.jpg (https://mrkzgulfup.com/)مركز الخليج (https://mrkzgulfup.com/)
بالنسبة لسبّ وغيبة المسلم الفاسق
فالأصل في المسلم أنه يحرم الاعتداء على عرضه .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَحْقِرُهُ ..
. بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ
كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ
رواه مسلم (2564).
والمسلم الذي يقع في المعاصي غير المكفرة
لا تسقط أخوته الإيمانية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" ومن أصول أهل السنة: ...
لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر
كما يفعله الخوارج
بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي
كما قال سبحانه وتعالى في آية القصاص:
( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ )
وقال: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا
فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء
إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ
وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (3 / 151).
لكن إن كانت هناك مصلحة شرعية راجحة
جاز في هذه الحال غيبته وذكره بما فيه –
فقط - من السوء؛ لأجل المصلحة الشرعية المعتبرة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" قال العلماء: تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعا
حيث تتعين طريقا إلى الوصول إليه "
انتهى من " فتح الباري " (10 / 472).
ومن ذلك: أن يكون الميت ممن كان يجاهر بالمعاصي
وبقي أثره بعد موته
فيذكر بالسوء حتى لا يُقتدى به في فجوره وعصيانه
ومما يشير إلى ذلك حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قال: " مَرُّوا بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ
ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَجَبَتْ؟
قَالَ: هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ
وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ
أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ "
رواه البخاري (1367) ، ومسلم (949).
وأمّا حديث النهي عن سبّ الأموات
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ، فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا )
رواه البخاري (1393).
فإنه يستثنى منه ما سبق مما فيه مصلحة راجحة
جمعا بين النصوص.
قال النووي رحمه الله تعالى:
" فإن قيل: كيف مكنوا بالثناء بالشر
مع الحديث الصحيح في البخاري وغيره
في النهي عن سب الأموات؟
فالجواب: أن النهي عن سب الأموات:
هو في غير المنافق، وسائر الكفار
وفي غير المتظاهر بفسق أو بدعة .
فأما هؤلاء: فلا يحرم ذكرهم بشر
للتحذير من طريقتهم
ومن الاقتداء بآثارهم، والتخلق بأخلاقهم.
وهذا الحديث محمول على أن الذي أثنوا عليه شرا
كان مشهورا بنفاق، أو نحوه مما ذكرنا.
هذا هو الصواب في الجواب عنه
وفي الجمع بينه وبين النهي عن السب "
انتهى من "شرح صحيح مسلم" (7 / 20).
وأمّا الكافر
فينظر .. فإن كان معاهدا للمسلمين
فلا يجوز الاعتداء عليه بسبّ
أو غيبة إلا لمصلحة مشروعة.
روى أبو داود (3052)
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ
أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
والنهي عن سبّه وغيبته لغير مصلحة راجحة يتناول حال موته.
جاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (24 / 141):
" سب المسلم للذمي معصية، ويعزر المسلم إن سب الكافر.
قال الشافعية: سواء أكان حيا، أو ميتا
يعلم موته على الكفر " انتهى.
وقال الصنعاني رحمه الله تعالى:
" عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا )
أي: وصلوا ( إلى ما قدموا ) من الأعمال (رواه البخاري).
الحديث دليل على تحريم سب الأموات
وظاهره العموم للمسلم والكافر...
قوله: ( قد أفضوا إلى ما قدموا )
علة عامة للفريقين معناها أنه لا فائدة تحت
سبهم والتفكه بأعراضهم
وأما ذكره تعالى للأمم الخالية بما كانوا فيه من الضلال
فليس المقصود ذمهم بل تحذيرا للأمة من تلك الأفعال
التي أفضت بفعلها إلى الوبال وبيان محرمات ارتكبوها
وذكر الفاجر بخصال فجوره لغرض جائز
وليس من السب المنهي عنه فلا تخصيص بالكفار "
انتهى من "سبل السلام" (3 / 413).
لكن يقيد هذا النهي بعدم وجود مصلحة راجحة
كما مضى في المسلم الفاسق
فإذا جاز غيبة المسلم الفاسق بعد موته
للمصلحة الراجحة على المفسدة
فالكافر المعاهد أولى
لأن حرمته ليست بأعظم من المسلم
ويقيّد هذا بما قيّد في غيبة وسبّ المسلم الفاسق.
وأما الكافر المحارب
فإنه تجوز غيبته وسبّه؛ فإذا جاز قتاله
فسبّه وغيبته من باب أولى.
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ:
" اسْتَأْذَنَ حَسَّانُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي هِجَاءِ المُشْرِكِينَ قَالَ: كَيْفَ بِنَسَبِي؟
فَقَالَ حَسَّانُ: لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعَرَةُ مِنَ العَجِينِ
"رواه البخاري (3531)،ومسلم (2489).
والهجاء نوع من السبّ.
ولأن الله أباح للمظلوم أن يجهر بالسوء لمن ظلمه
والكفار المحاربون ظلمة .
قال الله تعالى: لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ
إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا النساء /148.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى:
" يخبر تعالى أنه لا يحب الجهر بالسوء من القول
أي: يبغض ذلك ويمقته ويعاقب عليه
ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن
كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك
فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله.
ويدل مفهومها أنه يحب الحسن من القول
كالذكر والكلام الطيب اللين.
وقوله: ( إِلا مَن ظُلِمَ ) أي: فإنه يجوز له
أن يدعو على من ظلمه، ويتشكى منه
ويجهر بالسوء لمن جهر له به
من غير أن يكذب عليه، ولا يزيد على مظلمته
ولا يتعدى بشتمه غير ظالمه "
انتهى من "تفسير السعدي" (ص 212).
لكن هذا يقيّد:
- بالمصلحة؛ فإذا كان السبّ والغيبة يؤدي إلى مفسدة
مبغوضة شرعا؛ فإنه ينهى عن هذا في هذه الحال
كما يشير إلى ذلك قول الله تعالى:
وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا
بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ
فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ الأنعام/108.
ومن المفاسد التي ينبغي أن تجتنب
كأن يكون لهذا الكافر قرابة مسلمون يتأذون بغيبته
فيكف عن غيبته في هذه الحال مراعاة لحال قرابته.
- ويقيّد هذا السبّ والغيبة بأن يكون بحق
لا اعتداء ولا كذب فيه.
قال الله تعالى: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ
وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ البقرة /190.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
" فالكذب على الشخص حرام كله
سواء كان الرجل مسلما أو كافرا
برا أو فاجرا؛ لكن الافتراء على المؤمن أشد "
انتهى من "مجموع الفتاوى" (28 / 223).
وأما سوء الظن القلبي بالكافر المجرد
عن التحدث به فهذا لا يحرم
لأن الكافر ليس من أهل العدالة
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" أما الكافر فلا يحرم سوء الظن فيه
لأنه أهل لذلك "
انتهى من "الشرح الممتع" (5 / 300).
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-01-02, 05:37
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2021/01/02/06/428771036.jpg (https://www.0zz0.com)
"لا إله إلا الله" هي الكلمة التي من أجلها
خلق الله الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب
وجُرِّدت سيوف الجهاد وانقسم الناس إلى فريقين:
مؤمنين، وكفار.
ولأجلها قام سوق الجنة والنار، ووضع الميزان
ونُصِب الصراط . وهي حق الله على العباد
فهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام
وعنها يسأل الأولون والآخرون
كثيرٌ من الناس يظنون أنهم سيدخلون الجنان
ولا يُعذبَّون في النيران بمجرد قولهم لا إله إلا الله
ويحتجون بهذا الحديث
عن أبو موسى الأشعري قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أبشِروا وبَشِّروا النَّاسَ؛ مَن قال:
لا إلهَ إلَّا اللهُ، صادقًا بها دَخَلَ الجنَّةَ
أخرجه أحمد (19689) واللفظ له
ولم يعلم هؤلاء أن شهادة التوحيد
إن لم يحقق العبد شروطها ويستوفي أركانها
فهي مجرد كلمة خرجت من اللسان
أو نطق بها أعجمي لا يفهم القرآن.
قال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته:
"ما أعددت لهذا اليوم
قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة
قال الحسن: نِعم العدة
لكن اعلم أن لا إله إلا الله لها شروط
فإياك وقذف المحصنة".
وقيل للحسن أيضًا: إن أُناسًا يقولون:
من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة
فقال: "من قال لا إله إلا الله
فأدى حقها وفرضها دخل الجنة".
وقالَ وَهْبَ بْنُ مُنَبِّهٍ لِمَنْ سَأَلَهُ:
أَلَيْسَ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ مِفْتَاحُ اَلْجَنَّةِ؟
قَالَ: "بَلَى، وَلَكِنْ مَا مِنْ مِفْتَاحٍ إِلَّا وَلَهُ أَسْنَانٌ
فَإِنْ جِئْتَ بِمِفْتَاحٍ لَهُ أَسْنَانٌ فُتِحَ لَكَ
وَإِلَّا لَمْ يُفْتَحْ لَكَ" (رواه البخاري مُعلَّقًا)
بتصرفٍ من: رسالة كلمة الإخلاص؛ لابن رجب الحنبلي
وقد ذكر العلماء لكلمة الإخلاص شروطًا
لا تصح إلا إذا اجتمعت، واستكملها العبد،
والتزمها بدون مناقضة لشيء منها.
وليس المرادُ من ذلك عدَّ ألفاظِها وحِفْظَهَا
فكم من عامي اجتمعت فيه
والتزمها ولو قيل له عَدِّدْها لم يحسن ذلك.
فقد نبّه الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في كتابه:
(معارج القبول) قال رحمه الله:
"ليس المراد من ذلك عد ألفاظها وحفظها
فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها
ولو قيل له أعددها لم يُحسِن ذلك
وكم حافظٍ لألفاظها يجري فيها كالسهم
وتراه يقع كثيرًا فيما يناقضها والتوفيق بيد الله"
اهـ (الجزء الأول؛ صفحة: [377]).
وهذه الشروط مأخوذة بالتتبع والاستقراء
للأدلة من الكتاب والسنة
فالعلماء المحققون استقرؤوا نصوص الكتاب والسنة
فوجدوا أن كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"
قُيِّدت في الكتاب والسنة بقيودٍ ثِقال
وهي هذه الشروط لا تنفع قائلها إلا بها.
شروط لا إله إلا الله:
الأول: العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا.
الثاني: اليقين، وهو: كمال العلم بها
المنافي للشك والريب.
الثالث: الإخلاص المنافي للشرك.
الرابع: الصدق المنافي للكذب.
الخامس: المحبة لهذه الكلمة، ولما دلت عليه، والسرور بذلك
. السادس: الانقياد لحقوقها
وهي: الأعمال الواجبة، إخلاصًا لله، وطلبًا لمرضاته.
السابع: القبول المنافي للرد".
الشرط الأول:
العلم بمعناها نفيًا وإثباتًا بحيث يعلم القلب
ما ينطق به اللسان فإذا عَلِم العبد أن الله عز وجل
هو المعبود وحده، وأن عبادة غيره باطلة
وعمل بمقتضى ذلك العلم فهو عالِمٌ بمعناها.
وضد العلم الجهل؛ وهو الذي أوقع الضلال
من هذه الأمة في مخالفة معناها
حيث جهلوا معنى الإله
وبالتالي أجازوا عبادة غير الله مع الله
فمن جهل معنى لا إله إلا الله لابد أنه سينقضها
إما باعتقاد أو قول أو عمل.
والدليل على صحة هذا الشرط قوله تعالى:
{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد من الآية:19].
وفي الحديث فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ.
رواه مسلم 26 عن عثمان بن عفان
أيْ: مَن ماتَ وهو مُؤمنٌ باللهِ ويَعلَمُ بتَوحِيدِه
وعَمِل بمُقتَضاهُ، دَخَل الجَنَّةَ في الآخِرةِ
برَحْمةِ اللهِ سُبحانَه، وإنْ كان له ذُنُوبٌ حُوسِبَ عليها
بالقَدْرِ الذي يُريدُهُ اللهُ عزَّ وجلَّ، ثُمَّ يُدخِله الجَنَّةَ.
وهذا ما عَلَيهِ مَذهبُ أَهْلِ السُّنَّةِ:
أنَّه مَن ماتَ مُوحِّدًا باللهِ عزَّ وجلَّ دَخَل الجَنَّةَ.
https://dorar.net/hadith/sharh/88156
وتأتي أهمية هذا الشرط كذلك من جهة كونه
يتقدّم العمل بالتوحيد، وهو لازمٌ له
لأن التوحيد لا يمكن العمل به إلا إذا تقدّمه العلم..
فالعلم يتقدّم العمل في كل شيءٍ،
ولا يصح العكس في ذلك.
وعليه من حُرِم العلم بالتوحيد لزمه تباعًا
أن يُحرم العمل به ولا بد، لذا كان الصحابة رضي الله عنهم
يعنون تعلُّم التوحيد الأهمية والأولوية قبل أي علمٍ آخر.
كما في الحديث عن جندب بن عبد الله قال:
"كنا مع النبي ونحن فتيان، فتعلمنا الإيمان
-أي التوحيد- قبل أن نتعلّم القرآن
ثم تعلّمنا القرآن فازددنا به إيمانًا"
(صحيح سنن ابن ماجة: [52]).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أرسل أحدًا من أصحابه إلى أي بلدٍ من البلدان
يأمره بأن يدعو أهلها أولًا إلى التوحيد
قبل أن يدعوهم إلى أي شيءٍ آخر
جاء في رواية للحديث عند البخاري:
((فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحِّدوا الله تعالى))
رواه البخاري في كتاب التوحيد
باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم
أمتَه إلى توحيد الله تبارك وتعالى 6/ 2685 (6937).
وفي رواية لهما:
((فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله))
رواه البخاري في كتاب الزكاة
باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة 2/ 529 (1389)
ومسلم في كتاب الإيمان
باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام 1/ 50 (19).
فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى
فَإِذَا عَرَفُوا ذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم
خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَومِهِمْ ولَيْلَتِهِمْ
رواه البخاري 7372
وهذا بخلاف ما عليه كثير من الدعاة المتأخرين
حيث تراهم أول ما يبتدئون به الناس دعوتهم
إلى الصلاة والصوم والزكاة قبل أن يدعوهم
إلى التوحيد الخالص، ويُعرفهم على معناه..
بل ومن دون أن يدعوهم إلى التوحيد
أو يعنوه اهتمامهم! لذا لا تفاجأ لو رأيت
بعض هؤلاء الدعاة يقعون في الشرك ويمارسونه
وهم يدرون أو لا يدرون..
فالشرك لا يلفت انتباههم ولا يثير حفيظتهم لأنهم لا يعرفونه
كما أن التوحيد لا يُعنى منهم الاهتمام والدراسة
لجهلهم لفضله وقيمته.
قال الإمام البخاري: [256هـ])
"باب العلم قبل القول والعمل
لقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، فبدأ بالعلم").
قال الإمام الشافعي:
"فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده
حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله
ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض
عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك"
(الرسالة: [1/ 42-53]
بتحقيق: أحمد شاكر، ط: دار الكتب العلمية).
ولا يخفى أن إلزام المسلم بهذا يفيد ضرورة فهم الشهادتين
وفهم معناها لا مجرد ترديدهما بلسان العرب بلا فهم.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-01-03, 05:19
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ملخص الشرط الأول من شروط لا إله إلا الله:
وهو العلم بمعناها المراد منها نفيا وإثباتا
المنافي للجهل بذلك ، قال الله عز وجل :
" فاعلم أنه لا إله إلا الله " ( محمد : 19 )
وقال تعالى : " إلا من شهد بالحق " ( الزخرف : 86 )
أي بلا إله إلا الله " وهم يعلمون "
بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم .
وفي الصحيح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " .
الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك والريب.
واليقين هو أن ينطق بالشهادة عن يقينٍ يطمئن إليه قلبه،
دون تسرّب شيءٍ من الشكوك
التي يبذرها شياطين الجن والإنس
بل يقولها موقنًا بمدلولها يقينًا جازمًا.
فلا بد لمن أتى بها أن يوقن بقلبه
ويعتقد صحة ما يقوله من أحقية إلهية الله تعالى
وبطلان إلهية من عداه، وأنه لا يجوز أن يُصرف لغيره
شيءٌ من أنواع التأله والتعبّد.
فإن شك في شهادته
أو توقف في بطلان عبادة غير الله
كأن يقول: أجزم بألوهية الله
ولكنني متردِّد ببطلان إلهية غيره -
بطلت شهادتُه ولم تنفعه. قال تعالى مثنيًا على المؤمنين:
{وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة:4].
وقد مدح الله المؤمنين -أيضًا- بقوله:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} - {لَمْ يَرْتَابُوا}
: أي لم يشكُّوا. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال صلى الله عليه وسلم:
«من لقيتَ يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا
بها قلبه بشِّره بالجنة»
(صحيح مسلم الْإِيمَانِ: [31]).
مفهوم الحديث أن من يشهد أن لا إله إلا الله
وهو غير مستيقن قلبه بها وبمتطلباتها لا تبشره بالجنة
ومن يُحرم الجنة لا مسكن له إلا نار جهنم
أعاذنا الله منها.
واليقين بالتوحيد: هو العلم الجازم
-الذي ينتفي عنه أدنى شكٍّ أو ريب-
بأن الله تعالى واحد أحد في خصائصه وإلهيته وربوبيته
وأسمائه وصفاته، لا شريك له في شيءٍ من ذلك
وأنه تعالى وحده المستحق للعبادة.
فهذا الحديث صريح في اشتراط اليقين
وهو يقيد تلك الأحاديث المطلقة
الواردة في فضل كلمة التوحيد.
ويؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:
«أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة»
(صحيح مسلم الْإِيمَانِ: [27]، مسند أحمد: [3/11]).
فهو نصُ صريح في أنه لا يكفي مجرد قولها باللسان
بل لا بد من اليقين المنافي للريب والشك والتردُّد.
مفهوم الحديث أن من لقي الله تعالى بشهادتي التوحيد
شاكًا فيهما أو بشيءٍ من لوازمهما ومقتضياتهما
لا يدخل الجنة ولا يكون من أهلها
ولا ممن يشهدون شهادة الحق بحقٍ.
وهذا الحديث مُقيِّد لتلك الأحاديث المطلقة الواردة
في قول لا إله إلا الله
فلا حجة لأهل البدع في تلك الأحاديث المطلقة
لأن هذا الحديث وأمثاله من الأحاديث التي ورد فيها
قيود مع قول لا إله إلا الله تُقيِّد تلك الأحاديث المطلقة.
قال الإمام ابن حبان رحمه الله تعالى:
"ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن شهد لله
جل وعلا بالوحدانية، وكان ذلك عن يقينٍ من قلبه
لا أن الإقرار بالشهادة يوجب الجنة للمُقِر بها
دون أن يُقِر بها بالإخلاص"
(صحيح ابن حبان؛ كتاب الإيمان: [1]).
وقال العلامة القاري )
في شرح هذا الحديث وتبعه العثماني (1369هـ)
واللفظ للأول: "«مستيقنًا بها» أي:
بمضمون هذه الكلمة، «قلبه»
أي: مُنشرِحًا بها صدره غير شاكٍ ومتردِّد في التوحيد
وفي هذا دلالة ظاهرة لمذهب أهل الحق:
أن اعتقاد التوحيد لا ينفع دون النطق عند الضرورة
أو عند الطلب، ولا النطق دون الاعتقاد بالإجماع
بل لا بد منهما..".
(1014هـ
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-01-04, 05:08
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ملخص الشرط الثاني من شروط لا إله إلا الله:
وهو اليقين المنافي للشك بأن يكون قائلها
مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما
فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن
فكيف إذا دخله الشك
قال الله عز وجل : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله
ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم
في سبيل الله أولئك هم الصادقون " ( الحجرات : 15 )
فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا
أي لم يشكوا ، فأما المرتاب فهو من المنافقين - والعياذ بالله - .
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ ، و أنِّي رسولُ اللهِ
لا يلْقَى اللهَ بِهِما عبدٌ غيرُ شاكٍّ فِيهِما إلَّا دخَلَ الجنةَ
أخرجه مسلم (27)
الشرط الثالث: الصدق المنافي للكذب المانع من النفاق.
فمن قال الشهادة بلسانه وأنكر مدلولها بقلبه
فإن هذه الشهادة لا تنجيه
بل يدخل في عداد المنافقين
الذين ذكر الله عنهم أنهم قالوا
{نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون من الآية:1].
فرَدّ الله عليهم تلك الدعوى بقوله:
{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون من الآية:1].
وقال تعالى أيضًا في شأن هؤلاء:
{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ
الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة:8].
وقال: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة:204].
قال محمد بن نصر المروزي في كتاب (تعظيم قدر الصلاة):
"والشاهد بلا إله إلا الله هو المُصدِّق الُمقِر بقلبه
يشهد بها لله بقلبه ولسانه
يبتدأ بشهادة قلبه والإقرار بها
ثم يُثني بالشهادة بلسانه والإقرار به بنيةٍ صادقة
يرجع بها إلى قلبٍ مُخلص
فذلك المؤمن المسلم ليس كما شهد به المنافقون إذ قالوا:
{نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ}
قال الله: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُون} [المنافقون من الآية:1]
فلم يكذّب قولهم ولكن كذبهم من قلوبهم فقال:
{وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} كما قالوا، ثم قال:
{وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ}
فكذَّبهم لأنهم قالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم
فالإسلام الحقيقي ما تقدَّم وصفه، وهو الإيمان
والإسلام الذي احتجز به المنافقون
من القتل والسبي هو الاستسلام، وبالله التوفيق" اهـ.
ومِن أصرح الحجج على اشتراط التصديق
بالجنان مع الإقرار باللسان
حديث أنس رضي الله عنه:
ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله
صدقًا من قلبه إلا حرمه على النار
(صحيح البخاري؛ الْعِلْمِ: [128]
صحيح مسلم؛ الإيمان: [32]).
عن أبو موسى الأشعري قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أبشِروا وبَشِّروا النَّاسَ؛ مَن قال:
لا إلهَ إلَّا اللهُ، صادقًا بها دَخَلَ الجنَّةَ
أخرجه أحمد (19689) واللفظ له
اذن مفهوم المخالفة:
أن من شهد أن لا إله إلا الله
لكنه كان غير صادقٍ بها لا يدخل الجنة
وهو من أهل النار.
فمن لوازم انتفاء هذا الشرط تحقيق النفاق الأكبر
الذي يجعل صاحبه في الدرك الأسفل من النار
كما قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ
وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء:145].
وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ
خَالِدِينَ فِيهَا ۚهِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ} [التوبة:68].
ملخص الشرط الثالث من شروط لا إله إلا الله:
القبول بما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه
قال تعالى في شأن من قبلها :
" إلا عباد الله المخلصين ، أولئك لهم رزق معلوم
فواكه وهم مكرمون ، في جنات النعيم "
( الصافات : 40 - 43 ) إلى آخر الآيات ، وقال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله خير منها
وهم من فزع يومئذ آمنون " ( النمل : 89 )
وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إنَّ مَثَلَ ما آتاني اللهُ مِن الهدى والعِلْمِ كمثَلِ
غيثٍ أصاب أرضًا فكانت منها طائفةٌ طيِّبةٌ
قبِلت ذلك فأنبتَتِ الكلأَ والعُشبَ الكثيرَ
وأمسَكتِ الماءَ فنفَع اللهُ بها النَّاسَ فشرِبوا منها
وسَقوا وزرَعوا وأصاب منها طائفةً أخرى إنَّما
هي قيعانٌ لا تُمسِكُ ماءً ولا تُنبِتُ كلأً
فذلك مَثَلُ مَن فقُه في دينِ اللهِ ونفَعه
ما بعَثني اللهُ به فعلِم وعمِل
ومثَلُ مَن لم يرفَعْ بذلك رأسًا
ولم يقبَلْ هدى اللهِ الَّذي أُرسِلْتُ به
صحيح ابن حبان 4
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-01-04, 17:09
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الشرط الرابع:
الإخلاص المنافي للشرك والنفاق والرياء والسمعة.
فمن قال الشهادة يبتغي بذلك حظًا من حظوظ الدنيا
كمغنمٍ أو اتقاء السيف أو رياء وسمعة
فإن هذه الشهادة لا تنجيه
بل يدخل في عِداد المنافقين
ومن الإخلاص في الشهادة أن يجعل العبادة لله وحده
دون أن يصرف منها شيء لغيره
لا ملكٍ مُقرّب ولا نبيٍ مرسل.
والقرآن والسنة حافلان بذكر الإخلاص، والحث عليه
والتحذير من ضده، ومن ذلك قوله تعالى:
{أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر من الآية:3]
وقوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [
البينة من الآية:5]
وقوله: {قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر من الآية:14].
ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم
في حديث محمود بن عتبان في قصة مالك
بن دخشن رضي الله عنهم: «فإن الله
قد حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله
يبتغي بذلك وجه الله»
(صحيح البخاري؛ الأطعمة: [5086]
صحيح مسلم؛ المساجد ومواضع الصلاة: [33]
مسند أحمد: [5/449]).
وفي لفظٍ: «لن يوافي عبد يوم القيامة يقول: لا إله إلا الله
يبتغي بها وجه الله إلا حرم الله عليه النار»
(صحيح البخاري؛ الرِّقَاقِ: [6059])، صحيح مسلم
المساجد ومواضع الصلاة: [33]، مسند أحمد: [5/449]).
الشرط الخامس: الانقياد
وهو الإنقياد لما دلت عليه ، المنافي لترك ذلك
قال الله عز وجل :
" وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له " ( الزمر : 54 )
وقال تعالى : " وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ
وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ " ( النساء : 125 ) ، وقال تعالى :
" ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن
فقد استمسك بالعروة الوثقى " ( لقمان : 22 )
أي بلا إله إلا الله " وإلى الله عاقبة الأمور "
ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد ، وهو محسن : موحد .
الشرط السادس : الصدق فيها المنافي للكذب
وهو أن يقولها صدقا من قلبه يواطئ قلبه لسانه
قال الله عز وجل : " الم ، أحسب الناس أن يتركوا
أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ، ولقد فتنا الذين
من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين "
( العنكبوت : 1-3 ) إلى آخر الآيات
وفي الصحيحين أنس بن مالك رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم :
ما مِن أحَدٍ يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ
وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِن قَلْبِهِ
إلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ علَى النَّارِ
صحيح البخاري 128
الشرط السابع : المحبة
وهي المحبة لهذه الكلمة وما اقتضته ودلت عليه
ولأهلها العاملين بها ، الملتزمين لشروطها
وبغض ما ناقض ذلك ، قال الله عز وجل
: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم
كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله " ( البقرة : 165 )
وعلامة حب العبد ربه تقديم محابه وإن خالفت هواه
وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه
وموالاة من والى الله ورسوله ومعاداة من عاداه
واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم
واقتفاء أثره وقبول هداه .
وكل هذه العلامات شروط في المحبة
لا يتصور وجود المحبة مع عدم شرط منها .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجد بهن طعمَ الإيمانِ :
من كان اللهُ ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما
وأن يحبَّ المرء لا يحبه إلا للهِ
وأن يكرهَ أن يعودَ في الكفرِ
بعد إذ أنقذَه اللهُ منه
كما يكرهُ أن يقذفَ في النارِ
أخرجه البخاري (16)، ومسلم (43)، والترمذي (2624)
وزاد بعضهم شرطا ثامنا
وهو الكفر بما يعبد من دون الله ( الكفر بالطاغوت )
قال صلى الله عليه وسلم :
- مَنْ قال لَا إلهَ إلَّا اللهَ
وكفَرَ بِما يعبُدونَ مِنَ دونِ اللهِ ، حرُمَ مَالُهُ
ودَمُهُ ، وحسابُهُ على اللهِ عزَّ وجلَّ
صحيح الجامع 6438
فلا بد لعصمة الدم والمال مع قوله ( لا إله إلا الله )
من الكفر بما يعبد من دون الله كائنا من كان .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-01-05, 04:52
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2021/01/02/06/428771036.jpg (https://www.0zz0.com)
عن أبو موسى الأشعري قَالَ:
أتَيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعي نَفَرٌ مِن قَومي
فقال: أبشِروا وبَشِّروا مَن وراءَكم
أنَّه مَن شَهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ صادقًا بها دَخَلَ الجنَّةَ
فخَرَجْنا مِن عندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نُبشِّرُ النَّاسَ
فاستقبَلَنا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه فرَجَعَ بنا
إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
فقال عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ، إذَنْ يَتَّكِلُ النَّاسُ؟
قال: فسَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
أخرجه أحمد (19689) واللفظ له
لشَهادةِ التوْحيدِ فَضلٌ عَظيمٌ
فإنَّها تُخرِجُ صاحبَها منَ الكُفرِ إلى الإيمانِ باللهِ
وتَضَعُه على بدايةِ الطريقِ الصحيحِ لعِبادةِ اللهِ تعالى
وقد وعَدَ اللهُ مَن صدَّقَ بها
وعمِلَ بمُقْتَضاها أنْ يُدخِلَه الجَنةَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو موسى الأشْعَريُّ رضِيَ اللهُ عنه:
"أتيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومَعي نفَرٌ من قَوْمي"
أي: جماعةٌ منهم، فقال لهمُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
"أبْشِروا وبَشِّروا مَن وَراءَكم"
خُذوا منِّي البِّشارةَ والخَبرَ السارَّ
وأخْبِروا به الناسَ، "أنَّه مَن شهِدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ"
ومعناها لا مَعبودَ بحقٍّ سِواه "صادِقًا بها"
بأنْ اعتقَدَها بقَلبِه مُطمَئنًّا بها غيرَ شاكٍّ
"دخَلَ الجَنةَ" جَزاءً منَ اللهِ سُبحانَه على صِدقِ إيمانِه.
قال أبو موسى رضِيَ اللهُ عنه:
"فخرَجْنا من عندِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نُبشِّرُ الناسَ
فاستَقبَلَنا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رضِيَ اللهُ عنه"
أي: قابَلَنا وعلِمَ منَّا بِشارةَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
"فرجَعَ بنا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
فقال عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ، إذنْ يتَّكِلُ الناسُ؟"
وذلك لأنَّ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه خَشيَ أنْ يتَّكِلَ النَّاسُ
على هذه البُشرَى فيُقَصِّروا في العمَلِ
وأرادَ أنْ يُترَكَ الناسُ دونَ عِلمٍ بها
حتى يَعمَلوا ويَجتَهِدوا في الطاعاتِ
قال أبو موسى:
"فسكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وسُكوتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وإنْ كان ظاهرُه يُفيدُ الإقْرارَ لقَولِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنه
إلَّا أنَّه يَحتمِلُ الأمرَينِ
فمَن شاء بشَّرَ به لمَن يَرْجو به المَصلَحةَ
ومَن شاء سكَتَ عنها رَجاءً أيضًا للمَصلَحةِ.
ولكنْ كان هذا في حَياةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وبعدَ مَوتِه أخبَرَ الصحابةُ بذلك
حتى لا يَكتُموا العِلمَ والسُّنةَ
فعَلِمَتِ الأُمةُ البِشارةَ العَظيمةَ لأهلِ التَّوْحيدِ
وأنَّ مَن مات وهو يَشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ
خالصًا مِن قلبِه فله الجنَّةُ .
https://www.dorar.net/hadith/sharh/147371
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-01-06, 05:11
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2021/01/06/06/980713847.jpg (https://www.0zz0.com)
روى البخاري (6472) ومسلم (220)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ
هُمْ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ وَلَا يَتَطَيَّرُونَ
ولَاَ يكْتَوُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) .
أول زمرة تدخل من هذه الأمة الجنة
هي القمم الشامخة في الإيمان والتقى والعمل الصالح
والاستقامة على الدين الحق
يدخلون الجنة صفاً واحداً
لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم
صورهم على صورة القمر ليلة البدر.
روى البخاري في (صحيحه)
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة
القمر ليلة البدر، لا يبصقون فيها ولا يمتخطون
ولا يتغوطون، آنيتهم فيها الذهب
أمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم الأَلُوَّة
ورشحهم المسك، ولكل واحد منهم زوجتان
يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن
لا اختلاف بينهم ولا تباغض، قلوبهم قلب رجل واحد
يسبحون الله بكرة وعشياً))
رواه البخاري (3245).
وروى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفاً أو سبعمائة ألف
لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم
وجوههم على صورة القمر ليلة البدر))
رواه البخاري (3247).
وقد صح أن الله أعطى رسوله - صلى الله عليه وسلم
- مع كل واحد من السبعين هؤلاء سبعين ألفاً
ففي (مسند أحمد) بإسناد صحيح
عن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - قال:
((أعطيت سبعين ألفاً من أمتي يدخلون الجنة
بغير حساب، وجوههم كالقمر ليلة البدر
قلوبهم على قلب رجل واحد
فاستزدت ربي عز وجل
فزادني مع كل واحد سبعين ألفاً))
رواه أحمد (1/6) (22).
وقال الألباني في ((السلسلة الصحيحة)) (1484):
صحيح بشواهده.
فإذا حسبتم
سبعين ألفا مع كلّ ألف من السبعين ألفا
فكم يكون العدد الإجمالي لمن يدخل الجنّة دون حساب ؟؟
وكم عدد كلّ حثية من حثيات الرّب العظيم الكريم الرؤوف الرحيم ؟؟
نسأل الله أن يجعلنا في تلك الأعداد .
و عن أبي أمامة بإسناد صحيح
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
((وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين
ألفاً بلا حساب عليهم ولا عذاب
مع كل ألف سبعون، وثلاث حثيات من حثيات ربي))
رواه الترمذي (2437)، وأحمد (5/268) (22357)،
وابن حبان (16/231).
وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم السبعين
ألفاً الأوائل وبيَّن علاماتهم
ففي (صحيح البخاري) عن ابن عباس قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
((عُرضت عليّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة
والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة
والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده
فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟
قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق
فنظرت فإذا سواد كثير. قال: هؤلاء أمتك
وهؤلاء سبعون ألفاً قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب
قلت: ولم؟
قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون
وعلى ربهم يتوكلون
فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله
أن يجعلني منهم. قال: اللهم اجعله منهم.
ثم قام إليه رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم.
قال: سبقك بها عكاشة))
رواه البخاري (6541).
ولعل هؤلاء هم الذين سماهم الحق بالمقربين
وهم السابقون
وَالسابِقُونَ السابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُون [الواقعة:10-12]
وهؤلاء ثلة من الأولين وقليل من الآخرين
ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ [الواقعة:13-14]
فنحمد الله على نعمته ونسأله من فضله ورحمته
وأن يُسكننا الجنّة بحوله ومنّته
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-01-07, 05:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لَا يَسْتَرْقُونَ ولَاَ يكْتَوُونَ
ولا يدخل من يطلب الرقية من الآخرين ضمن أولئك
السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب
و الكَيٍّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
إنْ كانَ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ -
أوْ: يَكونُ في شيءٍ مِن أدْوِيَتِكُمْ - خَيْرٌ
فَفِي شَرْطَةِ مِحْجَمٍ، أوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ
أوْ لَذْعَةٍ بنارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ، وما أُحِبُّ أنْ أكْتَوِيَ
رواه البخاري 5683
«أو لَذْعَةٍ»، أي كَيٍّ «بِنَارٍ تُوافِقُ الدَّاءَ» وتُزِيلُه
وفي لفظٍ: وأنا أنهى أمتي عن الكيّ
https://dorar.net/hadith/sharh/4050
و ضعف بعض العلماء قول لَا يَسْتَرْقُونَ
أنها غلط لأنَّ الرسول رقى ورُقِيَ عليه الصلاة والسلام
وحثَّ على الرقية و قال
من استطاع أن ينفعَ أخاه فليفعَلْ
أخرجه أحمد (14231)
كذلك قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
في مجموع الفتاوي 1/328
و قال بغض العلماء ان في هذا الحكم حكمة
و من اجل اهمية هذا الامر سوف اوضح في هذا الجزء
من الموضوع اجتهادات العلماء
قالوا لا يدخل من يطلب الرقية من الآخرين ضمن أولئك
السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب
لنقصان توكله على الله
لأن طلب الرقية فيه نوع تذلل وحاجة إلى الراقي
ومن كمال التوكل والتوحيد
أن لا يسأل المسلم الناس شيئا .
وقد روى مسلم (1043)
عن عَوْف بْن مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ رضي الله عنه قَالَ :
كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً
أَوْ سَبْعَةً فَقَالَ : أَلَا تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ : فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا : قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
فَعَلَامَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ : (عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا
بِهِ شَيْئًا وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَتُطِيعُوا ، وَلَا تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا) .
فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ
أَحَدِهِمْ فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ
قال ابن القيم رحمه الله :
"وذلك لأن هؤلاء دخلوا الجنة بغير حساب لكمال توحيدهم
ولهذا نفى عنهم الاسترقاء وهو سؤال الناس أن يرقوهم
ولهذا قال : (وعلى ربهم يتوكلون)
فلكمال توكلهم على ربهم وسكونهم إليه
وثقتهم به ورضاهم عنه وإنزال حوائجهم به
لا يسألون الناس شيئا لا رقية ولا غيرها
ولا يحصل لهم طيرة [التشاؤم] تصدهم عما يقصدونه
فإن الطيرة تنقص التوحيد وتضعفه"
انتهى . "زاد المعاد" (1/475) .
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"المراد : أنهم لا يطلبون من غيرهم أن يرقيهم ، ولا أن يكويهم
بل يتوكلون على الله ، ويعتمدون عليه في كشف ما بهم
ودفع ما يضرهم ، وإيصال ما به نفعهم" انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/397) .
طلب الرقية من الغير ليس بمحرم
ولكنه خلاف الأفضل والأكمل .
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"طلب الدعاء وطلب الرقية مباحان ، وتركهما والاستغناء
عن الناس وقيامه بهما لنفسه أحسن" انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (24/261) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
"هذا الحديث يدل على أن ترك الطلب أفضل
وهكذا ترك الكي أفضل ، لكن عند الحاجة إليهما
لا بأس بالاسترقاء والكي
لأن النبي عليه السلام أمر عائشة
أن تسترقي من مرض أصابها
وأمر أم أولاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
وهي أسماء بنت عميس رضي الله عنها أن تسترقي لهم
فدل ذلك على أنه لا حرج في ذلك
عند الحاجة إلى الاسترقاء" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (25/118-119) .
مع أن الرقية لا تحتاج إلى مهارة
وإنما هي بمنزلة الدعاء
فكل إنسان يستطيع أن يدعو ربه بحصول الشفاء
ولا يصعب عليه ذلك ، فيستطيع الإنسان أن يرقي نفسه
بسورة الفاتحة ، أو غير ذلك من القرآن الكريم
أو بالأدعية الثابتة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، ومنها :
(اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ مُذْهِبَ الْبَاسِ اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي
لَا شَافِيَ إِلَّا أَنْتَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا)
رواه البخاري (5750) ومسلم (2191) .
(أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ
وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ)
رواه البخاري (3371) .
عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه شكا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً
يجده في جسده منذ أسلم
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ضع يدك على المكان الذي تَأَلَّم من جسدك
وقل : (بسم الله ثلاثاً
وقل سبع مرات :
أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر)
زاد الترمذي : "قال : ففعلت
فأذهب الله ما كان بي
فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم" .
رواه مسلم ( 2202 ) والترمذي ( 2080 )
نسأل الله تعالى أن يشفي كل مريض
شفاء لا يغادر سقماً
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-01-08, 04:58
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لَا يَتَطَيَّرُونَ
التطير هو التشاؤم
قال في حاشية العدوي: الطيرة مأخوذة من الطيران
لأن الإنسان يتطاير بما يتشاءم به
وأصله أنهم كانوا في الجاهلية
إذا خرج أحدهم لحاجة فإن رأى الطير طار عن يمينه
هنئ به واستمر، وإن طار عن يساره تشاءم به ورجع
وربما هيج الطير ليطير
فيعتمدوا ذلك ويصح معهم في الغالب تزيين الشيطان لهم...
فقد روى البخاري (5776) ومسلم (2224)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
"َ لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ
قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ " .
وروى أحمد (4194) وأبو داود (3910)
والترمذي (1614) وابن ماجه (3538)
عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" الطِيَرة شرك "
وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وروى أحمد (7045)
والطبراني عن عبد الله بن عمرو قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من ردته الطِيَرة من حاجة فقد أشرك"
قالوا يا رسول الله ما كفارة ذلك ؟
قال : " أن يقول أحدهم :
اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك"
[ حسنه الأرنؤوط وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6264 ].
وروى الطبراني في الكبير عن عمران بن حصين
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
"ليس منا من تطيَّر و لا من تُطُيِّر له
أو تكهَّن أو تُكُهِّن له أو سحَر أو سُحِر له "
وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5435
قال النووي رحمه الله
( والتطير : التشاؤم ، وأصله الشيء المكروه
من قول أو فعل أو مرئي وكانوا … ينفِّرون ـ
أي يهيِّجون ـ الظباء والطيور
فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم
وان أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها
فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم
فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهي عنه
وأخبر أنه ليس له تأثير بنفع ولا ضر فهذا معنى
قوله صلى الله عليه وسلم "لاطِيَرة "
وفى حديث آخر "الطِيَرة شرك" أي اعتقاد أنها تنفع
أو تضر إذا عملوا بمقتضاها معتقدين تأثيرها فهو شرك
لأنهم جعلوا لها أثرا في الفعل والإيجاد .
وأما الفأل فقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم
بالكلمة الصالحة والحسنة والطيبة .
قال العلماء : يكون الفأل فيما يسر وفيما يسوء
والغالب في السرور
والطِيَرة لا تكون إلا فيما يسوء .
قالوا : وقد يستعمل مجازا في السرور … .
قال العلماء: وإنما أحب الفأل
لأن الإنسان إذا أمَّل فائدة الله تعالى وفضله
عند سبب قوي أو ضعيف فهو على خير في الحال
وإن غلِط في جهة الرجاء فالرجاء له خير
وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى فان ذلك شر له
والطِيَرة فيها سوء الظن وتوقع البلاء
. ومن أمثال التفاؤل أن يكون له مريض فيتفاءل بما يسمعه
فيسمع من يقول: يا سالم
أو يكون طالب حاجة فيسمع من يقول : يا واجد
فيقع في قلبه رجاء البرء أو الوجدان والله أعلم )
شرح مسلم رقم 2224
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله
( وإذا ألقى المسلم باله لهذه الأمور
فلا يخلو من حالين :
الأولى أن يستجيب لها فيقدم أو يحجم
فيكون حينئذ قد علَّق أفعاله بما لا حقيقة له .
الثانية أن لا يستجيب ، بأن يقدم ولا يبالي
لكن يبقى في نفسه شيء من الهم أو الغم
وهذا وإن كان أهون من الأول
إلا أنه يجب عليه ألا يستجيب لداعي هذه الأمور مطلقا
وأن يكون معتمدا على الله عز وجل )
مجموع الفتاوى2/113 .
الحلاصة
أنه لا يجوز التشاؤم بشيء
وأن من قرأ أو سمع فتشاءم
فقد وقع في التطير المذموم
وكفارته – كما مضى في الحديث – أن يقول :
اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-01-09, 05:07
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
التوكل: هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل
في استجلاب المنافع ودفع المضار
من أمور الدنيا والآخرة
والاعتقاد بأنه لا يعطى ولا يمنع ولا يضر
ولا ينفع سواه سبحانه وتعالى.
قال سعيد بن جبير: " التوكل جماع الإيمان " قال تعالى:
﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 22]
فهو حال المؤمن في جميع الأحوال والأحيان.
• ففي مقام العبادة: قال تعالى:
﴿ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ [هود: 123].
• وفي مقام الدعوة: قال تعالى:
﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129].
• وفي مقام الرزق قال الله:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].
• وفي مقام الحكم والقضاء قال الله:
﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى: 10].
• وفي مقام الجهاد:
﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ
فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ
وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 159].
• وفي مقام الهجرة والسفر:
﴿ وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ
فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ *
الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [النحل: 41، 42]
• وفي مقام العهود والمواثيق:
﴿ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ
إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ
قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴾ [يوسف: 66].
• وفي كل ما يقوله الإنسان ويفعله
ويعزم عليه يتوكل فيه عليه:
﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]
وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3]
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- لو أنَّكم كنتُم توَكلونَ علَى اللهِ حقَّ توَكلِه
لرزقتُم كما يرزقُ الطَّيرُ تغدو خماصًا وتروحُ بطانًا
أخرجه الترمذي (2344) واللفظ له
حَثَّ الشَّرعُ على التوكُّلِ على اللهِ تعالى والأخْذِ بالأسبابِ
وأنْ يكونَ المسلِمُ مُستعينًا باللهِ تعالى معترِفًا
بأنَّ الله بيدِه كلُّ شيءٍ، وأنَّه هو الَّذي يقدِّرُ الأشياءَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
: "لو أنَّكم كُنتم تَوَكَّلون على اللهِ حقَّ توكُّلِه"
أي: لو حقَّقتُم معنى التَّوكُّلِ على اللهِ
واعتمَدتُم عليه بصِدقٍ، وأخَذتُم بما تيَسَّر
لكم مِن أسبابٍ، وعَلِمتم أنَّ اللهَ بيَدِه العطاءُ والمنعُ
وأنَّ تَكَسُّبَكم وسعيَكم مِن أسبابِ اللهِ
وليسَت قوَّتُكم هي الرَّازِقةَ لكم، "لَرُزِقتُم"
أي: لرزَقَكم اللهُ ويسَّر لكم الأسبابَ، "كما يرزُقُ الطَّيرَ"
أي: كما يَأتي بالرِّزقِ إلى الطَّيرِ عندما "تَغدو"
أي: تذهَبُ بُكرةً في أوَّلِ نَهارِها، "خِماصًا"
أي: جِياعًا وبطونُها فارِغةٌ، "وتروحُ"
أي: وتأتي في آخِرِ النَّهارِ إلى بَياتِها "بِطانًا"
أي: وقد مُلِئَتْ بُطونُها بالطَّعامِ
وهذا نوعٌ مِن أنواعِ الأسبابِ في السَّعيِ لطلَبِ الرِّزقِ
دون التَّواكُلِ والتَّكاسُلِ، والجلوسِ والزُّهدِ
الكاذِبِ في الدُّنيا
لكنْ يَنبَغي على العبدِ الأخذُ بأسبابِ الرِّزقِ مع اليَقينِ
في اللهِ وعدَمِ الانشغالِ بالدُّنيا عن الآخرَةِ.
https://dorar.net/hadith/sharh/35570
الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل على الله
ثم على العبد أن يتوسط في أمره بين الأمرين :
فلا هو بالذي يهمل الأسباب مطلقاً
ولا هو بالذي يتعلَّق قلبه بها ، إنما يتوسل بها
كما يتوسل الناس ، في عاداتهم ، وأمور حياتهم
ثم لا يتعلق قلبه بالسبب
بل بالخالق جل جلاله ، مالك الملك ، ومدبر الأمر كله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" الِالْتِفَاتَ إلَى السَّبَبِ : هُوَ اعْتِمَادُ الْقَلْبِ
عَلَيْهِ وَرَجَاؤُهُ وَالِاسْتِنَادُ إلَيْهِ ، وَلَيْسَ فِي الْمَخْلُوقَاتِ
مَا يَسْتَحِقُّ هَذَا ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مُسْتَقِلًّا
وَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ شُرَكَاءَ وَأَضْدَادٍ ، وَمَعَ هَذَا كُلِّهِ
: فَإِنْ لَمْ يُسَخِّرْهُ مُسَبِّبُ الْأَسْبَابِ ، لَمْ يُسَخَّرْ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (8/169) .
فالتوكل يجمع شيئين :
أحدهما : الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب
وأن قَدَره نافذ ، وأنه قَدَّر الأمور
وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى .
الشيء الثاني : تعاطي الأسباب
فليس من التوكل تعطيل الأسباب
بل من التوكل الأخذ بالأسباب ، والعمل بالأسباب
ومن عَطَّلها فقد خالف شرع الله وقَدَرَه
فالله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى
وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك .
فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب
بل لا يكون متوكلاً على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب
ولهذا شُرِعَ النكاح لحصول الولد ، وأمر بالجماع
فلو قال أحد من الناس : أنا لا أتزوج وأنتظر ولداً
من دون زواج ، لعُد من المجانين
فليس هذا أمر العقلاء
وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات
ويتحرى الأرزاق تأتيه ، بل يجب عليه أن يسعى
ويعمل ويجتهد في طلب الرزق الحلال .
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
"فتاوى نور على الدرب" (1/364) .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-01-10, 04:56
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ترك الأخذ بالأسباب بحجة التوكل على الله
هذا الأمر مما عمت به البلوى
واشتدت به المحنة ، سواء على مستوى الأفراد
أو على مستوى الأمة .
فأمة الإسلام مرت بأزمات كثيرة
وفترات عسيرة ، وكانت تخرج منها بالتفكير المستنير
والنظرة الثاقبة ، والتصور الصحيح
فتبحث في الأسباب والمسببات
وتنظر في العواقب والمقدمات
ثم بعد ذلك تأخذ بالأسباب
وتلج البيوت من الأبواب
فتجتاز - بأمر الله - تلك الأزمات
وتخرج من تلك النكبات ، فتعود لها عزتها
ويرجع لها سالف مجدها
هكذا كانت أمة الإسلام في عصورها الزاهية .
أما في هذه العصور المتأخرة
التي غشت فيها غواشي الجهل
وعصفت فيها أعاصير الإلحاد والتغريب
وشاعت فيها البدع والضلالات
فقد اختلط هذا الأمر على كثير من المسلمين
فجعلوا من الإيمان بالقضاء والقدر تكأة للإخلاد في الأرض
ومسوغاً لترك الحزم والجد والتفكير في معالي الأمور
وسبل العزة والفلاح
فآثروا ركوب السهل الوطيء الوبيء
على ركوب الصعب الأشق المريء .
فكان المخرج لهم أن يتكل المرء على القدر
وأن الله هو الفعال لما يريد
وأن ما شاءه كان وما لم يشأه لم يكن
فلتمض إرادته ، ولتكن مشيئئته
وليجر قضاءه وقدره
فلا حول لنا ولا طول
ولا يد لنا في ذلك كله .
هكذا بكل يسر وسهولة
استسلام للأقدار دون منازعة لها
في فعل الأسباب المشروعة والمباحة .
فلا أمر بالمعروف ، ولا نهي عن المنكر
ولا جهاد لأعداء الله
ولا حرص على نشر العلم ورفع الجهل
ولا محاربة للأفكار الهدامة والمبادئ المضللة
كل ذلك بحجة أن الله شاء ذلك !
والحقيقة أن هذه مصيبة كبرى ، وضلالة عظمى
أدت بالأمة إلى هوة سحيقة من التخلف والانحطاط
وسببت لها تسلط الأعداء
وجرت عليها ويلات إثر ويلات .
وإلا فالأخذ بالأسباب لا ينافي الإيمان بالقدر
بل إنه من تمامه ، فالله عز وجل أراد بنا أشياء
وأراد منا أشياء ، فما أراده بنا طواه عنا
وما أراده منا أمرنا بالقيام به
فقد أراد منا حمل الدعوة إلى الكفار
وإن كان يعلم أنهم لن يؤمنوا
وأراد منا قتالهم وإن كان يعلم أننا سُنهزم أمامهم
وأراد منا أن نكون أمة واحدة
وإن كان يعلم أننا سنتفرق ونختلف
وأراد منا أن نكون أشداء على الكفار رحماء بيننا
وإن كان يعلم أن بأسنا سيكون بيننا شديداً وهكذا ...
فالخلط بين ما أريد بنا
وما أريد منا هو الذي يُلبس الأمر
ويوقع في المحذور .
صحيح أن الله عز وجل هو الفعال لما يريد
الخالق لكل شيء ، الذي بيده ملكوت كل شيء
الذي له مقاليد السموات والأرض
ولكنه تبارك وتعلى جعل لهذا الكون نواميس
يسير عليها ، وقوانين ينتظم بها
وإن كان هو عز وجل قادراًَ على خرق هذه النواميس
وتلك القوانين ، وإن كان أيضاً لا يخرقها لكل أحد .
فالإيمان بأن الله قادر على نصر المؤمنين على الكافرين
- لا يعني أنه سينصر المؤمنين
وهم قاعدون عن الأخذ بالأسباب
لأن النصر بدون الأخذ بالأسباب مستحيل
وقدرة الله لا تتعلق بالمستحيل
ولأنه منافٍ لحكمة الله
وقدرته عز وجل متعلقة بحكمته .
فكون الله قادراً على الشيء
لا يعني أن الفرد أو الجماعة أو الأمة قادرة عليه
فقدرة الله صفة خاصة به
وقدرة العبد صفة خاصة به
فالخلط بين قدرة الله والإيمان بها وقدرة العبد
وقيامه بما أمره الله به
هو الذي يحمل على القعود
وهو الذي يخدر الأمم والشعوب .
وهذا ما لاحظه وألمح إليه أحد المستشرقين الألمان
فقال وهو يؤرخ لحال المسلمين في عصورهم المتأخرة :
( طبيعة المسلم التسليم لإرادة الله
والرضا بقضائه وقدره
والخضوع بكل ما يملك للواحد القهار )
وكان لهذه الطاعة أُثران مختلفان
ففي العصر الإسلامي الأول لعبت دوراً كبيراً في الحروب
وحققت نصراً متواصلاً
لأنها دفعت في الجندي روح الفداء .
وفي العصور المتأخرة كانت سبباً في الجمود
الذي خيم على العالم الإسلامي
فقذف به إلى الإنحدار
وعزله وطواه عن تيار الأحداث العالمية
من كتاب الإيمان بالقضاء والقدر
لـ محمد بن إبراهيم الحمد ص 144
*عبدالرحمن*
2021-01-10, 04:59
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اخوة الاسلام
والان وصلنا الي نهايه الجزء الاول
من مواضيع الدال علي الخير كفاعله
و جاري تحضير الجزء الثاني
أسألكم الدعاء بالتوفيق
علي امل اللقاء بكم مرة اخري
اترككم في امان الله و حفظه
وآخر دعوانا أَنِ الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
*عبدالرحمن*
2021-02-03, 15:54
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اخوة الاسلام
يسعدني اعود لكم بالجزء الثاني
https://www8.0zz0.com/2021/02/03/17/858174438.jpg (https://www.0zz0.com)
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( قيلوا فإن الشياطين لا تقيل )
رواه أبو نعيم
(حسَّنه الألباني في صحيح الجامع، برقم: [4431]).
إذا كان النوم بالليل يُجدِّد وينشط ويُحافِظ
على خلايا الجسم والدماغ
فإن نوم القيلولة يُساهِم أيضًا في إراحة الدماغ
والاسترخاء البدني، وإزالة التشنج العضلي
وتعزيز قدرة الإدراك والتلقي.
فقد أكد العلماء أن فترات القيلولة القصيرة في منتصف النهار
لمدة نصف ساعة، تُلغي تأثير التعب وتُعيد الاستقرار
والحيوية والنشاط للذهن والجسم.
كما أكدت البحوث العلمية الحديثة
أن أخذ غفوةٌ قصيرة أثناء العمل
يُجدِّد الطاقات الفكرية والجسدية للعاملين
ويزيد إنتاجيتهم وقدرتهم على تحمل ظروف العمل
بصورة أفضل. ويؤكد الخبراء أيضًا أن القيلولة
أهم مضاد للتوتر والقلق
وذلك عبر تقليص مُعدَّل هرمون الكورتيزون المسئول عن التوتر.
لا تقتصِر فوائد القيلولة على تلك المزايا قصيرة المدى
من اعتدال المزاج وغيره
وإنما تفيد على المدى الطويل أيضًا
حيث تُقلِّل من فرص الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات
والسبب المؤدى لهما وهي الضغوط..
فلقد أظهرت إحدى نتائج الدراسات
هذا الفارق بحوالي 30% نتيجة أن القيلولة تساعد
على انتظام النبض ومعدلات التنفس التي لها تأثيرًا مباشرًا
وغير مباشر على القلب.
كما أن القيلولة مفيدة جدًا للأولاد
ففي خلالها يُفرِز الجسم هرمونات النمو
وتتنشط اليقظة الجسدية والتوازن النفسي.
القيلولة في الإسلام
قال الفيومي في (المصباح المنير):
"قال يقيل قيلًا وقيلولة: نام نصف النهار
والقائلة وقت القيلولة".
وقال الصنعاني في (سُبل السلام):
"المقيل والقيلولة: الاستراحة نصف النهار
وإن لم يكن معها نوم".
ونومة القيلولة مستحبة شرعًا لما فيها من الأثر الإيجابي
في حياة الإنسان المادي والمعنوي على حدٍ سواء.
وقد جاء ذكر القيلولة في القرآن الكريم في موضعين هما:
1 ـ قول الله تعالى : أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا
وَأَحْسَنُ مَقِيلًا سورة الفرقان : 24
وأَحْسَنُ مَقِيلًا أي موضع قائلة
قال الأزهري القيلولة عند العرب الاستراحة نصف النهار
إذا اشتد الحر و إن لم يكن مع ذلك نوم
و الدليل على ذلك أن الجنة لا نوم فيها
و قال ابن عباس و ابن مسعود لا ينتصف النهار يوم القيامة
حتى يقيل أهل الجنة في الجنة و أهل النار في النار.
قال ابن كثير في تفسيره عند قوله تعالى:
( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا ) .
قال الضحاك:عن ابن عباس:إنما هي ضحوة
فيقيل أولياء الله على الأسرة مع الحور العين
ويَقيل أعداء الله مع الشياطين مقرنين.
وقال سعيد بن جبير:يفرغ الله من الحساب نصف النهار
فيقيل أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار
قال الله تعالى: ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا ) .
وقال عكرمة:إني لأعرف الساعة التي يدخل فيها أهل الجنة الجنة
وأهل النار النار:هي الساعة التي تكون في الدنيا
عند ارتفاع الضحى الأكبر
إذا انقلب الناس إلى أهليهم للقيلولة
فينصرف أهل النار إلى النار
وأما أهل [ الجنة فيُنطلق بهم إلى ] الجنة، فكانت قيلولتهم
[ في الجنة ] وأطعموا كبد حوت، فأشبعهم
[ ذلك ] كلهم، وذلك قوله:
( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا ) .
وقال سفيان، عن مَيسَرة، عن المِنْهَال
عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود
أنه قال:لا ينتصف النهار حتى يقيل هؤلاء وهؤلاء
ثم قرأ: ( أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلا )
2 ـ قول الله عزَّ و جلَّ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ
أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُونَ سورة الأعراف : 4 .
قال القرطبي في تفسيره : وَ " قَائِلُونَ "
مِنْ الْقَائِلَة وَهِيَ الْقَيْلُولَة ; وَهِيَ نَوْم نِصْف النَّهَار
. وَقِيلَ : الِاسْتِرَاحَة نِصْف النَّهَار إِذَا اِشْتَدَّ الْحَرّ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهَا نَوْم .
وَالْمَعْنَى جَاءَهُمْ عَذَابُنَا وَهُمْ غَافِلُونَ إِمَّا لَيْلًا وَإِمَّا نَهَارًا .
وقال البغوي في تفسيره : ( أَوْ هُمْ قَائِلُونَ )
من القيلولة, تقديره: فجاءها بأسنا ليلاً وهم نائمون
أو نهاراً وهم قائلون, أي نائمون ظهيرة,
والقيلولة الاستراحة نصف النهار, وإن لم يكن معها نوم
. ومعنى الآية: أنهم جاءهم بأسنا
وهم غير متوقعين له إما ليلاً أو نهاراً.
وقد اختلفت عبارات الفقهاء
في تحديد وقت نصف النهار المقصود بالقيلولة
فذهب بعضهم إلى أنها قبل الزوال
وذهب آخرون إلى أنها بعده
قال الشربيني الخطيب: "هي النوم قبل الزوال".
وقال المناوي: "القيلولة: النوم وسط النهار
عند الزوال وما قاربه من قبل أو بعد".
وقال البدر العيني: "القيلولة معناها النوم في الظهيرة".
والذي يُرجح أن القيلولة هي الراحة بعد الزوال -يعني بعد الظهر
- ما (رواه البخاري ومسلم) عن سهل بن سعد رضي الله عنه-
قال: "ما كُنَّا نقيل ولا نتغذى إلا بعد الجمعة
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم" (واللفظ لمسلم).
ونومة القيلولة مستحبة عند جمهور العلماء
قال الإمام الغزالي: "وإنما تطلب القيلولة لمن يقوم الليل
ويسهر في الخير، فإن فيها معونة على التهجد
كما أن في السحور معونة على صيام النهار
فالقيلولة من غير قيام الليل كالسحور من غير صيام النهار".
وقال الخطيب الشربيني: "يسن للمتهجد القيلولة
وهي النوم قبل الزوال، وهي بمنزلة السحور للصائم".
وقالوا في الفتاوى الهندية: "ويستحب التنعُّم بنوم القيلولة"
وقال في كشاف القناع: "ويستحب النوم نصف النهار
قال عبد الله: كان أبي ينام نصف النهار شتاءً كان أو صيفًا
لا يدعها ويأخذني بها".
وروى الخَلَّال عن أنس رضي الله عنه قال:
"ثلاث من ضبطهن ضبط الصوم
من قال وتسحَّر وأكل قبل أن يشرب".
وقد كان السلف رضوان الله عليهم يحرِصون عليها أشد الحرص
لِما لها من أثرٍ كبير في حياة الإنسان
حتى إن الواحد ليتابع عُمَّاله وأهل بيته في المحافظة عليها
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-04, 05:14
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2021/02/04/07/586719637.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ
: يَأْتي علَى النَّاسِ زَمانٌ لا يُبالِي المَرْءُ
ما أخَذَ منه؛ أمِنَ الحَلالِ أمْ مِنَ الحَرامِ.
رواه البخاري 2059
حَثَّ الإسلامُ على تَحرِّي طَلَبِ الحلالِ مِن الرِّزقِ
في كلِّ مَكاسبِ الحَياةِ
وبيَّن ما يكونُ عليه مِن الأجْرِ والثَّوابِ
كما حذَّرَ مِن أخْذِ الحرامِ بكلِّ صُوَرِه
وفي كافَّةِ مَناحي الحياةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
أنَّ النَّاسَ سَوفَ تَتغيَّرُ بهم الأحوالُ
وتَتبدَّلُ بهم الأزمانُ، ويَأتي عليهم زَمانٌ يَضْعُفُ فيه الدِّينُ
وتَفسُدُ الضَّمائرُ والذِّممُ
ويَتكالَبُ النَّاسُ فيه على جَمْعِ المالِ
ولا يُبالي المَرءُ مِن أينَ أصابَ المالَ
مِن حَلالٍ أو حَرامٍ
فلا تُهِمُّه الوَسيلةُ الَّتي اكتَسَبَ بها المالَ
والطَّريقَ الَّذي أَخَذَه مِنه، سواءٌ كان مِن كَسْبٍ حَلالٍ
كالبيعِ المَبرورِ، وعَمَلِ اليدِ، أمْ مِن الحرامِ
كالاختِلاسِ والرِّبا، والقِمارِ والرِّشْوةِ، وغيرِها
فَهَدَفُهم وغايتُهم جَمْعُ الأموالِ والتَّكسُّبُ
دونَ تَحرِّي الحَلالِ والحرامِ.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ الشَّديدُ مِن اكتِسابِ المالِ
مِن الطُّرقِ غيرِ المَشروعةِ.
وفيه: إخبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
عمَّا يكونُ عليه النَّاسُ في آخِرِ الزَّمانِ
وهو مِن بابِ الذَّمِّ والتَّحذيرِ
وهو مِن مُعجِزاتِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
https://dorar.net/hadith/sharh/414
والواجب على من وقع في شيء من ذلك
أن يتوب إلى الله تعالى ، فيقلع عن الذنب
ويندم على ما فات ، ويعزم على عدم العود إليه أبدا
. وأما المال الذي جناه من الحرام
فما أكله وأنفقه فلا يلزمه فيه شيء
وما بقي في يده لزمه التخلص منه
على الراجح من أقوال العلماء
فينفقه على الفقراء والمساكين وفي أوجه البر والخير .
وإذا كان محتاجاً إلى المال
فله أن يأخذ من هذا المال ما يكفيه ثم يتخلص من الباقي
ولا حرج عليه إذا أخذ من هذا المال
ما يكون له رأسمال لتجارة أو عمل مباح .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فإن تابت هذه البغيّ وهذا الخمَّار
وكانوا فقراء جاز أن يصرف إليهم من هذا المال قدر حاجتهم
فإن كان يقدر يتجر أو يعمل صنعة كالنسيج والغزل
أعطي ما يكون له رأس مال"
انتهى من "مجموع الفتاوى" (29/308).
من أوجه التخلص من المال الحرام
أن يعطى للفقير المحتاج للزواج ، أو المسكن
أو من يقيم مشروعا ينفق منه على نفسه ، ونحو ذلك
ويجوز أن يجعل هذا المال في صندوق يُقرَض منه المحتاجون
نسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق والسداد والثبات .
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-05, 05:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2021/02/05/07/572619311.jpg (https://www.0zz0.com)
عن عائشة رضي الله عنها قالت:
((دخل يهودي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: السام عليك يا محمد
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وعليك
فقالت عائشة: فهممتُ أن أتكلم
فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك
فسكت، ثم دخل آخر، فقال: السام عليك، فقال: عليك
فهممت أن أتكلم
فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لذلك
ثم دخل الثالث، فقال: السام عليك، فلم أصبر حتى قلت:
وعليك السام وغضبُ الله ولعنتُه إخوانَ القردة والخنازير
أتُحيون رسول الله بما لم يُحيه الله؟
! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش
قالوا قولًا فرددنا عليهم، إن اليهود قوم حسد
وإنهم لا يحسدوننا على شيء
كما يحسدونا على السلام، وعلى آمين))
رواه ابن خزيمة (574) وصححه الألباني في " الصحيحة " (691) .
خَصَّ اللهُ سُبحانَه وتعالى أمَّةَ الإسلامِ بخَصائِصَ
ومَيْزاتٍ تميَّزتْ بها عن غيرِها مِن الأممِ في الخيرِ والأجرِ.
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمِنينَ عائشةُ رَضِي اللهُ عنها
عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال:
"ما حسَدَتْكُمُ اليهودُ على شيءٍ"
أي: ممَّا قد شُرِع لكم
"ما حَسَدوكم على السَّلامِ"
أي: بمِثلِ ما حسَدوكم عليه مِن إفشاءِ السَّلامِ فيما بينَكم
وذلك لِما فيه مِن إظهارِ المحبَّةِ
والوُدِّ بين المسلِمين بعضِهم البعضِ
والرِّفقِ فيما بينَهم، "والتَّأمينِ"
أي: قَوْلِكم "آمِينَ"
أي: خَلْفَ الإمامِ؛ لِمَا عَلِموا مِن فَضلِها وبَرَكَتِها.
https://www.dorar.net/hadith/sharh/112535
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (١/ ١٣١):
"قال علماؤنا رحمة الله عليهم:
إنما حسدنا أهل الكتاب
لأن أولها حمد لله وثناء عليه، ثم خضوع له واستكانة
ثم دعاء لنا بالهداية إلى الصراط المستقيم
ثم الدعاء عليهم مع قولنا: آمين".
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري (١١/ ٤):
"وهو يدل على أنه شرع لهذه الأمة دونهم".
التَّأْمِينُ مَصْدَرُ أَمَّنَ بِالتَّشْدِيدِ ، أَيْ : قَالَ آمِينَ .
قال النووي رحمه الله :
" وَفِي آمِينَ لُغَتَانِ : الْمَدُّ وَالْقَصْرُ وَالْمَدُّ
أَفْصَحُ وَالْمِيمُ خَفِيفَةٌ فِيهِمَا ، وَمَعْنَاهُ اسْتَجِبْ "
انتهى من "شرح النووي على مسلم" (4/ 120) .
وقيل : معناه : ربِّ افْعَلْ
وقيل : هو بِمَنْزِلَةِ يَا اللَّهُ ، وقيل غير ذلك .
وانظر : " فتح الباري " لابن حجر (2/262)
" لسان العرب " (13/ 27)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ ، فَأَمِّنُوا ، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ
تَأْمِينَ المَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ) .
رواه البخاري (780) ،ومسلم (410)
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :
" وَمَعْنَى آمِينَ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنَا دُعَاءَنَا
وَهُوَ خَارِجٌ على قول القارئ
(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)
إِلَى قَوْلِهِ (وَلَا الضَّالِّينَ)
فَهَذَا هُوَ الدُّعَاءُ الَّذِي يَقَعُ عَلَيْهِ التَّأْمِينُ
أَلَا تَرَى إِلَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
في حَدِيثُ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :
( إِذَا قَالَ الْإِمَامُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضالين فقولوا آمين )
فكأن القارئ يَقُولُ :
اللَّهُمَّ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ، اللَّهُمَّ آمِينَ
. وَهَذَا بَيِّنٌ وَاضِحٌ يُغْنِي عَنِ الْإِكْثَارِ فِيهِ "
انتهى من " التمهيد " (7/ 9-10) .
وكلمة " آمين " بمجردها :
تفيد معنى : اللهم استجب ، وتغني عنها
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-06, 05:25
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2021/02/06/07/635302131.jpg (https://www.0zz0.com)
هذا الحديث رواه الإمام أحمد (17545)
عن وابصة بن معبد رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له :
(جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ
فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي
وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ
وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) .
وهو من أحاديث الأربعين النووية
وقد حسنه النووي والمنذري والشوكاني
وحسنه الألباني لغيره في "صحيح الترغيب" (1734) .
وقد جاءت أحاديث أخرى
تدل على ما دل عليه حديث وابصة
فعن النواس بن سمعان رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ ، وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ
وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ)
رواه مسلم (2553) .
وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال :
قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ
وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ
وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ)
رواه أحمد (29/278-279)
و قال الشيخ الألباني "إسناده جيد" في "صحيح الترغيب" (2/151) .
يخطئ كثير من الناس في فهم هذا الحديث
حيث يجعلونه مطية لهم في الحكم بالتحليل
أو التحريم على وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم ورغباتهم
فيرتكبون ما يرتكبون من المحرمات ويقولون : (استفت قلبك)
!! مع أن الحديث لا يمكن أن يراد به ذلك
وإنما المراد من الحديث أن المؤمن صاحب القلب السليم
قد يستفتي أحداً في شيء فيفتيه بأنه حلال
ولكن يقع في نفس المؤمن حرج من فعله
فهنا عليه أن يتركه عملاً بما دله عليه قلبه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"أي : حتى وإن أفتاك مفتٍ بأن هذا جائز
ولكن نفسك لم تطمئن ولم تنشرح إليه فدعه
فإن هذا من الخير والبر
إلا إذا علمت في نفسك مرضا من الوسواس والشك
والتردد فلا تلتفت لهذا
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يخاطب الناس
أو يتكلم على الوجه الذي ليس في قلب صاحبه مرض" انتهى .
"شرح رياض الصالحين" (2/284) .
فالذي يستفتي قلبه
ويعمل بما أفتاه به هو صاحب القلب السليم
لا القلب المريض
فإن صاحب القلب المريض
لو استفتى قلبه عن الموبقات والكبائر
لأفتاه أنها حلال لا شبهة فيها !
وفي هذا قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله :
"(الإثم ما حاك في نفسك)
أي : تردد وصرت منه في قلق (وكرهت أن يطلع عليه الناس)
لأنه محل ذم وعيب
فتجدك متردداً فيه وتكره أن يطلع عليك الناس .
وهذه الجملة إنما هي لمن كان قلبه صافياً سليماً
فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثماً
ويكره أن يطلع عليه الناس .
أما المُتَمَرِّدون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم
فهؤلاء لا يبالون ، بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم
فالكلام هنا ليس عاماً لكل أحد
بل هو خاص لمن كان قلبه سليماً طاهراً نقياً
فإنه إذا هَمَّ بإثم وإن لم يعلم أنه إثم
من قبل الشرع تجده متردداً يكره أن يطلع الناس عليه
فهذا علامة على الإثم في قلب المؤمن" انتهى .
"شرح الأربعين النووية" (صـ 294 ، 295) .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-02-07, 05:33
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مفهوم "البرِّ" في المنهج القرآني
مفهومٌ كبير، وحقيقةٌ واسعة تسع بشموليَّتها كينونةَ الإنسان
وحقائقَ الكون، وأسرارَ الحياة، وتعاليمَ الشريعة.
إنَّ هذا المفهوم - كما سيتبيَّن لاحقًا إن شاء الله، عزَّ وجلَّ -
في المنهج القرآنيِّ، هو منهجُ حياة إنسانيَّة فاضلة
تربط الإنسان "البارَّ"
بروابطَ دقيقةٍ وعميقةٍ بكل كائنات الوجود
وأشيائه، وأحداثه، ومشاهده
ومن ثَمَّ يكون الإنسان "البارُّ"
هو وحدَه الإنسان الذي استطاع - بتوفيق من الله، عزَّ وجلَّ -
أن يرتقي بمشاعره النفسيَّة، ومداركه العقليَّة
وفاعليَّاته التطبيقيَّة إلى مستوى التكريم الإلهي
الذي أنعم به عليه يوم أَذِن له في دخول هذا الكون الفسيح
فلا جرمَ أنَّنا عندما نتحدث عن "مفهوم البِرِّ في القرآن"
فكأننا نتحدث عن مفهوم الإسلام.
ولقد يَجمُل بنا - قبل الخوض في مفهوم "البر"
في الرؤية القرآنيَّة - الحديثُ عن مفهومه في العرف اللُّغوي
وما ذاك إلاَّ لأنَّ هذا القرآن نزل بلسان العرب
ومن ثَمَّ لا جرم كان لزامًا - لأجل الفهم السديد
أو على الأقل لأجل محاولة ذلك -
العودةُ إلى لسان العرب لمعرفة مفردات القاموس القرآني.
مفهوم "البر" في العرف اللغوي:
إذا رجعنا إلى معاجم اللُّغة
ستجد أنَّ مفردة "البِرِّ" تحمل الكثير من المعاني
خلاصتُها: معنيان اثنان هما:
الأوَّل: الصدق.
الثاني: الإحسان.
والإحسان هنا لا يقتصر على إنفاق الدرهم والدينار
أي: على العطاء المادي فحسب
كما هو شائع في أذهان الكثير من الناس
وإن كان ذلك جزءًا مهمًّا في رسم حقيقته
بل هو مفهوم شامل واسع لكلِّ العَلاقات
التي تربط الإنسان بغيره من الأشخاص والأشياء والأحداث
وكذا مفهوم الصدق لا يقتصر على القول المطابق للواقع
أي: على الفعل الخارجي فحسب
وإن كان هذا مظهرًا مهمًّا في ترجمة تلك الحقيقة
بل هو مفهوم يشمل فعاليات الحقيقة الإنسانيَّة كلِّها
وهي تتفاعل مع حقائق الوجود
من أشخاص وأشياء وأحداث ومشاهد.
وإلى هنا نصل إلى النتيجة التالية:
الصدق والإحسان: هما ركنا مفهوم البر في العرف اللغوي.
وبعد هذا، دعْنَا - أكرمكم الله -
لنفهم الحقيقة العميقة التي يضمرها مفهوم "البر"
من حيث الوضعُ اللُّغوي
1- تحمل مفردة "الصدق" من وضعها اللغوي المعنيَيْن التاليَيْن:
أ) القوة في الشيء: من حيث إنَّ صاحبَه لا يخشى أحدًا
وهو يتعامل مع هذا الشيء الذي هو قويٌّ فيه.
ب) الإخلاص في التزام الشيء: من حيث إنَّ صاحبه
لا تخالطه أدنى شائبة من الشوائب المفسدة
وهو يمارس مظاهر الالتزام بهذا الشيء
وهذان المعنيان متلازمان
بمعنى أنَّ أحدَهما يُنتِج الآخر ضرورةً
وهما: المعنى الذي تسمعه من أنَّ الصدق ضدُّ الكذب
2- أما مفردة "الإحسان" فتحمل في وضعها اللغوي
كذلك معنيين اثنين:
أ) الإتقان: من حيث إنَّ صاحبه يمارس الفعل بصورة مُحكَمة
ولا يدع أيَّ ثغرة في ممارسته لهذا الفعل لشدَّة حَذْقِه في ذلك.
ب) الجمال: من حيث إنَّ صاحبه يمارس الفعل بصورة جميلة
بكلِّ خصائصها ومقوِّماتها
أي: إنَّه يرتقي في ممارسة الفعل إلى مستوى الكمال
لأنَّ مفردة الجمال تحمل معنى الجمع والضم
ومعنى الحسن والبهاء، وذلك هو معنى الكمال
وهذان المعنيان متلازمان كذلك ضرورة
بمعنى أنَّ أحدهما ينتج الآخر.
إذن فهذه المعاني الأربعة -
القوَّة، الإخلاص، الإتقان، الجمال -
هي الحقائق الكبيرة التي تكتنِزُها مفردة "البر"
في مفهومها العميق وتحليلها الأخير في وضعها اللغوي.
وهي – ولا شك - معاني لها دلالاتها المعبِّرة
وإشاراتها الموحيَة
من حيث علاقتُها بمفردة "البر" الموضوعة
في سياق النصوص القرآنيَّة.
وإلى هنا نستخرج النتيجة التالية:
القوَّة، الإخلاص، الإتقان، الجمال:
هي أعمدة مفهوم البر في اللسان العربي.
ولكم- أكرمكم الله - أن تُحلِّل هذه المفردات الأربعة
عسى أن تستنبط حقائق أُخَر لها عَلاقةٌ بمفهوم "البر"
ووشيجةُ ما بِبِنْيَتِه النفسيَّة والعقليَّة والحضاريَّة.
على أنِّي أودُّ أن أُنبِّهكم - أيُّها الأخوة الافاضل
- إلى معنى آخر، تلك هي القواسم المشتركة بين مفردة "البر"
في اللغة من حيث حركاتُها اللغويَّة
أعني مفردة "البِرِّ" بالكسر، وهي ما نتحدث عنه
وهي تفيد معنى الاستقامة النفسيَّة
ومفردة "البَرِّ" بالفتح، وهي الأرض
وتفيد معنى الثبات والاستقرار
ومفردة " البُرِّ" وهي المادة المأكولة -
أي: القمح - وهي المفيدة معنى النمو والارتقاء
فانظروا - أرشدكم الله - كيف أن حقائق: الاستقامة
الثبات والاستقرار، النمو والارتقاء تشترك بينها جميعًا
من حيث إن الإنسان البارَّ مستقيمٌ في مشاعره النفسيَّة
ومداركِه العقليَّة، وفاعليَّته التاريخيَّة
ثابتٌ على حقائق المنهج الرَّباني لا يزيغ مع جواذب الانحراف
وهواتف الجاهليَّة؛ لتكون النتيجة الدائمة هي النموَّ والارتقاء الدائم
سواء في مشاعره الباطنية، أم في تأملاته المعرفيَّة
أم في ممارساته في عالم الواقع
فهو في نمو وارتقاء أبدًا نحو الحقائق العليا، والآفاق الفسيحة
والعوالم المجهولة، فاعْجب - إنْ كنتم تعجبوا - لهذه اللغة البديعة.
ويبدو لي أنَّ تلك المعاني
الاستقامة، الثبات، الارتقاء هي حقيقة الكينونة الإنسانيَّة
كما فطرها الخالق - جلَّ وعزَّ -
وكما يرضى بها الله - جلَّ جلاله - والله أعلم.
وهكذا تكون الخلاصة العامة لمعاني هذه المفردة الكبيرة
هي: القوَّة، الإخلاص، الإتقان
الجمال، الاستقامة، الثبات، الارتقاء.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
اللهم ثبتنا من أجل إرضاء الله عز و جل شكرا للموضوع
*عبدالرحمن*
2021-02-08, 05:17
اللهم ثبتنا من أجل إرضاء الله عز و جل شكرا للموضوع
اللهم امين
بارك الله فيك
*عبدالرحمن*
2021-02-08, 05:47
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
مفهوم "البر" في العرف القرآني:
تحمل الكثير من المعاني والرموز والإشارات ذاتِ الدلالة الواضحة
إلى حقيقة هذا الدين، دين الإسلام
فلقد وردت هذه المفردة "البر" في النص القرآني: عشرون مرَّة
سبعَ مراتٍ بالعهد المكي
وثلاثَ عشرةَ مرةً في العهد المدني
وهو أمر ملفت للنظر،فتأمَّلْوا.
وقد وردت على الصورة التالية:
أوَّلاً: مفردة " البِر" وردت ثمان مرات:
1- خمس مرات في سورة البقرة:
(أ) ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]
(ب) ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ
وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا
وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189]
(ج) ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ
وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ
وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ
أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]
وهذه سورة مدَنيَّة.
2- مرة واحدة في سورة آل عمران:
﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا
مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92]
وهذه سورة مدنية.
3- مرة واحدة في سورة المائدة:
﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا
عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]
وهذه سورة مدنية.
4- مرة واحدة في سورة المجادلة:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9]
وهذه سورة مدنية.
ثانيًا: مفردة "أبرار" وردت ست مرات:
1- مرتان في سورة آل عمران:
(أ) ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ
فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 193]
(ب) ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198]
وهذه سورة مدنية.
2- مرة واحدة في سورة الإنسان:
﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴾ [الإنسان: 5]
وهذه سورة مدنية .
3- مرة واحدة في سورة الانفطار:
﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13]
وهذه سورة مكية.
4- مرتان في سورة المطففين:
(أ) ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ [المطففين: 18
، (ب) ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [المطففين: 22]
وهذه سورة مكيَّة.
ثالثًا: مفردة "البر" وردت مرة واحدة:
في سورة الطور: كاسم من أسماء الله الحسنى:
﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 28]
وهذه سورة مكية.
رابعًا: مفردة "بَرًّا" وردت مرتين:
في سورة مريم: (أ) ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 14].
(ب) ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32]
وهذه سورة مكية.
خامسًا: مفردة "تبرُّوهم" وردت مرة واحدة:
في سورة الممتحنة:
﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ
مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]
وهذه سورة مدنية.
سادسًا: مفردة "تبرُّوا" وردت مرة واحدة:
في سورة البقرة: ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا
وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 224]
وهذه سورة مدنية.
سابعًا: مفردة "بَرَرَة" وردت مرة واحدة:
في سورة "عبس" في حق الملائكة: ﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 16]
وهذه سورة مكية.
والملفت للنظر في هذا التوزيع الهندسي لمفردة "البر"
أنَّ في العهد المكيِّ وقعت مفردة "البر" في سياقين:
أولاً: سياق الحديث عن الصفة التي يتصف بها:
1- الله – جلَّ جلالُه - مرة واحدة:
﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 28].
2- الملائكة - عليهم السلام - مرة واحدة: ﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 16].
3- الإنسان المطيع لله - تعالى - مرتان:
﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾
﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 14/32].
ثانيًا: والسياق الثاني هو سياق الحديث عن:
1- مآل الإنسان البارِّ في الدار الآخرة، ثلاث مرات:
﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [الانفطار: 13]
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾
﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [المطففين: 18/22].
2- الأمر بالتزام المنهج، وردت مرة:
﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة:2].
وفي العهد المدنيِّ وقعت هذه المفردة في سياق الحديث عن:
1- المنهج الرباني، وردت تسع مرات:
(1) ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].
(2) ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ
وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ
مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189].
(3) ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ
وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ
فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ
أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].
(4) ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [المجادلة: 9].
(5) ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا
عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].
(6) ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ
مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].
(7) ﴿ وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا
وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 224].
2- مآل الإنسان البارِّ في الدار الآخرة، وردت ثلاث مرات:
(1) ﴿ لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 198].
(2) ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴾ [الإنسان: 5].
(3) ﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92].
3- الصفة التي يتحلَّى بها الإنسان، وردت مرة واحدة:
﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ
فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 193].
وبعد هذا التوضيح يمكنني القول:
إنه لمَّا كان العهد المكيُّ المقصود منه تربيةُ الإنسان المسلم
وإعادةُ صياغة شخصيَّته بما يتوافق مع أسس فطرته الأولى
التي فطره الله عليها، وبما ينسجم مع معاني الحكمة الإلهيَّة
في هذا الوجود، وكذا ما يناسب ثقل الرسالة الملقاة على عاتقه
كان لزامًا التركيزُ على الصفة التي يجب على الإنسان المسلم
التحلي بها، والتأكيد على المقام الرفيع الذي يجب أن يرتقي
إليه الإنسان المسلم، في مجالات حياته كافة
فالله - جلَّ جلاله - من صفاته الكريمة "البر"
إذًا معناه:
أنَّ على الإنسان المسلم التخلُّقَ بأخلاق الله - تعالى -
والملائكة الكرام "البررة"
إذًا على الإنسان المسلم التشبه بهم، والنبيُّ الكريم "بَرًّا"
إذًا على الإنسان المسلم الاقتداء به
كلُّ هذا يوحي للإنسان المسلم الذي يُريد المنهج الربانيَّ
أن يرتقي بشخصيَّته إلى مستوى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]
وأن يحاول المرة تلو الأخرى الارتقاء إلى منزلة "البِر"
وهكذا إذا جاء العهد المدني
وهو عهد البناء الخارجي للدولة الإسلامية
والتشييد للحضارة الإسلامية
والذي يجب أن يكون التلقي المطلق فيه قاصرًا
على المنهج الرباني "القرآن والسنة"
وهو ما يستلزم التضحية الكبيرة والمعاناة الطويلة
حتى تستقرَّ أسسُ الدول الإسلامية على الأرض
أقول: حتى إذا جاء عهد البناء والتلقي
كان الإنسان المسلم له القابلية للتعامل مع تعاليم المنهج الرباني
دون أدنى تلكؤ أو تردد، ولقد كان ذلك هو ما حدث بالفعل.
أما في العهد المدني، فبالإضافة إلى وحي مفردة "البر"
التي اقتصَرتْ على الإشارة إلى صفة من صفات الله - تعالى -
وكذا الملائكة - عليهم السلام - وكذا الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام
- إلى الإشارة إلى مآل الإنسان البارِّ في الدار الآخرة
بالإضافة إلى التنبيه على هاتين الإشارتين -
جاء التأكيد على المنهج الربانيِّ
الذي يجب على الإنسان المسلم التعامل معه،
والأخذ منه دون غيره من المذاهب والفلسفات والعقائد
وبذلك يحدث في نفسيَّة الإنسان المسلم انفصالٌ عن واقع الجاهليَّة
بكل عقائدها وقيمها، وقوانينها وعلاقاتها
رقيًّا إلى فضاء المنهج الربانيِّ الرَّحْب
ومن ثَمَّ ترسُخُ في ضميره عقيدة "الاستعلاء الرَّباني"
وهو يتعامل مع الأشخاص، والأشياء، والأحداث
وهكذا يكون إنسانًا بارًّا حقيقة، والله أعلم.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-02-09, 05:44
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لقد وردت مفردة "البر" في السياق القرآني
حسب المعاني التالية:
1- بمعنى المنهج الديني، والعقيدة الربانية، والقوانين التشريعيَّة
وذلك مثل: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ
وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]
ففي هذه الآية - مثلاً - قال ابن عباس - رضي الله عنه -:
"نزلت هذه الآية في يهود أهل المدينة
كان الرجل منهم يقول لصهره، ولذوي قرابته
ولمن بينه وبينهم رضاع من المسلمين:
اثبُتْ على الدِّين الذي أنت عليه وما يأمرك به هذا الرجل
- يعنون به محمدًا، صلَّى الله عليه وسلَّم -
فإن أمره حقٌّ، وكانوا يأمرون الناس بذلك ولا يفعلونه
انظر السيوطي: "الدر المنثور بالتفسير بالمأثور".
2- بمعنى الصفة الفاضلة التي يتحلَّى بها الكائن المطيع لربِّه
المبادر للاستجابة لأوامره وزواجره، وذلك مثل:
﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 14]
﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ
مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8]
﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ
فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 193]
﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 16].
3- بمعنى صفة كريمة من صفات الله - جلَّ جلاله -
واسم من أسمائه – سبحانه - وقد وردت مرة واحدة:
﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 28].
يمكننا - بعد كلِّ هذا -
أن نستخرج ثلاثةَ معاني من دلالة مفردة "البر" كما وردت في القرآن:
1- العطاء: فالإنسان البارُّ هو الذي يُعطي ولا يأخذ
﴿ إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ ﴾ [الطور: 28].
2- المبادرة: فالإنسان البار هو المبادر إلى الطاعة والمسارع
إلى الاستجابة للمنهج الرباني؛ ﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ [عبس: 16].
3- الاستعلاء: فالإنسان البار هو المعتزُّ بمنهجه الربانيِّ في الحياة
ومن ثَم يستعلي على مناهج الجاهلية أتتْ من حيث أتت
﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ
فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا
وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 193].
وإلى هنا نحصل على النتيجة التالية:
العطاء، المبادرة، الاستعلاء: هي أسس مفهوم البر
في القاموس الاصطلاحي القرآني.
إذن؛ خلاصة المعاني التي يضمرها "مفهوم البر"
سواء في بِنْيَته اللغويَّة، أو في اصطلاحه القرآني
عشرة معاني يؤدي بعضها إلى بعض
وينتج بعضها بعضًا: القوَّة، الإخلاص، الإتقان، الجمال
الاستقامة، الثبات، الارتقاء، العطاء
المبادرة، الاستعلاء، والله أعلم.
ومعنى قولي: إنَّ بعضها ينتج بعضًا
فلأنَّك لا تكون مخلصًا حتى تكون قويًّا،
ولا تكون متقنًا حتى تكون مخلصًا
ولا تكون جميلاً حتى تكون متقنًا
ولا تكون مستقيمًا حتى تكون جميلاً
ولا تكون ثابتًا حتى تكون مستقيمًا
ولا تكون مرتقيًا حتى تكون ثابتًا
ولا تكون مِعطاءً حتى تكون مرتقيًا
ولا تكون مبادرًا حتى تكون معطاءً
ولا تكون مستعليًا حتى تكون مبادرًا.
حقيقة ونتائج مفهوم "البر":
وإذا أردنا تفعيل هذه المعاني التي تُشير إليها دلالات مفردة "البر"
- سواءٌ من حيث اللغة أم من حيث رمزيتها القرآنيَّة -
في محاولة فهم دلالاتها وإشاراتها
وكذا معانيها ومضامينها، سنجدها ترسم لنا
صورةً مكتملةَ الأجزاء، واضحةَ المعالم حول حقيقة
هذا الدِّين الذي أنزله الله - تعالى -
على محمَّد بن عبدالله القُرَشيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ورسالته الكبيرة في الحياة.
إنَّ أوَّل حقيقة يجب أن تُرسَّخ معانيها في ضمير المتلقي:
هي أنَّ هذا الدين لا يؤخذ أجزاءً وتفاريقًا
ولا يمكن أن يمارس في واقع النفس أو واقع التاريخ
بفاعليَّات شكليَّة ومظاهر سطحيَّة
لا تنطوي على إحساس عميق بجماليَّة هذا الدين
وإنما تنبني على رؤية كليَّة لمنهج هذا الدين ومهمَّته في الحياة
تلك حقيقة تبدو لي واضحة بيِّنة
لكلِّ مَن تأمل في منظومة هذا الدين
وعلاقته بحياة الإنسان في هذا الوجود.
إنَّ هذا الدين لا يمكن للإنسان أن يُفعِّل مضامينه في الواقع
- سواء الواقع النفسي والواقع التاريخي -
إلاَّ إذا أخذه بكلِّ قوَّة، وإخلاص، وإتقان، وجمال
واستقامة، وثبات، وارتقاء
ومن ثَمَّ تكون النتيجة الضرورية هي:
"العطاء، والمبادرة، والاستعلاء"
ومعنى هذا الكلام أنَّ الإنسان المسلم مطالب أن يكون:
1- قويًّا في ممارسة تعاليم هذا الدين
سواء في واقعه النفسي أو واقعه التاريخي
ولا يخشى شيئًا وهو يمارس تلك التعاليم
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف))
أخرجه مسلم (2664) مطولاً.
2- مخلصًا في تفعيل حقائق هذا الدين
سواءٌ في واقعه النفسي أو واقعه التاريخي
وألاَّ يشوبَ تفعيلَ تلك الحقائق بشيء من مفسدات العمل
بحسب ما تقتضيه قوانين الشريعة
قوله تعالى في الحديث القدسي:
((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً
أشرك فيه معي غيري تركته وشركه))
رواه مسلم (2985).
3- مُتقِنًا لفاعليَّته في ممارسة تعاليم الشريعة
بحيث تكون ممارسته لتلك التعاليم، ممارسة محكمة
وليس فيها أيُّ ثغرة لشدَّة حذقه في تلك الممارسة
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
- إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ
صحيح الجامع 1880
4- مستقيمًا على منهج الحق، وقوانين الشريعة
لا تأخذه في ذلك لومةُ لائم - وما أكثرهم في هذا الزمان -
﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
* وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ
وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 112- 113].
5- ثابتًا على تعاليم المنهج الرَّباني
لا تُزعزعه الجواذب، ولا تُغريه الهواتف.
6- مرتقيًا نحو القمة السامقة التي يُتيحها له المنهج الإلهي.
7- مِعطاءً لا يخشى من ذي العرش إقلالاً
ولا تغرُّه مخابل زخرف الحياة الدنيا؛ فهو لذلك سمح كريم
لا يضنُّ بالعطاء عن أخيه المسلم
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ
سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ
وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 261-262].
8- مبادرًا إلى تفعيل تعاليم الشريعة، وممارسة حقائق الحكمة
ابتغاءَ مرضاة الله تعالى ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26].
9- مستعليًا على جواذب الأرض، ودوافع الهوى، ومغريات الفتنة
﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 26].
وعندما يصل الإنسان المسلم إلى هذا المستوى
في ممارسة التعاليم العمليَّة لهذا الدين
فإنَّه بذلك يصل إلى مستوى الممارسة الحقة
أي: الممارسة لتعاليم الشريعة في أفق الجمال
أي: ممارسةالفعل بصورة جميلة بكلِّ خصائصها ومقوِّماتها
وبتعبير الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -
"الإحسان" الوارد في حديث جبريل - عليه السلام -:
((قال: وما الإحسان؟ قال:((أن تعبد الله كأنك تراه
فإن لم تكن تراه فإنه يراك))
رواه البخاري (50)، ومسلم (9).
وهكذا يكون قد ارتقى في ممارسة الفعل إلى مستوى
الكمال المقدور للإنسان، وتلك هي أقصى درجة مطلوبة
لمنهج الإسلام كما نبَّه على ذلك الرسول الكريم
صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث جبريل - عليه السلام -
المحدد لمعاني الإسلام والإيمان والإحسان.
وهكذا نجد أنَّ الإنسان الجادَّ الذي يريد أن يرتقي
إلى مستوى "البر" ويريد أن يكون من "الأبرار"
وهو يمارس حياته وَفق تعاليم المنهج الرَّباني
إنَّ هذا الإنسان لا يمكنه بلوغ هذا الهدف وإدراك تلك المنزلة
- وهو هدف نبيل، ومنزلة جليلة، ولا شك -
إلاَّ إذا فهم فهمًا عميقًا أنَّ هذا الدين هو منهجٌ للحياة كافةً
ومن ثَم فهو يقتضي ممارسة تعاليمه
في إطارها الكلِّي الشامل المتكامل وليس أجزاءً وتفاريقًا
أي: إنَّه يجب عليه أن يمارس تعاليم هذا المنهج في مستوى "البر"
حتى يكون مسلمًا حقًّا
وحتى يرتقي إلى مستوى "البر" في تفاعله مع هذا الدين.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-02-10, 05:37
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تحدثنا في اللقاء السابق عن حقيقة أن هذا الدين
منهج شامل لحياة الإنسان الممتدة من الدنيا
والتي لا تنتهي إلاَّ ببداية جديدة في عالم الآخرة
- تُصوِّرُها الهندسة المعرفيَّة للآيات تصويرًا دقيقًا
وعميقًا له دلالاته المُوحِية، وإشاراته المعبرة
فهذه الآيات قد اشتملت على جملة من المعارف الكبيرة
والأسس العميقة التي تُعَدُّ الأساس الأول
في بناء إنسانية الإنسان الفاضلة.
و الان تطبيق عملي على آية قرآنية:
وبعد كل هذا الذي قلْتُه آنفًا عن حقيقة مفهوم "البر"
أحببتُ أن أظهر تلك المعاني السالفة الذكر من خلال آية
من آيات البر في القرآن،
وهذه الآية هي قول الله - سبحانه وتعالى -:
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة: 177].
فهذه الآية الكريمة من الآيات الجوامع في القرآن الكريم
إنَّها آية تترجم حقيقة هذا الدين الذي جاء به الرسول الكريم
محمد بن عبدالله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
حقيقة أنَّ هذا الدين هو منهج للحياة الإنسانيَّة الفاضلة
في مجالات حركتها في هذا الوجود كافة
كما أرادها الخالق - جلَّ وعزَّ -
حقيقة أنَّ هذا الدين هو منظومة متكاملة متناسقة
سواء في أنساقها المعرفيَّة والعقديَّة
أم في مفاهيمها الأخلاقيَّة والقِيَمِيَّة
أم في نظمها التنظيميَّة والتشريعيَّة
أم في فاعليَّتها التاريخيَّة والحضاريَّة.
وبادئ ذي بدء أقول:
إنَّ تداخل تلك المجالات المتعددة في الآية
من العقيدة، إلى العَلاقات الاجتماعية، إلى الروح العباديَّة
إلى القيم الأخلاقيَّة، إلى التعليق على كل ذلك في ختام الآية
إنَّ هذا التداخل والتفاعل بين مختلف هذه العناصر والمكونات
والتي لا يربط بينها رابط، ولا يجمعها جامع بادئ الرأي
- ليوحي بطبيعة هذا الدين، وطبيعة هذا المنهج
الذي أنزله الله - تعالى - على رسوله الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -
وحقيقة الرسالة التي أراد الله - تعالى -
أن يبلِّغها لهذا المخلوق الضئيل المسمى "الإنسان".
إنَّ هذا التداخل، وهذا التشابك بين تلك المكونات للآية
ليترجم تلك الحقيقة العميقة التي تضمرها النفس الإنسانيَّة
تلك هي حقيقة أنَّ هذه النفس لا تقبل الانفصام
بين عناصرها المكونة لحقيقتها الفطريَّة
فهذا الإنسان عقيدةٌ في العقل، وتطبيقٌ في الواقع
فكرةٌ في الضمير، وإنشاءٌ في التاريخ
ولا يمكن أبدًا - مهما حاول الإنسان نفسه
أو حاول ذلك غيره من الطواغيت -
الفصم بين ذينِك المكونين الكبيرين في الفطرة البشريَّة
لا لشيء إلاَّ لأنَّهما عميقين في جذر الروح البشري
عمق ذلك الروح نفسه.
وحينما نفهم منهج هذا الدين على النحو - حينها فقط -
نستطيع أن نقوم بمثل تلك النقلة البعيدة
التي قام بها الجيل الأول من المسلمين
فبَلَغوا بذلك مستوى الإنسانية الفاضلة كما خلقها الله - سبحانه وتعالى
- وكما أرادها أن تكون في واقع التاريخ البشريِّ
فكان ما كان منهم في صناعة التاريخ وتشييد الحضارة
مما لو اجتمعتْ الجاهليةُ بكل خيلائها ما وجدت إلى ذلك من سبيل
إلاَّ في الأجيال المتعاقبة والآماد المتتالية
ثم لا تبلغ إلاَّ عُشر معشار ما بلغ أولئك.
من أجل ذلك كان من مقاصد القرآن الكبرى
إعادةُ الضمير الإنسانيِّ إلى فهم هذه الحقيقة
والتحقق بمصداقيتها وتطبيقاتها سواء في عالم النفس
أم في عالم الواقع، ومن ثم شن حملة ضروس على أولئك
الذين رضوا بأن يكون نصيبُهم من هذا الدين المظاهر فقط.
ولنبدأ الآية من أوَّلها:
إنَّ أوَّل شيء توحِي به الآية الكريمة هو أنَّ هناك قومًا
التبس مفهوم البر في حسِّهم وعقولهم
ومن ثم انعكس هذا الالتباس على واقع حياتهم في الوسط الاجتماعي
الذي يمارسون فيه تطبيقات منهج دينهم كما يفهمونه هم
ولأجل ذلك تأخذ الآية في توضيح حقيقة مفهوم البر
ومصادقه في الواقع؛ الواقع النفسي، والواقع الاجتماعي
وبعد توضيح تلك الحقيقة يتبين لنا - نحن المتلقين -
مدى الفرق بين حقيقة مفهوم البر كما هو المنهج القرآني
ومفهومه عند قوم زعموا أنَّهم ملتزمون بالمنهج الرباني
في واقع حياتهم ومسيرة تاريخهم
وهو - ولا شك - فرق هائل جدًّا
تلك هي خلاصة الآية الكريمة:
ليْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
لقد تصوَّر أولئك القوم أنَّ حقيقة الدين الذي يلتزمون به
تنحصر في الالتزام الشكليِّ بتعاليمه
والصرامة في التقيُّد بمظاهره الخارجيَّة
والأخذ بقوة بتعاليمه الجزئية
وأنهم بذلك يكونون قد أدوا الواجب الذي عليهم تُجاه الرسالة
التي يحملونها للإنسانية، ولا عليهم إن لم يكن لها رصيدٌ
من الإحساس النفسي العميق، والتصوُّر العقلي الواضح
ولا عليهم إن هم خالفوا تعاليم الدين
في واقع حياتهم، ومسيرة تاريخهم.
ذلك هو تصورهم لحقيقة مفهوم البر
ومنهج الدين الرباني الذي أنزله على رُسُلِه وأنزل لأجله كُتُبَه
وذلك هو تصوُّرُهم لقيمة المهمَّة التي تجب
عليهم لذلك المنهج عليهم، وهو - ولا شك - تصورٌ ساذج
لا يرقَى إلى قيمة الحقائق التي تضمرها تعاليم هذا الدين
وتكتنِزُها حقيقة مفهوم البر في العقيدة القرآنية.
إنك عندما تتعمَّق في حقيقة الدين الذي بعث الله - تعالى - به الرسل
وأنزل لأجله الكتب، وأقام له السموات والأرض
ووعد لأجله بالجنة، وأوعد بسببه النار
عندما تتأمل تلك الحقيقة الكبيرة، وتتفهَّم معاني تعاليمها
في النفس والمجتمع، حينها فقط تتبيَّن لك ضآلة ذلك التصور -
سواء كان في جانب الإفراط، أو كان في جانب التفريط
الذي انخدع به أولئك البؤساء
الذين ظنُّوا أنَّ تلك هي غاية الشريعة ومنتهى الديانة.
وإنه لتصورٌ صغيرٌ شأنُه، لا يغني عن الحقيقة الكبيرة
التي يسعى إليها الإنسان بفطرته شيئًا
ولا بذي قيمة في ميزان حقيقة المهمَّة التي يُريدها الخالق
- جلَّ جلاله - من الإنسان.
إنَّ الإنسان عندما يكون همُّه من الدين
إقامةَ مظاهره الخارجية، ويكون شغلُه الشاغل الالتزامَ
بجزئياته الفرعيَّة، ويكون سعيُه الدائب الصرامةَ
في تفعيل تعاليمه القريبة، دون الالتفات إلى الحقائق الكبرى
التي تتضمَّنها تلك التعاليم، ومن ثم ممارسة معانيها
في مجالات الحياة كافة
عندما تكون تلك هي قصتَه مع منهج الدين الذي يلتزمه
لا جرمَ أنه لا يستطيع الانطلاق إلى تلك الآفاق البعيدة
التي يفتحها الدين لمن يتفاعل مع تعاليمه بصورة عميقة جدًّا
سواء في ظاهره أم في باطنه، وسواء في محيطه الذاتي
أم في محيطه الاجتماعي
بل بالأحرى أن هذا الدين يفقد مبرر وجوده في أعماق كينونته
ولا يبقى لوجوده معنى في حياته إلاَّّ بالقدر الذي يستفيد
هو منه في علاقاته مع الآخرين.
ولا جرم أنَّ هذه الإشكاليَّة التي يعاني منها هذا الإنسان
– أعني: إشكالية التناقض العميق بين حقيقة الدين الذي يلتزمه
وحقيقة فهمه هو لهذا الدين
ومن ثم ممارسته لتعاليمه في عالم الواقع
أي: عالم العلاقات الاجتماعية، والإنسانيَّة -
إشكاليةٌ خطيرة تُصيب صاحبَها
في أمثل الحالات بفقدان التوازن النفسي
والذي بدوره ينعكس على توازنه الاجتماعي.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-02-11, 05:46
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
حقيقة مفهوم "البر" في القرآن:
ولنا الآن أن نتساءل عن مفهوم البر الذي تُقدِّمه هذه الآيات الكريمة
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ
وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ
وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة: 177].
وهي تُندِّد بأولئك الذين اعتقدوا - جهلاً -
أن لُبَّ الشريعة هو إقامة مظاهرها الخارجية
دون أن يكون لها رصيد في أعماق الضمير وأبعاد العقل.
إن الآيات الكريمة تُقدِّم لنا مفهوم البر على أنه مفهومٌ واسع
يشمل مجالاتِ الكينونة الإنسانيَّة كافة
من عقيدة، وأخلاق، وشريعة، وعلاقات، وحضارة.
1- ركائز العقيدة
ولقد كان انطلاق الآيات في إعادة صياغة تصور الإنسان
لحقائق المنهج الرباني، من خلال أسس العقيدة
التي يجب على الإنسان أن يعتقدها
وهو يمارس فعله في الواقع الوجودي
وما ذاك إلاَّ لأنَّ العقيدة هي الأساس العظيم
الذي تقوم عليه إنسانيَّة الإنسان
سواء التصوُّر العقلي، أم القيم الأخلاقيَّة، أم الواقع المعاش
فبحسب طبيعة العقيدة التي يعتقدها الإنسان
تتشكَّل طبيعة تصوراته العقلية، وقِيَمه الأخلاقية
ونوعية العلاقات الاجتماعية التي يُنشِئُها مع باقي أفراد
المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه
ليشمل أفراد البشرية جمعاء
من أجل ذلك تجد المنهج الربانيَّ يركز على العقيدة
كأشدِّ ما يكون التركيز، ويفصِّل فيها القول
ويضرب لها الأمثال، ولا يترك شيئًا يمكن أن يساهِم
في بناء عقيدة تليق بإنسانية الإنسان
وتترجم حقائق الوجود الكبرى كما هي عليه
إلاَّ وعرَّج عليه ونبَّه إليه
وما ذاك إلاَّ لأن العقيدة هي الأساس النفسي الذي ستقام
عليها كلُّ التعاليم والإرشادات التي أتى بها المنهج القرآني
إنَّ العقيدة هي الإنسان، والإنسان هو عقيدة في الأساس الأوَّل.
2- الإيمان باليوم الآخر:
الركيزة الثانية التي يبني عليه القرآن نظامه العقدي
هي عقيدة "الآخرة"، وعقيدة الآخرة في المنهج القرآني
عقيدة لها خصائصها المميَّزة تضفي عليها معاني
جليلة لا تجدها في باقي العقائد والمذاهب.
إن القرآن الكريم يعتبر الآخرة ضرورة وجوديَّة
بمعنى أن الآخرة ضرورة تحتِّمها طبيعة الإنسان،
وتؤكدها طبيعة هذا العالم الذي يعيش فيه الإنسان
ويكون من العبث السخيف بل المقيت
تصورُ وجود الإنسان دون عقيدة الآخرة.
3- الإيمان بالملائكة:
الركيزة الثالثة في العقيدة الإسلامية هي ركيزة: "الملائكة".
وعقيدة "الملائكة" في المنهج الإسلامي عقيدةٌ فريدة
وما تكْمُن فرائدُها الجليلة تلك إلاَّ في ذلك التصوُّر الكبير
والجميل الذي يقدِّمه المنهج الإسلاميُّ
للإنسان المسلم حول "الملائكة".
4- الإيمان بالكتب:
الركيزة الرابعة في العقيدة الإسلامية هي ركيزة الإيمان بـ"الكتب".
الإنسان - لأنه كائن مخلوق - لابُدَّ له من منهج كلِّيٍّ، شامل كامل
يُتيح له توفيق مقتضيات حياته الدنيوية بحسب المهمة
التي خُلِق لأجلها في هذا العالم، "مهمة العبودية".
ولقد يكون الإنسان على قدر عظيم من الألمعيَّة العقليَّة
والإحساس المرْهَف، والحكمة الصائبة
ولكنْ كل أولئك لا يُمكِّنه من الاستغناء عن المنهج الرباني المطلق
الشامل الكامل الذي يضع له المعالم، ويرسم له الخطوط
ويُحدد له القوانين، التي من خلالها يستطيع أن يرقَى
إلى مستوى الإنسانية الفاضلة التي خلقه الله - جلَّ جلالُه - عليها
والتي يريد الله - جلَّ جلالُه - من الإنسان
أن يُكيِّف حياته وَفق تعاليمها
فالكتب إنما نزلتْ لأجل هذا المعنى
وتأكيد هذه الحقيقة، حقيقة أن الإنسان خُلق في هذا العالم
لأجل مهمة معيَّنة، ومن ثم لابد له من منهج يعينه
على السير في طريقه نحو الأبدية، نحو الله.
ومن هنا كان إنزال الكتب من لدن الله - سبحانه وتعالى - ضروريًّا
رحمةً وفضلاً، فهو ضرورة تُوجِبها طبيعة الإنسان
وتؤكدها الحكمة الإلهية، ويكون من المتعذر تصور وجود الإنسان
دون شريعة من الله - تعالى - ترسم له الإطار الكلي -
المتضمن للمعاني الجزئية -
الذي يجب أن يسير فيه
وتُحدد له المنهج الذي يجب أن يلتزم به في حياته.
5- الإيمان بالرسل:
الركيزة الخامسة في العقيدة الإسلامية هي الإيمان بالرسل
وهذه العقيدة تنبثق من العقيدة السابقة
عقيدة الكتاب، فالأنبياء هم القدوة المُثْلَى للإنسان
أثناء المسير إلى الله - تعالى - ولأجل تحقيق معاني الفطرة
التي فطر الله عليه الإنسان
ويكون من المستحيل تصورُ وجود الإنسان دون عقيدة الأنبياء
لأن الإنسان من حيث هو كائن، عاقل، مريد
متحرك، لابد له من قدوة حسنة أو سيئة.
ولقد تحدَّث القرآن الكريم عن معشر الأنبياء كثيرًا
ومن خلال تلك الآيات نستطيع معرفة معالم شخصيَّتِهم -
عليهم الصلاة والسلام - وفهم حقيقة التصوُّر الذي يقدِّمه
القرآن الكريم عن الإنسان "النبي، والرسول".
الشريعة:
بعد هذا التحديد لمعالم أصول العقيدة في المنهج القرآني
يجئ الحديث عن تعاليم الشريعة، وذلك من خلال الحديث
عن العلاقات الاجتماعية، ومحاسن الأخلاق.
ولقد كان من الطبيعي جدًّا أن يجيء الحديث عن العلاقات الاجتماعية
والعبادة، والأخلاق، بعد التأسيس لأصول العقيدة
وما ذاك إلاَّ لما قلته لكم آنفًا
من أنَّ الإنسان لابد له من قواعد تصوُّريَّة يرتكز عليها
وهو يمارس حياته في عالم الواقع.
وإنه لمن العجيب أن تتناول الآية الكريمة الحديثَ
عن العلاقات الاجتماعية، مركزةً الحديث عن التكافل الاجتماعي
دون غيره من المجالات الأخرى
التي تتمثل فيها العلاقات الاجتماعية.
ويبدو لي - والله أعلم -
أن الآية تريد أن توحي للمتلقي - وهي تتحدث عن مفهوم "البر"
- أن العلاقات الاجتماعية هي المظهر الأعظم لترجمة
فاعليَّة التعاليم الدينية التي يؤمن بها الإنسان
وخاصة أن التكافل الاجتماعي -
وخاصة في جانب المال -
يقتضي من صاحبه بعض التضحية لأجل الغير
ومن ثم فإنَّ الإنسان الزاعمَ الانتماءَ لهذا المنهج الرباني
والزاعمَ التقيُّدَ بتعاليمه، إذا لم يكن هناك ما يترجم
تلك المزاعم في عالم الواقع
أي: إذا لم يمارس التكافل الاجتماعي مع الناس
فإنها لا تعد شيئًا، بل تظل كما هي مزاعم فارغة.
والنقطة الثانية الملْفِتة للانتباه في توسط العبادة "الصلاة"
في تأسيس العلاقات الاجتماعية، والأمر عندي - والله أعلم -
أن الآية ترمي من وراء ذلك إلى ربط الإنسان الملتزم بالمنهج الرباني
- وهو يمارس مفهوم التكافل الاجتماعي
في الوسط الذي يعيش فيه بالله تعالى -
حتى تتحقَّق بالنسبة إليه عدةُ أشياء:
1- منها الإخلاص: وهو أمر لابد منه
سواءٌ في حياة الإنسان الفرد أو في حياة الإنسان المجتمع
فبدون الإخلاص لا يستطيع الإنسان الارتقاءَ إلى المستوى
الرفيع الذي يريد المنهج الرباني من الإنساني الارتقاءَ إليه
ومن ثم لا يجد الإنسان الذي لا يخلص في عمله -
وهو هنا التكافل الاجتماعي -
بدًّا من السقوط في حمئة الأخلاق الفاسدة وهي كثيرة.
2- منها القوة: التي يجدها الإنسان المرتبط بالله - تعالى
وهو يمارس تعاليم منهج الله - تعالى - في الحياة
تلك القوة التي تسكب في كينونته معاني الانتصار
على الوَهَن الذي يُصيب الإنسان عندما يفقد علاقته مع الله - تعالى
والاستماتة في ممانعة هواتف السقوط
التي تتجاذب الإنسان عندما يفقد علاقته مع الله - تعالى.
3- منها الأخوّة: التي يستشعرها الإنسان المخلص
وهو يَمُدُّ يدَ العون لأخيه الإنسان
والتي تملأ نفسَه بمشاعر الحب والمساواة
والأخلاق الحميدة تُجاه باقي أفراد المجتمع.
وهكذا يستطيع الإنسان المسلم أن يمارس حياته الاجتماعية
بكل هدوء وسلام وحب واطمئنان.
وبعد هذه الجولة الطويلة تختم الآيات
بتقرير حقيقة مهمة: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾
فهؤلاء المتَّصفون بهذا الأوصاف الجليلة
والمتفاعلون معاليم الدين بهذا الشمول والتكامل
(العقيدة الشريعة، الأخلاق، العبادة)
هؤلاء هم وحدهم الذين صدقوا في التزام تعاليم هذا الدين
ومارسوه في الواقع؛ واقعهم النفسي، وواقعهم الاجتماعي
وهؤلاء هم وحدهم -كذلك - المتقون
اخوة الاسلام
و لمن اراد الاطلاع علي المزيد من التفاصيل
https://www.alukah.net/sharia/0/7613/
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-12, 05:21
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/02/12/07/656689861.jpg (https://www.0zz0.com)
جاء في النهي عن رفع المصلي بصره إلى السماء :
ما روى البخاري (750)
عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلَاتِهِمْ
فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ :
لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ ) .
والعلة في ذلك أن رفع البصر أثناء الصلاة ينافي الخشوع
ويعرض المصلي للانشغال بما يراه .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" فلما كان رفع البصر إلى السماء ينافي الخشوع
حرمه النبي صلى الله عليه وسلم وتوعد عليه"
انتهى من "القواعد النورانية" (ص 46) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" قوله: ( ورفع بصره إلى السماء )
أي : يكره رفع بصره إلى السماء وهو يصلي
سواء في حال القراءة أو في حال الركوع
أو في حال الرفع من الركوع
أو في أي حال من الأحوال ؛ بدليل وتعليل:
أما الدليل ، فلأن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء في الصلاة
أو لتخطفن أبصارهم ) أي : إما أن ينتهوا
وإما أن يعاقبوا بهذه العقوبة وهي :
أن تخطف أبصارهم فلا ترجع إليهم
واشتد قوله صلى الله عليه وسلم في ذلك ...
وأما التعليل : فلأن فيه سوء أدب مع الله تعالى
لأن المصلي بين يدي الله ، فينبغي أن يتأدب معه
وأن لا يرفع رأسه ، بل يكون خاضعا
ولهذا قال عمرو بن العاص رضي الله عنه :
إنه كان قبل أن يسلم يكره النبي صلى الله عليه وسلم
كراهة شديدة ، حتى كان يحب أن يتمكن منه فيقتله
فلما أسلم قال : ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه
إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت .
ولهذا كان القول الراجح في رفع البصر إلى السماء
في الصلاة أنه حرام وليس بمكروه فقط " انتهى .
"الشرح الممتع" (3/226) .
وأما رفع البصر إلى السماء خارج الصلاة
فلا حرج فيه ؛ لعدم ما يدل على المنع منه
بل ذهب بعض الفقهاء إلى أن الرفع هو الأولى .
جاء في "الموسوعة الفقهية" (8/99) :
" نص الشافعية على أن الأولى في الدعاء خارج الصلاة
رفع البصر إلى السماء
وقال الغزالي منهم : لا يرفع الداعي بصره إليها " انتهى .
وقال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" :
" قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : وَاخْتَلَفُوا فِي كَرَاهَة رَفْع الْبَصَر إِلَى السَّمَاء
فِي الدُّعَاء فِي غَيْر الصَّلَاة فَكَرِهَهُ شُرَيْح وَآخَرُونَ
, وَجَوَّزَهُ الْأَكْثَرُونَ " انتهى .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" ولا يكره رفع بصره إلى السماء في الدعاء
لفعله صلى الله عليه وسلم
وهو قول مالك والشافعي ، ولا يستحب " انتهى .
"الفتاوى الكبرى" (5/338) .
وبَوَّب البخاري رحمه الله في صحيحه :
باب رفع البصر إلى السماء
وذكر قوله تعالى :
( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت
وإلى السماء كيف رفعت ) الغاشية/17 ، 18
وقول عائشة رضي الله عنها :
( رفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء )
أي : عند وفاته صلى الله عليه وسلم .
ومراد البخاري رحمه الله بيان جواز رفع البصر إلى السماء
وأن النهي خاص بحال الصلاة .
ودل على جواز رفع البصر إلى السماء في الدعاء خارج الصلاة :
ما رواه مسلم (2055)
في قصة شرب المقداد رضي الله عنه لشراب
النبي صلى الله عليه وسلم دون علمه وفيه :
( ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ
فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ
فَقُلْتُ : الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ .
فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي ، وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي ) .
وروى أبو داود (3488)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ
: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا عِنْدَ الرُّكْنِ
قَالَ : فَرَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَضَحِكَ
فَقَالَ : ( لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ ثَلَاثًا
إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ الشُّحُومَ فَبَاعُوهَا ، وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا
وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ )
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-13, 05:39
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2021/02/13/07/425382058.jpg (https://www.0zz0.com)
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إنَّ اللَّهَ تعالى يقولُ يا ابنَ آدمَ : تفرَّغْ لعبادتي
أملأْ صدرَكَ غنًى وأسدَّ فقرَكَ
وإن لا تفعَل ملأتُ يديْكَ شغلاً ، ولم أسدَّ فقرَكَ
رواه الترمذي 2466
تلا رسولُ اللهِ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ الآية قال
: يقولُ اللهُ : ابنَ آدمَ ! تفرَّغْ لعبادتي
أملأْ صدرَك غِنًي ، وأَسُدَّ فقرَك
وإلا تفعلْ ، ملأتُ صدرَك شُغلًا ولم أَسُدَّ فقرَك
أخرجه الترمذي (2466)، وابن ماجه (4107)
عُبوديَّةُ اللهِ هي أعْلى المَقاماتِ وأشْرَفُها
وهي الغايةُ من خَلْقِ الإنسانِ، وعندَما يَتفرَّغُ لها الإنسانُ
ينالُ الخيْرَ العميمَ، لكن إنْ غَفَلَ عنها
وانْشَغَلَ بالدُّنيا، كان ذلك هو الخُسْرانَ الحقيقيَّ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو هُرَيْرةَ رضِيَ اللهُ عنه:
"تَلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم"
أي: قَرَأَ على الصَّحابَةِ قوْلَهُ تَعالى:
"{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ}
والمعنى: مَن كان يُريدُ بعَمَلِهِ الآخِرَةَ
نَزِدْ له في عَمَلِهِ الحَسَنِ، فنَجْعَلْ له الحَسَنَةَ بعَشْرٍ
إلى ما شاء ربُّنا من الزيادَةِ
{وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا
وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ} [الشورى: 20]
أي: وَمَنْ كان يُريدُ بعَمَلِهِ الدُّنيا
ويَسعَى لها لا للآخِرةِ، نُؤتِه ما قَسَمْنا له منها.
ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
"يقولُ اللهُ: ابنَ آدَمَ!"
أي: يُنادي على ابنِ آدَمَ قائلًا له: "تفرَّغْ لعِبادتي"
والمُرادُ من التفرُّغِ للعِبادَةِ: إيثارُها على حُظوظِ الدُّنيا
والإتيانُ بما أَمَرَ به منها، فلا تُلْهيهِ عن ذِكْرِ اللهِ
لا أنَّه لا يَفعَلُ إلَّا العِبادَةَ، بل لا يَنشغِلُ عن ربِّهِ
فيكُونُ في كلِّ أحوالِهِ وأعمالِهِ في طاعتِه
فلا تُلْهِيهِ تِجارةٌ أو بيعٌ عن ذِكرِ اللهِ وفَرائضِهِ.
ثمَّ بيَّن سُبحانَه وتَعالى ما يُعطيهِ لفاعِلِ ذلك:
"أَمْلأْ صَدْرَكَ غِنًى" والمُرادُ بالغِنى:
غِنى النَّفْسِ والرِّضا بما قَسَمهُ اللهُ
ويحصلُ في قلبِهِ قَناعَةٌ تامَّةٌ
"وأَسُدَّ فَقْرَكَ" والمُرادُ أنَّه لا يَبْقى للفَقْرِ ضَرَرٌ
بل يُغْنيهِ اللهُ في نَفْسِهِ، ويُبارِكُ له في القليلِ من مالِه
"وإلَّا تَفْعَلْ" يعني: وإنْ لم تفْعَلْ ما أَمَرْتُك به
من التَّفرُّغِ للطاعَةِ والعِبادَةِ
وآثَرْتَ الدُّنيا على الآخِرةِ "مَلأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا"
أي: كثَّرْتُ شُغْلَكَ بالدُّنيا
فظَلَلْتَ مُنشغِلًا بغَيرِ العِبادةِ
مُقبِلًا على الدُّنيا وأعمالِها وأشغالِها
ولا يَزالُ قَلْبُك غيرَ راضٍ "ولم أَسُدَّ فَقْرَكَ"
فتُنزَعُ البَرَكةُ من مالِكَ
ويَبْقى القَلْبُ مُتلهِّفًا على الدُّنيا غيرَ بالِغٍ منها أمَلَهُ
فيَحرِمُكَ اللهُ مِن ثَوابِهِ وفَضلِهِ
وتَزيدُ تعَبًا في الدُّنيا دونَ شُعورٍ بالغِنى.
وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في العِبادَةِ
وتَرْكُ الانْشِغالِ بالدُّنيا
https://dorar.net/hadith/sharh/111622
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-14, 05:25
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2021/02/14/07/127269132.jpg (https://www.0zz0.com)
كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يجلّونه ويعظمونه ويعظمون سنته
ولما رأى بعضهم في أول الإسلام أن أهل الكتاب
يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم
رأوا أن النبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك
توقيرا له ، وتعظيما لشأنه
فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن السجود له .
فروى ابن ماجة (1853) ، والبيهقي (14711)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ :
" لَمَّا قَدِمَ مُعَاذٌ مِنَ الشَّامِ سَجَدَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: ( مَا هَذَا يَا مُعَاذُ ؟ )
قَالَ : أَتَيْتُ الشَّامَ فَوَافَقْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِأَسَاقِفَتِهِمْ وَبَطَارِقَتِهِمْ
فَوَدِدْتُ فِي نَفْسِي أَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ بِكَ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( فَلَا تَفْعَلُوا ، فَإِنِّي لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ
لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا
حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا ، وَلَوْ سَأَلَهَا نَفْسَهَا
وَهِيَ عَلَى قَتَبٍ لَمْ تَمْنَعْهُ ) .
وروى أبو داود (2140) ، والحاكم (2763)
عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ:
" أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ (
وهو الفارس الشجاع المقدم على القوم عندهم )
فَقُلْتُ : رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَهُ
فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ
: إِنِّي أَتَيْتُ الْحِيرَةَ فَرَأَيْتُهُمْ يَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ
فَأَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ أَنْ يُسْجَدَ لَكَ
فقَالَ : ( لَا تَفْعَلُوا، لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ
لَأَمَرْتُ النِّسَاءَ أَنْ يَسْجُدْنَ لِأَزْوَاجِهِنَّ
لَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ حَقٍّ ) .
وروى ابن حبان (4162)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم
دخل حَائِطًا مِنْ حَوَائِطِ الأَنْصَارِ
فَإِذَا فِيهِ جَمَلانِ يَضْرِبَانِ وَيَرْعَدَانِ
فَاقْتَرَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمَا
فَوَضَعَا جِرَانَهُمَا بِالأَرْضِ ، فَقَالَ مَنْ مَعَهُ : سَجَدَ لَهُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَا يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ
وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ يَنْبَغِي أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ
لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا
لِمَا عَظَّمَ اللَّهُ عَلَيْهَا مِنْ حَقِّهِ )
السجود – ومثله الانحناء والركوع - نوعان :
الأول: سجود عبادة .
وهذا النوع من السجود يكون على وجه الخضوع والتذلل والتعبد
ولا يكون إلا لله سبحانه وتعالى
ومن سجد لغير الله على وجه العبادة :
فقد وقع في الشرك الأكبر .
الثاني : سجود تحية .
وهذا النوع من السجود
: يكون على سبيل التحية والتقدير
والتكريم للشخص المسجود له.
وقد كان هذا السجود مباحاً في بعض الشرائع السابقة للإسلام
، ثم جاء الإسلام بتحريمه ومنعه.
فمن سجد لمخلوق على وجه التحية فقد فعل محرماً
إلا أنه لم يقع في الشرك أو الكفر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" السُّجُودُ عَلَى ضَرْبَيْنِ : سُجُودُ عِبَادَةٍ مَحْضَةٍ
وَسُجُودُ تَشْرِيفٍ ، فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَلَا يَكُونُ إلَّا لِلَّهِ".
انتهى من "مجموع الفتاوى" (4/361).
وقال : " وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى
: أَنَّ السُّجُودَ لِغَيْرِ اللَّهِ مُحَرَّمٌ ".
انتهى من " مجموع الفتاوى" (4/358).
وقال : " فإن نصوص السنة ، وإجماع الأمة
: تُحرِّم السجودَ لغير الله في شريعتنا ، تحيةً أو عبادةً
كنهيه لمعاذ بن جبل أن يسجد لما قدمَ من الشام
وسجدَ له سجود تحية".
انتهى من "جامع المسائل" (1/25).
وقال القرطبي :
" وَهَذَا السُّجُودُ الْمَنْهِيُّ عَنْهُ
: قَدِ اتَّخَذَهُ جُهَّالُ الْمُتَصَوِّفَةِ عَادَةً فِي سَمَاعِهِمْ
وَعِنْدَ دُخُولِهِمْ عَلَى مَشَايِخِهِمْ وَاسْتِغْفَارِهِمْ
فَيُرَى الْوَاحِدُ مِنْهُمْ إِذَا أَخَذَهُ الْحَالُ
بِزَعْمِهِ ـ يَسْجُدُ لِلْأَقْدَامِ
لِجَهْلِهِ ؛ سَوَاءٌ أَكَانَ لِلْقِبْلَةِ أَمْ غَيْرِهَا
جَهَالَةً مِنْهُ ، ضَلَّ سَعْيُهُمْ وَخَابَ عَمَلُهُمْ".
انتهى من "تفسير القرطبي" (1/294).
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-15, 05:14
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2021/02/15/07/880644183.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ عائشة أم المؤمنين
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ :
ما مِن مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بها عنْه
حتَّى الشَّوْكَةِ يُشاكُها.
رواه البخاري (5640)، ومسلم (2572)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ :
- ما يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ، ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ
ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا
إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ.
رواه البخاري 5641
في هذا الحديثِ تَسليةٌ للمؤمنِ فيما يُصِيبُهُ
من مصائبِ الدُّنيا ومن الأمراض
فكلُّ ما يُصيبُ المؤمنَ خيرٌ له
يقولُ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ما مِن مُصيبةٍ))
وتنكيرُ كلمة (مصيبة) يُفيد العمومَ والشُّمول
أيْ: أيُّ مصيبةٍ، كبيرةً كانتْ أو صغيرة
أيًّا كان قدرُها؛ تُصيب المسلمَ إلَّا كانتْ تكفيرًا لذُنوبِه
وفي حديث آخَرَ تفصيلُ هذه الأشياءِ التي تصيبُه
سواءٌ كان تعبًا أو همًّا أو غمًّا أو حزنًا
فما من مصيبةٍ تُصيب العبدَ المؤمن
إلَّا ويَرفَع اللهُ بها درجتَه، ويحطُّ عنه خَطاياه
ويُطهِّرُه بها مِن ذُنوبه ومعاصِيه
حتى لو كانتْ هذه المصيبةُ شوكةً تُصيب العبدَ.
https://www.dorar.net/hadith/sharh/5674
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-16, 05:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2021/02/16/07/505438431.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ أسماء بنت عميس
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ :
- ألَا أُعلِّمُكِ كلماتٍ تقولينَهُنَّ
عندَ الكَرْبِ، أو في الكَرْبِ؟
اللهُ اللهُ ربِّي، لا أُشرِكُ به شيئًا.
الفتوحات الربانية 4/10
عَنْ عائشة أم المؤمنين
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قَالَ :
إذا أصاب أحدَكم غمٌّ أو كَربٌ
فليقُلِ : اللهُ ، اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا
السلسلة الصحيحة 2755
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُربِّي أصحابَه على التَّقوى
وحُسنِ التَّوجُّهِ واللُّجوءِ إلى اللهِ في كلِّ الأحوالِ
وكان يُعلِّمُهم ما يَنفَعُهم مِن الأدعيةِ والأذكارِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
"إذا أصاب أحدَكم غَمٌّ أو كَرْبٌ"
أي: أصابَه الحُزْنُ وضِيقُ النَّفْسِ؛ لمُصِيبةٍ ألمَّت به
"فلْيَقُلْ: اللهُ، اللهُ" وكرَّر لَفظَ الجلالةِ؛ استِلذاذًا بذِكْرِه
واستحضارًا لِعَظَمتِه وتأكيدًا للتَّوحيدِ
فإنَّه الاسمُ الجامعُ لجميعِ الصِّفاتِ الجَلاليَّةِ والجَماليَّةِ والكَماليَّةِ
"ربِّي"، أي: هو ربِّي المُحسِنُ إلَيَّ بإيجادِي مِن العدَمِ
وتَوفيقي لِتَوحيدِه وذِكْرِه
والمربِّي لي بجَلائلِ نِعَمِه
والمالِكُ الحقيقيُّ لِشأْني كلِّه
ثم أفصَحَ بالتَّوحيدِ فقال: "لا أُشرِكُ به شيئًا"
أي: ليس معه أحدٌ يُشارِكُه في كَمالِه وجَلالِه
وجَمالِه وعُبوديَّتِه، وما يجِبُ له وما يَستحيلُ عليه
والمرادُ أنَّ قولَ ذلك يُفرِّجُ الهمَّ والغَمَّ
والضَّنكَ والضِّيقَ إنْ صدَقَت النِّيَّةُ.
وفي الحديثِ: تَربيةٌ نَبويَّةٌ
وإرشادٌ إلى التَّوجُّهِ إلى اللهِ بالدُّعاءِ في النَّوائبِ والمُلِمَّاتِ.
وفيه: بَيانُ الأثرِ النافعِ لذِكْرِ اللهِ .
https://www.dorar.net/hadith/sharh/117728
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-17, 05:44
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/02/17/07/467200663.jpg (https://www.0zz0.com)
كيف نربي أولادنا ؟
يجب أن ننتبه إلى أن الأخلاق السيئة في الغالب
توافق شهوات النفس وهواها
لذلك يتخلق بها الطفل بأدنى مؤثر وبأضعف سبب
وفي المقابل الأخلاق الحسنة :
هي تهذيب للنفس وكفها عن شهواتها التي تفسدها
وتفوّت عليها مصالحها
فالأخلاق الحسنة هي السير في الطريق المعاكس لهوى النفس
فهي عملية بناء تحتاج إلى جهد واجتهاد .
والتربية الصحيحة هي أن نثبّت الأخلاق الحسنة في نفس الطفل
تثبيتا قويا يمكنّها من مغالبة الشهوات الفاسدة
ويجعل النفس لا تشعر براحتها إلا مع الأشياء التي تصلحها
وتمقت كل ما يعارض هذه الأخلاق الحسنة .
وحتى يتقبل الطفل هذا الأخلاق الحسنة لا بد من تحبيبها له
والحبّ لا يمكن أن يأتي بالقهر والشدة
وإنما يحتاج إلى ما يلي :
1- الرفق واللين .
وقد وردت عدة أحاديث نبوية ترشد إلى استعمال الرفق
واللين في التعامل ، منها :
عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ )
رواه البخاري (6024) .
عَنْ جَرِيرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ ، يُحْرَمِ الْخَيْرَ ) .
رواه مسلم (2592)
ومن طبع الأولاد أنهم يحبون الوالد الرفيق بهم المعين لهم
الذي يهتم بهم ، لكن من غير صراخ وغضب
قدر الطاقة ، بل بحكمة وصبر .
فالطفل في سن يحتاج فيها إلى الترفيه واللعب
كما أنه في السن المناسبة للتأديب والتدريس
فلهذا يجب إعطاء كلّ شيء حقه باعتدال وتوسط .
والأولاد إذا أحبوا الوالد الرفيق
كان هذا الحب دافعا قويا لهم لطاعة الوالد
وبالعكس فغياب الرفق ، وحضور العنف والشدة ، يسبب النفور
وبالتالي التمرد والعصيان
أو سيطرة الخوف الذي يولد في الطفل الكذب والخداع .
2- التعامل بالرفق لا ينافي استعمال العقوبة عند الحاجة إليها
لكن يجب أن ننتبه إلى أنّ العقوبة في عملية التربية
يجب أن تستعمل بحكمة ؛ فلا يصح أن نعاقب الولد
على كل مخالفة يقوم بها ، بل تكون العقوبة
حيث لا ينفع الرفق ، ولم يؤدبه النصح والأمر والنهي .
3- القدوة الحسنة .
فعلى الوالدين أن يلزموا أنفسهم أولا بالأخلاق
التي يسعون إلى تأديب الأولاد عليها
فلا يليق مثلا أن ينهى الوالد ولده
عن التدخين وهو نفسه يدخن .
ولهذا قال أحد السلف لمعلم أولاده :
" لِيَكُنْ أولَّ إصلاحكَ لِبَنِيَّ إصلاحُك لنفسِك
فإن عيوبهم معقودةٌ بعيبك
فالحَسَنُ عندهم ما فَعلت َ، والقبيحُ ما تركتَ " ا.ه
" تاريخ دمشق " ( 38 / 271 – 272 ) .
4- عليكم بملازمة الدعاء خاصة في أوقات الإجابة
كثلث الليل الأخير ، وأثناء السجود ، ويوم الجمعة
فأكثروا من دعاء الله تعالى بأن يصلح أولادكم
وأن يهديهم إلى الطريق المستقيم
فالدعاء للأولاد من صفات عباد الله الصالحين
قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا
وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) الفرقان ( 74 ) .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى :
" ( قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) أي: تقر بهم أعيننا.
وإذا استقرأنا حالهم وصفاتهم
عرفنا من هممهم وعلو مرتبتهم
أنهم لا تقر أعينهم حتى يروهم مطيعين لربهم ، عالمين عاملين
وهذا كما أنه دعاء لأزواجهم وذرياتهم في صلاحهم
فإنه دعاء لأنفسهم ، لأن نفعه يعود عليهم
ولهذا جعلوا ذلك هبة لهم ، فقالوا: (هَبْ لَنَا )
بل دعاؤهم يعود إلى نفع عموم المسلمين
لأن بصلاح من ذكر
يكون سببا لصلاح كثير ممن يتعلق بهم ، وينتفع بهم " ا.هـ .
" تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن " (587) .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-18, 05:30
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2021/02/18/07/900465208.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا
فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ : نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ
وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ
وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ)
رواه البخاري (3087) ومسلم (617) .
قوله: "اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا":
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"فيه أن الجماد بالنسبة لله عز وجل يتكلم مع الله ويناجي الله
وهذا ظاهر في القرآن والسنة
ففي القرآن يقول الله تعالى:
﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ
ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴾ [فصلت: 11]
التعليق على صحيح مسلم (3/ 588).
وفي السنة كثير"
منها قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"يَخْرُجُ عُنُقٌ مِنَ النَّارِ لَهُ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ
وَأُذُنَانِ تَسْمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ يَقُولُ:
إِنِّي وُكِّلْتُ بِثَلَاثٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ
وَكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ آخَرَ، وَبِالْمُصَوِّرِينَ"
مسند الإمام أحمد (14/ 152) برقم 8430
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه
- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"تَحَاجَّتِ النَّارُ وَالْجَنَّةُ، فَقَالَتِ النَّارُ:
أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ
وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي
إِلاَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْوَعَجَزُهُمْ
قَالَ اللَّهُ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي
وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي
وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا النَّارُ
فَلا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُُ رِجْلَهُ فِيهَا
فَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ، فَهُنَاكَ تَمْتَلِئ
وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا
وَأَمَّا الْجَنَّةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا
صحيح البخاري برقم 4850، وصحيح مسلم برقم 2846.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
"والمراد بالزمهرير : شدة البرد
واستشكل وجوده في النار ، ولا إشكال
لأن المراد بالنار: محلها ، وفيها طبقة زمهريرية" انتهى .
" فتح الباري " ( 2 / 19 ) .
"قوله في الحديث:"أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا"
من شدة الحر، وشدة البرد
فأذن الله لها أن تتنفس في الشتاء
وتتنفس في الصيف، نفس في الصيف ليخف عليها الحر
وفي الشتاء ليخف عليها البرد
وعلى هذا فأشد ما تجدون من الحر
يكون من فيح جهنم
و أشد ما يكون من الزمهرير من زمهرير جهنم"
التعليق على صحيح مسلم للشيخ ابن عثيمين۴
شرح كتاب الصلاة ومواقيتها (3/ 584).
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-02-19, 05:29
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هل كان كلام النار ، وشكوتها
بلسان المقال أم بلسان الحال ؟
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله :
"وأما قوله في هذا الحديث :
(اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب
أكل بعضي بعضاً .... الحديث) :
فإن قوماً حملوه على الحقيقة
وأنها أنطقها الذي أنطق كل شيء
واحتجوا بقول الله عز وجل :
(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ) النور/24
وبقوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الإسراء/44
وبقوله : (يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ) سبأ/10
أي : سبِّحي معه ، وقال : (يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِشْرَاقِ) ص/18
وبقوله : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ق/ 30
وما كان من مثل هذا ، وهو في القرآن كثير
حملوا ذلك كله على الحقيقة ، لا على المجاز
وكذلك قالوا في قوله عز وجل :
(إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) الفرقان/ 12
و (تكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) الملك/8 ، وما كان مثل هذا كله .
وقال آخرون في قوله عز وجل :
(سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) و (تكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) :
هذا تعظيم لشأنها ، ومثل ذلك قوله عز وجل
: (جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ) الكهف/77
فأضاف إليه الإرادة مجازاً ، وجعلوا ذلك من باب المجاز
والتمثيل في كل ما تقدم ذكره
على معنى أن هذه الأشياء لو كانت مما تنطق
أو تعقل : لكان هذا نطقها وفعلها .
فمَن حمل قول النار وشكواها على هذا :
احتج بما وصفنا ، ومن حمل ذلك على الحقيقة :
قال : جائز أن يُنطقها الله ، كما تنطق الأيدي
والجلود ، والأرجل يوم القيامة
وهو الظاهر من قول الله عز وجل :
(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ق/ 30
ومن قوله : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) الإسراء/44
و (قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ) النمل/18
وقال : قوله عز وجل : (تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) الملك/8
أي : تتقطع عليهم غيظاً ، كما تقول : فلان يتقد عليك غيظاً
وقال عز وجل :
(إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) الفرقان/ 12
فأضاف إليها الرؤية ، والتغيظ ، إضافة حقيقية
وكذلك كل ما في القرآن من مثل ذلك .
ومن هذا الباب عندهم قوله :
(فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ) الدخان/29
و (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ
وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً) مريم/ 90
و (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) فصلت/11
(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) البقرة/74
قالوا : وجائز أن تكون للجلود إرادة لا تشبه إرادتنا
كما للجمادات تسبيح وليس كتسبيحنا
وللجبال ، والشجر سجود وليس كسجودنا .
والاحتجاج لكلا القولين يطول
وليس هذا موضع ذِكره ، وحمْل كلام الله تعالى
وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم على الحقيقة :
أولى بذوي الدِّين ، والحق ؛ لأنه يقص الحق
وقوله الحق ، تبارك وتعالى علوّاً كبيراً" انتهى .
" التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد " ( 5 / 11 – 16 ) .
وقد رَدَّ آخرون الحديث لأن سبب شدة الحر أو شدة البرد معروف
وهو بعد الشمس أو قربها من الأرض .
وقد أجاب العلماء عن ذلك أيضاً
وبينوا أنه لا تعارض بين الحديث ، وبين الواقع
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
"وفي هذا الحديث : دليل على أن الجمادات لها إحساس لقوله :
(اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب أكل بعضي بعضاً)
من شدة الحر ، وشدة البرد ,
فأذن الله لها أن تتنفس في الشتاء ، وتتنفس في الصيف
, تتنفس في الصيف ليخف عليها الحرَّ ,
وفي الشتاء ليخفَّ عليها البرد ,
وعلى هذا فأشد ما نجد من الحرِّ :
يكون من فيح جهنم
, وأشد ما يكون من الزمهرير : من زمهرير جهنم .
فإن قال قائل : هذا مشكل حسَب الواقع
لأن من المعروف أن سبب البرودة في الشتاء
هو : بُعد الشمس عن مُسامتة الرؤوس ,
وأنها تتجه إلى الأرض على جانب ، بخلاف الحر
فيقال : هذا سبب حسِّي ، لكن هناك سبب وراء ذلك ,
وهو السبب الشرعي الذي لا يُدرك إلا بالوحي ,
ولا مناقضة أن يكون الحرُّ الشديد الذي سببه
أن الشمس تكون على الرؤوس أيضا يُؤذن للنار أن تتنفس
فيزدادُ حرُّ الشمس , وكذلك بالنسبة للبرد :
الشمس تميل إلى الجنوب , ويكون الجوُّ بارداً بسبب بُعدها
عن مُسامتة الرؤوس , ولا مانع من أنّ الله تعالى يأذن للنار
بأن يَخرج منها شيءٌ من الزمهرير ليبرِّد الجو
فيجتمع في هذا : السبب الشرعي المُدرَك بالوحي ,
والسبب الحسِّي ، المُدرَك بالحسِّ .
ونظير هذا : الكسوف ، والخسوف ,
الكسوف معروف سببه , والخسوف معروف سببه .
سبب خسوف القمر: حيلولة الأرض بينه ، وبين الشمس ,
ولهذا لا يكون إلا في المقابلة ,
يعني : لا يمكن يقع خسوف القمر إلا إذا قابل جُرمُه جرمَ الشمس ,
وذلك في ليالي الإبدار ، حيث يكون هو في المشرق
وهي في المغرب أو هو في المغرب ، وهي في المشرق .
أما الكسوف فسببه : حيلولة القمر بين الشمس ، والأرض ,
ولهذا لا يكون إلا في الوقت الذي يمكن أن يتقارب جُرما النيّرين ,
وذلك في التاسع والعشرين أو الثلاثين ، أو الثامن والعشرين ,
هذا أمر معروف , مُدرك بالحساب
, لكن السبب الشرعي الذي أدركناه بالوحي
هو : أن الله ( يخوّف بهما العباد ) ,
ولا مانع من أن يجتمع السببان الحسي والشرعي
, لكن من ضاق ذرعاً بالشرع :
قال : هذا مخالف للواقع ولا نصدق به ,
ومن غالى في الشرع :
قال : لا عبرة بهذه الأسباب الطبيعية
ولهذا قالوا : يمكن أن يكسف القمر في ليلة العاشر من الشهر ! ...
. لكن حسَب سنَّة الله عز وجل في هذا الكون :
أنه لا يمكن أن يَنخسف القمر في الليلة العاشر أبداً" انتهى .
" شرح صحيح مسلم "
( شرح كتاب الصلاة ومواقيتها ، شريط رقم 10 ، وجه أ ) .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
السلام عليكم .
في السنة النبوية الشريفة نجد احاديث كثيرة تتكلم على طاعة ولي الامر ..
انا ابحث عن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم فيه عن الحرية الفردية بارك الله فيكم
*عبدالرحمن*
2021-02-19, 18:01
السلام عليكم .
في السنة النبوية الشريفة نجد احاديث كثيرة تتكلم على طاعة ولي الامر ..
انا ابحث عن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم فيه عن الحرية الفردية بارك الله فيكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما ندخل الي رحاب السنه النبوية نجد الحريه
بكل صورها متوفرة لمن يبحث عنها
و سوف اتشرف الان بنقل بعضها
و في هذا الموضوع تجد الكثير منها
بدايتها الحرية في طرح السؤال
اتبعت السنه المطهرة منهج فريد في طرح الاسئلة
التي تتردد في الصدور الي حيز الوجود
لكن المربي الفاضل صلى الله عليه و سلم
لم يقمع هذه الاسئلة
و لم يكن صدرة ضيق لكل سؤال
و لم يمتع عن الاجابة عن اي استفسار
كي لا تظل الاسئلة حبيسه فسمح لهم بالبوح
بما تكنه صدورهم ثم ارشدهم الي الجواب الصحيح
فعن أبو هريرة رضى الله عنه قال
جاءَ ناسٌ مِن أصْحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
فَسَأَلُوهُ: إنَّا نَجِدُ في أنْفُسِنا ما يَتَعاظَمُ أحَدُنا
أنْ يَتَكَلَّمَ به، قالَ: وقدْ وجَدْتُمُوهُ؟
قالوا: نَعَمْ، قالَ: ذاكَ صَرِيحُ الإيمانِ.
رواه مسلم 132
و قال صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ
- لا يزال الناسُ يتساءلون حتى يقال هذا :
خلق اللهُ الخلقَ فمن خلق اللهَ
فمن وجد من ذلك شيئًا فلْيقلْ : آمنتُ باللهِ
رواه أبي داود 4721
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ : مَنْ خَلَقَ كَذَا؟
مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ : مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟
فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ)
رواه البخاري (3276) ومسلم (134)
و هكذا كان صلى الله عليه و سلم
في معالجة كل سؤال علي حدة
بحكمتة و توجيهه دون ان يتهرب او يتواري
بحسب ما يدور في تفسوسهم
ما دام لم يظهر ذلك سمة المراء و الجدل
عن ابي مسعود قال - سَأَلتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الأعمالِ أفضلُ؟
قال: الصَّلاةُ لِميقاتِها، قال: قُلتُ: ثُمَّ ماذا يا رسولَ اللهِ؟
قال: بِرُّ الوالدَينِ، قال: قُلتُ: ثُمَّ ماذا يا رسولَ اللهِ؟
قال: الجِهادُ في سَبيلِ الله، قال: فسَكَتَ
ولو استزَدتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَزادني.
أخرجه البخاري (7534)، ومسلم (85)
ثانيا تغرس السنه النبوية شخصية الانسان التفاؤل و الايجابية
و تبعد عنه السلبيه و التقاعس و الكسل
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- لا يَقُولَنَّ أحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي
ولَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي
رواه البخاري 6180
نَهى النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن وصْفِ المرءِ نفْسَه
-إنْ أصابَها شيءٌ مِن الضِّيق والضَّجَر والتنكُّد- بالخُبث
مع صِحَّة هذا الوصفِ
وأمَرَ بإبدالِه بوصْفِ اللَّقَس وهو الغَثَيان
مع أنَّ اللَّقَس والخُبث بمعنًى واحدٍ، وإنَّما كَرِه «خَبُثَت»
هربًا من لفظِ الخُبث والخَبِيث الذي يُوصَف به الشياطينُ
والكَفَرةُ والفَجَرةُ، وهذا لِمَا في وصفِ النَّفْسِ بذلك مِن أثرٍ فيها
وكان مِن سُننِه صلَّى الله عليه وسلَّم تَغيِيرُ الاسمِ القَبِيح إلى الحَسَنِ
https://dorar.net/hadith/sharh/12840
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- على كلِّ مُسلِمٍ صدقَةٌ ، فإنْ لمْ يجِدْ فيعمَلُ بيدِهِ
فينفَعُ نفسَهُ و يتصدَّقُ
فإنْ لمْ يستطِعْ فيُعينُ ذا الحاجَةِ الملْهُوفَ
فإنْ لمْ يفعلْ فيأمُرُ بالخيرِ
فإنْ لمْ يفعلْ فيُمسِكُ عنِ الشرِّ ، فإنَّهُ لهُ صدقةٌ
أخرجه البخاري (6022)
و من الايجابية ان لا يتوري و ينعزل
بل يشارك الناس و يصلح بين المتنازعين
فينصر المظلوم و يردع الظالم
و ينمي روح المشاركة الوجدانية في نفسه و لا يكبحها
و يشبع حاجته الطبيعية الي الانتماء الاجتماعي
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ .
مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ
تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى
أخرجه البخاري (6011)
و في هذا المجال
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- انصُر أخاكَ ظالمًا أو مَظلومًا قيلَ :
يا رسولَ اللَّهِ هذا نَصرتُهُ مظلومًا
فَكَيفَ أنصرُهُ إذا كانَ ظالمًا ؟
قال : تحجِزُهُ وتمنعُهُ من الظُّلمِ ، فذاك نصرُهُ
أخرجه البخاري (6952)
و لهذا المعني قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا
أخرجه البخاري (6026)، ومسلم (2585).
ثالثا حثت السنه المطهرة الفرد المسلم علي الاعتماد علي نفسه
و عدم الركون للمذله و المسكنة
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- لأنْ يأخذَ أحدُكم حبلَهُ على ظهْرِهِ فيأتي بحزمةٍ
منَ الحطبِ فيبيعُها فيكُفَّ اللهُ بها وجهَهُ
خيرٌ مِنْ أنْ يسألَ الناسَ أعطوْهُ أوْ منعوهُ
أخرجه البخاري (1471)
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ
وخَيْرُ الصَّدَقَةِ عن ظَهْرِ غِنًى
ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ.
رواه البخارى 1427
و اخيرا
ان اردت المزيد ازيد
يا اخي انك لم ترد علة سؤالي فكلامك يخص رسول الله صلى الله عليه وسلم .
انا اريد حديث إن وجد بان رسول الله صل الله عليخ وسلم كما امر بطاعة ولي الامر . ان يكون للمرء حرية القبول والفعل .
الحرية بأسما معانيها ز كما اعطاها الله رب العالمين للإنسان .
*عبدالرحمن*
2021-02-19, 18:44
يا اخي انك لم ترد علة سؤالي فكلامك يخص رسول الله صلى الله عليه وسلم .
انا اريد حديث إن وجد بان رسول الله صل الله عليخ وسلم كما امر بطاعة ولي الامر . ان يكون للمرء حرية القبول والفعل .
الحرية بأسما معانيها ز كما اعطاها الله رب العالمين للإنسان .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
لم ترد لفظة الحرية فى السنة النبوية المطهرة
علي قدر علمي
وإنما وردت معانيها وصورها
ومن هذه الصور ما يلى:
(1) تحرير الإنسان من العبودية لأخيه الإنسان
: وهنا استخدمت السنة مفهوم المخالفة
بمعنى التحذير والتنفير من العبودية
والترغيب فى عتق الرقاب وتحرير العبيد
فعن أبو هريرة رضى الله عنه
عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال
أيُّما امْرِئٍ مُسلِمٍ أعْتَقَ امْرَأً مسلِمًا كان فِكاكَهُ من النَّارِ
يُجزِي كلُّ عُضوٍ مِنه عُضوًا مِنهُ
وأيُّما امْرِئٍ مُسلِمٍ أعْتَقَ امْرَأَتَينِ مسلِمتَيْنِ كانَتا فِكاكَهُ
من النَّارِ يُجزِي كلُّ عُضوٍ مِنهُما عُضوًا مِنه .
وأيُّما امْرأةٍ مُسلِمةٍ أعْتَقَتْ امرأةً مُسلِمةً
كانتْ فِكَاكَهَا من النارِ يُجزِئُ كلُّ عُضوٍ مِنهُا عُضوًا مِنها
سنن الترمذي 1547
(2) تحرير الإنسان من العبودية للدنيا:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
- تعِس عبدُ الدينارِ ، تعِس عبدُ الدرهمِ ، تعس عبدُ الخميصةِ
تعس عبدُ الخميلةِ ، تعِس وانتكَس وإذا شيكَ فلا انتقشَ
أخرجه البخاري (2887)
وعنه أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
تَعِسَ عبدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ
إنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وإنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ
وإذَا شِيكَ فلا انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بعِنَانِ
فَرَسِهِ في سَبيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ
إنْ كانَ في الحِرَاسَةِ، كانَ في الحِرَاسَةِ
وإنْ كانَ في السَّاقَةِ كانَ في السَّاقَةِ
إنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ له، وإنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ.
رواه البخاري 2887
تحرير القلب من التعلق بغير الله:
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كنتُ خلفَ النَّبيِّ – صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ
- فقالَ: ( يا غلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلماتٍ
: احفظِ اللَّهَ يحفظكَ، احفظِ اللَّهَ تجدْهُ تجاهَكَ
إذا سألتَ فاسألِ اللَّهَ وإذا استعنتَ فاستعن باللَّهِ
واعلم أنَّ الأمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ
لم ينفعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لكَ
وإن اجتمعوا على أن يضرُّوكَ بشيءٍ لم يضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ
قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعتِ الأقلامُ وجفَّت الصُّحفُ .
صحيح الترمذي 2516
Ali Harmal
2021-02-19, 19:26
بارك الله فيك يا دكتور وحفظك وجزاك الله خيرا .
*عبدالرحمن*
2021-02-19, 19:33
بارك الله فيك يا دكتور وحفظك وجزاك الله خيرا .
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اخي و صديقي الغالي
اسعدني حضورك الطيب مثلك
بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير
*عبدالرحمن*
2021-02-20, 05:37
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
و الان مع استكمال موضوع
https://www8.0zz0.com/2021/02/18/07/900465208.jpg (https://www.0zz0.com)
وفي الحديث فوائد كثيرة:
1- أن النار مخلوقة الآن، وكذلك الجنة
قال تعالى عن النار: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران:131]
. وقال عن الجنة: ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران:133]
وفي حديث النهي عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة
عُلل ذلك بأن جهنم تسجر
أي: يوقد عليها إيقادًا بليغًا
شرح صحيح مسلم للنووي (6/ 356).
صحيح مسلم برقم 832.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه
- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ، فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ"
صحيح البخاري برقم 3277
وصحيح مسلم برقم 1079.
وهذا دليل آخر على وجودها الآن.
2- أن في جهنم ألوانًا من العذاب
ففيها البرد الشديد والحر الشديد، قال تعالى:
﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴾ [ص: 57، 58]
وقال تعالى: ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا *
إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ﴾ [النبأ: 24، 25].
فالحميم الحار الذي قد انتهى حره
وأما الغساق: فهو البارد الذي لا يستطاع من برده
ولا يواجه من نتنه
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري
- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال
: "لَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا
لَأَنْتَنَ أَهْلَ الدُّنْيَا"
(17/ 231) برقم 11230، وقال محققوه: حديث حسن لغيره.
3- شدة حر هذه النار
ولذلك أُذن لها بنفس الصيف والشتاء، قال تعالى:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6].
أكثر المفسرين على أن المراد بالحجارة حجارة من الكبريت الأسود
توقد بها النار وفيها خمسة أشياء: سرعة الاتقاد
نتن الرائحة، كثرة الدخان
شدة الالتصاق بالأبدان، قوة حرها إذا حَمِيت
تفسير القرطبي رحمه الله (1/ 354).
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"نَارُكُمْ هَذِهِ الَّتِي يُوقِدُ ابْنُ آدَمَ جُزْءٌ
مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ
قَالُوا: وَاللهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً يَا رَسُولَ اللهِ! قَالَ:
"فَإِنَّهَا فُضِّلَتْ عَلَيْهَا بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا
كُلُّهَا مِثْلُ حَرِّهَا"
صحيح البخاري برقم 3265
وصحيح مسلم برقم 2843.
قال القرطبي رحمه الله:
"وبيان ذلك أنه لو جُمع حطب الدنيا فأوقد كله
حتى صار نارًا، لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم الذي
هو من سبعين جزءًا أشد من حر نار الدنيا
كما بينه في آخر الحديث قوله:
قالوا والله إن كانت كافية، أي نار الدنيا
فأجابهم النبي - صلى الله عليه وسلم -
بأنها فُضلت عليها بتسعة وستين ضعفًا"
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة ص343.
4- قدرة الله العظيمة
أن جعل في النار من ألوان العذاب ما لا يصدقه إلا المؤمنون به
العارفون عظيم قدرته
ففيها الحر الشديد، وكذلك البرد الشديد
وفيها الحيَّات، والعقارب، وأنواع الحشرات المؤذية
وردت بذلك أحاديث وآثار حسنها بعض أهل العلم.
انظر: السلسلة الصحيحة برقم 3429
والتخويف من النار لابن رجب الحنبلي رحمه الله ص288-289.
كما أن فيها شجرة الزقوم التي جعلها الله فتنة للظالمين
قال تعالى: ﴿ إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ *
كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ﴾ [الدخان: 43 - 46]
وقال تعالى: ﴿ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ ﴾ [الصافات: 64].
فهنيئًا لعبد عرف عظمة ربه فآمن به
وسلم له أمره، وقدَّره حق قدره.
5- أن على المؤمن أن يستعيذ بالله من النار
وأن يسعى لفكاك نفسه منها
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -
كثيرًا ما يستعيذ من النار ويأمر بذلك في الصلاة وغيرها
فقد روى مسلم في صحيحه
من حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه -
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأصحابه
: "تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ"
قَالوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ
برقم 2867.
قال أنس- رضي الله عنه - كما في الصحيحين:
كان أكثر دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"
صحيح البخاري برقم 6389
وصحيح مسلم برقم 2690.
وروى مسلم في صحيحه
من حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه -
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ
فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّم
وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ
وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ
فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ"
برقم 1016.
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-21, 05:16
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2021/02/21/07/788737891.jpg (https://www.0zz0.com)
قالَ رجلٌ : يا رسولَ اللَّهِ
الرَّجلُ منَّا يَلقى أخاهُ أو صديقَهُ أينحَني لَهُ ؟ قالَ : لا
قالَ : فيَلتزمُهُ ويقبِّلُهُ ؟ قالَ : لا
قالَ : فيأخذُ بِيدِهِ ويصافحُهُ ؟ قالَ: نعَم
أخرجه الترمذي (2728) واللفظ له، وأحمد (13044)
اهتمَّتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ بآدابِ المجلِسِ
واللُّقْيا في المجتمَعِ
وحرَصَتْ على نَشْرِ رُوحِ الأُلفَةِ بين المسلِمين
ومع ذلك حرَصَتْ أنْ تكونَ الآدابُ ليس فيها
أيُّ علاماتٍ أو مسبِّباتٍ للكِبْرِ أو التَّبجِيلِ الخارِجِ
عن الحَدِّ الشَّرعيِّ إلى حَدِّ الغلُوِّ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ أنَسُ بنُ مالِكٍ رَضِي اللهُ عَنه:
"قال رجُلٌ: يا رَسولَ اللهِ، الرَّجُلُ منَّا يلْقَى أخاه أو صدِيقَه
أيَنحنِي له؟"، أي: هل ينحَني ويمِيلُ ويَثنِي رأسَه
مع ظهْرِه له؛ لتحيَّتِه عندما يقابِلُه؟
فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالنَّهيِ عن ذلك
"قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا"
أي: لا تنحَنِ له لتحيَّتِه
فإنَّه في مَعنى الرُّكوعِ
وذلك لا يَجوزُ لغيْرِ اللهِ تعالى
وأمَّا سُجودُ إخْوةِ يوسُفَ عليه السَّلامُ له
فهو حِكايةُ واقِعةٍ كانَت في شرِيعةٍ أُخرى
وشرِيعتُنا نهَتْ عن ذلك
فأردَفَ السَّائلُ طرِيقةً أُخرى للتَّحيَّةِ لِيَسأَلَ عنها.
"قال"، أي: السَّائلُ: "فيَلتَزِمُه ويُقبِّلُه؟"
أي: هل يَضُمُّه إلى جسَدِه
أو صَدْرِه ويُقبِّلُه كتَحيَّةٍ عندما يَلقاه؟
فأجابه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالنَّهيِ عن ذلك
"قال"، أي: النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا"
أي: لا تضُمَّه وتقبِّلْه
وهذا مَحمولٌ على ما إذا كان في اللِّقاءِ اليوميِّ
أمَّا المجيءُ مِن سفَرٍ، ونحْوِ ذلك فبِخِلافِ ذلك
فأردَف السَّائلُ طَريقةً أُخرى للتَّحيَّةِ لِيَسأَلَ عنها
"قال: فيَأخُذُ بيدِه ويُصافِحُه؟"
يعني: هلْ يُمسِكُ بيَدِه ويُصافِحُه؟
والإمساكُ باليَدِ هو المُصافحَةُ
فهو مِن قَبيلِ التَّفسيرِ والتَّوضِيحِ
فأجابَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالموافقَةِ
"قال" النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "نعمْ"
أي: فليَكُنْ هذا هو فِعْلَك لتحيَّةِ
مَن تَلقَى مِن إخوانِك وأصدِقائِك.
وقد ثبَتَ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
أنَّه كان يُصافِحُ النَّاسَ بيَمِينِه في البَيْعَةِ وغيرِ ذلك
ولذلك فإنَّ المُصافحَةَ باليَمينِ
هي السُّنَّةُ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم.
وفي الحَديثِ: اهتِمامُ الإسلامِ بتَفاصِيلِ الحياةِ
مِن تحيَّةِ الغيْرِ، وغيْرِها.
وفيه: التَّوجيهُ النَّبويُّ بالسَّلامِ والمُصافحَةِ عند تَلاقِي المسلِمين
وعدَمِ المبالغَةِ في إظهارِ التَّحيَّةِ والتَّبجِيلِ
يما يكونُ معه مخالَفاتٌ شرعيَّةٌ.
https://www.dorar.net/hadith/sharh/87122
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-22, 05:27
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
من أذكار الصباح والمساء ما يحفظ من الضر
https://www12.0zz0.com/2021/02/22/07/803183617.jpg (https://www.0zz0.com)
فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ
مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ
وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ
لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ )
وقَالَ : فَأَصَابَ أَبَانَ بْنَ عُثْمَانَ الْفَالِجُ
فَجَعَلَ الرَّجُلُ الَّذِي سَمِعَ مِنْهُ الْحَدِيثَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ
فَقَالَ لَهُ : مَا لَكَ تَنْظُرُ إِلَيَّ ؟!
فَوَاللَّهِ مَا كَذَبْتُ عَلَى عُثْمَانَ وَلَا كَذَبَ عُثْمَانُ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَكِنَّ الْيَوْمَ الَّذِي أَصَابَنِي فِيهِ مَا أَصَابَنِي
غَضِبْتُ فَنَسِيتُ أَنْ أَقُولَهَا .
رواه أبو داود (5088)
ورواه الترمذي في سننه (رقم/3388) بلفظ :
( مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ
كُلِّ لَيْلَةٍ بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ
وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ )
وصححه ابن القيم في " زاد المعاد " (2/338)
يقول الدكتور عبد الرزاق البدر :
" هذا من الأذكار العظيمة التي ينبغي أن يُحافظ
عليها المسلمُ كلَّ صباح ومساء
ليكون بذلك محفوظاً بإذن الله تعالى من أن يصيبه فجأةُ بلاءٍ
أو ضرُّ مصيبة أو نحو ذلك
. قال القرطبي رحمه الله عن هذا الحديث :
" هذا خبَرٌ صحيحٌ ، وقولٌ صادق علمناه دليلَه دليلاً وتجربة
فإنِّي منذ سمعته عملت به فلم يضرَّني شيءٌ إلى أن تركته
فلدغتني عقربٌ بالمدينة ليلاً
فتفكرتُ فإذا أنا قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات "
- انظر " الفتوحات الربانية " لابن علان (3/100) -
والسُّنَّة في هذا الذِّكر أن يُقال ثلاثَ مرَّات كلَّ صباح ومساء
كما أرشدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى ذلك .
وقوله : ( الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ )
أي : مَن تعوَّذ باسم الله فإنَّه لا تَضرُّه مُصيبةٌ
من جهة الأرض ولا من جهة السماء .
وقوله : ( وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ )
أي : السَّميع لأقوال العباد
والعليمُ بأفعالِهم الذي لا تخفى عليه خافية
في الأرض ولا في السَّماء .
وثبت في صحيح مسلم من حديث
أبي هريرة رضي الله عنه قال:
( جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي البَارِحَةَ
قَالَ : أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ:
أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ لَمْ تَضُرَّكَ )
رواه مسلم (2709)
وفي رواية للترمذي:
( مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ:
أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ
لَمْ يَضُرَّهُ حُمَةٌ تِلْكَ اللَّيْلَةِ )
رقم (3604)
والحُمَةُ : لدغةُ كلِّ ذي سمٍّ كالعقرب ونحوها .
وقد أورد الترمذي عقب الحديث
عن سُهيل بن أبي صالح - أحد رواته - أنَّه قال :
( كان أهلُنا تعلَّموها ، فكانوا يقولونَها كلَّ ليلةٍ
فلُدغَت جارِيَةٌ منهم ، فلَم تَجِدْ لَها وجَعاً ).
فالحديث فيه دلالةٌ على فضلِ هذا الدعاء
وأنَّ مَن قاله حين يُمسي يكون مَحفوظاً بإذن الله
مِن أن يَضرَّه لَدْغُ حيَّةٍ أو عقرَبٍ أو نحوِ ذلك "
انتهى باختصار النقل عن الدكتور .
" فقه الأدعية والأذكار " (3/12-14)
ومن الأذكار التي تقي من السوء وتدفع الضرر بإذن الله
ما رواه عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال :
( خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا
فَأَدْرَكْنَاهُ فَقَالَ : أَصَلَّيْتُمْ ؟
فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا . فَقَالَ : قُلْ . فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا .
ثُمَّ قَالَ : قُلْ . فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا .
ثُمَّ قَالَ : قُلْ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا أَقُولُ ؟
قَالَ : قُلْ : ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )
وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ )
رواه أبو داود (5082) والترمذي (3575)
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-23, 05:20
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2021/02/23/07/233750452.jpg (https://www.0zz0.com)
دعاء اللهم إنا لا نسألك رد القضاء
ولكن نسألك اللطف فيه
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لا نرى الدعاء هذا ، بل نرى أنه محرم
وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام
: ( لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت
اللهم ارحمني إن شئت )
وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء
كما جاء في الحديث : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء )
والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع
فيكون قاضيا بالشيء
وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء
والذي يرد القضاء هو الله عز وجل .
فمثلا : الإنسان المريض
هل يقول : اللهم إني لا أسألك الشفاء
ولكني أسألك أن تهون المرض ؟
لا ، بل يقول : اللهم إنا نسألك الشفاء
فيجزم بطلب المحبوب إليه
دون أن يقول : يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي
هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ؟
وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أولا بسبب دعائك ،
فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة
وأن الواجب أن يقول : اللهم إني أسألك أن تعافيني
أن تشفيني ، أن ترد علي غائبي ، وما أشبه ذلك " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذا الدعاء
فأجابوا :
" هذا الدعاء لا نعلم أنه وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم
فتركه أحسن ، وهناك أدعية تغني عنه
مثل : ( وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً )
رواه أحمد وابن ماجه وصاحب المستدرك
وقال : صحيح الإسناد
ومثل ما ذكره أبو هريرة رضي الله عنه قال :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء
وسوء القضاء وشماتة الأعداء )
قال سفيان -وهو أحد رواة الحديث - :
( الحديث ثلاث زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي )
رواه البخاري .وبالله التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ...
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ...
الشيخ صالح الفوزان ...
الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء" (24/291) .
والله أعلم
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-24, 05:48
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2021/02/24/07/673239260.jpg (https://www.0zz0.com)
السبب في ذلك :
النهي الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم
الذي ما ترك خيرا إلا دلّنا عليه ولا شرّا إلا حذّرنا منه
وقد روى يَعِيشُ بْنُ طِهفَةَ الغفاري عن أبيه قَالَ :
ضفت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيمن تضيفه من المساكين ( أي نزلت عليه ضيفا )
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل يتعاهد
ضيفه فرآني منبطحا على بطني فركضني برجله
وقال لا تضطجع هذه الضجعة
فإنها ضجعة يبغضها الله عز وجل .
وفي رواية : فَرَكَضَهُ بِرِجْلِهِ فَأَيْقَظَهُ
فَقَالَ هَذِهِ ضِجْعَةُ أَهْلِ النَّارِ
رواه أحمد : الفتح الرباني 14/244-245.
والحديث في صحيح الجامع 2270 - 2271
وهذا النهي عام يشمل الذّكر والأنثى
لأنّ الأصل اشتراكهما في الأحكام
إلا ما دلّ الدليل على التفريق بينهما
النوم على البطن مضر من الناحية الصحية
للصغار والكبار ، فهناك تقارير طبية تبين ارتفاع نسبة الوفيات
في الأطفال الذين يموتون اختناقا بسبب نومهم على بطونهم
كما أنه يورث الإصابة بالحساسية لقرب الأنف من الفراش
إذا كان الفراش من أسفنج أو صوف
فتجتمع الجراثيم والميكروبات .
نعم النوم على البطن يفيد في طرد الغازات
لكن الاعتياد عليه مضر كما سبق .
وينبغي تعويد الطفل على النوم على شقه الأيمن
فهو أكمل أحوال النوم
وهو الموافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم
وفيه منافع جمة للبدن .
جاء في بعض الدراسات الطبية :
" النوم على الشق الأيمن هو الوضع الصحيح
لأن الرئة اليسرى أصغر من اليمنى فيكون القلب
أخف حملاً وتكون الكبد مستقرة لا معلقة والمعدة جاثمة فوقها
بكل راحتها وهذا كما رأينا أسهل لإفراغ ما بداخلها
من طعام بعد هضمه…
كما يعتبر النوم على الجانب الأيمن من أروع الإجراءات
الطبية التي تسهل وظيفة القصبات الرئوية اليسرى
في سرعة طرحها لإفرازاتها المخاطية .
أما النوم على الشق الأيسر فهو غير مقبول
لأن القلب حينئذ يقع تحت ضغط الرئة اليمنى
والتي هي أكبر من اليسرى مما يؤثر في وظيفته
ويقلل نشاطه وخاصة عند المسنين .
كما تضغط المعدة الممتلئة عليه فتزيد الضغط على القلب
والكبد -الذي هو أثقل الأحشاء- لا يكون ثابتاً
بل معلقاً بأربطة وهو موجود على الجانب الأيمن
فيضغط على القلب وعلى المعدة مما يؤخر إفراغها .
فقد أثبتت التجارب التي أجراها " غالتيه " و " بواسيه "
أن مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء
يتم في فترة تتراوح بين 2.5-4.5 ساعة
إذا كان النائم على الجانب الأيمن
ولا يتم ذلك إلا في 5-8 ساعات
إذ ا كان على جنبه الأيسر ".
ينظر : الطب النبوي في ضوء العلم الحديث
د غياث الأحمد ، النوم على الجهة اليمنى ، د إبراهيم الراوي .
فينبغي تعويد الأبناء على النوم على الجانب الأيمن
اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم
وتحصيلا لمنفعة أبدانهم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-25, 05:52
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2021/02/25/07/850799055.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ
فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟
قَالَ: قَاتَلْتُ فِيكَ حَتَّى اسْتُشْهِدْتُ. قَالَ: كَذَبْتَ.
وَلَكِنَّكَ قَاتَلْتَ لِأَنْ يُقَالَ: جَرِيءٌ، فَقَدْ قِيلَ
ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ.
وَرَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ، وَعَلَّمَهُ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ
فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟
قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ. قَالَ: كَذَبْتَ
وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ
: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ
ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ
. وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ
فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟
قَالَ: مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ يُنْفَقَ
فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ. قَالَ: كَذَبْتَ
وَلَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ، فَقَدْ قِيلَ
ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ
رواه مسلم (1905).
هذا الحديث فيه التحذير من الرياء وخطورته.
الرياء في اللغة
مشتق من الرؤية، وهي: النظر
يقال: راءيته، مراءاة
ورياء، إذا أريته على خلاف ما أنا عليه.
وفي الاصطلاح:
أن يظهر الإنسان العمل الصالح للآخرين أو يحسنه عندهم
أو يظهر عندهم بمظهر مندوب إليه
ليمدحوه ويعظم في أنفسهم
((قواعد الأحكام)) للعز بن عبد السلام (ص: 160)
فمن أراد وجه الله والرياء معاً
قد أشرك مع الله غيره في هذه العبادة
أما لو عمل العبادة وليس له مقصد في فعلها أصلاً
سوى مدح الناس فهذا صاحبه على خطر عظيم
وقد قال بعض أهل العلم:
إنه قد وقع في النفاق والشرك المخرج من الملة.
والرياء له صور عديدة، منها:
1- الرياء بالعمل، كمراءاة المصلي
بطول الركوع والسجود.
2- المراءاة بالقول، كسرد الأدلة
إظهاراً لغزارة العلم، ليقال: عالم.
3- المراءاة بالهيئة والزيِّ
كإبقاء أثر السجود على الجبهة رياء.
وقد وردت أدلة كثيرة تدل على تحريم الرياء وعظم عقوبة
فاعله، وأنه يبطل العمل الذي يصاحبه
منها حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه مرفوعاً:
((إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر))
قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟
قال: ((الرياء، يقول الله – عز وجل –
لهم يوم القيامة إذا جزي الناس بأعمالهم:
اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا،
هل تجدون عندهم جزاء؟))
رواه أحمد (5/428) (23680)
وحديث محمود بن لبيد رضي الله عنه الآخر
قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
((أيها الناس! إياكم وشرك السرائر))
قالوا: يا رسول الله، وما شرك السرائر؟.
قال: ((يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهداً
لما يرى من نظر الناس إليه، فذلك شرك السرائر))
رواه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (2/67).
ولهذا ينبغي للمسلم البعد عن الرياء والحذر من الوقوع فيه
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-02-26, 05:31
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الرياء قد يصدر من المنافق النفاق الأكبر
كما يدل قول الله تعالى:
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ
قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا النساء/142.
وفي هذه الحال هو شرك أكبر
لأن رياءهم يمس أصل الدين ولذا كانوا معرضين عن الصلاة
ولا يفعلونها إلا لأجل الناس.
وقد يكون الرياء من الشرك الأصغر
وهو الصادر ممن اطمئن قلبه للإيمان.
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ .
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ؟
قَالَ: الرِّيَاءُ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ يَوْمَ تُجَازَى الْعِبَادُ بِأَعْمَالِهِمْ:
اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاؤُونَ بِأَعْمَالِكُمْ فِي الدُّنْيَا،
فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً
رواه الإمام أحمد في "المسند" (39 / 43)
وعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
" كُنَّا نَعُدُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّ الرِّيَاءَ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ "
رواه الحاكم في "المستدرك" (4 / 329)
وهؤلاء الثلاثة
هل وقعوا في الشرك الأصغر فكانوا عصاة؟
أم في الشرك الأكبر فكانوا منافقين؟
يحتمل هذا وهذا
فإن المنافق ربما قرأ القرآن وربما قاتل بنفسه وماله.
عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ
رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ
وَمَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ
لاَ رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ
وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ
رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ
وَمَثَلُ المُنَافِقِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ
لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ
رواه البخاري (5427)، ومسلم (797).
وعن عُتْبَة بْن عَبْد السُّلَمِيّ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
الْقَتْلَى ثَلَاثَةٌ:
رَجُلٌ مُؤْمِنٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى يُقْتَلَ
فَذَلِكَ الشَّهِيدُ الْمُمْتَحَنُ فِي خَيْمَةِ اللَّهِ تَحْتَ عَرْشِهِ
وَلَا يَفْضُلُهُ النَّبِيُّونَ إِلَّا بِفَضْلِ دَرَجَةِ النُّبُوَّةِ...
وَرَجُلٌ مُنَافِقٌ جَاهَدَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
حَتَّى إِذَا لَقِيَ الْعَدُوَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِل
َ فَذَلِكَ فِي النَّارِ ؛ إِنَّ السَّيْفَ لا يمحو النِّفَاقَ
رواه الإمام أحمد في "المسند" (29 / 203)
ويكون تخصيص الرياء بهذه الثلاثة بالذكر دون غيرها
لأنهم تميّزوا بها بين الناس وصرفوا بها
وجوه الناس إليهم ففضحوا بها.
عَنْ جُنْدَب، قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ
رواه البخاري (6499)، ومسلم (2987).
ويحتمل أن رياءهم كان من الشرك الأصغر
ولم يصل إلى درجة أن ينقض إيمانهم
وأن سائر عباداتهم، من صلاة وصيام وزكاة وحج
كانت خالصة لله، وإنما فتنوا في هذه الأمور الثلاثة.
قال ابن رجب رحمه الله تعالى:
" واعلم أن العمل لغير الله أقسام: فتارة يكون رياء محضا
بحيث لا يُراد به سوى مُراءاة المخلوقين لغرض دنيوي
كحال المنافقين في صلاتهم...
وهذا الرياء المحض لا يكاد يصدر
من مؤمن في فرض الصلاة والصيام
وقد يصدر في الصدقة الواجبة أو الحج
وغيرهما من الأعمال الظاهرة، أو التي يتعدى نفعها
فإن الإخلاص فيها عزيز
" انتهى. "جامع العلوم والحكم" (1 / 79).
والأقرب لظاهر الحديث الأول:
أنهم لم يكونوا منافقين نفاقا محضا
وإنما كانوا من عصاة المسلمين
بما وقعوا فيه من الرياء، ونحو ذلك
وعلى ذلك فيكونون من العصاة الذين يخرجون بعد ذلك
من النار ويدخلون الجنة
كما ورد في أحاديث عدة عن خروج عصاة المسلمين من النار
ومن ذلك حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
يُدْخِلُ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ
يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ بِرَحْمَتِهِ، وَيُدْخِلُ أَهْلَ النَّارِ النَّارِ
ثُمَّ يَقُولُ: انْظُرُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، فَيُخْرَجُونَ مِنْهَا حُمَمًا قَدْ امْتَحَشُوا
فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ، أَوِ الْحَيَا، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ
كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ إِلَى جَانِبِ السَّيْلِ
أَلَمْ تَرَوْهَا كَيْفَ تَخْرُجُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً
رواه البخاري (6560)، ومسلم (184).
وعلى كل حال ؛ فالحديث فيه تحذير شديد من الرياء
سواء كان أصغر أم أكبر
كما قال النووي رحمه الله تعالى:
" قوله صلى الله عليه وسلم في الغازي والعالم والجواد
وعقابهم على فعلهم ذلك لغير الله
وإدخالهم النار؛ دليل على تغليظ تحريم الرياء وشدة عقوبته
وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال
كما قال الله تعالى:
( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين )
" انتهى من "شرح صحيح مسلم" (13 / 50 - 51).
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-27, 05:21
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www13.0zz0.com/2021/02/27/07/917794034.jpg (https://www.0zz0.com)
الله سبحانه وتعالى هو الرحمن الرحيم
وهو أرحم الراحمين الذي وسعت رحمته كل شيء
قال تعالى : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) الأعراف / 156
وقال تعالى: ﴿ نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الحجر: 49].
وقال تعالى: ﴿ قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ
قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 12].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إن لله مائة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة
بين الجن والإنس والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون
وبها يتراحمون ، وبها تعطف الوحش على ولدها
وأخر الله تسعا وتسعين رحمة ، يرحم بها عباده يوم القيامة )
رواه مسلم / 6908 .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال :
(قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي
فإذا امرأة من السبي تبتغي
إذا وجدت صبيا في السبي
أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟
قلنا : لا ، والله ! وهي تقدر على أن لا تطرحه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لله أرحم بعباده من هذه بولدها )
البخاري (5653) ومسلم (ا6912).
ومن رحمة الله بعباده إرسال الرسل وإنزال الكتب
والشرائع لتستقيم حياتهم على سنن الرشاد
بعيدا عن الضنك والعسر والضيق ,
قال تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الأنبياء / 107
ورحمته تعالى هي التي تدخل
عباده المؤمنين الجنة يوم القيامة
ولن يدخل أحد الجنة بعمله
كما قال عليه الصلاة والسلام :
( لن يُدخل أحداً عمله الجنة ) .
قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟
قال : ( لا ، ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل ورحمة
فسددوا وقاربوا ، ولا يتمنين أحدكم الموت
: إما محسناً فلعله أن يزداد خيراً
وإما مسيئاً فلعله أن يستعتب )
رواه البخاري (5349) ومسلم (7042) .
وعلى المؤمن أن يبقى
بين رجاء رحمة الله والخوف من عقابه
فهو القائل : ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49)
وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) ) الحجر / 49-50.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-02-28, 05:25
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/02/28/07/244227774.jpg (https://www.0zz0.com)
من المعلوم أن المرأة قد اختصها الله تعالى
ببعض الصفات الخَلقية والخُلقية عن الرجل
كما قال تبارك وتعالى : ( وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى ) آل عمران /36
ولذا كانت هناك أحكام خاصة بالمرأة
مثل سقوط وجوب الصلاة والصوم حال الحيض والنفاس
مع وجوب قضاء الصيام ، دون الصلاة ، بعد الطهر
وعدم وجوب الجهاد ، وكذا عدم وجوب النفقة على زوجها .
ومنع الشرع من إعطائها الولاية على الرجال
وجعل شهادتها على النصف من شهادة الرجل
كل هذا وغيره من لدن حكيم خبير الذي قال :
( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) . الأعراف /54
ومن هذه الخصائص والصفات التي جعلها الله
في المرأة دون الرجل:
عن النبي صلى الله عليه وسلم
كما عند البخاري في "صحيحه" (3331)
ومسلم في "صحيحه" (1468)
من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ
وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ،
فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ
وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ .
و لهذا الموضوع اتجاهات متعددة
نكتفي ب احدهما اليوم
معنى حديث استوصوا بالنساء خيرا
هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم
أن يستوصوا بالنساء خيرا وأن يحسنوا إليهن
وألا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن
ويوجهوهن إلى الخير
وهذا هو الواجب على الجميع لقوله عليه الصلاة والسلام
: استوصوا بالنساء خيرا
وينبغي ألا يمنع من ذلك كونها قد تسيء في بعض الأحيان
إلى زوجها وأقاربها بلسانها أو فعلها لأنهن خلقن من ضلع
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه .
ومعلوم أن أعلاه مما يلي منبت الضلع
فإن الضلع يكون فيه اعوجاج ، هذا معروف .
فالمعنى أنه لا بد أن يكون في خلقها
شيء من العوج والنقص
ولهذا ورد في الحديث الآخر في الصحيحين :
... ما رَأَيْتُ مِن نَاقِصَاتِ عَقْلٍ ودِينٍ أذْهَبَ
لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِن إحْدَاكُنَّ ...
أخرجه البخاري (1462)، ومسلم (80)
ومعنى نقص العقل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
أن شهادة المرأتين تعدل شهادة رجل واحد
وأما نقص الدين فهو
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
أنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي
يعني من أجل الحيض ، وهكذا النفاس
وهذا نقص كتبه الله عليها ليس عليها فيه إثم .
فينبغي لها ايضا أن تعترف بذلك على الوجه
الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم
ولو كانت ذات علم وتقى
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى
وإنما ذلك منه وحي يوحيه الله إليه فيبلغه الأمة
كما قال عز وجل :
{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى .
وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى
مجموع فتاوى ومقالات
الشيخ عبد العزيز ابن باز – رحمه الله - الجزء الخامس
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-01, 05:52
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جعل الله الإنسان قادرا على الاستجابة للشرع
وأوامره ونواهيه ، وهذا هو مناط التكليف في هذه الدنيا:
أن يكون عالما بالأمر الشرعي ، قادرا على تنفيذه .
فكل التكاليف الشرعية في مقدور العبد
ذكرا كان أو أنثى
قال الله تعالى : ( وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ). المؤمنون/62 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله
في "منهاج السنة النبوية.(5/110)
:" فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَخْبَرَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ
أَنَّهُ لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
كَقَوْلِهِ تَعَالَى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَاالأعراف/32
وَقَوْلِهِ: لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا البقرة/233
وَقَوْلِهِ: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا الطلاق/7
وَأَمَرَ بِتَقْوَاهُ بِقَدْرِ الِاسْتِطَاعَةِ فَقَالَ:
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ التغابن /16
وَقَدْ دَعَاهُ الْمُؤْمِنُونَ بِقَوْلِهِمْ: رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا
كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ
لَنَا بِهِ البقرة/286
فَقَالَ: قَدْ فَعَلْتُ. فَدَلَّتْ هَذِهِ النُّصُوصُ عَلَى أَنَّهُ
لَا يُكَلِّفُ نَفْسًا مَا تَعْجِزُ عَنْهُ ". انتهى
و لفظ " مسلم " :
( إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ
فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ
وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا ، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا ) .
وقد اختلف أهل العلم في معنى (خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ) :
هل هو مِنْ أَضْلَاعِ آدَمَ أَوْ مِنْ عِوَجٍ ؟
قال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" (5/162)
قوله: إنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ يَحْتَمِلُ الحقيقة
فقد رُوِيَ: أَنَّ آدَمَ نَامَ
فَانْتُزِعَ ضِلَعٌ مِنْ أَضْلاَعِهِ الْيُسْرَى ، فَخُلِقَتْ مِنْهُ حَوَّاءُ
فَلَمَّا أَفَاقَ ، وَجَدَهَا إلَى جَانِبِهِ ، فَلَمْ يَنْفرْ وَاسْتَأْنَسَ
لأَنَّهَا جُزْءٌ مِنْهُ .
فلذلك صَارَتِ الأضلاع الْيُسْرَى تَنْقُصُ عن الْيُمْنَى واحدًا .
ويَحْتَمِلُ الْمَجَازَ، والْمَعْنَى: خُلِقَتْ من شيء مُعْوَجٍّ صُلْبٍ
، فإن أَرَدْتَ تقويمها، كَسَرْتَهَا
وإن تَمَتَّعْتَ بها على حالها، تَمَتَّعْتَ بشيء مُعْوَجٍّ
فيما يُمْكِنُ أن يَصْلُحَ فيه
فقد يَصْلُحُ الْمُعْوَجُّ في وَجْهٍ
والمَعْنى على اعْوِجَاجِهِ .. ". انتهى
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (4/680) وقوله:
" استوصوا بالنساء خيرًا
فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج " الحديث:
فيه الحض على الرفق بهن ، ومداراتهن
وألا يتقصّى عليهن في أخلاقهن ، وانحراف طباعهن
لقوله: " إن ذهبت تقيمه كسرته
وإن تركته استمتعت به ". انتهى
وقال ابن علان في "دليل الفالحين" (3/97) :
" (خلقت من ضلع لن تستقيم لك)
أي: تدوم (على طريقة) ترضاها
والجملة مستأنفة استئنافاً بيانياً كأن سائلاً يقول:
ماذا ينشأ من كونها خلقت من ذلك؟
فقال: لن تستقيم (فإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج
وإن ذهبت تقيمها) إقامة تامة مرضية لك
(كسرتها) لأنه خلاف شأنها ". انتهى
وعلى كل؛ فالمعنى أن في المرأة
اعوجاجا في الطبع والخُلق، ونقصا في العقل
كالغيرة الشديدة والعاطفة الجياشة
فينبغي على الرجل الرفق بها
وأن يعاملها بمقتضى هذا النقص .
وهذا النقص والعوج في غاية المناسبة لخلقتها
ولكونها سكنا لزوجها، وحاضنة لأطفالها
قال ابن هبيرة في "الإفصاح عن معاني الصحاح" (7/160)
:" وقوله: (أعوج ما في الضلع أعلاه)
يعني به - صلى الله عليه وسلم
فيما أراه أن حنوها الذي يبدو منها
إنما هو عن عوج خلق فيها
وهو أعلا ما فيها من حيث الرفعة على ذلك
فإن أعلا ما فيها الحنو
وذلك الحنو فيه عوج ". انتهى
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-02, 05:36
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ليس في الحديث معرة على المرأة
روى البخاري (3331) ، ومسلم (1468)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ،
وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ،
فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ
وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ .
وروى مسلم (1468)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ
فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ
وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا، كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا .
هذا الحديث فيه الوصية بالنساء، والصبر عليهن
والإخبار أن المرأة فيها عوج من أصل الخلقة
لأن حواء خلقت من ضلع من ضلوع آدم عليه السلام
والضلع فيه عوج بطبيعة الحال
فلابد من مراعاة طبيعتها ، وأصل خلقتها ، وما جبلت عليه
والسعي في استصلاحها برفق وتؤدة
مع الإحسان إليها ، وتلمّس العذر لها
إن كان الرجل يريد أن يستمتع بها .
فإن أصر على تقويمها ، وإزالة العوج منها بالكلية
: فإن ذلك لا يكون، بل يؤدي إلى طلاقها .
وفي هذا تنفير من العنف في معاشرة المرأة
والغلو في أمر استصلاحها
وبيان أن من مفاسد ذلك : وقوع الطلاق
وهو ، خلاف ما أراد الله من السكينة والوفاق.
وقد جاء هذا المعنى موضحا
فيما رواه أحمد (20093) ، والحاكم (7333)
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ
وَإنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقَامَة الضِّلَعِ تَكْسِرْهَا ، فَدَارِهَا ؛ تَعِشْ بِهَا
وصححه محققو المسند، والألباني في "صحيح الجامع" (1944).
وليس في الحديث معرة على المرأة
بأن الطلاق كسر لها
بل المراد أن الضلع المنحني
إن أراد الإنسان أن يقوّمه ، كسره
فكذلك المرأة إذا أراد الرجل أن يجعلها على استقامة تامة
لم يمكن ذلك، وسينفر منها، ويطلقها
ففي هذا التماس العذر لها، والحث على الصبر عليها.
وليس فيه نصر بل فيه تنبيه على مراعاة طبائع الأشياء
والحكمة والتؤدة ، وحسن التأتي في العشرة مع الزوجة
فإن كسر المرأة أو تطليقها قد يكون فيه الرجل آثما ظالما
وقد يكون محقا، لكنه سيفوّت على نفسه الاستمتاع .
وبكل حال ؛ فالطلاق تعتريه الأحكام
فقد يجب، وقد يحرم، وقد يندب أو يكره أو يباح.
وقد يكون الطلاق مخرجا ورحمة ونعمة للمرأة
لتتخلص من رجل يظلمها
ويسيء عشرتها، ولهذا قال الله:
وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا النساء/130 .
فلله الحمد على ما شرع وأحسن وأحكم.
ونحن نسوق هنا من كلام العلماء
الذين شرحوا الحديث ما يبين ما ذكرناه من معناه .
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح"(6/ 368):
"قوله: (خلقت من ضِلَع) قيل : فيه إشارة إلى أن حواء
خلقت من ضلع آدم الأيسر
وقيل : من ضلعه القصير أخرجه ابن إسحاق، وزاد: اليسرى
من قبل أن يدخل الجنة ، وجعل مكانه لحم.
ومعنى خلقت: أي أخرجت كما تخرج النخلة من النواة...
وفائدة هذه المقدمة أن المرأة خلقت من ضلع أعوج
فلا ينكر اعوجاجها، أو الإشارة إلى أنها لا تقبل التقويم
كما أن الضِّلع لا يقبله.
قوله: (فإن ذهبت تقيمه كسرته)
قيل هو ضرب مثل للطلاق
أي إن أردت منها أن تترك اعوجاجها أفضى الأمر إلى فراقها
ويؤيده قوله في رواية الأعرج عن أبي هريرة عند مسلم:
(وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها)" انتهى باختصار.
وقال أيضا (9/ 254):
"قوله: (بالنساء خيرا) كأن فيه رمزا إلى التقويم برفق
بحيث لا يبالغ فيه فيكسر، ولا يتركه فيستمر على عوجه
وإلى هذا أشار المؤلف بإتباعه بالترجمة التي بعده باب:
(قوا أنفسكم وأهليكم نارا) فيؤخذ منه :
أن لا يتركها على الاعوجاج إذا تعدت ما طبعت عليه من النقص
إلى تعاطي المعصية بمباشرتها ،أو ترك الواجب
وإنما المراد أن يتركها على اعوجاجها في الأمور المباحة.
وفي الحديث : الندب إلى المداراة
لاستمالة النفوس وتألف القلوب .
وفيه : سياسة النساء بأخذ العفو منهن
والصبر على عوجهن
وأن من رام تقويمهن فاته الانتفاع بهن
مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها
ويستعين بها على معاشه
فكأنه قال: الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها" انتهى.
الخلاصة
أن هذا الحديث العظيم فيه الوصية بالمرأة
والإخبار عن عذرها فيما يعتريها من العوج
والدعوة إلى الصبر عليها، ومداراتها، والإحسان إليها
وبيان أنه لا سبيل إلى استقامتها التامة.
وإذا علم الرجل هذا ، هان عليه الأمر
وقبل منها ما تيسر، ونظر إلى جميل ما عندها
واغتفر لها تقصيرها
والله أعلم.
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-03, 05:24
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
ليس معنى ذلك أن المرأة مجبرة على أفعالها
وأخلاقها ، غير مختارة
ولا حرة الإرادة في شيء من ذلك
أو أن لها أن تتحجج بذلك في فعل الحرام
وارتكاب المخالفة ، بل هذا بيان لضعف خلقتها
والنقص الحاصل لها في جانب معين
من جوانب شخصيتها .
وأخص ما يظهر من عوجها ، ونقصان خلقتها :
ما يتعلق بأمر زوجتها ، وعشرتها معه
فلذلك نبه الحديث الرجل إلى ذلك
كي يحسن التأتي لذلك الجانب من النقص
ويتفطن لوجه الصلاح في عمله معه ، وعشرته لها .
ثم لم يقف الأمر عند ذلك
ولا أرخى لها الشرع حبال العذر
والتعلل بأصل الخلقة ، لتفعل ما شاءت من أمرها
أو تعامل زوجها بما بدر منها ، أو غلب على طبعها
. حتى حذرها من الاسترسال في ذلك العوج
والتزيد من ذلك النقصان .
روى البخاري (29) ومسلم (884)
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( أُرِيتُ النَّارَ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ، يَكْفُرْنَ )
قِيلَ: أَيَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟
قَالَ: " يَكْفُرْنَ العَشِيرَ، وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ
لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ
ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا، قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ " .
وفي رواية أخرى ، بيان الجمع بين هذين الجانبين :
النقص الذي تعذر به ، ويعفى عن نقصها
والنقص الذي حذرها الشرع منه ، وبين سوء عاقبته
وأن غلبة الطبع ليست عذرا
بل هي مأمورة بالاستقامة على أمر الشرع فيه
وذلك ممكن لها ، غير متعذر
متى ما أصلحت من نفسها ، واستقامت على أمر ربها .
روى البخاري (304) ومسلم (80)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ
قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ:
( يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ)
فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: ( تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ
عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ )
قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟
قَالَ: ( أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ )
قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا
أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ ) قُلْنَ: بَلَى
قَالَ: ( فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا ) .
وفي رواية جابر رضي الله عنه
عند مسلم في "صحيحه" (885)
قال : ( لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ) .
والحاصل :
أن نقصان خلقتها ، وضعفها ، وعوجها :
إنما يكون لها عذار ، فيما عذرها الشرع فيه
وتأديبا لزوجها ، والقيم على أمرها : أن يرفق بها
ويستصلحها بحكمة ، وأناة
ويصبر على ما جبلت عليه من ضعف ، ونقص .
وليس لذلك مدخل في عذرها في معصية ربها
والتفريط في أمره
بل الواجب على زوجها ، والقيم على أمرها :
أن يؤدبها بأدب الشرع
ويرعاها ، ويقف بها عند حدود الله .
قال ابن حجر في "الفتح" (9/254) :
" فَيُؤْخَذُ مِنْهُ أَنْ لَا يَتْرُكَهَا عَلَى الِاعْوِجَاجِ
إِذَا تَعَدَّتْ مَا طُبِعَتْ عَلَيْهِ مِنَ النَّقْصِ
إِلَى تَعَاطِي الْمَعْصِيَةِ، بِمُبَاشَرَتِهَا
أَوْ تَرْكِ الْوَاجِبِ؛ وَإِنَّمَا الْمُرَادُ أَنْ يَتْرُكَهَا
عَلَى اعْوِجَاجِهَا فِي الْأُمُورِ الْمُبَاحَةِ ". انتهى .
وقال المظهري في "المفاتيح في شرح المصابيح" (4/79)
:" فإن أردتَ أن تكونَ المرأة مستقيمةً
في الفعل والقول: لم يكنْ
بل الطريقُ أن تَرضَى باعوجاجِ فعلِها وقولِها
وتأخذَ منها حظَّك مع اعوجاجها .
والرِّضا باعوجاجِ فعلِها وقولِها :
إنما يجوزُ إذا لم يكنْ فيه إثمٌ ومعصيةٌ
فإذا كان فيه إثمٌ ومعصيةٌ؛ فلا يجوز الرِّضا به
بل يجب زجرُها حتَّى تتركَ تلك المعصيةَ ". انتهى .
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-04, 05:23
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/03/04/07/355061994.jpg (https://www.0zz0.com)
أتت عجوزٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ,
فقال لها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
: لا يدخلُ الجنَّةَ عجوزٌ فبكت , فقال :
إنَّك لستِ بعجوزٍ يومئذٍ
قال اللهُ تعالَى إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا
[ الواقعة : 35 , 36 ] .
أخرجه الترمذي في ((الشمائل المحمدية)) (241)
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
أن جميع أهل الجنة من الشباب والشيوخ والكهول
إنما يدخلون الجنة في سن الشباب :
أبناء ثلاثين سنة ، أو ثلاث وثلاثين .
فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا ، مُرْدًا ، مُكَحَّلِينَ
أَبْنَاءَ ثَلَاثِينَ أَوْ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً)
رواه الترمذي (2545)
"جرداً" جمع "أجرد" وهو الذي لا شعر على جسده .
"مرداً" جمع "أمرد"
وهو الغلام الذي لا شعر على ذقنه
أي : بلا لحية ، وقد يراد به : الحُسْن
"مكحلين" أي في أجفان أعينهم سواد كالكحل .
"تحفة الأحوذي" .
أعدَّ الله الجنة كرامة لأوليائه الذين أطاعوه في الدنيا
وصبروا على امتثال أمره واجتناب نهيه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت
و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر
فاقرؤوا إن شئتم
(فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين )
البخاري 3244 مسلم 2824 .
و تبعا لهذا فنحن نؤمن أن حال من يدخل الجنة
هو أكمل الحالات وأفضلها وأعلاها من كل الوجوه
سواء علمنا تفاصيل ذلك أم لم نعلم
وإن كان العلم بالتفاصيل في بعض الأحوال
مما يزيد من همة المسلم ورغبته في فعل الخير .
ومن هذه الأحوال التي هي أكمل الأحوال أعمارُ أهل الجنة
وقد ورد فيها الحديث بأنهم يدخلونها
"أبناء ثلاث وثلاثين"
رواه الترمذي 2545
قال ابن القيم رحمه الله
عن هذا السن إن فيه من الحكمة ما لا يخفى
فإنه أبلغ وأكمل في استيفاء اللذات
لأنه أكمل سن القوة .
(حادي الأرواح ص 111) .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم
( لا يفنى شبابهم )
رواه الترمذي 2539
نسأل الله بمنِّه وكرمه ورحمته أن يجعلنا
وجميع المسلمين من أهل تلك الدار
وأن يعيننا على العمل بدينه ولدينه
حتى نلقاه وهو راضٍ عنَّا
إنه أرحم الراحمين .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-05, 05:50
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2021/03/05/07/647180161.jpg (https://www.0zz0.com)
إنّ من رحمة الله وكرمه على خلقه
أن جعل أبواب التقرّب إليه كثيرةً ومتعددةً
وقد حثّ عليها كلّها
وجعل بين ذلك تفاوتاً في الفضائل والأجور
حتّى يرفع الهِمم
ويحاول كلّ إنسان أن يجتهد ليُصيب أكبر قَدْرٍ ممكنٍ
من أبواب الخير
ومن هذه الأبواب باب الصّدقة
التي جعلها متفرّعةً إلى عدّة أشكال
فالإنسان يختار منها ما يناسبه ويقدر عليه
فقد جاء في الحديث الشريف
كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ
كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ
يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ
ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها
أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ
والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ
وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ
ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ.
أخرجه البخاري (2989)، ومسلم (1009)
تعريف صدقة التطوُّع:
صدقة التطوُّع: هي الصَّدقةُ التي ليسَتْ بواجبةٍ
وإنَّما يتطوَّعُ بها الإنسانُ، بأنْ يَبذُلَها لوجهِ اللهِ
((الشرح الممتع)) لابن عُثيمين (6/266).
فضائل صدقة التطوُّع
أوَّلًا: أنَّ الصَّدقةَ من أسبابِ دُخولِ الجنَّة والعِتقِ مِنَ النَّارِ:
1- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها قالت:
((جاءَتني مسكينةٌ تحمِلُ ابنتينِ لها
فأطعَمتُها ثلاثَ تَمراتٍ
فأعطتْ كلَّ واحدةٍ منهما تمرةً
ورَفَعَت إلى فِيها تمرةً؛ لِتأكُلَها
فاستطعَمَتْها ابنتاها
فشقَّتِ التَّمرةَ التي كانَت تريدُ أن تأكُلَها بينهما
فأعجَبَني شأنُها، فذكرتُ الذي صنَعَتْ
لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم
فقال: إنَّ اللهَ قد أوجَبَ لها بها الجنَّةَ
أو أعتَقَها بها مِنَ النَّارِ
رواه مسلم (2630)
2- عن عَدِيِّ بن حاتِمٍ الطائيِّ قال:
قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:
((ما منكم من أحدٍ إلَّا وسيُكَلِّمه اللهُ يومَ القيامةِ
ليس بينَ اللهِ وبينه تَرجمانٌ
ثمَّ ينظُرُ فلا يرى شيئًا قُدَّامَه
ثم ينظُرُ بين يَديَه فتَستقبِلُه النَّارَ
فمَن استطاعَ منكم أن يتَّقِيَ النَّارَ ولو بِشِقِّ تَمرةٍ
رواه البخاري (6539)، ومسلم (1016)
ثانيًا: أنَّ الصَّدقةَ مِن أسبابِ النَّجاةِ مِن حرِّ يومِ القيامة
عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:
قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
:((سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه))
وذكَر منهم: ((... ورجُلٌ تصَدَّقَ بصَدَقةٍ فأَخفاها
حتى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يَمينُه
رواه البخاري (1423)، ومسلم (1031)
ثالثًا: أنَّ الصَّدقةَ تَجلِبُ البَرَكة
والزِّيادةَ والخَلَفَ مِنَ الله تعالى:
1- قال اللهُ سبحانه:
وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [سبأ: 39].
2- وعن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه
عن رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
((ما نقَصَتْ صدقةٌ مِن مالٍ
وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا
وما تواضَعَ أحدٌ للهِ إلَّا رَفَعَه
رواه مسلم (2588)
3- وعن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:
قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:
((ما من يومٍ يُصبِحُ العِبادُ فيه إلَّا مَلَكانِ يَنزِلانِ
فيقولُ أحدُهما:
اللهمَّ أعطِ مُنفِقًا خَلَفًا
ويقول الآخَرُ: اللهمَّ أعطِ مُمسِكًا تَلفًا
رواه البخاري (1442)، ومسلم (1010)
رابعًا: أنَّه يترتَّبُ عليها الأجرُ العظيمُ
1- قال الله تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ [البقرة: 276].
2- وقال اللهُ تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ
وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261].
3- وعن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال:
قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:
((مَن تصدَّق بعَدلِ تَمرةٍ، مِن كسْب طيِّبٍ-
ولا يَقبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ-
فإنَّ اللهَ يتقبَّلها بِيَمينِه
ثم يُرَبِّيها لصاحِبِها كما يُرَبِّي أحَدُكُم فَلُوَّه
الفَلُوُّ: المُهرُ الصَّغيرُ. ((النهاية)) لابن الأثير (3/474).
حتى تكونَ مِثلَ الجَبَلِ
رواه البخاري (1410)، ومسلم (1014).
4- وعن أبي مسعودٍ الأنصاريِّ قال:
جاء رجلٌ بناقةٍ مَخطومةٍ
فقال: هذه في سَبيلِ اللهِ،
فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم:
((لك بها يومَ القِيامةِ سَبْعُمئةِ ناقةٍ كلُّها مَخطومةٌ
الخِطامُ: كلُّ ما وُضِع في أَنفِ البَعيرِ ليُقادَ به
والجمعُ: خُطُمٌ.
ينظر: ((لسان العرب)) (12/187)
((شرح النووي على مسلم)) (13/38).
[2260] رواه مسلم (1892).
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-06, 06:17
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
تعظم الصدقة وتتضاعف في أحوال ، منها :
1. إذا كانت سراً .
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ : ....
وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى
لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ )
رواه البخاري (1423) .
2. إذا اشتدت حاجة الفقير .
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ
أَوْ تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا
أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا )
رواه الطبراني في " الكبير " (13646)
3. إذا أسرع بها حين توفر المال أو أسرع
بها فأنفقها قبل موته وقبل الاحتضار .
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
" جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟
قَالَ : ( أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الفَقْرَ
وَتَأْمُلُ الغِنَى ، وَلاَ تُمْهِلُ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ
قُلْتَ لِفُلاَنٍ كَذَا ، وَلِفُلاَنٍ كَذَا وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ )
رواه البخاري (1419) .
4. إذا كانت للقريب ، وتزداد فضلاً مع الرحم المقطوعة .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أفضل الصدقة
الصدقة على ذي الرحم الكاشح
[وهو الذي يضمر العداوة ])
رواه أحمد (23530)
5. إذا أنفقها وهو محتاج وآثر غيره بها
ما لم يضر بمن ينفق عليهم إلا أن يوافقوه .
قال تعالى ( وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً
مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) سورة الحشر / 9 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَقُوتُ )
رواه أبو داود (1692)
6. إذا كانت في الأوقات والأماكن الفاضلة .
قال ابن عباس :
" كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ
وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ )
رواه البخاري (6) .
7. إذا عظم أثر الصدقة على عموم المسلمين
كالإنفاق في سبيل الله .
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( أَفْضَلُ الصَّدَقَاتِ ظِلُّ فُسْطَاطٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَمَنِيحَةُ خَادِمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَوْ طَرُوقَةُ فَحْلٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )
رواه الترمذي وصححه (1627)
8. إنفاق الزوجين من صنف واحد .
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ )
رواه البخاري (1897) .
9. إذا اجتمع مع الصدقة
الصيام وشهود الجنازة وعيادة المريض .
قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الأربعة :
( مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ )
رواه مسلم (1028) .
10. الصدقة من العالم المتقي .
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ
عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ
وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا
فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ )
رواه الترمذي (2325)
11. إذا كانت محبوبة لصاحبها .
جاء في " الموسوعة الفقهية الكويتية " (26/336)
" يُسْتَحَبُّ فِي الصَّدَقَةِ أَنْ يَكُونَ الْمُتَصَدَّقُ بِهِ أَيِ
: الْمَال الْمُعْطَى مِنْ أَجْوَدِ مَال الْمُتَصَدِّقِ وَأَحَبِّهِ إِلَيْهِ
قَال اللَّهُ تَعَالَى : ( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُو
ا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ
فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) سورة آل عمران / 92 .
قَال الْقُرْطُبِيُّ : كَانَ السَّلَفُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
إِذَا أَحَبُّوا شَيْئًا جَعَلُوهُ لِلَّهِ تَعَالَى " انتهى .
12. الإنفاق على الأهل .
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ
وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ
وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ
أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ )
رواه مسلم (995) .
13. التصدق بما نص عليه الشارع في موضعه ووقته
كالأضحية فهي أفضل من التصدق بثمنها .
14. إذا كانت الصدقة جارية إلى ما بعد الموت
ولو قلت ؛ لأن الشيء إذا تتابع واتصل كثر وعظم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ :
إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ
أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ )
رواه مسلم (1631) .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-08, 05:37
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2021/03/08/07/988613422.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النبي صلى الله عليه وسلم
إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ
إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ
إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ
ولمنِ ابتُلِيَ فصبرَ فواهًا
صحيح أبي داود 4263
اجتِنابُ الفتَنِ مِن نِعَمِ اللهِ على مَن رُزِقَ ذلك
فإنَّه يَبعُدُ بذلك عن البلاءِ العَظيمِ
وظلْمِ غيرِه من المسلِمين.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم:
"إنَّ السَّعيدَ"، أي: إنَّ السَّعيدَ بحَقٍّ مَن كان حالُه
"لَمَن جُنِّبَ الفِتَنَ"، أي: أُبعِدَ عن الفتَنِ
ككثرَةِ القتْلِ، وغيرِه
"إنَّ السَّعيدَ لَمَن جنِّبَ الفتَنَ، إنَّ السَّعيدَ لَمن جنِّبَ الفتَنَ"
كرَّرَها للتَّأكيدِ على هذا الأمْرِ
وقيل: كلُّ قطعَةٍ منها مرحلَةٌ من الفتَنِ يُثني على مَن جُنِّبَها
"ولَمَن ابتُليَ"، أي: امتُحِنَ وعاصَرَ شيئًا
من تلك الفتَنِ، "فصبَرَ"، أي: صبَرَ عليها
فلَم يَفتتِنْ ولم يقَعْ في شَرِّها ولمْ يشارِكْ فيها
وتحمَّلَ الظُّلْمَ الواقِعَ عليهِ "فَواهًا"
أي: ما أحسَنَ مَن صبَرَ عليها
وقيل: يَعني التَّحسُّرَ على مَن باشرَها، وابتُلِيَ بها.
https://dorar.net/hadith/sharh/83757
إن للفتن أخلاقا يجب التحلي بها حتى لا تؤثر
تلك الفتن سلبا على الإنسان
أو يكون هو بنفسه يؤثر سلبا على جماعة المسلمين ..
فمن تلك الأخلاق :
أ- التأني والرفق والحلم وعدم العجلة :
فالتأني والرفق والحلم عند الفتن وتغير الأحوال محمود
لأنه يُمكِّن المسلم من رؤية الأشياء على حقيقتها
وأن يبصر الأمور على ما هي عليه.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( ما كان الرفق في شيء إلا زانه
ولا نزع من شيء إلا شانه )
رواه مسلم ( 4698 )
. وقال عليه الصلاة والسلام لأشج عبد القيس :
( إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة )
رواه مسلم ( 24 ) .
فعلينا جميعاً بالرفق في الأفكار والمواقف
وفي كل ما يجدّ من الحوادث وعدم العجلة
فإنها ليست من منهج الأمة الإِسلامية
وخاصة في زمن الفتن .
ب- الصبر:
نحتاج إلى الصبر كثيراً ، وخصوصاً عند الفتن .
يقول الله تعالى : ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ
وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) .سورة البقرة
وعن أبي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيَّ :
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ الصَّبْرُ فِيهِ مِثْلُ
قَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ لِلْعَامِلِ فِيهِمْ مِثْلُ أَجْرِ خَمْسِينَ
رَجُلا يَعْمَلُونَ مِثْلَ عَمَلِهِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجْرُ خَمْسِينَ
مِنْهُمْ قَالَ أَجْرُ خَمْسِينَ مِنْكُمْ . "
أخرجه أبوداود (4341 )
فاصبر فإنك في النوازل رائد والدرب نعلم شائك وطويل
فالصبر روضات لأبناء الهدى ولجنة الرحمن تلك سبيل
وبالصبر يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم
وبين ذوي الجبن والضعف ولذلك وَعَى السلف الصالح
أهمية الصبر عند وقوع الفتن والحوادث
ج- العدل والإنصاف في الأمر كله :
فإن من أقوى أسباب الاختلاف بين العباد
وخصوصاً زمن الفتن فقدان العدل والإنصاف
ولو جاهد المسلم نفسه لتحقيق صفة العدل مع نفسه
ومع الناس فإن كثيراً من المشاكل التي تحصل
بين المسلمين سواء منها الفردية أو الجماعية
ستزول وتحل بإذن الله تعالى .
يقول الله تعالى : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا ) .
ويقول تعالى : (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ )
فلا بد من العدل في الأقوال والأعمال وخصوصاً زمن الفتن
بمعنى أن يأتي الإِنسان بالأمور الحسنة والأمور السيئة
ثم يوازن بينهما وبعد ذلك يحكم
لأن في الموازنة عصمة للمسلم من أن ينسب للشرع
ما ليس موافقاً لما أمر الله به
وبالتالي يكون عدلك وإنصافك
في الفتنة منجياً بإذن الله تعالى .
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-09, 05:30
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2021/03/09/07/609217823.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النبي صلى الله عليه وسلم
- مَنْ صلَّى عليَّ من أُمَّتي صَلاةً مُخْلِصًا من قلبِهِ
صلَّى اللهُ عليهِ بِها عشرَ صَلَوَاتٍ
ورفعَهُ بِها عشرَ درجاتٍ
وكتبَ لهُ بِها عشرَ حَسَناتٍ
ومَحا عنهُ عشرَ سيئاتٍ
السلسلة الصحيحة 3360
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
من أفضل العبادات وأجل القربات
فقد أمر الله تعالى بها عباده المؤمنين
فقال تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) الأحزاب / 56 .
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها
وبين مضاعفة أجرها
وأنها سبب لمغفرة الذنوب ، وقضاء الحاجات
فقال عليه الصلاة والسلام :
( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ
وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ )
رواه النسائي (1297)
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ
إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟
فَقَالَ : ( مَا شِئْتَ ) ، قَالَ : قُلْتُ : الرُّبُعَ ؟
قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ) ، قُلْتُ : النِّصْفَ ؟
قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ )
قَالَ : قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ ؟
قَالَ : ( مَا شِئْتَ ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ )
قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟
قَالَ : ( إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ )
رواه الترمذي (2457)
لماذا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ذلك لعدة أمور :
الأول :
أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم
مأمور بها ، قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً )
فهي عبادة والواجب على المسلم الامتثال لأمر الله
الثاني :
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وحده
بل هي راجعة أيضاً على المصلي نفسه
فالفضل الوارد في الأحاديث السابقة وغيرها
من الأحاديث إنما هي لمن صلى
على النبي الصلاة عليه والسلام .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله – عند شرحه للحديث -
: " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( من صلى علي مرة واحدة صلى الله عليه بها عشرة )
يعني : إذا قلت : اللهم صل على محمد
صلى الله عليك بها عشر مرات
فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات " .
انتهى من " شرح رياض الصالحين " .
الثالث :
حق النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الحقوق بعد حق الله
فقد أنقذ الله به خلقاً من الظلمات إلى النور ، قال تعالى :
( هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم
مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ) الحديد / 9
وقال تعالى : ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ
مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ) إبراهيم / 1 .
فإذا كان الإنسان قد يكثر من ذكر اسم الطبيب
الذي قد جعل الله على يديه شفاءه
وغاية ما في الأمر صلاح البدن
فكيف بمن جعل الله علي يديه صلاح الروح والبدن معاً .
فكان من حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته
أن يكثروا من الصلاة عليه ردا لذلك الجميل
وجزاء لبعض حقوقه عليه الصلاة والسلام .
قال ابن القيم رحمه الله :
" إن الله سبحانه أمر بالصلاة عليه عقب إخباره
بأنه وملائكته يصلون عليه
والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسوله
فصلوا أنتم عليه فأنتم أحق بأن تصلوا عليه
وتسلموا تسليما لما نالكم ببركة رسالته "
انتهى من " جلاء الأفهام " .
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :
" ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
اقتداء باللّه وملائكته
وجزاء له على بعض حقوقه عليكم
وتكميلا لإيمانكم ، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم
ومحبة وإكرامًا ، وزيادة في حسناتكم
وتكفيرًا من سيئاتكم " .
انتهى من " تفسير السعدي " ( 1 / 671 ).
فصلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين
ما تعاقب الليل والنهار
وصلوات الله وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار .
أعاننا الله وإياك على اغتنام الطاعات
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-11, 05:01
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2021/03/11/06/199478700.jpg (https://www.0zz0.com)
ويلٌ لشارب الخمر
قد حذرنا الله منها في كتابه وعلى لسان نبيه
صلى الله عليه وسلم فقال تعالى :
1- قال الله تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ
رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/90
2- لعن الله شارب الخمر ...
ففي سنن أبي داود ( 3189 )
عن ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ قال
: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "
لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ وَشَارِبَهَا وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَمُبْتَاعَهَا وَعَاصِرَهَا
وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ "
وصححه الألباني كما في صحيح أبي داود ( 2/700 ) .
3- شبه النبي صلى الله عليه وسلم مدمن الخمر بعابد الوثن ..
فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
" مُدْمِنُ الْخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ "
رواه ابن ماجه 3375
وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه 2720
4- الحرمان من دخول الجنة لمن أدمن على شرب الخمر
فعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يدخل الجنة مُدمن خمر "
رواه ابن ماجه 3376
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه 2721
5- عن عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :
" اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ إِنَّهُ كَانَ
رَجُلٌ مِمَّنْ خَلَا قَبْلَكُمْ تَعَبَّدَ ، فَعَلِقَتْهُ ( أَيْ عَشِقْته وَأَحَبَّتْهُ )
امْرَأَةٌ غَوِيَّةٌ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ جَارِيَتَهَا
فَقَالَتْ لَهُ إِنَّا نَدْعُوكَ لِلشَّهَادَةِ
فَانْطَلَقَ مَعَ جَارِيَتِهَا فَطَفِقَتْ كُلَّمَا دَخَلَ بَابًا أَغْلَقَتْهُ
دُونَهُ حَتَّى أَفْضَى إِلَى امْرَأَةٍ وَضِيئَةٍ عِنْدَهَا غُلَامٌ
وَبَاطِيَةُ خَمْرٍ ( أي إناء )
فَقَالَتْ إِنِّي وَاللَّهِ مَا دَعَوْتُكَ لِلشَّهَادَةِ
وَلَكِنْ دَعَوْتُكَ لِتَقَعَ عَلَيَّ أَوْ تَشْرَبَ مِنْ هَذِهِ الْخَمْرَةِ كَأْسًا
أَوْ تَقْتُلَ هَذَا الْغُلَامَ قَالَ فَاسْقِينِي مِنْ هَذَا الْخَمْرِ كَأْسًا
فَسَقَتْهُ كَأْسًا قَالَ زِيدُونِي فَلَمْ يَرِمْ
( أَيْ فَلَمْ يَبْرَح وَلَمْ يَتْرُك ذَلِكَ ) حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا وَقَتَلَ النَّفْسَ .
فَاجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا وَاللَّهِ لا يَجْتَمِعُ الإِيمَانُ
وَإِدْمَانُ الْخَمْرِ إِلا لَيُوشِكُ أَنْ يُخْرِجَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ..
رواه النسائي 5666
وصححه الألباني في صحيح النسائي 5236
6- أنه لا تقبل له صلاة أربعين يوماً
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ
وَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا
وَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا
فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَإِنْ عَادَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا
فَإِنْ مَاتَ دَخَلَ النَّارَ فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَإِنْ عَادَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يَسْقِيَهُ
مِنْ رَدَغَةِ الْخَبَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا رَدَغَةُ الْخَبَالِ
قَالَ عُصَارَةُ أَهْلِ النَّارِ " .
رواه ابن ماجه 3377
وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه 2722 .
وليس معنى عدم قبول الصلاة أنها غير صحيحة
أو أنه يترك الصلاة
بل المعنى أنه لا يثاب عليها .
فتكون فائدته من الصلاة أنه يبرئ ذمته
ولا يعاقب على تركها .
قال أبو عبد الله محمد بن نصر المروزي :
" قوله " لا تقبل له صلاة " أي : لا يثاب على صلاته
أربعين يوماً عقوبة لشربه الخمر
كما قالوا في المتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب
إنه يصلي الجمعة ولا جمعة له
يعنون أنه لا يعطى ثواب الجمعة عقوبة لذنبه .
" تعظيم قدر الصلاة " ( 2 / 587 ، 588 ) .
وقال النووي :
"وَأَمَّا عَدَم قَبُول صَلاته فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لا ثَوَاب لَهُ فِيهَا
وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَة فِي سُقُوط الْفَرْض عَنْهُ ,
وَلا يَحْتَاج مَعَهَا إِلَى إِعَادَة" اهـ .
وأما ما ذُكر للسائلة من أن صومها مردود وغير مقبول
فهذا مبني على ما ذهب إليه بعض العلماء
من أن ذكر الصلاة في الحديث السابق
وأنها لا تقبل المراد منه التنبيه
على سائر العبادات وأنها لا تقبل أيضاً .
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي
"وَقِيلَ : إِنَّمَا خَصَّ الصَّلاةَ
بِالذِّكْرِ لأَنَّهَا أَفْضَلُ عِبَادَاتِ الْبَدَنِ ,
فَإِذَا لَمْ تُقْبَلْ فَلأَن لا يُقْبَلُ غيرها من العبادات أَوْلَى" اهـ
من تحفة الأحوذي بتصرف .
وكذا قال العراقي والمناوي .
فعلى هذا القول لا يقبل الصوم أيضاً
وليس معنى ذلك أن من شرب الخمر يترك الصوم
بل إنه يؤمر به ولكنه لا يُقبل منه تنكيلاً له .
ولا شك أنه يجب على شارب الخمر أن يؤدي الصلاة في أوقاتها
وأن يصوم رمضان ، ولو أخل بشيء من صلاته
أو صيامه لكان مرتكباً لكبيرة عظيمة
هي أشد من ارتكابه لجريمة شرب الخمر .
وليُعلم أن وقوع المسلم في معصية وعجزه عن التوبة منها
لضعف إيمانه لا ينبغي أن يُسوِّغ له استمراء المعاصي وإدمانها
أو ترك الطاعات والتفريط فيها
بل يجب عليه أن يقوم بما يستطيعه من الطاعات
ويجتهد في ترك ما يقترفه من الكبائر والموبقات .
والواجب على المسلم أن يتقي الله تعالى
وأن يحذر من إغواء الشيطان ونزغاته
وألا يجعل من نفسه أُلعوبة بيد الشيطان
فإن انتصر عليه شيطانه ،
وأوقعه في معصية الخالق جلَّ وعلى فليبادر إلى التوبة
فإن " التائب من الذنب كمن لا ذنب له "
رواه ابن ماجه 2450
وهذه العقوبة على شارب الخمر إنما هي لمن لم يتب
أما من تاب وأناب إلى الله
فإن الله يتوب عليه ويتقبل منه أعماله .
نسأل الله أن يعصمنا من نزغات الشيطان
وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
عبدالرحمان 05
2021-03-11, 06:33
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع قيم أستاذنا عبد الرحمن
جزاك الله كل خير و جعله في ميزان حسناتك.
*عبدالرحمن*
2021-03-13, 04:29
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع قيم أستاذنا عبد الرحمن
جزاك الله كل خير و جعله في ميزان حسناتك.
و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات
اسعدني حضورك المميز مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما
بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير
*عبدالرحمن*
2021-03-13, 04:40
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2021/03/11/06/199478700.jpg (https://www.0zz0.com)
السحر من المنكرات العظيمة
ومن كبائر الموبقات ، بل هو من نواقض دين الإسلام
إذا كان تعلمه ومباشرته عن طريق الاستعانة بالشياطين .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" تعليم السحر وتعلمه منكر عظيم ، ومن الشرك الأكبر
لأنه لا يتوصل إليه إلا بعبادة الجن
والاستغاثة بهم والتقرب إليهم
وما يهديهم من الذبائح والنذر " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (1/ 355-356) .
وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" السحر أكبر الكبائر بعد الشرك
وهو كفر بالله عز وجل ، وهو قرين الشرك
فالساحر والذي يصدق بالسحر كلاهما سواء " .
انتهى من " مجموع فتاوى الشيخ صالح بن فوزان" (1/ 42) .
من الأدلة الشرعية على أن السحر يكون عن طريق
مردة الجن وهم الشياطين : قول الله عز وجل :
( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) البقرة/ 102 .
قال ابن جرير رحمه الله :
" معنى الكلام : واتبعوا ما تتلوا الشياطين
من السحر على ملك سليمان ، وما كفر سليمان
فيعمل بالسحر، ولكن الشياطين كفروا
يعلمون الناس السحر " .
انتهى من " تفسير الطبري " (2 /417) .
وقَالَ مُجَاهِدٌ : " كَانَتِ الشَّيَاطِينُ تَسْتَمِعُ الْوَحْيَ
فَمَا سَمِعُوا مِنْ كَلِمَةٍ إِلَّا زَادُوا فِيهَا مِائَتَيْنِ مِثْلَهَا
فَلَمَّا تُوُفِّيَ سُلَيْمَانُ عَلَّمَتْهُ النَّاسَ ، وَهُوَ السِّحْرُ " .
انتهى من " تفسير ابن كثير" (1/ 348) .
وقال قتادة : " ذكر لنا، والله أعلم
أن الشياطين ابتدعت كتابا فيه سحر وأمر عظيم
ثم أفشوه في الناس وعلموهم إياه " .
انتهى من " تفسير الطبري " (2/ 410) .
وفي تفسير قول الله عز وجل :
( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ) الفلق/ 4 .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" النفاثات في العقد : هن الساحرات
يعقدن الحبال وغيرها، وتنفث بقراءة مطلسمة
فيها أسماء الشياطين على كل عقدة
تعقد ثم تنفث ، تعقد ثم تنفث ، تعقد ثم تنفث
وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصاً معيناً
فيؤثر هذا السحر بالنسبة لهذا المسحور " انتهى من
" لقاء الباب المفتوح " (107/ 11) بترقيم الشاملة .
قال ابن باز رحمه الله :
" السحر : بين الله جل وعلا في كتابه العظيم
وهكذا رسوله صلى الله عليه وسلم : أنه موجود
وأن السحرة موجودون ، وأن الشياطين هم الأساتذة
هم الذين يعلمونهم السحر
شياطين الجن هم الذين يعلمون شياطين الإنس السحر
والسحر يكون بالرقى الشيطانية
والتعوذات الشيطانية ، والعقد والنفث
كما قال تعالى: ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ)
" انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (3/ 272) .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" السحر نوعان : نوع كفر، ونوع عدوان وظلم.
أما الكفر : فهو الذي يكون متلقىً من الشياطين
فالذي يُتلقى من الشياطين :
هذا كفر مخرج عن الملة ، يُقتل متعاطيه .
النوع الثاني من السحر: سحر لا يكون بأمر الشياطين
لكنه بأدوية وعقاقير وأشياء حسية
فهذا النوع لا يُكفِّر ، ولكن يجب أن يقتل فاعله
درءاً لفساده وإفساده " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (4/ 2) بترقيم الشاملة .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-14, 05:08
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2021/03/11/06/199478700.jpg (https://www.0zz0.com)
لقد دعا الإسلام إلى صلة الرحم
لما لها من أثر كبير في تحقيق الترابط الاجتماعي
ودوام التعاون والمحبة بين المسلمين .
وصلة الرحم واجبة لقوله تعالى :
( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ) سورة النساء آية1
وقوله : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ ) سورة الإسراء آيه 26 .
وقد حذر تعالى من قطيعة الرحم بقوله :
( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ
مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ
أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (25) سورة الرعد
وأي عقوبة أكثر من اللعن وسوء الدار
تنتظر الذين يقطعون أرحامهم
فيحرمون أنفسهم أجر الصلة في الآخرة
فضلا عن حرمانهم من خير كبير في الدنيا
وهو طول العمر وسعة الرزق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أحب أن يبسط له في رزقه
وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه "
. رواه البخاري (5986) ومسلم (2557)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم
قامت الرحم فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة .
قال : نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك
وأقطع من قطعك. قالت : بلى . قال : فذاك لك "
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أقرأوا إن شئتم
( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ
وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ
لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (٢٣) )
صحيح مسلم بشرح النووي 16/112
إذا عرفنا هذا فلنسأل من هو الواصل للرحم ؟
هذا ما وضّحه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
" ليس الواصل بالمكافئ
ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها "
رواه البخاري (5645).
فإذا كانت العلاقة ردا للجميل ومكافأة
وليس ابتداء ومبادرة فإنها حينئذ ليست بصلة
وإنما هي مقابلة بالمثل
وبعض الناس عندهم مبدأ : الهدية مقابل الهدية
ومن لم يهدنا يحرم ، والزيارة مقابل الزيارة
ومن لم يزرنا يقاطع ويهجر
فليست هذه صلة رحم أبدا
وليس هذا ما طلبه الشّارع الحكيم
وإنما هي مقابلة بالمثل فقط
وليست هي الدرجة العالية التي حثّت على بلوغها الشّريعة .
قال رجل لرسول الله عليه وسلم :
إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم
ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فقال :
" إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملّ
ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " .
رواه مسلم بشرح النووي 16/ 115 .
والملُّ هو الرماد الحار
. ومن يطيق أن يلقم الرماد الحار
أعاذنا الله من قطيعة الرحم .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-15, 04:48
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2021/03/11/06/199478700.jpg (https://www.0zz0.com)
حكم العرافة وهي الكهانة وادعاء علم الغيب
فهي من المهلكات لصاحبها
والتي تخرجه من التوحيد والدين .
العرافون يتعاملون مع الجن فهم مشعوذون
يتعاملون مع الشياطين وهي لا تعينهم
إلا بعد أن يبدلوا دينهم ومن يبدل دينه يقتل
ومن ذهب إليهم مصدقا لهم فقد وقع في الكفر
فإن لم يصدقهم فلا تقبل له صلاة أربعين ليلة .
أما دليل الأول :
فحديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" من أتى كاهناً فصدقه بما يقول
فقد كفر بما أنزل على محمد "
. رواه الترمذي ( 135 ) وأبو داود ( 3904 )
ودليل الثاني :
عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من أتى كاهناً فسأله عن شيء
لم تقبل له صلاة أربعين ليلة "
. رواه مسلم ( 2230 ) .
أما كيف يأتي الكهنة بالأخبار
فبيانه في حديث أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة
بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة
على صفوان ينفذهم ذلك
حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذا قال ربكم ؟
قالوا الحقّ وهو العلي الكبير
فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا
بعضه فوق بعض -
وصفه سفيان - أحد الرواة - بكفه -
فحرفها وبدّد بين أصابعه فيسمع الكلمة
فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر
إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر
أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها
وربما ألقاها قبل أن يدركه فيكذب معها مائة كذبة
فقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا
كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء " .
رواه البخاري ( 4424 ) .
واستماع الشيطان للخبر من كلام الملائكة بعضهم لبعض
مما قضاه الله تعالى في السماء هو من علم الشهادة
وليس من معرفة الشياطين بالغيب
فيكذب مع هذه الكلمة أو الخبر مائة كذبة
كأن يعلم أن فلانة تلد ذكراً فيخبر الناس
فيرى الناس صدقه في ذلك فيطمئنون إليه
فيكذب مع الخبر بأنه سيتزوج عام كذا
ويموت عام كذا وما أشبه ذلك من التفصيلات
فيعظم في نفوس الناس فيتقربوا إليه بالهدايا والأموال
فيجعل هذا الكذب صنعة له
بعد اطمئنان الناس إليه ويكتسب بالحرام .
ومما يجدر ذكره
أنه ليس كل عراف كاهناً فقد يكون رمَّالاً أو قارئ فنجان
لأن الكهّان ممن يطّلعون على أخبار الجن
وهؤلاء ليسوا منهم وإنما هم مجرّد كذابين
ولكنهم في الحكم سواء من جهة ادّعائهم
معرفة علم الغيب
وإن كان الكاهن الذي يتعامل مع الشياطين أكفر
لأنّه بالإضافة إلى كفره بالكهانة
يكفر بتعامله مع الشّياطين التي لا تُعطيه مطلوبه
إلا بعد أن يصرف لهم أنواعا من العبادة ويخرج عن دينه .
وعلى كل الأحوال فباب التوبة مفتوح
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ )
رواه الترمذي ( 3537) .
أي : ما لم تبلغ الروح إلى الحلقوم
وكل ذنب يتوب منه الإنسان فإن الله يتوب عليه
قال الله تعالى :
( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا
مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 .
فأي ذنب وقع فيه الإنسان
ثم تاب منه قبلت توبته ، حتى الشرك .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-16, 04:44
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2021/03/11/06/199478700.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
- "لا يَدخُلُ الجَنَّةَ صاحبُ خَمْسٍ
: مُدمِنُ خَمرٍ، ولا مُؤمِنٌ بسِحْرٍ
ولا قاطعُ رَحِمٍ، ولا كاهِنٌ، ولا مَنَّانٌ".
أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (4920) مختصراً
وأحمد (11107) واللفظ له
رَغَّبَ الشَّرعُ المطهَّرُ في الأُمورِ الطَّيِّبةِ التي تُقرِّبُ مِنَ اللهِ
ومِنَ الجَنَّةِ، كما حَذَّرَ مِنَ الأُمورِ السَّيِّئةِ
التي تُبعِدُ عنِ اللهِ وعنِ الجَنَّةِ
وتُقرِّبُ مِنَ النَّارِ.
وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
"لا يَدخُلُ الجَنَّةَ صاحِبُ خَمسٍ" خَمسِ خِصالٍ
كُلِّهِنَّ أو إحداهُنَّ "مُدمِنُ خَمرٍ" وهو الذي يُداوِمُ عليها
ولا يَمتَنِعُ عن شُربِها ولا يَتوبُ عنها
"ولا مُؤمِنٌ بسِحرٍ" وهو مَنِ اعتَقَدَ وصَدَّقَ الساحِرَ
في قَلبِه لِحَقيقةِ الأشياءِ
أو صَدَّقَه في عِلْمِه الغَيبَ معَ اللهِ سُبحانَه وتَعالى
"ولا قاطِعُ رَحِمٍ" هو قَطعُ صِلةِ الرَّحمِ وأسبابِها
والرَّحِمُ الأقارِبُ، ذُكورًا وإناثًا
وقَطعُهم يَكونُ بهَجرِهم وعَدَمِ زيارَتِهم
أو صِلَتِهم بالصَّدَقاتِ إنْ كانوا فُقَراءَ
أو عَدَمِ مُوادَّتِهم إنْ كانوا أغنياءَ
"ولا كاهِنٌ" وهو الذي يَدَّعي عِلْمَ الغَيبِ
ويُخبِرُ النَّاسَ بزَعمِه عنِ الكائِناتِ الغَيبيَّةِ والأشياءِ المُستَقبليَّةِ
وهو شامِلٌ لِكُلِّ مَن يَدَّعي ذلك
مِن مُنجِّمٍ وضَرَّابٍ بالحَصا، ونحوِهما
"ولا مَنَّانٌ"
وهو الذي يَمُنُّ على النَّاسِ في عَطائِه
بذِكرِه لهم، وإظهارِه في النَّاسِ
والمُرادُ بعَدَمِ دُخولِ هؤلاءِ الجَنَّةَ نَفيُ الدُّخولِ مُطلقًا
لِمَنِ استَحلَّ تلك المَعاصيَ مع عِلْمِه بتَحريمِها
لِأنَّه يَكفُرُ بذلك
وأمَّا مَن لم يَستَحلُّوها وماتوا على الإيمانِ وإنْ كانوا عُصاةً
فالمُرادُ أنَّهم لا يَدخُلونَ الجَنَّةَ دُخولًا أوَّليًّا
وهم في مَشِيئةِ اللهِ
إنْ شاءَ عَفا عنهم، وإنْ شاءَ عَذَّبَهم
لِقولِه تَعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48].
وفي الحَديثِ: التَّحذيرُ والتَّرهيبُ مِن عاقِبةِ المَنِّ بالعَطايا
وقَطعِ الأرحامِ، وشُربِ الخَمرِ،
والسِّحرِ والكَهانةِ، أو تَصديقِهما.
https://dorar.net/hadith/sharh/150034
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-17, 04:48
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/03/17/06/212690043.jpg (https://www.0zz0.com)
التكبر صفة ذميمة يتصف به إبليس وجنوده
من أهل الدنيا ممن طمس الله تعالى على قلبه .
وأول من تكبر على الله وخلقه هو إبليس اللعين
لمَّا أمره الله تعالى بالسجود لآدم فأبى واستكبر وقال
" أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين " .
قال الله تعالى :
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ
فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11)
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ
أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) الأعراف
فالكبر خلُق من أخلاق إبليس
فمن أراد الكِبر فليعلم أنه يتخلق بأخلاق الشياطين
وأنه لم يتخلق بأخلاق الملائكة المكرمين
الذين أطاعوا ربهم فوقعوا ساجدين .
و هو سبباً لحرمان صاحبه من الجنة
ويحرم نفسه من أن ينظر رب العزة إليه
كما جاء في الحديثين الآتيين :
1. عن عبد الله بن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ،
قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا
ونعله حسنة ، قال : إن الله جميل يحب الجمال
الكبر : بَطَر الحق وغَمْط الناس " .
رواه مسلم ( 91 ) .
وبطر الحق : رده بعد معرفته .
وغمط الناس : احتقارهم .
2. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مَن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة
فقال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي
إلا أن أتعاهد ذلك منه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنك لست تصنع ذلك خيلاء " .
رواه البخاري ( 3465 ) .
والكبر صفة من الصفات التي لا تنبغي إلا لله تعالى
فمن نازع الله فيها أهلكه الله وقصمه وضيق عليه .
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى :
" العز إزاره والكبرياء رداؤه فمن ينازعني عذبته " .
رواه مسلم ( 2620 ) .
قال النووي :
هكذا هو في جميع النسخ ، فالضمير في " ازاره "
" ورداؤه " : يعود إلى الله تعالى للعلم به
وفيه محذوف تقديره :
" قال الله تعالى : ومن ينازعني ذلك أعذبه " .
ومعنى " ينازعني "
: يتخلق بذلك فيصير في معنى المشارك .
وهذا وعيد شديد في الكبر مصرح بتحريمه .
" شرح مسلم " ( 16 / 173 ) .
وكل من حاول الكبر والارتفاع خفضه الله تعالى
في الأسفلين وجعله في الأذلين
لأنه خالف الأصل فجازاه الله تعالى بنقيض قصده
وقد قيل : الجزاء من جنس العمل .
والذي يتكبر على الناس
يكون يوم القيامة مداساً تحت أقدام الناس
فيذله الله تعالى جزاء ما كان منه من الكبر .
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذرِّ
في صُوَر الرجال يغشاهم الذل من كل مكان
فيساقون إلى سجن في جهنم يسمى " بولس "
تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال".
رواه الترمذي ( 2492 )
وللكبر صور عدة منها :
1. ألا يقبل الرجل الحق ويجادل بالباطل
كما ذكرنا في حديث عبد الله بن مسعود " الكبر :
بطر الحق وغمط الناس " .
2. أن تعجبه نفسه من جمال أو حسن
أو ثراء في الملبس أو المأكل
فيتبختر ويتكبر ويفخر على الناس .
عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
أو قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم :
" بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته
إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة " .
رواه البخاري ( 3297 ) ومسلم ( 2088 ) .
ومنه ما كان من ذلك الرجل صاحب الذي قال الله تعالى فيه
: وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ
أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) الكهف / 34 .
وقد يكون ذلك بالتفاخر بالعشيرة والنسب .
وليعلم المسلم المتكبر
أنه مهما بلغ فهو أضعف من أن يبلغ طول الجبال
أو أن يخرق الأرض كما قال الله تعالى :
وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18)
وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ
إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) سورة لقمان
قال القرطبي :
قوله تعالى : ولا تمش في الأرض مرحا وهذا نهي
عن الخيلاء وأمر بالتواضع
والمرح : شدة الفرح ، وقيل : التكبر في المشي
وقيل : تجاوز الإنسان قدره .
وقال قتادة : هو الخيلاء في المشي
وقيل : هو البطر والأشر ، وقيل : هو النشاط .
وهذه الأقوال متقاربة ولكنها منقسمة قسمين :
أحدهما : مذموم ، والآخر : محمود .
فالتكبر والبطر والخيلاء وتجاوز الإنسان قدره : مذموم .
والفرح والنشاط محمود .
" تفسير القرطبي " ( 10 / 260 ) .
ومن العلاج
أن يتذكر الإنسان أنه خرج هو والبول من مكان واحد
وأن أوله نطفة وآخره جيفة
وأنه بين ذلك يحمل العذرة ( أي البراز ) فبم يتكبر ؟!!
نسأل الله تعالى أن يعيذنا من الكبر وأن يرزقنا التواضع .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-18, 04:51
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/03/17/06/212690043.jpg (https://www.0zz0.com)
واعلموا رعاكم الله أن الغلول أنواع ٌكثيرة ٌ
وصنوف ٌعديدة ٌيجب علينا أن نحذرها أشد الحذر
فمن الغلول عباد الله الأخذ من الفيء والغنائم.
ففي صحيح مسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ
لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَقْبَلَ نَفَرٌ
مِنْ صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا
فُلَانٌ شَهِيدٌ فُلَانٌ شَهِيدٌ
حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ فَقَالُوا فُلَانٌ شَهِيدٌ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَلَّا إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّهَا أَوْ عَبَاءَةٍ.
رواه مسلم 114
ومن الغلول عباد الله الأخذ من الزكاة
أخذ عمال الزكاة ففي سنن أبي داود
عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:
بَعَثَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَاعِيًا
ثُمَّ قَالَ انْطَلِقْ أَبَا مَسْعُودٍ وَلَا أُلْفِيَنَّكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
تَجِيءُ وَعَلَى ظَهْرِكَ بَعِيرٌ مِنْ إِبِلِ الصَّدَقَةِ لَهُ رُغَاءٌ قَدْ غَلَلْتَهُ.
أخرجه أبو داود (2947)
ومن الغلول عباد الله أخذ العمال من الهدايا والعمال
هم الموظفون الذين يتقاضون على أعمالهم مرتبات
لقاء العمل فأخذهم الهدايا من المراجعين
نوع ٌ من الغلول فعن أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ أَنَّهُ
أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْمَلَ عَامِلًا
فَجَاءَهُ الْعَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ
فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي
فَقَالَ لَهُ أَفَلَا قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ فَنَظَرْتَ
أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لَا ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَشِيَّةً بَعْدَ الصَّلَاةِ فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ
ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَمَا بَالُ الْعَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ فَيَأْتِينَا
فَيَقُولُ هَذَا مِنْ عَمَلِكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي
أَفَلَا قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ هَلْ يُهْدَى لَهُ
أَمْ لَا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا
إِلَّا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ
إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ
وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً جَاءَ بِهَا لَهَا خُوَارٌ
وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ فَقَدْ بَلَّغْتُ. "
أخرجه البخاري (7174)، ومسلم (1832).
ومن الغلول عباد الله الاختلاس من الاموال العامة
فعن عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ الْكِنْدِيِّ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ مَنْ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ فَكَتَمْنَا
مِخْيَطًا فَمَا فَوْقَهُ كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
صحيح الجامع 6024
ومن الغلول عباد الله اغتصاب الأراضي
والعقارات ونحو ذلك بغير ِحق.
ففي البخاري وغيره عن أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ
وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ
وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ.
.فإياكم وإياكم
رواه البخاري 6782
أن الأمر َ خطير ٌ جد خطير فليحذر العبد
وليتقي الله عزوجل مادام في دار العمل
قبل أن يلقى الله تبارك وتعالى بغلول
ومظالم لا قبل له بها
اللهم إنا نعوذ بك من الظلم ومن الغلول
اللهم ومن البغي ومن العدوان
اللهم طهر أموالنا من الحرام والآثام
اللهم أصلح لنا شأننا
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-19, 04:30
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/03/17/06/212690043.jpg (https://www.0zz0.com)
يعرف الفقهاء الدَّين بأنه " لزوم حق في الذمة "
كما في "الموسوعة الفقهية" (21/102)
ومعاني الدَّينِ اللغوية تدور حول الانقياد والذل
وبين المعنى الشرعي والمعنى اللغوي رابط ظاهر
فإن المَدين أَسيرٌ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
( إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَأْسُورٌ بِدَيْنِهِ )
رواه أبو داود (3341)
خطورة أمر الدَّيْن
قد جاءت الشريعة الإسلامية بالتشديد في أمر الدين
والتحذير منه
والترغيب في احتراز المسلم منه ، ما أمكنه ذلك :
وروى النسائي (4605)
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْشٍ رضي الله عنه قَالَ :
( كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ وَضَعَ رَاحَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ
ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَاذَا نُزِّلَ مِنَ التَّشْدِيدِ ؟
فَسَكَتْنَا وَفَزِعْنَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ سَأَلْتُهُ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا هَذَا التَّشْدِيدُ الَّذِي نُزِّلَ ؟
فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ! لَوْ أَنَّ رَجُلا قُتِلَ
فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ ، ثُمَّ أُحْيِيَ ، ثُمَّ قُتِلَ
وَعَلَيْهِ دَيْنٌ مَا دَخَلَ الْجَنَّةَ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ )
حسنه الألباني في صحيح النسائي (4367)
وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة
على من مات وعليه ديناران
حتى تكفل بسدادهما أبو قتادة رضي الله عنه
فلما رآه من الغد وقال له قد قضيتها
قال صلى الله عليه وسلم :
( الْآنَ بَرَدَتْ عَلَيْهِ جِلْدُهُ )
مسند أحمد (3/629) وحسنه النووي في "الخلاصة" (2/931)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ) :
" وفي هذا الحديث إشعار بصعوبة أمر الدين
وأنه لا ينبغي تحمله إلا من ضرورة "
انتهى .في "فتح الباري" (4/547
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ )
رواه الترمذي (1078)
قال المباركفوري :
" قوله : ( نفس المؤمن معلقة )
قال السيوطي : أي محبوسة عن مقامها الكريم
. وقال العراقي : أي أمرها موقوف لا حكم لها بنجاة
ولا هلاك حتى ينظر هل يقضى ما عليها من الدين أم لا "
انتهى .في "تحفة الأحوذي" (4/164)
لم يأت كل هذا التشديد في أمر الدين
إلا لما فيه من المفاسد على مستوى الفرد
وعلى مستوى المجتمع .
أما على مستوى الفرد فيقول القرطبي :
" قال علماؤنا : وإنما كان شينا ومذلة
لما فيه من شغل القلب والبال
والهم اللازم في قضائه ، والتذلل للغريم عند لقائه
وتحمل منته بالتأخير إلى حين أوانه
وربما يعد من نفسه القضاء فيخلف
أو يحدث الغريم بسببه فيكذب
أو يحلف له فيحنث ، إلى غير ذلك
وأيضا فربما قد مات ولم يقض الدين فيرتهن به
كما قال عليه السلام : ( نسمة المؤمن مرتهنة في قبره
بدينه حتى يقضى عنه )
رواه الترمذي 1078
وكل هذه الأسباب مشائن في الدين
تذهب جماله وتنقص كماله "
انتهى .في "الجامع لأحكام القرآن" (3/417)
وأما على مستوى المجتمع
فيذكر المتخصصون من المفاسد ما هو خطير على وضع الاقتصاد الأمثل :
1- نمو النزعة إلى تفضيل العاجل أو التلهف الزمني .
2- ضعف روح المسؤولية والاعتماد على الذات .
3- سوء توزيع الثروة .
وللتوسع في فهم هذه المفاسد ينظر دراسة فضيلة الشيخ
سامي السويلم بعنوان "
موقف الشريعة الإسلامية من الدين" (6-11)
وانطلاقا مما سبق اشترط العلماء لجواز الدين شروطا ثلاثة :
1- أن يكون المستدين عازما على الوفاء .
2- أن يعلم أو يغلب على ظنه قدرته على الوفاء .
3- أن يكون في أمر مشروع .
يقول ابن عبد البر :
" والدين الذي يُحبَسُ به صاحبُه عن الجنة ، والله أعلم
هو الذي قد تَرك له وفاءً ولم يوص به
أو قدر على الأداء فلم يؤد
أو ادَّانه في غير حق
أو في سرف ومات ولم يؤده .
وأما من ادَّان في حق واجب لفاقةٍ وعسرةٍ
ومات ولم يترك وفاء
فإن الله لا يحبسه به عن الجنة إن شاء الله "
انتهى .في "التمهيد" (23/238)
وفي السنة النبوية مجموعة من الأدعية
التي جاءت بخصوص الاستعانة بالله
على قضاء الدين ، وهي :
1- عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ : كَانَ أَبُو صَالِحٍ يَأْمُرُنَا
إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ
عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ :
( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ
رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى
وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ
اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ
وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ
فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ
اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ )
وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
رواه مسلم (2713)
2- وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ
فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي .
قَالَ : أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ؟
! قَالَ : قُلْ :( اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ
وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ )
رواه الترمذي (2563)
الكتابة : المال الذي كاتب به السيد عبده
جبل صِير : هو جبل لطيء ، ويروى صبير .
3- وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ :
دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ
فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ
فَقَالَ يَا أَبَا أُمَامَةَ ! مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ
فِي غَيْرِ وَقْتِ الصَّلَاةِ ؟!
قَالَ : هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ .
قَالَ : أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ
أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمَّكَ ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ ؟
قَالَ : قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ :
( قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ :
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ )
قَالَ : فَفَعَلْتُ ذَلِكَ
فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَمِّي ، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي .
رواه أبو داود (1555)
وفيه غسان بن عوف قال الذهبي :
غير حجة. لذلك ضعف الشيخ الألباني الحديث
في ضعيف أبي داود
ولكن الدعاء المذكور ، وهو قوله :
اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن..
ثابت في الصحيحين من غير قصة أبي أمامة هذه
والله أعلم .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-20, 04:33
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/03/17/06/212690043.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
من ماتَ وَهوَ بريءٌ
منَ الْكبرِ والغُلولِ والدَّينِ دخلَ الجنَّةَ
رواه الترمذي 1572
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
من فارقَ الرُّوحُ الجسدَ وَهوَ بريءٌ من ثلاثٍ
دخلَ الجنَّةَ: منَ الْكبرِ، والغُلولِ، والدَّينِ
رواه ابن ماجه 1971
لقد بيَّنَ لنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الأعمالَ
الفاضلةَ الَّتي تُدخِلُ الجنَّةَ برحمةِ اللهِ
كما أظهَرَ الأعمالَ السَّيِّئةَ الَّتي تحجُبُ عن الجنَّةِ
وتلك الَّتي تُرْدِي في النَّارِ
ليكونَ المُسلمُ على بَصيرةٍ من أمرِه.
وفي هذا الحديثِ يروي ثَوبانُ
مَولى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
عن رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:
"مَن فارقَ الرُّوحُ الجسدَ"
أي: مَن فارقَتْ رُوحُه جسدَه
وهذا كِنايةٌ عن الموتِ
"وهو بَريءٌ مِن ثلاثٍ"
أي: وهو خالٍ ولم يقَعْ في إحدى هذه الخِصالِ
أو أنَّ مَن وقَعَ فيها
ثمَّ تاب عنها ورَدَّ الحُقوقَ لأصحابِها
"دخَلَ الجنَّةَ"
أي: كان حقًّا على اللهِ أنْ يُدخِلَه الجنَّةَ"
الأُولى: "مِن الكِبْرِ"
وهو بطَرُ الحقِّ وغَمْطُ الناسِ-
كما فسَّره النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حديثٍ آخَرَ
وهو ما يأتي في النَّفْسِ مِن عُجْبٍ وتَعالٍ
على خَلْقٍ مِن خلْقِ اللهِ
"والغُلولِ" وهو ما سُرِقَ وأُخِذَ مِن الغَنيمةِ قبلَ أنْ تُقْسَمَ
"والدَّينِ" وهو أن يَأخُذَ مالَ الغيرِ على وَجهِ الحاجةِ
ثُمَّ يموتَ قَبلَ أنْ يَقضِيَه
قيل: إنَّ هذا مُقيَّدٌ على مَن قدَرَ على القضاءِ
وخالفَ في الوَفاءِ به.
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ مِن هذه الصِّفاتِ الرَّديئةِ
وأنَّها سببٌ للحجْبِ عن الجنَّةِ.
https://www.dorar.net/hadith/sharh/42133
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-22, 04:47
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2021/03/22/06/794714025.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أتاني جبريلُ ، فقال : يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ
وأحبِبْ ما شئتَ ، فإنك مُفارِقُه
واعملْ ما شئتَ فإنك مَجزِيٌّ به
واعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُه بالَّليلِ
وعِزَّه استغناؤه عن الناسِ
السلسلة الصحيحة 831
هذا الحديث الشريف اشتمل على وصايا عظيمة
وجمل نافعة، من هذا الملك الكريم جبريل
- عليه السلام –
ينبغي أن نقف عندها وقفة تأمل وتدبر.
فقوله: عش ما شئت: أي مهما طال عمرك
في هذه الحياة فإن الموت نهاية كل حي ومصيره
كما قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]
وقال تعالى: ﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ *
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [الزمر: 30، 31].
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -
قال: أرسل ملك الموت إلى موسى
- عليه السلام - فلما جاءه صكه
والمفهوم من الحديث أنه ضربه على عينه فأخرجها.
فرجع إلى ربه فقال:
أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله إليه عينه
وقال ارجع إليه و قل له: يضع يده على متن ثور
فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة
قال: أي رب! ثم ماذا؟
قال: ثم الموت قال: فالآن
فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
فلو كنت ثم لأريتكم قبره
إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر.
صحيح البخاري (1339)، وصحيح مسلم (2372).
ومن فوائد قوله: "عش ما شئت فإنك ميت":
أن يعلم المؤمن أن الموت قد يأتيه بغتة
وهو في غفلة عنه، قال تعالى:
﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ
الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ
وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا
وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].
فينبغي للمؤمن أن يكون على استعداد للقاء ربه
ولا يغتر بالحياة الدنيا، قال تعالى:
﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 5].
وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33].
وقوله: "وأحبب من أحببت فإنك مفارقه"
أي أحبب من شئت من زوجة أو أولاد
ومال ومنصب، وجاه، وغيرها
من متاع الحياة الدنيا فإنك عما قريب ستفارقها.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه –
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان
ويبقى معه واحد، ينبعه أهله وماله وعمله
فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله"
حيح البخاري (6514)، وصحيح مسلم (2960).
ومن فوائد الجملة السابقة: الاستعداد لفراق الأحبة
حتى إذا وقع يكون يالمؤمن
قد تأهب لذلك فيخف وقعه عليه.
ومنها: أن يهتم المؤمن للرفيق الذي لا يفارقه
في الدنيا والآخرة وهو عمله الصالح.
قوله: "واعمل ما شئت فإنك مجزي به"، قال تعالى:
﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].
وقال تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ
مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ
مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123].
وقال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ
بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].
وقد ذكر الله بذلك فأعظم الذكر
فانظر إلى قوله تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ
إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-23, 04:37
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2021/03/22/06/794714025.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أتاني جبريلُ ، فقال : يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميِّتٌ
وأحبِبْ ما شئتَ ، فإنك مُفارِقُه
واعملْ ما شئتَ فإنك مَجزِيٌّ به
واعلمْ أنَّ شرَفَ المؤمنِ قيامُه بالَّليلِ
وعِزَّه استغناؤه عن الناسِ
السلسلة الصحيحة 831
قوله: "واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل"
فيه إشارة إلى تعويض المؤمن عما يفوته
من شرف الدنيا المنهي عن الحرص عليه
فيرتفع ذكره ويشرف قدره بقيام الليل
قال تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ
خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *
فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة: 16، 17].
روى الترمذي في سننه
من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم
وقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات
ومنهاة عن الإثم
سنن الترمذي برقم (3549)
وقال: هذا أصح من حديث أبي إدريس عن بلال
وصححه الألباني في إرواء الغليل (2/ 199-202) برقم (452).
وقوله: "وعزه استغناؤه عن الناس"
العزة مطلب لكل نفس أبية
وإن من أعظم أسباب نيل العزة:
التعلق بمن العزة بيده سبحانه
وترك التعلق بمن دونه ممن لا يزيد
التتعلق بهم إلا ذلًا وهوانًا.
قال تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ [المنافقون: 8].
وقال تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا [فاطر: 10].
وقال تعالى: بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ
الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ
عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا [النساء: 138، 139].
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما
من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -
: أن ناسًا من الأنصار
سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم
حتى نفد ما عنده، فقال: ما يكون عندي من خير
فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله
ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله
وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر
صحيح البخاري (1469)، وصحيح مسلم (1053).
وروى الطبراني في معجمه الكبير
من حديث ابن عباس - رضي الله عنه -
أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك"
الطبراني في الكبير (11/ 444) برقم (12257)
وقال عمر - رضي الله عنه -: إن الطمع فقر
وإن اليأس غنى
إنه من ييأس عما في أيدي الناس استغنى عنهم
إحياء علوم الدين (3/ 239).
وكان محمد بن واسع يبل الخبز اليابس بالماء ويأكل
ويقول: من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد
إحياء علوم الدين (3/ 239).
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-24, 04:36
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www12.0zz0.com/2021/03/24/06/168421114.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِنَّ اللهَ جعلَ بالمغْرِبِ بابًا
عرْضُهُ مسيرةُ سبعينَ عامًا للتوبَةِ لا يُغْلَقُ
؛ ما لم تَطْلُعِ الشمسُ مِنْ قِبَلِهِ
وذلِكَ قولُه – تعالى –
يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا
إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
: تخريج مشكاة المصابيح 2284
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إنَّ مِن قِبلِ مغربِ الشَّمسِ بابًا مفتوحًا
عَرضُهُ سبعونَ سنةً
فلا يَزالُ ذلِكَ البابُ مفتوحًا للتَّوبةِ
حتَّى تطلعَ الشَّمسُ مِن نحوِهِ
فإذا طلَعت مِن نحوِهِ، لم ينفَع نفسًا إيمانُها
لم تَكُن آمنَت مِن قَبلُ، أو كسَبَتْ في إيمانِها خَيرًا
صحيح ابن ماجه 3305
أخبَرَنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ يقبَلُ توبةَ
عِبادِه ما لم تَخرُجِ الرُّوحُ من الجسدِ
وأنَّ بابَ التَّوبةِ مفتوحٌ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ
من مَغربِها في آخرِ زمانِ الدُّنيا.
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ صفوانُ بنُ عسَّالٍ رضِيَ اللهُ عنه
أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:
"إنَّ مِن قِبَلِ"، أي: مِن ناحيةِ
"مغرِبِ الشَّمسِ بابًا مفتوحًا، عَرْضُه سَبعونُ سَنةً"
وهذا يدُلُّ على سَعتِه غيرِ المحدودةِ
وأنَّ توبةَ اللهِ واسعةٌ مفتوحةٌ للعِبادِ
"فلا يزالُ ذلك البابُ مفتوحًا للتَّوبةِ"
أي: إشارةٌ إلى قَبولِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ للتَّوبةِ
"حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ من نحوِه
أي: من جِهَةِ المغربِ بعدَ أنْ كان طُلوعُها الدَّائمُ من المشرِقِ
وذلك في آخرِ زمانِ الدُّنيا وعند قيامِ السَّاعةِ
"فإذا طلَعَت مِن نحوِه، لم ينفَعْ نفسًا إيمانُها
لم تكُنْ آمنتْ من قبْلُ، أو كسَبَت في إيمانِها خيرًا"
أي: في هذا الوقتِ لا تُقْبَلُ توبةٌ
وإنَّما يكونُ النَّاسُ قد أيقنوا
أنَّ الدُّنيا قد انتهَتْ وحانتِ القيامةُ
بعدَ أنْ رأَوْا كلَّ العلاماتِ السَّابقةِ ولم يَتوبوا.
وهذا مِصداقٌ لقولِه تعالى:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ
بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا
إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ
أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158].
وفي الحديثِ: بيانُ علامةٍ مِن علاماتِ السَّاعةِ الكُبْرى
وهي طُلوعُ الشَّمسِ مِن مَغربِها بأمْرِ ربِّها.
وفيه: الحَثُّ على سُرعةِ التَّوبةِ والرُّجوعِ إلى اللهِ.
https://dorar.net/hadith/sharh/84259
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-25, 04:35
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2021/03/25/06/925922464.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- يا عائشةُ ، عليكِ بجُمَلِ الدعاءِ و جوامعِه قولي
: اللهم إني أسألك من الخير كلِّه ، عاجلِه و آجلِه
ما علمتُ منه و ما لم أعلمُ
و أسألك الجنةَ و ما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ
و أعوذُ بك من النَّارِ و ما قرَّب إليها من قولٍ أو عملٍ
و أسألك مما سألك به محمدٌ
و أعوذ بك مما تعوَّذَ منه محمدٌ
و ما قضيتَ لي قضاءً فاجعل عاقبتَه رَشَدًا
أخرجه ابن ماجه (3846)
أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ :
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ
ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ
وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ
ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ
وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ
اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ
وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ
وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ
وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ
وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا
أخرجه مسلم (2716) مختصراً.
علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أمَّتَه الخيرَ كلَّه
وكان دائمَ الإرشادِ إلى الأقوالِ والأفعالِ
الجوامِعِ الَّتي فيها الفضْلُ العظيمُ.
وفي هذا الحديثِ تخبِرُ عائشةُ رَضي اللهُ عنها:
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم علَّمها هذا الدُّعاءَ:
"اللَّهمَّ إنِّي أسألُك مِن الخيرِ كلِّه عاجِلِه"
أي: القَريبِ في وقتِه، "وآجِلِه"، أي: والبعيدِ
"ما عَلِمتُ منه"، أي: الَّذي يَكونُ في عِلمِ العبْدِ
"وما لم أعلَمْ"، أي: والَّذي يكونُ في عِلمِ اللهِ عزَّ وجلَّ
وهذا الدُّعاءُ على العُمومِ دونَ تخصيصِ نوْعٍ مِن الخيرِ
وفيه تفويضُ الأمرِ إلى عِلمِ اللهِ تعالى
فيَختارُ للمسلِمِ أفضلَه وأحسَنَه
"وأعوذُ بك" أي: أعتَصِمُ وأحتَمي باللهِ
"مِن الشَّرِّ كلِّه عاجِلِه وآجِلِه
ما عَلِمتُ منه وما لم أعلَمْ
اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك مِن خيرِ ما سألَك عبدُك ونبيُّك
وأعوذُ بك مِن شرِّ ما عاذ به عبدُك ونبيُّك"
وهذا دُعاءٌ وطلَبٌ مِن اللهِ أنْ يُعطيَ الدَّاعيَ ممَّا سألَه
وطلَبه النَّبيُّ محمَّدٌ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لنَفْسِه
دونَ تَعديدٍ لأنواعِ ما دعا به النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
وفي هذا حِفظٌ للمسلِمِ الدَّاعي مِن أنْ يعتديَ في الدُّعاءِ.
وقولُه: "اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك الجنَّةَ"، أي: دُخولَها
"وما قرَّب إليها مِن قوْلٍ أو عمَلٍ"
أي: والقُدرةَ على عمَلِ الطَّاعاتِ الَّتي تكونُ سببًا في دُخولِها
"وأعوذُ بك مِن النَّارِ وما قرَّب إليها مِن قوْلٍ أو عمَلٍ"
وطلَبُ دخولِ الجنَّةِ والابتعادِ عن النَّارِ
مَطلَبُ كلِّ مسلِمٍ وغايةُ عمَلِه
ويَنبغي أنْ يُدَندِنَ حولها كلُّ داعٍ
كما كان يُدندنُ حولها رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
وأصحابُه رضِيَ اللهُ عنهم.
"وأسأَلُك أنْ تَجعَلَ كلَّ قضاءٍ قضَيتَه لي خيرًا"
وهذا مِن الدُّعاءِ بالرِّضا بقَضاءِ اللهِ
وأن يكونَ كلُّ أمرٍ قَضاه اللهُ للمسلِمِ مَصحوبًا
ومُلابِسًا للخيرِ الَّذي يُرضي المقضيَّ له؛ هذا
وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
يُعجِبُه الجوامِعُ مِن الدُّعاءِ، ويَأمُرُ بها
وأخرج أحمدُ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال:
"يا عائشةُ، عليكِ بالكوامِلِ"
ثمَّ ذكَر هذه الأدعيةَ السَّابقةَ.
وهذا الدُّعاءُ مِن أجمَعِ الأدعيَةِ، إنْ لم يَكُنْ أجمَعَها
فإنَّ فيه سؤالَ كلِّ خيرٍ
والاستعاذةَ مِن كلِّ شرٍّ، ثمَّ النَّصَّ على سؤالِ أفضَلِ الخيرِ
وهو الجنَّةُ والأعمالُ الصَّالحةُ المقرِّبةُ إليها
والاستعاذةِ مِن أعظَمِ الشَّرِّ
وهو النَّارُ والمعاصي المقرِّبةُ إليها
وهذا الدُّعاءُ يَكفي عن غيرِه
وإذا أكثَر المسلِمُ مِن الدُّعاءِ به كان على خيرٍ عَظيمٍ
ولا حرَجَ على المسلِمِ أن يَقتصِرَ عليه
إذا لم يَقدِرْ على غيرِه مِن الأدعيَةِ الجوامِعِ
وشَقَّ عليه حِفظُها
وأمَّا مع القُدرَةِ فلا شكَّ أنَّ الأفضلَ له أن يَحفَظَ
ما قد عَلِمه مِن أدعيةِ
النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم الجوامِعِ
ويُنوِّعَ بينَها قَدْرَ ما يَستطيعُ
ويَدْعوَ لنَفسِه أيضًا بما شاء
مِن خيرِ الدُّنيا والآخرةِ.
https://dorar.net/hadith/sharh/78392
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-26, 04:56
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2021/03/26/06/956944986.jpg (https://www.0zz0.com)
علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم مواقيت الصلاة
أوله وآخره ، وأخبرنا أن الوقت بينهما
فالمسلم إذا صلى الصلاة في وقتها المحدد
شرعًا فقد أدّى ما عليه
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ
حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى
رواه مسلم (681).
قال النووي رحمه الله تعالى:
" فيجوز تأخير الصلاة إلى آخر الوقت بلا خلاف
حيث تقع جميعا في الوقت "
انتهى من"المجموع" (3 / 62).
لكن هنا تنبيهات:
التنبيه الأول:
أن هذا الفعل إنما يصلح بين الظهر والعصر
وبين المغرب والعشاء.
وأمّا بين الصبح والظهر فلا يصح
لأنه كما هو معلوم لكل مسلم أنّ وقت الصبح
يخرج بشروق الشمس.
ولا يصلح بين العصر والمغرب
لأن العصر قد ورد النهي عن تأخيره
إلى وقت اصفرار الشمس وقرب غروبها.
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
وَقْتُ الظُّهْرِ مَا لَمْ يَحْضُرِ الْعَصْرُ
وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ
وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ
وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ
وَوَقْتُ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ
رواه مسلم (612).
كما أن تأخير العصر إلى قرب المغرب
من صفات أهل النفاق.
عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:
تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى
إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا
لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا
رواه مسلم (622).
وكذلك ينبغي عدم تأخير العشاء إلى قرب الفجر
الواجب أن تكون صلاة العشاء قبل نِصْفِ اللَّيل
ولا يجوز تأخيرها إلى نصف الليل
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( وَقْتُ العِشاء إلى نصف الليل )
رواه مسلم (المساجد ومواضع الصلاة/964)
فعلينا أن تُصَلِّيها قبل نصف الليل على حساب دورات الفَلَكْ
فإنّ الليل يَزِيد ويَنْقُص
والضَابط هو نصف الليل بالساعات
فإذا كان الليل عشر ساعات
لم يَجُزْ أنْ تُؤَخرها إلى نهاية الساعة الخامسة
وأفضل ما يكون أن تكون في ثلث الليل الأول
ومن صلاها في أول الوقت فلا بأس
لكن إذا أُخِّرت بعض الوقت فهو الأفضل
لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يَسْتَحِبُّ
أن يُؤَخِّر صلاة العشاء بعض الوقت
ومن صلاها أول الوقت ، بعد غروب الشفق
- وهو الحُمْرَة التي في الأُفُقِ الطولي - فلا بأس
التنبيه الثاني:
تأخير الظهر إلى آخر وقتها مع عدم إخراجها عن وقتها
هذا الأمر وإن كان جائزًا
إلا أنه خلاف الأفضل
وهو المسارعة إلى الصلاة في أول وقتها
لأن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
وقال الله تعالى:
وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ البقرة/148.
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
" والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد
على الأمر بفعل الخيرات
فإن الاستباق إليها، يتضمن فعلها، وتكميلها
وإيقاعها على أكمل الأحوال، والمبادرة إليها
ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات
فهو السابق في الآخرة إلى الجنات
فالسابقون أعلى الخلق درجة
والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل، من صلاة
وصيام، وزكوات وحج، عمرة
وجهاد، ونفع متعد وقاصر...
ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان
بكل فضيلة يتصف بها العمل
كالصلاة في أول وقتها
والمبادرة إلى إبراء الذمة، من الصيام، والحج
والعمرة، وإخراج الزكاة
والإتيان بسنن العبادات وآدابها
فلله ما أجمعها وأنفعها من آية "
انتهى من "تفسير السعدي" (ص 73).
وعن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟
قَالَ: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟
قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟
قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
رواه البخاري (527) ، ومسلم (85).
والحديث عند ابن خزيمة (327) وغيره
من هذا الوجه، بلفظ: الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا .
اخوة الاسلام
و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء
من اجل استكمال الموضوع
*عبدالرحمن*
2021-03-27, 04:34
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
التنبيه الثالث:
هذا التأخير للصلاة إلى آخر الوقت
مع عدم إخراجها عن وقتها :
يجوز إذا لم تكن الجماعة واجبة على المصلي.
فإذا كان المصلي ممن تجب عليه الجماعة
فعليه في هذه الحال إجابة النداء
والصلاة مع الجماعة في المسجد؛
ولا يجوز له ترك الجماعة إلا من عذر
كمرض أو خوف على نفسه أو ماله
أو عمل هام يشق عليه تأخيره .. ونحو ذلك .
وأما الأدلة على الوجوب فكما يلي :
1. قال الله تعالى :
وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ
مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا
مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا
فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ معك النساء / 102 .
قال ابن المنذر :
ففي أمر الله بإقامة الجماعة في حال الخوف
: دليل على أن ذلك في حال الأمن أوجب .
" الأوسط " ( 4 / 135 ) .
وقال ابن القيم :
ووجه الاستدلال بالآية من وجوه :
أحدها : أمره سبحانه لهم بالصلاة في الجما
عة ثم أعاد هذا الأمر سبحانه مرة ثانية
في حق الطائفة الثانية بقوله :
ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك
وفي هذا دليل على أن الجماعة فرض على الأعيان
إذ لم يسقطها سبحانه عن الطائفة الثانية بفعل الأولى
ولو كانت الجماعة سنَّة
لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف
ولو كانت فرض كفاية : لسقطت بفعل الطائفة الأولى
ففي الآية دليل على وجوبها على الأعيان
فهذه ثلاثة أوجه : أمره بها أولاً
ثم أمره بها ثانياً
وأنه لم يرخص لهم في تركها حال الخوف .
" الصلاة وحكم تاركها " ( ص 137 ، 138 ) .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال :
" والذي نفسي بيده لقد هممتُ
أن آمر بحطبٍ فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها
ثم آمر رجلاً فيؤم الناس
ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم
والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم
أنه يجد عَرْقاً سميناً
أو مِرْمَاتين حسنتين لشهد العشاء " .
رواه البخاري ( 618 ) ، ومسلم ( 651 ) .
عرْق : العظم .
مرماتين : ما بين ظلفي الشاة من اللحم .
والظّلف : الظفر
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إن اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء
وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما
ولو حبواً ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً
يصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب
إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ".
رواه البخاري ( 626 ) ، ومسلم ( 651 ) .
قال ابن المنذر :
وفي اهتمامه بأن يحرق على قوم تخلفوا
عن الصلاة بيوتهم : أبين البيان على
وجوب فرض الجماعة ، إذ غير جائز أن يحرِّق
الرسول صلى الله عليه وسلم مَن تخلف عن ندب
وعما ليس بفرض .
" الأوسط " ( 4 / 134 ) .
وقال الصنعاني :
والحديث دليل على وجوب الجماعة عيناً لا كفايةً
إذ قد قام بها غيرهم فلا يستحقون العقوبة
ولا عقوبة إلا على ترك واجب أو فعل محرم .
" سبل السلام " ( 2 / 18 ، 19 ) .
والأدلة كثيرة اكتفيت بما سبق
ويمكن الرجوع إلى كتاب ابن القيم
" الصلاة وحكم تاركها " ففيها زوائد وفوائد .
وللشيخ ابن باز رسالة مفيدة
بعنوان وجوب أداء الصلاة في جماعة .
وختاماً
فإذا راعى المسلم هذه التنبيهات
فلا حرج عليه أن يصلي كذلك
مع الاهتمام البالغ بأداء الصلاة
في وقتها وعدم التهاون بها .
والله أعلم
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-28, 04:53
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2021/03/28/06/914435457.jpg (https://www.0zz0.com)
النار هي الدار التي أعدها الله للكافرين به
المتمردين على شرعه، المكذبين لرسله
وهي عذابه الذي يعذب فيه أعداءه
وسجنه الذي يسحن فيه المجرمين. وهي الخزي الأكبر
والخسران العظيم، الذي لا خزي فوقه
ولا خسران أعظم منه
رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ
وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [آل عمران: 192]
أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ
خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ [التوبة: 63]
وقال: إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ
وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر: 15].
وكيف لا تكون النار كما وصفنا
وفيها من العذاب والآلام والأحزان
ما تعجز عن تسطيره أقلامنا وعن وصفه ألسنتنا
وهي مع ذلك خالدة وأهلها فيها خالدون
ولذلك فإن الحق أطال في ذم مقام أهل النار في النار
إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان: 66]
هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ
يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ [ص: 55 – 56]
عظم خلق أهل النار
يدخل أهل الجحيم النار على صورة ضخمة هائلة
لا يقدر قدرها إلا الذي خلقهم
ففي الحديث الذي يرفعه أبو هريرة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة
ثلاثة أيام للراكب المسرع))
رواه مسلم (2852). و رواه البخاري (6551).
وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((ضرس الكافر، أو ناب الكافر
مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث))
رواه مسلم (2851).
وقال زيد بن أرقم: ((إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار
حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد)).
رواه أحمد (4/366) (19285).
وعن أبي هريرة قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً
وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه
من جهنم ما بين مكة والمدينة))
رواه الترمذي (2577)
و روى أبو هريرة قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد
وعرض جلده سبعون ذراعاً
وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان
ومقعده من النار ما بيني وبين الربذة))
رواه أحمد (2/328) (8327)، والحاكم (4/637)
و هذا التعظيم لجسد الكافر ليزداد عذابه وآلامه
يقول النووي في شرحه لأحاديث مسلم في هذا الباب:
هذا كله لكونه أبلغ في إيلامه
وكل هذا مقدور لله تعالى: يجب الإيمان به لإخبار الصادق به.
وقال ابن كثير معلقاً على ما أورده من هذه الأحاديث
: ليكون ذلك أنكى في تعذيبهم
وأعظم في تعبهم ولهيبهم
كما قال شديد العقاب: لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ [النساء: 56 ]
والله أعلم.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-29, 05:27
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2021/03/29/07/260683100.jpg (https://www.0zz0.com)
يسن الإشارة بالسبابة وتحريكها في التشهد
لما روى أحمد (18890)
والنسائي عن وائل بن حجر قال :
قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف يصلي فنظرت إليه فقام فكبر ورفع يديه
حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى
والرسغ والساعد فلما أراد أن يركع رفع يديه مثلها .
قال : ووضع يديه على ركبتيه ثم لما رفع رأسه
رفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه
ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى
على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن
على فخذه اليمنى ثم قبض اثنتين من أصابعه
وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها
وروى مسلم (580)
عن عبد الله بن عمر قال : كان –
أي النبي صلى الله عليه وسلم -
إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى
وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام
ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى " .
وفي رواية له عن ابن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس
في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى
التي تلي الإبهام فدعا بها ويده اليسرى
على ركبته اليسرى باسطها عليها .
وروى النسائي (1273)
عن سعد قال : مر علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا أدعو بأصابعي فقال أَحِّدْ أَحِّدْ وأشار بالسبابة .
أي : أشر بأصبع واحدة وهي السبابة .
وروى أحمد (5964)
عن نافع قال كان عبد الله بن عمر
إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه
وأشار بإصبعه وأتبعها بصره ثم قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهي
أشد على الشيطان من الحديد يعني السبابة ".
والحديث حسنه الألباني
في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص 159
وهذه الأحاديث تدل على أمرين :
الأول : الإشارة بالسبابة في التشهد كله .
والثاني : تحريكها حال الدعاء .
وقد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
جمل الدعاء الواردة في التشهد ، فقال :
( فكلما دعوت حرك إشارةً إلى علو المدعو
سبحانه وتعالى ، وعلى هذا فنقول :
السلام عليك أيها النبي :
فيه إشارة لأن السلام خبر بمعنى الدعاء .
السلام علينا : فيه إشارة .
اللهم صل على محمد : فيه إشارة .
اللهم بارك على محمد : فيه إشارة .
أعوذ بالله من عذاب جهنم : فيه إشارة .
ومن عذاب القبر : إشارة .
ومن فتنة المحيا والممات : إشارة .
ومن فتنة المسيح الدجال : إشارة .
وكلما دعوت تشير إلى علو من تدعوه سبحانه وتعالى
وهذا أقرب إلى السنة . )
انتهى من الشرح الممتع 3/202
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-30, 04:53
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2021/03/30/06/883796704.jpg (https://www.0zz0.com)
اقتناء ما قد يحتاجه الإنسان في حياته جائز
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخر
لأهله قوت سنتهم ، من تمر وغيره
ففي صحيح البخاري (5357)
عن عمر رضي الله عنه :
(أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ
بَنِي النَّضِيرِ وَيَحْبِسُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ) .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
"التقييد بالسنة إنما جاء من ضرورة الواقع
لأن الذي كان يُدَّخَر لم يكن يحصل إلا من السنة إلى السنة
لأنه كان إما تمرا وإما شعيرا
فلو قُدِّر أن شيئا مما يُدَّخَر كان لا يحصل
إلا من سنتين إلى سنتين لاقتضى الحال
جواز الادخار لأجل ذلك . والله أعلم"
انتهى .في "فتح الباري" (9/503)
ولكن ينبغي للمسلم أن لا يتوسع في النفقات
فلا يشتري من الأثاث ما لا يحتاج إليه
فقد روى مسلم (2084)
عن جابر رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ ، وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ
وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ ) .
قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" :
"قال العلماء : معناه : أن ما زاد على الحاجة
فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا
وما كان بهذه الصفة فهو مذموم
وكل مذموم يضاف إلى الشيطان
لأنه يرتضيه ويوسوس به ويحسنه ويساعد عليه
وقيل : إنه على ظاهره
وأنه إذا كان لغير حاجة كان للشيطان عليه مبيت ومقيل
كما أنه يحصل له المبيت بالبيت
الذي لا يذكر الله تعالى صاحبه عند دخوله عَشاءً
وأما تعديد الفراش للزوج والزوجة فلا بأس به
لأنه قد يحتاج كل واحد منهما إلى فراش
عند المرض ونحوه وغير ذلك" انتهى .
فلا حرج على المسلم في ادخار ما يحتاج
إليه من طعام أو أثاث أو غير ذلك
ما لم يصل إلى حد الإسراف ، وتضييع الأموال .
وأما كون المسلم قد يموت ولا ينتفع بما اشتراه
فإن هذا لا يضره ، فيستنفع به غيره من ورثته
وهو صدقة على الوارث
والله أعلم
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-03-31, 04:48
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www2.0zz0.com/2021/03/31/06/587646373.jpg (https://www.0zz0.com)
عن أبي هريرة قال:
قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- لا يجتمعُ غبارٌ في سبيلِ اللَّهِ ودُخانُ جَهَنَّمَ
في جوفِ عبدٍ أبدًا
ولا يجتَمعُ الشُّحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا
[رواه النسائي: 3110].
المقصود بقوله:
لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم
في جوف عبد أبدًا هذه بشارة للمجاهد
في سبيل الله إذا جاهد بإخلاص وصدق
أن الله لا يدخله النار
فالغبار والنار ضدان لا يجتمعان
أي غبار في سبيل الله، صادقًا في نصرة الدين
ليس في العصبيات، ولا في الأهواء
ولا القتال في مغانم الدنيا
أو في سبيل تكوين زعامات.
المقصود بقوله:
ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا:
قوله: ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا
الشح أشد البخل.
وقيل: هو بخل مع الحرص.
وقيل: البخل بالمال والشح بالمال وبالمعروف
يعني لو واحد أمكن أن يبذل شفاعة، وما بذلها
شحيح، عنده شح
قيل: البخل خاص بالمال
والشح بمنع المعروف عمومًا.
البخل أكثر ما يكون في إمساك النفقة:
سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران: 180]
وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ[محمد: 38]
لكن الله قال في الشح:
أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ [الأحزاب: 19]
ما يخرج منه خير أبدًا
أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا [الأحزاب: 19]
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُُ الْمُفْلِحُونَ[التغابن: 16]
ولذلك نقول: الشح في المال وفي كل وجوه الخير
الشح في الشفاعة، الشح في الإعانة، المساعدة
الحمل، الشح في الشرح، في الدلالة على المكان
الشح في بذل النصيحة، في الرأي، الشح في المال
الشح في إعطاء الحقوق
الشح يحمل على ارتكاب المحارم، وسفك الدماء
وأخذ الحرام، وأكل الحرام، وإتيان الفواحش
لذلك جاء في الحديث الصحيح:
أن من قبلنا أهلكهم الشح،
حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم
[رواه مسلم: 6741].
و قولة ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا
للتنبيه على أن الشح من أعظم أدواء القلوب
وأمراض القلوب ومفاسده عظيمة
بل من وقي الشح فهو بخير
قال الله: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[التغابن: 16]
فليس بشحيح ولا بخيل من أنفق في سبيل الله
وأعطى الزكاة، وحق الضيف
قال أبو الهياج الأسدي: رأيت رجلاً في الطواف يدعو:
اللهم قني شح نفسي، اللهم قني شح نفسي
لا يزيد على ذلك، طيلة الطواف
فقلت له: يعني لم تقول هذا؟
هذا الطواف موطن عظيم؟
قال: ""إذا وقيت شح نفسي، لم أسرق، ولم أزن
ولم أفعل، ولم أفعل، فإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف
صاحب رسول الله
[ينظر: مُصنف ابن أبي شيبة: 10/335].
الشح يدفع إلى أخذ الأشياء من غير حلها
ومنع الحق عن أصحاب الحقوق، هذا الملخص للشح
لا يرضى بما قسم الله من الطيب
ويمنع المعروف والحقوق عن أهلها
والنبي قال: ثلاث مهلكات أول شيء بدأ به شح مطاع
وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه
[رواه الطبراني في الأوسط: 5452 ].
الشح مفسد للقلوب، إذا انتشر في آخر الزمان
قال النبي في أشراط الساعة: يتقارب الزمان
وينقص العمل، ويلقى الشح يعني في النفوس
ويكثر الهرج يعني القتل.
القتل المقصود -طبعًا- القتل بالباطل
كما أن أهل الشام الآن لما أعمل فيهم السيف
من الرافضة والباطنية بمعاونة اليهود والنصارى،
قتل منهم أكثر من أربعمائة ألف
وهجر منهم أكثر من سبعة مليون
من إحدى عشر مليون، يعني الآن إذا استمر الأمر
على ما هو عليه ممكن أهل السنة يصبحوا في الشام أقلية
لأن هذا القصف ينتج عنه تهجيرا
ويأتون بالإحلال من غير المسلمين، من غير أهل السنة
يوطنونهم، يعني تغيير التركيبة السكانية
هذا من أعظم الإجرام الذي يحدث اليوم على وجه الأرض
ما يحدث بالشام، وكذلك بالعراق، وكله على المسلمين
فنحن نرى الآن ما أخبر عنه النبي من كثرة الهرج
أشراط الساعة، آخر الزمان، قالوا: وما الهرج؟
قال: القتل القتل
[رواه البخاري: 6037، ومسلم: 6964].
والشح داء عظيم، وبلاء قديم:
واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم
[رواه مسلم: 6741]
الشح يمنع حقوق الإخوة، والبذل، والمواساة
ويؤدي للتهاجر والتقاطع والتعادي والتشاجر
واستباحة الدماء
ومن كان في قلبه الشح ما يكون معه الإيمان.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-01, 04:45
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2021/04/01/06/563931468.jpg (https://www.0zz0.com)
قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَن أقالَ مُسلِمًا بيعتَه
أقالَه اللهُ عَثرتَه يومَ القِيامةِ .
أخرجه أبو داود (3460)
حثَّنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على التَّعامُلِ
فيما بيْننا بالحُسْنى والرِّفْقِ واللِّينِ كما بيَّن فضْلَ
تَفْريجِ الكُرُباتِ والتَّنْفيسِ عن الناسِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
"مَنْ أَقالَ مُسلِمًا بَيْعَتَهُ"
والإقالَةُ في الشَّرْعِ رَفْعُ العَقْدِ الواقِعِ بين المتعاقدَيْنِ
وهي مَشْروعةٌ إجماعًا
ولا بُدَّ من لَفْظٍ يَدُلُّ عليها وهو:
أقلْتُ أو ما يُفيدُ مَعْناهُ عَرْفًا
وصُورةُ إقالَةِ البَيْعِ إذا اشْتَرى أحَدٌ شَيئًا
مِن رَجُلٍ ثم نَدِمَ على اشْتِرائِهِ
إما لظُهورِ الغَبْنِ فيه أو لزَوالِ حاجَتِهِ إليه أو لانْعِدامِ الثَّمَنِ
فَرَدَّ المبيعَ على البائِعِ
وقَبِلَ البائِعُ رَدَّهُ "أَقالَهُ اللهُ عثْرَتَهُ يومَ القيامَةِ"
أي: غَفَرَ اللهُ زَلَّتَهُ وخَطيئَتَهُ
وأَزالَ مَشَقَّتَهُ يومَ القيامَةِ
لأنَّه أَحْسَنَ إلى المُشْتري
لأن البيع كان قد بُتَّ فلا يَسْتطيعُ المُشْتري فَسْخَهُ
فكان الجزاءُ من جِنْسِ العَمَلِ
لأنَّه لما مَنَّ على أخيهِ المُسلِمِ بعدَ أنْ ثَبَتَ البيعُ واسْتَقَرَّ
لما مَنَّ عليه بأنْ يُعيدَ إليه مالَهُ أنْ يُرجِعَ سِلْعَتَهُ
فاللهُ عزَّ وجلَّ أكْرَمُ من عبدِهِ
فيمن عليه جلَّ وعلا في يوْمٍ يَحتاجُ إليه.
وليس هذا على سَبيلِ الإلْزامِ
فليس البائِعُ آثِمًا لو رَفَضَ
لكِنَّ الأكْمَلَ والأَنْفَعَ والأَفْضَلَ في أنْ يَقيلَ أخاهُ المُسلِمَ
لأنه مُحتاجٌ إلى هذا الأَمْرِ
فإذا أقالَهُ في مِثْلِ هذه الحاجَةِ
فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سيُقيلُ عثْرَتَهُ وخَطَأَهُ
في يوْمٍ يَحتاجُ فيه إلى رحْمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ
كما قال النَّبيُّ في حَديثٍ آخَرَ
"مَنْ كان في حاجَةِ أخيهِ كان اللهُ في حاجَتِهِ
ومَنْ فَرَّجَ عنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عنه بها كُرْبَةً
من كُرَبِ يوْمِ القيامَةِ ".
وفي الحديثِ: الحَثُّ على المعامَلِةِ بالتَّسامُحِ بين المُسلِمينَ.
وفيه: بَيانُ أجْرِ وفَضْلِ إقالَةِ العَثَراتِ وتَفْريجِ الكُرُباتِ
https://www.dorar.net/hadith/sharh/123865
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-02, 05:09
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2021/04/02/06/536789541.jpg (https://www.0zz0.com)
الجلوس بين السجدتين من الأركان الواجبة في الصلاة
لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به الرجل
الذي أساء في صلاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
دَخَلَ المَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ وَقَالَ:
ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى
ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ (ثَلاَثًا)
فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي.
فَقَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ
ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ
ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا
ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا
ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا
وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا )
رواه البخاري (757) ومسلم (397).
لنبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بالجلوس
بين السجدتين وبالاطمئنان فيه.
وعن رفاعة بن رافع، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ
فَذَكَرَ نَحْوَهُ، قَالَ فِيهِ:
( فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ...
ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا
ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ يَسْجُدُ حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ
ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيُكَبِّرُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ )
رواه أبو داود (857) والنسائي (1136)
والأصل في الأمر الوجوب
وعلى هذا جماهير أهل العلم.
قال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:
" تكرر من الفقهاء الاستدلال على وجوب
ما ذكر في الحديث "
انتهى، من "احكام الأحكام" (1 / 234).
ولذا ذهب الحنابلة والشافعية إلى وجوب هذا الجلوس
كما في "المغني" لابن قدامة (2 / 204 - 205)
و "المجموع" للنووي (3 / 437).
وذهب إلى هذا القول طائفة من المالكية والحنفية.
ينظر : "مواهب الجليل" في الفقه المالكي (2 / 215 - 216)
و"حاشية ابن عابدين" في المذهب الحنفي (1 / 464 - 465) .
بل صرح الحنابلة بأن هذه الجلسة بين السجدتين
من أركان الصلاة ، التي لا تسقط بحال .
فبان أن المطلوب من الجلسة بين السجدتين :
أن يعتدل فيه
وأن يطمئن ويسكن في اعتداله ذلك .
فإذا لم يعتدل الاعتدال الواجب
بل بقي حاله إلى السجود أقرب منه إلى الجلوس
فقد صرحوا ببطلان صلاته .
قال الرملي رحمه الله :
" مَتَى انْحَنَى حَتَّى خَرَجَ مِنْ حَدِّ الْقِيَامِ عَامِدًا عَالِمًا
بَطَلَتْ صَلَاتُهُ وَلَوْ لَمْ يَصِلْ إلَى حَدِّ الرُّكُوعِ لِتَلَاعُبِهِ .
وَمِثْلُهُ يُقَالُ فِي السُّجُودِ "
. انتهى، من "نهاية المحتاج" (2/48) .
والله أعلم.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-03, 05:26
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2021/04/03/07/493341819.jpg (https://www.0zz0.com)
الندم شرط رئيسي أو هو ركن التوبة الأعظم
ولهذا قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(النَّدَمُ تَوْبَةٌ)
حتى قال بعض أهل العلم :
" يَكْفِي فِي التَّوْبَةِ تَحَقُّقُ النَّدَمِ
فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ الْإِقْلَاعَ عَن الذنوب
وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ؛ فَهُمَا نَاشِئَانِ
عَنِ النَّدَمِ لَا أَصْلَانِ مَعَهُ " .
انظر: "فتح الباري" (13/ 471) .
وقال القاري رحمه الله:
" (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) إِذْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا بَقِيَّةُ الْأَرْكَانِ مِنَ الْقَلْعِ وَالْعَزْمِ
عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ، وَتَدَارُكِ الْحُقُوقِ مَا أَمْكَنَ....
وَالْمُرَادُ النَّدَامَةُ عَلَى فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ
مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا مَعْصِيَةٌ لَا غَيْرَ ".
انتهى من "مرقاة المفاتيح" (4/ 1637) .
ومعنى "الندم" هو الحزن ، أو شدة الحزن
. كما في "لسان العرب" (1/79) ، (6/4386) .
فإنه فسَّر "الندم" بالأسف
ثم فسَّر الأسف بالحزن أو المبالغة في الحزن .
وفي كلام القاري السابق فسَّر الندم
بأنه "الندامة -أي : الحزن -
على فعل المعصية من حيث إنها معصية لا غير" .
ومعنى هذا : أن كل من حزن لكونه فعل المعصية
فقد حصل منه الندم المقصود في التوبة .
فإذا كان هذا الندم صادقا
فإن العاصي سوف يترك المعصية
ويعزم على عدم فعلها مرة أخرى
وبهذا تكمل التوبة وتتحقق شروطها كلها .
قال الغزالي رحمه الله
"اعلم أن التوبة عبارة عن معنى ينتظم ويلتئم
من ثلاثة أمور مرتبة: علم، وحال، وفعل.
فالعلم الأول ، والحال الثاني ، والفعل الثالث.
والأول موجب للثاني ، والثاني موجب للثالث
إيجاباً اقتضاه اطراد سنة الله في الملك والملكوت.
أما العل م، فهو معرفة عظم ضرر الذنوب
وكونها حجاباً بين العبد وبين كل محبوب .
فإذا عرف ذلك معرفة محققة
بيقين غالب على قلبه :
ثار من هذه المعرفة تألم للقلب بسبب فوات المحبوب
فإن القلب مهما شعر بفوات محبوبه : تألَّم
فإن كان فواته بفعله ، تأسف على الفعل المُفَوِّت
فيسمى تألمه بسبب فعله المفوت لمحبوبه ندماً .
فإذا غلب هذا الألم على القلب واستولى
انبعث من هذا الألم في القلب حالة أخرى
تسمى إرادة وقصداً
إلى فعل له تعلق بالحال والماضي وبالاستقبال .
أما تعلقه بالحال
فبالترك للذنب الذي كان ملابساً .
وأما بالاستقبال
فبالعزم على ترك الذنب المفوت للمحبوب إلى آخر العمر .
وأما بالماضي
فبتلافي ما فات بالجبر والقضاء
إن كان قابلاً للجبر .
... فالعلم والندم والقصد المتعلق بالترك في الحال والاستقبال
والتلافي للماضي ثلاثة معان مرتبة في الحصول
فيطلق اسم التوبة على مجموعها .
وكثيراً ما يطلق اسم التوبة على معنى الندم وحده
ويجعل العلم كالسابق والمقدمة
والترك كالثمرة والتابع المتأخر
وبهذا الاعتبار قال عليه الصلاة والسلام: (الندم توبة)
إذ لا يخلو الندم عن علم أوجبه وأثمره
وعن عزم يتبعه ويتلوه
فيكون الندم محفوفاً بطرفيه
أعني ثمرته ومُثْمِره"
انتهى في "إحياء علوم الدين" (4/4) :
وقال أيضا
"والخوف إذا كان من فعل ماض أورث الندم
والندم يورث العزم
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الندم توبة)"
انتهى .في "إحياء علوم الدين" (3/144
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-05, 04:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www4.0zz0.com/2021/04/05/06/477074506.jpg (https://www.0zz0.com)
قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- إنَّ مِن أربَى الرِّبا الاستِطالةُ
في عِرْضِ المسلِمِ بغيرِ حقٍّ .
صحيح أبي داود 4876
الإسلامُ دِينُ الأخلاقِ الحسَنةِ
وقد أمرَ بحفظِ الأعْراضِ مِن أنْ تُنتَهكَ بالقولِ أو الفعلِ
لأنَّه ممَّا يورِثُ العَداوةَ والبَغضاءَ بينَ المسلِمينَ
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:
"إنَّ مِن أَرْبَى الرِّبا"
أي: أفْحشِه وأرذَلِه وأكثرُه وَبالًا على صاحِبه
"الاستِطالةَ في عِرض ِالمسلمِ بغيرِ حَقٍّ"
أي: الوُقوعَ في عِرضِ المسلمِ بالقَولِ أو الفِعلِ
أو بالغِيبة وسَيِّئ القولِ بغيرِ حَقٍّ
وبغيرِ سَببٍ شَرعيٍّ يُبيحُ له استِباحةَ عِرضِ أخيهِ
وبأكثرَ ممَّا يستحِقُّه من القولِ أو الفعلِ.
قيلَ: إذا كانَ الرِّبا في المالِ مُحرَّمًا ومِن الكبائرِ
فإن تشبِيهَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
الوُقوعَ في الأعراضِ بالوقوعِ في الرِّبا المحرَّم
هوَ على سَبيل المبالغةِ
وذلكَ لأنَّ العِرضَ أعزُّ وأغلى
على الإنسانِ مِن المالِ
فيكونُ الوُقوعُ فيه أشدَّ ضَررًا وخُطورةً
مِن الوقوعِ في رِبا المالِ.
https://dorar.net/hadith/sharh/61189
وفي الحديثِ: التَّحذيرُ الشديدُ
مِن الوُقوعِ في أعراضِ النَّاسِ.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-06, 04:30
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2021/04/06/06/598825405.jpg (https://www.0zz0.com)
عنِ ابنِ عمرَ، قالَ: إن كنَّا لنعدُّ
لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ
الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ
إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ
صحيح أبي داود 1516
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عبدًا شَكورًا
كثيرَ الاستِغفارِ للهِ عزَّ وجلَّ
وفي ذلك يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما: "إنْ كُنَّا"
أيِ: ابنُ عُمرَ ومَن كان معَه؛ "لَنَعُدُّ"
أي: نُحْصي بالعَدَدِ
"لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في المَجلِسِ الواحدِ"
أي: المجلِسِ الَّذي كان يَجمَعُ بينَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
وبينَ أصحابِه، "مائةَ مرَّةٍ"
أي: يَقولُ فيها: "ربِّ اغفِرْ لي"
أيِ: امْحُ عنِّي خَطايايَ وذُنوبي
معَ أنَّ اللهَ قد غفَر له ما تقَدَّم مِن ذَنبِه وما تأخَّرَ
"وتُبْ علَيَّ"، أي: اقْبَلْ منِّي توبَتي إليك
الَّتي رجَعتُ فيها إلى طاعَتِك
وبَعُدتُ عن مَعصيتِك، "إنَّك أنتَ التَّوَّابُ"
أي: الَّذي يَقبَلُ التَّوبةَ، "الرَّحيمُ"
أيِ: الَّذي يَرحَمُ عِبادَه مِن العذابِ والبلاءِ
وهذا مِن الحثِّ على كَثرةِ الاستِغْفارِ
والتَّوبةِ للهِ عزَّ وجَلَّ
فإذا كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدْعو اللهَ
بهَذِه الدَّعواتِ أكثرَ مِن مئةٍ في المجلِسِ الواحدِ
فما أَحْرى غيرَه مِن المسلِمين بِذَلك
https://dorar.net/hadith/sharh/116394
وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في الاستغفارِ.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-08, 04:46
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2021/04/08/06/140811026.jpg (https://www.0zz0.com)
قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه
أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَهتَمُّ
اهتِمامًا بالِغًا بالأخْلاقِ
وكثيرًا ما كان يَحُثُّ على فَضائِلِ الأخْلاقِ ويَمدَحُها
ويُحذِّرُ مِن مَساوِئِ الأخْلاقِ ويَذُمُّها
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم:
"مِن حُسنِ إسلامِ المرْءِ تَرْكُه ما لا يَعنيهِ"
والمَقْصودُ أنَّ مِن كَمالِ مَحاسنِ إسْلامِ المُسلِمِ وتمامِ إيمانِهِ
ابتِعادُه عمَّا لا يَخُصُّه ولا يُهِمُّه
وما لا يُفيدُهُ مِن الأقْوالِ والأفْعالِ
وعَدَمُ تدخُّلِه في شُؤونِ غَيرِهِ
وعدَمُ تَطفُّلِهِ على غَيرِهِ فيما لا يَنفَعُهُ ولا يُفيدُهُ
ويَدخُلُ أيضًا في عُمومِ المَعْنى:
الابتِعادُ عمَّا لا يَعني ممَّا حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ
وما كرِهَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
وكذلك ما لا يُحتاجُ إليه مِن فُضولِ المُباحاتِ
مِن الكَلامِ والأفْعالِ والأحْوالِ
فممَّا لا يَعني الإنسان ليس محصورًا في الأمورِ الدُّنيويَّة
بل إنَّ ممَّا لا يَعنيه أيضًا ما هو متعلِّقٌ بأُمورٍ أُخرويةٍ
كحقائقِ الغيبِ وتفاصيلِ الحِكَم في الخَلْقِ والأمْرِ
ومنها السؤالُ والبحثُ عن مسائِلَ
مُقدَّرةٍ ومُفترَضةٍ لم تقَعْ، أو لا تكادُ تقَعُ
أو لا يُتصوَّرُ وقوعُها.
https://dorar.net/hadith/sharh/149025
وفي الحَديثِ: الحثُّ على الانشِغالِ
بما يَنفَعُ ويُفيدُ في الدِّينِ والدُّنيا .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-11, 05:40
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www6.0zz0.com/2021/04/11/07/519852502.jpg (https://www.0zz0.com)
أمَرَ الشَّرعُ بسَترِ العَورةِ عن الأعيُنِ
أدَبًا وحِفظًا للأعراضِ والهَيبةِ
وخاصَّةً أمامَ الأجانبِ والأغرابِ.
وهذا المَتنُ جُزءٌ مِن حديثٍ
وفيه يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما:
"رَأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخِذَ رَجُلٍ خارجةً"
أي: عاريَةً ومَكشوفةً للنَّاظرِ
فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "غَطِّ فَخِذَكَ"
أي: شُدَّ عليها الثِّيابَ حتى لا تَظهَرَ
"فإنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ عَورتُه"
أي: هي جُزءٌ مِن العَورةِ التي يجِبُ سَترُها
وسَمَّى الفَخِذَ عَورةً؛ لإحاطَتِها بالعَورةِ وقُربِها منها
لا أنَّها عَورةٌ مُغلَّظةٌ؛ ولأنَّه يُستقبَحُ ظُهورُها
وتُغَضُّ الأبصارُ عنها
ولا يحسُنُ إظهارُها في الجَمعِ أمامَ النَّاسِ.
https://www.dorar.net/hadith/sharh/114868
وفي الحديثِ: إرشادٌ إلى حِفظِ العَوراتِ
وسَترِها حِفظًا للمُروءَةِ والهَيبةِ .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-12, 05:41
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2021/04/12/07/521286005.jpg (https://www.0zz0.com)
أنْعَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ على عِبادِهِ بمَواسِمَ مِن الخيراتِ
يَحصُلون فيها بسَببِ الأعمالِ الصَّالحةِ القَليلةِ
على الثَّوابِ الكَثيرِ مِن عندِ اللهِ عزَّ وجل
ومِن نِعَمِه سُبحانَه أيضًا أنْ سَخَّرَ اللهُ لهم مِن الأسبابِ
ما يُعينُهُم على أدائِها على الوجْهِ الأكْمَلِ لها
وشهْرُ رمضانَ من أعظم تِلكَ المواسِمِ الفاضِلَة.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
"أتاكُمْ شهْرُ رَمضانَ"
أي: جاءَتْكُم أيامُ شَهرِ رَمضانَ
"شَهْرٌ مُبارَكٌ" فيكْثُرُ الخيْرُ فيه
وهذا إخْبارٌ بكثْرَةِ خيْرِهِ الحِسيِّ والمَعْنويِّ
ويَحتمِلُ أنْ يكونَ دعاءً أي: جَعَلَهُ اللهُ مُباركًا.
"فَرَضَ اللهُ عليكم صِيامَه"
فقدْ أوْجَبَه اللهُ بقولِه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183
"تُفتَّحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجَحيمِ"
والفَتحُ والغَلْقُ المَذْكورانِ هُما على الحَقيقة
إكْرامًا مِن اللهِ لعِبادِهِ في هذا الشَّهر
وقيل: إنَّ غَلْقَ أبوابِ النَّارِ مَعناهُ
مَزيدٌ لِغَلْقِ كلِّ مَسلَكٍ مِن مَسالِكِ الشَّرِّ
وإنَّ فَتْحَ أبوابِ الجنَّةِ هو مَزيدٌ لفَتْحِ
كلِّ مَسلَكٍ مِن مَسالِكِ الخير
"وتُغلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ"
أي: تُشَدُّ الأغلالُ والسَّلاسِلُ على مَرَدَةِ الجِنِّ
وهم رُؤساءُ الشَّياطينِ المتجرِّدونَ للشَّرِّ
أو هُمُ العُتاةُ الشِّدادُ مِن الجِنِّ
والحِكمةُ من تَغْليلِهِم حتَّى لا يَعمَلوا بالوَساوِسِ للصَّائِمينَ
ويُفسِدوا عليهم صَوْمَهُم، "
وفيه ليْلَةٌ هي خيْرٌ مِن أَلْفِ شَهْرٍ" وهي ليْلَةُ القَدْرِ
والمَعنى أنَّ العَمَلَ فيها أفْضَلُ من العَمَلِ
في أَلْفِ شَهْرٍ ليس فيها ليلَةُ القَدْر
"مَنْ حُرِمَ خَيْرَها
أي: مَنْ مُنِعَ خَيْرَها بأنْ لم يُوَفَّقْ لإحْيائِها، والعِبادَةِ فيها
"فقدْ حُرِمَ"، أي مُنِعَ الخيْرَ كلَّه
والمُرادُ حِرمانُ الثوابِ الكامِلِ
أو الغُفرانِ الشامِلِ الذي يَفوزُ به القائِمُ في إحياءِ ليْلِها
وهذا دَلالةٌ على فَخامَةِ الجَزاء
أي: فقدْ حُرِمَ خيرًا لا يُحَدُّ قدْرُهُ
https://dorar.net/hadith/sharh/92044
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-12, 19:21
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www8.0zz0.com/2021/04/12/21/966600698.jpg (https://www.0zz0.com)
قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ
ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ
وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ونادى منادٍ
يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر
وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ
أخرجه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642) واللفظ له
أنعَم اللهُ عزَّ وجلَّ على عِبادِه بمَواسِمَ مِن الخيراتِ
يَحصُلون فيها بسَببِ الأعمالِ الصَّالحةِ القليلةِ
على الثَّوابِ الكثيرِ مِن عندِ اللهِ عزَّ وجلَّ
ومِن نِعَمِه سُبحانَه أيضًا أنْ سَخَّر الله لهم مِن الأسبابِ
ما يُعينُهم على أدائِها على الوجْهِ الأكمَلِ لها.
وفي هذا الحديثِ
يُخبِرُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه
أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال:
"إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ مِن رمَضانَ"
أي: إنَّه مَع بَدْءِ شهرِ رمَضانَ تَحدُثُ علاماتٌ على دُخولِه
وهَدايا مِن اللهِ لعِبادِه
فأُولى هذه العلاماتِ والهدايا هي ما جاء
في قولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "صُفِّدتِ الشَّياطينُ"
أي: شُدَّتْ عليهِم الأغلالُ والسَّلاسِلُ
"ومَردةُ الجِنِّ"
وكذلك تُشَدُّ الأغلالُ والسَّلاسِلُ على مرَدَةِ الجِنِّ
وهم رُؤساءُ الشَّياطينِ المتجرِّدون للشَّرِّ
أو هم العُتاةُ الشِّدادُ مِن الجِنِّ، والحِكمةُ في تَغْليلِهم
حتَّى لا يَعمَلوا بالوَساوِسِ للصَّائِمين
ويُفسِدوا عليهم صَومَهم
وقيل: يَعْني كَثرةَ الأجرِ والثَّوابِ والمغفرةِ
بأن يَقِلَّ إضلالُ مرَدةِ الشَّياطينِ للمُسلِمين
فتَصيرَ الشَّياطينُ كأنَّها مُسلسَلةٌ
عن الإغواءِ والوَسوَسةِ.
وقيل: إنَّ الشَّياطينَ إنَّما تُغَلُّ عن الَّذين يَعرِفون
حَقَّ الصِّيامِ المعظِّمين له
ويَقومون به على وَجهِه الأكمَلِ
ويُحقِّقون شُروطَه وأخلاقَه وآدابَه
أمَّا الَّذي امتنَع عن الطَّعامِ والشَّرابِ
ولم يَعرِفْ للصِّيامِ حَقَّه
ولم يَأتِ بآدابِه على وجهِ التَّمامِ
فليس ذلك بأهلٍ لِتُغَلَّ الشَّياطينُ عنه
فيكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء
ولناس دون ناس
. ويَحتمِلُ أن يَكونَ المرادُ:
أنَّ الشَّياطينَ لا يَخلُصون مِن افتِتانِ المسلِمين
إلى ما يَخلُصون إليه في غيرِ شهرِ رمَضانَ
لاشتِغالِهم بالصِّيامِ الَّذي فيه قَمعُ الشَّهواتِ
وبقِراءةِ القرآنِ والذِّكرِ.
والهديَّةُ الثَّانيةُ:
"وغُلِّقَت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ
وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ"
وهذا كالتَّأكيدِ لِمَا سبَق مِن أنَّ غَلْقَ أبوابِ النَّارِ
هي مَزيدٌ لِغَلقِ كلِّ مَسلَكٍ مِن مَسالِكِ الشَّرِّ
وأنَّ فَتْحَ أبوابِ الجنَّةِ هو مَزيدٌ لفَتحِ كلِّ مَسلَكٍ
مِن مَسالِكِ الخيرِ، وقيل: الفتحُ والغلقُ المَذْكور
انِ هما على الحَقيقةِ؛ إكْرامًا مِن اللهِ لعِبادِه
في هذا الشَّهرِ.
والهديَّةُ الثَّالثةُ:
"ونادى مُنادٍ"، أي: مِن عندِ اللهِ عزَّ وجلَّ:
"يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ"
أي: إنَّ هذا الشَّهرَ يُرغِّبُ
في أعمالِ الخيرِ وخاصَّةً عِندَ أصحابِها
لِمَا فيه مِن الأسبابِ الَّتي تُعينُه على ذلك
فأقبِلوا على اللهِ وعلى طاعتِه
"ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ"
أي: أمسِكْ عنه وامتَنِعْ
فإنَّه وقتٌ تَرِقُّ فيه القلوبُ للتَّوبةِ.
والهديَّةُ الرَّابعةُ:
"وللهِ عُتَقاءُ مِنَ النَّارِ"
أي: وللهِ عُتقاءُ كَثيرونَ مِن النَّارِ
فلْيَحرِصْ كلُّ لَبيبٍ على أنْ يَكونَ مِن زُمرَتِهم
"وذلِك في كلِّ ليلةٍ"
أي: وإنَّ مِن مَزيدِ رَحمةِ اللهِ لعبادِه
أن يُعتِقَ مِن النَّارِ عِبادًا له في كلِّ ليلةٍ مِن لَيالي رمَضانَ
وهذا لِلحَضِّ على الاجتِهادِ في هذا الشَّهرِ الفَضيلِ
حتَّى يَكونَ العبدُ مِن هؤلاءِ العُتَقاءِ
ويُرزَقَ النجاةَ مِن النِّيرانِ، والفوزَ بالجِنانِ.
https://dorar.net/hadith/sharh/83589
وفي الحديثِ: الحثُّ على اغتِنامِ أوقاتِ الفَضلِ
والخيرِ بعَملِ الطَّاعاتِ والبُعْدِ عَن المنكَراتِ.
وفيه: إثباتُ الجنَّةِ والنَّارِ، وأنَّهما الآنَ موجودَتانِ
وأنَّ لهما أبوابًا تُفتَحُ، وتُغلَقُ.
وفيه: بيانُ عظَمةِ لُطفِ اللهِ تعالى
وكَثرةِ كرَمِه وإحسانِه على عبادِه
حيث يَحفَظُ لهم صِيامَهم
ويَدفَعُ عنهم أذَى المرَدَةِ مِن الشَّياطينِ.
https://www7.0zz0.com/2021/04/12/21/687569970.jpg (https://www.0zz0.com)
*عبدالرحمن*
2021-04-14, 04:37
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www11.0zz0.com/2021/04/14/06/610306236.jpg (https://www.0zz0.com)
قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
- من نسِي وهو صائمٌ
فأكل وشرب فليتمَّ صومَه
فإنَّما أطعمه اللهُ وسقاه
أخرجه البخاري (6669)، ومسلم (1155) واللفظ له
بيَّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
أنَّ مَن أكَل أو شرِب ناسيًا وهو صائمٌ
فإنَّه يَبْقَى على صيامِه
وعليه أن يُتِمَّ صومَه
ثُمَّ بيَّن أنَّه لا يَلزَمُه القَضاءُ بقوله:
«فإنَّما أَطعَمه الله وسَقاه»
فنَسَب الفِعلَ للهِ تعالى لا للنَّاسِي
للإشعارِ بأنَّ الفِعل الصادرِ منه مَسلوبُ الإضافةِ إليه
فلو كان أفطر لأُضِيفَ الحُكمُ إليه.
https://dorar.net/hadith/sharh/71957
وفي الحديث: لُطفُ اللهِ تعالى بعِبادِه
والتيسيرُ عليهم، ورفْعُ المشقَّةِ والحرَجِ عنهم.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-17, 05:22
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2021/04/17/07/789943509.jpg (https://www.0zz0.com)
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم والتابِعون حَريصينَ
على الْتَزامِ هَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
في جَميعِ أقوالِه وأفعالِه
ومِن ثَمَّ كانوا يَسأَلون عمَّا خَفِيَ عنهم
ومِن ذلك هَدْيُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في قِيامِ اللَّيلِ.
وفي هذا الحَديثِ يَسأَلُ التابعيُّ أبو سَلَمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ
أمَّ المؤمنينَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها
عن صَلاةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
في قِيامِ اللَّيلِ في رَمَضانَ
فأخبَرَتْه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُصلِّي
إحدى عَشْرةَ رَكْعةً، وكان لا يَزيدُ عليها
في رمضانَ ولا غَيرِه مِن الشُّهورِ
فأحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ ما داوَمَ عليه صاحِبُه
وفي الصَّحيحَينِ عن أمِّ المؤمنينَ عائشةَ
رَضيَ اللهُ عنها: «أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
كانَ يُصَلِّي مِن اللَّيلِ ثَلاثَ عشْرةَ رَكعةً
مِنها الوِترُ، ورَكعتَا الفَجرِ»
فأفْهَمتْ هذِه الرِّوايةُ وأمثالُها أنَّ مَن قال: «إحْدَى عَشْرةَ»
لم يَحسُبْ رَكعتَيْ سُنَّةِ الفَجرِ.
وقد ورَدَ عنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
في عَدَدِ ركعاتِ القِيامِ غيرُ ذلك
ومِن ذلك رِوايةُ البخاريِّ: سُئِلَت أمُّ المؤمنينَ
عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها عن صَلاةِ
رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللَّيلِ، فقالت:
«سَبْعٌ، وتِسعٌ، وإحدى عَشْرةَ، سِوى رَكعتَيِ الفَجرِ»
وهذا الاختلافُ مَحمولٌ على اختلافِ الأوقاتِ والأحوالِ.
ثُمَّ تَصِفُ أمُّ المؤمنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها صِفةَ صَلاةِ
النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في اللَّيلِ بأنَّه
كان يُصلِّي أربعًا، فلا تَسأَلْ عن حُسنِهنَّ وطُولِهنَّ
ثمَّ يُصلِّي أربعًا، فلا تَسأَلْ عن حُسنِهنَّ وطُولِهنَّ
فصَلاتُه كانت في النِّهايةِ مِن كَمالِ الحُسنِ والطُّولِ
حتَّى إنَّ صَلاتَه مُستَغْنيةٌ -لظُهورِ حُسنِها وطُولِها-
عن السُّؤالِ عنهما والوَصْفِ
والمرادُ: بَيانُ ما كان عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
مِن خُشوعٍ وطُمأنينةٍ، وجَودةِ القِراءةِ
وطُولِ القِيامِ والرُّكوعِ والسُّجودِ.
والأربعُ رَكعاتٍ كانتْ بتَسليمةٍ واحدةٍ
وما ورَدَ في الحديثِ المُتَّفقِ عليه مِن حَديثِ
ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما: «أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
كان يُصلِّي صَلاةَ اللَّيلِ مَثْنى مَثْنى»
محمولٌ على أوقاتٍ أُخرى
أو أنَّ الأربَعَ المذكورةَ هنا كان يُسلِّمُ فيهنَّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْن كلِّ رَكعتينِ، ثمَّ يَجلِسُ أو يَنامُ
ثمَّ يُصلِّي أرْبعًا أُخرى، وعلى هذا تكونُ
رِوايةُ التَّسليمِ مِن رَكْعتينِ مُفسِّرةً لهذه الرِّوايةِ.
ثمَّ يُصلِّي صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ رَكعاتٍ
يَختِمُ بها صَلاةَ اللَّيلِ.
وفي سُؤالِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها
لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
«أتَنامُ قبْلَ أنْ تُوتِرَ؟» قيل: إنَّها رَضيَ اللهُ عنها
ظَنَّت أنَّ الوِترَ إنَّما يكونُ في إثرِ العِشاءِ؛
ولذا لَمَّا رَأَتْ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنامُ
ويُؤخِّرُه لآخِرِ اللَّيلِ، سَأَلَتْه.
وأجابَها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
أنَّ عَينَيه تَنامانِ، ولا يَنامُ قَلْبُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
ومعناهُ: أنَّه يَقِظٌ حاضِرٌ مع اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَملِكُ القِيامَ
في أيِّ وقتٍ، ويَنتبِهُ قبْلَ فَواتِ وَقتِ الوَترِ
وهذا مِن خَصائصِ الأنبياءِ صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عليهم.
وقيل: إنَّما كان قلْبُه الشَّريفُ لا يَنامُ
لأنَّ القلْبَ إذا قَوِيَت فيه الحياةُ لا يَنامُ إذا نام البَدَنُ.
https://www.dorar.net/hadith/sharh/5238
وفي الحديثِ:
عَلَمٌ مِن أعلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: مَشروعيَّةُ النَّومِ قبْلَ الوترِ لمَن يَغلِبُ
الظَّنُّ أنَّه سَيَأْتي به قبْلَ الفَجرِ.
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-18, 05:25
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www14.0zz0.com/2021/04/18/07/547932056.jpg (https://www.0zz0.com)
الوصال في الصيام هو أن يصوم يومين
أو أكثر بدون أن يفطر
أي أنه يواصل الصيام في الليل
فلا يأكل ولا يشرب .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يواصل الصيام
وكان الله تعالى يعطيه القوة على ذلك
ولكنه نهى أمته عن ذلك شفقة عليهم ، ورحمة بهم .
روى البخاري (7299) ومسلم (1103)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لا تُوَاصِلُوا . قَالُوا : إِنَّكَ تُوَاصِلُ . قَالَ : إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ
إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي .
فَلَمْ يَنْتَهُوا عَنْ الْوِصَالِ
قَالَ : فَوَاصَلَ بِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَيْنِ
أَوْ لَيْلَتَيْنِ ثُمَّ رَأَوْا الْهِلالَ
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَوْ تَأَخَّرَ الْهِلالُ لَزِدْتُكُمْ ، كَالْمُنَكِّلِ لَهُمْ ) .
قال ابن قدامة في "المغني" 4/436 :
" والوصال مكروه في قول أكثر أهل العلم " اهـ
قال النووي في "المجموع" (6/357) :
أَمَّا حُكْمُ الْوِصَالِ فَهُوَ مَكْرُوهٌ بِلا خِلافٍ عِنْدَنَا ,
وَهَلْ هِيَ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ أَمْ تَنْزِيهٍ ؟
فِيهِ ْوَجْهَانِ . . (أَصَحُّهُمَا) عِنْدَ أَصْحَابِنَا
وَهُوَ ظَاهِرُ نَصِّ الشَّافِعِيِّ كَرَاهَةُ تَحْرِيمٍ اهـ
وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (6/443) :
والذي يظهر في حكم الوصال التحريم اهـ
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-21, 04:28
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www7.0zz0.com/2021/04/21/06/578291636.jpg (https://www.0zz0.com)
تَعْجيلُ الإفْطارِ من الصَّومِ
من هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لهذا الهَدْيِ حيثُ يقولُ
أنسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه:
"ما رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَطُّ
صلَّى صلاةَ المَغْرِبِ حتى يُفْطِرَ"
أي: كان يُعجِّلُ إفْطارَهُ قبلَ صَلاةِ المَغْرِبِ وهو صائِمٌ
"ولو على شَرْبَةٍ من ماءٍ"،
أي: إنْ لم يَجِدْ شيئًا يأْكُلُه شَرِبَ ماءً.
وفي رِوايةِ أبي داودَ:
"كَانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُفْطِرُ عَلَى رُطَباتٍ
قبلَ أنْ يُصَلِّيَ فإنْ لم تكُنْ رُطَباتٍ، فعلَى تَمَراتٍ
فإنْ لم تكُنْ حَسَا حَسَواتٍ من ماءٍ"
أي: شَرِبَ قليلًا مِن الماءِ.
وفي هذا تَهيئةٌ للمَعِدَةِ على الاستعدادِ للطَّعامِ
وفيه إشارةٌ إلى كمالِ المُبالَغةِ
في استِحبابِ تَعجيلِ الفِطرِ.
ومِن الحِكمةِ في تَعجيلِ الفِطرِ
: أنَّ فيه مُخالَفةً لأهلِ الكتابِ
كما عند أبي داود مِن حَديثِ
أبي هُرَيرةَ رضِيَ اللهُ عنه
عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال:
"لا يزالُ الدِّينُ ظاهرًا ما عجَّلَ الناسُ الفِطرَ
لأنَّ اليهودَ والنصارى يُؤخِّرون" .
https://dorar.net/hadith/sharh/124628
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-22, 04:50
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2021/04/22/06/269728229.jpg (https://www.0zz0.com)
الأعمالُ الصَّالحةُ تَنفَعُ صاحبَها عندَ اللهِ سُبحانه وتعالى
وذلك بفَضْلِ اللهِ ورَحمتِه
ومِن ذلك القُرآنُ والصِّيامُ والقيامُ للهِ
كما يُخبِرُ في هذا الحَديثِ عبدُ اللهِ بنُ عمرِو بنِ العاصِ
رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال:
"الصِّيامُ"، أيْ: صِيامُ رمضانَ
أو مُطلَقُ الصِّيامِ: الفرضِ والتَّطوُّعِ، "والقرآنُ"
أي: قِراءةُ القُرآنِ، والقُرآنُ هنا عِبارةٌ عنِ التَّهَجُّدِ
والقِيامِ به باللَّيلِ، كما عُبِّرَ به عنِ الصَّلاةِ في قولِه تَعالى:
{وَقُرْآنَ الْفَجْرِ} [الإسراء: 78]
"يَشْفعانِ للعبْدِ يومَ القيامةِ" شفاعةً حقيقيَّةً
كما دلَّ عليه قولُه: "يقولُ الصِّيامُ:
أيْ ربِّ إنِّي مَنعَتُه الطَّعامَ والشَّهواتِ بالنَّهارِ"
وذلك أنَّ الصَّائمَ يَمتنِعُ عن الطَّعامِ والشَّرابِ والجِماعِ
مِن أذانِ الفجرِ إلى أذانِ المغربِ، "فشَفِّعْني فيه"
أي: اقْبَلْ شَفاعتِي ووَساطَتي فيه
"يقولُ القرآنُ: ربِّ مَنعَتُه النَّومَ باللَّيلِ"
وذلك أنَّ قائمَ اللَّيلِ يَمنَعُ نفْسَه النَّومَ إقبالًا على اللهِ
بصلاتِه وطولِ القِيامِ، وقرَنَ بيْن الصِّيامِ والقيامِ هنا
لأنَّ الصِّيامَ غالبًا يُلازِمُه القيامُ فيه، "فشَفِّعْني فيه"
أي: اقْبَلْ شَفاعتِي ووَساطَتي، أي: فِي حَقِّهِ
"فيَشفعانِ"، أي: يَقْبَلُ اللهُ عزَّ وجلَّ شَفاعتَهما
وهذا دليلٌ على عَظَمَتِهما.
https://dorar.net/hadith/sharh/114850
وفي الحديثِ: أنَّ مُرافَقةَ القُرآنِ في الآخِرَة
تَحصُلُ بقِراءتِه والتهجُّدِ به والعَملِ به.
وفيه: فَضلُ قِراءةِ القُرآنِ الكريمِ في اللِّيلِ والناسُ نِيامٌ .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة R]من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-24, 04:54
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www9.0zz0.com/2021/04/24/06/914926667.jpg (https://www.0zz0.com)
الإمساك قبل الفجر بدقائق بدعة
هذا الفعل غير صحيح .
لأن الله تعالى أباح للصائم أن يأكل ويشرب
حتى يتبين طلوع الفجر .
قال الله تعالى : ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ
الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ) البقرة / 187 .
وروى البخاري (1919) ومسلم (1092)
عَنْ ابْنِ عُمَرَ وعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهم
أَنَّ بِلالا كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ
فَإِنَّهُ لا يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ ) .
قال النووي رحمه الله :
فِيهِ : جَوَاز الأَكْل وَالشُّرْب وَالْجِمَاع وَسَائِر الأَشْيَاء
إِلَى طُلُوع الْفَجْر اهـ .
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/199) :
من البدع المنكرة ما أحدث في هذا الزمان من إيقاع
الأذان الثاني قبل الفجر بنحو ثلث ساعة في رمضان
وإطفاء المصابيح التي جعلت علامة لتحريم الأكل والشرب
على من يريد الصيام زعما ممن أحدثه
أنه للاحتياط في العبادة اهـ
وسئل الشيخ ابن عثيمين عما يوجد في بعض التقاويم من تحديد
وقت للإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة فقال :
هذا من البدع ، وليس له أصل من السنة
بل السنة على خلافه
لأن الله قال في كتابه العزيز :
(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ
مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ) البقرة/187 .
وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا
أذان ابن أم مكتوم ، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر) .
وهذا الإمساك الذي يصنعه بعض الناس زيادة
على ما فرض الله عز وجل فيكون باطلاً
وهو من التنطع في دين الله
وقد قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ )
رواه مسلم (2670) اهـ .
والله أعلم .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-26, 04:16
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www3.0zz0.com/2021/04/26/06/850744598.jpg (https://www.0zz0.com)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا
إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ
مِنْ أَجْلِي. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ
عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ. وَلَخُلُوفُ فِيهِ (فمه)
أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ.
رواه البخاري (5927)، ومسلم (1151) واللفظ له.
هذا الحديث دليل على فضل الصيام وعظيم منـزلته
عند الله تعالى، وقد جاء في هذا الحديث
أربع من فضائل الصوم الكثيرة.
الأولى:
أن الصائمين يوفون أجورهم بغير حساب
فإن الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة
ضعف إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد
بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً كثيرة.
فإن الصيام من الصبر، وقد قال الله تعالى:
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .
قال الأوزاعي: " ليس يوزن لهم ولا يُكال، إنما يغرف غرفاً ".
الثانية:
أن الله تعالى أضاف الصوم إلى نفسه من بين سائر الأعمال
وكفى بهذه الإضافة شرفاً
وهذا والله أعلم لكونه يستوعب النهار كله
فيجد الصائم فقد شهوته
وتتوق نفسه إليها وهذا لا يوجد بهذه المدة في غير الصيام
لا سيما في نهار الصيف لطوله وشدة حره.
وترك الإنسان ما يشتهيه لله تعالى هو عبادة مقصودة
يثاب عليها
ولأن الصيام سر بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا الله تعالى
فهو عمل باطن لا يراه الخلق ولا يدخله رياء.
الثالثة:
أن الصائم إذا لقي ربه فرح بصومه
وذلك لما يراه من جزائه وثوابه، وترتب الجزاء عليه
بقبول صومه الذي وفقه الله له. وأما فرحه عند فطره
فلتمام عبادته وسلامتها من المفسدات
وحصول ما مُنع منه مما يوافق طبيعته
وهذا من الفرح المحمود لأنه فرح بطاعة الله
وتمام الصوم الموعود عليه الثواب الجزيل
كما قال تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا.
الرابعة:
أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك
وهذا الطيب يكون يوم القيامة
لأنه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الأعمال
لرواية أطيب عند الله يوم القيامة
مسلم (163).
كما يكون ذلك في الدنيا لأنه وقت ظهور أثر العبادة
لرواية ولخلوف فم الصائم حين يخلف من الطعام أطيب عند الله
من ريح المسك
ابن حبان (8/211).
قال ابن حبان رحمه الله:
"شعار المؤمنين في القيامة التحجيل بوضوئهم
في الدنيا فرقاً بينهم وبين سائر الأمم، وشعارهم
في القيامة بصومهم طيب خلوفهم أطيب عند الله
من ريح المسك ليُعرفوا بين ذلك الجمع بذلك العمل
نسأل الله بركة ذلك اليوم."
انتهى من "صحيح ابن حبان" (8/211).
ومن فضائل الصيام أن الله تعالى اختص الصائمين
بباب من أبواب الجنة لا يدخل منه غيرهم إكراماً لهم
فقد روى سهل بن سعد رضي الله عنه
عن النبي ﷺ قال: إن في الجنة باباً يقال له الريان
يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحدٌ غيرهم
فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد
رواه البخاري (1896)، ومسلم (1152)
ومن دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا
"صحيح ابن خزيمة" (1903).
لكن هذه الفضائل لا تكون إلا لمن صام مخلصاً
عن الطعام والشراب والنكاح
وصام عن السماع المحرم والنظر عن المحرم
والكسب عن المحرم، فصامت جوارحه عن الآثام
ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور.
فهذا هو الصوم المشروع المرتب عليه الثواب العظيم
و إلا فقد قال النبي ﷺ: من لم يدع قول الزور والعمل به
والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه
رواه البخاري (1903).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول اللهﷺ: رب صائم حظه من صيامه
الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر
رواه أحمد (8693)، وابن ماجه (1690).
المرجع
أحاديث الصيام للفوازان ص(27)
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-04-28, 03:58
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www10.0zz0.com/2021/04/28/05/360787316.jpg (https://www.0zz0.com)
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ:
حينما يقع الصائم في معصية من المعاصي وينهى
عنها يقول: "رمضان كريم" فما حكم هذه الكلمة؟
وما حكم هذا التصرف؟
فأجاب فضيلته بقوله:
حكم ذلك أن هذه الكلمة "رمضان كريم" غير صحيحة
وإنما يقال: "رمضان مبارك" وما أشبه ذلك
لأن رمضان ليس
هو الذي يعطي حتى يكون كريماً
وإنما الله تعالى هو الذي وضع
فيه الفضل، وجعله شهراًفاضلاً، ووقتاً لأداء ركن
من أركان الإسلام، وكأن هذا القائل يظن أنه لشرف
الزمان يجوز فيه فعل المعاصي
وهذا خلاف ما قاله أهل العلم
بأن السيئات تعظم في الزمان والمكان الفاضل
عكس ما يتصوره هذا القائل
وقالوا: يجب على الإنسان أن يتقي الله عز وجل
في كل وقت وفي كل مكان، لاسيما في الأوقات
الفاضلة والأماكن الفاضلة، وقد قال الله عز وجل:
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب
على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }
فالحكمة من فرض الصوم تقوى الله عز وجل بفعل
أوامره واجتناب نواهيه، وثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"من لم يدع قول الزور، والعمل به، والجهل،
فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
فالصيام عبادة لله، وتربية للنفس وصيانة لها عن محارم الله
وليس كما قال هذا الجاهل:
إن هذا الشهر لشرفه وبركته يسوغ فيه فعل المعاصي.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين "
( 20 / السؤال رقم 254 ) .
و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر
*عبدالرحمن*
2021-05-01, 03:48
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
https://www5.0zz0.com/2021/05/01/05/505612599.jpg (https://www.0zz0.com)
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَميلَ الآدابِ
وكريمَ الأخلاقِ الَّتي تَزيدُ الرَّوابطَ بينَ المُسلمينَ
وتَزيدُ التَّآلُفَ والمحبَّةَ بينهم
ومِن ذلك دُعاءُ الضَّيفِ لمُضَيِّفِه.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه:
"أنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ طَعِمَ"، أي: أَكَلَ طعامًا
"عندَ سعْدِ بنِ عُبادَةَ" وهو الصحابيُّ الجليلُ سَعدُ بنُ عُبادةَ
بنِ دُلَيم الأنصاريُّ، سيِّدُ الخزرجِ، وأحَدُ النُّقباءِ لَيلةَ العقبةِ
شَهِدَ العَقبةَ مع السَّبعينَ مِن الأنصارِ، "فلمَّا فَرَغَ"
أي: انْتَهَى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الأكْلِ
"قال: أَكَلَ طعامَكم الأبْرارُ"
وهذا مِن الدُّعاءِ له بصُحْبةِ الصَّالحينَ
لكوْنِهم عَونًا على الطَّاعةِ والعِبادةِ
ففيهِ فوزٌ ونَجاحٌ له؛ لأنَّ مَن أَكَلَ طعامَه الأبْرارُ
كان له أجْرُ الإطْعامِ موفورًا؛ لكوْنِ الآكلينَ له منَ الأبْرارِ
"وصَلَّتْ عليكم الملائِكةُ"
أي: استغْفَرتْ له عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ
ومَنْ صلَّتْ عليه الملائِكةُ فقد فَازَ
لأنَّ دعْوتَهم له بالرحْمةِ مَقْبولةٌ عندَ اللهِ تعالى
وهذا مِن عَظيمِ الشُّكرِ لصاحِبِ الطَّعامِ
"وأفْطَرَ عندَكم الصائِمونَ" بمعنى الدُّعاءِ بالخيْرِ والبَركةِ
لأنَّ إفطارَ الصَّائمينَ يدُلُّ على اتِّساعِ الحالِ وكثْرةِ الخيْرِ
وهو أيضًا دُعاءٌ له بأنْ يَنالَ أجْرَ الصائِمِ
لأنَّ مَنْ أَفْطَرَ عندَه الصائِمونَ اسْتَحَقَّ الأَجْرَ
المَوْعودَ به، فيمَنْ فَطَّرَ صائِمًا.
https://www.dorar.net/hadith/sharh/114645
وفي الحديثِ: تَعْليمُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
أُمَّتَه بالدُّعاءِ لمَن أطعَمَهم أو سَقاهُم
وهذا مِن آدابِ الضِّيافةِ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:mh31:
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir