المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عنوان الحكم


الطيب2
2020-07-05, 22:39
عنوان الحكم

قال الشاعر الأديب أبو الفتح البستيُّ:

زِيَادَةُ المَرْءِ فِي دُنْيَاهُ نُقْصَانُ * وَرِبْحُهُ غَيْرَ مَحْضِ الخَيْر خُسْرَانُ​

وَكُلُّ وِجْدَانِ حَظٍّ لَا ثَبَاتَ لَهُ * فَإِنَّ مَعْنَاهُ فِي التَّحْقِيقِ فِقْدَانُ​

يَا عَامِرًا لِخَرَابِ الدَّارِ مُجْتَهِدًا * بِاللهِ هَلْ لِخَرَابِ العُمْرِ عُمْرَانُ​

وَيَا حَرِيصًا عَلَى الأَمْوَالِ تَجْمَعُهَا * أُنْسِيتَ أَنَّ سُرُورَ المَالِ أَحْزَانُ​

زَعِ الفُؤَادَ عَنِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا * فَصَفْوُهَا كَدَرٌ وَالوَصْلُ هِجْرَانُ​

وَأَرْعِ سَمْعَكَ أَمْثَالًا أُفَصِّلُهَا * كَمَا يُفَصَّلُ يَاقُوتٌ وَمَرْجَانُ​

يَا خَادِمَ الجِسْمِ كَمْ تَشْقَى بِخِدْمَتِهِ * أَتَطْلُبُ الرِّبْحَ فِيمَا فِيهِ خُسْرَانُ​

أَقْبِلْ عَلَى النَّفْسِ وَاسْتَكْمِلْ فَضَائِلَهَا * فَأَنْتَ بِالنَّفْسِ لَا بِالجِسْمِ إِنْسَانُ​

وَإِنْ أَسَاءَ مُسِيءٌ فَلْيَكُنْ لَكَ فِي * عُرُوضِ زَلَّتِهِ صَفْحٌ وَغُفْرَانُ​

وَكُنْ عَلَى الدَّهْرِ مِعْوَانًا لِذِي أَمَلٍ * يَرْجُو نَدَاكَ فَإِنَّ الحُرَّ مِعْوَانُ​

وَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِحَبْلِ اللهِ مُعْتَصِمًا * فَإِنَّهُ الرُّكْنُ إِنْ خَانَتْكَ أَرْكَانُ​

* * *​

مَنْ يَتَّقِ اللهَ يُحْمَدْ فِي عَوَاقِبِهِ * وَيَكْفِهِ شَرَّ مَنْ عَزُّوا وَمَنْ هَانُوا​

مَنِ اسْتَعَانَ بِغَيْرِ اللهِ فِي طَلَبٍ * فَإِنَّ نَاصِرَهُ عَجْزٌ وَخِذْلَانُ​

مَنْ كَانَ لِلْخَيْرِ مَنَّاعًا فَلَيْسَ لَهُ * عَلَى الحَقِيقَةِ إِخْوَانٌ وَأَخْدَانُ​

مَنْ جَادَ بِالمَالِ مَالَ النَّاسُ قَاطِبَةً * إِلَيْهِ وَالمَالُ لِلْإِنْسَانِ فَتَّانُ​

[«بهجة المجالس» لأبي عبد الله الأثري (٥٢)]

المصدر'''موقع'الشيخ'فركوس'حفظه'الله