تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فقير وغني.


كمال بدر
2020-06-19, 04:07
فقير وغني

د. عبدالله ظهري



فقير : مشكلتي أنا أعرفها.. احتياجات كثيرة وإمكانات محدودة.. ما هي مشكلتك أنت؟

غني :مشكلتي لا تختلف عن مشكلتك.. إمكانات كبيرة واحتياجات أكبر

فقير : أبحث عن احتياجات أساسية

غني : وأنا أيضاً أبحث عن احتياجات أساسية

فقير : ما تبحث عنه رفاهيات

غني : هذا بالنسبة لك.. بالنسبة لي كانت يوماً رفاهيات، وبمرور الوقت أضحت أساسيات

فقير : إذا لم أجد ما آكله سأموت من الجوع.. وإذا لم أجد ما ألبسه سأموت من البرد.. في كل الأحوال إذا مت سأموت من الفقر

غني : وأنا قد أموت من التخمة.. وقد يخنقني ما أرتديه.. أنا إذا مت فالغنى سيكون سبب موتي

فقير : أنت صاحب هم مثلي؟!

غني : نعم صاحب هموم وليس هم واحد

فقير : قصرك.. سياراتك.. خدمك.. العالم كله بين يديك ولا تشعر بالسعادة

غني : كيف تعيش السعادة في حضور العادة؟

فقير : وماذا تفعل العادة في السعادة؟

غني : كنت أريد قصراً.. حصلت عليه فسعدت به.. شهور وتعودت على القصر.. سنوات وملت نفسي القصر.. نفس الأمر حدث ويحدث مع كل ما أملك في هذه الحياة

فقير : لذا أنت دائماً تبحث عن جديد يسعدك؟

غني : نعم

فقير : وهذا يمكن أن يحدث معي إذا لحقني الغنى

غني : بالتأكيد

فقير : بالفعل { لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ }.. الفقير يعاني والغني أيضاً

غني : السعادة لا يصنعها زيادة المال

فقير : والتعاسة لا يجلبها قلة المال

غني : السعادة في القرب من الله

فقير : والتعاسة في البعد عنه

غني : القرب من الله حياة

فقير : والبعد عنه هو الموت بعينه

غني : الغنى غنى النفس

فقير : والفقر فقرها

غني : والغنى قد يكون طريقاً إلى الله أو طريقاً بعيداً عنه

فقير : والفقر قد يكون طريقاً الى الله أو طريقاً بعيداً عنه

غني : أنا وأنت فقراء الى الله

فقير : هذا هو الفقر في أسمى معانيه..

غني : وهذه هي السعادة في أعظم معانيها.

كمال بدر
2020-06-19, 09:09
قال سبحانه وتعالى :

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}


(فاطر:29-30).

كمال بدر
2020-06-19, 09:17
يقول الله سبحانه وتعالى :


(لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)

[سورة البقرة الآية: 273]