كمال بدر
2020-06-14, 17:09
لماذا ميَّز الإسلام أهل الكتاب عن غيرهم من الكفار؟
السؤال :
إذا كان الإسلام ناسخًا للأديان السماوية السابقة والقرآن الكريم - يقول : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآْخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [آل عِـمرَان: 85]، وبيّن كذلك كفر أهل الكتاب من اليهود والنصارى بآيات كثيرة؛ فلماذا لم يعاملهم الإسلام معاملة الكفار بل أجاز لهم البقاء على أديانهم مع ثبوت تحريفها وبطلانها؟ كما أجاز لنا الزواج منهم وأكل طعامهم؟ وهل النصارى في هذه الأيام ينطبق عليهم وصف أهل الكتاب ولهم نفس الحكم؟
https://www.djelfa.info/vb/data:image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQEAeAB4AAD/2wBDAAgGBgcGBQgHBwcJCQgKDBQNDAsLDBkSEw8UHRofHh0aHB wgJC4nICIsIxwcKDcpLDAxNDQ0Hyc5PTgyPC4zNDL/2wBDAQkJCQwLDBgNDRgyIRwhMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMj IyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjL/wAARCAAcAJwDASIAAhEBAxEB/8QAHwAAAQUBAQEBAQEAAAAAAAAAAAECAwQFBgcICQoL/8QAtRAAAgEDAwIEAwUFBAQAAAF9AQIDAAQRBRIhMUEGE1FhByJ xFDKBkaEII0KxwRVS0fAkM2JyggkKFhcYGRolJicoKSo0NTY3O Dk6Q0RFRkdISUpTVFVWV1hZWmNkZWZnaGlqc3R1dnd4eXqDhIW Gh4iJipKTlJWWl5iZmqKjpKWmp6ipqrKztLW2t7i5usLDxMXGx 8jJytLT1NXW19jZ2uHi4+Tl5ufo6erx8vP09fb3+Pn6/8QAHwEAAwEBAQEBAQEBAQAAAAAAAAECAwQFBgcICQoL/8QAtREAAgECBAQDBAcFBAQAAQJ3AAECAxEEBSExBhJBUQdhcRM iMoEIFEKRobHBCSMzUvAVYnLRChYkNOEl8RcYGRomJygpKjU2N zg5OkNERUZHSElKU1RVVldYWVpjZGVmZ2hpanN0dXZ3eHl6goO EhYaHiImKkpOUlZaXmJmaoqOkpaanqKmqsrO0tba3uLm6wsPEx cbHyMnK0tPU1dbX2Nna4uPk5ebn6Onq8vP09fb3+Pn6/9oADAMBAAIRAxEAPwD3OWVYYXlc4RFLMfYc1z+peMtJsbe7Y3s HmWwJlRZUd0wdv3A2c5IGPU84q14l1WDTNIuGnLBTC5Yhc7UGA Tjv94DHqewyR5v4a0y01++utX0mWZJNTlaO6S5ClYgZUlkTG07 soCB25wcHFYVKjT5Y7nNWqtS5Y7nZ6L490i+0mG7mvoYQ5K/6RNHG+4YyCCQCRkcjg5HTpXVQTLPF5iZxkjnsQSD+oryXxX4St dP0xY9WuGSx08NLB9iXGFdY12bWBPMityWP3sscnnuPCHiK21z TY5IUdBKZHUMOh3ZZT9CwGehBHfICp1Jc3LIVKrLm5J7nTUUVR 1K/SwtzKwO452jnHAJOcegBPrxxmt27HS3ZXZQufFek2/mI17brMkfmGN5kDBdu7JXO7G3npnFZGg/ELSdStJ55rxYkjl2E3LpERnJXqQCCASO4wQc4yeL0qGy8S63c6 zo89zHqaKbVBNhUUtCYo5OATg4zjqD7c1r+IfBcNnYS2d3MkOl b/tmbSPYY2Tzd7FcHOVePoeowAFHHL7Wo/eWxxe2qS96Ox6RZXsN9D51u4ePjDAggggMCCOCCCDkVZrhvh94 isr/S47a1EyxxlLdfNX5gVjAAOODlU3cdOQexPc10QlzRuddOanFSQ VkXPiTTLW5FtLdQpOx2pFJMiM53FeAzAnkEdO1aF1cpaQGVwW5 Cqo6licAfiSK8jM2k+KPGYvEe5F7pUiyBANscirMXY8gkYZ8YO CR0GeKmrU5bJbmdaryWS3Z1ujfETSNRu76M3irHbnJeUrGhXgb lJx8uSBzzyD3wOpsNTtNTj8y0lSWPAIdHDKRkjggkHlSPwrgb/wAEXUGltDczwMNQjVL0267HecGJg+SCG5SXsv3uhYnK/DvXtJSGTS9Pa4kt7UiISTJhmVpGKvx2LORjqOD64zhUkpKMzOn VnGSjM9KooqOeeO2t5J5TiONSzHGcAV0nWZ+oeINM0yXy727hg OcDzpUj3EAE43EZ4YfnXPW/xA02TxLc6Y1wFMKnduKrGCuSwDHuoGSScHBx0+blPFM2leLfFB 0e4a6ivLfzHjWMAKzlVyhJ7hY856ZyM4wTvXnhW6a1udVklty9 6JY7jy12yNBIJVRd5HJG+HqB93kkBccrqTk3y7I4nVqSk+TZHZ 6frNhqn/HlcRzrz88UiuuRjIypPPzDj3q/XlXgnVNI0DV7vQrR7mU27SSSySrjJwgkxgDhfLHUDPOOwPqq/MAR0NbUp88bnRRqKcby3M/V4Vl0y4ZgCY0Z0OPusAef6EdCMg8E15Wra1o9/qstwj2mi6eWexa1t4yVVbhGCjaM4ZQQS3HOWr2T1qtdW0M8Dh0 Hyg4IHtn/ACOh75oq0r63FUpc+qdjxy81PxDr2lQalognuDcySpcJcQxvsX y4k8sFxtYHaxyoGc8jNesaHZ21pYgW6Ii7mRdo4CKxCgewH8ye pJo0W2gh0m1aKGOMPGvyqoCqNuQFHYD0/qSa1BwvAqadJr3m9SaVFwfNJ3YVFcQJcQNFIu5D+BB7EHsR1zU tFbHQePXFtrcWuXEUCfZtDe3kmM1vboWWVrbmQbBvLb/T0xwKhm8Q6z4jsJtR0J7uS8iuYoxHNEjCNB5xLAkbMtuXjqMY5 GK9heGOYCN0GGPUcEH1B7H3rP0SztobeR44Y1PnzLhVAHEhUnA 4ycZJ7n2AA5vYvmsnocjw8r2UtCh4NsEtdIiL28cVwqIsioqqE YxozgBeBlyc49h0AA6Wk4VeABS1vGPKrHTCPKrDZI0ljaORQ6M MMrDII9DXluq2ms2/jC0Gl2ynTJp4zfOIo2ZykzL8zEbyQgXpz36kmvVKbJDG4KuisG HIIBzU1IcxNSl7RaOx4zHruo6zYXdlptzfXN9ptusUQnhBWU74 QZCGGFICNw+T82Qc5Fdr4FsrgWX2jU7eNNScGafaiLmRnkG4hB jcVC8+59Tnb0ywto9Rv2WJQyXGN20Zc7AdzH+JsHbk9vcknXAA 6AD6VFKk78zZlRotSu2LRRRW50nlvjex1e21BW8N2sZdt8FwfK iYiPbGyplxnbkvwPp0AAp3Guz3Wq3/AIftbm+kntvtU0SPFlJGKzFYypGQFMi8t8p2jgALXrxjU9VB+o rFh0+1TXbkiCMFYI3ztGT8xwp9VGOB2z7LjnlSd7p7nLOg1K6e 5y/gOz1CZ5LnX7eMag7sS3lxqXRBGIy2wc4JbGfQegx6FSBVHRQPp S5NawjyKxtSjyxsf//Z
الجواب :
أولًا : أصول الدين التي جاء بها الأنبياء واحدة، وهي دين الإسلام، قال الله تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلاَمُ ) [آل عِـمرَان: 19].
وأما فروعه وهي الشرائع فقد تختلف وهي التي تقبل النسخ، قال الله تعالى : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) [المـَـائدة: 48].
وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أنا أَوْلَى الناس بعيسى ابنِ مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إِخْوَةٌ لِعِلاَّتٍ، أُمَّهَاتُهم شَتَّى ودِينهم واحد»(1). رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم واللفظ للبخاري.
والذي يقع فيه النسخ إنما هو الفروع لا الأصول، وقال الله تعالى : ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآْخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلـهَكَ وَإِلـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )[البَقـَـرَة: 130 - 133].
ثانيًا : أباح الله للمسلمين أن يأكلوا من طعام الذين أوتوا الكتاب؛ وهو ذبائحهم بقوله في سورة المائدة : ( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ) [المـَـائدة: 5].
فاشترط في الزواج بالكتابيات أن يكن حرائر عفيفات؛ سواء كنَّ يهوديات أو نصرانيات، مع أن الله تعالى أخبر عن اليهود والنصارى في نفس السورة بأنهم كفار.
قال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ... ) [المـَـائدة: 17]، وقال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ )[المـَـائدة: 18]، وقال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلـهًا وَاحِدًا لاَ إِلـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [التّوبـَـة: 30 - 33]، وقال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ )[المـَـائدة: 73]، ونحو ذلك في نفس السورة.
ثالثًا: خص الله أهل الكتاب اليهود والنصارى بأكل ذبائحهم وزواج المؤمنين بالحرائر العفيفات من نسائهم، والاكتفاء بأخذ الجزية منهم - بقوله : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآْخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) [التّوبـَـة: 29]، خصهم بذلك؛ لأنهم أهل كتاب، وأقرب إلى المسلمين من سائر الكفار سواهم؛ ولذا فرح المؤمنون بغلبهم على الفرس، ونصرهم عليهم بعدما غلبوا، وأقرهم الله على ذلك؛ قال الله تعالى : ( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )[الـرُّوم: 2 - 6]، ولم يجز لهم سبحانه البقاء على الكفر به، وما ارتكبوه من تحريف كتبه، وجحد رسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يأذن لهم في ذلك، وإنما شرع لنا ترك قتالهم وعدم أسرهم إذا هم أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، واكتفى منهم بذلك دون غيرهم من سائر الكفار، وذلك هو قول جمهور أهل العلم.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
«اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء» (2 / 298 - 300)
(1) البخاري (3443)، ومسلم (2365) وغيرهما.
السؤال :
إذا كان الإسلام ناسخًا للأديان السماوية السابقة والقرآن الكريم - يقول : ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآْخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [آل عِـمرَان: 85]، وبيّن كذلك كفر أهل الكتاب من اليهود والنصارى بآيات كثيرة؛ فلماذا لم يعاملهم الإسلام معاملة الكفار بل أجاز لهم البقاء على أديانهم مع ثبوت تحريفها وبطلانها؟ كما أجاز لنا الزواج منهم وأكل طعامهم؟ وهل النصارى في هذه الأيام ينطبق عليهم وصف أهل الكتاب ولهم نفس الحكم؟
https://www.djelfa.info/vb/data:image/jpeg;base64,/9j/4AAQSkZJRgABAQEAeAB4AAD/2wBDAAgGBgcGBQgHBwcJCQgKDBQNDAsLDBkSEw8UHRofHh0aHB wgJC4nICIsIxwcKDcpLDAxNDQ0Hyc5PTgyPC4zNDL/2wBDAQkJCQwLDBgNDRgyIRwhMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMj IyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjIyMjL/wAARCAAcAJwDASIAAhEBAxEB/8QAHwAAAQUBAQEBAQEAAAAAAAAAAAECAwQFBgcICQoL/8QAtRAAAgEDAwIEAwUFBAQAAAF9AQIDAAQRBRIhMUEGE1FhByJ xFDKBkaEII0KxwRVS0fAkM2JyggkKFhcYGRolJicoKSo0NTY3O Dk6Q0RFRkdISUpTVFVWV1hZWmNkZWZnaGlqc3R1dnd4eXqDhIW Gh4iJipKTlJWWl5iZmqKjpKWmp6ipqrKztLW2t7i5usLDxMXGx 8jJytLT1NXW19jZ2uHi4+Tl5ufo6erx8vP09fb3+Pn6/8QAHwEAAwEBAQEBAQEBAQAAAAAAAAECAwQFBgcICQoL/8QAtREAAgECBAQDBAcFBAQAAQJ3AAECAxEEBSExBhJBUQdhcRM iMoEIFEKRobHBCSMzUvAVYnLRChYkNOEl8RcYGRomJygpKjU2N zg5OkNERUZHSElKU1RVVldYWVpjZGVmZ2hpanN0dXZ3eHl6goO EhYaHiImKkpOUlZaXmJmaoqOkpaanqKmqsrO0tba3uLm6wsPEx cbHyMnK0tPU1dbX2Nna4uPk5ebn6Onq8vP09fb3+Pn6/9oADAMBAAIRAxEAPwD3OWVYYXlc4RFLMfYc1z+peMtJsbe7Y3s HmWwJlRZUd0wdv3A2c5IGPU84q14l1WDTNIuGnLBTC5Yhc7UGA Tjv94DHqewyR5v4a0y01++utX0mWZJNTlaO6S5ClYgZUlkTG07 soCB25wcHFYVKjT5Y7nNWqtS5Y7nZ6L490i+0mG7mvoYQ5K/6RNHG+4YyCCQCRkcjg5HTpXVQTLPF5iZxkjnsQSD+oryXxX4St dP0xY9WuGSx08NLB9iXGFdY12bWBPMityWP3sscnnuPCHiK21z TY5IUdBKZHUMOh3ZZT9CwGehBHfICp1Jc3LIVKrLm5J7nTUUVR 1K/SwtzKwO452jnHAJOcegBPrxxmt27HS3ZXZQufFek2/mI17brMkfmGN5kDBdu7JXO7G3npnFZGg/ELSdStJ55rxYkjl2E3LpERnJXqQCCASO4wQc4yeL0qGy8S63c6 zo89zHqaKbVBNhUUtCYo5OATg4zjqD7c1r+IfBcNnYS2d3MkOl b/tmbSPYY2Tzd7FcHOVePoeowAFHHL7Wo/eWxxe2qS96Ox6RZXsN9D51u4ePjDAggggMCCOCCCDkVZrhvh94 isr/S47a1EyxxlLdfNX5gVjAAOODlU3cdOQexPc10QlzRuddOanFSQ VkXPiTTLW5FtLdQpOx2pFJMiM53FeAzAnkEdO1aF1cpaQGVwW5 Cqo6licAfiSK8jM2k+KPGYvEe5F7pUiyBANscirMXY8gkYZ8YO CR0GeKmrU5bJbmdaryWS3Z1ujfETSNRu76M3irHbnJeUrGhXgb lJx8uSBzzyD3wOpsNTtNTj8y0lSWPAIdHDKRkjggkHlSPwrgb/wAEXUGltDczwMNQjVL0267HecGJg+SCG5SXsv3uhYnK/DvXtJSGTS9Pa4kt7UiISTJhmVpGKvx2LORjqOD64zhUkpKMzOn VnGSjM9KooqOeeO2t5J5TiONSzHGcAV0nWZ+oeINM0yXy727hg OcDzpUj3EAE43EZ4YfnXPW/xA02TxLc6Y1wFMKnduKrGCuSwDHuoGSScHBx0+blPFM2leLfFB 0e4a6ivLfzHjWMAKzlVyhJ7hY856ZyM4wTvXnhW6a1udVklty9 6JY7jy12yNBIJVRd5HJG+HqB93kkBccrqTk3y7I4nVqSk+TZHZ 6frNhqn/HlcRzrz88UiuuRjIypPPzDj3q/XlXgnVNI0DV7vQrR7mU27SSSySrjJwgkxgDhfLHUDPOOwPqq/MAR0NbUp88bnRRqKcby3M/V4Vl0y4ZgCY0Z0OPusAef6EdCMg8E15Wra1o9/qstwj2mi6eWexa1t4yVVbhGCjaM4ZQQS3HOWr2T1qtdW0M8Dh0 Hyg4IHtn/ACOh75oq0r63FUpc+qdjxy81PxDr2lQalognuDcySpcJcQxvsX y4k8sFxtYHaxyoGc8jNesaHZ21pYgW6Ii7mRdo4CKxCgewH8ye pJo0W2gh0m1aKGOMPGvyqoCqNuQFHYD0/qSa1BwvAqadJr3m9SaVFwfNJ3YVFcQJcQNFIu5D+BB7EHsR1zU tFbHQePXFtrcWuXEUCfZtDe3kmM1vboWWVrbmQbBvLb/T0xwKhm8Q6z4jsJtR0J7uS8iuYoxHNEjCNB5xLAkbMtuXjqMY5 GK9heGOYCN0GGPUcEH1B7H3rP0SztobeR44Y1PnzLhVAHEhUnA 4ycZJ7n2AA5vYvmsnocjw8r2UtCh4NsEtdIiL28cVwqIsioqqE YxozgBeBlyc49h0AA6Wk4VeABS1vGPKrHTCPKrDZI0ljaORQ6M MMrDII9DXluq2ms2/jC0Gl2ynTJp4zfOIo2ZykzL8zEbyQgXpz36kmvVKbJDG4KuisG HIIBzU1IcxNSl7RaOx4zHruo6zYXdlptzfXN9ptusUQnhBWU74 QZCGGFICNw+T82Qc5Fdr4FsrgWX2jU7eNNScGafaiLmRnkG4hB jcVC8+59Tnb0ywto9Rv2WJQyXGN20Zc7AdzH+JsHbk9vcknXAA 6AD6VFKk78zZlRotSu2LRRRW50nlvjex1e21BW8N2sZdt8FwfK iYiPbGyplxnbkvwPp0AAp3Guz3Wq3/AIftbm+kntvtU0SPFlJGKzFYypGQFMi8t8p2jgALXrxjU9VB+o rFh0+1TXbkiCMFYI3ztGT8xwp9VGOB2z7LjnlSd7p7nLOg1K6e 5y/gOz1CZ5LnX7eMag7sS3lxqXRBGIy2wc4JbGfQegx6FSBVHRQPp S5NawjyKxtSjyxsf//Z
الجواب :
أولًا : أصول الدين التي جاء بها الأنبياء واحدة، وهي دين الإسلام، قال الله تعالى : ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلاَمُ ) [آل عِـمرَان: 19].
وأما فروعه وهي الشرائع فقد تختلف وهي التي تقبل النسخ، قال الله تعالى : ( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ) [المـَـائدة: 48].
وقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «أنا أَوْلَى الناس بعيسى ابنِ مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إِخْوَةٌ لِعِلاَّتٍ، أُمَّهَاتُهم شَتَّى ودِينهم واحد»(1). رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وغيرهم واللفظ للبخاري.
والذي يقع فيه النسخ إنما هو الفروع لا الأصول، وقال الله تعالى : ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآْخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلـهَكَ وَإِلـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )[البَقـَـرَة: 130 - 133].
ثانيًا : أباح الله للمسلمين أن يأكلوا من طعام الذين أوتوا الكتاب؛ وهو ذبائحهم بقوله في سورة المائدة : ( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ) [المـَـائدة: 5].
فاشترط في الزواج بالكتابيات أن يكن حرائر عفيفات؛ سواء كنَّ يهوديات أو نصرانيات، مع أن الله تعالى أخبر عن اليهود والنصارى في نفس السورة بأنهم كفار.
قال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ... ) [المـَـائدة: 17]، وقال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ )[المـَـائدة: 18]، وقال تعالى : ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلـهًا وَاحِدًا لاَ إِلـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [التّوبـَـة: 30 - 33]، وقال تعالى : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ )[المـَـائدة: 73]، ونحو ذلك في نفس السورة.
ثالثًا: خص الله أهل الكتاب اليهود والنصارى بأكل ذبائحهم وزواج المؤمنين بالحرائر العفيفات من نسائهم، والاكتفاء بأخذ الجزية منهم - بقوله : ( قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآْخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) [التّوبـَـة: 29]، خصهم بذلك؛ لأنهم أهل كتاب، وأقرب إلى المسلمين من سائر الكفار سواهم؛ ولذا فرح المؤمنون بغلبهم على الفرس، ونصرهم عليهم بعدما غلبوا، وأقرهم الله على ذلك؛ قال الله تعالى : ( غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )[الـرُّوم: 2 - 6]، ولم يجز لهم سبحانه البقاء على الكفر به، وما ارتكبوه من تحريف كتبه، وجحد رسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يأذن لهم في ذلك، وإنما شرع لنا ترك قتالهم وعدم أسرهم إذا هم أعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، واكتفى منهم بذلك دون غيرهم من سائر الكفار، وذلك هو قول جمهور أهل العلم.
وبالله التوفيق.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
«اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء» (2 / 298 - 300)
(1) البخاري (3443)، ومسلم (2365) وغيرهما.