المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا ننشغل بالآخرين؟


كمال بدر
2020-06-11, 19:07
لماذا ننشغل بالآخرين؟

فتحية السيد


تختلف الطباع الشخصية من شخص إلى آخر؛ ولكن أسوأهم مَنْ يتلذَّذ بالخوض في المقارنات الجانبية الخاصة، وتتبُّع عورات الآخرين، والتمتُّع بالقيل والقال.

رأيتُ الكثير ممَّن يتربَّصون بالآخرين؛ كالصيادين الذين ينتظرون الفرصة للانقضاض على فرائسهم، ويصبُّون عليهم كلَّ تركيزهم واهتماماتهم كالمخالب، فهذا مَنْ يركِّز على ما يفعله الآخر، وآخر يُركِّز على ما يقول صديقُه، وهناك مَنْ يصبُّ كُلَّ تركيزه على ما وهب الله لغيره من نِعَمٍ شتى، ويتمنَّاها لنفسه.

أرى أختًا تنظر لأختها بعين الحقد والحسد على ما أنعم الله عليها من نِعَمٍ مختلفة، سواء كانت نعمة جمال أو أخلاق، أو نعمة زوج أو أبناء، أو غير ذلك.

أرى آخرين يتدخَّلون في شئون أناسٍ بحجَّة الحبِّ والمودَّة؛ ولكنهم يُكِنُّون في صدورهم بركانًا من الحقد والغل بل الحسد.

هناك سؤال دائمًا ما أُردِّدُه بداخلي؛ لِمَ يتدخَّل بعضُ الناس في شؤون الآخرين بحجَّة التودُّد؟ لِمَ لم يحمد كلٌّ منَّا ربَّه على كل ما رزقه الله إيَّاه مهما كان كثيرًا أم كبيرًا؟ أين ذهبَتِ القناعةُ؟ أين ذهب الشُّعور بالرِّضا؟

لِمَ نسي البعض قول حبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال : ((مِنْ حُسْن إسلامِ المرء تركُه ما لا يعنيه))، هذا الحديث يشمل أجمل بل أروع آداب اجتماعية ذات فوائد جمَّة، فعندما يترك المرء أخيه وشأنه، فلن ينشغل إلا بذاته وبما يخصُّه فقط، وبالتالي يُركِّز على مصلحته؛ مما يؤدِّي إلى نجاحه أو على الأقل تحقيق مسعاه.

مقصدي هنا أخي الكريم هي أمور الناس الخاصة، والمقارنة بين الأمور الخاصة بعضنا لبعض، مقصدي ترك الحقد والحسد؛ بل نزعهما من قلوبنا.

إن التدخُّل في شؤون الآخرين يحثُّ الفرد على حُبِّ التجسُّس، وبالتالي الكره، ويحثُّ أيضًا على الغيبة والنميمة، كذلك يضرُّ بكرامته بسماع كلمات تسيء إلى شخصيته؛ كما تقول المقولة المتردِّدة بين الناس : "مَنْ تدخَّل فيما لا يعنيه سمِعَ ما لا يُرضيه"، لم لا يحافظ على كرامته وكرامة الناس بل وكرامة مجتمع بأكمله؟!

لِماذا إذن يجذب هؤلاء الناس لأنفسهم الضرر، ويحملون ذنوبًا هم بغنى عنها؟ لِمَ يُحمِّلون عقولهم أفكارًا سوداء ثقيلة لا قيمة لها؟ لِمَ يزرعون بقلوبهم أشواكًا تؤذي قلوبهم قبل الآخرين؟!

أدعوهم لأن يقتلعوا كل المشاعر السلبية السيئة من صدورهم؛ لأنها تضرُّ بهم قبل أن تضُرَّ غيرهم.

أدعوهم لأن يتمنَّوا الخير للآخرين كما يتمنَّونه لأنفسهم، ويدعوا لهم دائمًا بالبركة في أرزاقهم وصحَّتهم، فحُبُّ الخير للناس من دلائل اكتمال الإيمان لدى المرء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)).

كمال بدر
2020-06-12, 01:47
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

((لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)).

كمال بدر
2020-06-12, 03:45
لِمَ نسي البعض قول حبيبنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال :

((مِنْ حُسْن إسلامِ المرء تركُه ما لا يعنيه))

بسمة ღ
2020-06-12, 11:59
سلام الله
بوركت أخي بدر مقال مفيد :)
" لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه "
ياله من حديثٍ قُدسيّ عظيم ، صلوت الله و سلامه و بركاته على الحبيب المصطفى ـ
على الإنسان أن يُحب و يُريد لغيره ما يُحب و يُريده في غيره ، دون حفد ... دون التدخل في شؤون غيره و تتبع عوراته و ما الى ذاك ...
فهو مسؤول على كل خطوة يُقدِم عليها ، و سيُسأل غدا عنها ، قال الله تعالى :
{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }[الإسراء: 36]

هدانا الله و اياكم لما هو أقوم و أصلح :o

كمال بدر
2020-06-12, 15:31
سلام الله
بوركت أخي بدر مقال مفيد :)
" لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه "
ياله من حديثٍ قُدسيّ عظيم ، صلوت الله و سلامه و بركاته على الحبيب المصطفى ـ
على الإنسان أن يُحب و يُريد لغيره ما يُحب و يُريده في غيره ، دون حفد ... دون التدخل في شؤون غيره و تتبع عوراته و ما الى ذاك ...
فهو مسؤول على كل خطوة يُقدِم عليها ، و سيُسأل غدا عنها ، قال الله تعالى :
{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }[الإسراء: 36]

هدانا الله و اياكم لما هو أقوم و أصلح :o




اللَّهُمَّ آمين
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة على مرورك وتشريفك الطيب المبارك.
جعله الله في ميزان حسناتك.
تقبلي تحياتي.

بسمة ღ
2020-06-12, 15:45
اللَّهُمَّ آمين
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة على مرورك وتشريفك الطيب المبارك.
جعله الله في ميزان حسناتك.
تقبلي تحياتي.

و لكم بالمثل أخي الفاضل :)
موفق ان شاء الله

كمال بدر
2020-06-12, 15:51
و لكم بالمثل أخي الفاضل :)
موفق ان شاء الله




اللَّهُمَّ آمين
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة وأعلى تقييم على مرورك وتشريفك الطيب المبارك.
جعله الله في ميزان حسناتك.
تقبلي تحياتي.