محمد محمد.
2020-06-03, 22:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما رأيتم في العنوان موضوعنا هذه المرة عن المفاهيم الخاطئة حول تعدد الزوجات و الخلع ، ورغم أن الموضوعين مختلفين إلا أني أردت دمجهما في موضوع واحد تجنبا لكثرة المواضيع .
أ- المفاهيم الخاطئة عن التعدد :
1-أن التعدد له شروط : وكثيرا ما نسمع هذه العبارة تتردد على ألسنة البعض ذكرانا كانوا أو إيناثا ولا يقولون ما هي هذه الشروط بل يتركونها مبهمة لأن هذا الكلام مخترع ولا أساس له ، فللتعدد شرط واحد و هو العدل والرجل وحده مخاطب بهذا أي أنه لا يحق لأحد أن يقول له أنت لن تعدل فهذا من المكابرة والمزايدة والتسلط على عباد الله ، فالرجل هو المسؤول وحده عن هذا أمام الله عز وجل .
2- يتكلم عن التعدد وهو غير محافظ على الصلاة : وهذا من أسخف ما يمكن أن يسمعه العقلاء في العصر الحديث ، إذ أنه لا علاقة البتّة بين التعدد والقيام بالواجبات الشرعية ولا شك بأن تضيع الصلاة من أعظم الذنوب ولكن لا علاقة لهذا الأمر بشرعية التعدد من عدمه وما يقال في الزواج الأول يقال في الثاني والثالث والرابع ،فلو كانت هذه الحجة صحيحة لكان من باب أولى أن نمنع من لا يحافظ على الصلاة من الزواج أصلا ونقول له لا تتكلم عن الزواج مادمت غير محافظ على الصلاة و هل يوجد عاقل يقول هذا !! ولكن أهل الأهواء يتمسكون بأي شيء لتبرير موقفهم .
3- أن التعدد يجب أن يكون لسبب : وهذا أكثر مفهوم خاطئ عن التعدد ومنتشر بكثرة في المجتمع وهو لا أصل له في الحقيقة ، فيقولون مثالا : أن التعدد يكون في حال مرض الزوجة أو عدم قدرتها على الإنجاب ........ إلخ ، وهذا تقييد ما لم يقيده الشرع و ليس لهذا الكلام السخيف أي مصدر شرعي ، فلا القرآن والسنة ذكرتا أن التعدد مباح للأسباب المذكورة .
4- أنه يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إذا تزوّج زوجها : وهذا من أغرب ما يكون حيث ينسبون من حيث شعروا أم لم يشعروا التناقض لشرع الله وهو منزه عن ذلك ، فكيف يقول الله سبحانه للرجال مباح لكم التعدد ويقول للنساء مباح لكم طلب الطلاق إن عددّ أزواجكن !! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم
فهذا ليس بعذر شرعي يبيح للمرأة طلب الطلاق للأن الزوج لم يفعل شيئا محرما .
قال إبن القيم رحمه الله :
نعم كراهية المرأة لزواج زوجها بأخرى أمر طبيعي وفطري ، لكن الألم والكراهة الطبيعية شيء ، والتسليم لأمر الله وشرعه ، والرضا به ربا ، وبنبيه رسولا ، وبالإسلام دينا : شيء آخر .
وقد نص أهل العلم ـ كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى ـ على أنه " ليس من شرط الرضى ألا يحس بالألم والمكاره ، بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه ، ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه وطعنوا فيه وقالوا : هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر ، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهية وهما ضدان ؟
والصواب : أنه لا تناقض بينهما ، وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى , كرضى المريض بشرب الدواء الكريه ، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر ، بما يناله من ألم الجوع والظمأ ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها" .
انتهى من "مدارج السالكين" (2/175) .
كما رأيتم في العنوان موضوعنا هذه المرة عن المفاهيم الخاطئة حول تعدد الزوجات و الخلع ، ورغم أن الموضوعين مختلفين إلا أني أردت دمجهما في موضوع واحد تجنبا لكثرة المواضيع .
أ- المفاهيم الخاطئة عن التعدد :
1-أن التعدد له شروط : وكثيرا ما نسمع هذه العبارة تتردد على ألسنة البعض ذكرانا كانوا أو إيناثا ولا يقولون ما هي هذه الشروط بل يتركونها مبهمة لأن هذا الكلام مخترع ولا أساس له ، فللتعدد شرط واحد و هو العدل والرجل وحده مخاطب بهذا أي أنه لا يحق لأحد أن يقول له أنت لن تعدل فهذا من المكابرة والمزايدة والتسلط على عباد الله ، فالرجل هو المسؤول وحده عن هذا أمام الله عز وجل .
2- يتكلم عن التعدد وهو غير محافظ على الصلاة : وهذا من أسخف ما يمكن أن يسمعه العقلاء في العصر الحديث ، إذ أنه لا علاقة البتّة بين التعدد والقيام بالواجبات الشرعية ولا شك بأن تضيع الصلاة من أعظم الذنوب ولكن لا علاقة لهذا الأمر بشرعية التعدد من عدمه وما يقال في الزواج الأول يقال في الثاني والثالث والرابع ،فلو كانت هذه الحجة صحيحة لكان من باب أولى أن نمنع من لا يحافظ على الصلاة من الزواج أصلا ونقول له لا تتكلم عن الزواج مادمت غير محافظ على الصلاة و هل يوجد عاقل يقول هذا !! ولكن أهل الأهواء يتمسكون بأي شيء لتبرير موقفهم .
3- أن التعدد يجب أن يكون لسبب : وهذا أكثر مفهوم خاطئ عن التعدد ومنتشر بكثرة في المجتمع وهو لا أصل له في الحقيقة ، فيقولون مثالا : أن التعدد يكون في حال مرض الزوجة أو عدم قدرتها على الإنجاب ........ إلخ ، وهذا تقييد ما لم يقيده الشرع و ليس لهذا الكلام السخيف أي مصدر شرعي ، فلا القرآن والسنة ذكرتا أن التعدد مباح للأسباب المذكورة .
4- أنه يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق إذا تزوّج زوجها : وهذا من أغرب ما يكون حيث ينسبون من حيث شعروا أم لم يشعروا التناقض لشرع الله وهو منزه عن ذلك ، فكيف يقول الله سبحانه للرجال مباح لكم التعدد ويقول للنساء مباح لكم طلب الطلاق إن عددّ أزواجكن !! سبحانك ربي هذا بهتان عظيم
فهذا ليس بعذر شرعي يبيح للمرأة طلب الطلاق للأن الزوج لم يفعل شيئا محرما .
قال إبن القيم رحمه الله :
نعم كراهية المرأة لزواج زوجها بأخرى أمر طبيعي وفطري ، لكن الألم والكراهة الطبيعية شيء ، والتسليم لأمر الله وشرعه ، والرضا به ربا ، وبنبيه رسولا ، وبالإسلام دينا : شيء آخر .
وقد نص أهل العلم ـ كما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى ـ على أنه " ليس من شرط الرضى ألا يحس بالألم والمكاره ، بل ألا يعترض على الحكم ولا يتسخطه ، ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه وطعنوا فيه وقالوا : هذا ممتنع على الطبيعة وإنما هو الصبر ، وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهية وهما ضدان ؟
والصواب : أنه لا تناقض بينهما ، وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى , كرضى المريض بشرب الدواء الكريه ، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر ، بما يناله من ألم الجوع والظمأ ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها" .
انتهى من "مدارج السالكين" (2/175) .