عبدالحليم الطيطي
2020-05-05, 14:49
**402****ينام في نسائم باردة
**قال: أمضيت عمري كمن يعبِّىء في سلّة ،،آخذُ كلّ شيء تقع عليه عيناي ،،! حتى غابت الشمس ،،ورأيتُ شفقها الأحمر ،،،فتركتُ سلّتي وهُرعت ،،،،أُصلّي ركعتين جنب البحر ،،،،،،،،،قبل الموت
**نظرتُ اليه ينام في نسائم باردة في ضوء القمر ،،،كان مريضا ويشرف على الموت ،قلت: بعد حين ستخرج من داخل جسمه هذا روح لطيفة ،،هي كانت من الله ،،،وسيُهدّ هذا الجسم يصير فارغا من النور والعقل والإيمان كالبيت المظلم الخرِب ،،،وتصعد تلك الروح تطير جنب القمر هذا ،،لا تهمّها المسافات ،،ونحن بأجسامنا هذه نتعب لو مشينا في جبلٍ مترين ،،،،ستنطلق روحه وتفلتُ من جسمه ،،كشهاب جميل ،وتعود إلى مَن خرَجَت منه في السماء ،،
.
،،يقول لها : ما فعَل ذلك الجسم حين سكنتِ فيه ،،تقول : قد عمل خيرا وشرّا ،،وكلّ ما عملَ مكتوب في صفحتي وترَك أثره بي ،،،قد أطفأ ذلك الجسم نوري ،،فعاش عمره في الظلام وهم لايفعلون إلاّ السوء في الظلام ،،،وقد عاش ذلك الجسم وراح وأتى مع نورك يا رب ،،استحى منك وبقي في سياجك وحبسك ،،،.
.
،،وهذا المؤمن المسجّى في ضياء القمر ،،ستنفلت روحه ،،وينتهي إلى السماء ،،سينفلت المؤمنون من حبسهم في جنّتك ،،،،،ما أكثر منازل الإنسان وما أطول طرقه وهم يحسبون أنّ الحياة ،،هي هذه الساعات القليلة ،،،التي يعيشونها في الظلام ،،،بلا نور ،،،،فإنّ هذا الكون شديد الظلام ،،إلاّ مَن مشى في نور روحه ،،وهي ضوء الله ،،،إن أغضبناه يُطفِىء نوره ،،،،،فما أغرب هؤلاء الذين يفكّرون بكلّ شيء ،،إلّا يوم عبورهم تلك الظلمات ،،،في السماء ،،تحملهم أرواحهم ،،تطير بهم ،،إلى الذي خلَقهم في الظلام أيضا قبل سنوات قليلة
**
**...صدقت ،،حين يحبس جسمنا تتحرر الذات وتناقش كلّ شيء ،،يزداد التفكير فنصير عقلا فقط ،،ويزداد احساسنا بوجودنا ،،لأنّ العقل هو آلة المعرفة ،،والأنبياء لم يبدؤوا إلّا من العزلة ،،،،،ولو ظلّوا في الأسواق ،،لغمرت عقولهم أصوات السوق وفتحوا الباب على عقولهم المفكّرة كل حين ،،وبدّدوا أفكارهم !!.................................لقد توفّرت الفرصة أخيرا لحياة عقلية للذين لم يمارسوا هذه الطقوس ،،من قبل ولكنّهم سيضيقون بحبس العقل ،،كما تضيق دابّة بقيدها فتملأ المكان ضجرا واضطرابا بدل الطاعة والإستسلام للعقل المفكر
**كان يعدّ الدنانير التي في يديه ويقول : هذا المال يعطيني كلّ شيء ،،وهو أغلى شيء في هذه الحياة ،،! قلت: فإذا دخلت معي إلى غابة ،،مليئة بالأصوات ،،والصوَر الجميلة ،،هل ترى أنت ما أرى ،،! هل يفهم قلبك ما يمرّ به من ذكريات الخلْق ،،هل تذكر كيف خلق الله هذه الصوَر ،،،هل تسمع ما أسمع : فأنا أسمع صوتاً الهياً ،،،في كلّ ما أرى وأسمع ،، هل تملك ما يشعر قلبي به ،،وأنا أمرّ بين ملايين السنين القديمة ،،
.
لو أعطيتني كلّ مالك لا أعطيك ما أشعر به وأنا أمرّ في طريق ،،خلق الله فيها شيئا ،،وبينما أنا أتأمّل تصويره فيها ،،كان قلبي يخفق بشدّة ،لكثرة أشواقه ،فكأنني أراه وهو يخلق ،،،
.
ما يُسعد العقل وما يُبهج الروح ،،أكبر من سعادتك بالمال ،،وأنت تحسب أنّ الأمان يكون بالمال ،،والأمن والسعادة ،،لا تشعر بهما إلاّ إذا اقتربت من الله ،،،تصير كمن خرج من الظلام ،،وغمره فجأة الضياء ،،وفي الضوء أنت لا تخاف شيئا لأنّك تبصركلّ شيء ،،وتقترب من السلام ،،
.
ويدك التي تحمل الدينار ،،تنصهر ويسقط ما فيها ،،في شارع المارّة ،،،فتتنازعه الأيدي بعدك ويقتتلون عليه ،،،وأنا ذهبت في طريقي إلتي تشبه الدائرة ،،جئت من عند الله وبقيت في الطريق معه ألتمس السلام ،،وعدتّ إلى مكان لا يموت فيه شيء ،،،جمّع الله فيه كلّ من أحبّوه
.
.
.
عبدالحليم الطيطي
**قال: أمضيت عمري كمن يعبِّىء في سلّة ،،آخذُ كلّ شيء تقع عليه عيناي ،،! حتى غابت الشمس ،،ورأيتُ شفقها الأحمر ،،،فتركتُ سلّتي وهُرعت ،،،،أُصلّي ركعتين جنب البحر ،،،،،،،،،قبل الموت
**نظرتُ اليه ينام في نسائم باردة في ضوء القمر ،،،كان مريضا ويشرف على الموت ،قلت: بعد حين ستخرج من داخل جسمه هذا روح لطيفة ،،هي كانت من الله ،،،وسيُهدّ هذا الجسم يصير فارغا من النور والعقل والإيمان كالبيت المظلم الخرِب ،،،وتصعد تلك الروح تطير جنب القمر هذا ،،لا تهمّها المسافات ،،ونحن بأجسامنا هذه نتعب لو مشينا في جبلٍ مترين ،،،،ستنطلق روحه وتفلتُ من جسمه ،،كشهاب جميل ،وتعود إلى مَن خرَجَت منه في السماء ،،
.
،،يقول لها : ما فعَل ذلك الجسم حين سكنتِ فيه ،،تقول : قد عمل خيرا وشرّا ،،وكلّ ما عملَ مكتوب في صفحتي وترَك أثره بي ،،،قد أطفأ ذلك الجسم نوري ،،فعاش عمره في الظلام وهم لايفعلون إلاّ السوء في الظلام ،،،وقد عاش ذلك الجسم وراح وأتى مع نورك يا رب ،،استحى منك وبقي في سياجك وحبسك ،،،.
.
،،وهذا المؤمن المسجّى في ضياء القمر ،،ستنفلت روحه ،،وينتهي إلى السماء ،،سينفلت المؤمنون من حبسهم في جنّتك ،،،،،ما أكثر منازل الإنسان وما أطول طرقه وهم يحسبون أنّ الحياة ،،هي هذه الساعات القليلة ،،،التي يعيشونها في الظلام ،،،بلا نور ،،،،فإنّ هذا الكون شديد الظلام ،،إلاّ مَن مشى في نور روحه ،،وهي ضوء الله ،،،إن أغضبناه يُطفِىء نوره ،،،،،فما أغرب هؤلاء الذين يفكّرون بكلّ شيء ،،إلّا يوم عبورهم تلك الظلمات ،،،في السماء ،،تحملهم أرواحهم ،،تطير بهم ،،إلى الذي خلَقهم في الظلام أيضا قبل سنوات قليلة
**
**...صدقت ،،حين يحبس جسمنا تتحرر الذات وتناقش كلّ شيء ،،يزداد التفكير فنصير عقلا فقط ،،ويزداد احساسنا بوجودنا ،،لأنّ العقل هو آلة المعرفة ،،والأنبياء لم يبدؤوا إلّا من العزلة ،،،،،ولو ظلّوا في الأسواق ،،لغمرت عقولهم أصوات السوق وفتحوا الباب على عقولهم المفكّرة كل حين ،،وبدّدوا أفكارهم !!.................................لقد توفّرت الفرصة أخيرا لحياة عقلية للذين لم يمارسوا هذه الطقوس ،،من قبل ولكنّهم سيضيقون بحبس العقل ،،كما تضيق دابّة بقيدها فتملأ المكان ضجرا واضطرابا بدل الطاعة والإستسلام للعقل المفكر
**كان يعدّ الدنانير التي في يديه ويقول : هذا المال يعطيني كلّ شيء ،،وهو أغلى شيء في هذه الحياة ،،! قلت: فإذا دخلت معي إلى غابة ،،مليئة بالأصوات ،،والصوَر الجميلة ،،هل ترى أنت ما أرى ،،! هل يفهم قلبك ما يمرّ به من ذكريات الخلْق ،،هل تذكر كيف خلق الله هذه الصوَر ،،،هل تسمع ما أسمع : فأنا أسمع صوتاً الهياً ،،،في كلّ ما أرى وأسمع ،، هل تملك ما يشعر قلبي به ،،وأنا أمرّ بين ملايين السنين القديمة ،،
.
لو أعطيتني كلّ مالك لا أعطيك ما أشعر به وأنا أمرّ في طريق ،،خلق الله فيها شيئا ،،وبينما أنا أتأمّل تصويره فيها ،،كان قلبي يخفق بشدّة ،لكثرة أشواقه ،فكأنني أراه وهو يخلق ،،،
.
ما يُسعد العقل وما يُبهج الروح ،،أكبر من سعادتك بالمال ،،وأنت تحسب أنّ الأمان يكون بالمال ،،والأمن والسعادة ،،لا تشعر بهما إلاّ إذا اقتربت من الله ،،،تصير كمن خرج من الظلام ،،وغمره فجأة الضياء ،،وفي الضوء أنت لا تخاف شيئا لأنّك تبصركلّ شيء ،،وتقترب من السلام ،،
.
ويدك التي تحمل الدينار ،،تنصهر ويسقط ما فيها ،،في شارع المارّة ،،،فتتنازعه الأيدي بعدك ويقتتلون عليه ،،،وأنا ذهبت في طريقي إلتي تشبه الدائرة ،،جئت من عند الله وبقيت في الطريق معه ألتمس السلام ،،وعدتّ إلى مكان لا يموت فيه شيء ،،،جمّع الله فيه كلّ من أحبّوه
.
.
.
عبدالحليم الطيطي