صَمْـتْــــ~
2020-04-26, 05:31
https://www.mediafire.com/convkey/0bba/oj45g4w7su5ul2dzg.jpg
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_140326868410.gif
أحيّيــكِ أختــاه،
ونحن بهذا الشّهرِ الفضيلِ الذي نحمَدُ اللهَ أن بلّغنا إيّاه،
والذي نتطلّعُ فيه للاجتهادِ قوْلاً وعملاً فوْزا بعَفوِهِ ورِضاه.
فمــا بـالُكِ،
ورمضان قد حلَّ هذه السّنة ونحن بفترةٍ عصيبةٍ، فيها من القلقِ والحُزنِ والخوفِ ما يُمكنه التّأثيرُ سَلْبا على النّفوسِ
- إلاّ النّفسَ المُؤمِنةَ المُتجمِّلةَ بالصّبرِ-
لن نُنكرَ طبعاً أنّ الوضعَ الذي نعيشه في بلادِنا، ومسَّ العالمَ أجمعَ ..قد أحدثَ تغييرا ملْحوظاً على عاداتنا،
فحُرِمْنا من صِلةِ أرْحامِنا، ومن ممارسةِ بعضِ أعمالنا، وأُلزمتِ الأمّةُ الإسلاميّةُ على إغلاقِ بيوتِ الله
- للضّرورة المعلومة- وهو أمرٌ تتألّمُ له القلوبُ النقيّةُ المتعلّقةُ بالمساجِد، والتي اعتادَت على التطيُّبِ بنسائمِ الذّكرِ فيها.
كما أصابَ الوصَبُ بعض إخوتنا، وابتُلِي بعضهم الآخر بفقْدِ أحبّائهم وأقاربهِم..
(شفى الله مرْضى المسلمينَ ورحم أمواتَهم).
https://lh5.googleusercontent.com/-P3-0KjcravM/Tx2hw3K8QFI/AAAAAAAABgs/lLWPyJBPygA/h80/deccd9377f8b.gif
ومع ما تقدّمَ ذكرُه، فعليْنا كمؤمنينَ أن لا نستسْلِمَ لهذا البلاءِ.. فنَضعف وننْكسِر، وأن لا نستهينَ بمُصابِنا
فلا نتفطّنَ إلاّ ونحنُ مُكبّلين بقيودِ الجهْلِ والكِبَر، وبلاءُ التكبُّرِ لو تعْلَمينَ أشدُّ وأخطَر!
إذْ علينا أن نُبصِرَ ما ألمَّ بنا بعقولِنا، مُتدبّرينَ في الأسباب التي جعلَت هذا البلاءَ يقعُ علينا!
وحتـــــما
سنستَحضِرُ مشاهدَ الظّلم التي غزَتِ العالمَ، والتي تُزْهَقُ فيها أرواحُ الأبرياءِ، وتُنتهَكُ فيها حقوقُ الضّعفاء..
وزِد عليهِ ابتعادُنا عن الدّينِ، حيثُ اشتدّت رياحُ الفِتن، وكثُرَتِ المعاصي، وتنافرتِ القلوبُ، وضُربَتِ الأخُوّة،
وقُطِعتِ الأرحام، وتثاقلَتِ الأيادي عنِ الزّكاة، واعْتلَتْ مِنصّاتُ التّواصُلِ ملامحُ حُبِّ الشُّهرةِ حبّا في الدّنيا..
وهو قليلٌ من كثيرٍ تأسف له النّفسُ المؤمنة وتذوبُ منه خجلاً.
https://lh5.googleusercontent.com/-P3-0KjcravM/Tx2hw3K8QFI/AAAAAAAABgs/lLWPyJBPygA/h80/deccd9377f8b.gif
أختــــاه،
كوني -وقد نزل البلاءُ- من الصّابراتِ المُحتسِباتِ، واحذري الحنقَ ممّا أنتِ فيه من عُسْرةٍ،
واحذري اليأسَ من روْحِ الله. مصداقا لقولِه تعالى:
[ولاَ تيأسوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إنّهُ لا يَيْأسُ مِن رَوْحِ اللهِ إلاّ القومُ الكافِرونَ (يوسف:87)]
ففي نزولِ البلاءِ اختبارٌ من ربِّ البريّةِ لِصبرنا، وتهذيبٌ لأنفُسِنا، وتقويةٌ لإيماننا، كونه يُزيحُ غفلتَنا،
ويُضيءُ دروبَنا ويهبُنا السّكينة، وينصُرُنا. وصدق صفيُّ اللهِ -عليه الصّلاة والسّلام- الذي قالَ
[ واعْلم أن النَّصرَ مع الصّبرِ، وأنّ الفرجَ مع الكربِ، وأن مع العُسرِ يُسراً ]
https://lh5.googleusercontent.com/-P3-0KjcravM/Tx2hw3K8QFI/AAAAAAAABgs/lLWPyJBPygA/h80/deccd9377f8b.gif
فأسألُكِ من هذا المقامِ أن تعتبِري من هذه العُسْرةِ، وأن تغتنميها بما يُشْرِقُ قلبَكِ، ويدفعُ يأسَكِ، ويقوّي إيمانكِ
وأسألُكِ التأدُّبَ في البلاء بِهجرِك لِمجالسِ النّميمة، وتوبتكِ عن المعاصي..واستعانتِك بالذّكر والشّكر.
وكوني نبراسَ خيْرٍ لأفرادِ أسرتِكِ، بِهَدْيِهم، وتحفِيزهم على الأفعال الكريمة، وخلْقِ جوٍّ من المرَحِ يُخفِّفُ ضَيقَهُم
وذكّريهم دوما أنْ يحمدوا اللهَ على كلِّ حال، وأنّ اللهَ معهُم ما كانوا متمسِّكينَ بحبلهِ.
https://lh5.googleusercontent.com/-P3-0KjcravM/Tx2hw3K8QFI/AAAAAAAABgs/lLWPyJBPygA/h80/deccd9377f8b.gif
وإن كُنتِ ممّن مسّهُم هذا الوباء فحبسَ أنفاسَهم وأوْهَنَ صَبرهُم..فتيقّني أنّ فرجَ اللهِ قريبٌ،
ولن يخذل –سبحانه- عبدا أسْلَمَ أمرَهُ إليهِ، فرَضِيَ بتدبيرِهِ وحُكمِه.
وأختِمُ معكِ جلْسَةَ الخيْرِ هذه بقولِ الله جلّ وعلا في سورة الأنعام، آية 17:
[ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ ]
وقولــهِ جلَّت قُدرته في سورة التّوبة، آية 51:
[ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ]
جعلنا الله وإيّــاكنّ ممّن يستمِعنَ القولَ فيتّبِعْنَ أحسَنه
وثبّتـنا على دينـه
أختكُــنّ/ صمْتــــْ~.
https://www.mediafire.com/convkey/fcd7/jaj0t3olfjmm0axzg.jpg
https://upload.3dlat.com/uploads/3dlat.com_140326868410.gif
أحيّيــكِ أختــاه،
ونحن بهذا الشّهرِ الفضيلِ الذي نحمَدُ اللهَ أن بلّغنا إيّاه،
والذي نتطلّعُ فيه للاجتهادِ قوْلاً وعملاً فوْزا بعَفوِهِ ورِضاه.
فمــا بـالُكِ،
ورمضان قد حلَّ هذه السّنة ونحن بفترةٍ عصيبةٍ، فيها من القلقِ والحُزنِ والخوفِ ما يُمكنه التّأثيرُ سَلْبا على النّفوسِ
- إلاّ النّفسَ المُؤمِنةَ المُتجمِّلةَ بالصّبرِ-
لن نُنكرَ طبعاً أنّ الوضعَ الذي نعيشه في بلادِنا، ومسَّ العالمَ أجمعَ ..قد أحدثَ تغييرا ملْحوظاً على عاداتنا،
فحُرِمْنا من صِلةِ أرْحامِنا، ومن ممارسةِ بعضِ أعمالنا، وأُلزمتِ الأمّةُ الإسلاميّةُ على إغلاقِ بيوتِ الله
- للضّرورة المعلومة- وهو أمرٌ تتألّمُ له القلوبُ النقيّةُ المتعلّقةُ بالمساجِد، والتي اعتادَت على التطيُّبِ بنسائمِ الذّكرِ فيها.
كما أصابَ الوصَبُ بعض إخوتنا، وابتُلِي بعضهم الآخر بفقْدِ أحبّائهم وأقاربهِم..
(شفى الله مرْضى المسلمينَ ورحم أمواتَهم).
https://lh5.googleusercontent.com/-P3-0KjcravM/Tx2hw3K8QFI/AAAAAAAABgs/lLWPyJBPygA/h80/deccd9377f8b.gif
ومع ما تقدّمَ ذكرُه، فعليْنا كمؤمنينَ أن لا نستسْلِمَ لهذا البلاءِ.. فنَضعف وننْكسِر، وأن لا نستهينَ بمُصابِنا
فلا نتفطّنَ إلاّ ونحنُ مُكبّلين بقيودِ الجهْلِ والكِبَر، وبلاءُ التكبُّرِ لو تعْلَمينَ أشدُّ وأخطَر!
إذْ علينا أن نُبصِرَ ما ألمَّ بنا بعقولِنا، مُتدبّرينَ في الأسباب التي جعلَت هذا البلاءَ يقعُ علينا!
وحتـــــما
سنستَحضِرُ مشاهدَ الظّلم التي غزَتِ العالمَ، والتي تُزْهَقُ فيها أرواحُ الأبرياءِ، وتُنتهَكُ فيها حقوقُ الضّعفاء..
وزِد عليهِ ابتعادُنا عن الدّينِ، حيثُ اشتدّت رياحُ الفِتن، وكثُرَتِ المعاصي، وتنافرتِ القلوبُ، وضُربَتِ الأخُوّة،
وقُطِعتِ الأرحام، وتثاقلَتِ الأيادي عنِ الزّكاة، واعْتلَتْ مِنصّاتُ التّواصُلِ ملامحُ حُبِّ الشُّهرةِ حبّا في الدّنيا..
وهو قليلٌ من كثيرٍ تأسف له النّفسُ المؤمنة وتذوبُ منه خجلاً.
https://lh5.googleusercontent.com/-P3-0KjcravM/Tx2hw3K8QFI/AAAAAAAABgs/lLWPyJBPygA/h80/deccd9377f8b.gif
أختــــاه،
كوني -وقد نزل البلاءُ- من الصّابراتِ المُحتسِباتِ، واحذري الحنقَ ممّا أنتِ فيه من عُسْرةٍ،
واحذري اليأسَ من روْحِ الله. مصداقا لقولِه تعالى:
[ولاَ تيأسوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إنّهُ لا يَيْأسُ مِن رَوْحِ اللهِ إلاّ القومُ الكافِرونَ (يوسف:87)]
ففي نزولِ البلاءِ اختبارٌ من ربِّ البريّةِ لِصبرنا، وتهذيبٌ لأنفُسِنا، وتقويةٌ لإيماننا، كونه يُزيحُ غفلتَنا،
ويُضيءُ دروبَنا ويهبُنا السّكينة، وينصُرُنا. وصدق صفيُّ اللهِ -عليه الصّلاة والسّلام- الذي قالَ
[ واعْلم أن النَّصرَ مع الصّبرِ، وأنّ الفرجَ مع الكربِ، وأن مع العُسرِ يُسراً ]
https://lh5.googleusercontent.com/-P3-0KjcravM/Tx2hw3K8QFI/AAAAAAAABgs/lLWPyJBPygA/h80/deccd9377f8b.gif
فأسألُكِ من هذا المقامِ أن تعتبِري من هذه العُسْرةِ، وأن تغتنميها بما يُشْرِقُ قلبَكِ، ويدفعُ يأسَكِ، ويقوّي إيمانكِ
وأسألُكِ التأدُّبَ في البلاء بِهجرِك لِمجالسِ النّميمة، وتوبتكِ عن المعاصي..واستعانتِك بالذّكر والشّكر.
وكوني نبراسَ خيْرٍ لأفرادِ أسرتِكِ، بِهَدْيِهم، وتحفِيزهم على الأفعال الكريمة، وخلْقِ جوٍّ من المرَحِ يُخفِّفُ ضَيقَهُم
وذكّريهم دوما أنْ يحمدوا اللهَ على كلِّ حال، وأنّ اللهَ معهُم ما كانوا متمسِّكينَ بحبلهِ.
https://lh5.googleusercontent.com/-P3-0KjcravM/Tx2hw3K8QFI/AAAAAAAABgs/lLWPyJBPygA/h80/deccd9377f8b.gif
وإن كُنتِ ممّن مسّهُم هذا الوباء فحبسَ أنفاسَهم وأوْهَنَ صَبرهُم..فتيقّني أنّ فرجَ اللهِ قريبٌ،
ولن يخذل –سبحانه- عبدا أسْلَمَ أمرَهُ إليهِ، فرَضِيَ بتدبيرِهِ وحُكمِه.
وأختِمُ معكِ جلْسَةَ الخيْرِ هذه بقولِ الله جلّ وعلا في سورة الأنعام، آية 17:
[ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ ]
وقولــهِ جلَّت قُدرته في سورة التّوبة، آية 51:
[ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ]
جعلنا الله وإيّــاكنّ ممّن يستمِعنَ القولَ فيتّبِعْنَ أحسَنه
وثبّتـنا على دينـه
أختكُــنّ/ صمْتــــْ~.
https://www.mediafire.com/convkey/fcd7/jaj0t3olfjmm0axzg.jpg