المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوء الخُلُق والأفعال!


الهادي عبادلية
2020-04-16, 13:36
السّلام عليكم ورحمة الله
كان صياد يصطاد العصافير في يوم ريح عاصف، فجعلت الرياح تدخل الغبار في عينيه فتذرفان الدّموع ، وكان كلّما صاد عصفورا كسّر جناحه وألقاه في الحفرة التي يختفي فيها ، قال أحد العصافير لصاحبه : ما أرقّه علينا ... ألا ترى دموع عينيه ؟!فردّ عليه : لا تنظر إلى دموعه يا صديقي ولكن أنظر الى أفعاله!؟
كثيرون هم الإخوان إذا أعددتهم لكنّهم في النّائبات قليل!الإخوان المتلوّنون والمتقلّبون ، ظاهر نفوسهم لا يبدي لك ما في باطنها ، وعاء قلبه يضيق كلّما خالفه أخ من إخوانه ، لإفتقار نفسه الحكمة والحلم عند الفجاءة أو الغضب ، فتراه في البداية كالأنهار مياهها عذبة ما لم تنصبّ الى البحور..!؟
إنّ أعظم المصائب وأشدّها فتكا سوء الخلق والأفعال ،ولا يتجاوزون عمّا بإخوانهم من خطأ أو سهو ، علّة أو نسيان ، الذين يقولون ما لا يفعلون !هناك يتسلّل الشيطان دون استئذان فينبت الحسد ، ويولّد الحقد الذي هو أصل الشّرّ ، ذي المذاق والطعم المرّ!
..فالعاقل لا يعادي مهما كانت الحالة التي هو عليها مع أخيه ، رغم أنّها لا تخلو أن تكون لإثنين رجل حليم لا يُؤمن مَكْرُه ، أو جاهل لا يُؤمَن شَتمه !كذلك العصافير ... فقد ائتمنت على نفسها من الصياد ! فجعلها تحسّ بالألفة وأصبحت من أهله ، وما عليه الاّ حق الحماية ! أمّا الأخرى فظلّت تترقّب وتتخيّل غرابة أطواره ! تنتظر أفعاله ،إمّا الأسر أو الذّبح ، هكذا هي طبيعة الماهر!
هنا يصطدم الواقع مع الخيال، ومع الغرابة في آن ، فقد قيل سابقا الخيال أساس الواقع ، وقيل : الخيال أساس الغرابة! وما لم نقدّم ما يناسب مقام كلّ واحد منّا مهما كانت العلاقة التي تربطنا به... نخرج عن المألوف ، فننحرف ونُحرِّف ، ولا يبقى ما يعيد الأمور الى نصابها إلاّ الاعتذار إن قُبِل الإعتذار! لكن إن عاد وعاود فتلك هي المصيبة!؟
فالأصدقاء ثلاثة ، والأعداء كذلك ثلاثة كما قد قيل!وكما للطيّبين طيبة تغمر وجوههم حياء وصفحا وعفوا ، فللخبيثين " عكس ذلك! هذه هي حالنا التي كلّنا يعرفها، طبعا تبدو طبيعيّة، ما دمنا ابتعدنا عن السنّة النبويّة...وصلّى الله على نبيّنا محمّد.
أسعد الله يومكم،وسبحان الله حين نمسي وحين نصبح.