عزالدين
2007-10-21, 20:11
الأزهر لم يوافق على عرض فيلم "الرسالة"
"الرسالة" اسم لفيلم سينمائي قديم الإنتاج حديث العرض على شاشة التليفزيون المصري؛ أذاعته القناة الأولى المصرية لأول مرة السبت 20/يناير/2007 بمناسبة ذكرى الاحتفال برأس السنة الهجرية، بعد أن منع عرضه لأكثر من خمسة وعشرين عامًا لأسباب دينية رقابية تتعلق بظهور الصحابة على شاشة السينما.
ترجع قصة الفيلم إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي عندما وافقت لجنة من علماء الأزهر الشريف على قصة الفيلم وتفاصيل السيناريو الذي تقدم به المخرج سوري الأصل "مصطفى العقاد" والذي شارك في كتابته مجموعة من كبار الكتاب على رأسهم -توفيق الحكيم، وعبد الحميد جودة السحار- إلا أن ثمة خطأ إجرائي وقع فيه المخرج وهو عدم عرض نسخة الفيلم بعد التصوير على اللجنة، مما أدى إلى رفض عرضه نهائيًّا.
رغم أن هذا السبب هو السبب الرئيسي الذي وقف وراء منع عرض الفيلم، -حسب مدكور ثابت رئيس الرقابة المركزية على المصنفات الفنية بمصر وقتها- فإن هناك من يؤكد أن المنع كان بسبب تجسيد شخصيات عدد من كبار الصحابة وعلى رأسهم عمّ النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وهذا ما أجازته اللجنة سابقًا، إلا أن الأزهر تراجع بعد ذلك ومنع ظهوره في أحد أفلام الرسوم المتحركة.
عرض الفيلم هذه الأيام أثار عدة أسئلة: هل بالفعل كانت هناك موافقة في البداية، ولمَ، ثم لماذا كان رفض ظهور عمّ النبي صلى الله عليه وسلم في أعمال أخرى، وعلى أي أساس تم عرض الفيلم الآن بدون حذف المشاهد التي تضمنت تجسيدًا صريحًا لشخصية حمزة رضي الله عنه؟.
الأزهر لم يوافق من الأساس
هذا ما أكده مصدر مسئول بمجمع البحوث الإسلامية، حيث قال: إن المجمع لم يغير قراره السابق بعرض فيلم الرسالة، مشددًا على أنه لم يتم إعطاء أي موافقة للتلفزيون المصري بعرض الفيلم على قناته الأولى في سهرة أول أيام السنة الهجرية الجديدة.
وأضاف المصدر أن المجمع متمسك بقراره لسابق بعدم عرض هذا الفيلم نتيجة تجسيده شخصيات الصحابة بشكل واضح، وبالأخص شخصية سيدنا حمزة رضي الله عنه.
صرح بذلك الشيخ عبد الظاهر محمد عبد الرازق مدير عام إدارة البحوث والتأليف والترجمة المختصة بإعطاء موافقات الأزهر على الأعمال الفنية الدينية.. وأكد على أنه سيتم عمل مذكرة يتم رفعها من شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي إلى وزارة الإعلام المصرية تشير إلى اعتراض الأزهر على عرض هذا الفيلم على أحد القنوات المحلية المصرية.
موضحًا أن الفيلم وإن كان قد تم عرضه في القنوات الفضائية إلا أنه كان ينظر لهذه القنوات على أنها استثمارية تسعى وراء الربح ولا تلتفت لرأي الأزهر كما أنها لا تقع تحت أي إلزام قانوني، وبالتالي فإن عرضه عليها لا يعني موافقة الأزهر، أما عرضه على قناة محلية مصرية فله بُعْد آخر.
وشدَّد على أن هناك قرارًا من الأزهر منذ سنوات طويلة يؤكد عدم جواز تمثيل الصحابة أو تجسيد شخصياتهم، خاصة المبشرين بالجنة، وهو ما يوجبه إجلال الصحابة وتقديرهم.
وألمح الشيخ عبد الظاهر إلى أن وزارة الإعلام كان من المفترض عليها أن ترجع إلى الأزهر الشريف قبل عرض هذا الفيلم، خاصة أنه كان هناك اعتراض من الأزهر سابقًا على عرضه، حيث إن رأي الأزهر يمثل الموقف الشرعي من تجسيد الصحابة.
وأوضح كذلك أن قرار الأزهر الشريف لوزارة الإعلام أو لغيره من الهيئات إنما هو مجرد رأي ليس له قوة الإلزام القانوني، خاصة أن الأزهر ليس جهة تنفيذية، وأن التنفيذ راجع إلى السلطات التنفيذية.
فتاوى تحرمه
يُذكر أن موضوع تجسيد الصحابة في أعمال تمثيلية أمر مختلف في حكمه بين الفقهاء -منذ فترة طويلة- بعد أن أجمعوا على حرمة تمثيل الأنبياء، والخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة، وأمهات المؤمنين، وكذا الملائكة رضوان الله عليهم؛ لأن التمثيل لن يستطيع محاكاتهم ولو بالقليل؛ فإن تمثلهم -مهما كان فيه من تعظيم وإجلال، ومن تحر واحتياط- لا يمكن إلا أن يكون فيه مساس بمقامهم وقدسيتهم وعصمتهم؛ على حد قول الدكتور أحمد الريسوني -أستاذ الشريعة الإسلامية بالجامعات المغربية-.
وفي فتوى نشرت سابقًا على شبكة "إسلام أون لاين.نت" تتعلق بهذا الشأن يقول فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي: "أفتى الأزهر من قديم بعدم جواز تمثيل كبار الصحابة مثل الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين بالجنة وأمهات المؤمنين وأجاز تمثيل من عدا ذلك؛ ولهذا ظهرت أفلام فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما من الصحابة.. وأنا أرى هذا الرأي وأرجِّحه على أن يكون الذي يمثل هؤلاء الصحابة أو السلف الصالح أو الأئمة المعروفين مثل أبي حنيفة وابن حنبل وعمر بن عبد العزيز من الممثلين المعروفين بالاستقامة والسيرة الطيبة".
نفس الرأي أيدته وزارة الأوقاف الكويتية التي اعترضت على تجسيد هذه الشخصيات حتى ولو كان من خلال أعمال كارتونية للأطفال.
مسألة أخرى أشار إليها سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء- تتعلق بتوسع الشيعة في تشخيص رجال من الصحابة والصالحين؛ فالرسم لهؤلاء عندهم شائع، أما عند أهل السنة والجماعة فالأفضل الابتعاد عنه حسمًا لمادة الخلاف.
"الرسالة" اسم لفيلم سينمائي قديم الإنتاج حديث العرض على شاشة التليفزيون المصري؛ أذاعته القناة الأولى المصرية لأول مرة السبت 20/يناير/2007 بمناسبة ذكرى الاحتفال برأس السنة الهجرية، بعد أن منع عرضه لأكثر من خمسة وعشرين عامًا لأسباب دينية رقابية تتعلق بظهور الصحابة على شاشة السينما.
ترجع قصة الفيلم إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي عندما وافقت لجنة من علماء الأزهر الشريف على قصة الفيلم وتفاصيل السيناريو الذي تقدم به المخرج سوري الأصل "مصطفى العقاد" والذي شارك في كتابته مجموعة من كبار الكتاب على رأسهم -توفيق الحكيم، وعبد الحميد جودة السحار- إلا أن ثمة خطأ إجرائي وقع فيه المخرج وهو عدم عرض نسخة الفيلم بعد التصوير على اللجنة، مما أدى إلى رفض عرضه نهائيًّا.
رغم أن هذا السبب هو السبب الرئيسي الذي وقف وراء منع عرض الفيلم، -حسب مدكور ثابت رئيس الرقابة المركزية على المصنفات الفنية بمصر وقتها- فإن هناك من يؤكد أن المنع كان بسبب تجسيد شخصيات عدد من كبار الصحابة وعلى رأسهم عمّ النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، وهذا ما أجازته اللجنة سابقًا، إلا أن الأزهر تراجع بعد ذلك ومنع ظهوره في أحد أفلام الرسوم المتحركة.
عرض الفيلم هذه الأيام أثار عدة أسئلة: هل بالفعل كانت هناك موافقة في البداية، ولمَ، ثم لماذا كان رفض ظهور عمّ النبي صلى الله عليه وسلم في أعمال أخرى، وعلى أي أساس تم عرض الفيلم الآن بدون حذف المشاهد التي تضمنت تجسيدًا صريحًا لشخصية حمزة رضي الله عنه؟.
الأزهر لم يوافق من الأساس
هذا ما أكده مصدر مسئول بمجمع البحوث الإسلامية، حيث قال: إن المجمع لم يغير قراره السابق بعرض فيلم الرسالة، مشددًا على أنه لم يتم إعطاء أي موافقة للتلفزيون المصري بعرض الفيلم على قناته الأولى في سهرة أول أيام السنة الهجرية الجديدة.
وأضاف المصدر أن المجمع متمسك بقراره لسابق بعدم عرض هذا الفيلم نتيجة تجسيده شخصيات الصحابة بشكل واضح، وبالأخص شخصية سيدنا حمزة رضي الله عنه.
صرح بذلك الشيخ عبد الظاهر محمد عبد الرازق مدير عام إدارة البحوث والتأليف والترجمة المختصة بإعطاء موافقات الأزهر على الأعمال الفنية الدينية.. وأكد على أنه سيتم عمل مذكرة يتم رفعها من شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي إلى وزارة الإعلام المصرية تشير إلى اعتراض الأزهر على عرض هذا الفيلم على أحد القنوات المحلية المصرية.
موضحًا أن الفيلم وإن كان قد تم عرضه في القنوات الفضائية إلا أنه كان ينظر لهذه القنوات على أنها استثمارية تسعى وراء الربح ولا تلتفت لرأي الأزهر كما أنها لا تقع تحت أي إلزام قانوني، وبالتالي فإن عرضه عليها لا يعني موافقة الأزهر، أما عرضه على قناة محلية مصرية فله بُعْد آخر.
وشدَّد على أن هناك قرارًا من الأزهر منذ سنوات طويلة يؤكد عدم جواز تمثيل الصحابة أو تجسيد شخصياتهم، خاصة المبشرين بالجنة، وهو ما يوجبه إجلال الصحابة وتقديرهم.
وألمح الشيخ عبد الظاهر إلى أن وزارة الإعلام كان من المفترض عليها أن ترجع إلى الأزهر الشريف قبل عرض هذا الفيلم، خاصة أنه كان هناك اعتراض من الأزهر سابقًا على عرضه، حيث إن رأي الأزهر يمثل الموقف الشرعي من تجسيد الصحابة.
وأوضح كذلك أن قرار الأزهر الشريف لوزارة الإعلام أو لغيره من الهيئات إنما هو مجرد رأي ليس له قوة الإلزام القانوني، خاصة أن الأزهر ليس جهة تنفيذية، وأن التنفيذ راجع إلى السلطات التنفيذية.
فتاوى تحرمه
يُذكر أن موضوع تجسيد الصحابة في أعمال تمثيلية أمر مختلف في حكمه بين الفقهاء -منذ فترة طويلة- بعد أن أجمعوا على حرمة تمثيل الأنبياء، والخلفاء الراشدين، والعشرة المبشرين بالجنة، وأمهات المؤمنين، وكذا الملائكة رضوان الله عليهم؛ لأن التمثيل لن يستطيع محاكاتهم ولو بالقليل؛ فإن تمثلهم -مهما كان فيه من تعظيم وإجلال، ومن تحر واحتياط- لا يمكن إلا أن يكون فيه مساس بمقامهم وقدسيتهم وعصمتهم؛ على حد قول الدكتور أحمد الريسوني -أستاذ الشريعة الإسلامية بالجامعات المغربية-.
وفي فتوى نشرت سابقًا على شبكة "إسلام أون لاين.نت" تتعلق بهذا الشأن يقول فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي: "أفتى الأزهر من قديم بعدم جواز تمثيل كبار الصحابة مثل الخلفاء الراشدين والعشرة المبشرين بالجنة وأمهات المؤمنين وأجاز تمثيل من عدا ذلك؛ ولهذا ظهرت أفلام فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما من الصحابة.. وأنا أرى هذا الرأي وأرجِّحه على أن يكون الذي يمثل هؤلاء الصحابة أو السلف الصالح أو الأئمة المعروفين مثل أبي حنيفة وابن حنبل وعمر بن عبد العزيز من الممثلين المعروفين بالاستقامة والسيرة الطيبة".
نفس الرأي أيدته وزارة الأوقاف الكويتية التي اعترضت على تجسيد هذه الشخصيات حتى ولو كان من خلال أعمال كارتونية للأطفال.
مسألة أخرى أشار إليها سماحة المستشار فيصل مولوي -نائب رئيس المجلس الأوروبي للبحوث والإفتاء- تتعلق بتوسع الشيعة في تشخيص رجال من الصحابة والصالحين؛ فالرسم لهؤلاء عندهم شائع، أما عند أهل السنة والجماعة فالأفضل الابتعاد عنه حسمًا لمادة الخلاف.