بسمة ღ
2020-04-03, 22:28
** ** **
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة للجميع :)
تَجمعت المشاعر ، و توحَّدت الأفكار ، و تَعَالت صيحاتُ المواقِف بِحُلوها و مُرِّها ، و شَكَّلت ضجيجًا لا يُطاق
مما جَعل شمسُ الحَيّرة تُبزغ ، و نيران الاستياء تجتاح باقي الأماكن ...
فافتعلت مُشاجرات عديدة مع النفس . من بينها :
☆ مشاجرة مع النفس 01 : ☆
رميتُ أوراقي و أَخْرَسْتُ أقلامي ، فَصَاح فــؤادي مُـوبِـخًـا : " أوَ لا يكفي " هم " ؟ ، أوَ لا يكفي أنهم يجبرونك على النضوج
بأفكارهم الواهية ، و معتقداتهم الساذجة ؟ من قال لكَ بأنني أودُ أن أكبُر و أنضج على حَسْبِهم ؟ "
أجبتُ مبررًا : " تريثي أيتها النفس ، فهم أكبرُ سنًا و أكثرُ خِبرةَ و علمًا و أبلغُ حكمةً ، و اني سأبلغ الثالث و العشرين قريبًا "
فصَاحتِ النفسُ : " أقَصْدُك كبار الجسد صِغارُ النفس ! ، أَقَصْدُكَ الخبرة و التجارب التي مروا بها و هم لسيوا بمُطبقين ! ، أوَ ليس الرحمّان أكثر علما و غِنى و حِكمةً ، فما رأينا منهم الحكمة إلا قليلا ، فبربك لما أنت لهم مُصغيًا ؟ و تابعًا ؟
رددتُ بعجرفةٍ : أيَّ نفسُ ، كيف لي أن لا أصغي و أنا أصغي؟ كيف لا أرى و أنا أرى ؟ أليس هذا جنون و مثير للسخرية
فزماني من لم يَتبع لا يسلم و لا يعش و لا يتم تقييمه ، بالمختصر القوي هو المنتصر دائما "
جلست النفس أمامي مندهشة من وَقْعِ الكلام و قالت : " أيَّ بني ، لما عليك اتباعهم ؟ لما عليك العيش بمنهجهم الفاسد ؟ ما قصدك بالقوي ؟
و بِيقيمونك؟ أقصدك بالمال ِ ، أقصدك بالشهادات ، أقصدك تملقهم على العالمين لحفظهم القرآن أكثر من مرة و هم ليسوا بالمُطبقين و لا يفقهون منه سوى نطق الكلمات و بعض المواضع فقط ، أخبرني بربك على أي أساس هم يرونك و أقنعوك بأنه أنت ؟ لا أنت الحقيقي . فقط ألاَّ يبدو غربي الأطوار تمادوا مع أنفسهم و مع الله جلَّ في علاه
أصدقتهم لقولهم : " أنا ابن فلان ، أصدقتهم فقط لقولهم : " أنا دكتور أحمل العديد من الشهادات " ، أتصدقهم فقط لقولهم أنا الاكثر ثراءً أو جمالاً " و ما الى ذلك ، و جلَّ الامراض النفسية و الفساد مصدره "أنا" أي " الأنا الانانية ".
عَدَّلتُ طريقة جلوسي و قلتُ ساخرًا : " هههههههه الانا ، و ما دخلها أيضا ؟ كفاكِ هراءً رجاءً "
قالت كأمٍ ناصحة : أيَّ بني ، نعم لها دخل ، كونها المعضلة الكبرى و أساس كل المشاكل
فهي من أخرجت إبليس من الجنة حينما تكبر و قال : " قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ " في سورة الاعراف 12
هي التي أغرقت فرعون حين تكبَّرَ و تجبَّرَ قائلا : " أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى " في سورة النازعات 24
نعم ، هي من خسفت الارض بقارون حين قال : " إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى° عِلْمٍ عِندِي " .في سورة القصص 78
و أحاطت بصاحب الجنتين حين قال : " أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا " في سورة الكهف (34)
طأطأتُ رأسي خجلاً ، و هممتُ بالقول متأسفًا : " محقة يا نفسي ، زيديني ، لعلي أصلحُ من أمري شيئا "
تبسمت و أكملت : عذرك مقبول ، ما دمتَ اعترفت و ندمت ، لكن قبل قولي أرجو أن تكون مُتَابعًا ..
نخرج من بطون أمهاتنا ، لندخل للدنيا بفطرة ربانية سليمة ،لا يَشُوبُها شيء ، نُدرك بها أننا جزء لا يتجزأ من المنظومة الكونية ، فتبدأ حواسنا بالعمل لتأخذنا في رحلاتِ استكشافية عديدة ، نتعرف على غيرنا قبل ذواتنا ، وبهذا تتكوين صورة ذهنية عن أنفسنا و هي نتاج عن رؤية الاخرين لنا ، ناسين أننا خلقنا جميعا من نفسٍِ واحدة ، ناسين أننا جزء من تدبير كونٍ مُتقنٍ بديع ، ناسين أن حبنا
لبعضنا البعض هو أصدق و أسْمى حبنا لربنا ، و أن الموت لم يكن و لن يكون محزنا ، و إنما المحزن أن تولد و تموت دون أن تجد
نفسك الحقيقية وسط وهم الافكار و ضجيج مجتمعٍ مغلوبٌ على أمره ، المحزن في حين يُدرِكك الموت و تتيقن بـأنك لن تحمل معك شهاداتك و لا
أموالك و أفكارك و لا مكانتك الاجتماعية و لا تاريخ مولدك و لا حتى لقبك ، لن تحمل معك سوى أعمالك .
** ** **
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحية طيبة للجميع :)
تَجمعت المشاعر ، و توحَّدت الأفكار ، و تَعَالت صيحاتُ المواقِف بِحُلوها و مُرِّها ، و شَكَّلت ضجيجًا لا يُطاق
مما جَعل شمسُ الحَيّرة تُبزغ ، و نيران الاستياء تجتاح باقي الأماكن ...
فافتعلت مُشاجرات عديدة مع النفس . من بينها :
☆ مشاجرة مع النفس 01 : ☆
رميتُ أوراقي و أَخْرَسْتُ أقلامي ، فَصَاح فــؤادي مُـوبِـخًـا : " أوَ لا يكفي " هم " ؟ ، أوَ لا يكفي أنهم يجبرونك على النضوج
بأفكارهم الواهية ، و معتقداتهم الساذجة ؟ من قال لكَ بأنني أودُ أن أكبُر و أنضج على حَسْبِهم ؟ "
أجبتُ مبررًا : " تريثي أيتها النفس ، فهم أكبرُ سنًا و أكثرُ خِبرةَ و علمًا و أبلغُ حكمةً ، و اني سأبلغ الثالث و العشرين قريبًا "
فصَاحتِ النفسُ : " أقَصْدُك كبار الجسد صِغارُ النفس ! ، أَقَصْدُكَ الخبرة و التجارب التي مروا بها و هم لسيوا بمُطبقين ! ، أوَ ليس الرحمّان أكثر علما و غِنى و حِكمةً ، فما رأينا منهم الحكمة إلا قليلا ، فبربك لما أنت لهم مُصغيًا ؟ و تابعًا ؟
رددتُ بعجرفةٍ : أيَّ نفسُ ، كيف لي أن لا أصغي و أنا أصغي؟ كيف لا أرى و أنا أرى ؟ أليس هذا جنون و مثير للسخرية
فزماني من لم يَتبع لا يسلم و لا يعش و لا يتم تقييمه ، بالمختصر القوي هو المنتصر دائما "
جلست النفس أمامي مندهشة من وَقْعِ الكلام و قالت : " أيَّ بني ، لما عليك اتباعهم ؟ لما عليك العيش بمنهجهم الفاسد ؟ ما قصدك بالقوي ؟
و بِيقيمونك؟ أقصدك بالمال ِ ، أقصدك بالشهادات ، أقصدك تملقهم على العالمين لحفظهم القرآن أكثر من مرة و هم ليسوا بالمُطبقين و لا يفقهون منه سوى نطق الكلمات و بعض المواضع فقط ، أخبرني بربك على أي أساس هم يرونك و أقنعوك بأنه أنت ؟ لا أنت الحقيقي . فقط ألاَّ يبدو غربي الأطوار تمادوا مع أنفسهم و مع الله جلَّ في علاه
أصدقتهم لقولهم : " أنا ابن فلان ، أصدقتهم فقط لقولهم : " أنا دكتور أحمل العديد من الشهادات " ، أتصدقهم فقط لقولهم أنا الاكثر ثراءً أو جمالاً " و ما الى ذلك ، و جلَّ الامراض النفسية و الفساد مصدره "أنا" أي " الأنا الانانية ".
عَدَّلتُ طريقة جلوسي و قلتُ ساخرًا : " هههههههه الانا ، و ما دخلها أيضا ؟ كفاكِ هراءً رجاءً "
قالت كأمٍ ناصحة : أيَّ بني ، نعم لها دخل ، كونها المعضلة الكبرى و أساس كل المشاكل
فهي من أخرجت إبليس من الجنة حينما تكبر و قال : " قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ " في سورة الاعراف 12
هي التي أغرقت فرعون حين تكبَّرَ و تجبَّرَ قائلا : " أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى " في سورة النازعات 24
نعم ، هي من خسفت الارض بقارون حين قال : " إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى° عِلْمٍ عِندِي " .في سورة القصص 78
و أحاطت بصاحب الجنتين حين قال : " أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا " في سورة الكهف (34)
طأطأتُ رأسي خجلاً ، و هممتُ بالقول متأسفًا : " محقة يا نفسي ، زيديني ، لعلي أصلحُ من أمري شيئا "
تبسمت و أكملت : عذرك مقبول ، ما دمتَ اعترفت و ندمت ، لكن قبل قولي أرجو أن تكون مُتَابعًا ..
نخرج من بطون أمهاتنا ، لندخل للدنيا بفطرة ربانية سليمة ،لا يَشُوبُها شيء ، نُدرك بها أننا جزء لا يتجزأ من المنظومة الكونية ، فتبدأ حواسنا بالعمل لتأخذنا في رحلاتِ استكشافية عديدة ، نتعرف على غيرنا قبل ذواتنا ، وبهذا تتكوين صورة ذهنية عن أنفسنا و هي نتاج عن رؤية الاخرين لنا ، ناسين أننا خلقنا جميعا من نفسٍِ واحدة ، ناسين أننا جزء من تدبير كونٍ مُتقنٍ بديع ، ناسين أن حبنا
لبعضنا البعض هو أصدق و أسْمى حبنا لربنا ، و أن الموت لم يكن و لن يكون محزنا ، و إنما المحزن أن تولد و تموت دون أن تجد
نفسك الحقيقية وسط وهم الافكار و ضجيج مجتمعٍ مغلوبٌ على أمره ، المحزن في حين يُدرِكك الموت و تتيقن بـأنك لن تحمل معك شهاداتك و لا
أموالك و أفكارك و لا مكانتك الاجتماعية و لا تاريخ مولدك و لا حتى لقبك ، لن تحمل معك سوى أعمالك .
** ** **