مشاهدة النسخة كاملة : غزوة بني النضير
احداث غزوة بني النضير
كان يهود بني النضير قد كاشفوا المسلمين بعدائهم، بعد غزوة أُحد وما تبعها من وقائع مؤلمة للغدر بالصحابة رضي الله عنهم، وقتلهم بأيد مشركة، كما جرى بسريتي بئر معونة والرجيع.
وكان بنو النضير معروفين بحصونهم المنيعة جنوبي المدينة، وكانوا ذوا بأس، ولكنهم فضلوا الدسيسة وافتعال الضرر بالمسلمين على قتالهم وجهًا لوجه، خاصة وقد كانوا خائفين من تكرار وقعة بني قينقاع حيث تم طرد اليهود ثم قتل الحبر كعب بن الأشرف، ولهذا فضل بنو النضير التواصل مع رؤوس الشرك في مكة، وتناسوا مواثيقهم وعهودهم مع المسلمين.
*عبدالرحمن*
2020-03-19, 18:25
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بعد الهزيمة التي وقعت للمسلمين في غزوة أحد تجرأ اليهود على المسلمين
وبدءوا يكاشفونهم بالغدر والعداوة، واتصلوا بالمشركين والمنافقين وعملوا لصالحهم ضد المسلمين.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- صابرًا متحملاً لأذاهم وجرأتهم، خاصة بعد وقعة الرجيع ومأساة بئر معونة التي
قُتل فيها سبعون رجلاً من أفاضل الصحابة في كمين غادر للمشركين وحلفائهم اليهود، وقد تألم النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذه المأساة التي قتل فيها سبعون من أصحابه تألمًا شديدًا.
وفي يوم من الأيام خلا اليهود بعضهم إلى بعض، وسوَّل لهم الشيطان أعمالهم فتآمروا على قتل الرسول -صلى الله عليه وسلم-
وقالوا: “أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها فيلقيها على رأس محمد فيشدخ بها رأسه“؛
فقال أشقاهم، عمرو بن جحاش: أنا. فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا! فواللهِ لَيُخْبَرَنَّ بما هممتم به! وإنه لَنَقْضُ العهدِ الذي بيننا وبينه. ولكنهم أصروا وعزموا على تنفيذ هذه الخطة الخبيثة.
فلما جلس النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جنب جدار بيت من بيوتهم، وجلس معه أبوبكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه، صعد المجرم على سطح المنزل لينفذ فعلته المشؤومة
ولكن الله -سبحانه وتعالى- أرسل جبريل الأمين إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليُعلِمَه بما هموا به
فأخبره جبريل، فنهض النبي -صلى الله عليه وسلم- مسرعًا، وتوجَّه إلى المدينة، فلحقه أصحابه، فقالوا: “نهضتَ ولم نشعر بك“! فأخبرهم بما همّ به اليهود.
وما لبث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن بعث محمد بن مسلمة إلى يهود بني النضير يقول لهم: “اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجَّلتُكُم عشرًا، فمن وجدته بعد ذلك منكم ضربت عنقه“.
فلم يجد اليهود مناصًا من الخروج، فأقاموا أيامًا يتجهزون للرحيل والخروج من المدينة
غير أن زعيم المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول بعث إليهم أن اثبتوا وتمنَّعُوا ولا تخرجوا من دياركم؛ فإن معي ألفي رجلٍ يدخلون معكم حصونكم يدافعون عنكم ويموتون دونكم، فأنزل الله -سبحانه وتعالى-:
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)[الحشر:11].
وهناك عادت لليهود ثقتهم، وطمع رئيسهم حُيَيّ بن أخطب فيما قاله رئيس المنافقين؛ فبعثوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون له: “إنّا لن نخرج من ديارنا؛ فاصنع ما بدا لك!”.
كان هذا الموقف موقفًا محرجًا بالنسبة للمسلمين؛ فإن المسلمين لا يريدون أن يشتبكوا مع خصومهم في هذه الفترة المحرجة من تاريخهم؛ لأن جبهة القتال مشتعلة مع المشركين
فلا يريدون أن يفتحوا جبهة أخرى مع اليهود؛ ولأن اليهود كانوا على درجة من القوة تجعل استسلامهم بعيد الاحتمال، والقتال معهم غير مأمون العواقب والنتائج.
ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين بلغه جواب حيي بن أخطب كبَّرَ وكبَّرَ المسلمون معه
ثم نهض -صلى الله عليه وسلم- لقتالهم ومناجزتهم، فاستعمل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وسار إليهم يحمل اللواء علي بن أبي طالب، فلما وصل إليهم فرض -صلى الله عليه وسلم- عليهم الحصار
فالتجأ اليهود إلى حصونهم، وكانت نخيلهم وبساتينهم عونًا لهم في ذلك
فأمر -صلى الله عليه وسلم- بقطعها وتحريقها
وفي ذلك أنزل الله: (مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ)[الحشر:5].
فلما رأى المنافقون جدية الأمر خانوا حلفاءهم اليهود؛ فلم يسوقوا لهم خيرًا، ولم يدفعوا
عنهم شرًّا (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ)[الحشر:11-12].
ولم يطل الحصار طويلاً وإنما دام ست ليال فقط حتى قذف الله في قلوبهم الرعب، فانهزموا وتهيأوا للاستسلام وإلقاء السلاح، فأرسلوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“نحن نخرج عن المدينة“؛ فوافق -صلى الله عليه وسلم- على أن يخرجوا منها بنفوسهم وذراريهم، وأن لهم ما حملت الإبل، إلا السلاح، فوافقوا على ذلك.
ولحقدهم وحسدهم قاموا بتخريب بيوتهم بأيديهم ليحملوا معهم الأبواب والشبابيك والجذوع حتى لا يأخذها المسلمون، ثم حملوا النساء والصبيان على ستمائة بعير، وأسلم منهم رجلان فقط، وذهبت طائفة منهم إلى الشام.
فاستولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على سلاحهم وأرضهم وديارهم وأموالهم، فكانت أموالهم وديارهم خالصة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضعها حيث يشاء
ولم يُخمسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أي: لم يقسمّها بالخمس كالغنائم
لأن المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب، وإنما أفاءها الله عليهم وساقها لهم بدون قتال، فقسمها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين المهاجرين الأولين.
كانت هذه الغزوة -غزوة بني النضير- في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة، وأنزل الله في هذه الغزوة سورة الحشر بأكملها
يقول الله -سبحانه وتعالى- بعد بسم الله الرحمن الرحيم: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * هُوَ الَّذِي
أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا
وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ
فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ….)[الحشر:1-4].
ملتقى الخطباء
نسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وعباده الصالحين.
ما أشبه اليوم بالأمس
بنو صهيون اليوم على قدم و ساق في تأليب العالم على المسلمين و الإسلام
mecivialar
2020-04-04, 20:44
نسأل الله أن ينصر دينه وكتابه وعباده الصالحين
yacinofich
2020-05-05, 21:01
بارك الله فيك يا اخي
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir