المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سارقة المعبد


روان علي شريف
2020-02-23, 18:27
https://pbs.twimg.com/profile_images/378800000574810615/a5b5dd80cdceb12014e9414f860a7925_400x400.jpeg


تغيبين مع الشمس فأرحل مع أخر شعاع لأسكن مغارتي واستقبل ليلك الطويل،الريح تعوي
خلف نوافذي والصدى يردد ما تيسر من اعترافات على المكان. وجه بلا ملامح في المرايا
معلق على ظهر قلب يلتمس الخضرة من الأعذار و صحراء الهواجس منبت للنار..
وتعصف بي الريح مرة أخرى تنحني قامتي وآنا شموخ النخيل المتدلي من هامات العشق
تتعبني الظروف المتجبرة.
من وجه المرايا نطقت حرفا وفي صمت هواها ارتسمت جراحي… يا لهذا القميص الملطخ بدم الخيانة
ورحلت كما رحلت أرتل آيات العبور في خشوع،رحلت من أوراقي والخوف القابع على الشفاه يتلو أذكارها ،حين الفجر توارى واتسع مداه خوفي بح صوتي والضائقة توعدتني بصيف حار رسمته اليوميات.
أمد نظري..ترتسم في الأفق خيولك وسنواتك الثلاثون العجاف وما تيسر فوقهما من حنين.
أصابع الاتهام يا سيدتي تتوجك بكل إبهام طاغية استولت على قلوب الناس..أسكر من دون الآخرين منك تصورني الخرافة في الانبعاث ضحية يا وجعا يمتد في المدى..أعزف ما تبقى منها من عطر دمعة تحمل آخر العواصف ومنك صهيل باك لخيول جموحة مرابطة في جفون الليل.
قبل انقضاء الكوابيس تجيئين بالرغبة ،بالهيام ،بهزائم الماضي المبتل بصرخات من صلبوا في قلب الذاكرة.
تأتين بمراسيم العزاء أولا ثم بالأماني المنسية وعلى خطى الدرب الطويل أراك محملة بعناصر الملحمة والامتياز.
أتعشقين وجها وشمت وجهه حروف من نار يكتب الغياب؟أتستهويك مثلي القراءة بين السطور؟
قد تتخلصين من حروف العلة وتقتربين من حروف الاستفهام وفي نبرتك يستوي الظل بالظل لحظتها فقط يتلاشى المنطق والمعقول ويسمعك الربح أغنية لا تعنيك يتغنى بها كل من نجوا من العاصفة.
أجيبيني لم تسكنك الورطة مثلي؟لم لا تترك لك الدهشة ما تيسر من ثبات ؟ لم لا تكتب لك الشهادة في الانفجار الأخير مثلي ؟.أسننجوا من المجزرة لكي نبقى شهودا ونؤرخ للمسألة ؟
لو لم نلتق في عنق الزجاجة،لو لم تقاسميني الشفق الأحمر،لو لم تكوني كما تخيلتك لأعدت تشكيلك في لغتي لكي لا تفقد الحياة حياتها،لكي لا تفقد اللذة لذتها.لكي لا نفقد بعضنا البعض .مرة أخرى أشم أنفاسك في القرب و أسكر في بعدك وأتلاشى في حرارة قهوتك سكر. وتتوحدين مثلي في زاوية المنتهى حتى نصير من الألم دالية لكل المفقودين،لكل المنفيين. أنت يا سيدة الجرح والملح والفرح عندما تدق أجراس النسيان..أتوق أن تنبعثي من رماد قلبي لأبعث ثانية من رمادك..
لو يمكنك الصهيل مثلي..لو تتجرعين سموم الضياع مثلي جرعة زائدة وتعودين مع مواسم التأبين..ظل يتبعني تخلص من انكساري ..ما لم تعلميه يا سيدتي إني سأحتفظ لك بكل الحسنات في زمن كانت وجهتك كل الرياح
حتى وان كنت تنفردين كالموت بالجبروت آذار جاء بك من الملكوت ربيع أخر تتحدين الفصول تقتربين وتبتعدين
كتنهيدة البرق في الومضات سيدة العقل ما دمت أنت الضحية مثلي ، يا ترى من سرق الحكمة من معبدي المحروس؟

صَمْـتْــــ~
2020-03-01, 20:50
السلام عليكم


الفاضل رُوان علي الشريف، لا شكّ أنّ بلاغتك في الكتابة تستوقفنا إعجابا واعترافا بجماليّتها..



ولكن يهمّني بهذا المقام أن أقف على أمرٍ شغلني وأنا أكرّر قراءة نصّك

فالواضح -وباختصار- أنك ركّزتَ في سردك على الوصف وأسهبتَ في الكشْفِ عمّا بداخلِك

(مدى ارتباطك بذكرى امرأة..معاناتك من بُعدها.. سرمدية مشاعرك تجاهها.. )

والمعلوم أنّ العمل القصصي لا يمكنه أن يُبنى دون حوار الذي يعطي حركة لشخصيّات القصّة،
وبدا لي قياسا على فهمي البسيط أنّ الحوار بقصّتك داخليٌّ -حوار ذاتي، تخاطبُ في ظاهرِه المرأة الذِّكرى..
مع غياب لمستِها أو نفَسِها في الحوار-


فهل يمكننا القول أنّ قصّتك تضمّنت فعلا عنصُر الحوار؟


كلّ التّقدير لقلمك

روان علي شريف
2020-03-01, 21:22
السلام عليكم


الفاضل رُوان علي الشريف، لا شكّ أنّ بلاغتك في الكتابة تستوقفنا إعجابا واعترافا بجماليّتها..



ولكن يهمّني بهذا المقام أن أقف على أمرٍ شغلني وأنا أكرّر قراءة نصّك

فالواضح -وباختصار- أنك ركّزتَ في سردك على الوصف وأسهبتَ في الكشْفِ عمّا بداخلِك

(مدى ارتباطك بذكرى امرأة..معاناتك من بُعدها.. سرمدية مشاعرك تجاهها.. )

والمعلوم أنّ العمل القصصي لا يمكنه أن يُبنى دون حوار الذي يعطي حركة لشخصيّات القصّة،
وبدا لي قياسا على فهمي البسيط أنّ الحوار بقصّتك داخليٌّ -حوار ذاتي، تخاطبُ في ظاهرِه المرأة الذِّكرى..
مع غياب لمستِها أو نفَسِها في الحوار-


فهل يمكننا القول أنّ قصّتك تضمّنت فعلا عنصُر الحوار؟


كلّ التّقدير لقلمك










اليوم بعد ما يقارب ال 10 سنوات من الغياب وقفت على نقلة كبيرة في تناولك للنصوص ايتها الفاضلة يمكن ان
احسب نفسي انني امام طبيب نفساني يشخص حالة مريضه.وهو يحدثه ومن خلال الحوار الداخلي الدي لا تنطق به الشفاء يمكن بل متيقن من تشخيص الحالة التي امامه.
شكرا على مرورك.

صَمْـتْــــ~
2020-03-03, 21:23
السّلام عليكم


السيّد روان،
لن أقول ليتني كنت طبيبا نفسيّا، لأنّ هذا الأخير أيضا قد يخطئ في تشخيص حالة مريضه -مثلما قد يتسبب ذاته في مضاعفة مرضه-
وقد شهدنا حالة كهذه بالواقع (وهذا قاب قوسين)
وعودةً لكلامك فالأمر الذي تمنيته هو معرفة إذا كان يمكننا بالفعل بناء قصّة قصيرة دون توفّر عنصر الحوار الذي يعتبر من ضمن أسسِها


ليتنا نستفيد من خبرتكم بهذا المجال

روان علي شريف
2020-03-05, 21:58
السّلام عليكم


السيّد روان،
لن أقول ليتني كنت طبيبا نفسيّا، لأنّ هذا الأخير أيضا قد يخطئ في تشخيص حالة مريضه -مثلما قد يتسبب ذاته في مضاعفة مرضه-
وقد شهدنا حالة كهذه بالواقع (وهذا قاب قوسين)
وعودةً لكلامك فالأمر الذي تمنيته هو معرفة إذا كان يمكننا بالفعل بناء قصّة قصيرة دون توفّر عنصر الحوار الذي يعتبر من ضمن أسسِها


ليتنا نستفيد من خبرتكم بهذا المجال


كل ما في الامر ايتها الفاضلة ان هدا النص هو خاطرة وليست قصة.
ويبق وان فزت به في مسابقة همسة بمصر ونلت المرتبة الثانية في صنف الخاطرة سنة 2016
لك كل التقدير والاحترام.

صَمْـتْــــ~
2020-03-09, 18:39
كل ما في الامر ايتها الفاضلة ان هدا النص هو خاطرة وليست قصة.
ويبق وان فزت به في مسابقة همسة بمصر ونلت المرتبة الثانية في صنف الخاطرة سنة 2016
لك كل التقدير والاحترام.

جيّد أستاذ رُوان، ويعلم الله أنّ ذلك ما كنت أودّ الإشارة إليه في أوّل ردّ لي..لكني تريّثتُ..وفضّلتُ أن نفتح المجال للتحدّث عن العنصر الذي افتقده النصّ (فرضا أنّك أدرجتَه كقصّة)
وبهذا فقد اتّضحت الأمور وسوف أقوم بنقل موضوعك لقسم الخواطر



وفّقك الله
وبانتظار قراءة إحدى قصصك..

روان علي شريف
2020-12-03, 11:42
جيّد أستاذ رُوان، ويعلم الله أنّ ذلك ما كنت أودّ الإشارة إليه في أوّل ردّ لي..لكني تريّثتُ..وفضّلتُ أن نفتح المجال للتحدّث عن العنصر الذي افتقده النصّ (فرضا أنّك أدرجتَه كقصّة)
وبهذا فقد اتّضحت الأمور وسوف أقوم بنقل موضوعك لقسم الخواطر



وفّقك الله
وبانتظار قراءة إحدى قصصك..


شكرا على نقله الى مكانه المناسب.لم انتبه للامر.