تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "همم الرجال في التأليف" الحافظ ابن عساكر أنموذجاً.


الألمعي
2020-02-21, 08:39
" همم الرجال في التأليف" الحافظ ابن عساكر أنموذجاً.







منذ بضعة أشهر كنت قد تصفحت كتاب " تاريخ دمشق وذكر فضلها و تسمية من حلها من الأماثل واجتاز بنواحيها من وارديها وأهلها " للحافظ ابن عساكر الدمشقي ، فهالني حجم هذا الكتاب الذي بلغ ثمانين مجلّدة ، لا يقل عدد الصفحات في كل منها عن أربعمائة صفحة وقد يفوق هذا العدد في البعض الآخر .

إن المتأمل في هذا الكتاب ليعجب من همّة الحافظ ابن عساكر في التأليف ، وكيف حصّل المعلومات التي ضمّنها كتابه الضخم ؟! ، وكم استغرق منه ذلك ؟! . رغم بساطة آلات الكتابة وصعوبة تحصيل المعلومات التي كثيرا ما تتطلب الرحلة لتحصيلها الشهور والأعوام ، فقد قال ابن خلكان : قال لي شيخنا الحافظ زكي الدين عبد العظيم وقد جرى ذكر هذا التاريخ وطال الحديث في أمره : (( ما أظن هذا الرجل إلا عزم على وضع هذا التاريخ من يوم عقل على نفسه وشرع في الجمع من ذلك الوقت وإلا فالعمر يقصر عن أن يجمع الإنسان مثل هذا الكتاب )) . مقارنة بعصرنا هذا الذي تقصر فيه همم المؤلفين على أن يأتوا بأقل من معشار ما ألفه الأسلاف ، رغم تقدم آلات الكتابة وسهولة تحصيل المعلومات ، كيف لو علمنا أن مؤلفات الحافظ ابن عساكر فاقت مائة مصنف في شتى الفنون .

أمير جزائري حر
2020-02-21, 10:53
/
حياك الله أخي الألمعي :dj_17: / عاش من شافك :rolleyes::confused:

افتقدناك / :)

...


ما طرحته هنا شائك ومتعدد الجوانب وسأرد ببعض ما بدا لي ...


...


أولا:

ضخامة ذلك المُؤلّف [المُصنّف] تجعلنا [نفترض] بأن ابن عساكر لا بد وأنه استعان ببعض المراجع وما كتبه السابقون [ من الأمم التي عمّرت تلك البلاد ] ..
فلا يُعقل أن كلّ مادة الكتاب تمّ جمعها من الصفر ..
ففي ذلك الزمان لم يكن المؤلف مُلزما بذكر المصادر والمراجع ...
فطاقة الإنسان محدودة مهما بلغت [همّته] ..
وتبقى هذه وجهة نظر .. :)



...


ثانيا:


لو قمنا بمقارنة بيين زمننا وزمن ابن عساكر فسنجد البون اتسع والترقيع امتنع.. :o



في هذا الزمن تغيرت [الحياة] وازدادت ضغوطها ومتطلباتها ..
واستهلكت [الفرد] :sdf::mad:

ولم تعد لديه مساحة يخصصها لبعض [الإنجازات ] :rolleyes:

وينطبق هذا بشكل كبير على الدّول [المتوقفة] في طريق النموّ أو [المتقهقرة ] :D

والحال أحسن عند الدول المتقدّمة علينا بقرون ..
في بعض الدول المتحضرة يولون اهتماما خاصا لأصحاب الطاقات الخلاقة من أمثال ابن عساكر في شتى الميادين ..
يوفرون له [التفرّغ] لعلمه وبحوثه ويقضون كل حاجياته ..
ولا يتركونه يُستهلك في هذا العصر [المتوحش] ..
فتجد عالما سخّر حياته لدراسة [حشرة ] ما ... :cool: :34: /
وآخر لمشكلة ما .. ؟
وهلمّ جرا ..


...


ثالثا:



أولئك العلماء من ذوي الهمم كانوا يُصنّفون نسخة أو بضعة نسخ ولا يتطلعون إلى [العائد المادي] .. - كما هو الحال اليوم -

ربما لاكتنفائهم... / أو قناعتهم بيسير ما هو متاح لهم ..


لكن لا تنسى بأنه في عصر مضى كان [الحُكّام] يُعطون على المُصنّف وزنه [ذهبا ]


ونفس الكلام يُقال عن الجِهات التي تطبع وتنشر الكتاب أو المُصنّف ..
فلن يرضوا بنشر ما خطّته يمينك إن لم يكن فيه عائد ربحي لهم ..
وإلا فعليك تركه على الرّف ..


...


وأخيرا لك منا تقييم مستحق //:19:


وكل الودّ وباقة ورد #قفة



تحياتي // :cool:

الألمعي
2020-02-22, 09:23
/
حياك الله أخي الألمعي :dj_17: / عاش من شافك :rolleyes::confused:

افتقدناك / :)

...
وحياك الله وبياك أخي الأمير.

ما طرحته هنا شائك ومتعدد الجوانب وسأرد ببعض ما بدا لي ...


...


أولا:

ضخامة ذلك المُؤلّف [المُصنّف] تجعلنا [نفترض] بأن ابن عساكر لا بد وأنه استعان ببعض المراجع وما كتبه السابقون [ من الأمم التي عمّرت تلك البلاد ] ..
فلا يُعقل أن كلّ مادة الكتاب تمّ جمعها من الصفر ..
ففي ذلك الزمان لم يكن المؤلف مُلزما بذكر المصادر والمراجع ...
فطاقة الإنسان محدودة مهما بلغت [همّته] ..
وتبقى هذه وجهة نظر .. :)

بلا شك أن الحافظ ابن عساكر اعتمد على ما كتبه السابقون ، إلا أن جمع كتاب ضخم كهذا ، وصياغته بأسلوبه وترتيبه بتلك الطريقة أمر صعب جدا كما قال ابن خلكان . إذا علمنا أن المراجع بالمئات ومتفرقة في شتى البلدان ، وابن عساكر كان عالما رحالة في طلب العلم ، فقد ذكر الذهبي أن شيوخ ابن عساكر كانوا 1300 شيخ بالسماع ، و46 شيخا أنشدوه ، و290 بالاجازة مذكورة في معجمه ، وبضع وثمانون امرأة في معجم صغير.

...


ثانيا:


لو قمنا بمقارنة بيين زمننا وزمن ابن عساكر فسنجد البون اتسع والترقيع امتنع.. :o



في هذا الزمن تغيرت [الحياة] وازدادت ضغوطها ومتطلباتها ..
واستهلكت [الفرد] :sdf::mad:

ولم تعد لديه مساحة يخصصها لبعض [الإنجازات ] :rolleyes:

وينطبق هذا بشكل كبير على الدّول [المتوقفة] في طريق النموّ أو [المتقهقرة ] :d

والحال أحسن عند الدول المتقدّمة علينا بقرون ..
في بعض الدول المتحضرة يولون اهتماما خاصا لأصحاب الطاقات الخلاقة من أمثال ابن عساكر في شتى الميادين ..
يوفرون له [التفرّغ] لعلمه وبحوثه ويقضون كل حاجياته ..
ولا يتركونه يُستهلك في هذا العصر [المتوحش] ..
فتجد عالما سخّر حياته لدراسة [حشرة ] ما ... :cool: :34: /
وآخر لمشكلة ما .. ؟
وهلمّ جرا ..



نعم هو كما قلت ، في عصر ابن عساكر كانت حواضر العلم كثيرة وسوق العلم رائجة ، وكان السلاطين يحبون العلم ويبنون الحواضر ويكرمون العلماء ، فقد بنا الملك العادل نور الدين زنكي دار الحديث النورية ودرس بها ابن عساكر إلى أن وافته المنية ، غير ملتفت إلى غيرها ولامتطلع الى زخرف الدنيا وكان زاهدا عابدا.
...


ثالثا:



أولئك العلماء من ذوي الهمم كانوا يُصنّفون نسخة أو بضعة نسخ ولا يتطلعون إلى [العائد المادي] .. - كما هو الحال اليوم -

ربما لاكتنفائهم... / أو قناعتهم بيسير ما هو متاح لهم ..


لكن لا تنسى بأنه في عصر مضى كان [الحُكّام] يُعطون على المُصنّف وزنه [ذهبا ]


ونفس الكلام يُقال عن الجِهات التي تطبع وتنشر الكتاب أو المُصنّف ..
فلن يرضوا بنشر ما خطّته يمينك إن لم يكن فيه عائد ربحي لهم ..
وإلا فعليك تركه على الرّف ..


أوافقك فيما قلت ، يبقى أن نقول أن الله رزقهم البركة في أعمارهم ، مع تميزهم بهمة عالية وسعة الحافظة وجودة القريحة وسرعة البديهة وسيلان الذهن ، وهذه الخصائص أصبح وجودها في عصرنا هذا أعز من بيض الأنوق.

...


وأخيرا لك منا تقييم مستحق //:19:


وكل الودّ وباقة ورد #قفة



تحياتي // :cool:







ولك مني كل المودة ، وأرقى التحايا.