المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفسفور الأبيض وحالات التشوه في مستشفيات القطاع بعد مرور عشرة شهور تقريباً بعد الحرب على غزة


samir alkrunz
2009-12-06, 10:38
الفسفور الأبيض وحالات التشوه في مستشفيات القطاع بعد مرور عشرة شهور تقريباً بعد الحرب على غزة

إن الفسفور الأبيض من الأسلحة الكيميائية المحظور استخدامها في المناطق المدنية بموجب اتفاقية جنيف لعام 1980م. واستخدامها يعد انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب.
وتعرف الاتفاقية الأسلحة الحارقة بأنها {{ كل سلاح أو ذخيرة تشعل النار في الأشياء أو تحدث لهباً أو انبعاثاً حرارياً يسببان حروقاً للأشخاص }}.
والفسفور الأبيض:.(( هو مادة شبه شفافة، تشبه الشمع تقريباً؛ أو تشبه إلى حد ما حجر المسك تقريباً، عديمة اللون أو ضاربة إلى الاصفرار، وتشبه رائحتها..رائحة الثوم قليلاً )).
ويتفاعل الفسفور الأبيض: مع الأكسجين بسرعة كبيرة؛ وينتج عن هذا التفاعل غازات حارقة ذات حرارة عالية وسحب من الدخان الأبيض الكثيف.
ويعتبر الفسفور الأبيض: من الأسلحة الحارقة؛ تحرق الجلد واللحم ولا تبقي سوى العظم؛ كما أن استنشاقه لفترة قصيرة.. يسبب السعال ويهيج القصبة الهوائية و يعدم الرؤية لفترة قصيرة.
أما استنشاقه لفترة طويلة... فيسبب جروحاً في الفم ويكسر عظمة الفك. ورغم ذلك لا تعتبر من الذخائر التي تحتوي عليها الأسلحة الكيماوية.
وفي لقاء وإفادة من الدكتور المعالج والمتخصص في الجراحة والمنتدب من الصليب الأحمر للعمل في قسم العناية المركزة حيث قال أن أغلب الإصابات التي جاءت إلى المستشفى هي حالات حروق للجلد من فئة الأطفال والنساء؛ وتميزت هذه الحروق بأنها ليست من الدرجة الثالثة إنما حروق شملت الخمس طبقات من البشرة؛ وكادت تكون أشبه بالحروق الداخلية التي تمزق الخلايا.
فهذا كله على المدى القريب أما ما هو موضوع دراستنا هذه. ما هي التأثيرات على المدى البعيد ونحن نوشك على قرابة العام من انتهاء الحرب على غزة.؟؟
ومن خلال الملاحظة المعمقة للأحداث الضارية وما شاهدناه أثناء زيارتنا إلي مستشفى الشفاء بغزة وأثناء دخولنا إلي قسم حضانة الأطفال المولودين بعد الحرب خاصة. والتي كانتا أمهاتهم تحملن في الشهور الأولى أثناء الحرب على غزة.
ومن الملاحظ أن هناك عدد كبير من حالات التشوه الخلقي عند الأطفال وأيضاً ظاهرة نزول الأطفال قبل موعد الولادة أي بالشهور السبع قبل موعد الولادة الطبيعي. وبذلك يكون جسم الطفل وحجمه أقل من الطفل الطبيعي.
والغريب بأن هناك حالات تشوه كبيرة وكبيرة جداً لم تشاهد من قبل ومنها ما هو موجود إلي هذه اللحظة في مشافي القطاع منها الضمور بالمخ؛ ومنها الولادة بلا وجود مخ أصلا، ومنها الولادة بأنف واحد ((أي المقصود فتحة التنفس فتحة واحدة بغير المعتاد))، ومنها نصف إنسان ومنها بلا أطراف الكفين والقدمين.
وهناك حالات أيضاً من غير الجنين بل هناك حالات وفاء مفاجأة للأم وخاصة بعد الولادة بفترة قليلة إما وان تصاب الأم بالقلب أو الجلطة أو (الكانسلز) السرطان وهذه الظاهرة تكررت أكثر من المعتاد.
هذا كله من الجانب الطبي والبحث الميداني للمشافي!!!!
أما الجانب القانوني البحت:...
فإن إسرائيل متورطة بكل هذا الدمار على المديـين القريب والبعيد. هذا بالنسبة للإنسان ناهيك عن الحيوان والبيئة والبنى التحتية من مياه جوفية وأراضي زراعية وغيره من المحاصيل الزراعية.
ويشار إلي أن منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت بأن إسرائيل تستخدم الفسفور الأبيض المحظور دولياً في حربها على قطاع غزة.
هذا وقد ذكرت صحيفة معاريف لإسرائيلية أن الجيش اعترف بإطلاق قذائف مدفعية اشتملت على قطع قماش مشبعة بالفسفور بإدعاء إنشاء ستار دخاني لتنقل الجيش.
ومن الجدير ذكره أن إسرائيل اعترفت باستخدامها لهذا النوع من الأسلحة في حربها ضد لبنان عام 2006م. وفي حربها على قطاع غزة أيضاً.
أما بخصوص قيام إسرائيل وكالمعتاد بانتهاك القوانين الدولية والقانون الدولي الإنساني ومن بينها اتفاقية جنيف الرابعة والبروتوكول الإضافي الثاني حول حماية المدنيين في زمن الحرب واستهداف المواقع المدنية؛ كما وقامت بإطلاق النار والاعتداء على الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.
ومن صور الانتهاكات المباشرة والضاربة بها إسرائيل عرض الحائط بالنسبة للقوانين والاتفاقيات والمواثيق الدولية والرقابة وهيئة الأمم ومجلس الأمن والأمن القومي الدولي نلاحظ بأن إسرائيل تنتهك التالي:
1) ومن خلال البروتوكول الإضافي الثاني الملحق باتفاقية جنيف الموقعة في 12أغسطس (آب) 1949م. وخاصة الباب الرابع (السكان المدنيون) ولا سيم المادة (13) والرامية إلى حماية السكان المدنيين.
حيث جاء فيها {{ يتمتع السكان المدنيون والأشخاص المدنيون بحماية عامة من الإخطار الناجمة عن العمليات العسكرية ويجب لإضفاء فاعلية على هذه الحماية مراعاة القواعد التالية دوماً....
1) لا يجوز أن يكون السكان المدنيون بوصفهم هذا ولا الأشخاص المدنيون عموماً محلاً للهجوم وتحظر أعمال العنف أو التهديد به الرامية أساساً إلي بث الذعر بين السكان المدنين.
2) يتمتع الأشخاص المدنيون بالحماية التي يوفرها هذا الباب ما لم يقوموا بدور مباشر في الأعمال العدوانية.
وعلى الرغم من القواعد الواضحة في هذه الاتفاقية إلا أن إسرائيل انتهكت حقوق المدنين في الحرب على غزة وقتلتهم بأشكال مختلفة تهدف إلى الإعدام المباشر وهناك حوادث عدة تؤكد أنها انتهكت الحق في الحياة مما أثار حالة من الذعر والخوف بين المدنيين.
أما المادة (16) بشأن حماية المنشآت الثقافية وأماكن العبادة:...
فإن إسرائيل لم تدع مسجد إلا قصفت أو هدمت مئذنته أو حتى أزالته عن الأرض بالصواريخ والقذائف وهذا واضح جلياً إلى هذه اللحظة في مساجد القطاع ويمكن مشاهدتها وقد(( وفت وكفت إسرائيل بذلك))!!!
أما المادة (17) بشأن حظر الترحيل ألقصري للمدنيين:
فإن إسرائيل تلقي المنشورات وتنادي بمكبرات الصوت بإخلاء الأماكن التي تريد السير بها أو دخولها أو الاتصال بصاحب المنزل بأن المنزل مستهدف ومنها لم تنذر وقامت الآليات بهدمها فوق رأس ساكنيها وهذا يعتبر من أساليب الترحيل ألقصري للمدنيين ( بل ليس الترحيل من الأرض فقط بل الترحيل عن وجه الأرض أصلاً بعمليات الإبادة الجماعية ).
ومن خلال المادة (21) ومفادها يجب احترام وحماية عمليات نقل الجرحى والمرضى المدنيين والعجزى والنساء.
فإن إسرائيل قامت بهدم منزل في منطقة جحر الديك شرقي وادي غزة على مسن ومسنة أعمارهم تتجاوز السبعين!! أهذا يعتبر حفاظاً على الحياة ألا يعتبر خرقاً فاضحاً وفادحاً للقوة التي لا تقهر كما يدعون.
أما بخصوص القنابل المحظور استخدامها بموجب الاتفاقيات الدولية.
تحظر الاتفاقات الدولية أنواعاً عدة من القنابل مثل القنابل الفراغية التي استخدمتها الطائرات الإسرائيلية والمدفعية خلال حربها على غزة.
كما واستخدمت القنابل الانشطارية وقنابل النابالم ومنها المسمارية والقذائف الحارقة والقذائف الاسطوانية التي تخرج صفائح على شكل اسطوانات مدورة الشكل تعمل على قطع الأطراف أو فصل الرأس عن الجسد أو فصل الجسد إلى نصفين.
ناهيك عن إطلاق الغازات السامة وغاز الأعصاب ومنها قذائف استخدمت لأول مرة والتي تحدث عنها البروفسور المصري الذي كان على رأس الطاقم المصري الموفد إلى غزة أثناء الحرب.
حيث أن هذه القذائف مزودة بمادة اليورانيوم التي تعمل على إتلاف الخلايا والأنسجة الحية في الجسد وبعد فترة قليلة من الإصابة بها تعمل على تمزيق وتفسيخ في الجسد الخارجي وتسبب نزيف داخلي بحيث لو شاهد احد الجسد ككل لا وجود لأي أثر أو إصابات ولا يعرف أحد مكان الإصابة لان الجسد من الخارج لا يمسه أي شئ ولكنه من الداخل فهو ممزق؛ وهذا نوع جديد لإخفاء الجرائم الإسرائيلية العنيفة وتدعي إسرائيل أنها دولة متحضرة ومتقدمة وتحافظ على حقوق الحيوان حيث أنها هناك جمعيات تدعى جمعية الرفق بالحيوان!!!! فما بال الإنسان حسب وجهة نظر إسرائيل؟؟؟!!!!.وحيث أن أخر القذائف التي استخدمت من قبل إسرائيل هي القنابل الفسفورية والتي تعتبر الأشد من نوعها.
ولو جلسنا ليل نهار نحصي الانتهاكات التي قامت ومازالت تقوم بها إسرائيل لا يسعنا كل الوقت ولكن أوجزنا هذا في الدراسة البسيطة والمتواضعة وسيكون لنا جزء آخر بعد المقابلة التي سوف تجرى قريباً مع دوي التخصص والعاملين في مهنة المتابعة للقذائف التي استخدمت في الحرب على قطاع غزة وهذا بالقريب العاجل.