المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما علق بالنفس، ثم خطه اليراع.


علي قسورة الإبراهيمي
2019-11-23, 14:23
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أهل المنتدى، مدّوا لي يدا.
أهديكم سلامًا يُضاهي الشهد طعما، ويُحاكي دواء الروح بَلْسَما .
هذه جمل في الطروس لها تفصيل، وعبارات لها دروس وأقاويل.
فقد كشف الفصيح قامتهُ و ساقه، والبليغ تدلّت أوراقه، والحسنُ ظهر إشراقه، وزهر العربية عبق إيراقه
فهلّمُ إلى معقودِ السحر، ومحسود النظم والنثر.
يهديّان إلى القلوب روح الوصال، و يهبّان على النفوس هبوب الشمال.
فانعم به من الإهداء، وأكرم به من هبوب الإنشاء
ويا لها من يراعٍ بين أنامل صناع، ولِدباجة منها متنًا لا ذراعا
فلا لومَ إن أردتُ تقليد بعض تَكاتب، حتى وأني لم ابلغ صف كاتب. ومع ذلك أصون من الهذيان سمعهُ، وأحاول مصعدًا لا أستطيعه.
و هناك من ينادي:
دونك! فلستَ بمستطيع، ودع عنك ذلك الترقيع
ومع ذلك مِلتُ في انحناء، وتجاهلتُ النداء، ثم دخلت دهليز العربية الخباء
وعازم على الغوص في بحرها الهياج،أو النظر في لآلئ بدرها الوهاج.
ولكن لسان الحال يقول:
إن النجاةَ في الساحل.
فبحرُ العربية عميقٌ و متلاطم الأمواج.
والمبحر فيها خليقٌ أن يكبو قلمهُ بأنامله، وينبو طبعه عن رسائله.
اعلموا يا أهل "الجلفة" والآل، إنّ في عربيتنا آداب و علوم و فنون و جمال.
أفلا استقبل منكم بالتواصل وفوحه ، فأقابلكم بالودّ في صروحه ؟
أفيضوا عليّ فإنني لفي انتظار.
تحياتي.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-11-23, 14:27
هذه المرة يكون استهلالي ــ أدام الله العزّــ بالكلام معكم بما في النفس، إنها غمامة كدرٍ أصابت الحس.
وهواجس تكابدُها القلوب، كأنها طبقٌ مقلوب، على الجوارح مكبوب.
لم أتقدم قيد أنملةٍ؛ وعدتُ القهقرى، حين أغطشت الدنيا بناظري؛ ولم استبين ما أرى .
أتحرّكُ من الثقل هونا ، و لم أجد مساعدةً و عونا .
.ما عدت أتَقوّى ، و جوارحي تضطربُ و تتلوّى
واهًا لكِ يا دنيا!
أ تُراكِ قد أذنتِ بالانحدار؟و أنزلتِ بي من المصائب بلا مقدار؟
تساءلتُ في كنهِ نفسي، لعلّني أجد شعوري و حسي..
فصرختُ عندما أعياني الهمس:
أحقّاً أنّ بذور المحبةِ في دواخلنا؟..
فمرّت عليّ لحظات و أنا أكابدُ أنفاسي حتى الاختناق، وانتابتني لفحة انصهارٍ إلى حدّ الاحتراق.
فقلت:
أ تـُرانا نموتُ في كل لقاء ، و نلتقي أخرى لنشتاق؟!
ونبحثُ عن ماذا ؟..

علي قسورة الإبراهيمي
2019-11-23, 15:58
فعلاً
نبحثُ عن ماذا؟
و ذاكرتنا قد علاها النسيان؟.. رحلنا و قد خلا منّا المكان.
أين الذين كانوا هنا؟..
وقد سألتُ الدار عن أخبارهم ** فتمايلت عجبًا و لم تبدي.
حتى مررتُ على الكنيف فقال لي: ** أموالهم و نوالهم عندي
ولم يبق إلاّ أجسادٌ محنّطة، تريد أن تحافظَ على وجودها .. ولكن القلوب جامدة لا تخفق، وقد داهمها القلق.
وتمرّ الأيّام، ثم تتبعها الأعوام.
لأننا نخاف أن تموت أجسادنا، ولا نفرح على لقاء ذواتنا ..عجبا .
تعبٌ كلها الحياة فما أعجبُ ** إلاّ من راغبٍ في ازديادِ.
ومع ذلك نخاف من البداية، لأننا نظن أنها النهاية.
وهناك.
هناك يا غافل.
" إن لك ألا تجوع فيها، ولا تعرى، وأنك لا تظمأ فيها، ولا تضحى.."
وهذا هو الحرص على شيء هو ليس لي.. وما هذه الحياة إلاّ مسرحية، تمثل وهماً أسمته العيش، فكل المخلوقات إذاً تتوهم العيش.
تصنع من الوهم وجوداً، وتخترعُ الأحلام و الآلام لتبني وتشيد بناءاتٍ شامخة، هي بعد عمرٍ إلى زوال.
لكني وجدت أناساً هم بقايا أشباحٍ.. لأنهم أكثر حرص على حياة.
لستُ ادري لماذا أخاف من الذهاب الى عالمٍ فيه نعيم لا يبلى ؟!
والحرص على البقاء في عالمٍ أشدّ وهماً و ألما.
ثمّ أفقت.
فوجدتُ أنّ أشد وحدة، وأكبر حرقة هي التي تُحسّسنا بأن وجودنا الواهم لا ينتهي، وكأنه هو البقاء السرمدي.
فنحرص على أن تزيد فترة وجودنا الدنيوي بالألم ..
فالساعةُ نريدها أن تدق ببطء ٍ، و دقات القلب نريدها ببطءٍ، وكُل شيءٍ نريده بطيئاً، لا ينتهي مع سرعة ما يصيب أنفسنا من الطعنات!
فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ** ويصبح ذو الأحزان فرحان جاذلا.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-11-27, 10:47
.

ها أنذا أعود إليكم آل " الجلفة " من جديدٍ
وأنا أرفع على مسامعكم
تحيّة سلامٍ من الله يغشاكم
وعلى متصفحكم هذا يصدعُ الحرف كلمات بما تشتهيها أنفسكم.
ثم إن الأرواح لواقح تحنّ إلى بعضها.
ليتكم اتخذتم على ضفافِ صفحاتي هذه إن كنتم لما أبوح به ترقُبون.
ألا أن الألسنة تهتف .. فسبحان الذي خضعت الجبابرة لعزته، ويرنو كل حيّ إلى نعمتهِ.
فترى الخلائق تحت محبته عاكفة، وأبصارها من الشوق إليه واكفة.
والقلوب من ألم الصدود خائفة.
حتى إن ساقهم بكأس محبته دهاقا، فما كان منهم إلاّ ازدادوا إلى لقائه استباقا، والتهب في أحشائهم نار الوجد فاحترقوا احتراقا، ألا أن أعينهم أمطرت دموعًا تدفقت اِندفاقا.
فباطنهم بالنارِ حريقٌ، وظاهرهم ببحرِ الدموعِ غريق، ومهجتهم من المحبة سحيق، وما لهم إلى الوصال طريق.
أحبتي وخلاني.
ذروني إن قلتُ لكم سهرتُ أناجيه فطار من عيناي الكرى، فما طلبتُ سوى أحبة في الله من الورى.
يا آل " الجلفة"
خبّروني ــــــ بِربكم ــــــ تُرى أين يقطن الفرحُ؟
وقد بحثتُ عنه في أوطانٍ علّني أجد فتات سعادة أطعمها بقايا روحي.
فطال بي مكوثي حتى أعياني وجعي.
فهل تضمنون لي أن الفرح ما يتنزّل إلاّ هنا وفي جنبات " الجلفة " وعرصات مجلسها؟
أو على أعضاء منكم لم يسمهم الدهر خطوبا..
فقد أعياني العيش حتى ظننت أن بيني وبين الحزن نسبا، وكأن الدهر قد مضى بي مع أشجاني حقبا.
فيا لها من قلوبٍ في ملكوتِ الجلال طائرة، وأرواح في مشاهدةِ الحبيب زائرة، وليس لهم إلى الخلائق سكونٌ، وإلى الخلاّق يكون، إجلالاً لعز حبيب الذي يقول للشيء كن فيكون.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-11-29, 09:26
استهلال الحديث همسًا بالكلام ، مع تحية تعبق بالسلام.
أيها المارّون من هنا توقفوا برهةً.
فإن كنتم ممن لا يسامر مع البليغ السّحَر، ولا ينادم بالبيان السّهَر، ليصف تباريح الشوقِ للغة الضاد، و يحكي ما به بمفردات مترادفات و أضداد. ويسطّر لها من الودّ والصّفاء، وما يلاقي من لاعجِ الوفاء.
فإن كنتم لَستم هؤلاء
فأقول لكم بكل ودٍّ ، توقفوا عن القراءة.. فليس لكم هاهنا غاية ، فلِمَ تكملوا حتى النهاية ؟
يا صاح!
استمع لما يقال لك.
فقد قال بصير معرة النعمان:
أترومُ من زمنِ وفاء مرضيا ** إن الزمان، كأهله، غدّار
تقفون، والفلك المسخر دائر، ** وتقدرون، فتضحك الأقدار.
يا رفيقي ما سرّ هذا التناقض؟.. و مالنا نرى عيش الحاضر بغيضًا. و إذا مضى و انقضى بكيناه ،و قلنا إن الزمان بمثله لضنين.
يا لها من لحظاتٍ، حينما نقلّبُ أوراقاً ذهبت بها رياحُ الذكريات العاتية، فلم يبق منها سوى أطلالٍ باكية ، مع عبراتٍ ساخنة شاكية .
فالذي نطلبهُ قد لا ندرك له أثرًا فنعود و الحسرة تملؤنا و نحن آسفين .
أبعد الله عنكم الأسف يا كرام.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-18, 10:41
جاء في الأثر، ومن مصادر الخبر:
"تعلموا العربية و علموها الناس "
إذًا فالأجر على تعلّمها بلا حسابٍ ولا عدّ، واللهُ يضاعف لمن يشاء بلا حدّ.
فلا لوم عليّ، إنني إن ابتعدّتُ عنها أرسلتُ حديثَ الأشواق، وإن نأتْ بي الأيامُ، سال دمعي الرَّقراق، حتى أنني بواسطتها، أسمعُ أنينَ العشّاق.
صدقوني إذا طال عدم التخاطب بها يزيد غمي إذ رقد، ويكثر حزني و ما نفد.
بعد تقلب الزمان، وتفرّق الخلاّن، ولحن القول أصبح سيد الميدان، والركاكة أصبحت عند العرب عنوان.
إن أفضل ما في الإشفاق، لمن اكتوى بنار الأشواق.. والشيء بالشيء يذكر، والزهور إذا فاحت تُعطّر.
فالعربية فيها من جمال القول أطيبه، ومن خبر الشوق والود والصدق أعذبه، ومن حفظ الودّ أعجبه ..فيها ما يستولي بسحره على الجنان، وما برونقه يسلب الأذهان
هيهٍ! يا لغة القرآن، ومرتع البلاغة و البيان
فلا لوم عليّ إن همتُ بكِ عشقا، وطرقتُ علومكِ طرقا.. ولكني إلى النهل من معينكِ لا أزال ظمآن.
حتى وإن لامني العواذل، ولم تغرد البلابل.
يا خلان.
ما رأيكم إن اكتفيتُ بهذا؟
وأقول لكم، إلى لقاء عامر بالود والصفاء.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-19, 10:04
بان لي ــ رفع الله قدركم ــ من قلائد الشعر، وفرائد النثر، من فصولٍ تتوق الأعين لِلَمحاتِها، والألسنة لتلاوتها.
خرائد هي كالسحر بيانًا، وقصائد تشنف السمع آذانًا. بالقريض تسلبُ القلب، وبالقصيد تأخذ اللبّ..ولا أقول: حال الجريض دون القريض.
هي من جواهر الكلام، ترى هل حالنا الآن على أحسن مايرام؟
ومهما قلتُ من تعبير، أفلا يُلتمسُ لي المعاذير؟
فالعفو عن المقصر من مواجب الكرم، وقبول العذر من محاسن الشيم.
وإني لأرى كرامًا.
ها أنذا ولجتُ قلعة قد استحكم قفلها، وارتقيت مكانة بَعُد عني فضلها، فلا أنا نلتُ ذلك الفخر، ولا أنا حملتُ ذاك القدر.
سقاكِ الله من لغةٍ ما أبهاكِ!، وطوبى لمن هام بهواكِ!
فوالذي خلق العلم و الأدب، وأنبت النجم و الأبّ، و أوجد في الثمار النوى و الحَبّ، وجعل الضاد لغة القرآن و لسان العرب.. إنني على ما أصابها لحزين.
وقد اجتهدتُ في تعلّمِها في أيام الصبا؛ و لتُ جددا ، وأفضتُ عليها أيام الشباب مِدادًا ومَددا.
تدارس العرب في لغتهم ذلك النبع الزلال ، و نبغوا في ذلك السحر الحلال
فكان للعربية ما كان، أما الآن فحالها فقد هان وكان
وها هم زعنفة من بني العرب يرمونها بضيق العطن،حتى اصبحت غريبة الديار و الوطن، فأصابها ما أصابها من الوهن.
تالله !لهم عندي لأهلٌ للرحمة بما جهلوا، لا للحسد بما علموا و عقلوا.. لأنهم لو علموا أو حفظوا فصلاً واحدًا مما قالته من السابقة العرب لما قالوه..ولكن من جهل شيئًا عاداه
ولو تدارسوا العربية بعلم ودراية، لأشرفوا على بحرٍ لجيّ فسيجدون ما عندهم ضحضحًا غمرا..لا يغمر كعبًا، فما بالكم بكعب العربية العالي؟
وأسوق مثلاً على مكانة العربية.. أن العرب تقول:
ذلك خطيبٌ وعوعٌ فيكون مَدحا، وخطيبٌ وعواعٌ فيكون ذمًّا و قدحا.
فأين هؤلاء من العربية؟
أم على قلوبٍ أقفالها؟

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-20, 11:27
يانائم الليل مسروراً بأوله** إن الحوادث قد يطرقن أسحارا
قم يا غافل فقد رحلتِ القوافل، واعلم في يومٍ ما أنك رحل.
ثم دع عنك الحريري بين حارثه وهمامه، والمتنبي ضّل سيف دولتهِ و حسامه، وأبو نواس عند ظبيه وجامه.. فلا تلتفت لهؤلاء فقد عاشوا وقتًا ضيعوه، و أهملوا ذكاءً في غير محلّه صرفوه..
ورحلوا.. عركهم الوقتُ عرك الرحى بكلكله .
لو تعلم فالوقتُ هو تبرٌ ثمين.. فهل أنت مكترث لذلك؟ أم أنك لجهلك تستَكين؟
أراك تبدد أعوامك واحدًا بعد واحدٍ؛ ألا تستفيد منها نفعا؟ فأحسن فيها صنعا...
فَلِمَاذا تُصرِف الأيام بين الأوهام و الأحلام؟
ليتك تقف على القبور ملتمسًا من ساكنيها . هل وجدوا خيرا ؟ و هل كان جزاءهم بما وعدوا؟
فاسألهم عن أعمارهم فيما أفنوها، وعن شبابهم فيما أبلوها، وعن أموالهم من أين اكتسبوها وفيما أنفقوها، وعن أعمالهم ماذا عملوا بها..
فإن لم يجيبوك جهارا، أجابوك اعتبارا..
فلا تكن كمن أضاع وقته و اشترى به ثمنًا قليلاً.. فذلك هو الخسران المبين.
تفكر يا ذاك ،و اعتبر.
أننا نموت في كل حين ثم نحيا
" وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه "
ثم نعود أمواتًا، ولنا في كل يومٍ عمر جديد.. فهل أنت شاعرٌ بذلك؛ أ بائس أنت؟ أم سعيد؟ أم أنت من الذين على قلوبهم أقفالها؟
آهٍ ! كم تمرّ بنا الأوقات سُراعا ، و تكرّ الأيام تِباعا.
ألم تمل من تعاقبها؟ وتتعبُ من تلاحقها؟
فلا تكن كالذي في غيّه البعيد.. حتى يحق عليك الحق ، و تصبح في ضلالٍ مبين.
وعن تصريف الوقت ألم يكفيكَ القعود حتى تشتري بكل نفيسٍ ما يضيع به الوجود
تبدد كنوزَ الأيام غير شاكرٍ .فإذا بدا الشاغل من فكرك..قلتَ:
ما أبطأ الزمان متحركًا، وما أثقله نزيلا، وإلى أين تلتمس الفرار سبيلا؟
.لمَ لا تمل البقاء؟ كأني بك ترجو الثراء
فإذا جاء نذيره، وددتَ أن تكون في هذه الدنيا خالدًا مخلّدا، و طلبتَ مالاً لُبدا.
يا أخا العرب.
ألا تعلم أن هناك شرًّا قد اقترب
فقد رضيتَ أن تكون مع الخوالف.. فكانت الذلة و المسكنة ..فاستمع :
" ...ومن كانَ يرِيد حرث الدُّنيا نُؤتهِ منها "
ولكن أحجمتَ عن حرثِ الأخرى
وأرنو و ماذا حدث للعرب في غزة، حين أصبحوا صاغرين ليس له عزة.. حكامٌ نيام، يحرسونهم دراويش قد أبطلوا ركن الجهاد، فطغوا في البلاد،" بفتاويهم " و أكثروا في الأمةِ الفساد.. وقالوا:
" سلطان غشوم خير من فتنة تدوم ".
فكان الذي كان..
فعلها اليهود حين تنادوا مصحبين أن اغدوا في البحر ألا يدخلها مسلمًا، واجهزوا على من في الفلك بالغداء مشحون....
والعربُ لا هم لهم سوى العويل..
ولا أزيد.
فقد تعلثم الكلام، وجفت الأقلام

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-21, 16:30
يا قارئي.. أنتَ رفيقي.
هيهٍ ! يا لها من نشوة عاشق طيف خيالٍ في عالم سحر البيان .
هذه ومضات تألّقت في سماء كل نادي، وأضاءت كل نجدٍ ووادي .
بها من همسات قلبٍ والهٍ يعشق في معشوقته الحب، و يحبّ في محبوبته العشق.
ذرني أن أقولّ لك يا رفيقي:
أنّ لي بالهيام في عشيقتي باع، ومع الأشواق إليها صراع
فهي في الجنان، وأن غابت عن اللسان.
ففؤادي لها حنّ، وإذا غابت عن اللسان فالقلب لذلك جنّ.
فهي في اللسان، وبين أحشاء الجنان.
يا رفيقي
إن كنتَ ممن لا تطربه العِبارات، ولا تأسره المفردات، ولا تشجيه الهمسات، ولا تغمره بالبليغ النسمات ، و لا يعشق الغور في دروب البيان.
آمل أن تدعني وشأني.
يا قارئي.
وإن كنتَ ممن لا يحفظ لتلك المعشوقة العهود، ولا يتنسم في لسانه بها الوفاء، ولا يحب الطرب بعرائسها و الأهازيج، ولا يتنفس في مفرداتها ذلك الأريج.
سأقول لك آسفًا ليتك تتوقف عن القراءة فلسنا أخدان صحبة، ولا نحن أصحاب وداد.
وإن كنتَ كحالي.
فتعال.
إذا كنتَ الذي يسامر بالفصيح السّحَر، وينادم بالبليغ السّهَر، ليحكي تباريح الشوقِ للضاد، ليبث من الحنين لها و الوداد.
فلِمَ لا تعرني من بلاغتك لأعبّرّ بما في الضمير؟ لأحكي للضاد بما لي من سِمة التقصير.
اعذروني إن تماديتُ في هيامي بها.
لأنني أريدها عقيلة حرّة، ليس لها ضرّة.
فمن هي يا ترى؟

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-22, 17:57
بسم الله الرحمن الرحيم .
يا آل "الجلفة"
حتى وإن تباعدتِ الديّار، واستحال المزار، إلاّ أنّ لكم في الفؤاد مكانًا.
وها أنذا عدتُ وحالي كذاك الذي قال:
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ** وحنينه أبداً لأول منزل.
وما هي سوى خواطرٌ أتت على ما في الفؤاد، وجالت بهاء النفس. فيها من تباريح الوجدِ ، وترانيم الهمس .فربما الخلجات قد تعزيني عن فاجعة الرزء، وفادحة الفقد، لعلها تهديني لواضحة السلوى والصبر. قد تزيدني علمًا و دِرايةً بأمور و تقلّبات الدهر.
ولا أدري أهي نعمة غراء؟ أم مصيبة بلا عزاء؟
وقد تركتْ كلومًا ظاهرة الأثرِ.تفوتها ما في النفس فوتَ السماء للأرض.
ومع ذلك لابدّ من إنشاد وبحث عن صبرٍ في هذا لعصر.
مصائبٌ وأهوالٌ، فها أنذا مرتهنٌ بها حتى بقية هذا العمر، مسلمٌّ لها مقرٌّ بالعجز. إذا أقرّ المرء بالعجز فقد خرج عن تبعة التقصير، وبرئ من ربقة المعاذير.
بل أجد نفسي مستخفًّا لخطرها ما أثقلني من أعباءِ الحزن.
كم انتظرتُ أيامًا مضيئة المطالع بشموس الأُنس.
ولكن واهاً لكِ من أيامٍ، فلا أنتِ الكأس الصافية، ولا أنتِ شمول العزّ.
بل أتيتِ بشوائب الهمّ، ونوائب الغم كدرًا.
كم تمنيتُ أن أحيا عصري مرتاح الطرف، قرير العين. لأستعيد ومضات من شوارد الحلم. إذا الحوادث قد تحاملت على القلب .
ومع ذلك، ها أنذا أقول: لا جزع مع الخطب، بعد هذا المنطق الفصل.
يا رفاق الوداد.
إليكم هذا معا شر الخلاّن، فإن أعجبكم هذا فبالدعاء أجزلوا، وإن تركتم فأجملوا، فالسّترُ محمودٌ، والعتب مرفوع.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-23, 14:01
على رسلكم!. فهلاّ أنختم رحلكم، لتسمعوا مني.
أوتقرأوا كلماتي؟
كنتُ كالشاردِ الذي لا يرى في سبيله إلاّ زمهريرَ شتاء ٍ.. سيلاً عرمًا لا يُمزنُ ولا يُمطرُ كالفصول في بواقي الأرضِ، ولكنّه رعدٌ وبرقٌ و صيّبٌ ينهمرُ ويدمّرُ. ترتعشُ لسريانهِ قشعريرةٌ في مظانِ الكيانِ.
وقد تدبرتُ صنائع الكونِ، فتأكّد لي أن كلَّ ذرةٍ مشمولاته التماسكِ بضروب الحياة والصراع من أجل البقاءِ. فهي تصادمُ وتقاوم .
رأيتُ هذا في صمود الأشجار والأزهار، رغم الريح والإعصار.. في مقاومة شرسة واستماتةٍ من أجل البقاء.. فأرثي لحالها بعد انقشاعِ السحب الداكنةِ والسيول الكاسحةِ، وقدِ انهارت وخارت من هجمةِ الجبروتِ قواها، وتعرّت من شدةِ العصفِ أوراقـُها، وهوت من هوج الريح على الأرض أغصانها.. ترى هل تتهاوى بعد ذلك جذوعها؟
آهٍ! فقد جفّت قبل الأوان براعمها، فيصيبني حزن وأسى لأوضاعها فاستبكيها وأباكيها، وهي تتساقط على الأرض متدحرجةً متناثرةً، كأنها لم تكنْ من قبل أشجارًا باسقةً سامقةً، وازهاراً فواحةً بالأريج عابقة ً تسرّ الناظرين بخضرة أوراقها، وتعانق أغصانها، في نظامٍ بديع ٍ يدلّ على عظمة الخالقِ.
ومع هذا، فلم يبق منها إلاّ أثرًا بعد عينٍ.
ومع هول المنظر و خوف المخطر. تذكرتُ حال أمتنا.. فهل تصمد و تبقى في منأى من أعاصير العولمة التي تجتاحها بهجمة شرسة؟ أم تصبح قاعًا صفصفاً؟.
اعذروني، ما هي سوى أقوال.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-24, 11:18
إنها البدايةُ التي تستعصي على محرومٍ مثلي دوماً.
البداية...
البدايةُ.. والتي لا ينالُها إلاّ أولئك الذين تجتمعُ لهم الحروف ببذخٍ.. كما تجتمع لهم كل الأشياءِ الأُخرى.
أحاولُ أن أقولَ ما بداخلي.. أحاولُ أن اتكلمَ.
خِلاّني.. أيتها الأحبّةُ.
ظهرتِ اليوم حروفي بلباسِها المهترئ، ثم وقفتْ بكبرياءٍ لا يليقُ بها، تسألني: هل تشبه أحداً هنا.. عندما تريد قول شيءٍ، أو البوح بما تكابده الذي في سريرة نفسك؟.. فقل ما يحلو لك، ربما تجدُ من يسمع.
نعم !.. هناك بيننا شبهٌ!
هكذا أجبتُ.. أجبتُت لتلك الحروفِ .
لا أعلم...سوى أنني أشعر برغبةٍ عارمةٍ للحديث عما أشعر... للحديث عما بسريرة نفسي.
قد يكون شيئاً سخيفاً بالنسبة للآخرين؟...
أ أكمل؟... أم ألتزم الصمت ؟
ولكني قررتُ أن أقول.. ليقال عني:
هكذا تكلم قسورة..
إنها كلماتي، إنها حسراتي، إنها أشجاني
فهل هناك سَمْعٌ لما أقول؟.. يا أهل العقول؟

صَمْـتْــــ~
2019-12-24, 23:01
إنها البدايةُ التي تستعصي على محرومٍ مثلي دوماً.
البداية...
البدايةُ.. والتي لا ينالُها إلاّ أولئك الذين تجتمعُ لهم الحروف ببذخٍ.. كما تجتمع لهم كل الأشياءِ الأُخرى.
أحاولُ أن أقولَ ما بداخلي.. أحاولُ أن اتكلمَ.
خِلاّني.. أيتها الأحبّةُ.
ظهرتِ اليوم حروفي بلباسِها المهترئ، ثم وقفتْ بكبرياءٍ لا يليقُ بها، تسألني: هل تشبه أحداً هنا.. عندما تريد قول شيءٍ، أو البوح بما تكابده الذي في سريرة نفسك؟.. فقل ما يحلو لك، ربما تجدُ من يسمع.
نعم !.. هناك بيننا شبهٌ!
هكذا أجبتُ.. أجبتُت لتلك الحروفِ .
لا أعلم...سوى أنني أشعر برغبةٍ عارمةٍ للحديث عما أشعر... للحديث عما بسريرة نفسي.
قد يكون شيئاً سخيفاً بالنسبة للآخرين؟...
أ أكمل؟... أم ألتزم الصمت ؟
ولكني قررتُ أن أقول.. ليقال عني:
هكذا تكلم قسورة..
إنها كلماتي، إنها حسراتي، إنها أشجاني
فهل هناك سَمْعٌ لما أقول؟.. يا أهل العقول؟


السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لغة التّعبير عن مكنونات النّفسِ كنزٌ لأصحابِها..


فهنيئا لمن يمتلك حِسّا أدبيّا يجودُ عليه بلحظاتِ عِناقٍ مع الحروف

التي تتفتّح كتفتح زهورِ النّرجس التي تتميّز بجمالها وقوّةِ عِطرِها..


لقلمك التّقدير والاحترام

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-25, 13:08
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لغة التّعبير عن مكنونات النّفسِ كنزٌ لأصحابِها..


فهنيئا لمن يمتلك حِسّا أدبيّا يجودُ عليه بلحظاتِ عِناقٍ مع الحروف

التي تتفتّح كتفتح زهورِ النّرجس التي تتميّز بجمالها وقوّةِ عِطرِها..


لقلمك التّقدير والاحترام



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هاأنذا قد مسحتُ المنظار، وصقلتُ لوحة الافكار.
وفي العربية لابد من توافق الخبر والخبر، وتطابق نظرالعين بالأثر.
مرحبًا بالفاضلة/ صمت
وماذا عساني من القول سوى:
إن شاء الله يطيب المقام، ويحلو الكلام، لنعودَ بالضاد إلى الذهبي عصرها، لتكونَ وحيدةَ مصرها.
زادكِ الله فضلاً ونعيما.
تحيّاتي.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-25, 13:19
بسم الله الرحمن الرحيم.

أيا قارئي! ويا رفيقي، في فسحةٍ مني وفي ضيقي.
يا كاتب العين، اَلقِ من قلبك الغين، فالعين لا تملّ النظر إلى العين، ثم يا حسن الوجه والعين، وجّه وجهك إلى كتب العين.
وأعلم أن من كان رائمًا للمجدِ والعُلى، لابد أن يذكر الله جلّ وعَلا.
آهٍ! يا من يبغي رضوان العليم، هلاّ صلّى على من خُلِق على خُلُقٍ عظيم.
يا هذا..
أ لم يأتيك .. أنّ لقاء الخليل يزيل ليل العليل، ومن لا يتخذ الرسول كخليل، فهو مع من كان للإنسان خذولا.
إذا حنّت الجلاجل، أنّت وفزعتِ البلابل.
ذرني أقول لك:
أنّ ما يأتي من أوب الحبيب طابٌ، ومن جانب العدو ظبظابٌ.، وليتكَ تعلم أن عنف الكريمِ طابٌ، ولطف اللئيم ظبظابٌ.
وكذلك اعلم أن الذهبَ عند الكريمِ كالحجر، والحجر عند اللئيم كالذهب معتبر.
وهذه هي الدنيا.
فلنعمل للأخرى، عندها لابد أن نعرفَ وسوف نرى.
يقال أن واحدًا من أرباب البلاغة و البيان خاطب رجلاً يريد أن يمتطيَ فرساً :
سر فلا كبا بك الفرس
فأجابه:
دام علا أبا العماد ..
و بعد أن دار الدهر دورته، وتتابعت ليالي البدر غرته، جاء واحدٌ.. وخاطبَ كل واحدٍ منهما و قال:
كلامُك بلبلٌ بك مالك
هكذا ثلاثتهم، مع عربيّتهم
فقد قال مالئ الدنيا و شاغل الناس
أعز مكانٍ في الدنيا سرج سابح ** وخير جليس في الأنام كتابُ
اقرؤوا ما قيل آنفًا .
و اختاروا الفصيحَ، أو اجعلوني ثالث الأثافي .
و لكن أعقلوا ما كتب..
دام الود

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-26, 08:45
إخواني، أخواتي
ذروني أزف لكم تحياتي.
فسلام عليكم .. طبتم.
فماذا أرى؟.. حتى إن مشيتُ السّرى
قطوفٌ دانيةٌ.. تدلَّت ،فكانت لغة خاصة.
قد لا يفهما إلاّ من ألقى السمع.. ووعتها آذان واعية
وأنا متدلٍّ على خواطر هذا البوح، ارتشّف مِن معينٍ لأروي جورية عطشي.. أ تُراني وجدتُ سلسبيلاً متدفقًا إن كانت الضاد هنا تفور، وينضح معينها بما فيه.
وما الحريّة فلن يعرفها إلاّ من كان وطنه حرًّا غير مستباح، وذلك لنعمة كبرى تقام لها الأفراح.
وما نريده لوطننا إلى حرية تدوم، ومن العيش فيه ما نطلب ونروم.
لا غرابة حين أجد الجمال في تراتيل النور.
حتى وإن تقاطعت خطوطه بين لوعة الألم، وكآبة الحزن
يبقى الجمال سيد الحروف، وبليغ اللغة جزالة الفصاحة ومتانتها.
قرأتُ كثيراً ولم أرتو، و يزيدني أكثر أن أرى العربية على ألسنة الناس.
فأقول: ألاَ من مزيد.

أمير جزائري حر
2019-12-26, 12:27
تحية طيبة.. / :cool:



وأستسمحك بهذه الإضافة المُهداة لك ولأندادك :19:



---


رسالة إلى فارس..

رفقا بنا يا فارس الضّاد..
وسِرْ بنا هويناً في ذلك الوادي..
منّا القويّ..
ودون ذلك..
ولم نُؤت جميعا كما أوتيت من الزّاد..
فاختر لنا ما لذّ من حرف..
وطاب من كلِمٍ..
وشكّله...
بأحسن إعدادِ..
في سهلَ ممتنعٍ..
يسوغ لكل مُرتادِ..
وزده تصويرا وأفعم قلبه حِسّاً..
فنُدمنُ ما تنسجه من الشّعر..
والقصّ والنّثر..
وغيره من الفنّ..
ونقيم في مضاربك..
وننصبُ خيما بأوتادِ..
أوتادُ حُبٍّ..
لك وللضاد..
فدُم وفيّاً..
لما عشقت..
يا فارس الضّادِ..


أمير / 26/12/2019

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-27, 09:26
تحية طيبة.. / :cool:



وأستسمحك بهذه الإضافة المُهداة لك ولأندادك :19:



---


رسالة إلى فارس..

رفقا بنا يا فارس الضّاد..
وسِرْ بنا هويناً في ذلك الوادي..
منّا القويّ..
ودون ذلك..
ولم نُؤت جميعا كما أوتيت من الزّاد..
فاختر لنا ما لذّ من حرف..
وطاب من كلِمٍ..
وشكّله...
بأحسن إعدادِ..
في سهلَ ممتنعٍ..
يسوغ لكل مُرتادِ..
وزده تصويرا وأفعم قلبه حِسّاً..
فنُدمنُ ما تنسجه من الشّعر..
والقصّ والنّثر..
وغيره من الفنّ..
ونقيم في مضاربك..
وننصبُ خيما بأوتادِ..
أوتادُ حُبٍّ..
لك وللضاد..
فدُم وفيّاً..
لما عشقت..
يا فارس الضّادِ..


أمير / 26/12/2019




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي/ أمير جزائري حر
أيها الحر، والمنافس بالبضاعة.
كلما مررتُ على حرفك، شعرتُ أنني أمام رجلٍ ألانَ الله له الحرف
وكلما قرأتُ لك، أسبح بحمد الله أن جعل من بني البشر من يستطيعون اغتراف عذب مستساغ الكلم
ماأروع أن أرتشِف من أبجديتك إبداعاً .. فلكَ السبقُ و أنا بالأثر تابعٌ .
سأمكُثُ هُنا طويلاً... وجاز لي مبايعتكَ يا صاحب البيان ، على ما أتيتَ به
فحضورك كفيلٌ بأن يغرقَ متصفحي بالترف، حتى أن قلمي لعلو شأنك، أنزوى خجلاً، وأصبح على الورقة لا يقف.
وأن خريدتَك حقًّا لرائعة
لك من الودّ ما علمت وما لم تعلم
ومن الإكبار أجلُّه وأعلاه.
ومن الاحترام أنقاه وأصفاه.
و إن عدت ، فَلديّ المزيد

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-27, 09:33
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا باح عندما قال:
هناك..
هناك في تلك الأجواء، حيث الحال غير الحال، والنفس لا يسعها المجال، بل يمتد ويختلط الواقع في أفق الخيال.
فماذا حدث يا تُرى؟
هناك يدورُالخطابُ..
يدورُ الخطابُ في لحظةِ تجلٍّ عند إلقاءِ نظرة تأملٍ على الأوقيانوس الهاديء، وعانقت المياه اللازوردية ثم غرِقت في لانهائية الأفق واستسلمت لتلك المعية المبهمة، وفي خضم ذلك الحضور الغيبي ماذا كان؟
يدور الحوار..
يدور الحوار مع ذلك العناق الجميل مع المطلق، ومن وراء الزرقة اللازوردية، و خلف همهمة هدير الأمواج المتكسرة على صخور الشاطئ الحالم، مع ذلك الإطار الكوني البديع واللوحة المرسومة بإعجازٍ، هناك يد الخالق المبدعة لكل ذلك... كان الحوار والخطاب بين ذات الرب وذات العبد:
ـــــ ليس بيني و بينك بينٌ ... وليس بيني و بينك إلاّ أنت... هذا أنا، فإنما توليت فليس ثمّة إلاّ وجهي، فكل شيء لي... فكيف تنازعني في ملكي؟ وأنت وما تملك لي... ألا تعلم أنه لا شريكٌ لي؟!
ـــــ أنا وكلّي و كياني لك، آهٍ! فمحياي ومماتي، ونسكي وصلاتي، هي كلها لك خذني إليك مني، وأمنحني القرب منك؛ وارزقني الفناء عني... حتى لا تجعلني محبوساً بحسي، مفتوناً بنفسي.
ومع هذا التأمل وهذا "التجلّي"، بان كل شيءٍ وارتفع الحجاب... وما كان حجابي سوى نفسي.

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-28, 09:23
مع ذلك السكون، الذي يجثو على الكون.
ترى ماذا عساني أن أقول؟
ذروني أن أعبّر عما يختلج في جوارحي.
هي كلماتٌ لا مراء فيها ولا لبس، ولكن اختزنتها النفس.
والنفسُ إن تردها إلى قليل العيش تقنعُ، كما أنّ الطيورَ على أشكالها وأصنافِها تقعُ.
والأذن تطرب لمعسول الكلام وترامُ، وإن ترنو العين لأوّلِ نظرةٍ لا تُلامُ .
صاحٍ!
قل ما تريد قوله ونشره، ولو احتجتَ من الكلام نظمه ونثره.
فالكلام نشرٌ، والسكوت طيٌّ و سترٌ، ولا يُفهَم الكلامُ إلا بنشرِه، كما لا يستدل على المصباح إلا بضوئهِ ونورِه.
فقاعدة النظرية يثبّتها كل شاذ، والأخرى دار مستقر وملاذ.
فانهض يا غافل، فقد رحلتِ القوافل، وفي يومٍ مَا؛ اِعلم أنك راحل.
فهل أكثرت زادكَ، حين يأتي معادكَ؟
مرة التقى عارفان بالله، فقال أحدهم للآخر:
كيف أنتم والنعمة؟
فأجاب الآخر:
نحن إذا أُعطينا شكرنا، وإذا مُنعنا صبرنا.
فرد عليه الذي هو يحاوره:
هذا حالُ الكلابِ عندنا..
أما نحن إذا أُعطينا آثرنا، وإذا مُنعنا شكرنا.
وأين نحن والنعمة؟

صَمْـتْــــ~
2019-12-28, 23:38
مع ذلك السكون، الذي يجثو على الكون.
ترى ماذا عساني أن أقول؟
ذروني أن أعبّر عما يختلج في جوارحي.
هي كلماتٌ لا مراء فيها ولا لبس، ولكن اختزنتها النفس.
والنفسُ إن تردها إلى قليل العيش تقنعُ، كما أنّ الطيورَ على أشكالها وأصنافِها تقعُ.
والأذن تطرب لمعسول الكلام وترامُ، وإن ترنو العين لأوّلِ نظرةٍ لا تُلامُ .
صاحٍ!
قل ما تريد قوله ونشره، ولو احتجتَ من الكلام نظمه ونثره.
فالكلام نشرٌ، والسكوت طيٌّ و سترٌ، ولا يُفهَم الكلامُ إلا بنشرِه، كما لا يستدل على المصباح إلا بضوئهِ ونورِه.
فقاعدة النظرية يثبّتها كل شاذ، والأخرى دار مستقر وملاذ.
فانهض يا غافل، فقد رحلتِ القوافل، وفي يومٍ مَا؛ اِعلم أنك راحل.
فهل أكثرت زادكَ، حين يأتي معادكَ؟
مرة التقى عارفان بالله، فقال أحدهم للآخر:
كيف أنتم والنعمة؟
فأجاب الآخر:
نحن إذا أُعطينا شكرنا، وإذا مُنعنا صبرنا.
فرد عليه الذي هو يحاوره:
هذا حالُ الكلابِ عندنا..
أما نحن إذا أُعطينا آثرنا، وإذا مُنعنا شكرنا.
وأين نحن والنعمة؟


السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ليتنا نكون ممّن/


إذا أُعْطيَ حمِدَ وشكَر..وبرزقِه سعِدَ
وأسْعَد بذْلاً من أفضالِ الرّحمن
وإذا مُنِعَ رضيَ وأحسنَ الظنَّ بالمُعطي المنّان،
وتيقّنَ أنّ
[أقدارنا كلّها خير]


طِبْت..

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-29, 13:07
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ليتنا نكون ممّن/


إذا أُعْطيَ حمِدَ وشكَر..وبرزقِه سعِدَ
وأسْعَد بذْلاً من أفضالِ الرّحمن
وإذا مُنِعَ رضيَ وأحسنَ الظنَّ بالمُعطي المنّان،
وتيقّنَ أنّ
[أقدارنا كلّها خير]


طِبْت..


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
صمت/ أيّتها الفاضلة
وتحيّة لكِ من المولى برضاه عنكِ ورضوانه، وبلَّغكِ عفوه وغفرانه، وجعلكِ منَ السابقين ـــــ بعد عمرٍ طويلٍ ـــــ إلى رياض جنانه.
وأكرمكِ بالنظر في وجهه ونورانه.
نعم .. ليتنا.. ثم ليتنا نكون كما ذكرتِ حين كتبتِ، لأنّ النعمة لا يعرفها إلاّ من ذاقها بكل حواسيه مثلما هي الكبيرة قدرًا
صمت يا فاضلة
لا يزال للحرف في كنفِ أسطُركِ لذّة لا تدركها العُقول.
وفعلاً ما أجمله إن كان المرء لنعمة لله شاكرًا
تشرفتُ بمروركِ، وجميل ردكِ يا فاضلة.
لكِ قوافل الإمتنان تترى.
تحياتي

علي قسورة الإبراهيمي
2019-12-29, 13:14
أنتمُ الذين هنا.
هل أتاكم نبأٌ على أنّ العرسَ قد حان موعدهُ؟ وأنّ السماطَ قد قرُب نشرهُ ومُدّهُ؟
أ تـُراني ما أنا فاعلٌ؟ أ أنا في ميدانِ الحياة صائلٌ وجائلٌ؟ أم أنا لا شيء؟
سوى أنني أجمع شتات روحي على المأدبة، ثمّ أتساءل ما سببُ وجود ذاك الشحوبِ على وجهي ذات الكلوم الندبة؟
فهل أنا أمارسُ شنق بقايايّ بحبلٍ متينٍ من روحي؟ ثم ألتزم الصمتَ؛ فلا يُسمع حتى بوحي؟
فما عدت أدري.
هكذا تحلِّقُ بي الأفكارُ، فتحملني إلى تلك الفضاءات البعيدةِ، لتُــثقلَني بهموم الكونِ
ورغمَ ذلك أبتهجُ مرةً أخرى.
ميّتٌ أنا أسكن جسداً خاوياً من الروحِ، وروحٌ يحملها جسد يغدو بها كل يومٍ ويروح .
ككُل مرة أمثلُ دورًا جديداً في مسرحية الوجود. فمن أنا إذًا؟
أَ أنا روحٌ مفرغة، لتسعَ حُزن الأرضِ ومن عليها؟ أم أنا جسدٌ لا يعيشُ إلا بالوجع؟
يُسقى من الآلامِ، ويغذى بالبؤسِ.
أم أنا ذلك الأثيرُ الذي يعبُرني ويحتبسُ في حويصلتي الهوائية ، فيسبب ليّ الاختناق.
فاحتاج إلى طبيبٍ ينقلني من هذا الاختناق إلى اختناقٍ آخر حيثُ ذاتي الضائعة.

صَمْـتْــــ~
2019-12-30, 21:28
أنتمُ الذين هنا.
هل أتاكم نبأٌ على أنّ العرسَ قد حان موعدهُ؟ وأنّ السماطَ قد قرُب نشرهُ ومُدّهُ؟
أ تـُراني ما أنا فاعلٌ؟ أ أنا في ميدانِ الحياة صائلٌ وجائلٌ؟ أم أنا لا شيء؟
سوى أنني أجمع شتات روحي على المأدبة، ثمّ أتساءل ما سببُ وجود ذاك الشحوبِ على وجهي ذات الكلوم الندبة؟
فهل أنا أمارسُ شنق بقايايّ بحبلٍ متينٍ من روحي؟ ثم ألتزم الصمتَ؛ فلا يُسمع حتى بوحي؟
فما عدت أدري.
هكذا تحلِّقُ بي الأفكارُ، فتحملني إلى تلك الفضاءات البعيدةِ، لتُــثقلَني بهموم الكونِ
ورغمَ ذلك أبتهجُ مرةً أخرى.
ميّتٌ أنا أسكن جسداً خاوياً من الروحِ، وروحٌ يحملها جسد يغدو بها كل يومٍ ويروح .
ككُل مرة أمثلُ دورًا جديداً في مسرحية الوجود. فمن أنا إذًا؟
أَ أنا روحٌ مفرغة، لتسعَ حُزن الأرضِ ومن عليها؟ أم أنا جسدٌ لا يعيشُ إلا بالوجع؟
يُسقى من الآلامِ، ويغذى بالبؤسِ.
أم أنا ذلك الأثيرُ الذي يعبُرني ويحتبسُ في حويصلتي الهوائية ، فيسبب ليّ الاختناق.
فاحتاج إلى طبيبٍ ينقلني من هذا الاختناق إلى اختناقٍ آخر حيثُ ذاتي الضائعة.




السّلام عليكم




أحيانا نحتاج جميعنا إلى أطبّاء ..ومع ذلك فلا يُحصَّلُ الشّفاء حتى وإن شخّصوا لنا نوع الدّاء
وليس أفضل من أن نركُن للثّقةِ بربّ السّماء واهبِ السّكينة والصّبر على البلاء
سبحانه مجزي العطاء
-----
ثمّ يا صاحب القلم الأزرق لا تقلق وتأمّل خيرا..
يسّر الله أمورك ورزقك ما تتمنّاه.

طاهر القلب
2019-12-30, 21:45
السلام عليكم
رفيق الدرب ....
أستجمع بعض ما بقي مني هنا وهناك
فلعلي أجد حديثا يليق بمكامن الدرر
خلف أنفاسك العميقة على هاته الصفحات

أتعرف يا صاحبي ...
أنك عندما تجد متنفسا لهذا المكبوت في النفس
فأنت محظوظ مرتين ...
الأولى أنك قد امتطيت صهوة القلم
كالفارس الذي يدرك ما يقول ويفعل
والثانية أنك استرحت
من ضيق الكتمان والكبت
بين طيات الألم والنسيان
فهنيئا لكم مساحتهم البهية
تقديري

rokiaah
2020-02-19, 23:58
قلم لا يشوبه الزيف ولا استرسال الوهم وقلب لا تشوبه الشوائب
يا انت لقد أطعمتنا ثمار ابداعك فشكرا لك

rokiaah
2020-02-25, 10:07
لا تدع اليراع يجَفُ فيضيع المَكْنُون " مكنونات النفس"