تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معنى اسم الله تعالى الجبار


*عبدالرحمن*
2019-11-21, 18:40
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية

معنى اسم الله : العزيز (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217555)

معنى اسم الله تعالى. الحكيم (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217699)

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد" (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217776)

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم" (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218015)

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218124)

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218771)

معنى اسم الله عز وجل المقيت (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218929)

معنى اسم الله عز وجل القدوس (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219090)

معنى اسم الله عز وجل الواسع (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219410)

معنى اسم الله عز وجل الوكيل (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219617)

معنى اسم الله عز وجل الشهيد (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219772)

معنى اسم الله عز وجل الملك (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219894)

https://1.top4top.net/p_13907uo0x1.gif (https://up.top4top.net/)

معنى اسم الله تعالى الجبار

"الجبار له ثلاث معان :

الأول : جبر القوة

فهو سبحانه وتعالى الجبار

الذي يقهر الجبابرة

ويغلبهم بجبروته وعظمته

فكل جبار وإن عظم فهو تحت قهر الله عز وجل وجبروته في يده وقبضته .

الثاني : جبر الرحمة

فإنه سبحانه يجبر الضعيف بالغِنى والقوة

ويجبر الكسير بالسلامة

ويجبر المنكسرة قلوبهم بإزالة كسرها

وإحلال الفرج والطمأنينة فيها

وما يحصل لهم من الثواب والعاقبة الحميدة إذا صبروا على ذلك من أجله .

الثالث : جبر العلو فإنه سبحانه فوق خلقه عالٍ عليهم

وهو مع علوه قريب منهم يسمع أقوالهم

ويرى أفعالهم

ويعلم ما توسوس به نفوسهم .

قال ابن القيم في النونية في معنى الجبار :

وكـذلك الجـبار فـي أوصافه
والجبر في أوصافه قسمان

جبر الضعيف وكل قلب قد غدا
ذا كسرة فالجبر منه دان

والثاني جبـر القهر بالعـز الذي
لا ينبغي لسواه من إنسان

ولـه مسمى ثالث وهـو العلـو
فـليس يـدنو منـه إنسان

من قـولهم جبـارة للنـخلة العلـ
يـا التي فـاقت كـل بنان" انتهى .

فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله

"فتاوى العقيدة" (صـ 56) .

*عبدالرحمن*
2019-11-21, 18:41
الجبار

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الجَبَّارِ)

] أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 17، 18).

الجَبَّارُ فِي اللُّغةِ صِيغَةُ مُبَالَغَةٍ مِنِ اسْمِ الفَاعِلِ الجَابِرِ، وَهُوَ المَوْصُوفُ بالجَبْرِ، فِعْلُهُ جَبرَ يَجبُرُ جَبرًا، وَأَصلُ الجَبرِ إصلَاحُ الشَّيْءِ بِضَربٍ مِنَ القَهرِ

وَمِنْهُ جَبَر العَظْمَ أَيْ: أَصلَحَ كَسرَهُ، وَجَبَرَ الفَقِيرَ أَغنَاهُ ن وَجَبَرَ الخَاسِرَ عَوَّضَهُ، وَجَبرَ المَرِيضَ عَالَجَهُ، وَيُستَعْمَلُ الجَبرُ بِمعْنَى الإِكْرَاهِ عَلَى الفِعْلِ والإلزَامِ بِلَا تَخيرٍ

لمفردات (ص: 183)

والفائق في غريب الحديث للزمخشري (1/ 416)

ولسان العرب (4/ 113).

وَالجَبَّارُ سُبْحَانَهُ هُوَ الذِي يَجْبُرُ الفَقرَ بِالغِنَى، والمَرَضَ بِالصِحَّةِ، والخَيبَةَ والفَشَلَ بالتَّوْفِيقِ والأَمَلِ، والخَوفَ والحزنَ بالأَمنِ والاطمِئنَانِ، فَهُوَ جَبَّارٌ مُتصِفٌ بِكَثْرَةِ جَبْرِهِ حَوَائِجَ الخَلَائِقِ

المقصد الأسنى (ص: 71)

وتفسير أسماء الله للزجاج (ص: 34).

وَهُوَ الجَبَّارُ أَيضًا لِعُلُوِّهِ عَلَى خَلقِهِ، وَنَفَاذِ مَشِيئَتِهِ فِي مُلِكهِ فَلَا غَالِبَ لأَِمرِهِ وَلَا مُعَقِّبَ لِحُكمِهِ، فَمَا شَاءَ كَانَ، وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ

قَالَ أَبُو حَامِدٍ الغَزَّالِي:

«الجَبَّارُ هُوَ الذِي يُنفِذُ مَشِيئَتَهُ عَلَى سَبِيلِ الإِجْبَارِ فِي كُلِّ واحِدٍ، وَلَا تَنفُذُ فِيهِ مَشِيئَةُ أَحدٍ، الذِي لَا يَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْ قَبضَتِهِ، وَتقصُرُ الأَيدِي دُونَ حِمَى حَضْرَتِهِ، فَالجَبَّارُ المُطلَقُ

هُوَ الله سبحانه وتعالى؛ فَإِنَّهُ يَجبُرُ كُلَّ أَحَدٍ وَلَا يَجْبُرُهُ أحَدٌ، وَلَا مَثْنَوِيَّةَ فِي حَقِّهِ فِي الطَرَفَينِ»

المقصد الأسنى (74).

وَقَالَ ابنُ القَيِّمِ:

«وَأَمَّا الجَبَّارُ مِنْ أَسمَاءِ الرَبِّ تَعَالَى، هُوَ الجَبَرُوتُ وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «سُبْحَانَ ذِي الجَبَروُتِ والمَلَكُوتِ والكِبْرِيَاءِ وَالعَظَمَةِ»

فَالجَبَّارُ اسمٌ مِنْ أَسمَاءِ التَّعْظِيمِ كَالمُتَكَبِّرِ وَالمَلِكِ وَالعَظِيمِ وَالقَهَّارِ»

شفاء العليل (121).

وَالجَبَّارُ عِندَ الجَبْرِيَّةِ هُوَ الذِي يُكرِهُ العِبَادَ عَلَى الفِعلِ فَلَا اختِيَارَ لَهُم وَلَا حُرِّيَّةَ، وَهُوَ مَردُودٌ

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]

وَإِنَّمَا يَتَحَقَّقُ مَعْنَى الجَبَّارِ فِي الإِجبَارِ عَنْ إِسقاطِ الاختِيَارِ وَرفْعِ التَّكْلِيفِ وَالمسؤُولِيةِ كَالسُّنَنِ الكَوْنِيَّةِ التِي لَا تَحوِيلَ فِيهَا وَلَا تَبدِيلَ، وَكَالحَرَكَاتِ اللَّاإِرَادِيَّةِ فِي الإنسَانِ كَحَرَكَةِ القَلبِ وَسَرَيَانِ الرُّوحِ فِي الأبدَانِ.

وَالجَبَّارُ اسمٌ دَلَّ عَلَى مَعنًى مِنْ مَعَانِي العَظَمَةِ والكبرِيَاءِ، وَهُوَ فِي حَقِّ الله وَصفٌ مَحمُودٌ مِنْ مَعَانِي الكَمَالِ والجَمَالِ، وَفِي حَقِّ العِبَادِ وَصفٌ مَذمُومٌ مِنْ مَعَانِي النَقْصِ

لِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].

وُرُودُهُ فِي القُرآنِ الكريمِ:

وَرَدَ هَذَا الاسْمُ فِي القُرآنِ مَرةً واحِدَةً فِي قَولِهِ تَعَالَى: ﴿ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ﴾ [الحشر: 23].

مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ الله تَعَالَى:

قَالَ الطبَرِيُّ:

«(الجَبَّارُ): يَعْنِي المُصْلِحُ أُمُورَ خَلْقِهِ المُصَرِّفُهُم فِيمَا فِيهِ صَلاَحُهُم»

الطبري (28/ 36)

وابن كثير (4/ 343).

وَقَالَ قَتَادَةُ: «جَبَرَ خَلْقَهُ عَلَى مَا يَشَاءُ مِنْ أَمرِهِ»

رواه ابن جرير عنه بإسناد صحيح.

وَقَالَ الخَطَّابِيُّ:

«(الجَبَّارُ) هُوَ الذَِّي جَبَرَ الخَلْقَ عَلَى مَا أَرَادَ مِنْ أَمرِهِ وَنَهيِهِ، يُقَالُ: جَبَرَهُ السُلطَانُ وَأَجبَرَهُ بالأَلِفِ.

وَيُقَالُ: هُوَ الذِي جَبَرَ مَفَاقِرَ الخَلْقِ وَكَفَاهُم أَسبَابَ المَعَاشِ وَالرِّزْقِ.

وَيُقَالُ: بَلِ الجَبَّارُ العَالِي فَوقَ خَلقِهِ؛ مِنْ قَولِهم: تَجَبَّرَ النَّبَاتُ إِذَا عَلاَ واكتَهَلَ، يُقَالُ للنَّخْلَةِ التِي لَا تَنَالُهَا اليَدُ طُولًا: الجَبَّارَةُ»

شأن الدعاء (ص: 48)، وراجع تفسير الأسماء للزجاج (ص: 34 - 35)

والاعتقاد للبيهقي (ص: 55)

والقرطبي (18/ 47)

وروح المعاني (28/ 63).

وَقَالَ الشَّوْكَانِيُّ: «(الجَبَّارُ):

جَبَرُوتُ اللهِ عَظَمَتُهُ، وَالعَرَبُ تُسَمِّي المَلِكَ: الجَبَّارَ»

فتح القدير (5/ 208).

وَقَالَ السَّعْدِيُّ: «(الجَبَّارُ):

هُوَ بمَعْنَى العَلِيِّ الأعْلَى، وَبِمَعْنَى القَهَّارِ، وبمعنَى الرؤُوفِ الجَابِرِ للِقُلُوبِ المُنكَسِرَةِ، وللضَعِيفِ العَاجِزِ، وَلِمَنْ لَاذَ بِهِ وَلَجَأَ إِليهِ»

تفسير الكريم (5/ 301).

*عبدالرحمن*
2019-11-21, 18:42
فَيكُونُ مَعنى الجَبَّارِ عَلَى وُجُوهٍ:

1- (الجَبَّارُ): هُوَ العَالِي عَلَى خَلقِهِ، وَفَعَّالٌ مِنْ أَبنِيَةِ المُبَالَغَةِ.

2- (الجَبَّارُ): هُوَ المُصلحُ لِلأُمُورِ مِنْ جَبرِ الكَسرِ إِذَا أَصلَحَهُ وَجَبْرِ الفَقِيرِ إِذَا أَعَنَاهُ.

3- (الجَبَّارُ): هُوَ القَاهِرُ خَلقَهُ عَلَى مَا أَرَادَ مِنْ أَمرٍ أَوْ نَهيٍ

انظر: شرح الأسماء للرازي (ص: 197 - 198)

ولسان العرب (1/ 534).

كَمَا قَالَ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ﴾ [ق: 45]؛ أَيْ: لَستَ بِالذِي تَجبرُ هَؤلاءِ عَلَى الهُدَى، وَلَمْ تُكَلَّفْ بِذَلِكَ.

وَعَلَى المَعْنَى الأَوَّلِ يَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ، وعَلَى المَعْنَى الثَّانِي وَالثَّالِثِ يَكُونُ مِنْ صِفَاتِ الفِعْلِ.

ثمرات الإيمان باسم الله الجبار:

1- إِنَّ اللهَ تَعَالَى هُوَ الجَبَّارُ الذِي لَهُ العُلُوُّ عَلَى خَلْقِهِ، عُلُوُّ الذَّاتِ، وَعُلُو القَدْرِ وَالصِّفَاتِ، وَعُلُو القَهْرِ وَالجَبْرِ

ويأتي الكلام على العلوِّ بالتفصيل عند أسمائه تعالى (العليُّ - الأعلى - المتعال).

لاَ يدنُو مِنهُ الخَلْقُ إِلَّا بِأَمرِهِ، وَلَا يَشفَعُونَ أَوْ يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مِنْ بَعدِ إِذنِهِ، لَنْ يَبلُغُوا ضُرَّهُ فَيضُرُّوهُ، وَلَنْ يَبلغُوا نَفَعهُ فينفَعُوهُ.

2- جَبَرَ اللهُ تَعَالَى خَلْقَهُ عَلَى مَا أرادَ أنْ يكُونُوا عَلَيْهِ مِنْ خَلْقٍ، لَا يمتَنِعُ عَلَيهِ شيءٌ أَبَدًا ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82].

وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [آل عمران: 83].

وَقَالَ: ﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54].

وَقَالَ: ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ *

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾ [فصلت: 11، 12].

أَيْ: استَجِيبَا لأَمِرِي، وانفَعِلَا لِفْعِلي طائعتينِ أَوْ مُكْرَهَتَينِ.

3- واللهُ سُبحَانَهُ جَبَرَ خَلقَهُ أَيضًا عَلَى مَا شَاءَ مِنْ أَمرٍ أَوْ نَهيٍ، بِمعنَى أَنَّهُ شَرَعَ لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا ارتَضَاهُ هُوَ،

كَمَا قَالَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ﴾ [المائدة: 1].

فَشَرعَ لَهُم مِنَ الشَّرَائِعِ مَا شَاءَ، وَأَمَرَهُم باتِّبَاعِهَا وَنَهَاهُم عَنِ العُدُول عَنهَا، فَمَنْ أَطَاعَ فَلَهُ الجَنَّةُ وَمَنْ عَصَى فَلَهُ النَّارُ، وَلَمْ يَجْبُرْ أَحَدًا مِنْ خَلقِهِ عَلَى إِيمَانٍ أَوْ كُفرٍ، بَل لَهُم المَشِيئَةُ فِي ذَلِكَ

كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29].

وَقَالَ: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7 - 10]

وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يَخرُجُونَ عَنْ مَشِيئَتِهِ

وأما الجبرية الضُّلَّال فإنهم نَفَوْا أن يكون للعبد أي فعل أو اختيار

فقالوا: الإنسان كالميت الذي لا فعل له، أو كالشجر الذي تحرِّكه الريح، والفاعل في الحقيقة هو الله، وهو مع ذلك ملوم ومحاسب على فعله، هذا هو التوحيد عندهم!

وسيأتي مزيد من التفصيل في الكلام على خَلْق أفعال العباد

انظر آثار الإيمان بـ(الخالق) رقم (3).

وأما الجبرية الضُّلَّال فإنهم نَفَوْا أن يكون للعبد أي فعل أو اختيار، فقالوا: الإنسان كالميت الذي لا فعل له

أو كالشجر الذي تحرِّكه الريح، والفاعل في الحقيقة هو الله، وهو مع ذلك ملوم ومحاسب على فعله، هذا هو التوحيد عندهم!

وسيأتي مزيد من التفصيل في الكلام على خَلْق أفعال العباد، انظر آثار الإيمان بـ(الخالق) رقم (3).

وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا، وَلَم يَجعلْ لهم اختِيَارًا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [الرعد: 31]، وَقَالَ: ﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا ﴾ [السجدة: 13].

4- الجَبَرُوتُ للهِ وَحدَهُ، وَقَدْ مَدَحَ اللهُ بِهَذَا الاسمِ نَفْسَهُ وَأَمَّا فِي حَقِّ الخَلْقِ فَهُوَ مَذمُومٌ فَمَا الفَرْقُ؟

الفَرْقُ أَنَّهُ سُبحَانَهُ قَهَرَ الجَبَابِرَةَ بجبَرُوتِهِ وَعَلَاهُم بِعَظَمَتِهِ لَا يَجرِي عَلَيهِ حُكمُ حَاكِمٍ فَيَجِبُ عَلَيْهِ انقِيَادُهُ، وَلَا يتوجَّهُ عَلَيهِ أَمرُ آمِرٍ فَيلزَمُهُ امتِثَالُهُ، آمِرٌ غَيرُ مَأْمُورٍ، قَاهِرٌ غَيرُ مَقُهورٍ:

﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23].

وَأَمَّا الخَلقُ فَهُم مَوصُفُونَ بِصِفَاتِ النَّقصِ مَقهُورُونَ مَجبُورُونَ تُؤذِيهِم البَقَّةُ وَتَأْكُلُهُم الدُّودَةُ، وَتشوشُهُم الذُّبَّابَةُ، أَسِيرُ جُوعِهِ، وَصَرِيعُ شِبَعِهِ، وَمَنْ تَكُونُ هَذِهِ صِفَتُهُ كَيفَ يَلِيقُ بِهِ التَّكَبُّرُ والتَّجَبُّرُ؟!

شرح الأسماء للرازي (ص: 199).

*عبدالرحمن*
2019-11-21, 18:43
وَقَدْ أَنكَرَت الرُّسُلُ عَلَى أَقوَامِهَا صِفَةَ التَّجَبُّرِ

والتكَبُّرِ فِي الأرضِ بغَيرِ الحَقِّ، كَمَا قَالَ تَعَالَى عَنْ هُودٍ؛ أَنَّهُ

قَالَ لِقَومِهِ: ﴿ وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ [الشعراء: 130، 131]

إِلَى أَنْ قَالَ: ﴿ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الشعراء: 135]

وَلَكِنَّهُم عَانَدُوا واتَّبَعُوا أَمرَ جَبَابِرَتِهم فَهَلَكُوا أَجمَعِينَ. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴾ [هود: 59].

وَقَدْ كَانَ التَّجَبُّرُ سَبَبًا لِلطَّبعِ عَلَى قُلُوبِهِم فَلَمْ تَعرِفْ مَعرُوفًا وَلَمْ تُنكِرْ مُنْكَرًا ﴿ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴾ [غافر: 35].

وَقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ سُبْحَانَهُ الجَبَابِرةَ بالعَذَابِ والنَّكَالِ، تَوَعَّدَهُم بِجَهَنَّمَ وَبِئسَ المِهَادُ،

قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: ﴿ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ * مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ ﴾ [إبراهيم: 15 - 17].

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «يَخرُجُ عُنقٌ مِنَ النَّار يَومَ القِيَامَةِ لَهُ عَينَانِ تُبصِرَانِ، وَأُذُنَانِ تَسمَعَانِ، وَلِسَانٌ يَنطِقُ يَقُولُ: إِنَّي وُكِّلتُ بِثَلَاثةٍ: بِكُلِّ جَبَّارٍ عَنيدٍ، وَبِكُلِّ مَنْ دَعَا مَعَ اللهِ إِلَهاً آخَرَ، وَبِالمُصَوِّريِنَ»

رواه أحمد (2/ 336)، والترمذي (2698) كلاهما من طريق عبد العزيز بن مسلم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة؛ مرفوعًا، وإسناده صحيح، رجاله رجال الشيخين.

وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَحَاجَّت الجَنَّةُ وَالنَّارُ؛ فَقَالَت النَّارُ: أُوثِرتُ بِالمُتَكَبِّرِينَ وَالمُتَجَبِّرِينَ...»

رواه البخاري (4850)، ومسلم (2846)

5- الأَرضُ كُلُّهَا خُبزَةٌ بِيَدِ الجَبَّارِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يَومَ القِيَامَةِ:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدريِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَكُونُ الأَرضُ يومَ القِيامَةِ خُبزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤهَا الجَبَّارُ بِيَدِهِ كَمَا يَكفَأُ أَحَدُكُم خُبزَتَهُ فِي السَّفَرِ نُزُلاً لأِهلِ الجَنَّةِ...»

رواه البخاري (6520)، ومسلم (2792)، ومعنى «يتكفَّؤها الجبَّار بيده»:

أي: يُميلها مِن يدٍ إلى يدٍ حتى تجتمع وتستوي؛ لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها، وتكون كالرغيف العظيم، ويكون ذلك طعامًا نزلًا لأهل الجَنَّة.

6- وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَدعُو بَينَ السَّجدَتَينِ فَيقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لِي وارْحَمنِي واجْبُرْنِي وارْفَعنِي وَاهْدنِي وَعَافِني وَارزُقْنِي»

رواه أبو داود (850)، والترمذي (283)، وابن ماجه (898)، والحاكم (1/ 271)

وصححه من طريق كامل أبي العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير،

عن ابن عباس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: «اللهم اغفر...» إلخ.

ورجاله ثقات سوى كامل أبي العلاء: وهو ابن العلاء التميمي الكوفي صدوق يخطئ كذا في «التقريب»؛ فالحديث إسناده حَسَن، والله اعلم.

فَكَانَ يَدعُو بِمَا دَلَّ عَلَيهِ اسمُ (الجَبَّارِ) جَلَّ وَعَلَا.

قَالَ ابنُ الأَثِيرِ:

وَاجبُرنِي أَيْ: أغْنِني، مَنْ جَبَر اللهُ مُصِيبَتَهُ: أَيْ: رَدَّ عَلَيهِ مَا ذَهَبَ مِنهُ وَعَوَّضَهُ، وَأَصْلُهُ مِنْ جَبْر الكَسرِ

النهاية (1/ 236).

وَكَانَ يُعَظِّمُ رَبَّهُ أَيَضًا بِهَذَا الاسمِ فِي الصَّلاةِ فِي الرُّكُوعِ والسُّجُودِ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ عَوْفِ بنِ مَالِكٍ الأشجَعِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ: «سُبْحَانَ ذِي الجَبروتِ والمَلكوتِ والكِبْرياءِ والعَظَمَةِ»

حديثٌ حسَن: أخرجه أبو داود (873)، والنسائي (2/ 223) من طريق معاوية بن صالح، عن عمرو ابن قيس، عن عاصم بن حميد، عن عوف بن مالك الأشجعي.

معاوية بن صالح: هو ابن حُدير صدوق له أوهام، وعمرو بن قيس: هو ابن ثور: ثقة، وعاصم: هو السكوني مخضرم صدوق؛ فالحديث حَسَن بهذا الإسناد.

وَفِي سُجُودِهِ مثلُ ذَلِكَ.

و الله اعلم

yacine1635
2019-11-21, 21:41
شكرا لك اللهم اجعلها في ميزان حسناتك

*عبدالرحمن*
2019-11-22, 15:53
شكرا لك اللهم اجعلها في ميزان حسناتك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير