*عبدالرحمن*
2019-11-20, 17:52
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.
اخوة الاسلام
تقدم شرح الاسماء التالية
معنى اسم الله : العزيز (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217555)
معنى اسم الله تعالى. الحكيم (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217699)
كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد" (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217776)
كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم" (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218015)
كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218124)
كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218771)
معنى اسم الله عز وجل المقيت (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218929)
معنى اسم الله عز وجل القدوس (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219090)
معنى اسم الله عز وجل الواسع (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219410)
معنى اسم الله عز وجل الوكيل (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219617)
معنى اسم الله عز وجل الشهيد (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219772)
https://1.top4top.net/p_13907uo0x1.gif (https://up.top4top.net/)
معنى اسم الله عز وجل الملك
1 – ورودُ اسم ( الملِك ) في القرآن والسنة :
ورد هذا الاسم كثيراً في الكتاب والسنة
ففي القرآن الكريم في قوله تعالى : " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ " [الحشر:23] .
وروى مسلم (771) ، والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : ( وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ
وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ) .
وفي صحيح مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يَنْزِلُ الله تعالى إِلى السماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلةٍ حين يَمضي ثُلُثُ الليلِ الأولُ فيقول : أَنَا الملكُ ، أنا الملكُ ، مَنْ ذَا الذي يدعوني فأستجيب له "
[أخرجه البخاري ومسلم] .
لذلك روى البخاري (615) ، ومسلم (437) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا .
ساعات الفجر ساعات مباركة ، ساعات الإجابة .
قال الله تعالي
" أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً " [الإسراء:78-79] .
2 – مِن لازمِ اسم ( الملِك ) نفاذُ أمرِه في مُلكِه :
أيها الإخوة ( الملك ) أمره نافذ في ملكه ، قد يكون الإنسان مالكاً ، وأمره ليس نافذاً في ملكه ، أما ( الملك ) فأمْرُه نافذ في ملكه ، لذلك في بعض الآثار القدسية :
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8962) ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 388) عن الْمِقْدَام بْن دَاوُدَ ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ
قَالَ : ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ خَلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مَالِكُ الْمُلْكِ وَمَالِكُ الْمُلُوكِ قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي
وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا أَطَاعُونِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا عَصَوْنِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالسَّخَطِ وَالنِّقْمَةِ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ
إِذًا فَلَا تَشْغِلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ وَلَكِنِ اشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالذِّكْرِ وَالتَّفَرُّغِ إِلَى أَكْفِكُمْ مُلُوكَكَمْ ) .
و للامانه الحديث ضعيف جدا
3 – لا ملِك حقيقةً إلا الله :
أيها الإخوة ، العلماء يؤكدون أنه لا ملِك إلا الله حقيقية ، الذي يملك كل شيء خلقاً ، وتصرفاً ، ومصيراً ، لكن هذا لا يمنع أن يسمى إنسان ملكاً
قال تعالى : " وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً " [الكهف:79] أما ( الملِك ) الحقيقي فهو الله الذي يملك كل شيء .
بشرح مفصل :
كل شيء يُملَك يملكه الله ، سمعُك بيده ، وبصرك بيده ، وقوتك بيده ، ومَن حولك بيده ، ومن فوقك بيده ، ومن تحتك بيده ، والتوفيق بيده
والنصر بيده ، والحفظ بيده ، وحينما توقن أنه لا إله إلا الله ، وأنه ( الملك ) أمرُه نافذ في ملكه ، تتجه إليه وحده .
4 – لابد للمسلم من التوجُّه للملِك الحقيقي :
دائماً وأبداً أضرب هذا المثل : لو أن لك معاملة لها أثر مصيري في حياتك ، والمفوّض بالتوقيع على الموافقة رجل واحد في كل هذا البناء ، والبناء من عشرة طوابق
فيه ألف موظف ، الذي هو مفوّض بالموافقة على طلبك هو المدير العام ، هل تبذل ماء وجهك لغير هذا المدير العام ؟ مستحيل ! هل تتضعضع أمام موظف صغير ؟ ما دام هذا الأمر بيد مدير العام ، إذاً تتجه إليه وحده .
حينما تؤمن أن كل شؤونك بيد الله .
" وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ " [هود:123] .
متى أمرك أن تعبده ؟
بعد أن طمأنك أن الأمر كله بيده ، فحينما تؤمن أنه لا إله إلا الله ، ولا معطي ، ولا مانع ، ولا خافض ، ولا رافع ، ولا معز ، ولا مذل ، ولا موفق ولا حافظ ، ولا ناصر إلا الله ، تتجه إليه .
المشكلة الأولى في حياة المسلمين أن توحيدهم ضعيف ، فلما ضعف توحيدهم وقعوا فيما هم فيه ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
أيها الإخوة ، الله عز وجل ملكٌ مطلقاً ، يملك كما قلت خلقاً ، وتصرفاً ، ومصيراً ، وأنت كإنسان قد تملك شيئاً ولا تنتفع به ، وقد تنتفع بشيء ولا تملكه
وقد تنتفع وتملك ، لكن المصير ليس إليك ، لك بيت تملكه رقبة ، وتملك منفعته ، أي تسكنه
لكن قد يأتي قرار تنظيمي للمدينة يؤخذ منك بأبخس الأثمان ، فقد تملك ولا تنتفع ، وقد تنتفع ولا تملك ، وقد تنتفع وتملك ، والمصير ليس إليك .
أما إذا قلنا : الله ( الملك ) يعني أن ملكه مطلق ، خلقاً ، تصرفاً ، ومصيراً .
5 – من لوازم ( الملِك ) استغناءه عن المخلوقات :
معنى ( الملك ) أنه يستغني في ذاته ، وصفاته
وأفعاله عن كل موجود ، أما الإنسان فوجوده مرتبط بإمداد الله له ، ففي أية لحظة يقطع الله عنه الإمداد يموت ، فما هو الموت ؟ الموت انقطاع المدد الإلهي
وفي أي لحظة يفقد الإنسان حياته ، يكون شخصاً مهماً فيصبح خبراً ، يكون ذا هيبة وسلطان فيصبح قصة ، يكون شخصاً يركب طائرة فيعود بضاعة في نعش لها معاملات معقدة في التخليص .
فالله عز وجل ملِك حقيقي ، لأنه يستغني عن كل موجود ، ووجوده ذاتي ، مِن هنا كان هناك عبد القهر ، وجميع بني البشر عبيد لله عز وجل
بمعنى أنهم في قبضة الله ، في أي لحظة تنتهي الحياة ، لأتفه الأسباب ، سكتة دماغية ، سكتة قلبية ، حادث طارئ ، فهم عبيدُ قهرٍ ، أما المؤمنون لأنهم عرفوا الله اختياراً
وأطاعوه اختياراً ، وأحسنوا إلى خلقه اختياراً ، وأقبلوا عليه اختياراً فهم عباد ، جمع عبد الشكر ، وعبد القهر جمعه عبيد .
" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ " [فصلت:46] .
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.
اخوة الاسلام
تقدم شرح الاسماء التالية
معنى اسم الله : العزيز (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217555)
معنى اسم الله تعالى. الحكيم (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217699)
كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد" (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217776)
كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم" (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218015)
كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218124)
كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218771)
معنى اسم الله عز وجل المقيت (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218929)
معنى اسم الله عز وجل القدوس (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219090)
معنى اسم الله عز وجل الواسع (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219410)
معنى اسم الله عز وجل الوكيل (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219617)
معنى اسم الله عز وجل الشهيد (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219772)
https://1.top4top.net/p_13907uo0x1.gif (https://up.top4top.net/)
معنى اسم الله عز وجل الملك
1 – ورودُ اسم ( الملِك ) في القرآن والسنة :
ورد هذا الاسم كثيراً في الكتاب والسنة
ففي القرآن الكريم في قوله تعالى : " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ " [الحشر:23] .
وروى مسلم (771) ، والنسائي (897) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
: " أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : ( وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ
وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ
وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ ) .
وفي صحيح مسلم أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يَنْزِلُ الله تعالى إِلى السماءِ الدُّنيا كُلَّ لَيلةٍ حين يَمضي ثُلُثُ الليلِ الأولُ فيقول : أَنَا الملكُ ، أنا الملكُ ، مَنْ ذَا الذي يدعوني فأستجيب له "
[أخرجه البخاري ومسلم] .
لذلك روى البخاري (615) ، ومسلم (437) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ، لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا .
ساعات الفجر ساعات مباركة ، ساعات الإجابة .
قال الله تعالي
" أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً " [الإسراء:78-79] .
2 – مِن لازمِ اسم ( الملِك ) نفاذُ أمرِه في مُلكِه :
أيها الإخوة ( الملك ) أمره نافذ في ملكه ، قد يكون الإنسان مالكاً ، وأمره ليس نافذاً في ملكه ، أما ( الملك ) فأمْرُه نافذ في ملكه ، لذلك في بعض الآثار القدسية :
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8962) ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (2/ 388) عن الْمِقْدَام بْن دَاوُدَ ، قَالَ: ثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ: ثَنَا وَهْبُ بْنُ رَاشِدٍ
قَالَ : ثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ خَلَاسِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا مَالِكُ الْمُلْكِ وَمَالِكُ الْمُلُوكِ قُلُوبُ الْمُلُوكِ بِيَدِي
وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا أَطَاعُونِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَإِنَّ الْعِبَادَ إِذَا عَصَوْنِي حَوَّلْتُ قُلُوبَ مُلُوكِهِمْ عَلَيْهِمْ بِالسَّخَطِ وَالنِّقْمَةِ فَسَامُوهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ
إِذًا فَلَا تَشْغِلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالدُّعَاءِ عَلَى الْمُلُوكِ وَلَكِنِ اشْغَلُوا أَنْفُسَكُمْ بِالذِّكْرِ وَالتَّفَرُّغِ إِلَى أَكْفِكُمْ مُلُوكَكَمْ ) .
و للامانه الحديث ضعيف جدا
3 – لا ملِك حقيقةً إلا الله :
أيها الإخوة ، العلماء يؤكدون أنه لا ملِك إلا الله حقيقية ، الذي يملك كل شيء خلقاً ، وتصرفاً ، ومصيراً ، لكن هذا لا يمنع أن يسمى إنسان ملكاً
قال تعالى : " وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً " [الكهف:79] أما ( الملِك ) الحقيقي فهو الله الذي يملك كل شيء .
بشرح مفصل :
كل شيء يُملَك يملكه الله ، سمعُك بيده ، وبصرك بيده ، وقوتك بيده ، ومَن حولك بيده ، ومن فوقك بيده ، ومن تحتك بيده ، والتوفيق بيده
والنصر بيده ، والحفظ بيده ، وحينما توقن أنه لا إله إلا الله ، وأنه ( الملك ) أمرُه نافذ في ملكه ، تتجه إليه وحده .
4 – لابد للمسلم من التوجُّه للملِك الحقيقي :
دائماً وأبداً أضرب هذا المثل : لو أن لك معاملة لها أثر مصيري في حياتك ، والمفوّض بالتوقيع على الموافقة رجل واحد في كل هذا البناء ، والبناء من عشرة طوابق
فيه ألف موظف ، الذي هو مفوّض بالموافقة على طلبك هو المدير العام ، هل تبذل ماء وجهك لغير هذا المدير العام ؟ مستحيل ! هل تتضعضع أمام موظف صغير ؟ ما دام هذا الأمر بيد مدير العام ، إذاً تتجه إليه وحده .
حينما تؤمن أن كل شؤونك بيد الله .
" وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ " [هود:123] .
متى أمرك أن تعبده ؟
بعد أن طمأنك أن الأمر كله بيده ، فحينما تؤمن أنه لا إله إلا الله ، ولا معطي ، ولا مانع ، ولا خافض ، ولا رافع ، ولا معز ، ولا مذل ، ولا موفق ولا حافظ ، ولا ناصر إلا الله ، تتجه إليه .
المشكلة الأولى في حياة المسلمين أن توحيدهم ضعيف ، فلما ضعف توحيدهم وقعوا فيما هم فيه ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
أيها الإخوة ، الله عز وجل ملكٌ مطلقاً ، يملك كما قلت خلقاً ، وتصرفاً ، ومصيراً ، وأنت كإنسان قد تملك شيئاً ولا تنتفع به ، وقد تنتفع بشيء ولا تملكه
وقد تنتفع وتملك ، لكن المصير ليس إليك ، لك بيت تملكه رقبة ، وتملك منفعته ، أي تسكنه
لكن قد يأتي قرار تنظيمي للمدينة يؤخذ منك بأبخس الأثمان ، فقد تملك ولا تنتفع ، وقد تنتفع ولا تملك ، وقد تنتفع وتملك ، والمصير ليس إليك .
أما إذا قلنا : الله ( الملك ) يعني أن ملكه مطلق ، خلقاً ، تصرفاً ، ومصيراً .
5 – من لوازم ( الملِك ) استغناءه عن المخلوقات :
معنى ( الملك ) أنه يستغني في ذاته ، وصفاته
وأفعاله عن كل موجود ، أما الإنسان فوجوده مرتبط بإمداد الله له ، ففي أية لحظة يقطع الله عنه الإمداد يموت ، فما هو الموت ؟ الموت انقطاع المدد الإلهي
وفي أي لحظة يفقد الإنسان حياته ، يكون شخصاً مهماً فيصبح خبراً ، يكون ذا هيبة وسلطان فيصبح قصة ، يكون شخصاً يركب طائرة فيعود بضاعة في نعش لها معاملات معقدة في التخليص .
فالله عز وجل ملِك حقيقي ، لأنه يستغني عن كل موجود ، ووجوده ذاتي ، مِن هنا كان هناك عبد القهر ، وجميع بني البشر عبيد لله عز وجل
بمعنى أنهم في قبضة الله ، في أي لحظة تنتهي الحياة ، لأتفه الأسباب ، سكتة دماغية ، سكتة قلبية ، حادث طارئ ، فهم عبيدُ قهرٍ ، أما المؤمنون لأنهم عرفوا الله اختياراً
وأطاعوه اختياراً ، وأحسنوا إلى خلقه اختياراً ، وأقبلوا عليه اختياراً فهم عباد ، جمع عبد الشكر ، وعبد القهر جمعه عبيد .
" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ " [فصلت:46] .