*عبدالرحمن*
2019-11-02, 16:59
اخوة الاسلام
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
حول شبهة تعفن جسد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الموت.
السؤال
ألقى أحد النصارى شبهة يقولون فيها : إن الرسول قال : إن اجساد الانبياء لا تتعفن
ثم قالوا : إن رسول الاسلام قد تعفن جسده ، مستشهدين بروايتين هما:
1- أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرني عوف عن الحسن قال : " لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتمر أصحابه فقالوا : تربصوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم لعله عرج به
قال : فتربصوا حتى ربا بطنه ، فقال أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " ، وهذه الرواية تم تخريجها بعدة طرق ..لكن كلها ضعيفة ، وفيها علل بإذن الله
فلا بأس من تلك الرواية . 2-وفي حديث عكرمة : " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين فحبس بقية يومه وليلته والغد
حتى دفن ليلة الثلاثاء ، وقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح موسى ، والله لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم
فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما توعد ويقول، فقام العباس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، وإنه لبشر ، وإنه يأسن كما يأسن البشر، أي قوم، فادفنوا صاحبكم "
وذكرت تلك الرواية باسناد آخر وهو : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب أخبرني أنس بن مالك قال : " لما توفي رسول.... " .......
أرجو الرد على تلك الشبهة من حيث تضعيف الروايتين الخاصتين بأسون جسد النبى أو بتوضيحهما .
الجواب
الحمد لله
أولا :
من المعلوم أن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
وقد جاء في ذلك عدة أحاديث
ومن أشهرها :
ما أخرجه أحمد في "مسنده" (16162) ، وأبو داود في "سننه" (1047) ، والنسائي في "سننه" (1374) ، من حديث أوس بن أوس قال: قال رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلم :
إن مِنْ أفضل أيامِكُم يومَ الجُمعة: فيه خُلِقَ آدَمُ ، وفيه قُبِضَ ، وفيه النَّفْخةُ ، وفيه الصَعقةُ
فأكثروا على مِن الصلاةِ فيه ، فإن صلاتكم معروضة علىّ قال: قالوا: يا رسولَ الله ، وكيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أرَمْتَ؟ يقولون: بَلِيت ، فقال: إن الله عز وجل حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء .
والحديث صححه الإمام النووي في "خلاصة الأحكام" (1441)
وابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص81)
والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (962) .
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (7/218)
:" ولم يقم دليل على فناء جسمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بل جاء في بعض الأخبار ما يدل على بقياه صلوات الله عليه " انتهى .
وقال ابن القيم في "الروح" (ص44)
:" وَمَعْلُوم بِالضَّرُورَةِ : أَن جسده فِي الأَرْض طري مَطَرا ، وَقد سَأَلَهُ الصَّحَابَة كَيفَ تعرض صَلَاتنَا عَلَيْك وَقد أرمت ؟ فَقَالَ : إِن الله حرم على الأَرْض أَن تَأْكُل أجساد الْأَنْبِيَاء " انتهى .
وهذا الحكم وهو المنع من أن تأكل الأرض أجساد الأنبياء حكم خاص بهم دون البشر ، فإنه ما من إنسان إلا ويبلى جسده
كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في "صحيحه" (4935) ، ومسلم في "صحيحه" (1955) ، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى ، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (18/173) في شرح هذا الحديث:
" وَظَاهِرُ هَذَا الْحَدِيثِ وَعُمُومُهُ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ بَنُو آدَمَ كُلُّهُمْ فِي ذَلِكَ سَوَاءً .
إِلَّا أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي أَجْسَادِ الْأَنْبِيَاءِ وَالشُّهَدَاءِ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَأْكُلُهُمْ ، وَحَسْبُكَ مَا جَاءَ فِي شُهَدَاءِ أُحُدٍ وَغَيْرِهِمْ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِيمَا مَضَى مِنْ كِتَابِنَا ؟
وَهَذَا يَدُلُّ : عَلَى أَنَّ هَذَا لَفْظُ عُمُومٍ ، وَيَدْخُلُهُ الْخُصُوصُ مِنَ الْوُجُوهِ الَّتِي ذَكَرْنَا .
فَكَأَنَّهُ قَالَ : كُلُّ مَنْ تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ ، فَإِنَّهُ لَا تَأْكُلُ مِنْهُ عَجْبَ الذَّنَبِ ، وَإِذَا جَازَ أَنْ لَا تَأْكُلَ الْأَرْضُ عَجْبَ الذَّنَبِ ، جَازَ أَنْ لَا تَأْكُلَ الشُّهَدَاءَ .
وَذَلِكَ كُلُّهُ حُكْمُ اللَّهِ وَحِكْمَتُهُ ، وَلَيْسَ فِي حُكْمِهِ إِلَّا مَا شَاءَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ .
وَإِنَّمَا نَعْرِفُ مِنْ هَذَا مَا عَرَفْنَا بِهِ ، وَنُسَلِّمُ لَهُ إِذْ جَهِلْنَا عِلَّتَهُ ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بِرَأْيٍ ، وَلَكِنَّهُ قَوْلُ مَنْ يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى .
أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
حول شبهة تعفن جسد الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الموت.
السؤال
ألقى أحد النصارى شبهة يقولون فيها : إن الرسول قال : إن اجساد الانبياء لا تتعفن
ثم قالوا : إن رسول الاسلام قد تعفن جسده ، مستشهدين بروايتين هما:
1- أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرني عوف عن الحسن قال : " لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتمر أصحابه فقالوا : تربصوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم لعله عرج به
قال : فتربصوا حتى ربا بطنه ، فقال أبو بكر من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " ، وهذه الرواية تم تخريجها بعدة طرق ..لكن كلها ضعيفة ، وفيها علل بإذن الله
فلا بأس من تلك الرواية . 2-وفي حديث عكرمة : " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الإثنين فحبس بقية يومه وليلته والغد
حتى دفن ليلة الثلاثاء ، وقالوا : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمت، ولكنه عرج بروحه كما عرج بروح موسى ، والله لا يموت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع أيدي أقوام وألسنتهم
فلم يزل عمر يتكلم حتى أزبد شدقاه مما توعد ويقول، فقام العباس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات، وإنه لبشر ، وإنه يأسن كما يأسن البشر، أي قوم، فادفنوا صاحبكم "
وذكرت تلك الرواية باسناد آخر وهو : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب أخبرني أنس بن مالك قال : " لما توفي رسول.... " .......
أرجو الرد على تلك الشبهة من حيث تضعيف الروايتين الخاصتين بأسون جسد النبى أو بتوضيحهما .
الجواب
الحمد لله
أولا :
من المعلوم أن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
وقد جاء في ذلك عدة أحاديث
ومن أشهرها :
ما أخرجه أحمد في "مسنده" (16162) ، وأبو داود في "سننه" (1047) ، والنسائي في "سننه" (1374) ، من حديث أوس بن أوس قال: قال رسولُ الله- صلَّى الله عليه وسلم :
إن مِنْ أفضل أيامِكُم يومَ الجُمعة: فيه خُلِقَ آدَمُ ، وفيه قُبِضَ ، وفيه النَّفْخةُ ، وفيه الصَعقةُ
فأكثروا على مِن الصلاةِ فيه ، فإن صلاتكم معروضة علىّ قال: قالوا: يا رسولَ الله ، وكيفَ تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أرَمْتَ؟ يقولون: بَلِيت ، فقال: إن الله عز وجل حرَّم على الأرض أجساد الأنبياء .
والحديث صححه الإمام النووي في "خلاصة الأحكام" (1441)
وابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص81)
والشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" (962) .
قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (7/218)
:" ولم يقم دليل على فناء جسمه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بل جاء في بعض الأخبار ما يدل على بقياه صلوات الله عليه " انتهى .
وقال ابن القيم في "الروح" (ص44)
:" وَمَعْلُوم بِالضَّرُورَةِ : أَن جسده فِي الأَرْض طري مَطَرا ، وَقد سَأَلَهُ الصَّحَابَة كَيفَ تعرض صَلَاتنَا عَلَيْك وَقد أرمت ؟ فَقَالَ : إِن الله حرم على الأَرْض أَن تَأْكُل أجساد الْأَنْبِيَاء " انتهى .
وهذا الحكم وهو المنع من أن تأكل الأرض أجساد الأنبياء حكم خاص بهم دون البشر ، فإنه ما من إنسان إلا ويبلى جسده
كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في "صحيحه" (4935) ، ومسلم في "صحيحه" (1955) ، من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَيْسَ مِنَ الإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى ، إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ ، وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الخَلْقُ يَوْمَ القِيَامَةِ .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" (18/173) في شرح هذا الحديث:
" وَظَاهِرُ هَذَا الْحَدِيثِ وَعُمُومُهُ يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ بَنُو آدَمَ كُلُّهُمْ فِي ذَلِكَ سَوَاءً .
إِلَّا أَنَّهُ قَدْ رُوِيَ فِي أَجْسَادِ الْأَنْبِيَاءِ وَالشُّهَدَاءِ أَنَّ الْأَرْضَ لَا تَأْكُلُهُمْ ، وَحَسْبُكَ مَا جَاءَ فِي شُهَدَاءِ أُحُدٍ وَغَيْرِهِمْ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِيمَا مَضَى مِنْ كِتَابِنَا ؟
وَهَذَا يَدُلُّ : عَلَى أَنَّ هَذَا لَفْظُ عُمُومٍ ، وَيَدْخُلُهُ الْخُصُوصُ مِنَ الْوُجُوهِ الَّتِي ذَكَرْنَا .
فَكَأَنَّهُ قَالَ : كُلُّ مَنْ تَأْكُلُهُ الْأَرْضُ ، فَإِنَّهُ لَا تَأْكُلُ مِنْهُ عَجْبَ الذَّنَبِ ، وَإِذَا جَازَ أَنْ لَا تَأْكُلَ الْأَرْضُ عَجْبَ الذَّنَبِ ، جَازَ أَنْ لَا تَأْكُلَ الشُّهَدَاءَ .
وَذَلِكَ كُلُّهُ حُكْمُ اللَّهِ وَحِكْمَتُهُ ، وَلَيْسَ فِي حُكْمِهِ إِلَّا مَا شَاءَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ .
وَإِنَّمَا نَعْرِفُ مِنْ هَذَا مَا عَرَفْنَا بِهِ ، وَنُسَلِّمُ لَهُ إِذْ جَهِلْنَا عِلَّتَهُ ، لِأَنَّهُ لَيْسَ بِرَأْيٍ ، وَلَكِنَّهُ قَوْلُ مَنْ يَجِبُ التَّسْلِيمُ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى .