تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القرآن حجة لك أو عليك


أبوإبراهيــم
2019-10-23, 17:13
قال النبي صلى الله عليه وسلم : إسباغُ الوضوءِ شطرُ الإيمانِ و الحمدُ للهِ تملأ الميزانَ ، و سبحان اللهِ و الحمدُ للهِ تملآنِ أو تملأ ما بين السماءِ و الأرضِ ، و الصلاةُ نورٌ ، و الصدقةُ برهانٌ ، و الصبرُ ضياءٌ ، و القرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك ، كلُّ الناسِ يَغدو ، فبائعٌ نفسَه ، فمُعتِقُها أو موبِقُها

الراوي:أبو مالك الأشعري المحدث:الألباني المصدر:صحيح الترغيب الجزء أو الصفحة:189

إن القرآن الكريم ليس حروفا تتلى ولا أصوات تسمع ولا رواية تروى ، بل هو كلام رب العالمين الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى وهو شفاء لما في الصدور وتطهير للقلوب من دنس الشبهات والشهوات ولهذا أمر الله سبحانه بتدبر القرآن والعمل به لكي يحصل المقصود .

عن ابن مسعود قال: " إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ: كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٌ خُطَبَاؤُهُ، قَلِيلٌ سُؤَّالُهُ، كَثِيرٌ مُعْطُوهُ، الْعَمَلُ فِيهِ قَائِدٌ لِلْهَوَى. وَسَيَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ: قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ، كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ، الْهَوَى فِيهِ قَائِدٌ لِلْعَمَلِ، اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ - فِي آخِرِ الزَّمَانِ- خيرٌ مِنْ بعض العمل"
اخرجه البخاري في الأدب المفرد- بَابُ الْغِنَاءِ وَاللَّهْوِ - الجملة الأخيرة أوردها الحافظ في "الفتح" (10/510) من رواية المؤلف وقال: "وسنده صحيح، ومثله لا يقال من قبل الرأي- وحسنه الالباني رحمه الله تعالى في صحيح الأدب المفرد..



إنّه لمن الخزي والعار أن تجد من يحمل القرآن في صدره و أعماله وأقواله و معتقاداته مخالفة تماما لما حمل في صدره .

كم من حافظ لكتاب الله يوالي وينصر الكفار بأقواله ويخذل المسلمين ويسفههم ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ .... الأية .


كم من حافظ لكتاب الله لا يقيم للشرك إعتبارا ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ

وقوله تعالى : إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا

كم من حافظ لكتاب الله يوالي ويعادي على الوطن أو على العرق ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ .


كم من حافظ لكتاب الله يحرّض على الخروج على حكام المسلمين ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ....... الأية

كم من حافظ لكتاب الله وتجده يكذب لدرجة الخروج عن فطرة الإنسان السوي التي أودعها الله في خلقه ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ (221) تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (222) الشعراء .


كم من حافظ لكتاب الله وتجده يدعو لدولة القانون ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
وقوله : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة:45]

وقوله : ، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة:47]


كم من حافظ لكتاب الله تجده يدعو لحكم الشعب وأن السيّد هو الشعب ولا يحكم أحد الشعب إلّا بما يرضي الشعب ، أوضاق صدره الذي حفظ القرآن عن قوله تعالى : وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ [المائدة:49] ثم قال بعدها: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ

يا أيها الحافظ لكتاب الله ، لا تحسب أن هذه كرامة بل هذه أمانة ، فالقرآن حجة لك أو عليك

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

*عبدالرحمن*
2019-10-23, 19:01
السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة

فالاشتغال بكتاب الله تعالى من أفضل الأعمال وأكثرها ثواباً عند الله تعالى

فقد قال صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران. متفق عليه، وهذا اللفظ لمسلم.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم:

وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران أجر القراءة وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته. قال القاضي وغيره من العلماء:

وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به

بل الماهر أفضل وأكثر أجراً لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة

ولم يذكر هذه المنزلة لغيره، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه. انتهى

والقرآن حجة لمن اتبعه وعمل بما فيه

وحجة على من أعرض عنه ولم يعمل به

فقد قال صلى الله عليه وسلم: والقرآن حجة لك أو عليك. رواه مسلم.

قال المناوي

في فيض القدير: والقرآن حجة لك يدلك على النجاة إن عملت به، أو عليك إن أعرضت عنه فيدل على سوء عاقبتك.

قال القونوي: الحجة البرهان الشاهد بصحة الدعوى كمن آمن به أنه كلام الله ومنزل من عنده ومظهر لعلمه من حيث اشتماله على الترجمة عن أحوال الخلق من حيث تعينها لديه سبحانه

وترجمة عن صور شؤونه فيهم وعندهم وعن أحوال الخلق بعضهم من بعض ورد تأويل ما لم يطلع عليه من أسراره إلى ربه وإنفاذ ما تضمنته من الأوامر والنواهي

مع التأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه دون تردد أو ارتياب وارتباط وتسلط بتأويل متحكم بنتيجة نظره القاصر كان حجة وشاهداً له، ومن لم يكن كذلك كان حجة عليه. انتهى

وفي الختام ننصحك بالاهتمام بكتاب الله تعالى

وبذل الجهد في سبيل حفظه كله أو ما أمكن منه

والعمل بما تضمنه بامتثال ما فيه من أوامر واجتناب ما فيه من نواهي

وسيكون حجة لك إن شاء الله تعالى.

.

أبوإبراهيــم
2019-10-24, 14:12
السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة

فالاشتغال بكتاب الله تعالى من أفضل الأعمال وأكثرها ثواباً عند الله تعالى

فقد قال صلى الله عليه وسلم: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران. متفق عليه، وهذا اللفظ لمسلم.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم:

وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران أجر القراءة وأجر بتتعتعه في تلاوته ومشقته. قال القاضي وغيره من العلماء:

وليس معناه الذي يتتعتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به

بل الماهر أفضل وأكثر أجراً لأنه مع السفرة وله أجور كثيرة

ولم يذكر هذه المنزلة لغيره، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى وحفظه وإتقانه وكثرة تلاوته وروايته كاعتنائه حتى مهر فيه. انتهى

والقرآن حجة لمن اتبعه وعمل بما فيه

وحجة على من أعرض عنه ولم يعمل به

فقد قال صلى الله عليه وسلم: والقرآن حجة لك أو عليك. رواه مسلم.

قال المناوي

في فيض القدير: والقرآن حجة لك يدلك على النجاة إن عملت به، أو عليك إن أعرضت عنه فيدل على سوء عاقبتك.

قال القونوي: الحجة البرهان الشاهد بصحة الدعوى كمن آمن به أنه كلام الله ومنزل من عنده ومظهر لعلمه من حيث اشتماله على الترجمة عن أحوال الخلق من حيث تعينها لديه سبحانه

وترجمة عن صور شؤونه فيهم وعندهم وعن أحوال الخلق بعضهم من بعض ورد تأويل ما لم يطلع عليه من أسراره إلى ربه وإنفاذ ما تضمنته من الأوامر والنواهي

مع التأدب بآدابه والتخلق بأخلاقه دون تردد أو ارتياب وارتباط وتسلط بتأويل متحكم بنتيجة نظره القاصر كان حجة وشاهداً له، ومن لم يكن كذلك كان حجة عليه. انتهى

وفي الختام ننصحك بالاهتمام بكتاب الله تعالى

وبذل الجهد في سبيل حفظه كله أو ما أمكن منه

والعمل بما تضمنه بامتثال ما فيه من أوامر واجتناب ما فيه من نواهي

وسيكون حجة لك إن شاء الله تعالى.

.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكرا لك أخي على هذه الإضافة