مشاهدة النسخة كاملة : 【⌘】هل نقابل العنف بالعنف؟【⌘】
صَمْـتْــــ~
2019-10-16, 21:48
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
================================================
كنتُ جالسة بانتظار دوري لدفع فاتورة الهاتف، فإذا بشخصٍ يصرخ بكلّ قِواه في وجه عاملٍ
بتلك المصلحة، بل وزاد على صُراخِه شتمَه كما لو كان يتعمّد استفزازَ غضبِ الشابّ،
ليختتِم تهجّمه بضرِب جانب المكتب بطريقةٍ جعلتني أقول في قرارة نفسي:
حتما ذلك الشابّ لن يُقاوَم صبرَه أكثر، ليقوم بضربه أو على الأقلّ يرُدّ عليه بالألفاظِ نفسِها..
لكنّ الغريب في الأمر أنّ هذا الأخير لزِم مقعَدَه، بل ولزِمَ هدوءَه الذي لم يهتزّ لقاء ما تلقّاه
من الرّجُل الكهل وحينما أنهى ما كان يكتُب سلّم للمعني استمارتَه مبتسِما وقال:
تفضَّل، أنهيتُ ما عليّ وقمتُ بالتّبليغ عن مشكلتِك للمصْلحة المعنيّة.
نظرتُ لصاحب المشكلة فبدا لي كمن سُكِب على رأسِه دلو ماءٍ باردٍ !
لم يجِد ما يقول..حتّى أنّ طريقة تناوله للورقة أبدت توتُّره، فما كان إلاّ أنِ انصرَف
دون التفاته لأيٍّ من الجوانِب
فتقدّم مكانه صاحب الدّور، وقال: يا أخي كدتُ أنطق مكانك وأردّ له الصّاعَ صاعين..
كيف أمكنك أن تتحكّم في غضبِك؟
فقال الشابّ: أتعلم كم مرّةً يسارع فيها بعض الأشخاص لإلقاء اللّوم علينا –حتّى وحلّ أعطالهم ليس بأيدينا-؟
فهل عليّ أن أفقد أعصابي بعدد مرّات تهجّمهم علينا؟
ثمّ دعنا من هذا..هل نقابل العنف بالعنف؟
================================================
وعلى غرارِ ما قالَه أتساءل بدوري:
هل نقابلُ العنفَ بالعنف أم نأخذ بالأسهل الذي يحول ربّما دون حدوث توابع الغضَب؟
صدّقوني، تأثّرتُ لكلامه، وحضرني حينها مشهد الخلافات التي وإن اعتدنا رؤيتها بواقعنا المعيش
فنحن نراها بمختلف مواقع التّواصل، ومن بينها [منتدانا]
حيث عادةً ما يتمسّك كلّ طرف في النّزاع بموقفه –حتّى وهو مخطئ- شاهرا سلاح التّجريح
في الآخر بكلّ ما حضر فكره دون مبالاةٍ لحجم الإساءة التي قد يوقعُها على نفسيّته،
ودون النّظر لأخلاق المسلم التي يُعتبر [الرّفق] من أهمّ جواهرِها.
ثمّ أين نحن من قول رسولنا الكريم عليه أزكى الصّلاة والتّسليم:
[إنّ الرّفقَ لا يكون في شيء إلاّ زانَه ولا يُنزعُ من شيءٍ إلاّ شانَه]صحيح مسلِم.
فلنكُن من أهْلِ الطيِّبات، وممّن لا يُلينون جانبَهُم جُبْناً أو تملُّقاً..بل يقينا في أنّه تصرّفُ المسلِم الحقّ،
الذي يتّسمُ بالهدوءِ واللُّطفِ والتّواضُعِ في معاملةِ غيْرِه.
ولن يُنقِصَ ذلك من قدْرِنا في شيءٍ، بل قد يجعلُنا أقرب إلى اللهِ بأخلاقِنا.
======
تُشرّفُني آراؤكم..
صَمْـتْــــ~
2019-10-19, 20:34
طرح جميل هادف أختي صمت ..
و بما أن ما تفضلت به يحتمل بعض [ النقاش ] ..
سأدلي برأيي مع إبراز بعض النقاط ..
الحلم و العفو و الإحسان و التجاوز و الغفران و كظم الغيظ ..
لاشك لدينا في كونها [ من نبيل الشيم و مكارم الأخلاق ]
فضلا عن كونها أخلاق رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام ..
و هي من شيم النبلاء الأقوياء - فالضعيف لا يمتلك هذه القدرة -
/ لكن لا يخفى عليكم ما ورد [ على نقيض المعنى ] في ديننا الحنيف ..
إنطلاقا من هذه الأبواب :
" لكل قاعدة شواذ "
و " ما زاد عن حده انقلب إلى ضده "
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بالأخ فتحي
بالنّسبة لما تفضّلتَ به فأودّ الردّ بتأنٍّ على كلِّ جزءٍ منه
أوّلاً: افتتحت موضوعي بحادِثةٍ واقعيّة، استنبطتُ منها المغزى الذي بنيتُ عليه رأيي الخاصّ
الذي يخصُّ ذاتَه خَصْلة [الرِّفق]
وركّزتُ على ذلك من باب الهَدْي الأخوي الذي نسْعد بانتهاجه كلّما وفّقنا الله لذلك
وهو ما دفعني لعدم الإشارة إلى النّقيض، مع أنّ وقوفك عليه سرّني لأنّه يفتح المجال لإثراء
الموضوع والتوسّع فيه أكثر..
شاكِرةً إيّاك على ذلك
وعليه أسألك: ما المدلول الذي تودّ تبليغه من خلال المقولتين المذكورتين بردّك؟
علما أنّهما بنظري تتضمّنان حُكما لا يمكن القياس عليه في كلّ الأحوال..فالتّعميم ذاته يعتبر حكما غير منطقيّ.
ومن الضّروريِّ أن نفهم العلاقة بينهما وبين مغزى الطّرح
طبعا هذا ردّي في جزئه الأوّل..
علما أنّي رددتُ عليكَ منذ يومين فنسفَ انقطاع الاتّصال كلّ شيءٍ..فمعذرة.
......يُتبع إن شاء الله
*عبدالرحمن*
2019-10-20, 18:10
وعلى غرارِ ما قالَه أتساءل بدوري:
[b]هل نقابلُ العنفَ بالعنف أم نأخذ بالأسهل الذي يحول ربّما دون حدوث توابع الغضَب؟
..
[/color]
السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة
اختي الفاضلة صمت
لفت انتباهي العنوان و جذبتني ايضا فكرة الموضوع
و اسمحي لي ارد علي السؤال بشكل عام
و لا اقترب الي بدايه الموضوع وقصة الشاب
لأن هذه القصة ليست مقياس علي حسن الخلق فقط
فقد يكون ما فعله الشاب من قوانين العمل
و بخصوص الاجابة علي السؤال
قال الله تعالي
﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].
وقال الله تعالى:
﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [البقرة: 237].
واصحاب العفْوُ لهم البشرى بالعز في الدنيا والآخرة
تحقيقاً لقول رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
( وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزّاً )
رواه مسلم ( 2588 ) من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
والسؤالُ الذي يطرح نفسَه:
هل العفْو دائما محمود حتى إذا استمر شخص في الإساءةِ
وتمادى في إساءتِه؟
والجوابُ: لا.
فالهدفُ من العفوِ: هو الإصلاحُ
فإن لم يتحقَّقِ الإصلاحُ مع تَكْرارِ العفوِ
وتمادى المُسيءُ في إساءتِه
إلى درجة تتسبّب في الأذَى البالغِ للمُساء إليه
فهنا وجبَ الأخذ بالحق
والمطالبة بعقوبة المسيء
عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ قَالَ يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ ) .
رواه الترمذي (2254)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وإذا تحوَّلتِ العزةُ بالعفوِ إلى ذِلَّةٍ وإهانة
فهنا وجب عليه أن يقف وقفةً حازمة
فالله - عز وجل - عادلٌ لا يقبل الإهانةَ والذل
وكما حث سبحانه على العفو
فقد حث أيضا على القِصاص
والأخذِ حينما يَستدْعي الأمر ذلك.
وهنا وجَبَ التوضيحُ:
أن الأخذَ والقِصاصَ لا يعني:
عدمَ المسامحةِ في القلب
بل تتم المسامحة في القلب مع أخذ الحق بالجوارحِ
ردعًا وزجرًا للمسيء
ليتوقفَ عن إساءتِه
وليس انتقامًا منه.
أما إن لم يتحقَّقِ الإصلاح
واستمر المسيء في قناعاتِه بأنه غير مُخطئٍ
واستمر في إساءتِه
فهنا وجَبَ تجنبُه
اتِّقاءً لشره وأذاه
وقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم من يتجنَّبه الناس
اتِّقاءَ شرِّه من شِرارِ الناس
منزلةً عندَ اللهِ يومَ القيامة فقال:
(يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) .
رواه البخاري (6032)
السلام عليكم,
أعجبني الموضوع, و هناك علاقة مع موضوع MANGEX هل للعبقرية و الذكاء ثمن.
في كلمتين, أن تقابل العنف بالعنف هو تهور, تقابل العنف بعكس الأول هو شجاعة و ذكاء (Rage VS Courage), ببساطة لأن الذكاء يسمح لك أن تكون أكبر شيطان في الأرض, لكنك لن تستعمله في الشر ببساطة لأنك ذكي و إستعمال ذكائك في الشر سيسقط منك صفة الذكاء, أي أن الذكي يدرك أنه يوجد من هو أذكى منه و يدرك أنه لابد أن يكون شيء قد فاته فيحسن الظن و يتروى, أما الأقل ذكاءا و أقل شجاعة فالتهور هو ردة فعله.
العلاقة مع موضوع MANGEX في مقطع "الإرهابي" الذي أضفته هناك, أي أنه لابد أن يدافع المرء على نفسه إذا تطلب الأمر القوة بعد التأمل و التأكد من الأمر...
أما عن الحادثة, فالزبائن لا يدرون أن الموظفين ليسوا من يجب إلقاء اللوم عليهم, أو مخاصمتهم, هم فقط موظفون لا صلاحية لهم, ينفذون مايؤمرون به...
عندي جار عندما تنقطع "الإنترنت" عنده يتصل بي, و أثناء محاولة مساعدته و طلب التأكد من الأشياء, يصرخ كأني أنا المسؤول عن الإنقطاع هههه يضحكني الأمر, لأنه هناك من الناس من يصرخ و يرغى على الجميع حتى و إن كان يفضفض يشتكي أويتحدث فقط , فلا ينتبه أنه يصرخ على شخص بريء كل البراءة من تعاسته...
صَمْـتْــــ~
2019-10-25, 21:46
فهل علينا [ دوما ] أن نتجاوز و نغض الطرف ؟ ألا توجد استثناءات ؟
و هل يستحق من تجاوزت زلاته المتكررة المتعمدة عنان السماء عفونا ؟
هذه أسئلة ينبغي أن تطرح في هذا الباب أيضا ..
و لابد لها من جواب /
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالك: أخي فتحي
طبعا لا أنكر أنّه لا يمكننا في كلّ الأحوال [ومع تكرّر الأذيّة] تجاوز هذه الأخيرة..
وهذا ما تنطبق عليه الحالة الاستثنائيّة [لأنّنا بالنّهاية بشرٌ، تخمُد طاقة صبرنا تحت أيّ ظرفٍ..]
على أن لا يكون الردّ على الطّرف المسيء إلينا بالطريقة السيّئة ذاتها..وإلاّ فمن قام بسرقتنا نسرقه،
ومن سبّنا أو كفَّرنا نسبّه ونكفِّره..وأمور أخرى قد تؤدّي إلى فتح أبواب الصّراعات غير المنتهية
التي قد تتسبب في أسوء الحالات بخسائر بشريّة لا قدّر الله، بل وقد تجعلُنا من الظّالمين.
فوجب الرّجوع للقانون العادل، وإلاّ أصبحنا رهائن قانون الغاب !
لكنّ واقع الحال غالبا ما يجعلنا نشْهَد خصومات حتى عن أتفه الأسباب، والسّبب في حدوثها
هو سُرعة الغضب والشّعور بالانتِقاص من الطّرف المتعدّي..فتجد البديل ردّا قبيحا أو تصرّفا
غير لائق يزيد من احتدام الصّراع..
ويبقى العفو من أكثر الصّفات عظمةً خاصّةً إن كان بيد المتضرّر ظُلما ردّ الإساءة بمثلها أو أكثر.
يقول تعالى في محكم تنزيله:
وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (الشورى:43)
وقال سبحانه: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (الشورى:40)
طوبى لِأصحاب القلوب الحليمة والمتواضعة.
---------------
وسنناقش لاحقا إن شاء الله المقولتين الأخيرتين.
صَمْـتْــــ~
2019-10-28, 19:20
السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة
اختي الفاضلة صمت
لفت انتباهي العنوان و جذبتني ايضا فكرة الموضوع
و اسمحي لي ارد علي السؤال بشكل عام
و لا اقترب الي بدايه الموضوع وقصة الشاب
لأن هذه القصة ليست مقياس علي حسن الخلق فقط
فقد يكون ما فعله الشاب من قوانين العمل
و بخصوص الاجابة علي السؤال
قال الله تعالي
ï´؟ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ï´¾ [آل عمران: 134].
وقال الله تعالى:
ï´؟ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ï´¾ [البقرة: 237].
واصحاب العفْوُ لهم البشرى بالعز في الدنيا والآخرة
تحقيقاً لقول رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
( وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزّاً )
رواه مسلم ( 2588 ) من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
والسؤالُ الذي يطرح نفسَه:
هل العفْو دائما محمود حتى إذا استمر شخص في الإساءةِ
وتمادى في إساءتِه؟
والجوابُ: لا.
فالهدفُ من العفوِ: هو الإصلاحُ
فإن لم يتحقَّقِ الإصلاحُ مع تَكْرارِ العفوِ
وتمادى المُسيءُ في إساءتِه
إلى درجة تتسبّب في الأذَى البالغِ للمُساء إليه
فهنا وجبَ الأخذ بالحق
والمطالبة بعقوبة المسيء
عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ قَالَ يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ ) .
رواه الترمذي (2254)
وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وإذا تحوَّلتِ العزةُ بالعفوِ إلى ذِلَّةٍ وإهانة
فهنا وجب عليه أن يقف وقفةً حازمة
فالله - عز وجل - عادلٌ لا يقبل الإهانةَ والذل
وكما حث سبحانه على العفو
فقد حث أيضا على القِصاص
والأخذِ حينما يَستدْعي الأمر ذلك.
وهنا وجَبَ التوضيحُ:
أن الأخذَ والقِصاصَ لا يعني:
عدمَ المسامحةِ في القلب
بل تتم المسامحة في القلب مع أخذ الحق بالجوارحِ
ردعًا وزجرًا للمسيء
ليتوقفَ عن إساءتِه
وليس انتقامًا منه.
أما إن لم يتحقَّقِ الإصلاح
واستمر المسيء في قناعاتِه بأنه غير مُخطئٍ
واستمر في إساءتِه
فهنا وجَبَ تجنبُه
اتِّقاءً لشره وأذاه
وقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم من يتجنَّبه الناس
اتِّقاءَ شرِّه من شِرارِ الناس
منزلةً عندَ اللهِ يومَ القيامة فقال:
(يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) .
رواه البخاري (6032)
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي عبد الرّحمن على الردّ الطيّب
علما أنّي كنت قد أجبت الأخ فتحي من وجهة نظري، عن سؤاله..
والذي يمسّ أيضا سؤالك ما إذا كان العفوُ دائما محمودا في حال استمرار إساءة الشّخص المعني
إجابة على سؤالك: أخي فتحي
طبعا لا أنكر أنّه لا يمكننا في كلّ الأحوال [ومع تكرّر الأذيّة] تجاوز هذه الأخيرة..
وهذا ما تنطبق عليه الحالة الاستثنائيّة [لأنّنا بالنّهاية بشرٌ، تخمُد طاقة صبرنا تحت أيّ ظرفٍ..]
على أن لا يكون الردّ على الطّرف المسيء إلينا بالطريقة السيّئة ذاتها..وإلاّ فمن قام بسرقتنا نسرقه،
ومن سبّنا أو كفَّرنا نسبّه ونكفِّره..وأمور أخرى قد تؤدّي إلى فتح أبواب الصّراعات غير المنتهية
التي قد تتسبب في أسوء الحالات بخسائر بشريّة لا قدّر الله، بل وقد تجعلُنا من الظّالمين.
فوجب الرّجوع للقانون العادل، وإلاّ أصبحنا رهائن قانون الغاب !
لكنّ واقع الحال غالبا ما يجعلنا نشْهَد خصومات حتى عن أتفه الأسباب، والسّبب في حدوثها
هو سُرعة الغضب والشّعور بالانتِقاص من الطّرف المتعدّي..فتجد البديل ردّا قبيحا أو تصرّفا
غير لائق يزيد من احتدام الصّراع..
وعليه فلا يمكن للعفو أن يكون محمودا في كلّ الحالات، وإلاّ لأصبحت كلّ الإساءات سواء
ولأصبح كلّ من تعرّض للإساءة ملزما على العفو
في حين أنّه من أسرار العفو مثلا أنّه يمنح صاحبه عظمة التصرّف تواضعا للخالق وعملا بصفة الإحسان لغيرِه
ممّ يتوّجه برِضى الرّحمن وعفوه..
---------
حيث أوافقك بشأن الخُطوات التي أوردتَ بردّك فيما يتعلّق بالمطالبة بالقصاص في حقّ المسيء واتّقاءِ شرِّه.
ولن يلتزم بهذا الأخير إلاّ أهل الحكمة والصّبر.
اللهمّ قِنا شرَّ من أرادَ بنا شرّا..واجعلنا ممّن يجدون -الخيْر والصّلاح-
فيمن نتعامل معهم سواء بواقعنا أو بهذه المواقع.
تاج الوقار16
2019-10-29, 16:16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا صفية
يقول الشاعر
العلم زين والسكوت سلامة..فإذا نطقت فلا تكن مسارا
فكم ندمت على سكوتي مرة..ولكن ندمت على كلامي مرارا
في حالات الاستفزاز
ما أجمل أن نكظم غيضنا
عادة ما تحدث معي مواقف
مفاجئة في العمل ويكون الصراخ صادما لي
فارد بالصمت احيانا والهدوء ومحاولة
معالجة الأمر
ثم بعدما اعود إلى البيت يراودني تفكير لما لم اوقف الصارخ عند حده
ولعله يرى في صمتي ضعفا؟
ولكن في البيت لم أعد أملك هذه الصفة مع المشاكل اليومية
خاصة مع من يتسمون بالحمق
فأرى أن الكثيرين يستغلون الهدوء والصمت ليصبح
كما يريد خاصة وتلك النظرة ان بنت الصحراء لا تستطيع فعل شيء
ولكن لا أخفي اني احب اجتناب هذه الأنواع كثيرة الصراخ فاحشة الألفاظ
ودائما أتذكر قصة اليهودي
جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يتقاضاه دينًا فجذب النبي من ثوبه، وأغلظ في القول معه، حيث قال: "يا بني عبدالمطلب أنتم قوم مطل".
فغضب عمر بن الخطاب رضيّ الله عنه، وهمّ بالانتقام من اليهودي، ومقابلة الغلظة بالغلظة، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تثر نفسه، ولم يهج هائجه، ولم ير للغضب أثر في وجهه، بل كظم غيظه، وكبح جماح نفسه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وهو يبتسم: "هناك ما هو خير من ذلك يا عمر، ادعني إلى حسن الأداء، ومره بحسن الطلب".
فأطرق اليهودي، ثم رفع رأسه، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "لقد عرفتك نبيًا بتطبيق البشائر عليك، ولكن لم أر تطبيق الحلم عمليًا، وها أنا قد رأيته وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله، ثم قضى النبي للدائن دينه، وطيّب خاطره، على ما روعه عمر بن الخطاب.
mounir boucedra
2019-10-29, 22:30
شكرا جزيلا لك
علي قسورة الإبراهيمي
2019-10-30, 17:09
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأتُ موضوع الفاضلة/ صمت
وددت في بداية الامر أن أردّ عليه
ولكن هناك بعض الأشغال حالت دون ذلك.
ها أنذا اليوم
رأيتُ أن أدلي برأيي.
أيتها الفاضلة
على فرض أن ما وقع في تلك المؤسسة
فالقضية ليست في كون ذلك الموظف وسكوته على من أهانه.
بل ليتنا ننظر للأمر من كل جوانبه.
أولاً ـــ إنّ اللائمة تقع على تلك المؤسسة أنها لم توظف من يقومون على تنظيم وحراسة ما سوف يقع فيها .. ما دامت تتعامل مع الجمهور، فمن باب الأحوط أن التنبه لذلك.
ثم إن اللائمة تقع على الجمهو الذي هو في الانتظار.. وسأحيل الفاضلة ما قال به رب العزة، إذ يقول:
" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون،كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون"
ثم أحيل الفاضلة ما قاله الصادق المصدوق ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ حيث يقول في سنن الترمذي:
"إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه"
إن في مؤسسة مثل تلك المؤسسة التي ترك مسؤولوها الحبل على الغارب ستتفشى فيها مثل تلك التصرفات، وأن الافراد في مثل هذه المجتمعات من لا يبسون ببنت شفة وهم يرون مثل هذه الحالات، فلا محالة إن الآيات السابقة وكذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم يقصدهم
إذًا أين هو الإسلام؟!
ثم لنمر إلى مسألة العنف.
أيتها الفاضلة
إن الإيغال في المثالية فهو عند الشعوب المتحضرة مذموم، وأن الانحدار إلى الوحشية هو كذلك مذموم وشنيع.
ثم أن يين المثالية " الملائكية" والوحشية، هناك المنطقة الوسطى وهي الإنسانية.
وأن ما يُطلب منا سوى أن نكون في زمرة الإنسانية لا غير.
وأن العنف أول ما تبدأ شرارته هو عندما تختلف الرؤى بين الافراد.
فهناك ما ينظر إلى ذلك كأمور عادية، وهناك من في فلسفته " إن لم تكن على رأيي، فأنت عدوي" فبكل الوسائل أهاجمك حتى ولو أدى الامر إلى استعمل العنف..
وهنا يبدأ السقوط إلى الوحشية.. وهذا هو مربط الفرس، وبل وإصطبله.
وكما تعلمنا من الذين علّمونا:
عند الاختلاف عند ذوي النظر القاصر تسقط الاقنعة.
ثم أن العنف ليس بالالتجاء إلى القوة فقط، فهناك المعنوي، والعنف التظاهري، وحتى العنف" الثقافي"
بل هناك من يستعمل أسلوب " Va le provoquer" بخبثٍ ومكرٍ وخداع ونفاق، ثم يتظاهر بالبراءة، فهؤلاء هم من يعملون بالزج بالناس في دوامة العنف.
ولأسف الشديد هذا الصنف أحقر خلق الله.
وهو موجود في كل عصر ومصر.
النبيه الفطن من يتفطن لهؤلاء.
أكتفي بهذا
ولكن أتمنى من الفاضلة
أن نرتفع بنقاشنا إلى الاعلى ولا نبقى ندور في حلقة، أو لا ننتبه لمن تتوسط كلامه "لكن"
لعمري لهي سفسطائية Protagoras و سياسة أو "ثقافة " Machiavel
وساعود إلى الموضوع متى ما سنحت لي الظروف
تحياتي يا فاضلة
صَمْـتْــــ~
2019-11-04, 21:10
السلام عليكم,
أعجبني الموضوع, و هناك علاقة مع موضوع mangex هل للعبقرية و الذكاء ثمن.
في كلمتين, أن تقابل العنف بالعنف هو تهور, تقابل العنف بعكس الأول هو شجاعة و ذكاء (rage vs courage), ببساطة لأن الذكاء يسمح لك أن تكون أكبر شيطان في الأرض, لكنك لن تستعمله في الشر ببساطة لأنك ذكي و إستعمال ذكائك في الشر سيسقط منك صفة الذكاء, أي أن الذكي يدرك أنه يوجد من هو أذكى منه و يدرك أنه لابد أن يكون شيء قد فاته فيحسن الظن و يتروى, أما الأقل ذكاءا و أقل شجاعة فالتهور هو ردة فعله.
العلاقة مع موضوع mangex في مقطع "الإرهابي" الذي أضفته هناك, أي أنه لابد أن يدافع المرء على نفسه إذا تطلب الأمر القوة بعد التأمل و التأكد من الأمر...
أما عن الحادثة, فالزبائن لا يدرون أن الموظفين ليسوا من يجب إلقاء اللوم عليهم, أو مخاصمتهم, هم فقط موظفون لا صلاحية لهم, ينفذون مايؤمرون به...
عندي جار عندما تنقطع "الإنترنت" عنده يتصل بي, و أثناء محاولة مساعدته و طلب التأكد من الأشياء, يصرخ كأني أنا المسؤول عن الإنقطاع هههه يضحكني الأمر, لأنه هناك من الناس من يصرخ و يرغى على الجميع حتى و إن كان يفضفض يشتكي أويتحدث فقط , فلا ينتبه أنه يصرخ على شخص بريء كل البراءة من تعاسته...
السّلام عليكم
أهلا أخي واوي، أشكر رأيك وأحترمه
أمّا بنظري ما يُستعمل في الأفعال السيّئة لا يمكن اعتباره ذكاء سواء من أصحاب الشّأن أو من غيرهم..وإنّما يعتبرُ مكرا،
والمكْرُ خديعةٌ واحتيالٌ..يتعامل به من لا يعرفون طريقا للنّزاهة والصّدق.
أمّا الذّكاء فمن الفِطنةِ وسرعة البديهة وسلامة التّفكير..والمفتقد لهذا الأخير تجده جاهلا بحقيقة الأمور،
غافلا عن صواب الفعل، أبلهً لحدٍّ ما ..ما يوقعه في شركِ تسرّعه النّاتج عن تسبيقه مثلا لأحكامٍ
لا يتقبّلها وما إلى ذلك، فتكون ردّة فعله سلبيّة.
بشأن دفاع المرء عن نفسه فالأمرُ معقولٌ متى تطلّب الأمر ذلك خاصّة إن كان من وقع الظّلم عليه صاحب حقٍّ
وفي حقيقة الحال ما أوردتَ من مثالٍ أمرٌ يتكرّر حدوثه بمختلف الأماكن..وأعتقد إضافة لسرعة الغضب فهناك من يتسلّطون
على الموظّفين البسطاء حينما لا يتمكّنون من التجبّر على الأقوياء منهم..ولعلّه بفعل حبّ استعراضِ عضلاتهم!
اللهمّ جنّبنا ظُلم غيرِنا واصرف عنّا كلّ ظالمٍ مكّار.
.........
شكرا ثانية على كرم الردّ
القط اللطيف
2019-11-05, 22:40
السلام عليكم
السؤال لي يطرح نفسه لماذا يدخل الزبون بعقلية ان من امامه أعداء وانه يجب الصراخ ولا حل اخر؟
الجواب لان الادارات عبارة عن ذئاب لبست قماشا لتعتلي به على الناس القانون اخي الكريم لايطبق على طبقة واخرى لا القانون على الجميع و المكان لي انت تجلس فيه ليس ملك جدك بل هو منصب وضعت فيه لتخدم الشعب ..هناك من راى منكرا وهناك من راى منكرات والبعض لم يحدث له اي موقف ولم يرى شيئا اخوتي بذل ماتنصح لي راه يصرخ نصح الذي اجبره على ذلك تحياتي.
صَمْـتْــــ~
2019-11-06, 20:45
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا صفية
يقول الشاعر
العلم زين والسكوت سلامة..فإذا نطقت فلا تكن مسارا
فكم ندمت على سكوتي مرة..ولكن ندمت على كلامي مرارا
في حالات الاستفزاز
ما أجمل أن نكظم غيضنا
عادة ما تحدث معي مواقف
مفاجئة في العمل ويكون الصراخ صادما لي
فارد بالصمت احيانا والهدوء ومحاولة
معالجة الأمر
ثم بعدما اعود إلى البيت يراودني تفكير لما لم اوقف الصارخ عند حده
ولعله يرى في صمتي ضعفا؟
ولكن في البيت لم أعد أملك هذه الصفة مع المشاكل اليومية
خاصة مع من يتسمون بالحمق
فأرى أن الكثيرين يستغلون الهدوء والصمت ليصبح
كما يريد خاصة وتلك النظرة ان بنت الصحراء لا تستطيع فعل شيء
ولكن لا أخفي اني احب اجتناب هذه الأنواع كثيرة الصراخ فاحشة الألفاظ
ودائما أتذكر قصة اليهودي
جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يتقاضاه دينًا فجذب النبي من ثوبه، وأغلظ في القول معه، حيث قال: "يا بني عبدالمطلب أنتم قوم مطل".
فغضب عمر بن الخطاب رضيّ الله عنه، وهمّ بالانتقام من اليهودي، ومقابلة الغلظة بالغلظة، فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تثر نفسه، ولم يهج هائجه، ولم ير للغضب أثر في وجهه، بل كظم غيظه، وكبح جماح نفسه.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب وهو يبتسم: "هناك ما هو خير من ذلك يا عمر، ادعني إلى حسن الأداء، ومره بحسن الطلب".
فأطرق اليهودي، ثم رفع رأسه، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: "لقد عرفتك نبيًا بتطبيق البشائر عليك، ولكن لم أر تطبيق الحلم عمليًا، وها أنا قد رأيته وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك يا محمد رسول الله، ثم قضى النبي للدائن دينه، وطيّب خاطره، على ما روعه عمر بن الخطاب.
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسنا فعلتِ أختي تاج الوقار بصمتِك وقت اللّزوم، لأنّ الردّ –ما لم يكُن عن تريّثٍ وتعقّل- لن ينفع بل سيزيد من احتدام الصّراع..وكلّطرفٍ سيتمسّك برأيه.
ورغم وجود من يؤوّلون الصّمت إلى الجُبن أو تقبُّل المهانة، فهو بمثابة الماء الذي يطفئ النّار بعدّة مواقف قد تحدث معنا..
أمّا بالنّسبة للأمثلة القيِّمة التي أوردتِ عن الحِلْم فقد كفَتْ ووفَّت.
اللهمّ زيِّن قلوبَنا بخصلة الحِلمِ واجعلنا من العافين عن النّاسِ، رجاءً في عفوِك ورحمتِك.
صَمْـتْــــ~
2019-11-06, 21:13
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأتُ موضوع الفاضلة/ صمت
وددت في بداية الامر أن أردّ عليه
ولكن هناك بعض الأشغال حالت دون ذلك.
ها أنذا اليوم
رأيتُ أن أدلي برأيي.
أيتها الفاضلة
على فرض أن ما وقع في تلك المؤسسة
فالقضية ليست في كون ذلك الموظف وسكوته على من أهانه.
بل ليتنا ننظر للأمر من كل جوانبه.
أولاً ـــ إنّ اللائمة تقع على تلك المؤسسة أنها لم توظف من يقومون على تنظيم وحراسة ما سوف يقع فيها .. ما دامت تتعامل مع الجمهور، فمن باب الأحوط أن التنبه لذلك.
ثم إن اللائمة تقع على الجمهو الذي هو في الانتظار.. وسأحيل الفاضلة ما قال به رب العزة، إذ يقول:
" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون،كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون"
ثم أحيل الفاضلة ما قاله الصادق المصدوق ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ حيث يقول في سنن الترمذي:
"إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه"
إن في مؤسسة مثل تلك المؤسسة التي ترك مسؤولوها الحبل على الغارب ستتفشى فيها مثل تلك التصرفات، وأن الافراد في مثل هذه المجتمعات من لا يبسون ببنت شفة وهم يرون مثل هذه الحالات، فلا محالة إن الآيات السابقة وكذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم يقصدهم
إذًا أين هو الإسلام؟!
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل عليّ،
المشهد الواقعي المُمثّلِ به بموضوعي ما هو إلاّ واحدٌ من بين مشاهد عِدّة قد يتكرّر حدوثها بمختلف الأماكن..
والفرق بينها هو أنّه لا يمكن لكلّ موظّفٍ وقع عليه فعل التعدّي أن تكون ردّة فعله [الصّبر على الأذى]
لَوم المؤسّسة وفقا لقولك أمرٌ معقولٌ أوافقك عليه، بل وحتى التشكّي ضدّ تهاون بعض الموظّفين الذين يتسبّبون في تعطيل مصالح النّاس..
لكن أحيانا نجد قلّة التّوجيه بدءا من مكتب الاستقبال أين يسهل على الزّبون معرفة أيّ مكتبٍ أو مصلحة تحقّق مطلبه..
والأمر ينطبق على الزّبون ذاته المُطالب بعدم السّير دون معرفة المكان المناسب لقضاء حاجته، بل التوجّه للاستفسار حتى لا يضيع وقته
وكذا حتى لا يلقي اللّوم ظُلما على الموظّفين غير المعنيّين بما يخصّه.
وبالتّالي هناك قلّة الوعي بحقوقنا وواجباتنا قياسا بعوامل عدّة.
وأعود لنقطة التستّر أو السّكوت عن الفساد، وهو أمرٌ واقعٌ لا يمكن نفيه
مع اختلاف الأسباب والدّوافع، بين شخصٍ لا يبالي ما دام مبدؤُه وفقا للمثل الشّعبي (تخْطي راسي)، وهناك من يلجؤون (للمعريفة) لتحقيقِ مصالحهم،
وهناك من يلجؤون للقوّة الجسديّة واللّفظيّة بمنظورهم، وهناك من يستهويهم الفساد لأنّهم من أهله...وغيرها من الأسباب مثلما سبق الذّكر.
ولو أدرك كلّ شخصٍ بمجتمعنا ما له وما عليه، وطالب بحقوقه، والتزمت الجهات المعنيّة بتأدية ما عليها من مسؤوليّة لما اختلطت الأوضاع، وتفشّت الأطماع، واُنهكت الأنظار والأسماع من مشاهد الظّلمِ والضّياع.
وأمّا عن تساؤُلك فالإسلامُ [فبريءٌ ..بريءٌ] من أمثالهم
ولْنقُل: الإسلام موجودٌ ولا يمكننا أن ننفي وجودَه ووجود المسلمين الذين يشهدون بوحدانيّة الله
ويشهدون بأنّ محمّدٌ عبده ورسوله -حتّى مع مظاهر التّقصير والتّفريط في أخلاق بعضٍ منهم-
وحتّى لا نبالغ فنسيءَ لأهل الإسلام كافّة.
ثم أن العنف ليس بالالتجاء إلى القوة فقط، فهناك المعنوي، والعنف التظاهري، وحتى العنف" الثقافي"
بل هناك من يستعمل أسلوب "va le provoquer" بخبثٍ ومكرٍ وخداع ونفاق، ثم يتظاهر بالبراءة، فهؤلاء هم من يعملون بالزج بالناس في دوامة العنف.
ولأسف الشديد هذا الصنف أحقر خلق الله.
وهو موجود في كل عصر ومصر.
النبيه الفطن من يتفطن لهؤلاء.
وأوافقك بشأن المقتبس أعلاه
بارك الله فيك على كرم الردّ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بوركتِ أختي الطيبة " صفوة "
طرح في الصميم
هل نقابل العُنف بالعنف ؟
العنف لا يُولد الاَّ العنف و الكراهية و صراعات لا نهاية لها ، علينا بالتَعَقّل و التَروِّي
و للفرد المُتأَذّي الحرية بين العفو و الردع ، و الاكيد التجنب قدر الامكان لتفادي الاضرار
يقول ابن رشيق القيرواني في أحد ابياته الجميلة :
خذِ العفوَ وائبَ الضيمَ واجتنبِ الأذى ..... واغضِ تَسُدْ وارفقْ تنلْ واسخُ تحمدِ
تحياتي
wahiba_777
2019-11-29, 10:42
السلام عليكم
من وجهة نظري هناك حالات يجب تطبيق مبدا العين بالعين و هناك حالات يجب تطبيق المثل القائل القافلة تسير و الكلاب تنبح اكرمك الله و هذا رايي
محمد.114
2019-11-30, 09:04
قال الله تعالي {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران : 134]
ما شاء الله على اخلاق العامل و تعامله مع الوضع، حقا كان مثلا على رد السيئة بالحسنة
اما بالنسبة للسؤال المطروح فلا يجب رد العنف بالعنف مع انه من المعروف ان المشاكل الكبيرة انطلقت بمشاكل و اسباب صغيرة.
فهاته الاسباب كفتيل قنبلة ان لم تطفئها بدورك فسيحدث ما سيتسبب في ضرر الجانيبين، شخصيا أحبذ الهدوء و عدم التكلم أثناء هاته الاحداث حتى لا أشعل الفتيل و لو كان قد اشتعل احاول اطفاءه، فكل شخص منا له حياة ليعيشها و شخصيا لست مستعدا لأنهي حياتي بين 4 اجدران او اجعل امي تبكي عني شوقا و كذلك نفس الشيء مع الطرف الاخر..
فلو كان الشخص عنيفا معك كن انت كما أمرنا الله و رسوله و لك الاجر ان شاء الله
و في النهاية هاته الدنيا مجرد اختبار لنا و هي في الأصل زائلة فلا تجعل شخصا في ذمتك و اتمني ان يهدينا الله لطريقه المستقيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:فقد جاء من حديث أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عليه.وهذا الحديث ذكره الإمام النووي -رحمه الله- في باب الصبر؛ لأن الإنسان حينما يحتدم الحنق في قلبه، ويمتلئ غيظاً وغضباً فإن السيطرة على النفس عند ذلك وكبح جماحها عن التعدي يحتاج إلى صبر عظيم، ولهذا قال النبي ﷺ: ليس الشديد يعني: ليس الإنسان الشديد هو الشديد بالصُّرَعة، والمقصود بالصُّرَعة أي: الذي يصرع الناس كثيراً، فهو إنسان قوي يصرع الناس كثيراً، وإنما الشديد حقيقة والذي ينبغي أن تلتفت الأنظار إلى قوته وشدته هو من يملك نفسه عند الغضب، فمسألة الشدة في صرع الناس وغلبتهم بالعضلات المفتولة أمر يحصل للإنسان، ولربما حصل أيضاً لغيره من الحيوانات، ولكن هذا الإنسان الذي قد امتد بدنه وانفتلت عضلاته لربما يكون كالطفل الصغير إذا غضب، فيخرج عن طوره ويفقد سيطرته على نفسه، فيتكلم بما لا يعي ولا يعقل، ويطلق امرأته، ويسب نفسه، وإذا ذُكّر بذلك بعد هذا لم يتفطن لشيء من ذلك إطلاقاً، ثم يندم على تصرفاته التي صدرت منه.
فهذا الغضب جمرة من الشيطان يلقيها في قلب الإنسان، ومن ثمّ فإن الإنسان بحاجة إذا ألقى الشيطان في قلبه جمرته أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن ذلك يدفع أثره، ثم هو بحاجة إن كان قائماً أن يجلس؛ لأن ذلك أثبت للإنسان، فيلزم الأرض، فلا يكون منه تعدٍّ في الخطى والمشي فيضر نفسه، أو يضر غيره، فإن لم ينفع معه ذلك فإنه يضطجع، وبالتالي فإنه لا يكون له حراك وانتقال فيصدر منه قتل أو أذية أو نحو ذلك.
شرح كتاب رياض الصالحين باب الصبر
صَمْـتْــــ~
2019-12-31, 15:02
السلام عليكم
السؤال لي يطرح نفسه لماذا يدخل الزبون بعقلية ان من امامه أعداء وانه يجب الصراخ ولا حل اخر؟
الجواب لان الادارات عبارة عن ذئاب لبست قماشا لتعتلي به على الناس القانون اخي الكريم لايطبق على طبقة واخرى لا القانون على الجميع و المكان لي انت تجلس فيه ليس ملك جدك بل هو منصب وضعت فيه لتخدم الشعب ..هناك من راى منكرا وهناك من راى منكرات والبعض لم يحدث له اي موقف ولم يرى شيئا اخوتي بذل ماتنصح لي راه يصرخ نصح الذي اجبره على ذلك تحياتي.
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أتفهّم كلامك وأحترمه
وأعي جيّدا أنّ منهجيّة التعامل ببعض الإدارات وربّما بأكثرها ترتكز على إهمال قيمة الزّبون..وهو ممّا يدفع هذا الأخير للتّنفيس عن غضبه
لكن ما وردَ بالمثال أعلاه يوحي إلى سرعة الغضب التي تجعل بعضهم يستبقون الأحداث ويسارعون بإطلاق اتهاماتهم عشوائيّا للجهة التي لم تتسبّب في المشكل
ومن الضروريّ أن نلجأ للاستفسار برُويّة حتى تتّضح الصّورة ولا نقع في ظلم غيرنا دون وجه حقّ.
جزاك الله خيرا على طيب المرور.
للأمانة لم أقرأه كله سأطبعه ..
فعلا ستتعلم أن رجال الاطفاء يكافحون النار بالماء .
قرميط مجيد
2020-03-09, 00:53
العنف يقابل بالحلم والعفو
قرميط مجيد
2020-03-10, 16:36
ادفع بالتي هي أحسن*
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
================================================
كنتُ جالسة بانتظار دوري لدفع فاتورة الهاتف، فإذا بشخصٍ يصرخ بكلّ قِواه في وجه عاملٍ
بتلك المصلحة، بل وزاد على صُراخِه شتمَه كما لو كان يتعمّد استفزازَ غضبِ الشابّ،
ليختتِم تهجّمه بضرِب جانب المكتب بطريقةٍ جعلتني أقول في قرارة نفسي:
حتما ذلك الشابّ لن يُقاوَم صبرَه أكثر، ليقوم بضربه أو على الأقلّ يرُدّ عليه بالألفاظِ نفسِها..
لكنّ الغريب في الأمر أنّ هذا الأخير لزِم مقعَدَه، بل ولزِمَ هدوءَه الذي لم يهتزّ لقاء ما تلقّاه
من الرّجُل الكهل وحينما أنهى ما كان يكتُب سلّم للمعني استمارتَه مبتسِما وقال:
تفضَّل، أنهيتُ ما عليّ وقمتُ بالتّبليغ عن مشكلتِك للمصْلحة المعنيّة.
نظرتُ لصاحب المشكلة فبدا لي كمن سُكِب على رأسِه دلو ماءٍ باردٍ !
لم يجِد ما يقول..حتّى أنّ طريقة تناوله للورقة أبدت توتُّره، فما كان إلاّ أنِ انصرَف
دون التفاته لأيٍّ من الجوانِب
فتقدّم مكانه صاحب الدّور، وقال: يا أخي كدتُ أنطق مكانك وأردّ له الصّاعَ صاعين..
كيف أمكنك أن تتحكّم في غضبِك؟
فقال الشابّ: أتعلم كم مرّةً يسارع فيها بعض الأشخاص لإلقاء اللّوم علينا –حتّى وحلّ أعطالهم ليس بأيدينا-؟
فهل عليّ أن أفقد أعصابي بعدد مرّات تهجّمهم علينا؟
ثمّ دعنا من هذا..هل نقابل العنف بالعنف؟
================================================
وعلى غرارِ ما قالَه أتساءل بدوري:
هل نقابلُ العنفَ بالعنف أم نأخذ بالأسهل الذي يحول ربّما دون حدوث توابع الغضَب؟
صدّقوني، تأثّرتُ لكلامه، وحضرني حينها مشهد الخلافات التي وإن اعتدنا رؤيتها بواقعنا المعيش
فنحن نراها بمختلف مواقع التّواصل، ومن بينها [منتدانا]
حيث عادةً ما يتمسّك كلّ طرف في النّزاع بموقفه –حتّى وهو مخطئ- شاهرا سلاح التّجريح
في الآخر بكلّ ما حضر فكره دون مبالاةٍ لحجم الإساءة التي قد يوقعُها على نفسيّته،
ودون النّظر لأخلاق المسلم التي يُعتبر [الرّفق] من أهمّ جواهرِها.
ثمّ أين نحن من قول رسولنا الكريم عليه أزكى الصّلاة والتّسليم:
[إنّ الرّفقَ لا يكون في شيء إلاّ زانَه ولا يُنزعُ من شيءٍ إلاّ شانَه]صحيح مسلِم.
فلنكُن من أهْلِ الطيِّبات، وممّن لا يُلينون جانبَهُم جُبْناً أو تملُّقاً..بل يقينا في أنّه تصرّفُ المسلِم الحقّ،
الذي يتّسمُ بالهدوءِ واللُّطفِ والتّواضُعِ في معاملةِ غيْرِه.
ولن يُنقِصَ ذلك من قدْرِنا في شيءٍ، بل قد يجعلُنا أقرب إلى اللهِ بأخلاقِنا.
======
تُشرّفُني آراؤكم..
بل بالتسامح وفي حدود معينة بالعنف لينتهي الصراع
حورية تو
2020-03-11, 21:06
هل نقابل العنف بالعنف
معظم جرائم القتل بسبب مقابلة العنف بالعنف فيخصر الإثنين خاصة عند الرجال أو بما يعرف الرجلة
قرآننا يحث على التسامح وكضم الغيض فمن يتصرف بما يحثنا به القرآن أكيد هو الرابح
sidahmed187ciacia
2020-03-12, 15:07
حسب الظروف وحسب الموقف
Dhiaelhak
2020-04-27, 23:54
على حسب الحادثة و من الأحسن العفو عند المستطاع
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir