قصيدة "مستغانم"

[بوقصة عبدو]

هُنَا مُستغانم
هُنَا مُستغانم، يسمو الكِرامُ *** وذكرى فيها زَيَّنَها المقامُ
هنا ترنّم البحرُ نشيدَ حُبٍّ *** فطار النورسُ وانتفض الحَمَام
وجاد الغيثُ أمكنةً، حطَّنا بها *** ريحُ البساطِ، ولا نُلام
أَدِرْ قَدْحَ المُدامِ في هُيامي *** ودُرْ به إذا انتعش الغرام
فللمُغْرَمِ وِصَالٌ قد تبدّى *** ولا ذنبٌ عليه ولا خصام
رفعتِ عبر الزمان بيوتَ عزّ *** أنتِ البحرُ، والبدرُ التَّمام
ولِمَسْكِ الغنائمِ لنا رواحٌ *** وبها الإٍرثُ، والأثرُ وسام
وجوهرةٌ إلى العلياء تعالت *** وسعيدٌ بها مقيمٌ قِوام
ومن آل المُجاهرِ الفذُّ شهمٌ *** هم الإلهامُ، بالهمّةِ قاموا
ومن جبل الظهرةِ شموخٌ وذخرٌ *** للقومِ إذ فخر الأنام
وزر جهةً إذا الغوثُ المفدّى وليٌ *** إنّه القطبُ العلّام
ولمستغانم –ليت شعري- ميثاقٌ *** وعهدٌ لا يُداس ولا يُضام
وذا الشّعرُ يقول بموسطا قولاً *** تسودُ به الفضيلةُ والنظام
فإن ضاقت بنا بقعةُ الجلال *** وعزّ التكلّم والكلام
فلا خيار لنا إذا خُيِّرْنا *** ولا نورٌ يدوم ولا ظلام
إنّ مستغانم لنا لذكرى *** وللتاريخ في بلدي أيام
وإن غابتْ موسطا عن عيوني *** ففي الروح والبوح إلزام
قل لأهلي في موسطا مرحى *** وفي بوقيراط وماسرى أقاموا
أرضُ الجزائرِ الناصعةُ صرحٌ *** تشيّده المودّةُ والوئام