المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " Es gibt Richter in" Algier


علي قسورة الإبراهيمي
2019-10-08, 21:27
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيم.
ها قد دار الفلكُ دوراتهُ على مدار عشرينيّته، وقد ظنّ البعض أن الزمن يتوقّف لهم توقفا سرمديًّا، بل توهّم جلّهم أن الشعب يبقى لهم صيدًا مباحًا، والظنون كواذبٌ.
وراح الذين هم يستظّلون في عريش السلطان في عهدهم البوتفليقي يحسبون أن الجزائر موطنهم وحدهم، و وخضراءها سماءهم لا يشاركهم غيرهم، وغبراءها ليست إلاّ أرضهم بمفردهم.
ولم يتفطنوا إلى عوادي الزمن، ولم يتوقّعوا أن تلك الأرائك والفرش المرفوعة التي يجلسون عليها؛ لن تميد بهم.
ولم يخطر على بالهم أن أفراد الشعب كلهم سواسية كأسنان المشط، ولا فضل لفرد على آخر إلاّ بما يقدّمه مما ينتجه فكره ويديه، ونسي هؤلاء معنى تكافؤ الفرص.
ناهيك أنهم جعلوا من الجزائر أنها تُحكَم بالطوارئ، عندما عطّلوا القوانين، وقاسوا الدستور على مقاسهم.
وجعلوا الفرد الجزائري ليس بمؤمن لا على روحه ولا عرضه ولا ماله، ولا يعرف متى يعصف به تقريرا من جاسوسٍ مأفون من زبانية ذلك " التوفيق" غير الموفق، فيلقيه غياهب السجون تتلقفه أسواط حراس تلك الأقبية.
طمّ البلاء، وعمّ الغلاء، وبانت نواجذ الشر، وبرزت غرائز الإحن، مما أدى بالشعب أن أستولى عليه اليأس. واليأس إن حلّ فلا محالة أنّ الحنطةَ الصفراء الملتهبة ستنقلب شعيرًا أدكن، والطحين الناعم جصًّا خشنًا، بل الاعجب من ذلك أن تتحوّل أنثى البقر فحلاً ذكرًا.
وكم صرختُ وقلتُ لأويحي وسلال وولد عباس، والسعيد وطرطاق وتوفيق وغيرهم إن "أربعة هكتارات " بالحراش موعدكم ومأواكم، لا لشيء سوى أن " في الجزائر قضاة"
كما قاله ذلك الرجل الألماني للملك فريدرش الثاني الذي أراد أخذ أو هدم طاحونته، بعد أن رفض بيعها له، فقال له:
" Es gibt Richter in Berlin"

علي قسورة الإبراهيمي
2019-10-15, 12:11
دوام الحال من المحال ..
و لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم ..

و الله بكل شيء محيط.

---------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بالرجل الفاضل، والمشرف المبجّل/mangex
فعلاً ــ يا ابن الكرام ــ "لو دامت لغيرهم ما وصلت إليهم"
وطال بهم الأمل، والتفّوا حول بعضهم، وتنافسوا في إذلال الرعية.
وصدق فيهم بصير معرة النعمان وهو يقول:
يسوسون الأمور بغير عقلٍ ** وينفذ أمرهم فيقــال ساســة
فأفِّ من الحياة وأفّ مــني ** ومن زمنٍ رياسـته خساسة
سرّني مرورك يا فاضل، واشكرك على التعليق.
فإليك تحياتي كلها، ومودّتي تسبقها.