تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل خلتِ الجزائر والمغرب العربي من العلماء؟4


علي قسورة الإبراهيمي
2019-08-25, 21:16
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نجمٌ من نجوم العلم في سماء الجزائر سطع، وقمرٌ في فلك المغرب بالعلوم طلع.
يكفي أنه من شجرةِ فضلٍ بين أفنانها أدب باهر،
وعلى أغصانها علم زاخر ، وثمارها فكرٌ عقل، وعروق أرومتها شرف وفضل.
هو علامة زمانه، وفريد عصره وآوانه.
وحدث عن مآثر علمه ولا حرج، حتى ولو أوتيت فصاحة سحبان وبليغ أبي الفرج.
إنه العالم الكبير، والاستاذ النحرير الدكتور:
محمد بن العربي بن محمد بن أبي شنب
وقد ثالث الثلاثة الأوائل الذي تحصلوا على شهادة الدكتوراه في بداية القرن الماضي من العرب.
يكفيه فخراً أن هذا الموسوعي يتقن من اللغات إلى جانب العربية ،الفرنسية،والفارسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والتركية واللاتينية والعبرية... والاكثر من ذلك رغم كثرة هذه اللغات التي يتقنها .. فقد كان يؤلّف بالعربية التأليف ذات المستوى قلّ نظيره.. بل يضاهي الادباء الكبار.
ولد علامتنا في قرية بين "المدية"و "البرواقية" تدعى / "عين الذهب."
في سنة 1869
وفي بداية طفولته تعلم القرآن واتمّ حفظه على يد أحد شيوخ القرية .. وموازيا لذلك واصل دراسته النظامية مدرسة القرية باللغة الفرنسية ثم أنتقل الى مدينة المدية لمواصلة تعليمه الثانوي.
ومن تصادف الامور أنه في العام الذي تحصل على البكالوريا .. اصدرت السلطات الفرنسية قانونًا يُسمح " للأهالي" لمتابعة دراستهم الجامعية والعليا.
فانتسب ابن شنب الى جامعة الجزائر فتخرج منها وعمل كأستاذ مدرس في عدة أماكن في القطر الجزائري
فمن المدرسة الكتانية بقسطينة إلى المدرسة الثعالبية في العاصمة
وفي نفس الوقت كان يحضر لنيل شهادة الدكتوراه فتحصل عليها ببحثين الاول/ عن ابي دولامة شاعر من العصر العباسي، والبحث الثاني
.. ثم أصبح أستاذًا محاضرًا في جامعة الجزائر.
الألفاظ والكلمات التركية والفارسية المستعملة في لهجات أهالي الجزائر.عن
كما لا يفوتني أن أنوه به أن كان في نفس الوقت يدرّس صحيح البخاري في مسجد سفير بالعاصمة
انتخب في سنة 1920كعضوٍ في المجمع لعلمي العربي بدمشق، وفي نفس السنة انتخبته l’Académie des Sciences Coloniales
والتي أصبحت تسمى فيما بعد l’Académie des sciences d'outre-mer
وقد ترك هذا العلامة العديد من الكتب القيمة منها:
ــ تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب
ــ شرح لمثلثات قطرب
ــ أبو دلامة وشعره
ــ رحلة الورتلاني
الى غير ذلك من الكتب القيمة التي بلغت أكثر من 50 كتابًا.
والذي يجهله بعض الاحبة في الجزائر أن هذا العلامة
كان يحاضر باللغة الفرنسية من حين لآخر في جامعة أكسفورد
وهو بلباسه التقليدي الجزائري
https://up4net.com/uploads/up4net-wir-skyrock-net.jpg (https://up4net.com/)
فأعجب الأساتذة والطلبة بسحر بيانه وتبحره في شتى العلوم.
وبعد عمر حافل بالعلم
توفي العلامة ابن شنب في سنة 1929 ودفن في
مقبرة سيدي عبد الرحمن الثعالبي
فرحم الله علم وعالم الجزائر وأسكنه فسيح جنته
آمين.