تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحصيل لسان مٌضَر


الألمعي
2019-08-25, 17:48
قال البحر الزّخّار العلامة ابن خلدون رحمه الله في مقدمته المتفننة:
الفصل التاسع والأربعون
في تعلم اللسان المضري
(( اعلم أن ملكة اللسان المضري، لهذا العهد، قد ذهبت وفسدت. ولغة أهل الجيل كلهم مغايرة للغة مضر التي نزل بها القرآن، وإنما هي لغة أخرى من امتزاج العجمة بها كما قدمناه. إلا أن اللغات لما كانت ملكات كما مر كان تعلمها ممكناً، شأن سائر الملكات. ووجه التعليم لمن يبتغي هذه الملكة ويروم تحصيلها أن يأخذ نفسه بحفظ كلامهم القديم الجاري على أساليبهم من القرآن والحديث، وكلام السلف، ومخاطبات فحول العرب في أسجاعهم وأشعارهم، وكلمات المولدين أيضاً في سائر فنونهم، حتى يتنزل لكثرة حفظه لكلامهم من المنظوم والمنثور منزلة من نشأ بينهم ولقن العبارة عن المقاصد منهم، ثم يتصرف بعد ذلك في التعبير عما في ضميره على حسب عباراتهم، وتآليف كلماتهم، وما وعاه وحفظه من آساليبهم وترتيب ألفاظهم، فتحصل له هذه الملكة بهذا الحفظ والاستعمال، ويزداد بكثرتهما رسوخاً وقوة. ويحتاج مع ذلك إلى سلامة الطبع والتفهم الحسن لمنازع العرب وأساليبهم في التراكيب ومراعاة التطبيق بينها وبين مقتضيات الأحوال. والذوق يشهد بذلك، وهو ينشأ ما بين هذه الملكة والطبع السليم فيهما كما يذكر بعد. وعلى قدر المحفوظ وكثرة الاستعمال تكون جودة المقول المصنوع نظماً ونثراً. ومن حصل على هذه الملكات، فقد حصل على لغة مضر، وهو الناقد البصير بالبلاغة فيها، وهكذا ينبغي أن يكون تعلمها. والله يهدي من يشاء بفضله وكرمه )) .

أحمد محمدي الجزائري
2019-08-27, 22:38
نقل مسدد ، جزاك الله خيرا..

⌈الأشتر⌉
2019-08-29, 12:18
قال الشافعي (ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا ولانعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي)¹

قلت: هذا الشافعي الذي نشأ بين قومه في الحجاز أين كانت تقل العجمة في ذلك الزمن و كان {فصيح اللسان و ناصع البيان من الذروة العليا من البلاغة}²
حتى قيل أن {كلامه يحتج به لا فيه}³، فأين نحن من طول الطريق؟

=======
¹ الرسالة للشافعي ص 42، تحقيق أحمد محمد شاكر ، 1938
² المحقق في المقدمة ص 5
³ قول لابن هشام صاحب السيرة