علي قسورة الإبراهيمي
2019-08-05, 10:59
بسم الله الرحمن الرحيم.
ذهب بعضُ منظّري السياسة وعلم الإجتماع أنّ الخليجَ العربيَّ أصبحَ يشكو ويعاني من ظاهرةِ " التهنّد " الاجتماعي والثقافي، وحتى اللغوي. ومن يقول عكس ذلك. فإنما هو إلاّ كمن يبحثُ عن دليلٍ للشمسِ وهي بازغة في وضح النهار.
إذا نظرنا إلى البلدان الغربية، نجدُ جلها إن لم أقل كلها.
أنها تَفرض على المهاجر إليها أن يتكيّفَ مع المجتمعِ الجديدِ الذي يهاجر إليه، لدرجة أنها تعيد تأهيله لغويًّا بأتقان بعض المفرادت والتعابير بلغة أهل البلد.
لكن في الخليج فُرض على العربِ أن "يتكيّفوا" لغويًّا مع الهنود والأسيويين.
وكأني بمنطقة الخليج قد تحوّلت إلى منطقة غير عربية على مستوى اللغة. فاللغة العربية التي كانت عقيلة حرة، ليس لها ضرة.. أصبحت لغة ثانية في بعض دول الخليج، حتى أنّ المواطنَ الخليجي نجدهُ يرطن بكلمات انجليزية و ربما يجهل معانيها.
كما أن في بعض دول الخليج أصبحَ السكان الأصليون يشكّلون أقليّةً لا تتعدى نسبتهم 15% من مجموع السكان.
لعمري لهي الطامة الكبرى.
حيثُ أن هناك تقارير نشرت مؤخرًا
تقول: " يوجد في الخليج العربي أكثر من ثلاث ملايين خادمةَ بيتٍ أسيوية، كما يوجد أكثر من 15 مليوناً أجنبيًّا، يحوّل هؤلاء إلى بلدانهم.. وإلى الهند أساسًا ما لا يقلّ عن 30 مليارًا من الدولارات سنويّا ! "
وهذا رقم يمكن أن يحدث العجب العجاب لو أعيد توطينه في الخليج، أو استثماره في الوطن العربي.
وحتى أكون منصفًا أقول:
ربما أنّ الخليجيين يكونون على حقٍّ بعض الشيء حين يستقدِمون بعض الأسيويين بدلاً منَ العرب.. لأنّ العرب لا يعملون.. وإذا عملوا يطلبون أكثر. و هكذا دأب العرب.
بقي من الإشارة إليه.. أنّ أهل الخليج الآن هم أمام مشكلة حقيقية.. فإذا واصلوا النمو الاقتصادي رهنوا بلدانهم إلى العمالة الأسيوية، وإذا توقّفوا تخلّفوا أكثر.. لأنّ الطفرة الاقتصادية المحققة في الخليج أنتجت نموّاً سريعًا وتطوّرًا هائلاً، وأصبح هذا التطور يتطلّع إلى تنميةٍ سياسيةٍ.. ولا يمكن تحقيق ذلك في ظل الخلل السكاني الحاصل.
حتى أنّ المنطقة أصبحت مهددةً بقلائل اجتماعية إذا ما تحركت العمالة الأسيوية للمطالبة "بالحقوق ".
فهل عمل أهل الخليج حسابًا لهذا؟
أم تركوه للزمن؟
دعوة للنقاش الجاد
ذهب بعضُ منظّري السياسة وعلم الإجتماع أنّ الخليجَ العربيَّ أصبحَ يشكو ويعاني من ظاهرةِ " التهنّد " الاجتماعي والثقافي، وحتى اللغوي. ومن يقول عكس ذلك. فإنما هو إلاّ كمن يبحثُ عن دليلٍ للشمسِ وهي بازغة في وضح النهار.
إذا نظرنا إلى البلدان الغربية، نجدُ جلها إن لم أقل كلها.
أنها تَفرض على المهاجر إليها أن يتكيّفَ مع المجتمعِ الجديدِ الذي يهاجر إليه، لدرجة أنها تعيد تأهيله لغويًّا بأتقان بعض المفرادت والتعابير بلغة أهل البلد.
لكن في الخليج فُرض على العربِ أن "يتكيّفوا" لغويًّا مع الهنود والأسيويين.
وكأني بمنطقة الخليج قد تحوّلت إلى منطقة غير عربية على مستوى اللغة. فاللغة العربية التي كانت عقيلة حرة، ليس لها ضرة.. أصبحت لغة ثانية في بعض دول الخليج، حتى أنّ المواطنَ الخليجي نجدهُ يرطن بكلمات انجليزية و ربما يجهل معانيها.
كما أن في بعض دول الخليج أصبحَ السكان الأصليون يشكّلون أقليّةً لا تتعدى نسبتهم 15% من مجموع السكان.
لعمري لهي الطامة الكبرى.
حيثُ أن هناك تقارير نشرت مؤخرًا
تقول: " يوجد في الخليج العربي أكثر من ثلاث ملايين خادمةَ بيتٍ أسيوية، كما يوجد أكثر من 15 مليوناً أجنبيًّا، يحوّل هؤلاء إلى بلدانهم.. وإلى الهند أساسًا ما لا يقلّ عن 30 مليارًا من الدولارات سنويّا ! "
وهذا رقم يمكن أن يحدث العجب العجاب لو أعيد توطينه في الخليج، أو استثماره في الوطن العربي.
وحتى أكون منصفًا أقول:
ربما أنّ الخليجيين يكونون على حقٍّ بعض الشيء حين يستقدِمون بعض الأسيويين بدلاً منَ العرب.. لأنّ العرب لا يعملون.. وإذا عملوا يطلبون أكثر. و هكذا دأب العرب.
بقي من الإشارة إليه.. أنّ أهل الخليج الآن هم أمام مشكلة حقيقية.. فإذا واصلوا النمو الاقتصادي رهنوا بلدانهم إلى العمالة الأسيوية، وإذا توقّفوا تخلّفوا أكثر.. لأنّ الطفرة الاقتصادية المحققة في الخليج أنتجت نموّاً سريعًا وتطوّرًا هائلاً، وأصبح هذا التطور يتطلّع إلى تنميةٍ سياسيةٍ.. ولا يمكن تحقيق ذلك في ظل الخلل السكاني الحاصل.
حتى أنّ المنطقة أصبحت مهددةً بقلائل اجتماعية إذا ما تحركت العمالة الأسيوية للمطالبة "بالحقوق ".
فهل عمل أهل الخليج حسابًا لهذا؟
أم تركوه للزمن؟
دعوة للنقاش الجاد