المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : The Clash of Civilisations أو إيجاد عدوٌ وهميّ


علي قسورة الإبراهيمي
2019-08-04, 18:00
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد اِلتفتَ في أواخر القرن الماضي بعضُ المنظّرين الأكاديميين الغربيين، المؤثِّرين في سياسة بلدانهم، إلى الاسلام ليصوِّروه على أنّه " عدوٌّ " بديلٌ لا يقِلُّ تأثيرًا و"خطورةً " من الشيوعية على الغرب.
وبهذا الاستنتاج خرج الاكاديمي الامريكي "صاموئيل هنتنجتون" (Samuel Huntington) بنظريته حول"صِدام الحضارات " ( The Clash of Civilisations ) التي ينظر من خلالها على أنّ هناك حربًا سوف تقومُ وتستعر، وسيشمل مداها مستويين:
ـــ الأول كونِيٌّ عامٌّ، تتصارع فيه الحضارات على خلفيّةٍ دينيّة بهدف الهيمنة العسكرية والسياسية.
ـــ والآخر إقليميٌّ، مناطقيٌّ، بل وحتى وطنيٌّ، أي داخل نطاق البلدِ الواحدِ.
وتتصارع في هذا الإطار ثقافاتٌ وخلفياتٌ أثنية ودينيّة مختلفة، وستشهد هذه الثقافات والباديان تصدّعاً في بنيتها الداخلية، لِتعادَ صياغتها وفق مفهومٍ جديدٍ.
هذا باختصار جوهر مفهوم الصراع "الكوني" الجديد الذي اجتهد في إبرازهِ الفكر الغربي الحديث، الذي بنى عليه المحافظون الجدد تصورهم لهذا العالم تحت ثنائية "الخير والشر".
وقد استندت نظرية "صموئيل هنتنجتون" إلى فرضيةٍ مفادها: أنّ المصدر الرئيسي للصراعات في عالمِ ما بعد الحرب الباردة لن يكون إيديولوجيا أو اقتصاديّاً ـ بل سيكون ثقافيّاً.
وقد أشارتِ النظريةُ إلى حضارات مختلفة.
فهى جميعًا فى مواجهة الحضارة الغربية مع التركيز على حضارتين سوف يكون لهما دورٌ كبيرٌ في هذه المواجهة، ألا وهما الإسلام والحضارة الصينية "الكنفوشوسية"، وهذه النظريةُ اِنطلقت من مفهوم بنيوي، أي أن للحضارات بُنى ثابتة . وبما أن الحضارات ظواهر تاريخية فالتفسير الغائي لنهاية التاريخ يكون أقرب إلى المنطق على حسب ما ذهب إليه " فرانسيس فوكوياماFrancis Fukuyama" في انصهارالقيم الكونية في نموذج واحد هو الأكثر تقدمًا وهو ما يعرف بالدولة الليبرالية حسب مفهوم "هيغل "Hegel"، ومن هنا اطلق المفهوم الخاطىء للإسلام عند" هنتنجتون".
فـ "هنتنجتون" وأمثاله يمثّلون لِما عُرف بين الدوائر الاكاديمية فى الغرب بالمستشرقين الجدد.
إنّ ما يميّز هؤلاء عن أسلافهم من المستشرقين، فإنهم أقل فهمًا للإسلام، وأكثر اِلتصاقًا بالصهيونية و بإسرائيل، فهذان العاملان يدفعان بكثير من المستشرقين الجددِ إلى التخلّى عن المعايير العلمية والأكاديمية عندما يتعلق الأمر بدراسة الاسلام. فتتحول الدراسة الأكاديمية عند هؤلاء إلى مجرد إطلاق أحكامٍ أقرب ما تكون إلى النظرة العنصرية الدونية إلى الحضارات والشعوب الاخرى.
ولـ "هنتنجتون" رؤيةٌ محورها أن أسس الاختلاف بين الغرب والإسلام ليست الأصولية الاسلامية فقط ، وإنما الإسلام نفسه الذي يمثل حضارة مختلفة ... والاسلام فى نظر" هنتنجتون": " لا ينسجم مع القيّم الديمقراطية وهو ((عدوانى)) بطبعه حيث انتشر بحد السيف ويحاول فرض قيّمه على الاخرين بالقوة"... والغريب أن بعضَ المثقفين العرب لم يقارعوا هؤلاء بالحجة والبرهان، ومازالوا يأخذون كل ما يأتي من الغرب وكأنه " قرآن"

يوغرهن زيري
2019-08-06, 14:56
بارك الله فيك