مشاهدة النسخة كاملة : " الملاذ الأخير للأوغاد "
علي قسورة الإبراهيمي
2019-07-26, 08:53
بسم الله الرحمن الرحيم.
في بعض المجتمعات يلتجئ من بيدهم مقاليد أمور الحكم إلى إظهار " عليّة " من القومِ سواء كانت دينية أو فكرية وتكليفها بمهمة حشو أذهان الناس " رفض" أي مطلبٍ تطالب به الرعيّة.
فيجد المرء عند هؤلاء " العليّة ترسيخ " تكفير " من يحكم بالديمقراطية إلى " تحريم " المظاهرات، مرورًا بإسداء " النصيحة" لولي الأمر لا تكون إلاّ في السر.
وما إن يحدث بعض التذمر من طرف الرعيّة عندما ينزل بها حيف وظلم
ينبري بعض منتفعي الأنظمة اللعب على مشاعر الناس فيكثر الكلام عن القومية والوطنية لتغفيل الناس حتى يدعمون " حجتهم " ليقوّضوا موقف الآخر، وإيهام الرعيّة أن ما يقوم به الآخر منافيًّا للوطنية، ثم يكثر من الضجيج " وطن لا أحميه لا يحق لي العيش فيه"
ثم يلوّح بأي رمز مع تصوير الآخر بوصمة سياسية أو مذهبية.
وما أن ترفع مجموعة من الرعية مسألة التداول على السلطة، يكشر الحاكم عن أنيابه ولسان حاله يقول:
"أحموا الوطن من الطامعين فيه "
ثم تخوين الناس.
عندها يبرز التظاهر بالوطنية فتصدق مقولة:
" Patriotism is the last refuge of the scoundrel"
"الوطنية هي الملاذ الأخير للأوغاد"
ترى أن Samuel Johnson قال حقًّا، أم تراه كان يهذي؟
تحياتي
علي قسورة الإبراهيمي
2019-07-27, 06:28
بسم اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
ثم لأدخل وإياكم في لبّ الموضوع.
عندما نتكلّم عن الوطن، ألا يقودنا الكلام إلى مفهوم المواطنة؟
وعليه فقد ذهب فقهاء الفكر في الغرب على أنّ المواطنةَ هي:
( فكّرتُ بأن أتحاشى كتابة المصطلحات بلغة أجنبية،حتى لا يتشتت الفكر )
وجودُ وانتماءُ أيُّ إنسانٍ إلى رقعةٍ من الأرض، لِيحيا مع مجموعةٍ من الناس تجمعهم روابط اللغةِ، وأرومة العنصر، و رابطة الدم، وزاد بعضهم عنصر الدين.
وهنا يتبلور مفهومٌ آخر .. وهو أنّ الإنسانَ لابد له أن يستقرّ بشكل ثابتٍ و دائمٍ داخل دولة، أو يحمل جنسيتهاـ ـــ حتى ولو أبعدته الظروف لهجر بلدِه ــــ فالإنسان الذي ينتمي إلى مجتمعٍ يحيا مع ذلك المجتمع في رقعةٍ جغرافيةٍ، لابد أن يكونَ مشاركاً في الحكم، كما أنه يخضع للقوانين الصادرة عن تلك الدولة. كما أنهُ يتمتّع بشكلٍ متساوٍ مع بقية المواطنين بمجموعة من الحقوق، وعليه أن يلتزمَ بأداء مجموعةٍ من الواجبات تجاه الدولة التي ينتمي لها.
وهذه هو الولاء للوطن في أسمى معانيه، دون الصراخ والتطبيل الغوغائي بـ " الولاء " للحاكمِ.
لأن القيام بالواجبات نحو الوطن هو الولاء لكل شيءٍ،فالولاء للأمة والوطن، هو ولاءٌ للحاكم ما دام هذا الأخير يسهر على احترام وتطبيق القانون كما يحدده دستور الدولة..
ولا شيءَ بعد هذا.
و يقول غير ذلك فهو كمن يريد أن يبخسَ الناس أشياءهم .
ولنا من العبر مما حدث من حوادث لدولٍ عربية في الأعوام الأخيرة.
فالفئة التي لم ترضَ بالأمر الواقع، لا يزال دأبها و ديدنها في الدفاع عن حاكم هاربٍ.. فأصبحت تلك الفئة في نظر المجتمع فئة باغية، يجب مطاردتها و تقديمها للعدالة.
ولا نعرف ما يخبئه المستقبل.
وربما سوف تتهاوى كراسٍ، وتتساقط عروش.
ومع ذلك فالوطن باقٍ حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
فهل من مُعتبر؟
أمير جزائري حر
2020-02-09, 23:34
تحية طيبة أخي علي
موضوع ذي بال ووثيق الصلة بواقعنا المرير كعرب عموما وكمسلمين أيضا ... لكن لم ينل ما يستحقه من اهتمام - للأسف -
//
لي عودة ../ :cool:
nadir_telecom
2020-02-10, 07:25
ذلك رأيك و أنا أحترمه
ighil ighil
2020-02-10, 21:25
موضوع قيم بوركت.
أمير جزائري حر
2020-02-14, 10:48
//
عدنا :cool:
...
عندما هاجر الصحابة الأوائل من مكة إلى الحبشة إنما فعلوا ذلك طلبا لـ [الأمن]..
الأمن على أنفسهم + أعراضهم + معتقدهم .. بالدرجة الأولى
// أما أموالهم فقد خلفوها وراءهم وانتهبها كفار قريش //
وهي تأتي في مرتبة أخيرة
- عند العرب وغيرهم من بني البشر -
فقد قال الشاعر:
أصون عرضي بمالي لا أبدّده ** لا بارك الله بعد العِرض في المال
...
وما كانوا ليفعلوا ذلك لولا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال عن ذلك [الوطن] : بأنّه لا يُظلم فيه [أحد] ..
مهما كان ذلك [الأحد] .. ولو كان صاحب دين جديد مُطارد بالنار والحديد..
...
وبالفعل رحّب بهم ذلك الملك [النجاشي ] وقال لهم:
أنتم [أحرار] .. في أرضي .. ويا لها من كلمة .. لها رنين.. لو أسمعت من بهم صمم من المستبدين والغاصبين ..
وأردف النجاشي: [ لكم ما لنا وعليكم ما علينا ] :cool:
وبهذه العبارة الأخيرة أقرّ لهم نفس [الحقوق] ..
ورتّب عليها نفس [الواجبات] ..
//
والخُلاصة: أعطاهم [الأمن والأمان ] ..
ولا يحتاج تجسيد مفهوم المواطنة في واقعنا لأكثر من ذلك ولا أقل :sdf:
/
أعطني [الأمان]..
على نفسي...
وعرضي...
وعقلي...
أعطني [تكافؤ الفُرص ] لي ولأبنائي ..
وسأكون مواطنا [صالحا]
//
وغير ذلك من ضجيج الإعلام واصطكاك الأقلام يبقى جعجعة وزورا وكذبا واستخفافا بالناس ..
//
فهل .. قريبا - سيأتي يوم يتحقق فيه ذلك على أرضنا ...
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir