تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدوران


نُـون
2019-07-14, 00:03
هل يجب أن تكتب حين لا تفكر بأي شيء؟
تشعر أنك فارغ تماما كقارورة بلاستيك تبعثرها الريح. ورغم ذلك أنت مزهو تحاول أن تثبت أنك تستطيع أن تكتب شيئا ما لا يمكن أن يخطر حتى ببالك!
من المرهق جدا فعل ذلك لأن الحقيقه الوحيدة أنك تتصور أنه من الممكن للفراغ أن ينتج شيئا لكنه يدور بذات الدوائر التي لطالما تحلقت بها!
لربما تتحدث عن الحب بفراغ، وتتحدث عن الصداقة بشيء من النفاق، أو تتحدث عن كرة القدم التي لم تستطع متابعتها للألم الداخلي الذي تسببه لك. إلا أنك ما زلت مزهوا بنتائجها، وعلى ذكر النتائج لطالما كان الرابح هو من يدق الخصم.
الدوران... الدوران... أذكر أني يوما قررت أن ألف وأدور دون أن ينتبه لي أحد من بين أفراد عائلتي فيحاول إيقافي، ظللت أدور في ذاك الفراغ المتراقص حولي أشعر أني الشمس التي أضاءت ما حولها وأن تلك المساحة خضراء بها عيون تجري وأن العالم يبتسم لي، -وفجأة- تهتز الصور وتتداخل بينما أواصل الدوران حول ذاتي لم أشعر حتى بأنفاسي فقط انقباض ووجدتني أرضا وقد أظلم كل شيء وبدا أسوأ مما كان.
لا أدري كم من الوقت مكثت على الأرض غير المبلطة التي كانت تتمدد وتتقلص، البئر الحجري يهتز في حركة عجيبة الرواق المظلم السرابي ما الذي حدث لي كأني أجابه الموت، ما الذي بدّل تلك الطقوس على هذا النحو زحفت هربا وخوفا من الموت وحيدة وغثيان يشدني للأرض كأنها قيدتني، لثقل جسمي كان فناء المنزل أو كما نسميه "الحوش" مظلما ساكنا كأنه مدينة أشباح سرعان ما تداخلت الأشياء واهتزت صورة الفرح الطفولي، وصلت الدرج وصعدته بأربع قوائم ثم حملت نفسي وأنا أصل آخره بتؤدة إلى غرفة الجلوس حيث والدتي التي خاطبتني: ما بك؟ فكان الصمت ملاذي وارتميت في حجرها بينما مررت يدها على جبيني وشعري إلى أن غفوت. ولم أفق إلا في وقت متأخر متخلصة من ألم الدوران. لكن الشعور بالغثيان ما زال يلاحقني كلما تذكرت الحادثة.
فلماذا يحملني الفراغ إلى هذه المحطات.

TakouaQueen
2019-07-14, 10:44
جميل ما خطته أناملك

Ali Harmal
2019-07-14, 20:34
حفظك الرحمن

نُـون
2019-07-17, 00:51
جميل ما خطته أناملك
سلام ورحمة
شكرا لك أختي الكريمة
بوركت

نُـون
2019-07-17, 00:52
حفظك الرحمن

سلام ورحمة
وبارك الله فيك.