علي قسورة الإبراهيمي
2019-06-15, 21:29
بسمِ الله الرّحمَن الرّحيم
أحبّتي وخلاّني.
إليكم كتابي نائبًا عن زيارتي** ومَن لم يجدْ ماءً تيمم بالتربِ.
حين قلّ الوازع الخُلقي في الضمائر، والناس مع الجشع من غاشٍ إلى صائر، والقوم الى الرذائلٍ كم من سائرٍ.
فعمّت الشدائد، وتبدّلتِ العقائد، وأصبح الخداع هو السائد.
ما دام الأمر لم يتولاهُ أربابه، فلم يغدو الشأن إلى نصابه.
ليت "الجمل من جوفه يجترّ"
وما دام الأمر في الكسب الحلال، حيث نعلق على ذلك المنى والآمال.
فذروني احكي لكم هذه القصة، حتى لا يُصابُ الحلقوم بغصة:
سافر قرويٌّ من قريتِه إلى سوق المدينة يا سادة، ليبيعَ ما تصنعه زوجته من الزبدة كالعادة.
وكانت قطع الزبد كل قطعة على شكل الكُرةِ، تزن كل منها كيلو غراما بالمرّة.
باع القروي ذلك الزبد جملةً لبقّال، بسرعة وفي الحال.
واشترى منه ما يلزمه من سكرٍ، وقهوةٍ، وشايٍ وزيتٍ، ثم عاد إلى قريتهِ ولات حين وقتٍ.
وما إن البقال بدأ يَضع الزبد في الثلاجة، حتى خطرت له فكرةٌ و في نفسه كم من حاجة.
فقرر أن يعيد ليزنَ قطع الزبد، ليعرفَ القصد.ولكن يالِهولِ ما رأى، فتسمّر في مكانه ورجع القهقرى
فإذا به يكتشف أن القطعة الموزونة تنقص مقدارًا معلوما، وأصبح القصد مفهوما. فما كان منه إلاّ ووزن قطعة أخرى فوجدها كحالِها ، وكذلك كل الزبد الذي أحضره القروي مثلها..
وفي الأسبوع الموالي حضر القروي كالمعتاد، ليبيعَ الزبد في سوق المدينة للعباد.
فاستقبله البقّال بصوت عال ٍوقبيح، وشتمه بكلامٍ صريح:
كم أنت من رجلٍ غشاش، يا ابن الأوباش... فكل قطع الزبد التي بعتها لي في وزنها بعض النقص، وأنت حاسبتني على كيلو كاملاً عند القصّ
فما كان من القروي أن هز رأسه في أسى وحسرة، وبعد تنهيدة قال في حيرة :
لا تسىء الظن بي يا سيدي ..
فنحن أناس فقراء على الدوام، لا نمتلك عيار الكيلو غرام
فعندما اشتري منك كيلو السكر أضعه على كفّةٍ؛ وأزنُ الزبدَ في الكفة الأخرى..
وكأني بالقروي يقول لذلك البقال
بالكيل الذي به تكيلون، يُكال لكم.
ولكم أن تقارنوا ما يقع في أسواق مدن جزائرنا الغالية.
لتحكموا
أم على قلوبٍ أقفالها ؟
دعوة للنقاش عن ما يحدث في الأسواق من غشّ وخداع.
أحبّتي وخلاّني.
إليكم كتابي نائبًا عن زيارتي** ومَن لم يجدْ ماءً تيمم بالتربِ.
حين قلّ الوازع الخُلقي في الضمائر، والناس مع الجشع من غاشٍ إلى صائر، والقوم الى الرذائلٍ كم من سائرٍ.
فعمّت الشدائد، وتبدّلتِ العقائد، وأصبح الخداع هو السائد.
ما دام الأمر لم يتولاهُ أربابه، فلم يغدو الشأن إلى نصابه.
ليت "الجمل من جوفه يجترّ"
وما دام الأمر في الكسب الحلال، حيث نعلق على ذلك المنى والآمال.
فذروني احكي لكم هذه القصة، حتى لا يُصابُ الحلقوم بغصة:
سافر قرويٌّ من قريتِه إلى سوق المدينة يا سادة، ليبيعَ ما تصنعه زوجته من الزبدة كالعادة.
وكانت قطع الزبد كل قطعة على شكل الكُرةِ، تزن كل منها كيلو غراما بالمرّة.
باع القروي ذلك الزبد جملةً لبقّال، بسرعة وفي الحال.
واشترى منه ما يلزمه من سكرٍ، وقهوةٍ، وشايٍ وزيتٍ، ثم عاد إلى قريتهِ ولات حين وقتٍ.
وما إن البقال بدأ يَضع الزبد في الثلاجة، حتى خطرت له فكرةٌ و في نفسه كم من حاجة.
فقرر أن يعيد ليزنَ قطع الزبد، ليعرفَ القصد.ولكن يالِهولِ ما رأى، فتسمّر في مكانه ورجع القهقرى
فإذا به يكتشف أن القطعة الموزونة تنقص مقدارًا معلوما، وأصبح القصد مفهوما. فما كان منه إلاّ ووزن قطعة أخرى فوجدها كحالِها ، وكذلك كل الزبد الذي أحضره القروي مثلها..
وفي الأسبوع الموالي حضر القروي كالمعتاد، ليبيعَ الزبد في سوق المدينة للعباد.
فاستقبله البقّال بصوت عال ٍوقبيح، وشتمه بكلامٍ صريح:
كم أنت من رجلٍ غشاش، يا ابن الأوباش... فكل قطع الزبد التي بعتها لي في وزنها بعض النقص، وأنت حاسبتني على كيلو كاملاً عند القصّ
فما كان من القروي أن هز رأسه في أسى وحسرة، وبعد تنهيدة قال في حيرة :
لا تسىء الظن بي يا سيدي ..
فنحن أناس فقراء على الدوام، لا نمتلك عيار الكيلو غرام
فعندما اشتري منك كيلو السكر أضعه على كفّةٍ؛ وأزنُ الزبدَ في الكفة الأخرى..
وكأني بالقروي يقول لذلك البقال
بالكيل الذي به تكيلون، يُكال لكم.
ولكم أن تقارنوا ما يقع في أسواق مدن جزائرنا الغالية.
لتحكموا
أم على قلوبٍ أقفالها ؟
دعوة للنقاش عن ما يحدث في الأسواق من غشّ وخداع.