المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كَذَابُ رَبِيعَة خَيرٌ لَنَا مِن صَادِق مُضَر ؟؟؟


طاهر القلب
2019-06-09, 16:09
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تحيّة طيبة آل الجلفة الكرام ... وبعد :

" كَذَابُ رَبِيعَة خَيرٌ لَنَا مِن صَادِق مُضَر " ...
لَعل خَبر هَذه الجُملة غَير مَعرُوف لدَى الكَثير مِنا، وَلعَل قِصَتَها لاَ يَعلَمُها مِنَا إِلاَّ مَن كَان مُضْطَلعًا، قارئًا، ومُطالعًا .. للكتب وللسيرة النبويّة الشريفة بصفة خاصة، ولَعل قَارئَها - أي العبارة في عنوان الموضوع - هنا يَعلم الجزء الظاهر منها، وقَد تَغِيبُ عَنه الأجزاء الأخرى ... وسأروى قصتها باختصار شَديد، ولكن قَبل ذلك ...
أَقُول أنّ من أَكبر وأعظم مَعانِيها وَمَضامِينها وأسباب قَولها في زَمنها ذَاك، هُو أنّها مُنتَشِرة الآن، في هَذا الزَمن الـمُتعصّب في كلِّ شيء، وعلى كلِّ اتجاه منه، وكلّ صعيد فيه، وهو ما نعيشه بمرارته وقسوته وجحوده وغياباته الموحشة والمتوحشة، وكأن زمن " جاهلية " ذاك القول، أصبحت الآن حقيقة هذا الواقع، على العموم وباختصار شديد هناك من يُعميه تعصبه وشدّته فيه، حتى في أبسط المفاهيم، وعن حتى المفهوم نفسه، وليس له من تعصبه ذاك وفيه، إلاّ الجهل والتجهيل والظَلامية، وإنكار الرأي ( رأيه ) والنّفس ( نفسه ) والعقل ( عقله ) والوجود ( وجوده ) مقابل أن يكون فقط متعصبا ليس لـ ( رأيه ) أو لـ ( نفسه ) أو انتصارا ( له ) دون النّاس، حتى وإن بدا له ظاهرا، شامخا، خطأه وانحرافه وظلال طريقه وحتى طريقته، ثمّ بدا له بُعده عن الحقّ والحقيقة في أدنى تجلياتها، وحتى في حقيقة نفسه هو نفسه ... إنما كان منه كل ذلك فقط، ليقال ما قاله الشاعر :
وما أنا إلاّ من غزيّة ... فإن غزت غزيّة غزوت
وما أكثر هذه " الغُزيّات " و " الغزوات " اليوم، وما أفضعها وأشدها من غزوات عندما تكون بين الإخوة ...
ثمّ إنّه هذا ما تفعله وسائل الإعلام الـمُظِلة والـمُظَلِلَة، سواء كانت مقروءةً أو مسموعةً أو مرئيةً ؟؟؟
وهذا ما يفعله بعض السياسيين، ومن يدور في فَلكهم ومَلكُوتهم الخاص البعيد عن النّاس ؟؟؟
وهذا ما يفعله بعض الدعاة والأئمة والشيوخ، وكل من سار على مذهبهم وسيرتهم دون سريرتهم ؟؟؟
وهذا ما يفعله بعض الـمُطَبِلون، الـمُبطِلُون للحقّ والحقيقة كحقّ وكحقيقة مُتجلية ؟؟؟
وهذا تفعله وسائل التواصل الاجتماعي بكل أطيافها، وفي جانب كبير من تظليلاتها للرأي العام والخاص ؟؟؟
وهذا ما يفعله بعض النّاس ضدّ بعض النّاس .. وبعض الفئات من المجتمعات ضدّ الأخرى .. وبعض الأفراد ضدّ بعضهم الآخر ؟؟؟
فيكون مذهبهم فيها .. فئويًا أو فرديًا أو قَبلِّيًا أو حزبيًا أو دينيًا أو سياسيًا أو عرقيًا أو غيرها، ثمّ يكون ذهابهم في مذهبهم، ونهايتهم مع بدايتهم، وفُرقتهم بعد تَفرغِهم وفراغهم ... ولعل هذه " الجهالة " مُستمرة وظَاهرة اليوم أكثر وأكثر، وعلى كل المستويات، بدأً من الفرد كفرد، والأسرة كأسرة، والمجتمع كمجتمع، والبلد كبلد، وهكذا تتواصل في أساليبها الكاذبة تلك، وأسسها الواهنة المقيتة، والتي تعتمد في جميع جوانبها ومفاهيمها على "فعل" و"قول" واحد ألا وهو :
" لا إنكار للمنكر "
" ولا أمر بالمعروف "
بل ...
" جحد الحقيقة عن النّاس "
" وتغييب الضمائر والمفاهيم والمدارك والوعي الحقيقي الواجب تغليبه "
ثمّ يكون تزييف كل ذلك حسب ما تقتضيه الضرورة، ليس الضرورة الشخصية أو الوجودية أو الدينية، بل الضرورة الوقتية، الزمانية، المضمحلة، المتلاشية عند أول حقيقة أو أول سطوع لشعاع شمسها، فيطبق عكس المبدأ القائل :
" الضرورة تبيح المحظورة "
فتختلط الإباحة مع الحظر مع الضرورة، فيصعب عندها تمييز كل ذلك، وحتى في هاته الجزئيات البسيطة، وبكل بساطة لهاته الجزئيات، أعود لقصة عبارة العنوان، وهي كما يلي :
" إنّه في زمن كذاب ربيعة مُسيلمة ... عندما علم هذا الكذاب تجهيز وقدوم جيش خالد بن الوليد للقضاء عليه وعلى فِريته وكِذبته وإدعائُه للنبوّة، أنّه كان يقال عندها في جيشه المظلل، والذي كان في مجمله عبارة عن رجال قبيلته " بني ربيعة "، كان يقال لهؤلاء المظللين : " هل تصدقون مسيلمة؟؟؟ " .
فيقولون : " والله إنّنا لنعلم أن مُسيلمة كاذب، وأن محمد صادق ولكن ... كَذَابُ رَبِيعَة خَيرٌ لَنَا مِن صَادِق مُضَر " .
وهكذا يكونوا قد أرّخوا للعصبية في أنفسهم ومع أنفسهم، قبل أن تكون في صاحبهم، واليوم ما أكثر نماذج هؤلاء في العرب والمسلمين، وما أغبى أصحابهم، وإن كانوا في زمن يقال له عَصرُ " تكنولوجيا الإعلام والاتصال " ... فلا حَدثَ مِنها وفيها، لاَ إعلام عَلى أُصوله، ولا اتصال بتأصيله، وما أشبههم بتلك القبائل العربية في جاهليتها وعصبيتها وتناحرها ...
والله المستعان

أخوكم طاهر

Ali Harmal
2019-06-09, 20:53
حفظك الرحمن اخي الكريم .

bmlsy
2019-06-09, 23:13
بارك الله فيك

الطيب الشريف
2019-06-09, 23:40
بارك الله فيك

طاهر القلب
2019-06-24, 13:22
حفظك الرحمن اخي الكريم .
وبارك الله فيكم اخي علي وحفظكم من كل سوء ...
وأشكر لكم هذا المرور الطيب
تقديرري