المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يشتري الراحة


Ali Harmal
2019-06-05, 20:36
من يشتري الراحة
https://groups.google.com/group/lo2yom/attach/56a4eefcbedd5936/image33.png?part=0.3&authuser=0
صباحا....
اليوم هذا الصباح هاديء...
بعدما كان المساء معكرا بأصوات القذائف الحنونة الصديقة ...
لقد إعتدنا على أصواتها فأصبحت جزءا من يومنا...
مثل خبزنا اليومي الذي لا يمكن أن نجده إلا بشق النفس ...
وعندما نعود به الى البيت يتأفف الأولاد من قضمه أو علكه أو بلعه...
فكيف إذا من ليس له أسنان إلا رحمة ربه ...وفي الحقيقة هي تكفي...
وقفت على الشرفة كالعادة...
طلاب المدارس عائدون الى بيوتهم...
في قمة الترتيب والأدب والذوق...
هذا يدخن.... بداية حياته...
وهذا وجد زجاجة فارغة على قارعة الطريق... وأصر أن يكسرها...
وكان بحاجة الى أن يكرر رميها على الأرض أكثر من مرة وعندما كانت هذه القنينة أشد منه من القوة ...
فأحضر حجرا كبيرا وقام بكسرها ...
قفز وكأنه نال المرتبة الأولى في المدرسة...
وهنا ثلاث شبان يقفون أمام عامود الكهرباء بالرغم من مرضه قاموا برمي الحجارة على الأسلاك المهترئة أصلا وكانت هذه العملية ساحة حرب بالنسبة لهم...
وهذا رجل يضع على كرسي متحرك إمرأة ليست كبيرة في السن وهو ليس شابا...
يدفعها بصعوبة...ويحدثها وكأني به يتمشى...
وهذه إمرأة أخرى تقف على شرفة الطابق الخامس من البناية وصدمتني حركتها...
لقد حملت كيس الزبالة وألقت به من الشرفة...
ولا أدري هل قالت ...الله أكبر...
إمرأة كبيرة بالسن متحجبة وتقوم بمثل هذه الأشياء المنافية للأخلاق...
ما آلمني طلاب عائدون من المدرسة يدخنون... الله أكبر...
وكل طالب وفي يده كيس شيبس يأكل منه...
وإن عاد الى البيت يرفض تناول الطعام وتظن أمه المسكينة أنه لم يتناول الطعام منذ الفجر...
إضحك يا صاحبي فالقصة بحاجة الى قليل من الثقافة...
نحن العرب والمسلمون لا نقرأ... وإذا قرأنا لا نفهم... وإذا فهمنا لا نعمل...
سبحان الله....
هذا ولد عائد من المدرسة لا يتجاوز سبع سنوات وعلى ظهره حقيبة ثقيلة حتى وزير التربية لا يستطيع أن يحملها...
ونظامه يصر على هذه الحالة...
الحقيقة لا رقيب...
وهذا الطفل وضع على وجهه وجها بلاستيكيا حتى لا يقرأ المارة ملامح وجهه...
وهذا بائع ينادي بأعلى صوته...
يلا يا راحة... من يشتري راحة...
آه لو نستطيع أن نشتري الراحة يا بائع الراحة...
ثم يكمل ... بسكوت وراحة... شكرًا لأنك أوضحت لنا قصتك،..
وسمعت صوتا من داخل البيت...
لقد جاءت...
وتركت الشرفة مسرعا وعندها أدركت بأنها الكهرباء ...
وعلي أن أشحن هاتفي حتى أستطيع أن أنهي رسالتي هذه...
صحنايا أصوات القنابل غزيرة هذا المساء...
صنعاء لم نتمكن من شراء الخبز بعد الوقوف لساعات...
اليمن سألت ذاتي...من يحبك يا بلاد اليمن...
اللهم أنت المطلع العارف...ونحن عبيدك نقف أمام الشرفات نطلب رحمة...
على فكرة ...ليس الكل يذهب الى الجامع...حسب الظروف...والأصوات...
تحياتي

razane2013
2019-06-06, 23:29
ولوانك دققت اكثر في نظراتهم او حتى داخل عيونهم لوجدت الجميع يبحث عن الراااحة و لا يدرك حقيييقتها .. ادركت اليوم اننا ننتظر التغيير من الاخرين و لا نريد ان نباادر نحن ..مثلا لوانك ابتعدت عن تلك الشرفة اخذت سلالم بيتك و ابعدت القارورة التي اصر ان يكسرها ذلك الطفل او حملت تلك القمامة التي رمتهاا السيدة او حتى كنت حملت تلك الاطنان عن ذلك الطفل و اضعف الاييماان كنت نهيت الاطفال عن التدخيين ..قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من راى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه و ذلك اضع الايمان " فلنصنع نحن اولا تلك الرااحة ثم لنبحث عن مشتر لها و الله سنجدهم بالاالاااف .. فلنغير و لا ننتظر التغيير من احد .. حان الوقت لنقوم من سباتنا ولنصلح عالمنا ..فلنفعلهااااا :19::mh31:

Ali Harmal
2019-06-10, 19:49
بارك الله بخيتي رازان على التعليق الرائع والأفضل على الأطلاق قد وردني .. فية الموعضة وجرس الخير والتعاون والبر والنصيحة والحكمة وطيب المشاعر .
وجميل من يستطيع أن يعبر بصدق عن الواقع الذي يعيشه...وأن لا يكون من يصنع تلك المشاعر...وأن لا يترك مجالا لأن يوازي بين صدق الشعور وبين الخطأ الذي يعيشه من حوله... وبالفعل خيتي حان الوقت للنهوض من سباتنا .