المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التخلص من خلايا الورم المستأصل بـ سم العقرب


عزالدين
2007-10-13, 15:17
التخلص من خلايا الورم المستأصل بـ سم العقرب



يمثل التخلص من كل خلايا الورم السرطاني المستأصل من جسم المريض أهم مشكلة يواجهها جراحو الأورام‏,‏ ولعلاج هذه المشكلة ابتكر فريق من الجراحين بمستشفي الأطفال بجامعة سياتل طريقة جديدة فعالة لمساعدة الجراح في التخلص من كل الأنسجة السرطانية قبل غلق الجرح عن طريق حقن المريض قبل الجراحة بسم العقرب الممزوج بمادة فلوريسنتية تقوم بدهان الخلايا السرطانية دون غيرها تمييزا لها عن الخلايا السليمة‏,‏ مما يمكن الجراح عند فتح جسم المريض من مشاهدة خلايا الورم علي سبيل اليقين‏,‏ حيث تكون مصبوغة بلون مميز‏,‏ وتقوم خلايا الورم القريبة من سطح الجلد دون غيرها بامتصاص سم العقرب‏.‏ أما الأورام العميقة فلا تصلح لها هذه الحقنة‏.‏

وحاليا تعتمد جراحات الأورام علي خبرة الجراح في تمييز خلايا الورم عن غيرها‏,‏ كما يمكن أن تساعد أجهزة الرنين المغناطيسي في إلقاء الضوء علي المنطقة المصابة قبل الجراحة‏,‏ حيث يمكنها التمييز بين خلايا الورم والخلايا السليمة‏,‏ ولكن قيمتها تكون محدودة عندما يقوم الجراح بشق جلد المريض‏.‏ فالمخ‏-‏ كما يقول الدكتور جيمس أولسون أستاذ الجراحة بمستشفي الأطفال بالجامعة‏-‏ عضو يشبه الجيلي‏,‏ ولكن يتغير شكله بمجرد فتح الجمجمة‏,‏ وما يراه الطبيب من صورة الرنين يكون مختلفا عما يراه عندما يبدأ الجراحة‏,‏ مما يجعل تتبع حدود الورم في المخ عملية بالغة الصعوبة‏.‏

وتعتمد فكرة الحقن بسم العقرب علي حقيقة علمية هي أن الخلايا السرطانية تنتج جزيئات معينة تسمي‏'‏ جيلاتينيز‏'‏ تساعد خلايا الورم علي الانتشار في الأنسجة المحيطة‏,‏ إلا أن هذه الجزيئات لا توجد في الخلايا السليمة‏.‏ وأوضحت نتائج الأبحاث قابلية خلايا الورم للإتحاد بمادة كلوروتوكسين التي تشكل أحد مكونات سم العقرب في وجود مادة جيلاتينيز‏,‏ لذلك قام الدكتور أولسون وفريقه بمزج مادة كلوروتوكسين مع صبغة فلوروسنتية ثم حقن المريض بها لتقوم بصبغ خلايا الورم بلون مضيء‏.‏ وأثبتت الأبحاث علي حيوانات التجارب أن الخلايا المميزة المصبوغة كانت جميعها سرطانية في حين كانت كل الخلايا المحيطة غير المميزة سليمة تماما‏,‏ وبذلك يمكن للأطباء استئصال الأورام بالكامل دون ترك أي أجزاء منها بالجسم‏,‏ مما يعني تقليل فرصة رجوع الورم إلي أدني حد‏.‏

وتعليقا علي هذا الخبر يقول الدكتور مصطفي منيع أستاذ جراحة الأورام بقصر العيني إن الطريقة المذكورة بداية لا تزال في مرحلة التجربة علي الحيوانات‏,‏ ولم ترق بعد إلي مستوي التطبيق علي الإنسان‏,‏ وما يحدث حاليا بمعظم المراكز المحترمة سواء بمصر أو بدول العالم المتقدم للتأكد من استئصال جميع خلايا الورم بالجسم هو الفحص الميكروسكوبي لحروف النسيج المستأصل والمحتوي علي كتلة الورم فور إخراجه‏,‏ ونظرا لأن هذا الفحص يتم تحت تكبير مئات المرات‏,‏ فهو يعطي نتائج دقيقة وفورية لعمل الجراح‏.‏ وفي الماضي تمت تجربة العديد من الصبغات‏,‏ ولكنها لم تثبت فاعلية كبيرة‏,‏ ولذلك لا يمكن الحكم علي الطريقة الجديدة إلا بعد نجاحها علي الإنسان.