هواري عبدالواحد
2019-04-21, 13:47
ملخص عن رواية: في كل قبر حكاية.
- الكاتب: عبد الواحد هواري من مدينة مغنية ولاية تلمسان، مواليد 05 سبتمبر 1991، حامل لشهادة ماستر فلسفة إسلامية وحضارة.
- عنوان الرواية: في كل قبر حكاية
- عدد الصفحات: 250ص.
- عدد الفصول: 25 فصل.
- حجم الكتاب: 16*24.
- الشخصيات الأساسية:
الشخصية رقم 01: نذير والجنون
جانب كبير من هذه الرواية جاء بلسان هذا البطل، فقد كنت بوصفي راويا مندمجا في أحداثها أقرأ مذكراته، هذه المذكرات التي ناولني إياها رجل من مدينتي اسمه "العربي" وهو الشخصية الاساسية الثانية، يمتهن حفر القبور وحراسة المقبرة ليلا، كما أنه أمي لا يجيد القراءة، وطبعا له قصة محزنة أدت به إلى اعتزال الأحياء ومعاشرة الأموات.
كيف وصلت مذكرات المجنون نذير إلى العربي حفار القبور؟
حدث ذلك في ليلة عادية حين كان العربي يحرس المقبرة كما اعتاد أن يفعل، وخلال لحظة معينة سمع خشخشة فتتبع مصدر الصوت ليجد مجنونا رث الثياب فوق قبر من القبور، يعانق ترابه، يناجي صاحبته، وحين أحس بأن الحارس يتطفل عليه فر دون ترك أي أثر يقود إليه، غير المذكرات التي سقطت منه، وحين لم يستطع العربي قراءتها استعان بي فصرت أحكيها على مسامعكم.
صاحبة القبر هي عبير زوجة المجنون والمرأة الفريدة من نوعها التي أحدث غيابها خللا في عقل زوجها، امرأة كهذه لابد أن تكون مميزة.
الشخصية رقم 02: العربي واعتزال البشر
الشخصية الأساسية الثانية في روايتي "في كل قبر حكاية"، رجل تلقى من صفعات الدنيا ما جعله يعتزل البشر، حتى أنه اتخذ من حفر القبور وحماية المقبرة مهنة تساعده في ذلك، عاش فترة العشرية السوداء وكان حجم الخسائر التي تلقاها فوق ما استطاع تحمله وهو الرجل الذي وجد مذكرات بطل الرواية الأول "نذير"، وحين أحضرها لي صرت أقرأها على مسامعه بسبب كونه أميا، جزء من أحداث الرواية يعود بنا إلى ماضي هذا الشخص، إلى تلك الأوقات التي جعلت منه فارا من نظرات البشر، وتلك اللحظات التي فقد فيها الثقة في بني جنسه، يعيش رفقة ابنه الوحيد زيد، غير أنه ليس صبيا من صلبه فتلك قصة متعلقة بماضيه، أما الأمر الأساسي فهو نقطة التلاقي بين حفار القبور "العربي"، والمجنون الذي فقد عقله بصبب خسارته زوجته المقتولة "نذير".
الشخصية رقم 03: أمينة وأكبر عدوة لها والدتها
الشخصية الأساسية الثالثة في رواية "في كل قبر حكاية"، هي فتاة اسمها أمينة، وهي الشخصية التي تعبر عن نوع الفتيات اللواتي يعانين سوء الحظ، كانت قصة حبها مع خطيبها نذير "بطل الرواية"، التقت به صدفة في رحلتها نحو العاصمة، تحولت نظراتهما إلى حب ثم خطبة، غير أن والدتها الطماعة أبت أن تعترف بشيء اسمه الحب، ووضعت الخطة تلو الأخرى رفقة محمود (منافس نذير على قلب أمينة) من أجل التخلص من نذير، ويتاح المجال لمحمود كي يتزوجها، هذا الأخير تاجر مخدرات غني، كان شريك والد أمينة قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه.
غير أن حياتها لم تقف عند هذا، بل واصلت الأيام صفعها، تعددت خسائرها، شخصية أمينة تمثل الماضي الذي يأبى فراقنا، وكلما أغلقا بابا من أبوابه إلا ووجد فجوة كي يتربص بنا، لذلك عرفت حياة هذه الشخصية تصادمات عدة بين الماضي والحاضر، بين الحقد والصفح، الحب والمقت..
الشخصية رقم 04: عبير قاهرة مرضها
الشخصية الأساسية الرابعة في رواية: "في كل قبر حكاية"، هي عبير، فتاة تلمسانية حسناء بجمالها، وهي المرأة التي بكى المجنون "نذير" فوق قبرها بصفته زوجا لها، بطل الرواية "نذير" تزوجها بعد أن خرج من السجن الذي قضى بين قضبانه مدة من الزمن على إثر مؤامرة حيكت ضده من قبل والدة خطيبته السابقة (أمينة).
عبير مثال للفتاة المثقفة المتحررة بأفكارها، تتميز بقوة شخصيتها وحبها الشديد للثقافة، فرغم أنها مريضة بورم في الدماغ إلا أنها لم تمنحه فرصة قتل أحلامها بل مارست حياتها بكل حب وحرية، نذير عشقها رغم علمه بمرضها، ومن المفارقات أن علتها على شدتها لم تكن السبب في موتها، بل السبب أحقر من مرض بعينه.
تعلقت بحب الله بعد زواجها من نذير وفتحت عينيها على الحب الخالد، وحين حضرتها الوفاة تركت لغزا لزوجها، قالت له أن الطريقة الوحيدة كي لا تغادره روحها في أحلامه هي باكتشافه حل اللغز، قالت له: وجب عليك أن تكتشف روح السعادة، ليفني نذير ما تبقى من حياته بحثا عن المعنى الحقيقي لكلامها كي تعود له صورتها في أحلامه وينبض قلبه من جديد بعبق الهيام.
هذا اقتباس قصير من الرسالة التي تركتها قبل وفاتها: " الكلمات قليلة وعدد الحروف غير كاف كي أحكي لك عن مدى شوقي إليك، لكن يمكن أن أختزل كل الأشعار والأمثال والحكم والعبارات في كلمة غنية بأبهى الحروف وأجملها لحنا وأكثرها قوة: أحبك".
- الأمكنة: مدينة مَغنية، مدينة تلمسان، مدينة وهران.
- الزمان: من 1990 إلى 2018.
- الكلمات الأساسية: البؤس، التعاسة، الحب، الأمن، الخوف، السجن، المؤامرة، أوباش الغابة، السعادة، الجنون، المقبرة، الأحياء، الأموات، الصفح....
- مقدمة المؤلف
هذه رواية زينت كلماتها بألوان قاتمة وبهية، رغبة مني في أن أرسل حروفي إلى رحلة مجهولة صوب مقاعد مدرسة الحياة، ومن ذلك يأتي الامتحان الذي أعددت له العدة الكافية لتخطي مراوغاته، أحداثها ليست واقعية لكنها أصابت الوتر الحساس لحياتنا، في كل صوت ونداء، وعبر اختلاط المشاعر وتمرد ها على قوانين قلوبنا، وخاصة في التيه بين متاهات ولغز الأيام.
أما أسماء الأمكنة والعناوين فكلها موجودة، وهذا العمل الثاني الذي أتقدم به إليكم أعزائي القراء على أمل أن تسرق نغمة حروفي مهجة قلوبكم، فبعد روايتي الأولى: رحلة سمر، لم أزل على نفس الطريق حين أضع كافة اهتمامي بالإنسان وما يخالج صدره وسط المجتمع الذي يعانقه.
.
.
رسالة:
من أجل الحفاظ على عنصر التشويق، لا تخبروا أصدقائكم بما حدث في النهاية.
- نبذة عن المدينة
"الحاجة مَغْنية": مدينة في أقصى الغرب الجزائري، تابعة لولاية تلمسان عاصمة الزيانيين، حدودها مرسومة إلى جانب المملكة المغربية، سميت تيمنا بامرأة طاهرة صالحة، ومَغنية بفتح الميم، اسم مأخوذ من اللهجة المحلية للمنطقة، يقصد به الغنية بقناعتها، حتى وإن لم يكن لها مال كثير وجاه كبير، إلا أن لها أحاسيس وجدانية تملأ قلبها قناعة وغنى، وقد كانت هذه المرأة الوقورة كذلك، مترفة بالطيبة والكرم، زاهدة في الدنيا، محبة للخير وناشرة للبسمة، كثيرة التعبد والتضرع إلى الله.
- المحتوى:
وسط مدينة الحاجة مَغنية في أقصى غرب الجزائر، وخلال الليل القاتم، صال رجل يدعى العربي بين أروقة المقبرة التي كان يحرسها ليلا ويحفر قبورها صباحا، يعس الأموات من بطش الأحياء، ليلتها راودته قشعريرة إذ سمع خشخشة الأعشاب رغم أن الجو كان صافيا في سمائه، ظن أن الأرواح من حوله غضبت حين ارتفع دخان سيجارته وحرمها الكرى، فظل يتتبع مصدر الصوت متخطيا فجوات الأجداث، حتى سقطت أعينه على رجل كثيف الشعر ممزق الثياب غير واضح الملامح، يرتدي ملابس رثة بالية خالية من أثر الزينة، بان على ملامحه شيء من الجنون، وحقا كان كذلك، ظل ساقطا فوق قبر زوجته يرثي حالها بعبرات سحيقة دكت أسوار مهجته، يناجيها بكلمات الأسى ويسقي التراب بدمع مقلتيه، يحادثها بلغة لا يفهما إلا البائسون ممن تلقوا صفعة الحياة..
ظل على تلك الحالة حتى أحدث العربي حسيسا جعل المجنون يهرب من مكانه، حينها اختفى في لمح البصر، حاول حارس المقبرة أن يلحق به فما استطاع ذلك، لكن ذلك الغريب أسقط مذكرات حملها حفار القبور فعجز عن فهم كلماتها، رجع إلى ذلك القبر ليجد اسم صاحبته: عبير.
بعد أيام اتصل بي العربي طالبا مني أن أقرأ له ما جاء في تلك المذكرات، وبعد أن فعلت خط قلمي هذه الكلمات.
هي رواية جمعت بين أحضانها، حبا شقيا متمردا، وأمن بلاد على حافة الانهيار، صدمات وأزمات ولحظات سعيدة، ومنغصات سببها الحظ المتعثر، هذه الكلمات عبارة عن رحلة بين أزقة ما نعيشه بين جدراننا، داخل منازلنا، وسط مدننا، كيف السبيل إلى حماية الوطن؟ أين تكمن روح السعادة؟ وكيف نصل إليها؟ ماذا عن الحب، هل هو صدفة أم خطة مدبرة تصوغها الأيام كي تترنم ببؤسنا؟ وكيف نواجه الأزمات؟ وبماذا نتسلح في وجه الصدمات؟ ماذا عن شريعة الأموات وعدل المقام الذي يضمهم، هنالك بين الأجداث؟ وما هي قصة كل قبر من القبور؟
في الأول: يرجع بي القلم إلى أحداث العشرية السوداء، إلى هلع السكان ورعبهم، أقارن ذلك مع أمن اليوم، ما هو سر حمم الحب التي كانت متدفقة في زمن الهلع؟ ولماذا خمد ذلك البركان في زمن الأمن والسكينة؟ هل نحتاج إلى جرعة من الخوف كي نحب؟
تتابعت الأحداث عبر التواريخ لمدة عشرين سنة، فحملت النهاية صدفة غريبة، لا أدري إن كانت جميلة أم لا، لكنها حقا عجيبة.
تردد صدى كلماتي بين حكايات ماضي نذير والعربي، وكيف أن الأيام استفزت عيشهما وأرهقتهما داخل متاهة الحياة؟ وما سبب ذلك؟ من هي عبير؟ وكيف تقبلت أمينة صفعة الأيام؟ وهل نعرف رجالا من طينة أسامة؟ وما قصة الماضي الذي يأبى فراق البشر؟ والسر الأكبر: ما هو حل لغز زوجة العاشق حين قالت له: ابحث عن روح السعادة؟ فما هي روح السعادة؟
- الكاتب: عبد الواحد هواري من مدينة مغنية ولاية تلمسان، مواليد 05 سبتمبر 1991، حامل لشهادة ماستر فلسفة إسلامية وحضارة.
- عنوان الرواية: في كل قبر حكاية
- عدد الصفحات: 250ص.
- عدد الفصول: 25 فصل.
- حجم الكتاب: 16*24.
- الشخصيات الأساسية:
الشخصية رقم 01: نذير والجنون
جانب كبير من هذه الرواية جاء بلسان هذا البطل، فقد كنت بوصفي راويا مندمجا في أحداثها أقرأ مذكراته، هذه المذكرات التي ناولني إياها رجل من مدينتي اسمه "العربي" وهو الشخصية الاساسية الثانية، يمتهن حفر القبور وحراسة المقبرة ليلا، كما أنه أمي لا يجيد القراءة، وطبعا له قصة محزنة أدت به إلى اعتزال الأحياء ومعاشرة الأموات.
كيف وصلت مذكرات المجنون نذير إلى العربي حفار القبور؟
حدث ذلك في ليلة عادية حين كان العربي يحرس المقبرة كما اعتاد أن يفعل، وخلال لحظة معينة سمع خشخشة فتتبع مصدر الصوت ليجد مجنونا رث الثياب فوق قبر من القبور، يعانق ترابه، يناجي صاحبته، وحين أحس بأن الحارس يتطفل عليه فر دون ترك أي أثر يقود إليه، غير المذكرات التي سقطت منه، وحين لم يستطع العربي قراءتها استعان بي فصرت أحكيها على مسامعكم.
صاحبة القبر هي عبير زوجة المجنون والمرأة الفريدة من نوعها التي أحدث غيابها خللا في عقل زوجها، امرأة كهذه لابد أن تكون مميزة.
الشخصية رقم 02: العربي واعتزال البشر
الشخصية الأساسية الثانية في روايتي "في كل قبر حكاية"، رجل تلقى من صفعات الدنيا ما جعله يعتزل البشر، حتى أنه اتخذ من حفر القبور وحماية المقبرة مهنة تساعده في ذلك، عاش فترة العشرية السوداء وكان حجم الخسائر التي تلقاها فوق ما استطاع تحمله وهو الرجل الذي وجد مذكرات بطل الرواية الأول "نذير"، وحين أحضرها لي صرت أقرأها على مسامعه بسبب كونه أميا، جزء من أحداث الرواية يعود بنا إلى ماضي هذا الشخص، إلى تلك الأوقات التي جعلت منه فارا من نظرات البشر، وتلك اللحظات التي فقد فيها الثقة في بني جنسه، يعيش رفقة ابنه الوحيد زيد، غير أنه ليس صبيا من صلبه فتلك قصة متعلقة بماضيه، أما الأمر الأساسي فهو نقطة التلاقي بين حفار القبور "العربي"، والمجنون الذي فقد عقله بصبب خسارته زوجته المقتولة "نذير".
الشخصية رقم 03: أمينة وأكبر عدوة لها والدتها
الشخصية الأساسية الثالثة في رواية "في كل قبر حكاية"، هي فتاة اسمها أمينة، وهي الشخصية التي تعبر عن نوع الفتيات اللواتي يعانين سوء الحظ، كانت قصة حبها مع خطيبها نذير "بطل الرواية"، التقت به صدفة في رحلتها نحو العاصمة، تحولت نظراتهما إلى حب ثم خطبة، غير أن والدتها الطماعة أبت أن تعترف بشيء اسمه الحب، ووضعت الخطة تلو الأخرى رفقة محمود (منافس نذير على قلب أمينة) من أجل التخلص من نذير، ويتاح المجال لمحمود كي يتزوجها، هذا الأخير تاجر مخدرات غني، كان شريك والد أمينة قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه.
غير أن حياتها لم تقف عند هذا، بل واصلت الأيام صفعها، تعددت خسائرها، شخصية أمينة تمثل الماضي الذي يأبى فراقنا، وكلما أغلقا بابا من أبوابه إلا ووجد فجوة كي يتربص بنا، لذلك عرفت حياة هذه الشخصية تصادمات عدة بين الماضي والحاضر، بين الحقد والصفح، الحب والمقت..
الشخصية رقم 04: عبير قاهرة مرضها
الشخصية الأساسية الرابعة في رواية: "في كل قبر حكاية"، هي عبير، فتاة تلمسانية حسناء بجمالها، وهي المرأة التي بكى المجنون "نذير" فوق قبرها بصفته زوجا لها، بطل الرواية "نذير" تزوجها بعد أن خرج من السجن الذي قضى بين قضبانه مدة من الزمن على إثر مؤامرة حيكت ضده من قبل والدة خطيبته السابقة (أمينة).
عبير مثال للفتاة المثقفة المتحررة بأفكارها، تتميز بقوة شخصيتها وحبها الشديد للثقافة، فرغم أنها مريضة بورم في الدماغ إلا أنها لم تمنحه فرصة قتل أحلامها بل مارست حياتها بكل حب وحرية، نذير عشقها رغم علمه بمرضها، ومن المفارقات أن علتها على شدتها لم تكن السبب في موتها، بل السبب أحقر من مرض بعينه.
تعلقت بحب الله بعد زواجها من نذير وفتحت عينيها على الحب الخالد، وحين حضرتها الوفاة تركت لغزا لزوجها، قالت له أن الطريقة الوحيدة كي لا تغادره روحها في أحلامه هي باكتشافه حل اللغز، قالت له: وجب عليك أن تكتشف روح السعادة، ليفني نذير ما تبقى من حياته بحثا عن المعنى الحقيقي لكلامها كي تعود له صورتها في أحلامه وينبض قلبه من جديد بعبق الهيام.
هذا اقتباس قصير من الرسالة التي تركتها قبل وفاتها: " الكلمات قليلة وعدد الحروف غير كاف كي أحكي لك عن مدى شوقي إليك، لكن يمكن أن أختزل كل الأشعار والأمثال والحكم والعبارات في كلمة غنية بأبهى الحروف وأجملها لحنا وأكثرها قوة: أحبك".
- الأمكنة: مدينة مَغنية، مدينة تلمسان، مدينة وهران.
- الزمان: من 1990 إلى 2018.
- الكلمات الأساسية: البؤس، التعاسة، الحب، الأمن، الخوف، السجن، المؤامرة، أوباش الغابة، السعادة، الجنون، المقبرة، الأحياء، الأموات، الصفح....
- مقدمة المؤلف
هذه رواية زينت كلماتها بألوان قاتمة وبهية، رغبة مني في أن أرسل حروفي إلى رحلة مجهولة صوب مقاعد مدرسة الحياة، ومن ذلك يأتي الامتحان الذي أعددت له العدة الكافية لتخطي مراوغاته، أحداثها ليست واقعية لكنها أصابت الوتر الحساس لحياتنا، في كل صوت ونداء، وعبر اختلاط المشاعر وتمرد ها على قوانين قلوبنا، وخاصة في التيه بين متاهات ولغز الأيام.
أما أسماء الأمكنة والعناوين فكلها موجودة، وهذا العمل الثاني الذي أتقدم به إليكم أعزائي القراء على أمل أن تسرق نغمة حروفي مهجة قلوبكم، فبعد روايتي الأولى: رحلة سمر، لم أزل على نفس الطريق حين أضع كافة اهتمامي بالإنسان وما يخالج صدره وسط المجتمع الذي يعانقه.
.
.
رسالة:
من أجل الحفاظ على عنصر التشويق، لا تخبروا أصدقائكم بما حدث في النهاية.
- نبذة عن المدينة
"الحاجة مَغْنية": مدينة في أقصى الغرب الجزائري، تابعة لولاية تلمسان عاصمة الزيانيين، حدودها مرسومة إلى جانب المملكة المغربية، سميت تيمنا بامرأة طاهرة صالحة، ومَغنية بفتح الميم، اسم مأخوذ من اللهجة المحلية للمنطقة، يقصد به الغنية بقناعتها، حتى وإن لم يكن لها مال كثير وجاه كبير، إلا أن لها أحاسيس وجدانية تملأ قلبها قناعة وغنى، وقد كانت هذه المرأة الوقورة كذلك، مترفة بالطيبة والكرم، زاهدة في الدنيا، محبة للخير وناشرة للبسمة، كثيرة التعبد والتضرع إلى الله.
- المحتوى:
وسط مدينة الحاجة مَغنية في أقصى غرب الجزائر، وخلال الليل القاتم، صال رجل يدعى العربي بين أروقة المقبرة التي كان يحرسها ليلا ويحفر قبورها صباحا، يعس الأموات من بطش الأحياء، ليلتها راودته قشعريرة إذ سمع خشخشة الأعشاب رغم أن الجو كان صافيا في سمائه، ظن أن الأرواح من حوله غضبت حين ارتفع دخان سيجارته وحرمها الكرى، فظل يتتبع مصدر الصوت متخطيا فجوات الأجداث، حتى سقطت أعينه على رجل كثيف الشعر ممزق الثياب غير واضح الملامح، يرتدي ملابس رثة بالية خالية من أثر الزينة، بان على ملامحه شيء من الجنون، وحقا كان كذلك، ظل ساقطا فوق قبر زوجته يرثي حالها بعبرات سحيقة دكت أسوار مهجته، يناجيها بكلمات الأسى ويسقي التراب بدمع مقلتيه، يحادثها بلغة لا يفهما إلا البائسون ممن تلقوا صفعة الحياة..
ظل على تلك الحالة حتى أحدث العربي حسيسا جعل المجنون يهرب من مكانه، حينها اختفى في لمح البصر، حاول حارس المقبرة أن يلحق به فما استطاع ذلك، لكن ذلك الغريب أسقط مذكرات حملها حفار القبور فعجز عن فهم كلماتها، رجع إلى ذلك القبر ليجد اسم صاحبته: عبير.
بعد أيام اتصل بي العربي طالبا مني أن أقرأ له ما جاء في تلك المذكرات، وبعد أن فعلت خط قلمي هذه الكلمات.
هي رواية جمعت بين أحضانها، حبا شقيا متمردا، وأمن بلاد على حافة الانهيار، صدمات وأزمات ولحظات سعيدة، ومنغصات سببها الحظ المتعثر، هذه الكلمات عبارة عن رحلة بين أزقة ما نعيشه بين جدراننا، داخل منازلنا، وسط مدننا، كيف السبيل إلى حماية الوطن؟ أين تكمن روح السعادة؟ وكيف نصل إليها؟ ماذا عن الحب، هل هو صدفة أم خطة مدبرة تصوغها الأيام كي تترنم ببؤسنا؟ وكيف نواجه الأزمات؟ وبماذا نتسلح في وجه الصدمات؟ ماذا عن شريعة الأموات وعدل المقام الذي يضمهم، هنالك بين الأجداث؟ وما هي قصة كل قبر من القبور؟
في الأول: يرجع بي القلم إلى أحداث العشرية السوداء، إلى هلع السكان ورعبهم، أقارن ذلك مع أمن اليوم، ما هو سر حمم الحب التي كانت متدفقة في زمن الهلع؟ ولماذا خمد ذلك البركان في زمن الأمن والسكينة؟ هل نحتاج إلى جرعة من الخوف كي نحب؟
تتابعت الأحداث عبر التواريخ لمدة عشرين سنة، فحملت النهاية صدفة غريبة، لا أدري إن كانت جميلة أم لا، لكنها حقا عجيبة.
تردد صدى كلماتي بين حكايات ماضي نذير والعربي، وكيف أن الأيام استفزت عيشهما وأرهقتهما داخل متاهة الحياة؟ وما سبب ذلك؟ من هي عبير؟ وكيف تقبلت أمينة صفعة الأيام؟ وهل نعرف رجالا من طينة أسامة؟ وما قصة الماضي الذي يأبى فراق البشر؟ والسر الأكبر: ما هو حل لغز زوجة العاشق حين قالت له: ابحث عن روح السعادة؟ فما هي روح السعادة؟