المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة


أحلام جامحة
2019-04-13, 20:01
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن شاء الله تكونوا بأتم الصحة و العافية
أنا هذه السنة 0 في الفلسفة بأتم معنى الكلمة
فذهبت و سألت أستاذا قالولي دايما يصيب في التوقعات تاعو
عطاني 5 مقالات اللي عندو جاهزين لا تبخلوا علينا
المقالات هي
قيمة الفلسفة
الإستقراء أساسه عقلي أم تجريبي
العلوم التجريبية مطلقة أو نسبية
هل يمكن التجريب على الماذة الحية
تعرف الذات عن طريق الأنا أم الغير
و جزاكم الله خيرا

أحلام جامحة
2019-04-14, 20:22
لا أحد يملك هذه المقالات ؟؟؟

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 20:43
عــذرا مـاشفتش موضــوعك دك نحطـلك لـي عنــدي *-*

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 20:47
مقالة جدلية حول قيمة الفلسفة - هل الفلسفة ضرورية

هل الفلسفة ضرورية كانتاج فكري؟
طريقة جدلية
1- طرح المشكلة:
عادة ما تعرف الفلسفة بكونها ذلك التأمل النظري العميق في مسائل الوجود ككل حسب الفلاسفة اليونانيون وذلك التساؤل النقدي البناء الهادف إلى المعرفة، وهي في الأصل كلمة يونانية مركبة من لفظين :فيلو وتعني محبة وصوفيا وتعني الحكمة،وعليه الفيلسوف هو الذي يسعى إلى المعرفة في أقصى حدودها لذا عرفت قديما بأم العلوم، لكن بعد انفصال العلوم عن الفلسفة وظهور المنهج التجريبي في القرن 17 م اختلفت الآراء بين مؤيدين ومعارضين حول قيمة الفلسفة وحاجة الانسان لها خاصة في عصرنا هذا الذي يعرف مختلف التطورات التكنولوجية والعلمية ، فهناك من يرى ان الفلسفة ضرورية كانتاج فكري من بينهم الانجليزي المعاصر برتراند راسل، والبعض الآخر يرون أنه لا حاجة للتفكير الفلسفي خاصة ان الفلسفة لا تنتهي الى نتائج وبراهين قاطعة عكس العلم مما دعا الى ضرورة استبدال الفلسفة بالعلم وعلى راس هؤلاء انصار الوضعية المنطقية فريدريك وايزمان،وأمام هذا الاشكال نطرح السؤال التالي :هل الفلسفة ضرورية كانتاج فكري؟بمعنى آخرهل الانسان بحاجة للفلسفة في ظل التفدم العلمي؟
2-محاولة حل المشكلة:
أ/ عرض منطق الاطروحة 1 ومسلماتها:
يؤكد البعض أن الفلسفة ضرورية للانسان باعتبارها انتاج فكري ورفضها هو رفض للفكر والعقل،فإذا كان التفكير ملازم للانسان باعتباره وظيفة جوهرية له،فمن المستحيل انكار الفلسفة كنموذج من نماذج التفكير عرفته البشرية عبر التاريخ، والتفكير هو ممارسة لوظيفة طبيعية في الانسان،هي وظيفة عقلية،وعليه التفلسف لا ينفصل عن التفكير،وهذا ما يميز الانسان ككائن عاقل،فهذا الأخير يسعى إلى المعرفة بجميع أنواعها كما يسعى لكشف حقائق الاشياء وماهياتها و اسباب وجودها فيطرح الاسئلة بالفطرة. والسؤال من الناحية الاصطلاحية طلب واستدعاء للمعرفة، لذا الفلسفة هي طلب ورغبة في المعرفة ،والفيلسوف لا يختلف عن أي باحث ومحب للمعرفة يتميز بجهده في البحث عن كل شكل من اشكال المعرفة غايته الوصول الى الحقيقة في اقصى حدودها شأنه شأن العالم ،وعبر التاريخ يؤكد الكثير من الفلاسفة قيمة هذا النوع من التفكير من بينهم الفلاسفة اليونانيون كافلاطون وتلميذه أرسطو،هذا الأخير يؤكد أن منبع التفلسف تمثل في الدهشة حيث يقول:« لقد اتاحت الدهشة للانسان قديما كما حديثا أن يتفلسف....والذي يدهش ويسأل انما يشعر بالجهل...حتى يتحاشى الانسان الجهل بدا بالتفلسف »،فالسؤال في الفلسفة يتميز بخصائص فريدة أبرزها الدهشة الفلسفية والاحراج ويقصد بالدهشة تلك الحيرة والقلق التي يشعر بها الفيلسوف نتيجة جهله لحقيقة الاشياء،فالوعي بالجهل وادراك صعوبة السؤال هو ما يدعو الى التفكير والتامل والبحث عن المعرفة.فلا ياخذ الانسان عالم تجربته على ما هو عليه بكل بساطة بل هو يتعجب ويسال عن الاسباب وحقائق الاشياء : ما اصل الاشياء؟ما الحقيقة؟هل يمكن الوصول الى حقيقة مطلقة؟ما اصل المعرفة العقل ام الحواس؟.ما الخير؟ ما الجمال.؟ ما مصيري بعد الموت؟...الخ، وبالتالي فهي دهشة تتعلق باشياء الطبيعة وما وراءهاوقد عبر عنها الفيلسوف أيو العقلانية روني ديكارت: «بانها دهشة فلسفية يتولد عنها الفضول لا الشرود،تحرك الفكر وتستجيب لاسمى تطلعات الفكر الذي يبحث في المعرفة من اجل المعرفة» لهذا يقول الفيلسوف أفلاطون :«خاصية الفلاسفة الاندهاش من كل شيء »ويقول الفيلسوف الوجودي المعاصر كارل ياسبرز:« يدفعني الاندهاش الى المعرفة فيشعرني بجهلي» ،ونتيجة لهذا الجهل يشعر الفيلسوف أيضا بالاحراج ويقصد به الشك فالفيلسوف في حالة شك وضيق نتيجة الشعور بالجهل وادراك صعوبة السؤال وهذا ما يدفعه للبحث عن جواب .وفي هذا يقول المفكر آلان جيرانفيل: «ان السؤال الفلسفي يهدف الى اماطة الجهل».ولهذا الاسئلة في الفلسفة اهم من الاجابات عكس السؤال العلمي الذي هدفه الوقوف على القوانين العلمية كجواب نهائي فاذاكان العلماء يطرحون مشكلا يمكن حلها آجلا او عاجلا فان السؤال الفلسفي يطرح اشكاليات وهي اسئلة تثير نتائجها الشكوك،ومن ابرز هذه الاسئلة ما ارتبط بالقضايا الميتافيزيقية كمسألة الحرية والمسؤولية،مصير الانسان ،ومختلف المشاكل المرتبطة بالقيم الاخلاقية والجمالية والمشاكل المعنوية فحسب ارسطو العلم والمعرفة كليهما انتاج للتأمل الفلسفي حول الانسان والكون والعالم،فالفلسفة دهشة ووعي بالجهل غاية ممارستها المعرفة من اجل المعرفةوالتاريخ يثبت انه عن طريق التفلسف فقط ارتقى الفكر الانساني من الطبيعة الحيوانية و العفوية والغريزية للانسان لهذا يعرف الفلسفة يقول:« هي علم الوجود بما هو موجود»،فاعتبرها العلم الكلي الذي يشمل باقي العلوم ويعلوها لأنها تبحث في الاسباب والعلل الأولى للوجودوبقدر ما يستطيع عقل الانسان في معرفة الامور العويصةوينتج من هذا ان الفلسفة حسب ارسطو هي العلم النظري بالمبادئ والاسباب الاولى،ويرى أبو العقلانية روني ديكارت: ان للفلسفة قيمة كبيرة حيث يقول: . «...وكنت أريد ان اوجه النظر الى الفلسفة وابين انها نظر لكونها تشمل كل ما يمكن لففكر الانساني ان يعرفه ....وان حضارة كل امة انما تقاس بقدرة ناسها على تفلسف أحسن»،ففي العصر الحديث كانت الفلسفة هي أم العلوم فالفيليوف في العصر الحديث هو الملم بجميع المعارف الى درجة يشبهها ديكارت بشجرة جذورها الميتافيزيقا وجذعها الفيزيقا او العلم واغصانها مختلف العلوم على راسها الاخلاق ةاطب والميكانيكا،بل بل كانت الفلسفة في العصر الحديث مقياس تحضر الامم ،حيث نقول أن أمة ما متحضرة على أساس عدد الفلاسفة فيها، ومن أبرز الفلاسفة المسلمين الذين وضحوا قيمة الفلسفة نجد ابن سينا ت 1037م الذي يرى ان حقيقة الفلسفة لا تكمن في المعرفة فقط بل هي موقف من الحياة يقفه الانسان لاثبات جدارته بحياة متميزة عن حياة باقي الكائنات غير العاقلة يقول« الحكمة صناعة نظر يستفيد منها الانسان تحصيل ما عليه الوجود كله في نفسه وما عليه الواجب مما ينبغي ان يكسبه فعله لتشرف بذلك نفسه وتستكمل وتصضير عالما معقولا»، أما الفيلسوف ايمانويل كانط: « يرى الفلسفة من المهمات الاولية التي تقع على عاتق كل انسان باعتبارها عمل تنويري» والكثير من الفلاسفة المغاصرين ابرزوا قيمة الفلسف على راسهم الانجليزي برتراند راسل يقول« ان قمة الفلسفة تكمن فيما هي عليه من عدم اليقين بالذات....وان كانت الفلسفة عاجزة عن ان تهدينا على وجه اليقين الى الجواب الصحيح لما تثيره من شكوك فعلى الاقل هي قادرة على ان توحي بكثير من صور الامكان التي توسع عقولنا وتحررنا من عقال العرف والتقاليد....وتوقظ فينا الشعور بالتعجب والرغبة في الاطلاع..... :»
ب - نقد الادلة 1: لكن تطور الفكر الانساني اليوم راجع بالدرجة الأولى الى التطور العلمي والتكنولجي ،لا التفكير الفلسفي خاصة بعد انفصال العلوم عنها،وبما أن اللسفة لا تنتهي الى نتائج نهائية أو براهين قطعية اقتنع بعض العلماء أن البحث الفلسفي بحث عبثي لا طائل منه ،خاصة ان التفسير العلمي يتناقض مع التفسير الميتافيزيقي لذا دعو الى ضرورة استبدال الفلسفة بالعلم
ج -عرض منطق الاطروحة النقيض ومسلماتها:أكد البعض ان التفكير الفلسفي تفكير كلاسيكي،لا يمكن اعتباره إلا مرحلة من مراحل تطور الفكر البشري فهي بحث عبثي لا يصل إلى نتائج نهائية،وتتعدد فيه الإجابات المتناقضة،بل نظرتها الميتافيزيقية تبعدها عن الدقة الموضوعية التي يتصف بها الخطاب العلمي خاصة بعد ان هجرت العلوم شيئا فشيئا المنهج التاملي الفلسفي الى منهج البحث العلمي حيث لم يعد لها موضوع بعد انفصال العلوم وتخصصها،فلم يبقى لها سوى الميتافيزيقا التي يستعصى البحث فيها تجريبيا،فأصبحت مجرد أوهام لا يمكن الوصول فيها الى يقين،وهكذا أعلن البعض موت الفلسفة فلم يعد للمعرفة الفلسفية دور في الحياة الإنسانية بعد ظهور وتطور العلم في العصر الحديث هذا الذي جعل العالم الفرنسي أوجست كونت يعتبرها مرحلة من مراحل الفكر «حالة من الحالات الثلاث المرحلة اللاهوتية–المرحلة الميتافيزيقية–المرحلة الوضعية» التي حان للفكرالبشري أن يتخلص منها حتى يترك للمرحلة الوضعية–العلمية- وهي المرحلة العلمية ذاتها،و تقدم العلوم وانفصالها عن الفلسفة جعل منها مجرد بحث لا طائل من وراءه أو بمعنى أخر ما الذي يبرر وجود الفلسفة بعد أن استحوذت العلوم الحديثة على مواضيعها.فالفلسفة بحث عقيم لا جدوى منه،فهي لا تفيد الإنسان في شيء فلا معارف تقدمها ولا حقائق لأنها مجرد تساؤلات لا تنتهي ،كثيرا ما تكون متناقضة وتعمل على التشكيك في بعض المعتقدات مما يفتح الباب لبروز الصراعات الفكرية كما هو الشأن في علم الكلام وهذا الذي دفع غوبلو يقول:« المعرفة التي ليست معرفة علمية لا يمكن اعتبارها علما بل جهلا» وذهب أنصار الوضعية المنطقية في هذا العصر،من جماعة فينا شنوا هجوما عنيفا على الفلسفة وأكدوا ان عهد الفلسفة انتهى وحان الوقت لاستبدالها بالعلم الذي يمثل المرحلة الوضعية للفكر الانساني،ونظروا الى الفلسفة نظرة سلبية ورفضوها باسم العلم بحجة ان العلم مبني عل الاتفاق وان معارفه يقينية ،تتقبلها جميع العقول البشرية بينما الفلسفة منذ فجر التاريخ لم تصل الى حقائق يقينية وقطعية،كما أن التقدم العلمي والتكنولوجي راجع الى المنهج التجريبي والدراسة الوضعية للطبيعة و الفلسفة باستمرارها في طرح تساؤلاته لا تيسر حياة الإنسان مثلما يفعل العلم فإنها تفقد قيمتها ومكانتها وضرورتها .فحاجة الإنسان إلى الفلسفة مرتبطة بمدى معالجتها لمشاكله وهمومه اليومية حيث يقول فريديريك وايزمان: «البراهين الفلسفية ليست استدلالية،لذا فانها ليست حاسمة ولا تثبت شيئا.فأقدر الأدمغة تختلف فيما بينها .ويستحيل وجود هذه الاختلافات في الأنساق الواضحة،ووجودها في الفلسفة شاهد على خلو البراهين الفلسفية من الصرامة المنطقية التي تتسم بها الرياضيات والعلوم الدقيقة»، ولهذا السبب أايضا نجد المفكر العربي المعاصر زكي نجيب محمود يسيخر من التفكير الميتافيزيقي، فالبعض يعتقد ان الفلسفة ما هي إلا ادعاءات ميتافيزيقة فارغة لا جدوى منها ولابد من الاعتماد على التفكير العلمي الذي استطاع أن يحل مشاكل الانسان ويجيب عن أسئلته بطريقة موضوعية ،وعن طريق العلم فقط تحرر الانسان من الطبيعة وكشف اسرارهات وأصبح يتحكم فيها وهو الوسيلة التي يبلغ بها السعادة حيث يقول الامريكي وليام جيمس «الميتافيزيقا مجرد خرافة »
د-نقد الادلة 2: لكن طبيعة الفلسفة تختلف عن طبيعة العلم ، فلا يمكن قياس النشاط الفلسفي بمقياس علمي ، لأن الفلسفة تجيب عن تساؤلات لا يجيب عنها العلم كما يقول برتراند راسل:« مهمة الفلسفة هي البحث في ما يعجز عنه العلم،»فالعلم لا يستطيع الاجابة عن كل تساؤلات الانساني خاصة اذا تعلق الامر بمشاكل المعرفة والقيم الاخلاقية والجمالية :ما الحق ؟ما العدالة ،هل الانسان حر ام مقيد؟...الخ وبالتالي مهمة الفلسفة أرقى من مهمة العلم كونها تهتم بالوجود ككل خاصة الانساني..فالعلم لا يستطيع البحث فيها نظرا لطبيعة منهجه التجريبي،بل ان مثل هذه المواضيع الاشكالية تحتاج بحث فلسفي. ولا يمكن انكار التفلسف كظاهرة انسانية ،والذين يشككون في الفلسفة مضطرون الى استعمالها من حيث لا يشعرون لهذا يقول ارسطو «:أن كل هجوم على الفلسفة هو في الحقيقة تفلسف» لأن مهمة الفلسفة اليوم بالدرجة الاولى دراسة نقدية لمختلف العلوم



ه-التركيب /التغليب/ التجاوز:مثلما يحتاج الانسان اليوم الى العلم يحتاج أيضا الى الفلسفةخاصة بعدما ادرك الانسان مع نهاية القرن 20م ان العلم وحده لن يمكنه من بلوغ السعادة الحقيقية بل ادى العلم الى الاهتمام بالجانب المادي فقط واهمال الجانب المعنوي الروحي وخلق عدة مشاكل اخلاقية ومعنوية لم يستطع العلم بوسائله حلها خاصة مشكلة تهديد الوجود الانساني بعد صنع الاسلحة النووية،تسائلت الانسانية عن مصيرها،بل شكت في نتائج العلم وابعاده الاخلاقية والسياسية والاجتماعية....الخ. وهنا برزت الحاجة الى التامل الفلسفي في نتائج العلم ومناهجه،لذا يلح الفيلسوف غاستون باشلار في جميع كتبه تقريبا «على ضرورة ربط العلم بالفلسفة ربطا وثيقا وعلى ان لا ينفصل الفيلسوف قط عن ارض التجارب العلمية »فبالرغم من انفصال العلوم عن الفلسفة فانها تحتاج اليها كتساؤل فحص انتقادي ينصب على نتائج العلوم ومناهجها ووسائلهاوعلاقة العلوم ببعضها البعض وقيمتها ،فالمنهج العلمي بحاجة دائمة ومستمرة الى النقد الفلسفي وعلى ضوء هذه الدراسات النقدية تتطور العلوم وتتجنب اخطاءها المنهجيةويلخص الفرنسي ول ديورانت العلاقة بين الفلسفة والعلم:« العلم بدون فلسفة اداة خراب ودمار والفلسفة بدون علم عاجزة» ،لذا قيمة الفلسفة لا تكمن في الصول الى اجابة بل في تساؤلها المستمر المبني على النقد والرغبة في توسيع معارفنا،وعلى ضوء هذه الدراسة النقدية تتطور الفلسفة بتعدد مذاهبها وتجددها لذا يقول هيجل الالماني: «ان العلوم هي بمثابة الارضية التي تتقدم بها الفلسفة وتتجدد»،والتاريخ يثبت ان هناك علاقة بين الفلسفة والواقع،،فالفلسفة كتفكير كثيرا ما ساهم في تغيير أوضاع الإنسان من خلال البحث عن الأفضل دائما،فقد تغير وضع المجتمع الفرنسي مثلا بفضل أفكار جون جاك روسو عن الديمقراطية.وقامت الثورة البلشفية في روسيا على خلفية أفكار فلسفية لكارل ماركس عن الاشتراكية ، وتبنت الولايات المتحدة الأمريكية سياستها كلها عن أفكار فلسفية لجون ديوي عن البراغماتية .وبالتالي فهي ليست تفكير ميتافيزيقي منفصل عن الواقع
3-الفصل النهائي للمشكلة:
وفي الأخير نخلص إلى أن الإنسان يعتمد في تكوين معرفته وتطوير حياته عن طريق الفلسفة والعلم معا فلا يوجد تعارض بينهما فإن كانت الفلسفة تطرح أسئلة فإن العلم يسعى سعيا للإجابة عنها ، ثم تقوم هي بدورها بفحص إجابات العلم و نقدها و. وهذا يدفع العلم إلى المزيد من البحث والرقي وهذا الذي دفع الفيلسوف كارل بوبر: «مشكلة فهم العالم بما في ذلك نحن انفسنا كجزء من هذا العالم والفلسفة معا يساهمان في حل هذه المشكلة»

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 20:48
مقالة قيمة الفلسفة :)

- إن التفكير الإنساني يتعدد ويتنوع بتنوع موضوعاته منه الأدبي والعلمي فالديني والفلسفي فهذا الأخير يبحث في

الوجود والمعرفة والقيم بحثا نقديا والبحث في قيمته ادى إلى طرح الإشكالية التالية ، إذا كان التفكير الفلسفي نوع

من التفكير الإنساني فهل يعني ذلك أنا هلايمكن الإستغناء عنه ؟ ألا يمكن أن يكون هذا النوع من التفكير لا قيمة له

له بالنسبة للإنسان .

* العــرض :

- إن البحث في قيمة الفلسفة وأهميتها بالنسبة للبشرية ترتيبي على تعدد وجهات النظر وتباينها أدى إلى ظهور

فئتين متعارضتين ومتناقضتين ، فالفئة الأولى يمثلها الفلاسفة عبر مختلف العصور فهم يومنون بإن التفكير الفلسفي

تفكير ضروريا بالنسبة للإنسان فهو بحاجة إليه ولا يمكنه الإستغناء عنه فهناك علاقة قوية وعضوية " وجود الإنسان

يعني وجود الفلسفة " وما يؤكد هذه الحقيقة في نظر أنصار الأطروحة الفلاسفة إن الفلسفة تطرح الإشكاليات

الأساسية الضرورية التي تساهم في تطور معارف العلمية الإنسان إلى جانب أنها تحرر العقل البشري من القيود من

خلال ممارسة الشك لأنه إعتقاد بأنه يقين ، غير أننا لو أخضعنا هذا الموقف لعملية الفحص والتحليل فإننا نكشف أنه

لايعبر عن قيمة الفلسفة تعبيرا دقيقا إذ أن الفلسفة منذ آلاف السنين تطرح نفس الإشكاليات ولم تتمكن من حلها

لذلك فهي لا تقدم شيئا نافعا للإنسان وهو ما يمكننا من الإستغناء عنهــا .


- وعلى نقيض القضية ظهرت الفئة الثانية تتمثل في موقف الإتجاه العلماوي الذي يعتقد أن الفلسفة ليست

ضورورية للإنسان وليس بحاجة إليها ويمكنه الإستغناء عنها أي بإمكاننا أن نتصور وجود الإنسان بغير فلسفة دون أن

يؤثر ذلك على وجود الإنسان وحجته في ذلك ان بإمكان الإنسان أن يعتمدعلى نتائج التي توصل العلم إليه لحل

مشاكله المختلفة وهوما حققه العلم في العصور الأخيرة ولم يعد الإنسان بحاجة إلى الفلسفة ، غير أننا لو أمعنا

النظر في هذه الأطروحة فسرعان ما نكشف تهافتها إذ أن النتائج العلمية نسبية قابلة للتطور الذي لا يتحقق إلا

بفضل هذه النتائج و تصليح الخطأ وهي المهمة والوظيفة الأساسية التي تقوم بها الفلسفة من خلال المنطق وبذلك

يبدو أن الإنسان يظل دائما في حاجة إلى الفلسفة .


- والنتيجة الحتمية للجدل السالف الفلسفة تعتبر ضرورية للإنسان ضرورية للإنسان ضرورة نسبية بمعنى أننا

نحتاج غليها في مجالات محددة والبحث في أصل الوجود لكنها لاتعد ضورورية في كل المجالات فهي تصلح لتسير

كيفية الظواهر ، وأساس ذلك يتضح بشكل لا لبس فيه من خلال العلاقة الجدلية بين العلم والفلسفة التي تحدد

إختصاص كل منهما فإذا كان العلم يبحث في الإجابة عن السؤال فإن الفلسفة تبحث في الإجابة عن السؤال لمــاذا .

فبسببه ضورورة الفلسفة تعني أن لها مجالات محددة خاصة بها .

* الخــاتمة :

- إذن خلاصة القول في ما يتعلق بقيمة الفلسفة وحاجة الإنسان إليها يمكننا القول أناضرورتها نسبية فهناك

مجالات لا يمكن الإستغناء فيها عن الفلسفة فنحن في حاجة ماسة إليها خصوصا في ما يتعلق بقضايا الأخلاق

والمعرفة والمنطق

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 20:51
مقالة حول أهمية الفلسفة. (علوم تجريبية- رياضيات- لغات- تقني)
هل الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان؟
هل يمكن الاستغناء عن الفلسفة في عصر العلم؟
هل يمكن الاستغناء عن الفلسفة؟
هل تقدم العلم سيعود سلبا على الفلسفة؟
هل للفلسفة قيمة أم لا؟
هل يمكن للإنسان أن يستغني عن التفكير الفلسفي؟
هل الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان؟
هل الفلسفة مجرد ترف فكري؟

التصميم المنهجي للمقال بطريقة الجدل
المقدمة:
تمهيد وظيفي: مدخل عام للموضوع...يسعى الإنسان بما يتميز به من ميزة جوهرية تميزه عن باقي المخلوقات وهي العقل، إلى تحصيل شتى أنواع المعارف، لذلك نجد أن التفكير الإنساني يتنوع ويتعدد بتنوع موضوعاته الأدبية، العلمية، الدينية والفلسفية....هذه الأخيرة أي الفلسفية والتي تبحث في الوجود والمعرفة والقيم بحثا نقديا.....
إبراز العنا الفلسفي: ولقد اختلف الفلاسفة والمفكرون والعلماء وحتى علماء الدين حول أهمية الفلسفة وضرورتها وانقسموا إلى اتجاهين متعارضين.........
صياغة السؤال: من هنا ورفعا للتعارض والجدال بين الموقفين حق لنا أن نتساءل: هل الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان أم أنها مجرد ترف فكري لا طائل منه؟

الاتجاه الأول: الفلسفة ضرورة فكرية ملازمة للإنسان.
المسلمة: *الفلسفة ظاهرة فطرية في الإنسان.
*الفضول هو حافز الإنسان على التفلسف.
الأدلة والحجج:
*الفلسفة هي أحد العمليات التي يقوم بها الإنسان والتي تهدف إلى الارتقاء بالتفكير الإنساني.
* تسعى الفلسفة إلى حل الأمور الغامضة في الحياة والوصول إلى حقيقة الحياة وسبب الوجود.
* من خلال الفلسفة نستطيع التوصل إلى أصل الأشياء كلها وأصل المعرفة والقيم المختلفة في حياة البشر.
* الفلسفة نمط من أنماط التفكير الموجود لدى كل البشر باختلاف أجناسهم وألوانهم ومستوى تعليمهم فلا مهرب منها على الإطلاق. يقول "أرسطو": "الحياة الخالية من التأمل لا تليق بالبشر".
* كبح جماح الفلسفة الموجودة في كل واحد منا تتسبب في جعله كالآلة التي لا فائدة منها سوى تنفيذ ما يقال لها من أوامر.
* العبقرية هي ما يتولد من الفلسفة المنضبطة بالطريقة الصحيحة.
* من الممكن أن نستفيد من خبرات الأمم السابقة بشكل عام عن طريق قراءة سير الفلاسفة وطرق تفكيرهم والتي تمس كل النواحي.
* الفلسفة وسيلة للتعرف على العالم بكل جوانبه الإنسانية والإدراكية والطبيعية.
* تكشف الفلسفة عن الحقائق وتتوصل إليها دائما.
*تعتبر وسيلة وأداة ذات أهمية بالغة في الممارسة التحليلية.
*تساهم في طرح فرضيات وحلول بطريقة صحيحة.
*تعتبر الفلسفة وسيلة لإشباع رغبات الإنسان في المعرفة. يقول "أبو حيان التوحيدي": "الفلسفة هي كمال الإنسان".
*تساهم الفلسفة في تطوير الذات الإنسانية وتنميتها على خلق حلول للمشكلات.
*تساعد الأفراد على استنباط وجهات نظر خاصة بهم حول الحياة.
*فتح سبل الفهم للإنسان حول العالم المحيط به وحتى الطبيعة الإنسانية.
*غرس الإيمان الديني لدى الإنسان بالاعتماد على أسس عقلانية.
*تعتبر عملية تحليلية نقدية وتفسيرية.
*من خصائص الفلسفة الشمولية. التناسقية. الصرامة المنطقية. النقد. استمرارية التساؤلات. العناية بالإنسان والاهتمام بقضاياه.
*الفكر الفلسفي جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان.
من الأسئلة التي يطرحها كل واحد منا: *ما معنى الحياة؟ هل كان لي وجود قبل ميلادي؟ هل من حياة بعد الموت؟.....
* للفلسفة تأثير كبير في حياتنا اليومية وحتى في اللغة التي نتحدث بها نصنف الأمور تصنيفا مستمدا من الفلسفة. مثال: تصنيف الكلمة إلى اسم وفعل وحرف، يتضمن فكرة فلسفية مفادها *أنه يوجد اختلاف بين الكلمات....وعندما نتساءل: ما الفرق بين ذاك وذلك؟ فإننا بهذا السؤال نشرع في إجراء تحقيق فلسفي.
*ما من مؤسسة اجتماعية إلا وهي مرتكزة على أفكار فلسفية، سواء في مجال التشريع أو نظام الحكم أو الدين أو الأسرة أو الزواج...ثم إن الخلافات الفلسفية قد أدت إلى الإطاحة بالحكومات وإحداث تغييرات جذرية في القوانين وتحويل الأنظمة الاقتصادية بالكامل.
*تسير الأنظمة التربوية بمقتضى الأفكار الفلسفية التي يؤمن بها المجتمع حول ما يجب أن يتعلمه الأطفال ولأي غرض يتعلمون وتؤكد الأنظمة الديمقراطية على ضرورة تعليم الإنسان كيف يفكر وكيف يختار بنفسه ما ينفعه.
*تتمثل أهمية الفلسفة بالنسبة للفرد فيما يلي:
* إثارة وتعميق الوعي الفردي:
*الفلسفة تمثل قمة النضج العقلي عند الإنسان لأنها:
*تدفعه للتساؤل حول مختلف الظواهر التي يمر بها، وتجعله يتعقل حياته.
*تساعده على إدراك أهدافه في الحياة، وتدفعه إلى تطويرها.
*توقظه من سباته وتساعده على إدراك ماهية نفسه وحدود حريته وواجباته ومكانته في المجتمع والوجود عامة.
*الارتقاء بالمستوى العقلي وحل المشكلات:
*تغذي الفلسفة تفكير الفرد وترتفع بمستواه العقلي لأنها: تعتمد على التفكير العقلي المجرد والاستعانة بالأدلة المنطقية التي يحتاج إليها الفرد لتدعيم وجهة نظره الخاصة في الحياة.
*كما أن دراسة وجهات نظر الفلاسفة في مختلف مشكلات الحياة ومعرفة آرائهم في حل تلك المشكلات يساعد على تنمية تفكير الفرد والارتقاء بقدرته العقلية بالاستفادة من خبراتهم التي تضاف إلى خبرته.
*تأكيد وتدعيم الإيمان بالله:
*غالبا ما يكون الإيمان فطريا موروثا، والفلسفة تعمل على تدعيمه وتجعله أكثر عمقا وتقيمه على أساس من الاقتناع العقلي والأسس المنطقية المقبولة في ضوء العقل بدلا من المسلمات الموروثة.
*مظاهر أهمية الفلسفة بالنسبة للمجتمع والتي تتمثل فيما يلي:
*الارتقاء بالمجتمع ككل:
*فالفوائد التي يجنيها الفرد من الفلسفة تعود على المجتمع كله لأن رقي الأفراد يؤدي إلى تقدم المجتمع نفسه لذلك يمكن الاستفادة من النضج العقلي للأفراد في تنظيم شؤون الحياة، وتعويدهم على التعاون مع بعضهم البعض ومع الدولة لتحقيق أهداف المجتمع، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم.
*كشف مشكلات المجتمع: فالفلسفة توسع الأفق العقلي للأفراد مما يساعدهم على إدراك مشكلات مجتمعهم والتصدي لها، ولذلك اعتبر أغلب الفلاسفة أنفسهم مصلحين اجتماعيين، ومن نماذج الفلاسفة الذين ساهموا في علاج مشكلات مجتمعاتهم:
*سقراط: الذي تصدى للسوفسطائيين وأعاد الثقة لنفوس شباب أثينا.
*جون ستيوارت مل: الذي ساهم في تطوير إنجلترا سياسيا واقتصاديا بدعوته إلى الحرية والمنفعة العامة.
*تحديد الإطار الفكري (الإيديولوجي) للمجتمع:
*سلوك الناس في أي مجتمع ليس سلوكا عشوائيا، وإنما هناك أسس فكرية عامة يقوم عليها المجتمع تمثل البناء النظري له، واستخلاص هذا الإطار الفكري الذي تقوم عليه الحياة العملية في المجتمع من صميم عمل الفلاسفة، والذين بمقدورهم رد المعاملات والأحداث الجزئية في المجتمع إلى أصولها البعيدة بواسطة المنهج الفلسفي التحليلي.
*فالفلسفة هي التي تحدد الإطار الفكري والمبادئ النظرية التي يسر عليها العمل الوطني في المجتمع وتساعد على فهم السلوك العملي للأفراد والممارسات.
* الفلسفة ضرورية لقيام العلوم نفسها:
إن المناهج العلمية اليوم في حاجة ماسة إلي فروض فلسفية لكي تقوم لها قائمة أصلاً مثل الإيمان بمبدأ العلة، وبساطة الطبيعة ومعقوليتها. وكل علم يعتمد على طائفة من المعاني الأولية التي تعد أساساً له، فالعلوم الرياضية مثلا تعتمد على معاني الوحدة واللانهائي والنهائي وغيرها من فروض فلسفية. والعلوم الطبيعية تعتمد على معاني المادة والقانون والعلة والقوة والحركة إلي أخره ، والعلوم الإنسانية في حاجة إلي معاني جوهر الإنسان وأصله ومصيره ، وما تقرر له من حقوق وما يفرض عليه من واجبات، والفلسفة هي التي تكشف عن هذه المعاني حقيقتها وقيمتها. والجانب الثاني لأهمية الفلسفة للعلم أنها هي التي تكشف للعلم عن طبيعة العقل الذي هو أداة من أدواته التي يستعين بها على ضبط المشاهدات والتجارب .

النقد:
لا شك أن الفلسفة تنير العقل وتفتح له آفاق عديدة كما تساعد الإنسان على فهم الحياة والتفاعل معها..لكنها في الوقت ذاته لا تعطينا أجوبة كافية شافية لما نطرحه من تساؤلات..بحيث نجد لكل سؤال ما لا نهاية من الأجوبة وكل جواب يولد مجموعة من الأسئلة لا نهاية لها.

الاتجاه الثاني: الفلسفة ليست ضرورية وبالتالي يمكن الاستغناء عنها.
المسلمة: * لقد استطاع العلم أن يخضع الطبيعة لإرادة الإنسان ومن ثمة، لم نعد بحاجة إلى الفلسفة لأنها مجرد معرفة مغرقة في التجريد وبحث نظري لا طائل منه.
الأدلة والحجج:
*في المقابل نجد لهذه الأطروحة التي تمجد الفلسفة وتوليها أهمية بالغة خصوما، وهم متعددو المشارب والنزعات، فمنهم الذين انتقدوا الفلسفة في بعض أجزائها كالغزالي أو جملة كبعض الفقهاء المسلمين وذلك باسم مناقضة الدين في بعض الجوانب أو في كلها. ومنهم أصحاب النزعة العلمية الذين يميلون إلى الاعتقاد بأن العلم سوف يجيب عن جميع الأسئلة التي تضايق الإنسان، وسوف يحل جميع المشاكل المطروحة في محيطه. بفضل ما حققه العلماء من تطور علمي وتقدم تكنولوجي في جميع مجالات العلم، وفي نظر هؤلاء فإن الكلام عن الفلسفة اليوم يبدو غريبا نظرا لانتشار الكشوفات العلمية والمخترعات في هذا العصر. فلا حديث إلا عن غزو الفضاء، والأسلحة النفاثة...لقد استطاع العلم أن يخضع الطبيعة لإرادة الإنسان ومن ثمة، لم نعد بحاجة إلى الفلسفة لأنها مجرد معرفة مغرقة في التجريد وبحث نظري لا طائل منه، ولا يرقى أبدا إلى مستوى طموح الإنسان الذي يريد أن يسود في الأرض. وعليه تكون الفلسفة في نظر هؤلاء مجرد أبحاث نظرية ولا نتائج نهائية لها، وعلى هذا لا يمكن الاستفادة منها عمليا، كما أنها مجرد تساؤلات كثيرا ما تكون متناقضة ومثيرة للشكوك والصراعات الفكرية.
* الفلسفة مبتورة الصلة بالواقع المعاش، وأن الفيلسوف يعيش دائما منعزلاً في برجه العاجي بعيداً عن الناس وعن المجتمع.
* عديمة الجدوى في الحياة العملية، لأنها تعبير عن شيء غامض، لا سبيل إلي فهمه، ولا جدوى من الاشتغال به، ومن ثم فإن الاشتغال بها جهد ضائع، وإنهاك للفكر فيما لا طائل من ورائه.
* معقدة وصعبة وعسيرة على الفهم ومن العبث محاولة فهمها لأنّها لا تقول كلاماً سهلاً.
*غارقة في التجريد الذي لا جدوى منه.
* أقوال متضاربة ومذاهب متعددة متناقضة يحاول كل منها تفنيد المذهب الأخر، أو السابق عليه.
* تشكل خطراً على الدين وعلى العقائد الإيمانية ، وأنها كثيراً ما تؤدي دراستها إلي زعزعة الإيمان في النفوس ، وتبذر بذرة الشك والإلحاد.
* الفلسفة لا تساوي العلم في اليقين.
* الفلسفة مجرد ترف فكري.

النقد: لكننا نجد كل اعتراض عن الفلسفة بأي نعت من النعوت المذكورة هو ذاته فلسفة بالمعنى العام الواسع أو بالمعنى الخاص الضيق، لكونه ينمّ عن تساؤل مرتبط باهتمام الإنسان وبحاجته إلى الأمن الفكري والنفسي مثلما هو بحاجة إلى الأمن البيولوجي، وكل اعتراض عن الفلسفة بأي مبرر أو اتهام له ما يردّه بالحجة والبرهان ويثبت العكس بالاعتماد على المنطق والواقع والتاريخ.
وقد يعتقد البعض خطأ أن الفلسفة تؤدي إلى الكفر والإلحاد ومخالفة الوحي الإلهي - لأنه لا تعارض بين أفكار وتأملات الفيلسوف العقلية وبين عقيدته الدينية .
مثلاً نجد أن الإسلام قد دعا إلى ضرورة التفكير في ملكوت السماوات والأرض والى النظر العقلي في كثير من آيات القرآن الكريم الذي أثنى على الذاكرين - كما في قوله تعالى : " إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب . الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم - ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ." .

التركيب والرأي الشخصي: نتيجة للانتقادات الموجهة لكلا الاتجاهين يمكننا التوفيق بينهما بالقول أنه لما كانت الفلسفة تعمقاً في المعرفة والبحث للوصول إلي حقائق الحياة العليا، وعللها الأولي ، أي تنظر إلي الوجود نظرة إجمالية عامة ، فإنها الأقدر على الأخذ بيد أي مجتمع من المجتمعات نحو الرقي والتمدن ، لذلك كانت الفلسفة في كافة العصور القاطرة التي تسحب المجتمع بأسره من خلفها نحو التقدم والحضارة . ومن هنا جاءت أهميتها العظيمة التي نشدد عليها. إن إنسان العصر الحديث ربما كان أحوج اليوم إلي الفلسفة منه إلي أي شيء أخر، بسبب انهماكه في مشاغل العيش وهموم المادة. لأن التفلسف جهد إرادي يرمي إلى تعمق الذات، عن طريق الارتداد إلي تلك الأغوار السحيقة التي يشعر المرء بإنيته فيها.
لذلك لا ينبغي للإنسان أن يثق في قدرة العلم على حل كل مشاكله و الإجابة عن كل الأسئلة التي يطرحها و بالتالي يتخلى عن الفلسفة ، كما لا ينبغي له أن ينظر إلى العلم نظرة عجز وقصور عن فهم وتفسير الوجود الشامل ، بل ينبغي للإنسان أن يتمسك بالفلسفة والعلم معا . لأن كل منهما خصوصيات تميزه عن الأخر من حيث الموضوع والمنهج والهدف وفي هذا الصدد يقول المفكر الفرنسي لوي ألتو سير : " لكي تولد الفلسفة أو تتجدد نشأتها لا بد لها من وجود العلوم ..."(مع إبراز الرأي الشخصي).

الخاتمة:
ختاما ومما سبق نستنتج أن الفلسفة ضرورية في حياة الإنسان، في المستوى الفردي وفي المستوى الاجتماعي وفي المستوى الأممي الإنساني وفي المستوى الفكري والعلمي والثقافي والحضاري، وهي ظاهرة فطرية طبيعية في الإنسان. و ليست الفلسفة بالشيء الدخيل على الإنسان، لأن حياته عبارة عن حلقات متصلة من الفكر والتأمل. ولن نستطيع ـ حتى إذا أردنا ـ أن نجعل عقولنا تكف عن التفلسف ، لأننا إن فعلنا ذلك نكون كمن يكلف الأشياء ضد طبيعتها، أو كمن يحاول أن يمنع الحياة من الحركة والنشاط . فالفلسفة إذن ضرورية لفهم طبيعة الإنسان، من هنا تأتي أهميتها لتقوم بمهمة الربط بين نتائج العلوم المختلفة لاكتشاف الحقائق الكلية في الكون والتي تقصر العلوم الجزئية عن بلوغها ومنها الطبيعة الإنسانية. إن سقراط عندما قال مقولته الشهيرة "أيّها الإنسان اعرف نفسك بنفسك." قد قصد هذا المعنى ، قصد الكشف عن حقيقة أن الإنسان لن يتمكن من معرفة نفسه إلا من خلال الفلسفة ، ومن ثم أثر سقراط أن يدفع حياته ثمناً لهذه المعرفة، لأنه وجدها تساوي الحياة نفسها. الفلسفة بصفة عامة تساهم في بناء الإنسان عقلياً ونفسياً واجتماعياً وخلقياً ودينياً، وتساهم في بناء المجتمع وفي تطويره وازدهاره، وتساهم في أنسنة الإنسان ليحيا الإنسانية في أبعــد مداها في ذاتـه وفي محيطـه باستمرار. وعليه يمكن القول أن الإنسان يعتمد في تكوين معرفته وتطوير حياته عن طريق الفلسفة والعلم معا فلا يوجد تعارض بينهما فإن كانت الفلسفة تطرح أسئلة فإن العلم يسعى سعيا للإجابة عنها ، ثم تقوم هي بدورها بفحص إجابات العلم و نقدها و. وهذا يدفع العلم إلى المزيد من البحث والرقي وهذا الذي دفع هيجل إلى قولته الشهيرة " إن العلوم كانت الأرضية التي قامت عليها الفلسفة ، وتجددت عبر العصور ."

أقوال فلسفية:
أرسطو: "الحياة الخالية من التأمل لا تليق بالبشر"
إمام عبد الفتاح: "الفلسفة ضرورية للعلم نفسه"
باسكال: "أن نسخر من الفلسفة هو أن نتفلسف حقا"
راسل: "إن الشخص الذي لا يتوفر على شيء من الفلسفة يعيش كرجل أعمى يبحث في غرفة مظلمة عن قبعة سوداء لا وجود لها"
أبو حيان التوحيدي: "الفلسفة هي كمال إنساني"
"ميرسن": "إننا نتفلسف كما نتنفس".
يرى "برتراند راسل" أن الشخص الذي لا يتوفر على شيء من الفلسفة يمضي في وجوده سجين دوغماتيات (وثوقيات) زائفة وحياة روتينية مجردة من التأمل. "فيظهر له العالم محدودا محصورا واضحا ولا تثير فيه الأشياء العادية أي سؤال".
*يؤكد "ديكارت" من جهته، على ضرورة الفلسفة في قوله: "إن لفظ الفلسفة هذا، معناه دراسة الحكمة وليس المقصود بالحكمة الحذر في الأعمال فحسب، وإنما هي معرفة تامة بسائر الأشياء التي يستطيع الإنسان معرفتها. من أجل السلوك أو من أجل المحافظة على الصحة واختراع سائر الفنون".
*هذا ما أفصح عنه "ديكارت" في كتابه "مبادئ الفلسفة" بقوله: "إن الفلسفة وحدها هي التي تميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين. وحضارة أمة وثقافتها إنما تقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها"
*ديكارت يقول: "أن العيش بدون تفلسف كالذي أغمض عينيه ولم يحاول أبدا فتحها"
*يقول أرسطو: "تقولون يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف بالفعل، تقولون لا يجب أن نتفلسف، فلنتفلسف أيضا حتى نبرهن على ذلك، على كل، من الضروري أن نتفلسف".
*كما يرى "أرسطو": "أن كل رفض للفلسفة يحتاج إلى الفلسفة".
*يقول "كارل ياسبيرز": "إن الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة. وينبغي أن يتحول كل جواب إلى سؤال جديد".

أحلام جامحة
2019-04-14, 20:51
بارك الله فيك أختي
ربي يجازيك بالخير
و ينجحك بالمعدل اللي راك باغياتو إن شاء الله

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 20:52
المقـالة الاخـيرة للألستـاذ sakoub جـزاه الله خـيرا للأمـانة ~~

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 20:54
امــــين يـارب وايــاك ~~ اسـتني نكملـك لي مـزالو ...

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 20:56
نص السؤال: هل نتائج الدراسة التجريبية يقينية أم نسبية؟
من بين المناهج التي أحدثت تغيرا وتطورا كبيرا في الساحة العلمية المنهج التجريبي، الذي يمكننا من اكتشاف القوانين التي تحكم الظواهر، وإذا كانت الغاية منه هي الوصول إلى نتائج علمية دقيقة، فلقد شكل موضوع النتائج المحصل عليها جراء الدراسة التجريبية محورا للبحث والنقاش في الأوساط الفكرية والفلسفية والعلمية، وظهر بذلك اتجاهان يؤكد الأول منهما على مطلقية نتائج الدراسة التجريبية ويقينيتها، بينما ذهب أنصار الاتجاه الثاني إلى نقيض ذلك تماما حيث يصرون على نسبية واحتمالية تلك النتائج. من هنا ولرفع التعارض والجدال بين الموقفين حق لنا أن نتساءل: هل توصف نتائج العلوم التجريبية بالدقة واليقين والمطلقية أم بالنسبية والاحتمالية والتقريبية؟
يرى عدد من الفلاسفة والعلماء أمثال: "جون ستيوارت مل" و"كلود برنار" أن النتائج التجريبية تعبر عن الحقائق العلمية الأكثر دقة وموضوعية، أي أن النتائج المتوصل إليها عن طريق المنهج التجريبي قوانين دقيقة ويقينية، وهذا نتيجة اعتمادها المقياس الصارم، الذي لا يقرر حقيقة إلا إذا أكدتها وبرهنت عليها التجربة، كما أن النتائج التجريبية تصاغ في أحكام كمية رياضية حتى تبتعد عن الوصف والكيفيات التي تثير الالتباس والغموض، ومن ثمة تضمن الدقة والاختصار واليقين، وأحسن تعبير عن ذلك ما نجده في النموذج الفيزيائي وما حققه من يقين في منهجه ولغته ونتائجه فصار من أرقى العلوم دقة، وكل هذه الخصوصية في النتائج التجريبية هي التي فتحت للإنسان آفاق المستقبل، وإمكانية التنبؤ بالظواهر قبل حدوثها، واستثمار تلك النتائج في واقعه وما ترتب عن كل ذلك من أبعاد حضارية وتقنية ومعرفية لم تخطر أبدا على عقل الإنسان. ومن بين الأدلة التي اعتمد عليها أنصار هذا الاتجاه لتبرير موقفهم أيضا، أن الأساس الذي تستند وتقوم عيه النتائج والقوانين العلمية هو مبدأ الحتمية المطلق الذي يؤكد أن لكل ظاهرة أسباب وشروط متى توفرت تحققت نفس النتائج، ذلك لان العلم كما يؤكد كلود برنار قائلا: "إن العلم حتمي بالبداهة، وهو يضع الحتمية موضع البديهيات، فلولاها لما أمكن أن يكون" ومن ثمة فهو يرفض أن تكون هناك ظاهرة علمية لا ترتبط دائما بنفس الشروط، وهذا ما يتضح من خلال قوله: "إن ظاهرة لا يمكن تحديد شروط وجودها لا تعدو أن تكون إنكارا للعلم" لذلك فهو يجعل الحتمية أساس كل العلوم التجريبية وتخضع لها جميع الظواهر جامدة كانت أم حية. يقول كلود برنار: "تتحدد شروط وجود كل ظاهرة تحديدا مطلقا في جميع الكائنات سواء أكانت أجساما حية أو جامدة". ووفقا لمبدأ الحتمية المطلق يمكننا التنبؤ حينها بحدوث الظواهر وقوانينها وهي الغاية التي يسعى إليها العلم. نفس الرأي ذهب إليه بوانكاريه الذي يؤكد على أن العلم يخضع لمبدأ الحتمية المطلق وهو ما يجعل الحقائق المتوصل إليها تتصف بالدقة واليقين، لأن العالم الذي لا تسوده الحتمية حسب بوانكاريه هو عالم موصد في وجه العلماء، لأن العلم حتمي بالبداهة. وهو ما جعل "لابلاص" يضع هو الآخر كامل ثقته في مبدأ الحتمية ويؤكد بثبات الشروط والأسباب وبالتالي الثقة التامة في المنهج التجريبي وما ينجم عنه من نتائج وقوانين إذ يقول: "يجب أن نعتبر الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته السابقة وسببا لحالته التي تأتي من بعد ذلك مباشرة".
النقد: لكن ورغم ما قدمه أنصار هذا الاتجاه من أدلة وحجج لتبرير موقفهم، إلا أن الملاحظ أن هذا الموقف المتعصب للنتائج التجريبية والناظر إليها على أنها حقائق دقيقة ونهائية، هو موقف لا يتناسب مع الروح العلمية المعاصرة التي تقوم على أساس الإيمان بمبدأ النسبية، لأن علمنا ليس كاملا ولا تاما، بل يمدنا فقط بحقائق تقريبية، من جهة أخرى نجد أن تاريخ العلم لا يعبر عن حقائق مطلقة وثابتة، بل يعبر عن أخطاء أولى وجب النظر إليها وإعادة تصحيحها حسب رأي "غاستون باشلار" وفق مقاربات جديدة وباستمرار، وكل هذا يثبت أن نتائج الدراسة التجريبية نسبية وتقريبية. كما أن معطيات العلم في القرن العشرين وما أحدثته من ثورة على المفاهيم السابقة، ابتداء برفض مبدأ الحتمية المطلق والنتائج المطلقة واليقينية والثابتة، والأخذ بمبدأ الاحتمال والنسبية في الدراسة العلمية ونتائجها، والابتعاد عن هالة المطلق والنتائج اليقينية وبالتالي توجيه البحث العلمي إلى فهم نظام الأشياء واستخلاص النتائج بقدر الإمكان. لأن العلم مجال مفتوح ولغز متجدد باستمرار.
لهذا ظهر اتجاه آخر يرى أنصاره أن الباحث في العلوم التجريبية يبدأ دراسته من ملاحظة الظواهر، ثم يتجه إلى تحليل المركب منها، وما يواجهه من مشكلات، ثم يعمل على وضع تعليلات مؤقتة (افتراض) لها، ثم يسير إلى التجربة للتحقق من الحادثة المدروسة، والتأكد منها، قصد الوصول إلى تفسير لها، وصياغتها في شكل قانون عام يعبر عن الحادثة ويفسرها، فالقانون هو محصلة العلم ونتيجة دراسته، لكن هذه النتائج التجريبية وحقائقها ليست يقينية بل تبقى نسبية تقريبية فقط، فهي نتائج احتمالية وغير مضمونة الدقة، وهو ما أكده أنصار الفيزياء المعاصرة الذين اعتمدوا بدورهم على أدلة وحجج لتبرير موقفهم أهمها: أن النتائج التجريبية تعبر عن علاقات متشعبة من المستحيل على الباحث التجريبي أن يحيط بها جميعا، أو يجعلها في شكل قانون عام، ومن ناحية أخرى نجد المعايير التي تقاس بها الظواهر الطبيعية ليست ثابتة ولا يقينية لأنها معرضة لعوامل وتغيرات تطرأ عليها، مما يفقدها دقة النتائج وتصير النتائج مجرد احتمالات ترجيحية. لهذا يؤكد أصحاب هذا الموقف أن منطلقات الدراسة الاستقرائية غير المؤكدة، وغير المعللة علميا، ولا سند تجريبي لها، هو الذي يبرر نسبية النتائج، والشك فيها أحيانا، لأن صدق الجزء لا يبرر بالضرورة صدق الحكم على الكل. يقول "كلود برنار": "يجب أن نكون حقيقة مقتنعين بأننا لا نمتلك العلاقات الضرورية الموجودة بين الأشياء إلا بوجه تقريبي كثيرا أو قليلا، وأن النظريات التي نمتلكها هي أبعد من أن تمثل حقائق ثابتة". ثم إن نتائج العلم تتأسس في مجملها على مبدأ الحتمية واطراد الظواهر الذي يعني السير وفق قوانين عامة ثابتة، ملزمة لحدوث الظواهر، رغم أن كل الدلائل في الواقع تؤكد أن عالم الأشياء الحسية متغير باستمرار، ونسبي، ولا ثبات له، وهذا يعني أن ما نصل إليه من نتائج علمية تبقى نسبية لا يمكن تعميمها، ولا الجزم بأنها تبقى كذلك، لهذا يقول "غاستون باشلار": "إن العلم الحديث هو في حقيقته معرفة تقريبية". حيث يرى "غاستون باشلار" أيضا أن العقل العلمي يصير متطورا باستمرار، يمارس الهدم والنفي ليعود إلى البناء والتأسيس من جديد، وهذا ما رسخته بالفعل: ميكانيكا لكونتم..فيزياء المصفوفات، ميكانيك ديراك...وغيرها من الأبحاث العلمية الحديثة والمعاصرة التي تؤكد حقيقة أن النتائج التجريبية نسبية تقريبية فقط. ومن أنصار هذا الموقف أيضا "ماكس بلانك" الذي أكد أن الذرة تصدر الطاقة في شكل صدمات غير منتظمة يصعب معها التنبؤ الدقيق وفق مبدأ الحتمية مما يجعل المعارف العلمية تقريبية نسبية وليست مطلقة ثابتة، بالإضافة إلى قصور أدوات الباحث المستخدمة في المنهج التجريبي خاصة إذا كنا بصدد دراسة الظواهر المتناهية في الصغر أو ما يعرف بعالم "الميكروفيزياء" أو "الفيزياء المجهرية"، فحركة الجسيمات لا يمكن ضبطها بأدوات القياس نظرا لرهافتها، وهذا ما يؤدي إلى نتائج تقريبية غير دقيقة، لذلك نجد العالم الفيزيائي "هيزنبرغ" سلم بذلك عندما قال: "كلما تم التدقيق في موقع الجسم كلما غيرت هذه الدقة كمية حركته، وبالنتيجة سرعته، و كلما تم التدقيق في قياس حركته كلما التبس موقعه، لذلك تصعب معرفة موقعه وسرعته في زمن لاحق" وربما هذا الذي جعله يؤكد على أن: "الخلاف بين الفيزياء المعاصرة أي التي تعتمد على مبدأ اللاحتمية والفيزياء الكلاسيكية التي تعتمد على الحتمية يمكن معرفته من خلال ما يطلق عليه علاقة الارتياب..".
لكن ورغم ما قدمه أنصار النزعة المعاصرة من حجج لتبرير موقفهم القائل بالنسبية، إلا أنه لا يمكن التسليم بصحة رأيهم مطلقا. فالواقع وتاريخ العلم يثبتان ذلك.ألا يكون إنكار مبدأ الحتمية المطلق إنكار للعلم ودقة نتائجه؟ ألا يكون هذا عائقا أمام تحقيق غاية العلم وهي التنبؤ؟
التركيب: إن العلوم المعاصرة اليوم لجأت إلى الاعتماد على مبدأ الاحتمالات، خاصة بعد التطور الذي خضعت له الفيزياء المعاصرة، لذلك اعتمد على هذا المبدأ في عالم الميكروفيزياء، أو عالم الظواهر المتناهية في الصغر، لأنها لا تقبل مبدأ الحتمية المطلقة، لكن هذا لا يمنع من تطبيق هذا المبدأ في عالم الماكروفيزياء أو عالم الظواهر المتناهية في الكبر، والواقع العلمي يثبت ذلك.(أمثلة من الواقع..).
ختاما ومما سبق نستنتج أن أي بحث علمي، لا يخرج عن نطاق التسليم بخضوع الظواهر لمبدأ الحتمية والتطور الحاصل في الفيزياء المعاصرة لا يرفض فكرة الحتمية ويهدمها، لأنها مبدأ علمي تقوم عليه الدراسات التجريبية يمكننا من الوصول إلى نتائج علمية، بل يرفض التسليم بأنها مطلقة وتؤدي إلى نتائج مطلقة لا تتغير، وهذا ما أكده "لانجفان" عندما قال: "إن نظريات الذرة في الفيزياء الحديثة لا تهدم مبدأ الحتمية، وإنما تهدم فكرة القوانين الصارمة الأكيدة أي تهدم المذهب التقليدي".

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 21:00
الريــاضيات مطـلقة ام نسـبية *استقصاء للأخت nour elimane
المقدمة :
العلوم التجريبية علم ظهر مؤخرا في مطلع القرن 19.وتطور كثيرا خاصة بعد انفصاله عن الفلسفة ويهتم بدراسة المادة الجامدة (الفزياء) وكذلك دراسة المادة الحية (البيولوجيا) و العلوم الانسانية . ولقد ظهرت فكرة شائعة ترى بأن النتائج في العلوم التجريبية دقيقة ،فيما ظهرت فكرة أخرى تناقضها ترى بأن نتائج العلوم التجريبية نسبية . وهذا ما يبدو لي صحيحا وبالتالي نطرح التساؤل: كيف يمكننا الدفاع عن صحة هذه الفرضية والرد على خصومها ؟
محاولة حل المشكلة:

يرى منطق الدفاع أمثال بلانك وهيزنبرغ أن نتائج العلوم التجريبية نسبية متغيرة فنتائجها غير صارمة فالتنبؤ بالمستقبل و التحكم في الظواهر أمر مستحيل نظريا مادام المنهج العلمي يقوم على الاستقراء الناقص في دراسة الظواهر والقانون العلمي يقوم على ملاحظة حسية تتناول ظاهرة جزئية ويعمم القانون على جميع مايشبهها من ظواهر مختلفة وفي أزمنة مختلفة. ولقد ألح فلاسفة العلوم على صفته الترجيحية و أقروا أنها قوانين ليست يقينية .وذلك لان دراسة هذه الظواهر تضطر إلى الانطلاق من مقدمات غير مؤكدة حيث يعتقد جون ستيوارت ميل أن بعض الظواهر تعقب دائما بعض الظواهر الاخرى فالمتقدم يسمى علة والتالي يسمى نتيجة فالتتابع لا يحصل دون أن يكون متنوعا بالظاهرة المعينة كنتيجة.فالليل يسبق النهار إلا أن سبب حدوث النهار هو إشراق الشمس .و يؤكد هيزنبرغ أن الضبط الحتمي الذي تؤكد عليه العلية وقوانينها لا يصح في مستوى الفزياء الذرية أو الميكرو فزياء .يقول لابلاس لو أن عقلا تطلع في لحظة ما على سائر القوى التي تحرك الطبيعة وعلى الحالة الخاصة بالكائنات التي تؤلفها لا بل لو كان له من السعة مايستطيع به أن يخضع هذه المعطيات للتحليل لاستطاع أن يلم بحركات أكبر الأجسام في الكون وبحركات أخف الذرات .)
بالاضافة الى هذا فان تغير عالم الاشياء المستمر والاعتماد على مبدأ الحتمية ومبدأء اطراد الظواهر الذي يوصلنا الى الخطأ فلا تكرار في ظواهر الطبيعة فالعلة نفسها لا تتكرر ابدا والنتيجة كذلك ان الظواهر الطبيعية وحيدة وفريدة فهي تحدث مرة واحدة وتمضي دون عودة .يذهب الفيلسوف هرفليطس الى ان الصيرورة هي جوهر الكون وحقيقته فلا شيء يدوم على حال معين لحظتين متتابعتين كما ان عدم مراعاة خصوصية العلم التجريبي سبب لنسبية النتائج فعدم تماشي الطريقة مع طبيعة الموضوع وتطبيق التجربة في مفهومها الضيق على فنون علمية مختلفة ومصدر هذه المفارقة اعتقاد ان التجربة المعمول بها في الفزياء هو النموذج المثالي الذي يجب ان يحتدي به كل علم .ان طبيعة الموضوع المدروس هي التي تحدد المنهج وتنظمه فهو ان كان واحدا بالنظر الى المبدأ النظري فهو متنوع بالنظر الى الميدان العملي .ان التجربة تحتاج الى جملة من الوسائل والتجهيز سواء تمت على مستوى الملاحظة او على مستوى التجريب فقد يقع العالم في الخطا اكثر من مرة بسبب سوء تحقيق الملاحظةاو ضعف اختيار الفرضية وقلة الوسائل.
وعلى نقيض ما سبق يرى علماء اخرون امثال......ان نتائج العلوم التجريبية دقيقة وثابتة لانها تعتمد على طرق عملية لتتوصل الى قوانين علمية دقيقة تناسب المتغيرات فهي تعتمد على مبادئ منها اطراد الظواهر الذي يفرض تتابع الحوادث من علة الى نتيجة ومن هذه النتيجة التي هي سبب لحادثة اخرى ومبدأ الحتمية الذي يعني ان نفس الاسباب تؤدي الى نفس النتائج ومبدا السببية فالظاواهر تحدث وفقا لاسبابها ولا توجد اي ظاهرةدون سبب.كما ان الدراسة تقوم على مشروع الافتراض من خلال وضع فرضيات مسبقة قبل القيام بالتجربة ثم الوصول الى القانون وصياغته وذلك بعد التجريب وتعميم النتائج المتحصل عليها على الظواهر المشابهة لها.

النــقد
النقد:
لقد بالغ هؤلاء العلماء حينما اقروا على ان النتائج التي نتوصل اليها في العلوم التجريبية دقيقة وصارمة فاعتمادها على مبدا اطراد الظواهر ومبدا الحتمية يوقعنا في الارتياب والمخاطرة وكما ان تعميم النتائج امر مستحيل لانه لا يوجد شيئين متماثلين تماما ولا تكرار للحوادث فكل شيء في الطبيعة يمضي ولايعود .

من خلال هذه الانتقادات يمكن ان ندافع عن الاطروحة والبحث عن حجج شخصية جديدة فنتائج العلوم التجريبية احصائية احتمالية وليست يقينية .فقد بين بلانك في نظريته المعروفة بالكوانتا ان الذرة المشعة تصدر طاقتها بصفة عشوائية فاصدار هذه الطاقة يكون بالصدمات ولقد توصل العلماء بعد بلانك في الميدان الفزيائي الى انه يستحيل تحديدموقع وسرعة دقيقة ذرية تعيينا دقيقا فتدخل اداة الملاحظ تحو الى حد ما دون معرفة السرعة كما ان الطبيعة تتجدد باستمرار فلا تكرار في الظواهر الطبيعية فالموجة ليست كما يخيل لنا تظل هي بعينها تحبو على سطح الماء حتى ترتطم بالشاطئ فهي وان احتفظت بصورتها الخارجية فان ماءها الذي تتكون منه يتغير في كل لمحة زمنية .وهذا هو الحال في كل شيئ.......كما ان التسليم بمبدأ السببية يدفعنا الى الارتياب والنسبية فمثلا عند نشوب حريق في غابة بسقوط عود ثقاب منا لا يحق لنا اعتبار ان عود الثقاب سببا في احتراقها فلولا قابلية الخشب للاحتراق ولولا وجود الاكسجين في الهواء ما احترقت الغابة ....
الحل النهائي:

من خلال المبررات السابقة نستنتج ان الاطروحة القائلة ان نتائج العلوم التجريبية نسبية اطروحة صحيحة يمكن تبنيها والاخذ براي مناصريها فالنتائج نسبية تقريبية والطبيعة تتجدد باستمرا رفلا شيء ثابت في هذا الوجود ولا علم مطلق.

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 21:02
هل يمكن إخضاع المادة الحية للمنهج التجريبي على غرار المادة الجامدة ؟

–طرح المشكلة: تختلف المادة الحية عن الجامدة من حيث طبيعتها المعقدة ، الأمر الذي جعل البعض يؤمن إن تطبيق خطوات المنهج التجربيي عليها بنفس الكيفية المطبقة في المادة الجامدة متعذرا ، و يعتقد آخرون ان المادة الحية كالجامدة من حيث مكوناتها مما يسمح بإمكانية إخضاعها للدراسة التجريبية ، فهل يمكن فعلا تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية على غرار المادة الجامدة ؟
محاولة حلالمشكلة :
– الأطروحة الأولى : يرى البعض ، أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية بنفس الكيفية التي يتم فيها تطبيقه على المادة الجامدة ، إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات و العوائق ، بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس ذاته و هو المادة الحية ، و بعضها الآخر إلى يتعلق بتطبيق خطوات المنهج التجريبي عليها .
الحجة : و يؤكد ذلك ، أن المادة الحية – مقارنة بالمادة الجامدة – شديدة التعقيد نظرا للخصائص التي تميزها ؛ فالكائنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع و الاستمرار في البقاء . ثم إن المحافظة على توازن الجسم الحي يكون عن طريق التغذية التي تتكون من جميع العناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم . كما يمر الكائن الحي بسلسلة من المراحل التي هي مراحل النمو ، فتكون كل مرحلة هي نتيجة للمرحلة السابقة و سبب للمرحلة اللاحقة . هذا ، و تعتبر المادة الحية مادة جامدة أضيفت لها صفة الحياة من خلال الوظيفة التي تؤديها ، فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف تقوم بها جملة من الأعضاء ، مع تخصص كل عضو بالوظيفة التي تؤديها و إذا اختل العضو تعطلت الوظيفة و لا يمكن لعضو آخر أن يقوم بها . و تتميز الكائنات الحية – أيضا – بـالوحدة العضوية التي تعني إن الجزء تابع للكل و لا يمكن أن يقوم بوظيفته إلا في إطار هذا الكل ، و سبب ذلك يعود إلى أن جميع الكائنات الحية – باستثناء الفيروسات – تتكون من خلايا .
بالإضافة إلى الصعوبات المتعلقة بطبيعة الموضوع ، هناك صعوبات تتعلق بالمنهج المطبق و هو المنهج التجريبي بخطواته المعروفة ، و أول عائق يصادفنا على مستوى المنهج هو عائق الملاحظة ؛ فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة و الشمولية و متابعة الظاهرة في جميع شروطها و ظروفها و مراحلها ، لكن ذلك يبدو صعبا ومتعذرا في المادة الحية ، فلأنها حية فإنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظرا لتشابك و تعقيد و تداخل و تكامل و ترابط الأجزاء العضوية الحية فيما بينها ، مما يحول دون ملاحظتها ملاحظة علمية ، خاصة عند حركتها أو أثناء قيامها بوظيفتها . كما لا يمكن ملاحظة العضو معزولا ، فالملاحظة تكون ناقصة غير شاملة مما يفقدها صفة العلمية ، ثم إن عزل العضو قد يؤدي إلى موته ، يقول أحد الفيزيولوجيين الفرنسيين : « إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ، فهي لا تتحرك إلا بمقدار ما تتحرك كلها معا ، و الرغبة في فصل جزء منها معناه نقلها من نظام الأحياء إلى نظام الأموات ».
و دائما على مستوى المنهج ، هناك عائق التجريب الذي يطرح مشاكل كبيرة ؛ فمن المشكلات التي تعترض العالم البيولوجي مشكلة الفرق بين الوسطين الطبيعي و الاصطناعي ؛ فالكائن الحي في المخبر ليس كما هو في حالته الطبيعية ، إذ أن تغير المحيط من وسط طبيعي إلى شروط اصطناعية يشوه الكائن الحي و يخلق اضطرابا في العضوية و يفقد التوازن
ومعلوم إن التجريب في المادة الجامدة يقتضي تكرار الظاهرة في المختبر للتأكد من صحة الملاحظات و الفرضيات ، و إذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع و تكرار الظاهرة وقت ما شاء ، ففي المادة الحية يتعذر تكرار التجربة لأن تكرارها لا يؤدي دائما إلى نفس النتيجة ، مثال ذلك أن حقن فأر بـ1سم3 من المصل لا يؤثر فيه في المرة الأولى ، و في الثانية قد يصاب بصدمة عضوية ، و الثالثة تؤدي إلى موته ، مما يعني أن نفس الأسباب لا تؤدي إلى نفس النتائج في البيولوجيا ، و هو ما يلزم عنه عدم إمكانية تطبيق مبدأ الحتمية بصورة صارمة في البيولوجيا ، علما أن التجريب و تكراره يستند إلى هذا المبدأ .
و بشكل عام ، فإن التجريب يؤثر على بنية الجهاز العضوي ، ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة .
و من العوائق كذلك ، عائق التصنيف و التعميم ؛ فإذا كانت الظواهر الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو فلكي أو فيزيائي أو جيولوجي وبين أصناف الظواهر داخل كل صنف ، فإن التصنيف في المادة الحية يشكل عقبة نظرا لخصوصيات كل كائن حي التي ينفرد بها عن غيره ، ومن ثـمّ فإن كل تصنيف يقضي على الفردية ويشوّه طبيعة الموضوع مما يؤثر سلبا على نتائج البحث .
وهذا بدوره يحول دون تعميم النتائج على جميع إفراد الجنس الواحد ، بحيث أن الكائن الحي لا يكون هو مع الأنواع الأخرى من الكائنات ، ويعود ذلك إلى الفردية التي يتمتع بها الكائن الحي .
النقــــد : لكن هذه مجرد عوائق تاريخية لازمت البيولوجيا عند بداياتها و محاولتها الظهور كعلم يضاهي العلوم المادية الأخرى بعد انفصالها عن الفلسفة ، كما ان هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال بعض العلوم الأخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا خاصة علم الكمياء .. و سرعان ما تــمّ تجاوزها .

نقيض الأطروحة : وخلافا لما سبق ، يعتقد البعض أنه يمكن إخضاع المادة الحية إلى المنهج التجريبي ، فالمادة الحية كالجامدة من حيث المكونات ، وعليه يمكن تفسيرها بالقوانين الفيزيائية- الكيمائية أي يمكن دراستها بنفس الكيفية التي ندرس بها المادة الجامدة . ويعود الفضل في إدخال المنهج التجريبي في البيولوجيا إلى العالم الفيزيولوجي ( كلود بيرنار ) متجاوزا بذلك العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحية في تطبيقها للمنهج العلمي .
الأدلة : و ما يثبت ذلك ، أنه مادامت المادة الحية تتكون من نفس عناصر المادة الجامدة كالأوكسجين و الهيدروجين و الكربون و الازوت و الكالسيوم و الفسفور … فإنه يمكن دراسة المادة الحية تماما مثل المادة الجامدة .
هذا على مستوى طبيعة الموضوع ، أما على مستوى المنهج فقد صار من الممكن القيام بالملاحظة الدقيقة على العضوية دون الحاجة إلى فصل الأعضاء عن بعضها ، أي ملاحظة العضوية وهي تقوم بوظيفتها ، و ذلك بفضل ابتكار وسائل الملاحظة كالمجهر الالكتروني و الأشعة و المنظار …
كما أصبح على مستوى التجريب القيام بالتجربة دون الحاجة إلى إبطال وظيفة العضو أو فصله ، و حتى و إن تــمّ فصل العضو الحي فيمكن بقائه حيا مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كميائية خاصة .
النقد : ولكن لو كانت المادة الحية كالجامدة لأمكن دراستها دراسة علمية على غرار المادة الجامدة ، غير أن ذلك تصادفه جملة من العوائق و الصعوبات تكشف عن الطبيعة المعقدة للمادة الحية . كما انه إذا كانت الظواهر الجامدة تفسر تفسيرا حتميا و آليا ، فإن للغائية إعتبار و أهمية في فهم وتفسير المادة الحية ، مع ما تحمله الغائية من اعتبارات ميتافيزيقية قد لا تكون للمعرفة العلمية علاقة بها .
التركيب : و بذلك يمكن القول أن المادة الحية يمكن دراستها دراسة العلمية ، لكن مع مراعاة طبيعتها وخصوصياتها التي تختلف عن طبيعة المادة الجامدة ، بحيث يمكن للبيولوجيا أن تستعير المنهج التجريبي من العلوم المادية الأخرى مع الاحتفاظ بطبيعتها الخاصة ، يقول كلود بيرنار : « لابد لعلم البيولوجيا أن يأخذ من الفيزياء و الكمياء المنهج التجريبي ، مع الاحتفاظ بحوادثه الخاصة و قوانينه الخاصة ».
حل المشكلة: وهكذا يتضح أن المشكل المطروح في ميدان البيولوجيا على مستوى المنهج خاصة ، يعود أساسا إلى طبيعة الموضوع المدروس و هو الظاهرة الحية ، والى كون البيولوجيا علم حديث العهد بالدراسات العلمية ، و يمكنه تجاوز تلك العقبات التي تعترضه تدريجيا .

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 21:03
1 – المقالة الجدلية الأولى : حول إشكالية تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية

نص الموضوع : هل يمكن إخضاع المادة الحية للمنهج التجريبي على غرار المادة الجامدة ؟
هل يمكن التجريب في البيولوجيا في ظل العوائق المطروحة؟

i- طرح المشكلة : تختلف المادة الحية عن الجامدة من حيث طبيعتها المعقدة ، الأمر الذي جعل البعض يؤمن أن تطبيق خطوات المنهج التجريبي عليها بنفس الكيفية المطبقة في المادة الجامدة متعذرا ، و يعتقد آخرون أن المادة الحية كالجامدة من حيث مكوناتها مما يسمح بإمكانية إخضاعها للدراسة التجريبية ، فهل يمكن فعلا تطبيق المنهج التجريبي على المادة الحية على غرار المادة الجامدة ؟

ii – محاولة حل المشكلة :
1- أ- الاطروحة :يرى البعض ، أنه لا يمكن تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية بنفس الكيفية التي يتم فيها تطبيقه على المادة الجامدة ، إذ تعترض ذلك جملة من الصعوبات و العوائق ، بعضها يتعلق بطبيعة الموضوع المدروس ذاته و هو المادة الحية ، و بعضها الأخر إلى يتعلق بتطبيق خطوات المنهج التجريبي عليها .
1-ب- الحجة : و يؤكد ذلك ، أن المادة الحية – مقارنة بالمادة الجامدة – شديدة التعقيد نظرا للخصائص التي تميزها ؛ فالكائنات الحية تتكاثر عن طريق التناسل للمحافظة على النوع و الاستمرار في البقاء . ثم إن المحافظة على توازن الجسم الحي يكون عن طريق التغذية التي تتكون من جميع العناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم . كما يمر الكائن الحي بسلسلة من المراحل التي هي مراحل النمو ، فتكون كل مرحلة هي نتيجة للمرحلة السابقة و سبب للمرحلة اللاحقة . هذا ، و تعتبر المادة الحية مادة جامدة أضيفت لها صفة الحياة من خلال الوظيفة التي تؤديها ، فالكائن الحي يقوم بجملة من الوظائف تقوم بها جملة من الأعضاء ، مع تخصص كل عضو بالوظيفة التي تؤديها و إذا اختل العضو تعطلت الوظيفة و لا يمكن لعضو آخر أن يقوم بها . و تتميز الكائنات الحية – أيضا – بـالوحدة العضوية التي تعني أن الجزء تابع للكل و لا يمكن أن يقوم بوظيفته إلا في إطار هذا الكل ، و سبب ذلك يعود إلى أن جميع الكائنات الحية – باستثناء الفيروسات – تتكون من خلايا .
بالإضافة إلى الصعوبات المتعلقة بطبيعة الموضوع ، هناك صعوبات تتعلق بالمنهج المطبق و هو المنهج التجريبي بخطواته المعروفة ، و أول عائق يصادفنا على مستوى المنهج هو عائق الملاحظة ؛ فمن شروط الملاحظة العلمية الدقة و الشمولية و متابعة الظاهرة في جميع شروطها و ظروفها و مراحلها ، لكن ذلك يبدو صعبا ومتعذرا في المادة الحية ، فلأنها حية فإنه لا يمكن ملاحظة العضوية ككل نظرا لتشابك و تعقيد و تداخل و تكامل و ترابط الأجزاء العضوية الحية فيما بينها ، مما يحول دون ملاحظتها ملاحظة علمية ، خاصة عند حركتها أو أثناء قيامها بوظيفتها . كما لا يمكن ملاحظة العضو معزولا ، فالملاحظة تكون ناقصة غير شاملة مما يفقدها صفة العلمية ، ثم إن عزل العضو قد يؤدي إلى موته ، يقول أحد الفيزيولوجيين الفرنسيين : « إن سائر أجزاء الجسم الحي مرتبطة فيما بينها ، فهي لا تتحرك إلا بمقدار ما تتحرك كلها معا ، و الرغبة في فصل جزء منها معناه نقلها من نظام الأحياء إلى نظام الأموات ».
و دائما على مستوى المنهج ، هناك عائق التجريب الذي يطرح مشاكل كبيرة ؛ فمن المشكلات التي تعترض العالم البيولوجي مشكلة الفرق بين الوسطين الطبيعي و الاصطناعي ؛ فالكائن الحي في المخبر ليس كما هو في حالته الطبيعية ، إذ أن تغير المحيط من وسط طبيعي إلى شروط اصطناعية يشوه الكائن الحي و يخلق اضطرابا في العضوية و يفقد التوازن .
و معلوم أن التجريب في المادة الجامدة يقتضي تكرار الظاهرة في المختبر للتأكد من صحة الملاحظات والفرضيات ، و إذا كان الباحث في ميدان المادة الجامدة يستطيع اصطناع و تكرار الظاهرة وقت ما شاء ، ففي المادة الحية يتعذر تكرار التجربة لأن تكرارها لا يؤدي دائما إلى نفس النتيجة ، مثال ذلك أن حقن فأر بـ1سم3 من المصل لا يؤثر فيه في المرة الأولى ، و في الثانية قد يصاب بصدمة عضوية ، و الثالثة تؤدي إلى موته ، مما يعني أن نفس الأسباب لا تؤدي إلى نفس النتائج في البيولوجيا ، و هو ما يلزم عنه عدم إمكانية تطبيق مبدأ الحتمية بصورة صارمة في البيولوجيا ، علما أن التجريب و تكراره يستند إلى هذا المبدأ .
و بشكل عام ، فإن التجريب يؤثر على بنية الجهاز العضوي ، ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة .
و من العوائق كذلك ، عائق التصنيف و التعميم ؛ فإذا كانت الظواهر الجامدة سهلة التصنيف بحيث يمكن التمييز فيها بين ما هو فلكي أو فيزيائي أو جيولوجي وبين أصناف الظواهر داخل كل صنف ، فإن التصنيف في المادة الحية يشكل عقبة نظرا لخصوصيات كل كائن حي التي ينفرد بها عن غيره ، ومن ثـمّ فإن كل تصنيف يقضي على الفردية ويشوّه طبيعة الموضوع مما يؤثر سلبا على نتائج البحث .
وهذا بدوره يحول دون تعميم النتائج على جميع أفراد الجنس الواحد ، بحيث أن الكائن الحي لا يكون هو هو مع الأنواع الأخرى من الكائنات ، ويعود ذلك إلى الفردية التي يتمتع بها الكائن الحي .
1-جـ- النقد : لكن هذه مجرد عوائق تاريخية لازمت البيولوجيا عند بداياتها و محاولتها الظهور كعلم يضاهي العلوم المادية الأخرى بعد انفصالها عن الفلسفة ، كما أن هذه العوائق كانت نتيجة لعدم اكتمال بعض العلوم الاخرى التي لها علاقة بالبيولوجيا خاصة علم الكيمياء .. و سرعان ما تــمّ تجاوزها .
2-أ- نقيض الأطروحة : وخلافا لما سبق ، يعتقد البعض أنه يمكن إخضاع المادة الحية إلى المنهج التجريبي ، فالمادة الحية كالجامدة من حيث المكونات ، وعليه يمكن تفسيرها بالقوانين الفيزيائية- الكميائية أي يمكن دراستها بنفس الكيفية التي ندرس بها المادة الجامدة . ويعود الفضل في إدخال المنهج التجريبي في البيولوجيا إلى العالم الفيزيولوجي ( كلود بيرنار ) متجاوزا بذلك العوائق المنهجية التي صادفت المادة الحية في تطبيقها للمنهج العلمي .
2–ب- الأدلة : و ما يثبت ذلك ، أنه مادامت المادة الحية تتكون من نفس عناصر المادة الجامدة كالأوكسجين و الهيدروجين و الكربون و الآزوت و الكالسيوم و الفسفور … فإنه يمكن دراسة المادة الحية تماما مثل المادة الجامدة .
هذا على مستوى طبيعة الموضوع ، أما على مستوى المنهج فقد صار من الممكن القيام بالملاحظة الدقيقة على العضوية دون الحاجة إلى فصل الأعضاء عن بعضها ، أي ملاحظة العضوية وهي تقوم بوظيفتها ، و ذلك بفضل ابتكار وسائل الملاحظة كالمجهر الالكتروني و الأشعة و المنظار …
كما أصبح على مستوى التجريب القيام بالتجربة دون الحاجة إلى إبطال وظيفة العضو أو فصله ، و حتى و إن تــمّ فصل العضو الحي فيمكن بقائه حيا مدة من الزمن بعد وضعه في محاليل كيميائية خاصة .
2-جـ- النقد : ولكن لو كانت المادة الحية كالجامدة لأمكن دراستها دراسة علمية على غرار المادة الجامدة ، غير أن ذلك تصادفه جملة من العوائق و الصعوبات تكشف عن الطبيعة المعقدة للمادة الحية . كما انه إذا كانت الظواهر الجامدة تفسر تفسيرا حتميا و آليا ، فإن للغائية اعتبار و أهمية في فهم وتفسير المادة الحية ، مع ما تحمله الغائية من اعتبارات ميتافيزيقية قد لا تكون للمعرفة العلمية علاقة بها .
3- التركيب : و بذلك يمكن القول أن المادة الحية يمكن دراستها دراسة العلمية ، لكن مع مراعاة طبيعتها وخصوصياتها التي تختلف عن طبيعة المادة الجامدة ، بحيث يمكن للبيولوجيا أن تستعير المنهج التجريبي من العلوم المادية الأخرى مع الاحتفاظ بطبيعتها الخاصة ، يقول كلود بيرنار : « لابد لعلم البيولوجيا أن يأخذ من الفيزياء و الكيمياء المنهج التجريبي ، مع الاحتفاظ بحوادثه الخاصة و قوانينه الخاصة ».

iii- حل المشكلة :وهكذا يتضح أن المشكل المطروح في ميدان البيولوجيا على مستوى المنهج خاصة ، يعود أساسا إلى طبيعة الموضوع المدروس و هو الظاهرة الحية ، والى كون البيولوجيا علم حديث العهد بالدراسات العلمية ، و يمكنه تجاوز تلك العقبات التي تعترضه تدريجي

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 21:05
مـقالة الاسـتاذ sakoub
هل يمكن دراسة الظاهرة البيولوجية دراسة علمية تجريبية على غرار المادة الجامدة؟
الطريقة: جدلية. بين الاتجاهين الغائي (لا يمكن التجريب في البيولوجيا مع لاشوليي، كوفيي، بونوف..) والاتجاه الآلي (يمكن التجريب في البيولوجيا مع كلود برنار، لويس باستور...)
طرح المشكلة: يعتبر المنهج التجريبي من بين أبرز وأكثر المناهج شيوعا وانتشارا وتحقيقا للنتائج. خاصة بعد التقدم الكبير والنتائج الباهرة المحققة في علوم المادة الجامدة. الأمر الذي جعل العلماء يزنون به علمية أي علم من العلوم، أي قابلية موضوعاته للدراسة التجريبية، فإذا كان المنهج التجريبي لا يجد أية صعوبة في تطبيق خطواته الثلاث على المادة الجامدة، فلأن هذه المادة لا تشكل أي وحدة متعاضدة بحيث يمكن تفتيتها وتفكيكها الى أجزاء. ومعلوم أن هناك اختلاف بين الموضوع الذي تدرسه العلوم الطبيعية والمادة العضوية الحية التي تعالجها البيولوجيا. وهذا الاختلاف ترتب عنه اختلاف وجهات النظر بين الفلاسفة والعلماء الى استحالة أو إمكانية استخدام مقياس التجربة في البيولوجيا. فمنهم من يقول باستحالة تطبيق المنهج التجريبي على العضوية الحية، ومنهم من يرى إمكانية تطبيقه في البيولوجيا. من هنا ونظرا لهذا التناقض والتعارض الواضح بين الموقفين حق لنا أن نتساءل: هل يمكن استخدام مقياس التجربة في دراسة الظاهرة البيولوجية على غرار المادة الجامدة؟ وهل يمكن تجاوز الصعوبات التي يطرحها تطبيق التجربة على الكائن الحي؟ وبعبارة أخرى: هل يمكن أن تكون الظاهرة البيولوجية موضوعا للمعرفة والدراسة العلمية؟
الأطروحة: يرى عدد من المفكرين والفلاسفة والعلماء من أنصار الاتجاه الغائي أمثال: "لاشوليي"، "كوفيي" و "بونوف" أنه لا يمكن استخدام مقياس التجربة في البيولوجيا، وبالتالي لا تطمح البيولوجيا أن ترقى الى مصاف علوم المادة الجامدة. ويؤسس هؤلاء المعارضون لتطبيق المنهج التجريبي على الظواهر البيولوجية أطروحتهم على مسلمتين: أولا "الحياة والغاية منها"، حيث تعتبر الحياة حالة تميز جميع ما يدعى كائنات حية من حيوانات ونباتات وبشر وفطريات وحتى البكتيريا والجراثيم، مميزة إياها عن غير الأحياء من الأغراض اللاعضوية أو الكائنات الميتة. و"ثانيا" طبيعة موضوع البيولوجيا، فالظاهرة البيولوجية ظاهرة معقدة ومتشابكة العناصر، حيث أن كل جزء فيها تابع للكل. فتعقدها يظهر في تداخل وتفاعل وتكامل وترابط الأجزاء العضوية الحية ما يحول دون تطبيق خطوات المنهج التجريبي في البيولوجيا. فإذا كان بالإمكان تحليل الماء مثلا أو تفتيت قطعة طباشير (مادة جامدة) وتفكيكها الى أجزاء لا متناهية دون أن تفقد هذه المادة طبيعتها، فإن الأمر ليس كذلك مع العضوية الحية، وفي هذا المعنى يقول "كوفيي": "إن سائر أجزاء الكائن الجسم الحي مرتبطة فيما بينها. فهي لا تستطيع الحركة إلا بقدر ما تتحرك كلها معا. والرغبة في فصل جزء من الكتلة معناها نقله إلى نظام الذوات الميتة ومعناها تبديل ماهيته تبديلا تاما". كما قد تعترض الدارسين للمادة العضوية الحية عوائق وصعوبات عديدة، من بينها صعوبة الملاحظة التي يجب أن تتم أثناء جريان الظاهرة في جسم الكائن الحي. وكثيرا ما يجب أن تتواصل الملاحظة مدة من الزمن لتتبع أطوار الظاهرة في مختلف مظاهرها. وتعظم الصعوبة في ميدان البيولوجيا المجهرية التي تهتم ببنية الخلية، وتركيبها الداخلي المسؤول عن انتقال الصفات من جيل لآخر، والتي يصعب ملاحظتها وضبطها. هناك أيضا عائق التجريب حيث نجد العالم يواجه صعوبة، ذلك أن أول ما يعترض البيولوجي هو مسألة التكرار، إذ من المعروف أن التجريب في العلوم الفيزيائية يقوم على مبدأ تكرار الظاهرة في المختبر وذلك بعزل عناصرها وتفكيكها، وهو ما يؤثر على بنية الجهاز العضوي ويدمر أهم عنصر فيه وهو الحياة. كما يطرح التجريب صعوبة أخرى تتعلق بمصداقية النتائج التي ينتهي إليها الباحث البيولوجي، خاصة متى علمنا أن الكائن الحي دائم التغير في الوسط الذي يعيش فيه، ويكفي أن ننقله من محيطه الطبيعي العفوي الى محيط تجريبي اصطناعي حتى تتغير طبيعته. وإذا امتد التجريب الى الانسان نشأت صعوبة من طبيعة أخلاقية، فالإنسان كائن له كرامته التي تفرض على البيولوجيا احترامه. والدليل على ذلك أن الكثير من علماء الدين ورجالاته، وفلاسفة الأخلاق يحرمون ويمنعون أن يكون الانسان عينة للتجريب. وما زال الاستنساخ البشري يثير سخط هؤلاء. وفي هذا الصدد يقول عبد المحسن صالح: "البحوث العلمية التي يقوم بها العلماء في زماننا هذا، قد تخطت سنن الطبيعة، وحادت بها عن طريقها المشروع [...] إن بلوغ هذا الهدف – استنساخ ذرية جديدة – قد يدعو الى الفزع حقا". وفي هذا الصدد أيضا يرى"د.كاريتش" أن مؤيدي هذا المشروع ينتهكون المعايير التي قامت عليها الحضارات الإنسانية بمختلف مشاربها، وأنصاره يحاولون عبثا استخدام التقنية بغرض طرد الموت أو تأجيله إن تعذر طرده، موضحا أن الأديان بالفعل تؤكد على وجود الخلود، ولكن الوصول إليه يكون عبر الموت.كما أنه إذا كان التجريب يقوم على مبدأ تكرار الحادثة، فإنه يستند في نفس الوقت الى مبدأ آخر وهو الحتمية التي تعني أن نفس الشروط تؤدي الى نفس النتائج. فلقد بينت الدراسات التي قام بها العالم "ديفرس" على زهور الربيع صعوبة القول بحتمية مطلقة، بل أن نتائج هذه الدراسات تتعارض والقول بالحتمية، فالظاهرة البيولوجية هنا لا تضبطها أية ضرورة بل تسير وفق نوع من التلقائية والعفوية الحرة. وهو ما دفع البعض الى التسليم بأن هناك قوة حيوية تحرك سائر حوادث (ظواهر) الحياة وتخضعها لنظامها الحر. ولعل هذا ما يقصده الغائيون أمثال "لاشوليي" في إقرارهم بتعذر الدراسة التجريبية للظاهرة الحيوية، لأنها ليست نتيجة تفاعل كيميائي أعمى يتم بين عناصر جامدة فقط في ظل شروط خاصة، بل هذا التفاعل يقصد الى غاية. وعليه فإن فهم الظاهرة البيولوجية فهما سليما يكون بردها الى الغايات التي وجدت من أجلها. ومن ثمة فالقوانين الفيزيائية والكيميائية لا تكفي لتفسير التكامل والانسجام بين الأعضاء التي تقوم بوظيفة ما، الشيء الذي يستدعي على حد تعبير "برغسون" افتراض أن هناك مبدأ حيويا وقوة اختراع وابتكار خاصة بالطبيعة التي تتجلى في الأجهزة المسؤولة عن استمرار الكائن الحي.
النقد: لكن ورغم وجاهة الاعتراضات الموجهة للمنهج التجريبي، نظرا للصعوبات التي تعترضه في ميدان البيولوجيا، فإنه ينبغي الاعتراف بحقيقة هامة وهي: إما أن نقول ليس هناك حتمية في ظواهر الحياة بالمعنى العلمي الضيق لمفهوم الحتمية الشيء الذي يجعلنا ننفي البيولوجيا التجريبية، وهو امر غير ممكن نظرا للتطورات الهائلة والسريعة التي ما فتئت البيولوجيا تحققها. وإما أن نقول أن القوة الحيوية يمكن دراستها بمنهاج خاص يراعي خصوصية العضوية الحية. خاصة وقد أبانت الدراسات المتصلة بالميكرو فيزياء ضرورة تجاوز تصوراتنا الكلاسيكية عن مفاهيم الملاحظة والتجريب والحتمية والقانون والموضوعية. وبالتالي إمكانية تكييف خطوات المنهج التجريبي مع طبيعة المادة المدروسة.
أما التفسير الغائي الذي أشرنا إليه سابقا فلقد بدأ يحتضر ويضيق مجال انتشاره أمام الاكتشافات العلمية المتلاحقة. فتطور العلوم أثبت الطابع الميتافيزيقي لهذا التفسير الغائي الذي يرى أن الظاهرة البيولوجية فريدة من نوعها، لأنها تشمل على عنصر فوق طبيعي أو ما ورائي هو القوة الحيوية. وعليه يمكننا القول أن تلك العوائق والتي يتحجج بها أنصار الاتجاه الغائي وبقدر ما ساهمت في تأخر البيولوجيا وبروزها كعلم يضاهي علوم المادة الجامدة، إلا أنها كانت حافزا للعلماء على البحث والعمل من أجل تجاوزها.
نقيض الأطروحة: لهذا نجد في المقابل البيولوجيون من ذوي النزعة الآلية يرفضون التفسير الغائي جملة وتفصيلا. ويؤكدون على إمكانية تطبيق المنهج التجريبي على الظاهرة البيولوجية على غرار المادة الجامدة. وبالتالي الإقرار بوجود بيولوجيا تجريبية. فمن خلال كتابه (مدخل لدراسة الطب التجريبي) مهد "كلود برنارد" الطريق أمام إمكانية الدراسة التجريبية للكائن الحي، مؤكدا على أن ما يصدق من أساليب تجريبية على المادة الجامدة يصدق بالضرورة على المادة الحية وذلك لأن: * العضوية الحية تتكون من نفس العناصر الكيميائية المكونة للمادة الجامدة (أملاح، ماء، معادن..) وإن كانت بنسب متفاوتة. * وأن الوظائف الحيوية (النمو، التغذية، التكاثر، التنفس....) ليست سوى تفاعلات تحركها آليات تخضع لنظام محكم يمكن تفسيره علميا بالاستناد الى التجربة وكذلك مبدأ الحتمية الذي يؤكد أن نفس الأسباب تؤدي الى نفس النتائج...، وهناك أمثلة كثير يقدمها "كلود برنارد" من بينها تجربة الأرانب. حينما أوتي له بأرانب من السوق، فلاحظ أن بولها صاف حامض. والمعروف أن بول آكلة العشب عكر وقاعدي، وبول آكلة اللحم صاف وحامض. فافترض أن تكون شروط تغذية هذه الأرانب تشبه شروط تغذية آكلة اللحوم، وأنها صائمة (لم تأكل العشب منذ مدة) وهو ما يبرر لون بول الأرانب. قام بالتجربة حيث أعطى هذه الأرانب عشبا، وبعد ساعات قليلة أصبح بولها عكرا وقاعديا. ثم منع عنها العشب (صومها)، بعد ساعات عاد بولها ليصبح صافيا وحامضا. وكرر التجربة عدة مرات فكانت تعطيه نفس النتائج. وعندئذ صاغ هذه النتائج في قاعدة عامة وهي: أن آكلة العشب إذا فرغت بطونها تغذت بالمواد المدخرة في جسمها. ولذلك يعد "كلود برنار" من أبرز العلماء الذين ساهموا في تطبيق المنهج التجريبي على العضوية الحية، وعرف كيف يسخر هذا المنهج الذي وضع خصيصا لدراسة المادة الجامدة ويكيفه في دراسة المادة الحية مع حفاظه على خصوصية هذه المادة. ورأى أنه إذا لم نتمكن من اكتشاف قوانين المادة الخام إلا بالتغلغل في الأجسام، فإننا لا نستطيع الوصول إلى معرفة قوانين وخصائص المادة الحية إلا بتفكيك العضويات الحية للنفوذ في دواخلها. يقول "كلود برنار": "لا بد لعلم البيولوجيا أن يأخذ المنهج التجريبي من العلوم الفيزيائية والكيميائية ولكن مع الاحتفاظ بحوادثه الخاصة". كما يؤكد الآليون أيضا على أن عمل أعضاء الكائن الحي يخضع لشروط ميكانيكية خالصة، فالتنفس والهضم مثلا ليسا إلا تفاعلين كيميائيين (التنفس مثلا عبارة عن أكسدة)، وصدق "هارفي" حين شبه آلية العمل التي يقوم بها القلب في الدورة الدموية بالمضخة الاصطناعية أو النافورة المائية. إن التصور الآلي لظاهرة الحياة هو الذي دفع "توماس هوبز" الى القول بأن الكائنات الحية ما هي إلا آلات حية. وكان "باسكال" بدوره يؤكد دوما هذه الحقيقة في قوله: "إن الكائن الحي آلة من طراز خاص". فلا يوجد فرق بين ما يحدث داخل جسم الكائن الحي وما يحدث في المختبر. ومن جهته استطاع "لويس باستور" إبطال الفكرة القائلة بالنشوء العشوائي للجراثيم، انطلاقا من كون أن لكل ظاهرة سبب يؤدي الى حدوثها. وتمكن بفضل ذلك من محاربة الجمرة الخبيثة التي كانت تصيب الماشية. هذا بالإضافة الى تجارب التهديم من خلال استئصال وقطع الأعضاء(بتر أعضاء من الجسم، استئصال الأورام...)، وكذلك تجارب زرع الأعضاء(الكلية، الكبد..) والتهجين والاستنساخ (حيث تعود بدايات عمليات الاستنساخ الى خمسينيات القرن الماضي حيث تم استنساخ أول كائن حي وهي صغار الضفادع. أما أول حيوان لبون تم استنساخه فهي النعجة الشهيرة دولي...) وغيرها مما انتهى إليه علماء الفيزيولوجيا المعاصرة وعلماء الميكروبيولوجيا من نتائج علمية دقيقة تبرر إمكانية التجريب في البيولوجيا (خاصة ما تعلق منها بالهندسة الوراثية).
النقد: لا يمكننا أن ننكر فضل الأعمال العلمية التي قدمها "كلود برنارد" في نشأة وتطور البيولوجيا، ولا يمكننا أن نتجاهل النجاحات المتميزة في هذا المجال. إلا أن هناك عمليات ونشاطات بيولوجية مختلفة، استعصى على الآليين تفسيرها ذلك أنه بقدر ما ينكشف لنا مدى تعقيد تركيب هذه الكائنات بقدر ما تزداد صعوبة إرجاع خصائصها الى مجرد قوى ميكانيكية. فالعلم ليس بإمكانه كما يزعم الآليون أن يفسر الحياة تفسيرا آليا مثلما يفسر المادة الجامدة. كما أن العديد من العوائق والصعوبات لا تزال قائمة خاصة فيما يتعلق بالعائق الأخلاقي والديني (الاستنساخ نموذجا). بالإضافة الى صعوبة تعميم النتائج فالعديد منها إن لم نقل جلها تقام على الحيوانات (الفئران، الأرانب، القردة...) لتعمم بعد ذلك على الانسان. فما يصدق ويصلح للحيوان ليس بالضرورة يمكننا تعميمه على الانسان. وهنا يجد البيولوجي نفسه أمام عائق آخر ألا وهو عائق التصنيف. زيادة على ذلك ومما لا شك فيه أن نتائج الدراسة التجريبية على المادة الجامدة ليست يقينية (نتيجة اعتمادها على الاستقراء الناقص) وبالتالي فاستخدام هذا المنهج دون حذر على الانسان يعتبر نوعا من المغامرة بحياة الكائن الحي الواجب المحافظة عليه.
التركيب:إذن وتجاوزا لتعصب كلا الموقفين من الغائيين أو الآليين يمكننا القول بأنه يمكن استخدام التجربة في البيولوجيا مع وجوب مراعاة خصوصية الظاهرة الحية، باعتبارها حية ومعقدة، تطرح مشكلة خصوصية التفسير البيولوجي وبالتالي خصوصية المنهج المتبع في البيولوجيا. فالملاحظ أن المذهب الآلي فيه الكثير من المغالاة في تفسيره الحياة تفسيرا آليا يخضع لشروط فيزيائية كيميائية خالصة، وأن المذهب الغائي في تصور النظرية العضوية لا قيمة له من الوجهة العلمية، لأنه يفترض وجود قوة حيوية يستحيل إثباتها، وهو ما يضفي طابعا ميتافيزيقيا على التفسير العلمي للظاهرة البيولوجية.......
الخاتمة: (حل المشكلة) ختاما ومما سبق نستنتج وكمخرج لهذه المشكلة نقول أن المشكل المطروح في ميدان البيولوجيا على مستوى المنهج، الى جانب كونه مشروط بخصوصية الظاهرة البيولوجية، فإنه مشروط كذلك بكون البيولوجيا حديثة العهد بالدراسة العلمية. لكن تبقى البيولوجيا مثلها مثل باقي العلوم الطبيعية الأخرى ستحقق مع تطورها دقة أكثر وقوانين أكثر موضوعية. ويمكن لها بفضل تغيير النظرة الى خطوات المنهج التجريبي وتجديدها تجاوز العقبات التي تعترضها تدريجيا، بفضل الأعمال العلمية التي يقوم بها العلماء في كل مرة....

آإيمـ♥̨̥̬̩آإن
2019-04-14, 21:10
كمــلت هــادم لــي عـندي سييـت نرتبــهملك أقــريهم بيـا وأكتبــي مـقـالتك الخـاصة هكـا تـشفـاي عليـها
نـتمنى نـكون عـاونتك
مـقالـة الاسـقراء مـاعنديـش أصلا مـرانـيش فـاهمـة ~~
الأتــا والغــير مـزال مـاقرينـاها
موفقةة دعــواتك *-*

أحلام جامحة
2019-04-14, 21:23
أختي الله يسترك و يفرج عليك
كيما فرجتي عليا
ربي يفرحك أختي جزاك الله خيرا

malak.math
2019-04-15, 21:57
المقترحات لاي شعبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أحلام جامحة
2019-04-15, 22:59
المقترحات لاي شعبة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

العلوم التجريبية

kimjia
2019-04-16, 09:51
https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3997845424#post3997845424
شوفي هنا