ناشدة السؤدد
2009-11-28, 22:06
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عيدكم مبارك
تقبل الله منا و منكم
كل عام و أنتم من الله أقرب
.....
كما تعلمون و بدون شك أن هناك فرقا شاسعا بين الإنسان الإيجابي و الإنسان السلبي فهما متشتتان بين متفائل و متشائم
الموضوع الآتي يدرس الشخصيتين بمقارنة رياضية جدا شيقة أعجبني كثيرا فأبيت إلا أن أعرضه عليكم
تابعوا
تعتبر الدالة اللوغاريتمية (Log) من دعائم الرياضيات ، لما لها من خصائص تتميز بها عن أخواتها من الدوال الاخرى ، وهي بطبيعتها تسير بسرعة بطيئة وقيمتها جد متدنية و سالبة قرب الصفر. في الإتجاه الآخر نجد دالتها العكسية وهي الأُسِّية (Exp) ، و التي هي معروفة بسرعتها الرهيبة عندما تتنقل حول الأعداد ، إذ إنها موجبة دائما و قيمتها تساوي 1 عند الحالة الصفر.
الأمر الذي يجرِّد الدوال من سرعتها وقوتها ويقلص مجموعة تعريفها هو الاشتقاق ، فعند مقارنة هاتين الدالتين المتعاكستين ، نجد أن هناك أمرا عجيبا ، فالدالة الأسية لا تفقد شيئا و لا تتغير بتاتا بالاشتقاق ، وبهذا تكون منفردة بهاته الخاصية عن كل الدوال المعروفة حتى الان ، في حين أن اللوغارتمية تضعف قيمتها بل تقلب كل قيمها و تصغرها فإن اعطيتها 2 بعد الاشتقاق أعطتك نصف اي 1 على 2 و يصبح منحناها على شكل سقوط الى الهاوية.
فإذاما قارننا حياة الانسان بهاتين الدالتين ، نجد تشابها شديدا بين حياته و حالات الدالتين ، الدوال تاخذ قيما و تعطيك أخرى ، فكذلك الانسان يأخذ من الحياة و يعطيها. فالإنسان الإيجابي أُسِّي (Exp) بينما الإنسان السلبي لوغاريتمي Log .وقيمهما قيمته ، و الإشتقاق يجسد العوائق و التحديات.
فالإنسان الإيجابي كالأسية، قيمته موجبة دائما ، حتى وإن إعطيته أعدادا سالبة فهو يأخدها على أنها موجبة كدالته تماما ، يحول الأمور من شرها إلى خيرها، فإن رميته بحجر رماك بثمر، وإن شتمته شكرك و حمد الله على ذلك.
والدالة الأسية تصعد قيمتها مع تصاعد القيم المأخوذة ، وإن صغرت ، في وقت وجيز، والى فوق ،
وكذلك الانسان الايجابي ،
فهو يصل الى النجاح و الى القمة حتى وان أخذ القليل من الزاد و الأدوات، أو حتى إن بدأ من الصفر، فالصفر موجب بالنسبة إليه، فيعطي الكثير و يتألق بعد ذلك ، وفي اقصر وقت ، لانه يحرص على وقته اشد الحرص ، و لا يلهيه طول الامل .
أما اللوغاريتمي ،
فهو يتفاعل مع الحياة سلبيا كدالته ، أكثر ما تأخذ قيما موجبة لتعطيك أكبر كم من القيم السالبة ، لهذا تجده غير منتج , يتكل على الآخرين ،
وإن قلت له "قميصك الذي ترتديه اليوم جميل" ،
لن يشكرك على رقتك ، بل يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
والدالة اللوغاريتمية بطيئة الحركة ، وكذلك الإنسان السلبي ، يفكر كثيرا و يعمل قليلا ، يخشى كل شيء ، ومتوسوس ، يظن سوء الظن بالاخرين وهذا نابع من كثرة تفكيره في اللا شيء ، و قيمة الدالة قرب الصفرلا توصف ، اذ تعطي ما لانهاية لها من القيم المنخفضة و السالبة جدا كلما اقتربت من الصفر، وهذا من صفة الانسان السلبي الذي يهول الامور و يكبرها عندما يقترب من الصفر ايضا ، ويعكس التشاؤم الذي يعيش بداخله ، فتجده سرعان ما تنهار حياته لانها مبنية فوق الفراغ وعلى الوهم و التمني وبذلك تهوي قيمته لتصل الى الحضيض.
اما إذا رجعنا الى الاشتقاق، اي الصعوبات و تحديات الحياة، فالاسية لاتتغير به بتاتا ، وكذلك الايجابي ،
لا يتاثر بأعاصير الحياة ولابألسنة الأعداء، فهو يمضي نحو القمة غير مكترث بهاته العوائق ، لانه يؤمن بانه خُلِق لاعتلاء سلم المجد و تأدية رسالته في الحياة على أكمل وجه ، حتى و إن كلفته هذه الرسالة حياته. فهنالك تجد الإصرار يشع منه نورا و العزيمة متوقدة بين لحمه و دمه.
أما اللوغاريتمية، فهي تفقد قيمتها عند الاشتقاق بل تقلب كل ما تاخذه ، فالانسان السلبي عند المصاعب سرعان ما يتلاشى و يضمحل ويصبح عالة اكثر مما كان عليه ، فان قدمت له يد المعونة في محنته ، تجده ناكرا للجميل ، بل سيقول انه هو الذي له فضل عليك و يقلب كل شيء ، ويشير اليك انك انت سبب مصيبته لا مؤازره.
ــــــــ
اذن كن أُسِّيا و لا تكن لوغاريتميا .
اعط أكثر مما تاخذ، كن منتجا.
لاتكثرت بمطبات الحياة ، تجاوزها و انظر الى القمة ، فهناك مكان لك ، ينتظرك ، اسرع اليه.
كن متفائلا.
احرص على وقتك فانه ميدانك.
لا تعش وسط الاحلام و الاوهام و التمني ، كن واقعيا مع ما يدور حولك.
لاتتأسف على الماضي ، فغدا يوم جديد و رزق جديد ، فكن على الموعد ، و استغله ، ان كان يحمل معه إيجابيات فضاعفها ، حافظ على قيمتها ، وان كانت سلبيات فحولها الى ايجابيات بتفاؤلك و سعة صدرك، فان مع العسر يسرا.
ازرع شجرة ، ابن بنيانا، دون علما، فانك ستموت و عملك لا يموت ، اترك اثرا لاجيال المستقبل، أو بالأحرى على صفحات كتابك.
سلامي و تحياتي
عيدكم مبارك
تقبل الله منا و منكم
كل عام و أنتم من الله أقرب
.....
كما تعلمون و بدون شك أن هناك فرقا شاسعا بين الإنسان الإيجابي و الإنسان السلبي فهما متشتتان بين متفائل و متشائم
الموضوع الآتي يدرس الشخصيتين بمقارنة رياضية جدا شيقة أعجبني كثيرا فأبيت إلا أن أعرضه عليكم
تابعوا
تعتبر الدالة اللوغاريتمية (Log) من دعائم الرياضيات ، لما لها من خصائص تتميز بها عن أخواتها من الدوال الاخرى ، وهي بطبيعتها تسير بسرعة بطيئة وقيمتها جد متدنية و سالبة قرب الصفر. في الإتجاه الآخر نجد دالتها العكسية وهي الأُسِّية (Exp) ، و التي هي معروفة بسرعتها الرهيبة عندما تتنقل حول الأعداد ، إذ إنها موجبة دائما و قيمتها تساوي 1 عند الحالة الصفر.
الأمر الذي يجرِّد الدوال من سرعتها وقوتها ويقلص مجموعة تعريفها هو الاشتقاق ، فعند مقارنة هاتين الدالتين المتعاكستين ، نجد أن هناك أمرا عجيبا ، فالدالة الأسية لا تفقد شيئا و لا تتغير بتاتا بالاشتقاق ، وبهذا تكون منفردة بهاته الخاصية عن كل الدوال المعروفة حتى الان ، في حين أن اللوغارتمية تضعف قيمتها بل تقلب كل قيمها و تصغرها فإن اعطيتها 2 بعد الاشتقاق أعطتك نصف اي 1 على 2 و يصبح منحناها على شكل سقوط الى الهاوية.
فإذاما قارننا حياة الانسان بهاتين الدالتين ، نجد تشابها شديدا بين حياته و حالات الدالتين ، الدوال تاخذ قيما و تعطيك أخرى ، فكذلك الانسان يأخذ من الحياة و يعطيها. فالإنسان الإيجابي أُسِّي (Exp) بينما الإنسان السلبي لوغاريتمي Log .وقيمهما قيمته ، و الإشتقاق يجسد العوائق و التحديات.
فالإنسان الإيجابي كالأسية، قيمته موجبة دائما ، حتى وإن إعطيته أعدادا سالبة فهو يأخدها على أنها موجبة كدالته تماما ، يحول الأمور من شرها إلى خيرها، فإن رميته بحجر رماك بثمر، وإن شتمته شكرك و حمد الله على ذلك.
والدالة الأسية تصعد قيمتها مع تصاعد القيم المأخوذة ، وإن صغرت ، في وقت وجيز، والى فوق ،
وكذلك الانسان الايجابي ،
فهو يصل الى النجاح و الى القمة حتى وان أخذ القليل من الزاد و الأدوات، أو حتى إن بدأ من الصفر، فالصفر موجب بالنسبة إليه، فيعطي الكثير و يتألق بعد ذلك ، وفي اقصر وقت ، لانه يحرص على وقته اشد الحرص ، و لا يلهيه طول الامل .
أما اللوغاريتمي ،
فهو يتفاعل مع الحياة سلبيا كدالته ، أكثر ما تأخذ قيما موجبة لتعطيك أكبر كم من القيم السالبة ، لهذا تجده غير منتج , يتكل على الآخرين ،
وإن قلت له "قميصك الذي ترتديه اليوم جميل" ،
لن يشكرك على رقتك ، بل يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم .
والدالة اللوغاريتمية بطيئة الحركة ، وكذلك الإنسان السلبي ، يفكر كثيرا و يعمل قليلا ، يخشى كل شيء ، ومتوسوس ، يظن سوء الظن بالاخرين وهذا نابع من كثرة تفكيره في اللا شيء ، و قيمة الدالة قرب الصفرلا توصف ، اذ تعطي ما لانهاية لها من القيم المنخفضة و السالبة جدا كلما اقتربت من الصفر، وهذا من صفة الانسان السلبي الذي يهول الامور و يكبرها عندما يقترب من الصفر ايضا ، ويعكس التشاؤم الذي يعيش بداخله ، فتجده سرعان ما تنهار حياته لانها مبنية فوق الفراغ وعلى الوهم و التمني وبذلك تهوي قيمته لتصل الى الحضيض.
اما إذا رجعنا الى الاشتقاق، اي الصعوبات و تحديات الحياة، فالاسية لاتتغير به بتاتا ، وكذلك الايجابي ،
لا يتاثر بأعاصير الحياة ولابألسنة الأعداء، فهو يمضي نحو القمة غير مكترث بهاته العوائق ، لانه يؤمن بانه خُلِق لاعتلاء سلم المجد و تأدية رسالته في الحياة على أكمل وجه ، حتى و إن كلفته هذه الرسالة حياته. فهنالك تجد الإصرار يشع منه نورا و العزيمة متوقدة بين لحمه و دمه.
أما اللوغاريتمية، فهي تفقد قيمتها عند الاشتقاق بل تقلب كل ما تاخذه ، فالانسان السلبي عند المصاعب سرعان ما يتلاشى و يضمحل ويصبح عالة اكثر مما كان عليه ، فان قدمت له يد المعونة في محنته ، تجده ناكرا للجميل ، بل سيقول انه هو الذي له فضل عليك و يقلب كل شيء ، ويشير اليك انك انت سبب مصيبته لا مؤازره.
ــــــــ
اذن كن أُسِّيا و لا تكن لوغاريتميا .
اعط أكثر مما تاخذ، كن منتجا.
لاتكثرت بمطبات الحياة ، تجاوزها و انظر الى القمة ، فهناك مكان لك ، ينتظرك ، اسرع اليه.
كن متفائلا.
احرص على وقتك فانه ميدانك.
لا تعش وسط الاحلام و الاوهام و التمني ، كن واقعيا مع ما يدور حولك.
لاتتأسف على الماضي ، فغدا يوم جديد و رزق جديد ، فكن على الموعد ، و استغله ، ان كان يحمل معه إيجابيات فضاعفها ، حافظ على قيمتها ، وان كانت سلبيات فحولها الى ايجابيات بتفاؤلك و سعة صدرك، فان مع العسر يسرا.
ازرع شجرة ، ابن بنيانا، دون علما، فانك ستموت و عملك لا يموت ، اترك اثرا لاجيال المستقبل، أو بالأحرى على صفحات كتابك.
سلامي و تحياتي