سَامِيَة
2019-04-03, 21:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما نظهر عكس ما نخفي
قد ابتسم من خيبة أمل..
وقد أضحك من وجع دفين
قد أبدوا هادئا
وأنا أشعر بأن العالم كله متكئ على قلبي
قد أنطق بالصمت
وأنا أكثر الناس ضجيجا من الداخل
أنا منهك..
منهك من كوني قوي
ومن التخطي كأن شيئا لم يحدث
أنا منهك لأن الناس أعتادت رؤيتي أمضي
يضنون أن صدري متين
وأن ظهري جدار لا يُهَدُ ولا يلين
من أخبرهم بهذا
من قال أن روحي لا يُعَكَرُ صفوها
وأن قلبي لا يُكسر كجرة طين.
الله يعلم بأني لم أخلق بقلب من حجر
يعلم بأن بقائي على هذا الثبات لم يكن سهلا كما يتخيلونه
ربما لم أطلب يدا تمسح دموع الفزع
ربما اعتقدت أني قادر على شق طريقي
دون الاستناد على كتف أحدهم
لكني والله
لست كذلك دائما
لست بصاحب قوي يتحمل كل شيء
ولكني صاحب صمت خفي قادر على كتم كل شيئ
ولأني أبتسم كثيرا لن يشعر بي أحد
لطالما تظاهرت بأن كل شيء على ما يرام
فلا أحد يعرفني جيدا
ليكتشف من عيني أني أكذب
وأن الأمور ربما كانت سيئة
سيئة جدا..
أنا لن أتصل على صديق في الثالثة فجرا
لأقول له أني أختنق..
لن أنشر أحاسيسي المرة أمام أحد
فلا أحتمل فكرة أن أجعل أحدا قلقا
بسبب ما أشعر به
لا أحتمل الشفقة..
أنا الذي اعتاد الجميع على صلابتي وتوهجي
أنا الذي اعتدت رسم الطرق للناس
وحثهم على الحياة والتغلب على أوجاعهم
هم لا يعلمون عن صراعاتي وصلواتي اليائسة
لا يعلمون كم مرة شعرت برغبة البكاء
عندما أخبرني أحدهم أنه معجب بصلابتي
وكم من المرات كنت أنوي العزلة
والهروب بعيدا حيث لا أغادر غرفتي
ولا أواجه الناس ولا الكون
ولكنني أعود مجددا كأن شيئا لم يحدث
كطير حبس في قفص ثم عاد طليقا
أشعر بأن الكون بحاجة لرفرفة جناحي
وأني يجب ألا أتوقف عن الطيران
هكذا هي الطيور
دائما ما تغريها الحياة فتبقى محلقة
مهما توالت عليها الظروف
إني أصر على الحياة
أصر على مقاومتها
مرة أغلبها ومرة تغلبني
وفي الحالتين أرفع يدي انتصارا
لأني مازلت أعرف كيف أقاوم
لكني صامت
صامت أكاد أختنق..
لا أعرف منذ متى استسلمت للصمت
أصبحت أمارسه اتجاه كل موقف
حتى نسيت كيف يمكن للمرء أن يبدأ حديثا ما
وكيف يمكن أن يختتمه
فبعد أن تعتاد الصمت لوقت طويل وتعتاد التعامل مع أحزانك بمفردك
لن تعرف بعدها كيف تشاركها مع أحدهم
مهما حاولت لن يصل صوتك المنهك لمسامعهم
وحده الله يسمعك حين تنطق
وحده فقط
حين تذهب إليه مكسور الجناحين تعود محلقا
أنا صامت دائما لكن قلبي كثير البكاء
يبكي الناس أحيانا ليس لأنهم ضعفاء
بل لأنهم بقوا أقوياء أكثر مما يجب
تبكي الطيور ليلا فقط
الشمس لا ترى دموعها ولا الناس
وإني أخشى هذا الصمت
أخشى أن يُفهم تبلدا
أخشى أن تطيل الكلمات الإقامة بداخلي
فتموت !
وما أكثر الكلمات التي ماتت
عظم الله ثبات صدري
على جميع الكلمات المعلقة فيه
على هيئة صمت طويلة
رفقا بي فأنا منهك..
لا تغرنك عيناي وأنا أضحك بشدة
أتظن الضَحُوكَ لا يحتويه حزن ؟
رفقا بي لا تغرنك صلابته
فهو أشد هشاشة من ورقة خريف بائسة
جد لي العذر حين لا تراني بالوجه الذي اعتدت عليه
رفقا بالصامت أكثر من غيره
فمعركته مع الحياة ليست بالسهلة أبدا
رفقا بي..
ـــــــــــــــــ
من الرائع أن يتمكن الإنسان من ترجمة أحاسيسه مخرجا إياها بهاته الصورة ومحولا الألم الدفين إلى جمال يُقرأ..
بخلاف من تبقى الكلمات بداخله مصرة على الرمي بكامل ثقلها على قلبه بعد أن عجزت عن إيجاد مخرج مرضي لكبريائها...
وإن لم تكن كلماتي إلا أني أهديها إليك يا من آثرت الابتعاد مجبرة
أتمنى أن تبقي دوما قوية..
كثيرا ما نظهر عكس ما نخفي
قد ابتسم من خيبة أمل..
وقد أضحك من وجع دفين
قد أبدوا هادئا
وأنا أشعر بأن العالم كله متكئ على قلبي
قد أنطق بالصمت
وأنا أكثر الناس ضجيجا من الداخل
أنا منهك..
منهك من كوني قوي
ومن التخطي كأن شيئا لم يحدث
أنا منهك لأن الناس أعتادت رؤيتي أمضي
يضنون أن صدري متين
وأن ظهري جدار لا يُهَدُ ولا يلين
من أخبرهم بهذا
من قال أن روحي لا يُعَكَرُ صفوها
وأن قلبي لا يُكسر كجرة طين.
الله يعلم بأني لم أخلق بقلب من حجر
يعلم بأن بقائي على هذا الثبات لم يكن سهلا كما يتخيلونه
ربما لم أطلب يدا تمسح دموع الفزع
ربما اعتقدت أني قادر على شق طريقي
دون الاستناد على كتف أحدهم
لكني والله
لست كذلك دائما
لست بصاحب قوي يتحمل كل شيء
ولكني صاحب صمت خفي قادر على كتم كل شيئ
ولأني أبتسم كثيرا لن يشعر بي أحد
لطالما تظاهرت بأن كل شيء على ما يرام
فلا أحد يعرفني جيدا
ليكتشف من عيني أني أكذب
وأن الأمور ربما كانت سيئة
سيئة جدا..
أنا لن أتصل على صديق في الثالثة فجرا
لأقول له أني أختنق..
لن أنشر أحاسيسي المرة أمام أحد
فلا أحتمل فكرة أن أجعل أحدا قلقا
بسبب ما أشعر به
لا أحتمل الشفقة..
أنا الذي اعتاد الجميع على صلابتي وتوهجي
أنا الذي اعتدت رسم الطرق للناس
وحثهم على الحياة والتغلب على أوجاعهم
هم لا يعلمون عن صراعاتي وصلواتي اليائسة
لا يعلمون كم مرة شعرت برغبة البكاء
عندما أخبرني أحدهم أنه معجب بصلابتي
وكم من المرات كنت أنوي العزلة
والهروب بعيدا حيث لا أغادر غرفتي
ولا أواجه الناس ولا الكون
ولكنني أعود مجددا كأن شيئا لم يحدث
كطير حبس في قفص ثم عاد طليقا
أشعر بأن الكون بحاجة لرفرفة جناحي
وأني يجب ألا أتوقف عن الطيران
هكذا هي الطيور
دائما ما تغريها الحياة فتبقى محلقة
مهما توالت عليها الظروف
إني أصر على الحياة
أصر على مقاومتها
مرة أغلبها ومرة تغلبني
وفي الحالتين أرفع يدي انتصارا
لأني مازلت أعرف كيف أقاوم
لكني صامت
صامت أكاد أختنق..
لا أعرف منذ متى استسلمت للصمت
أصبحت أمارسه اتجاه كل موقف
حتى نسيت كيف يمكن للمرء أن يبدأ حديثا ما
وكيف يمكن أن يختتمه
فبعد أن تعتاد الصمت لوقت طويل وتعتاد التعامل مع أحزانك بمفردك
لن تعرف بعدها كيف تشاركها مع أحدهم
مهما حاولت لن يصل صوتك المنهك لمسامعهم
وحده الله يسمعك حين تنطق
وحده فقط
حين تذهب إليه مكسور الجناحين تعود محلقا
أنا صامت دائما لكن قلبي كثير البكاء
يبكي الناس أحيانا ليس لأنهم ضعفاء
بل لأنهم بقوا أقوياء أكثر مما يجب
تبكي الطيور ليلا فقط
الشمس لا ترى دموعها ولا الناس
وإني أخشى هذا الصمت
أخشى أن يُفهم تبلدا
أخشى أن تطيل الكلمات الإقامة بداخلي
فتموت !
وما أكثر الكلمات التي ماتت
عظم الله ثبات صدري
على جميع الكلمات المعلقة فيه
على هيئة صمت طويلة
رفقا بي فأنا منهك..
لا تغرنك عيناي وأنا أضحك بشدة
أتظن الضَحُوكَ لا يحتويه حزن ؟
رفقا بي لا تغرنك صلابته
فهو أشد هشاشة من ورقة خريف بائسة
جد لي العذر حين لا تراني بالوجه الذي اعتدت عليه
رفقا بالصامت أكثر من غيره
فمعركته مع الحياة ليست بالسهلة أبدا
رفقا بي..
ـــــــــــــــــ
من الرائع أن يتمكن الإنسان من ترجمة أحاسيسه مخرجا إياها بهاته الصورة ومحولا الألم الدفين إلى جمال يُقرأ..
بخلاف من تبقى الكلمات بداخله مصرة على الرمي بكامل ثقلها على قلبه بعد أن عجزت عن إيجاد مخرج مرضي لكبريائها...
وإن لم تكن كلماتي إلا أني أهديها إليك يا من آثرت الابتعاد مجبرة
أتمنى أن تبقي دوما قوية..