المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بستان من الورود لشعب الجزائر


مارس
2009-11-28, 21:11
بستان من الورود لشعب الجزائر

هل ستعلن الحرب بين مصر والجزائر من أجل مباراة كرة قدم؟.. وهل تستحق مباراة كرة قدم - مهما بلغت أهميتها - هذا الحشد العدائى والتحفيز والشحن بين شباب وطلائع فتية لم نعلمها، سواء هنا أو هناك، إن ما بين مصر والجزائر أكبر وأعظم من كل مسابقات العالم الكروية وكؤوسها وجوائزها..

وكيف تواضع وتدنى حسنا القومى إلى هذا المستوى من الركاكة والضعف والهوان وكيف اختصرنا تاريخاً طويلاً وجميلاً، تاريخاً مملوءاً بالتضحيات والإيثارة والتضحية والحب إلى التشاحن والخصام والعراك والتنافس والكراهية، من أجل مباراة ستأتى وتذهب وسيتناساها الناس، أو حتى لو تذكروها، ومهما كانت نتيجتها لصالح مصر أو الجزائر، لن تكون فتحاً كبيراً، ولن تكون لنا أو لهم إيذاناً بدخول عالم الكبار، سواء فى الكرة أو حتى فى الأخلاق..

مهما كانت أهمية المباراة لغرور الشباب ونرجسية بعض الإعلاميين والكرويين فإنها تتضاءل وتذوى وتكاد تذوب أمام كفاح مشترك قادته مصر فى الخمسينيات، من أجل إخراج الجزائر من براثن احتلال فرنسى عات، استمر أكثر من ١٣٠ عاماً، ودفعت مصر بكل الرضا فاتورة هذا الموقف، حيث شاركت فرنسا فى عدوان سنة ١٩٥٦ مع إنجلترا وإسرائيل، وظل عبدالناصر ورجاله ومصر كلها تقدم كل المساعدة لثوار الجزائر حتى تحقق لها استقلالها..

ومهما كانت أهمية المباراة فإنها تتضاءل أمام موقف بومدين العظيم حين ذهب للسوفييت ليقدم شيكاً بقيمة احتياجات مصر العسكرية العاجلة فى حرب ١٩٧٣.

إن التاريخ المشترك الممزوج بالدم والأمانى المشتركة والأحلام الواحدة لا يمكن اختصاره وتقزيمه وتركه لبعض الصغار يعبثون به كالكرة الشراب، وإذا كنا نعيش فى عصر تغيير الثوابت وقلب الحقائق وتحويل العدو إلى صديق ومسخ الشقيق ليصبح عدواً لدوداً، فإن ذلك هو الخطر العظيم الذى نتناساه فى غمرة حماسنا لكرة طائشة قد تصيب أو تخيب!!

إن مسؤولية عقلاء هذه الأمة التائهة أن يعضوا بالنواجذ على ما تبقى فى ذاكرتنا ويحفظوه ويبعدوا عنه شر الصديق قبل العدو والأخ قبل الغريب..

ولعل مبادرة الصحفى الكبير مجدى الجلاد، التى لاقت استحساناً من كل محب وغيور على تراث هذا الوطن العظيم نتمنى ألا تكون مبادرة استثنائية وإنما تصبح جزءاً من ثقافتنا الإنسانية والأخلاقية والوطنية، وأن تصبح الوردة التى تقدم لكل لاعب بستاناً من الورود والزهور يشيع البهجة والأمل والحب فى وطننا العربى الكبير.

كمال الدين حسين الشريف

مستشار إعلامى - أسيوط


http://img413.imageshack.us/img413/2249/mod4uf8.gif
مارس ماي لوف يقول الحمد لله

رحيق القلوب
2009-11-29, 09:47
بوركة اخي موضوع في الصميم ....................جزاك الله كل خير تحياتي