المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسفة


*همسات المطر*
2019-03-16, 15:56
من منكم يمتلك مقالة عن امكانية تطبيق مبدا الحتمية على الظاهرة الحية ارجو ان يفيدنا بها وشكراا

narimandz
2019-03-16, 17:21
هاذا واش عندي اختي نشاء الله يعاونك

طرح المشكلة:
من بين المناهج التي أحدثت تغيرا وتطورا كبيرا في الساحة العلمية المنهج التجريبي، الذي يمكننا من اكتشاف القوانين التي تحكم الظواهر، وإذا كانت الغاية منه هي الوصول إلى نتائج علمية دقيقة، فلقد شكل موضوع النتائج المحصل عليها جراء الدراسة التجريبية محورا للبحث والنقاش في الأوساط الفكرية والفلسفية والعلمية فإذا كانت التجربة هي المقياس الحقيقي لجعل العلم علما، فهل العلوم التجريبية تعتبر علوما صارمة في تطبيق المنهج التجريبي ودقيقة في استخلاص نتائجها ؟ ثم ألا يمكن الحديث عن صعوبات العمل بهذا المقياس في علوم المادة الحية ؟
.................................................. ....................................
ما هي مواضيع العلم ؟
لكل علم موضوع فالرياضيات موضوعها كم متصل و كم منفصل والعلوم الانسانية موضوعها الانسان والعلوم التجريبية والبيولوجية موضوعها المادة الجامدة والحية.
مفهوم العلوم التجريبية :
العلوم التجريبية هي طريقة في البحث تعتمد على التجريب، يتحدد موضوعها في "المادة” أي الظواهر العينية وفي مقدمتها :
المادة الجامدة : و من مجالاتها الفيزياء والكيمياء وعلم الفلك و علوم الأرض
المادة الحية : و مجالها البيولوجيا
ماهي خطوات المنهج التجريبي ؟
ملاحظة فرضية تجربة "ذكرت بالتفصيل في درس المنطق الصوري"
هل يمكن وصف العلوم التجريبية باليقينية ؟ و هل نستخلص أن نتائجها دقيقة دوما ؟
للفصل في هاذا الاشكال وجب ان نتحدث عن ـ ماهية القانون العلمي ومبدأ الحتمية.هنا نجد موقفين : المدرسة الكلاسيكية والمدرسة الوضعية الحديثة فإذا كان العلم القديم يجهد في تتبع الاسباب والعلاقة بين السبب ومسببه، فإن العلم الحديث مع المدرسة الوضعية لـ أوجست كونت، ركز الاهتمام على البحث عن قوانين الظواهر دون تعقب مسبباتها،فهل الظواهر الطبيعية محكومة بمبدأ الحتمية المطلق ؟
انصار الحتمية
ان نفس الاسباب تؤدي دوما الى نفس النتائج فكل شيء يسير بآلية منتظمة ، دون خلل أو عبثية ، وإذا اكتشف الإنسان كل هذه الحتميات ، تمكن من التنبؤ ، بكل حركات هذه الماكنة الضخمة ، و بكل جزئياتها فيرى عدد من الفلاسفة والعلماء أمثال: "جون ستيوارت مل" و"كلود برنار" أن النتائج التجريبية تعبر عن الحقائق العلمية الأكثر دقة وموضوعية، أي أن النتائج المتوصل إليها عن طريق المنهج التجريبي قوانين دقيقة ويقينية، وهذا نتيجة اعتمادها المقياس الصارم، الذي لا يقرر حقيقة إلا إذا أكدتها وبرهنت عليها التجربة، كما أن النتائج التجريبية تصاغ في أحكام كمية رياضية حتى تبتعد عن الوصف والكيفيات التي تثير الالتباس والغموض، ومن ثمة تضمن الدقة والاختصار واليقين، وأحسن تعبير عن ذلك ما نجده في النموذج الفيزيائي وما حققه من يقين في منهجه ولغته ونتائجه فصار من أرقى العلوم دقة، وكل هذه الخصوصية في النتائج التجريبية هي التي فتحت للإنسان آفاق المستقبل، وإمكانية التنبؤ بالظواهر قبل حدوثها، واستثمار تلك النتائج في واقعه وما ترتب عن كل ذلك من أبعاد حضارية وتقنية ومعرفية لم تخطر أبدا على عقل الإنسان. ومن بين الأدلة التي اعتمد عليها أنصار هذا الاتجاه لتبرير موقفهم أيضا، أن الأساس الذي تستند وتقوم عيه النتائج والقوانين العلمية هو مبدأ الحتمية المطلق الذي يؤكد أن لكل ظاهرة أسباب وشروط متى توفرت تحققت نفس النتائج، ذلك لان العلم كما يؤكد كلود برنار قائلا: "إن العلم حتمي بالبداهة، وهو يضع الحتمية موضع البديهيات، فلولاها لما أمكن أن يكون" ومن ثمة فهو يرفض أن تكون هناك ظاهرة علمية لا ترتبط دائما بنفس الشروط، وهذا ما يتضح من خلال قوله: "إن ظاهرة لا يمكن تحديد شروط وجودها لا تعدو أن تكون إنكارا للعلم" لذلك فهو يجعل الحتمية أساس كل العلوم التجريبية وتخضع لها جميع الظواهر جامدة كانت أم حية. يقول كلود برنار: "تتحدد شروط وجود كل ظاهرة تحديدا مطلقا في جميع الكائنات سواء أكانت أجساما حية أو جامدة". ووفقا لمبدأ الحتمية المطلق يمكننا التنبؤ حينها بحدوث الظواهر وقوانينها وهي الغاية التي يسعى إليها العلم. نفس الرأي ذهب إليه بوانكاريه الذي يؤكد على أن العلم يخضع لمبدأ الحتمية المطلق وهو ما يجعل الحقائق المتوصل إليها تتصف بالدقة واليقين، لأن العالم الذي لا تسوده الحتمية حسب بوانكاريه هو عالم موصد في وجه العلماء، لأن العلم حتمي بالبداهة. وهو ما جعل "لابلاص" يضع هو الآخر كامل ثقته في مبدأ الحتمية ويؤكد بثبات الشروط والأسباب وبالتالي الثقة التامة في المنهج التجريبي وما ينجم عنه من نتائج وقوانين إذ يقول: "يجب أن نعتبر الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته السابقة وسببا لحالته التي تأتي من بعد ذلك مباشرة".
النقد: لكن ورغم ما قدمه أنصار هذا الاتجاه من أدلة وحجج لتبرير موقفهم، إلا أن الملاحظ أن هذا الموقف المتعصب للنتائج التجريبية والناظر إليها على أنها حقائق دقيقة ونهائية، هو موقف لا يتناسب مع الروح العلمية المعاصرة التي تقوم على أساس الإيمان بمبدأ النسبية، لأن علمنا ليس كاملا ولا تاما، بل يمدنا فقط بحقائق تقريبية.
انصار اللاحتمية الثانية الفيزياء المعاصرة اللاحتمية :( الصدفة ، العشوائية ، الاحتمال )
لقد بين ماكس بلانك بنظريته المعروفة بالكوانتا إلى أنه يستحيل تحديد موقع للذرة و سرعتها ، تعيينا مضبوطا و مباشرا ، و يؤكد هيزنبرغ أن الضبط الحتمي ، أو مبدأ العلية لا يصح في الفيزياء الذرية أو الميكروفيزياء ، بل يصح في الفيزياء الكلاسيكية ، أو ما تسمى فيزياء العين المجردة كما انتقد آينشطاين في نسبيته الحركة ، والزمان والمكان المطلقين في الفيزياء النيوتينية ، من جهة أخرى نجد أن تاريخ العلم لا يعبر عن حقائق مطلقة وثابتة، بل يعبر عن أخطاء أولى وجب النظر إليها وإعادة تصحيحها حسب رأي "غاستون باشلار" وفق مقاربات جديدة وباستمرار، وكل هذا يثبت أن نتائج الدراسة التجريبية نسبية وتقريبية. كما أن معطيات العلم في القرن العشرين وما أحدثته من ثورة على المفاهيم السابقة، ابتداء برفض مبدأ الحتمية المطلق والنتائج المطلقة واليقينية والثابتة، والأخذ بمبدأ الاحتمال والنسبية في الدراسة العلمية ونتائجها، والابتعاد عن هالة المطلق والنتائج اليقينية وبالتالي توجيه البحث العلمي إلى فهم نظام الأشياء واستخلاص النتائج بقدر الإمكان. لأن العلم مجال مفتوح ولغز متجدد باستمرار. لكن هذه النتائج التجريبية وحقائقها ليست يقينية بل تبقى نسبية تقريبية فقط، فهي نتائج احتمالية وغير مضمونة الدقة، وهو ما أكده أنصار الفيزياء المعاصرة الذين اعتمدوا بدورهم على أدلة وحجج لتبرير موقفهم أهمها: أن النتائج التجريبية تعبر عن علاقات متشعبة من المستحيل على الباحث التجريبي أن يحيط بها جميعا، أو يجعلها في شكل قانون عام، ومن ناحية أخرى نجد المعايير التي تقاس بها الظواهر الطبيعية ليست ثابتة ولا يقينية لأنها معرضة لعوامل وتغيرات تطرأ عليها، مما يفقدها دقة النتائج وتصير النتائج مجرد احتمالات ترجيحية. لهذا يؤكد أصحاب هذا الموقف أن منطلقات الدراسة الاستقرائية غير المؤكدة، وغير المعللة علميا، ، وهذا يعني أن ما نصل إليه من نتائج علمية تبقى نسبية لا يمكن تعميمها، ولا الجزم بأنها تبقى كذلك، لهذا يقول "غاستون باشلار": "إن العلم الحديث هو في حقيقته معرفة تقريبية". حيث يرى "غاستون باشلار" أيضا أن العقل العلمي يصير متطورا باستمرار، يمارس الهدم والنفي ليعود إلى البناء والتأسيس من جديد، وهذا ما رسخته بالفعل: ميكانيكا لكونتم..فيزياء المصفوفات، ميكانيك ديراك...وغيرها من الأبحاث العلمية الحديثة والمعاصرة التي تؤكد حقيقة أن النتائج التجريبية نسبية تقريبية فقط. ومن أنصار هذا الموقف أيضا "ماكس بلانك" الذي أكد أن الذرة تصدر الطاقة في شكل صدمات غير منتظمة يصعب معها التنبؤ الدقيق وفق مبدأ الحتمية مما يجعل المعارف العلمية تقريبية نسبية وليست مطلقة ثابتة، بالإضافة إلى قصور أدوات الباحث المستخدمة في المنهج التجريبي خاصة إذا كنا بصدد دراسة الظواهر المتناهية في الصغر أو ما يعرف بعالم "الميكروفيزياء" أو "الفيزياء المجهرية"، فحركة الجسيمات لا يمكن ضبطها بأدوات القياس نظرا لرهافتها، وهذا ما يؤدي إلى نتائج تقريبية غير دقيقة، لذلك نجد العالم الفيزيائي "هيزنبرغ" سلم بذلك عندما قال: "كلما تم التدقيق في موقع الجسم كلما غيرت هذه الدقة كمية حركته، وبالنتيجة سرعته.
النقد
لكن ورغم ما قدمه أنصار النزعة المعاصرة من حجج لتبرير موقفهم القائل بالنسبية، إلا أنه لا يمكن التسليم بصحة رأيهم مطلقا. فالواقع وتاريخ العلم يثبتان ذلك.ألا يكون إنكار مبدأ الحتمية المطلق إنكار للعلم ودقة نتائجه؟ ألا يكون هذا عائقا أمام تحقيق غاية العلم وهي التنبؤ؟
استنتاج
إن العلوم المعاصرة اليوم لجأت إلى الاعتماد على مبدأ الاحتمالات، خاصة بعد التطور الذي خضعت له الفيزياء المعاصرة، لذلك اعتمد على هذا المبدأ في عالم الميكروفيزياء، أو عالم الظواهر المتناهية في الصغر، لأنها لا تقبل مبدأ الحتمية المطلقة، لكن هذا لا يمنع من تطبيق هذا المبدأ في عالم الماكروفيزياء أو عالم الظواهر المتناهية في الكبر، والواقع العلمي يثبت ذلك.و اكد هذا "لانجفان" عندما قال: "إن نظريات الذرة في الفيزياء الحديثة لا تهدم مبدأ الحتمية، وإنما تهدم فكرة القوانين الصارمة الأكيدة أي تهدم المذهب التقليدي"
صعوبة تطبيق المنهج التجريبي على الظواهر الحية (البيولوجيا)
بعد نجاح المنهج التجريبي في علوم المادة الجامدة شجع هذا على تطبيقه في علوم المادة الحية لكن واجهت تطبيقه على المادة الحية عوائق كثيرة . فما هي هذه العوائق ، وكيف يمكن تجاوزها ؟
عقبات تطبيق المنهج التجريبي في البيولوجيا :
يمكن حصرها في أربع :
1خصوصية الموضوع : فالمادة الحية تتميز بالتغذية والتنفس والتكاثر و النمو .

2صعوبة الملاحظة: فلا يمكن مثلا معاينة النشاط العصبي في الدماغ .

3صعوبة التجربة : فلا يمكن مثلا فصل الخلية لتشابكها مع النسيج و العضو التي تنتمي اليه.

4صعوبة التعميم : نظرا لاختلاف التركيب البيوكيميائي بين أصناف الكائنات الحية فانه يصعب تعميم الاحتمالات و النتائج
إمكانية التجريب وتجاوز العوائق في المادة الحية :

يعود الفضل في هذا الى الطبيب كلود برنارحيث قام بتكييف المنهج التجريبي وفق ما تفرضه خصوصية موضوع البيولوجيا و يتمثل هذا الاستغلال في:
1 الاقرار بمبدأ الحتمية والاطراد الذي تخضع له المادة الحية الاستفادة من الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية
2النتيجة: إزدهار وتطور علوم البيولوجيا ومعرفة قوانينها حيث استفاد باستور بالتجريب في علم الجراثيم
3إن الظواهر الحية قابلة للتجريب، والعوائق لا تعود إلى الظاهرة، بل إلى قصور وسائل البحث. ومع ذلك فلقد تمكَّن العلماء في مجال الكائنات الحية من إحراز تقدم مذهل، أدرك ذروته في مجال الاستنساخ وعلم الاجنة وزرع الأعضاء .
حل المشكلة
لقد برهن المنهج التجريبي على أنه المقياس المثالي لكل بحث يريد لنفسه أن يكون علميا موضوعيا، في صرامة تطبيق خطواته، إلا أن الكثير من العلوم تبنته بشيئ من التكييف بما يلائم موضوعاتها.

narimandz
2019-03-16, 17:22
تقدري ديري بيه عدة مقالات

*همسات المطر*
2019-03-16, 22:40
شكراااااا ربي يخليك