ronaldo boo
2019-03-11, 17:39
لهذا لمْ ينقرِضُوا !
قرأتُ البارحة قصةً أثارتْ إعجابي جداً، تقول القصة:
قام أحد علماء الأنثروبولوجيا بإجراء مسابقة بين أطفال إحدى القبائل البدائيّة التي لم تصلها "الحضارة" بعد ! وضعَ سلةً من الفاكهة اللذيذة وحبات الشوكولا الفاخرة عند جذع شجرة، ثم قال لهم : الآن اركضوا ومن يصل أولاً إلى السلة سيحصلُ عليها وحده !
وكم كانتْ دهشته عظيمة عندما رأى الأطفال قد أمسكوا أيدي بعضهم البعض، ومشوا بهدوء صفاً واحداً، حتى وصلوا إلى السلة معاً، وقاموا باقتسام محتوياتها !
وعندما سألهم عن السبب الذي دفعهم لفعل هذا بينما كان بإمكان واحد منهم أن يفوز بكل شيء ، قالوا له بصوت واحد " ubuntu / أوبونتو" ! وأوبونتو تعني بلغتهم "لا للأنانية"!
وعندما حاول أن يفهم ما الذي عنوه بالضبط، قالوا له: كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيداً بينما الآخرون تعساء، أنا أكون لأننا نكون !
تعمدتُ أن أضع لفظة "الحضارة" بين قوسين في أول هذه المقالة، لأنها اُستخدمتْ استخداماً خاطئاً، فالأصل أن تكون المدنيَّة لا الحضارة !
المدنيَّة تشمل المخترعات المادية، من وسائل اتصالات، وطرق مواصلات، وأدوية، وناطحات سحاب، الخ ...
أما الحضارة فتشمل القيم والمعتقدات !
لهذا فإنَّ كثيراً من المجتمعات البشرية اليوم متمدنة بشكلٍ رهيب، ولكنها متحضرة بشكل مُخزٍ !
أية حضارة هذه التي تقوم فيها الدول العظمى بتأجيج الصراعات، وإشعال الحروب وإطالة أمدها بمنع الهُدنات والصلح الذي يجعلها تضع أوزارها، من أجل الاستمرار ببيع السلاح للأطراف المتحاربة !
أية حضارة حين تأكل بالشوكة والسكين في قصر الإليزيه ثم تسرق خيرات بلدان إفريقية ما زلتَ تديرها على أنها مستعمرات !
أية حضارة حين يبكي الداخلون إلى دار الأوبرا في أمريكا لمنظر قطة تُداس في الشارع ولا يذرفون دمعة على آلاف الأبرياء الذين يسحلهم المارينز على امتداد هذا الكوكب !
أية حضارة حين تحتل " إسرائيل " المركز السادس عالميا في النزاهة، وهي كدراكولا تعيشُ على شرب دماء أطفال فلسطين !
هذا العالم متمدن، نعم ! لا أحد يستطيع أن يُنكر هذا، أما كونه متحضراً فهذه مسألة فيها نظر ! إن امتلاك أحدنا آخر جهاز آيفون لا يجعل منه إنساناً محترما ! ما يجعله محترماً ما في قلبه وعقله لا ما في يديه ! وعليه وسِّعْ الدائرة، وقِسْ حال الدُول !
إن أطفال القبيلة البدائية في القصة، أعظم حضارة وإنسانية من ثلاثة أرباع هذا العالم المتمدن !
-أدهم شرقاوي-
قرأتُ البارحة قصةً أثارتْ إعجابي جداً، تقول القصة:
قام أحد علماء الأنثروبولوجيا بإجراء مسابقة بين أطفال إحدى القبائل البدائيّة التي لم تصلها "الحضارة" بعد ! وضعَ سلةً من الفاكهة اللذيذة وحبات الشوكولا الفاخرة عند جذع شجرة، ثم قال لهم : الآن اركضوا ومن يصل أولاً إلى السلة سيحصلُ عليها وحده !
وكم كانتْ دهشته عظيمة عندما رأى الأطفال قد أمسكوا أيدي بعضهم البعض، ومشوا بهدوء صفاً واحداً، حتى وصلوا إلى السلة معاً، وقاموا باقتسام محتوياتها !
وعندما سألهم عن السبب الذي دفعهم لفعل هذا بينما كان بإمكان واحد منهم أن يفوز بكل شيء ، قالوا له بصوت واحد " ubuntu / أوبونتو" ! وأوبونتو تعني بلغتهم "لا للأنانية"!
وعندما حاول أن يفهم ما الذي عنوه بالضبط، قالوا له: كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيداً بينما الآخرون تعساء، أنا أكون لأننا نكون !
تعمدتُ أن أضع لفظة "الحضارة" بين قوسين في أول هذه المقالة، لأنها اُستخدمتْ استخداماً خاطئاً، فالأصل أن تكون المدنيَّة لا الحضارة !
المدنيَّة تشمل المخترعات المادية، من وسائل اتصالات، وطرق مواصلات، وأدوية، وناطحات سحاب، الخ ...
أما الحضارة فتشمل القيم والمعتقدات !
لهذا فإنَّ كثيراً من المجتمعات البشرية اليوم متمدنة بشكلٍ رهيب، ولكنها متحضرة بشكل مُخزٍ !
أية حضارة هذه التي تقوم فيها الدول العظمى بتأجيج الصراعات، وإشعال الحروب وإطالة أمدها بمنع الهُدنات والصلح الذي يجعلها تضع أوزارها، من أجل الاستمرار ببيع السلاح للأطراف المتحاربة !
أية حضارة حين تأكل بالشوكة والسكين في قصر الإليزيه ثم تسرق خيرات بلدان إفريقية ما زلتَ تديرها على أنها مستعمرات !
أية حضارة حين يبكي الداخلون إلى دار الأوبرا في أمريكا لمنظر قطة تُداس في الشارع ولا يذرفون دمعة على آلاف الأبرياء الذين يسحلهم المارينز على امتداد هذا الكوكب !
أية حضارة حين تحتل " إسرائيل " المركز السادس عالميا في النزاهة، وهي كدراكولا تعيشُ على شرب دماء أطفال فلسطين !
هذا العالم متمدن، نعم ! لا أحد يستطيع أن يُنكر هذا، أما كونه متحضراً فهذه مسألة فيها نظر ! إن امتلاك أحدنا آخر جهاز آيفون لا يجعل منه إنساناً محترما ! ما يجعله محترماً ما في قلبه وعقله لا ما في يديه ! وعليه وسِّعْ الدائرة، وقِسْ حال الدُول !
إن أطفال القبيلة البدائية في القصة، أعظم حضارة وإنسانية من ثلاثة أرباع هذا العالم المتمدن !
-أدهم شرقاوي-