تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انتقادات أهل السنَّة للزمخشري


*عبدالرحمن*
2019-03-04, 15:36
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


انتقادات أهل السنَّة على " تفسير الكشاف " للزمخشري

السؤال

إنني أريد أن أعلِّم ابني وابنتي اللغة العربية ، كما أنهما يريدان أن يدرسا الدراسات الإسلامية ويريدان أن يبدآ بتعلم اللغة العربية ، كما أنهما يحفظان بعض القرآن والحمد لله

وهنا في الولايات المتحدة يوجد برنامج يقدمه مركز " البينة " عبارة عن دورة مكثفة من عشرة أشهر لتعلم اللغة العربية ، وما يقلقني هو تحريف العقيدة إذا ما أرسلت أطفالي لأي من هذه البرامج

وقد وجدت أن مثل هذه البرامج تقوم بتعليم كتابين لفتا انتباهي ، أحد هذه الكتب قمتم بحظره على موقعكم " صفوة التفاسير " ، ولكن لدي سؤال عن الكتاب الثاني وهو " الكشاف " للزمخشري

وقد وجدت أنه من أئمة المعتزلة ولم أجد أكثر من ذلك

هل يمكنكم - يا شيخنا - أن ترشدوني إذا ما كان هذا الكتاب يجوز التعلم منه في هذا المركز أم عليَّ أن أمنع أولادي من الذهاب إلى هناك

كما أن ابني يود الذهاب لجامعة " المدينة "

هل يمكنكم أن تخبروني بجامعات أخرى غير جامعة " المدينة " يمكن لابني أن يذهب إليها تتناول العقيدة الصحيحة وتعلم العربية .

الجواب

الحمد لله

أولاً:

قد أحسنت غاية الإحسان في اهتمامك بأولادك وبسعيك لانتقاء مواد التدريس لتكون متوافقة مع منهج أهل السنَّة ، وهذا من النصح الذي أمرك الله تعالى تجاه من ولاَّك مسئوليتهم .

ثانياً:

الزمخشري صاحب تفسير " الكشّاف " نسبة إلى " زَمَخْشَر " وهي قرية كبيرة من قرى " خوارزم " ، واسمه محمود ، وكنيته أبو القاسم ، توفي عام 538 هـ

وهو من دعاة الاعتزال الكبار ، والمعتزلة فرقة مبتدعة من أبرز عقائدها : القول بخلق القرآن

وبنفي رؤية الله تعالى يوم القيامة ، والقول بتعطيل الصفات ، والقول بتخليد مرتكب الكبيرة في النار في الآخرة إذا لقي الله تعالى ولم يتب منها أو لم يقم عليه الحد في الدنيا ، وغير ذلك من أقوال الضلال .

قال الذهبي رحمه الله : " الزمخشري ، العلامة ، كبير المعتزلة ، أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الزمخشري الخوارزمي النحوي ، صاحب " الكشاف " و " المفصل " – في النحو - .
... .
وكان داعية إلى الاعتزال ، الله يسامحه "

انتهى مختصراً من "سير أعلام النبلاء" (20/151 – 156) .

ثالثاً :

كتاب الزمخشري " الكشاف " هو في تفسير القرآن

ولأهل السنَّة عليه ملاحظات كثيرة ، أبرزها
:
1. نشر عقائد المعتزلة من خلال التعسف في فهم الآيات القرآنية .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وأما " الزمخشري " فتفسيره محشو بالبدعة وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن ، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد ، وغير ذلك من أصول المعتزلة .

.. وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها ولا لمقاصده فيها ، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ، ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (13 /386 ، 387) .

وقال الذهبي رحمه الله

– في ترجمة الزمخشري -

: " صالح ، لكنه داعية إلى الاعتزال أجارنا الله , فكن حذراً من " كشَّافه "

انتهى من "ميزان الاعتدال" (4/78) .

2. إنكار قراءات صحيحة مشهورة .

قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله :

" وهذا على عادته في تغليط القراء وتوهيمهم "

انتهى من "تفسير البحر المحيط" (2 /225) .

3. التعرض لمقام النبي صلى الله عليه وسلم بالسوء .

فعند قوله تعالى ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) التوبة/ 43 :

قال الزمخشري : ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ ) كناية عن الجناية ؛ لأن العفو رادف لها ، ومعناه : أخطأت وبئس ما فعلت ! .

" تفسير الكشاف " (2 /261) .

قال أبو حيان الأندلسي رحمه الله :

" وكلام الزمخشري في تفسير قوله ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) مما يجب اطراحه ، فضلاً عن أن يذكر فيردّ عليه "

انتهى من "تفسير البحر المحيط" (5 /49) .

وقال الشيخ العلامة تاج الدين السبكي رحمه الله :

" واعلم أن الكشاف كتاب عظيم في بابه ، ومصنفه إمام في فنه ، إلا أنه رجل مبتدع متجاهر ببدعته ، يضع من قدر النبوة كثيرا ، ويسيء أدبه على أهل السنة والجماعة ، والواجب كشط ما فيه من ذلك كله .

ولقد كان الشيخ الإمام [ يعني : والده الإمام تقي الدين السبكي ] يقرئه ، فلما انتهى إلى الكلام على قوله تعالى في سورة التكوير : ( إنه لقول رسول كريم ) الآية أعرض عنه صفحا

وكتب ورقة حسنة سماها : سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف ، وقال فيها : قد رأيت كلامه على قوله تعالى : ( عفا الله عنك )

وكلامه في سورة التحريم في الزلة

وغير ذلك من الأماكن التي أساء أدبه فيها على خير خلق الله سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأعرضت عن إقراء كتابه حياء من النبي صلى الله عليه وسلم ، مع ما في كتابه من الفوائد والنكت البديعة .

فانظر كلام الشيخ الإمام الذي برز في جميع العلوم... في حق الكتاب الذي اتخذت الأعاجم قراءته ديدنها .

والقول عندنا فيه : أنه لا يسمح بالنظر فيه إلا لمن صار على منهاج السنة ، لا تزحزحه شبهات القدرية"

انتهى من "معيد النعم ومبيد النقم" (80-81) .

وقال الشيخ محمود شكري الألوسي رحمه الله :

" وكم لهذه السقطة في " الكشاف " من نظائر ، ولذلك امتنع من إقرائه بعض الأكابر ، كالإمام السبكي "

انتهى من "تفسير الآلوسي" (10 /109) .

4. كثرة الأحاديث الموضوعة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وكالزمخشري وغيرهم من المفسرين الذين يذكرون من الأحاديث ما يعلم أهل الحديث أنه موضوع "

انتهى من "منهاج السنة النبوية" (7 /91) .

وقال رحمه الله – أيضاً -

: " ومثل هذا لا يرويه إلا أحد الرجلين : رجل لا يميِّز بين الصحيح والضعيف والغث والسمين ، وهم جمهور مصنفي السيَر والأخبار وقصص الأنبياء كالثعالبي والواحدي والمهدوي والزمخشري ..

. وأمثالهم من المصنِّفين في التفسير ، فهؤلاء لا يعرفون الصحيح من السقيم ولا لهم خبرة بالمروي المنقول ولا لهم خبرة بالرواة النقله بل يجمعون فيما يروون بين الصحيح والضعيف ولا يميزون بينهما "

انتهى من "الرد على البكري" (1 /73) .

رابعاً :

فالذي ننصح به ترك دراسة كتاب " الكشَّاف " للزمخشري ؛ لما سبق بيانه من الانتقادات عليه

سواء في مركز " البيِّنة " أو غيره ، وإن كان المركز موثوقاً فيه فثمة بدائل تغني عن ذلك الكتاب وغيره من كتب البدعة والضلالة ، كتفسير ابن كثير وتفسير الشيخ السعدي ، فليعتنِ بتدريسها .

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

" ما هي كتب التفسير التي تنصحونني بقراءتها وخصوصاً لطلبة العلم ؟ مأجورين .

فأجاب :

كتب التفسير - الحقيقة - تختلف مشاربها ، فـ " تفسير ابن كثير " من أحسن التفاسير لكنه رحمه الله لا يعتني كثيراً باللغة العربية يعني : بالبلاغة وأوجه الإعراب وما أشبه ذلك

و " تفسير ابن جرير " وهو أصل تفسير ابن كثير أيضاً مطول ، وفي الآثار الواردة فيه ما هو غث وسمين ، فيحتاج إلى طالب علم يكون له معرفة بالرجال والأسانيد

وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كـ " تفسير الزمخشري " فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة ، وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها

لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ، ويكون قد استسلم لها فيضل

ولذلك أرى أن طالب العلم يأخذ " تفسير ابن كثير " ما دام في أول الطلب

أو " تفسير الشيخ عبد الرحمن بن سعدي " رحمه الله أو " تفسير أبي بكر الجزائري "

وهذا ما اطلعتُ عليه وقد يكون فيه تفاسير أخرى مثلها أو أحسن منها ، لكن هذا ما اطلعتُ عليه ، ثم إذا وفقه الله إلى علمٍ واسع وملَكةٍ قوية يدرك بها ما لا يدركه في أيام الطلب : فليراجع كل ما تيسر من التفاسير "

انتهى من "نور على الدرب" (شريط : 269) .

وأما بخصوص الجامعات الموثوقة : فاحرص على مراسلة " الجامعة الإسلامية " في المدينة

أو " جامعة أم القرى " في مكة

أو " جامعة الإمام محمد بن سعود " في الرياض

أو " جامعة القصيم " في القصيم ، وفي كلٍّ خير إن شاء الله .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد