المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفة تأمل و محاسبة


*عبدالرحمن*
2019-01-14, 18:59
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


يا من تخاف الله عز وجل:

• تذكر قبل أن تعصي:

أن الله سبحانه يراك ويعلم ما تخفي وما تعلن، فانه "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".

• تذكر قبل أن تعصي:

أن الملائكة تحصي عليك جميع أقوالك وأعمالك وتكتبها في صحيفتك، "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد".

• تتذكر قبل أن تعصي:

لحظة الموت وخروج روحك وهي تجذب جذبا شديدا حينها تتمنى أن تتوب إلى الله وتصلي وتقرأ القرآن، "والتفت الساق بالساق* إلى ربك يومئذ المساق".

• تذكر قبل أن تعصي:

القبر وعذابه وظلمته فهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حف النار فهناك لا أب شفيق ولا أم ترحم.

• تذكر قبل أن تعصي:

يوم يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة.

• تذكر قبل أن تعصي:

يوم تتطاير الصحف فآخذ كتابه بيمينه وآخذ كتابه بشماله.

• تذكر قبل أن تعصي

: يوم تدنو الشمس من الرؤوس قدر ميل ويعرق الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يصل العرق إلى كعبيه ومنهم من يصل إلى ركبتيه ومنهم من يصل إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما والعياذ بالله.

• تذكر قبل أن تعصي:

يوم تشهد عليك أعضائك بما عملت من خير وشر، "حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون".

• تذكر قبل أن تعصي

: يوم يقول المجرمون: "يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا".

• تذكر قبل أن تعصي:

يوم يؤتى بأناس من أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيؤخذ بهم ذات الشمال فيقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: <يارب أصحابي!> فيقال: <إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك>.

• تذكر قبل أن تعصي:

أنك سوف تعبر الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر عملك فإما أن تنجوا وإما أن تخطفك كلاليب جهنم والعياذ بالله. قال تعالى: "وان منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا".

• تذكر قبل أن تعصي:

وقوفك بين يدي الله عز وجل وليس بينك وبينه حجاب أو ترجمان فيذكرك بكل ذنب عملته.

• تذكر قبل أن تعصي:

عندما يقول العاصي يوم القيامة: "ي حسرتى على ما فرطت في جنب الله".

• تذكر قبل أن تعصي:

نار جهنم وبعد قعرها وشدة حرها وعذاب أهلها وهم يسبحون فيها على وجوههم.

• تذكر قبل أن تعصي:

أن الذنوب تؤدي إلى قلة التوفيق وحرمان العلم والرزق وضيق الصدر وقصر العمر وموت الفجأة وذهاب الحياء والغيرة وأعظم عقوباتها أنها تورث القطيعة بين العبد وربه وإذا وقعت القطيعة

انقطعت عنه أسباب الخير واتصلت به أسباب الشر.

و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-17, 14:48
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


https://f.top4top.net/p_1112pmoq81.jpg (https://up.top4top.net/)

https://c.top4top.net/p_1112kwqd21.jpg (https://up.top4top.net/)

https://a.top4top.net/p_111266qd91.jpg (https://up.top4top.net/)

https://d.top4top.net/p_11126vymq1.jpg (https://up.top4top.net/)

https://a.top4top.net/p_11127nvam1.jpg (https://up.top4top.net/)

https://d.top4top.net/p_1112gatuc1.jpg (https://up.top4top.net/)

https://c.top4top.net/p_1112sr0xt1.jpg (https://up.top4top.net/)
.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

*عبدالرحمن*
2019-01-19, 14:57
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


ساعة لعلها خير ساعات عمرك

جرّبوا وستدعو لي

كنت أتابع محاضرة قيمة للأستاذ عمرو خالد في التلفاز

كنت مشدودا مع حديثه الشائق عن التوبة والتائبين غير أن قضية محددة وردت في خاتمة الكلام

كانت أشبه بمسك الختام بالنسبة لي

هذه القضية استوقفتني طويلا

بعد أن هزتني كثيرا

طرح الأستاذ عمرو خالد القيام بتجربة وأخذ يؤكد أن لها ما بعدها في استجاشة الرغبة الشديدة في التوبة والإقبال على الله

وقررت أن اقدم على هذه الخطوة وانفردت بنفسي في حجرتي

وأحضرت ورقتين وقلماً

وكتبت في رأس الأولى :

قائمة بنعم الله عليّ ..

وكتبت في راس الثانية :

قائمة بما فعلت من معاصي وزلات وذنوب

وبدأت أكتب ما أتذكره من نعم الله علي في ذات نفسي فيما حولي مما تتعلق به حياتي

وشرعت أكتب وأكتب

وأنا أرى نعم الله تتوالد أمام عيني كلما كتبت نعمة تولدت عنها نعمة تتعلق بها أو تقوم عليها ومما كتبته

نعمة العقل .. والذاكرة ..

والقدرة على التحليل واستخلاص النتائج ..

والبراعة في عرض الأفكار ..

وحسن الكلام والبيان الجيد المؤثر في كثير من الأحيان

.. ومجرد اللسان نعمة كبرى .

ونعمة البصر ..

وعدم الحاجة إلى استخدام نظارة نعمة أخرى ..

ونعمة القراءة والكتابة .. وهكذا

واكتملت الورقة الأولى

ولم يكتمل شريط العرض لاستعراض نعم الله علي

وسحبت ورقة أخرى ، وواصلت تدوين النعم

نعمة الوجود أصلا . نعمة الصحة والسلامة البدنية وكمال الأعضاء نعمة العلم

والقدرة على التعليم نعمة الشم والسمع والحركة

الخ الخ

وإذا بي أقف عاجزاً بعد أن أكملت الورقة الثانية مما أتذكره من نعم الله

ولقد رأيت نفسي أشبه بالغريق في خضم بحر عظيم

واكتفيت بما كتبت

وأنا أردد

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ

وانتقلت إلى القائمة الثانية وقلبي لحظتها قد بدأ يهتز وهو مملوء بشعور الحياء من الله

وشرعت أكتب ما أتذكره مما عملت من ذنوب ومعاصي وزلات التي اغترفتها ولا أزال متلطخا بكثير منها

وكذلك لم أنس أن أكتب ما ابتليت به من التقصير في الإقبال على الفرائض ، والتكاسل عنها ومما كتبته :

خطايا باللسان كثيرة .

. من غيبة وسخرية بالناس

وكذب وهذر قول في سفساف الأمور .

. وخطايا بالعين من نظر لا يحل إلى أمور لا يرضى عنها الله .

. ومتابعة لساعات لما ضره أكثر من نفعه ...

وخطايا بالأذن من سماع من كرهه الله ولا يحبه كالاستماع إلى الأغاني ..

ومنها : صور كثيرة من عقوق الوالدين .. ونحو هذا كثير

وكتبت وكتبت وكتبت

وإذا بهذه الأخرى تتوالد كأنها الدود

وهالني أني رأيت هذا الزحم من الهفوات والزلات والمخالفات

وشرعت اسحب ورقة أخرى لأواصل رحلة البحث

وإذا بي أمام قائمتين على طرفي نقيض تماماً

أما الأولى

فنعم منهمرة متدفقة تقوم عليها حياتي كلها

نعم تغمرني من مفرق رأسي إلى أخمص قدمي ، ومن فوق ومن تحتي

وفي من حولي مما يتعلق به أمري ومن لحظة ولادتي إلى يوم الناس هذا

أعطاني كل ذلك بلا سؤال مني ، لعلمه هو بما ينفعني

وأما الثانية :

فقائمة يطأطئ لها الرأس حياء

قائمة سوداء حالكة كلها خطايا وذنوب وآثام وزلات وهفوات وقصور وتقصير وجرأة على الله تعالى

ولم اشعر إلا بدمعات تنساب على خدي وأنا أعيد النظر متأملا هذه تارة وهذه تارة

وتذكرت الحديث الشريف الذي يقول فيه الله سبحانه

إني والأنس والجن في نبأ عجيب .. أخلق ويعبد غيري ، وارزق ويُشكر سواي ، خيري إليهم نازل ، وشرهم إلى صاعد ، أتحبب إليهم بالنعم ، وأنا الغني عنهم ، و يتبغضون إليّ بالمعاصي ، وهم أحوج ما يكونون إليّ

عندها شعرت بموجة غامرة من الحياء تغمرني من الله سبحانه

بل شعرت بهيجان مشاعر حب جارف لله جل جلاله

وكيف لا يحبه قلبي وهو يتعامل معي على هذه الشاكلة العجيبة

وأنا أتعامل معه على هذه الشاكلة الغريبة

ودخلت معي نفسي في سلسلة عتاب

ثم كانت القشة التي قصمت ظهر البعير

قفزت إلى ذهني خاطرة جعلتني أجهش بالبكاء

تذكرت كيف أتعامل مع أبنائي

كيف أني أرى بأني قائم بأمرهم كله

ومن ثم فعليهم طاعتي

وعدم مخالفتي

وأني لا أتحمل ما يفرط منهم من مخالفات

فأنزل بأحدهم عقابا يناسبه ..! بل أحيانا بما لا يناسبه !! وإنما هي فورة غضب عارمة

وقلت لنفسي : فكيف لو عاملني الله بما أعامل به أبنائي

كيف لو عاقبني على كل مخالفة أقع فيها ... إذن لأهلكني منذ زمن

وأيقنت أن الله يحب عباده أشد من حب الوالدين لأبنائهما

فكيف لا يحبه العباد سبحانه اشد الحب وأعلاه وأعظمه

حقا ساعة خلوت فيها مع الله لأقوم بهذه التجربة

لكنها كانت خير ساعات عمري

لقد خرجت منها وقلبي يمور بمشاعر متباينة

الخوف والرجاء والحياء والحب

الخوف

من سوء الخاتمة بسبب هذه الأوزار والآثام والهفوات والزلات

والرجاء

لأن من أنعم ابتداء ، سينعم انتهاء .. ومن أعطى بلا سؤال

لن يبخل مع السؤال والإلحاح فيه

والحياء

من رؤية هذا الحشد من المعاصي والذنوب . في مقابل تلك النعم التي لا تزال تتوالى

والحب

لأنه يستحق أن يمتلئ القلب بحبه جل جلاله

يا لها من ثمرات رائعة وجليلة أثمرتها تلك الجلسة مع الله

وقد قال علماؤنا : أن ذرة من أعمال القلوب تعدل أمثال الجبال من أعمال الجوارح

فلله الحمد

رب العالمين

ثم قلت وأنا أبتسم : وهذه وحدها من أعظم نعم الله علي

وعندها خررت ساجدا وأنا أبكي ، وأنا أردد :

املأ قلبي بحبك .. املأ قلبي بحبك .املأ قلبي بحبك .... يا رب..

يااااااااااااارب ... ياااااااااااارب

المصدر احد وسائل الدعوة

شبكة أنا المسلم

*عبدالرحمن*
2019-01-22, 14:49
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


أخي الحبيّب تَذَكّـر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

أخي الحبيب:

كلنا ذوو ذنب وكلنا ذوو خطيئة

وكلنا ذوو معصية، قال صلى الله عليه وسلم: " كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"

والإنسان بطبعه ضعيف الإرادة، وقد تغلبه نفسه، ويضعف أمام الشهوات والمغريات، ويميل إلى المعصية فتذكر قبل ارتكاب المعصية أن الله يراك ومطلع عليك؛ فهو العليم الخبير، وهو السميع البصير

قال ـ تعالى ـ: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}[البقرة:77]

ويسمع كلامك، ويرى مكانك، ويعلم سرك ونجواك،فهو ـ سبحانه ـ معك بعلمه وإطلاعه،

فاحذر كل الحذر أن تجعل الله أهون الناظرين إليك.

إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل
*** خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحـسبـن الله يغــفل ســـاعـة
*** ولا أن مـا تخفي عليه يغيب

واحــذر أيضاً أن تـكون ممن يراقبون العـباد، وينـسون رب العباد، يخشون الناس، وينسون رب الناس

قال ـ تعالى ـ:{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ} [النساء:108]

يستعظمون نظر المخلوق على هوانه، ويستخفون بنظر الخالق مع علو شأنه.

فيا من تعصي الله ، أي أرض تقلك وأي سماء تظلك إلا أرض الله وسماؤه، وأي مكان يحميك من أن يراك الله ويطلع عليك وينظر إليك فـهو ـ تعالى

يراك، فـاجعل لـه في قـلبك وقاراً، وإذا حدثتك نفسك بالمعصية أيا كانت هذه المعصية فقل لها: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق:14]

أخي الحبيب:

قبل أن تعصي الله تذكر من أنت. من أنت أيها المسكين حتى تعصي إله الأولين والآخرين ورب العالمين ؟ من أنت أيها الضعيف الذي لا تملك لنفسك نفعاً، ولا ضراً، ولا حولاً

ولا طولاً حتى تعصي القوي العـزيز الذي خـضع لـه كل شيء

وملأت كل شيء عظمته، وقهر كل شيء ملكه، وأحاطت بكل شي

قدرته، تذكر من أنت ومن هو العظيم الذي تعصيه، وأنت فقير محتاج إليه؟

وبقدر ما يعظم قدر الله في قلبك يعظم مكانك عنده قال ـ تعالى ـ: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}[الحج:30]

أخي الحبيب:

قبل أن تعصي الله تذكر نعمه الكثيرة عليك {يَا أَيُّهَا الْأِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ*الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} [الانفطار:7،6]

خلقك الله من عدم، وشفاك من سقم، وأسبغ عليك وافر النعم، أطعمك من جوع وكساك من عري، وأرواك من ظمأ قال ـ تعالى ـ: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الْأِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}[ابراهيم:34]

فكيف يا عبد الله تبدل نعمة الله كفراً؟! وفضله وجوده عليك جحوداً ونكراً ؟!

كيف تقابل الإحسان بالنكران؟!

والعطايا بالخطايا؟!

كيف تعصي الله وأنت تتقلب في نعمه؟

وهل تعصيه إلا بنعمه؟

فبأي وجه تلقى الله وقد أعطاك ومنحك وأكرمك ووهبك هذه النعم ثم تأتي وتعصيه بها؟!

أما تخاف من عقابه؟

وتجزع من عذابه وهو القادر على أن يسلبها منك كيفما شاء ومتى شاء، فكم من نعمة أسبغها الله صاحبها فبدلها كفراً وأعقبها نكراً فكانت نهاية صاحبها خسراً: {ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}[سـبأ:17].

أخي الحبيب:

يا من تعصي الله تذكر أنك تعصي الله في ملكه، وفوق أرضه، وتحت سمائه، فهل ترضى أنت أن تعصي في بيتك وملكك وسلطانك؟! أما تخاف أن يطردك الله من رحمته ويحرمك من مغفرته بعد أن بارزته

في ملكه بمخالفة أوامره وارتكاب محارمه؟ أما تخاف أن يكون الرب المنتقم قد غضب عليك عندما تطاولت على حدوده، وقدمت مرادك على مراده، وقال: اذهب فبعزتي وجلالي

لا أغفر لك أبداً. تأكل وتشرب، وتضحك، وتفرح، وتمرح، والله من فوق سمواته وعرشه غاضب منك ساخط عليك؛ فويل لمن كان له الويل وهو لا يشعر!!

أخي الحبيب:

تذكر أن الله شديد العقاب، وأنه عزيز ذو انتقام، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، وأنه يغار إذا انتهكت محارمه، وما أهلك الأمم السابقة إلا أنهم تعدوا حدود الله

وانتهكوا حرماته، وبارزوه بالمعاصي، وما من مصيبة تلم بالعبد ولا عقوبة تقع عليه إلا بسبب بعض ذنوبه ومعاصيه، ولو يؤاخذ الله العبد بكل سيئاته {مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ}[النحل:61] ولكنه

سبحانه ـ أهل التقوى وأهل المغفرة.. وما أكثر أولئك الذين اعتمدوا على رحمة الله ـ تعالى ـ وعفوه وكرمه وجوده فضيعوا أوامره، وارتكبوا نواهيه

ونسوا أنه أيضاً شديد العقاب، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب، فهو كالمعاند

لأن حسن الظن بالله ورجاء العفو والمغفرة تنفع من تاب، وندم، وأقلع عن الذنب، وبدل السيئة بالحسنة، أما من يرجو رحمة الله وهو لا يطيعه ولا يتمثل أمره فهذا من الخذلان والحمق.

ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها
*** إن السفينة لا تجري على اليبس

وإن من أعظم الاغترار طلب دار المتقين المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، ويستحيل في حق الله العادل أن يساوي بين البر والفاجر وبين المحسن والمسي

قال ـ تعالى ـ {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ}[الجاثـية:21] وقال ـ تعالى ـ {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[صّ: 28].

أخي الحبيب:

تذكر يوم تشهد عليك الشهود وتفضحك فيه الجوارح والجلود! فأين يكون مهربك؟

وإلى أين يكون الملتجأ؟

والشهود منك والشهادة عليك، فتأمل يا مسكين!! تعصي الله بها ومن أجلها، وتذود عنها، ثم تأتي يوم القيامة تشهد عليك! وتذكر أيضاً المكان الذي عصيت الله فيه يأتي يوم القيامة شاهداً عليك، وتذكر أن الزمان شاهد عليك!

وتذكر أن الله أرصد لك وبك ملائكة كراماً يرونك من حيث لا تراهم، ويعلمون ما تقول وما تفعل:{يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}[الانفطار:12] ويوم القيامة يشهدون عليك،فأين المهرب من كل هؤلاء الشهود؟!

أخي الحبيب: تذكر الإحصاء والكتابة عندما يذوب قلبك كمـداً وحـزناً، وينحـرق أسفـاً ولوعـةً عندمـا تـنشر صحفك المطوية بأعمالك المخزية، أنت نسيتها، ولكن الدين لا ينسى قال ـ تعالى ـ: {أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوه} [المجادلة: 6].

لم ينسه الملكان حــــين نسيته
*** بل ســــجـــــلاه وأنت لاه تلعب

سترى هذه الأعمال حين تأتي ساعة الندم، حينما تذهب اللذات وتبقى الحسرات! حينما تذهب الشهوات وتبقى التبعات!
فتذكر كتاباً يبسط وينشر بين يديك، وكل ما فيه لك أو عليك، وتذكر أن كل لفظ تقوله

ولك فعل تفعله، ولك حركة تصدرها مسجلة عليك، وستراها يوم القيمة أمام ناضريك، فاعمل وقل ما يسرك أن تراه يوم أن تلقى الله يـــــــوم القيامـــــــــة.

أخي الحبيب:

تذكر الاستدراج من الله وأنه ـ سبحانه ـ يمهل ولا يهمل،فاحذر أن تكون من أولئك الذين أمدهم الله بالصحة والنعم وهم مقيمون على المعاصي والزلل ويحسبون أن لهم كرامة ومنزلة عنده

وهم سقطوا من عينه، وهانوا عليه، قال ـ تعالى ـ: {أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ} [المؤمنون:56،55] فلا يغررك من الله طول حلمه عليك

وستره إياك، فربما كان إمهاله لك مكراً بك واستدراجاً لك حتى تزداد بالإمهال إثماً فيزداد عذابك،واحذر أن يكون الله قد مكر بك في إحسانه لك فتناسيت، وأمهلك في غيك فتماديت، وسقطت من عينه فما دريت، ولا باليت.

تذكر الموت وسكرته ، والقبر وظلمته، والميزان ودقته، والصراط وزلته، والحشر وأهواله، تذكر يوم القيامة يوم الحسرة والندامة الذي تكون دعوى الأنبياء ـ وهم الأنبياء ـ في ذلك اليوم ((نفسي نفسي،لا أسألك إلا نفسي

اللهم سلم سلم)) فأي حال يكون حالك أنت؟ وأي مقال يكون مقالك في تلك اللحظات الرهيبة التي تأتي فيها تحمل وزرك الذي بارزت الله به ليلاً ونهاراً، سراً وجهارا،ً إنه موقف الذل والخزي

فبأي وجه تلقى الله، وأنت قد خالفت أوامره، وانتهكت حدوده، فهل أعددت الحجة، وجهزت الجواب للسؤال.

أخي الحبيب:

يا من تعصي الله، أن الله خلقك لغاية عظيمة ومهمة جسيمة، ولم يخلقك عبثاً، ولن يتركك سدى قال ـ تعالى ـ: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115]

وقال ـ تعالى ـ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذريات:56] وقد منحك الله الوقت، وأمهلك؛ حتى تتزود فيها من الطاعات، فإذا بك ويا للأسف تنقلب على وجهك، وتنكص على عقبيك

فتبارزه بالذنوب والمعاصي، وكلما طالت أيامك زادت آثامك، وعظمت ذنوبك، والديان لا ينسى، فاحذر أخي من أن تستمر في غيك ولهوك وإعراضك إلى أن ينقضي زمن المهلة، ويأتي زمن النقلة

ولا تصحوا إلا على صائح الموت يحدو، وهناك في موضع الندم ومكان الحسرة والألم عندما يهجم عليك الموت فينكشف عنك الغطاء، وتقبل على الآخرة بما فيها من الأهوال العظيمة وتكسب العبرات ترجو الرجوع ولا رجوع

قال ـ تعالى ـ: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون:99] ، فيا قبح الحال ويا بئس المآل.

أخي الحبيب:

تذكر أنك عندما عصيت الله كأنك قد انهزمت في المعركة، وخسرت الجولة مع أعدى أعاديك، ذلك العدو الذي لا يألو جهداً في أن يرديك في الهاوية

قال ـ تعالى ـ: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [صّ:83،82]

فهل تريد أن تكون من عباد الرحمن المخلصين، فتنعم ببرد الطاعة ورضا الرب، وتقاد إلى دار الجنان والسعادة والأمان ؟

أم ترغب في أن تكون من أتباع الشيطان، فتعيش في ظلمة المعصية، وتساق إلى دار العذاب والهوان والنيران؟

أخي الحبيب:

إن طريق الجنة محفوف بالمكاره، وهو عقبه كؤود ومرتقى صعب لا يتجاوزه إلا كل مخف من الذنوب والسيئات

فهل تريد الجنة وما فيها من النعيم وأنت على المعاصي مقيم؟!

وهل تريد سعادة الدنيا والآخرة وأنت متنقل من معصية إلى معصية؟

تصل الذنوب إلى الذنوب وترجى
*** درج الجنان بها وفوز العابد

ونـســيــت أن الله أخــــــــرج آدم
*** منها إلى الــدنيا بذنب واحـد

أخي الحبيب:

قد آن لك أن تقلع وتتوب من كل الذنوب، وأن تلتزم بالطاعة التي يعزك الله بها والتي فيها سعادتك في الدنيا والآخرة: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}[الحديد: 16]...

بلى والله قد آن.. قد آن.. قد آن.

عبداللطيف الغامدي


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين

ERTHCEROKO
2019-01-22, 17:44
بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير

الحضني28
2019-01-29, 11:32
السلام عليكم
ايها الاخ الكريم لاحظت ان ماتكتب لايعدو أن يكون تخويفا
وتهويلا كأن الله خلقنا ليعذبنا وفقط
اليس الحساب عن الاعمال؟!
كلمونا عن خطط عن خرائط للقيام بأعمال ناجحة
حدثونا عن مشروعات رائدة نؤديها لفائدة مجتمعاتنا
ولكم جزيل الشكر.

*عبدالرحمن*
2019-01-29, 14:51
بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-01-29, 15:05
السلام عليكم
ايها الاخ الكريم لاحظت ان ماتكتب لايعدو أن يكون تخويفا
وتهويلا كأن الله خلقنا ليعذبنا وفقط
اليس الحساب عن الاعمال؟!
كلمونا عن خطط عن خرائط للقيام بأعمال ناجحة
حدثونا عن مشروعات رائدة نؤديها لفائدة مجتمعاتنا
ولكم جزيل الشكر.

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

عليكم السلام و رحمه الله و بركاته

الخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر

لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه - عزَّ وجلَّ -

ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء

حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا، ويفوز بالنَّعيم في الآخرة

إذ إنَّ تغليب الخوف دون حاجةٍ إليْه يُفضي إلى القنوط

كما أنَّ تغليب الرَّجاء دون حاجة إليه يُفضي إلى الأمن المؤدِّي إلى التفريط.

وحدُّ الاعتدال في ذلك أن تُغلِّب جانبَ الخوْف عند الحاجة إليْه

وتغلِّب جانب الرَّجاء عند الحاجة إليه

فالمرء

عند كثْرة العصيان مع شدَّة الخوف يَحتاج إلى تغليب الرَّجاء على الخوْف

أمَّا العصيان مع الأمْن فصحابُه بِحاجةٍ إلى تغليب جانب الخوف على جانب الرَّجاء.

قال ابن القيِّم:

"ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ".

*عبدالرحمن*
2019-01-30, 14:35
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


العبادة بين الخوف والرجاء والمحبة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الخوف والرَّجاء للمؤمن كالجناحيْن بالنِّسبة للطائر، لكنَّه يطير بهما في سماء التعبُّد لربِّه - عزَّ وجلَّ - ولابدَّ من تَحقيق التَّكافؤ والتَّوازُن بين الخوْف والرَّجاء؛ حتَّى تستقيمَ حياة المؤمن في الدُّنيا

ويفوز بالنَّعيم في الآخرة؛ إذ إنَّ تغليب الخوف دون حاجةٍ إليْه يُفضي إلى القنوط، كما أنَّ تغليب الرَّجاء دون حاجة إليه يُفضي إلى الأمن المؤدِّي إلى التفريط.

وحدُّ الاعتدال في ذلك أن تُغلِّب جانبَ الخوْف عند الحاجة إليْه، وتغلِّب جانب الرَّجاء عند الحاجة إليه

فالمرءُ عند كثْرة العصيان مع شدَّة الخوف يَحتاج إلى تغليب الرَّجاء على الخوْف، أمَّا العصيان مع الأمْن، فصحابُه بِحاجةٍ إلى تغليب جانب الخوف على جانب الرَّجاء.

قال ابن القيِّم: "السَّلف استحبُّوا أن يُقَوِّي في الصِّحَّة جناح الخوْف على جناح الرَّجاء، وعند الخروج من الدُّنيا يقوِّي جناح الرَّجاء على جناح الخوْف، هذه طريقة أبي سليمان وغيره".

وقال: "ينبغي للقلْب أن يكون الغالب عليه الخوف، فإذا غلب الرجاء فَسَدَ".

وقال غيره: "أكمل الأحْوال اعْتدال الرَّجاء والخوف، وغلبةُ الحب؛ فالمحبَّة هي المرْكَبُ، والرَّجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه". اهـ.

قال حافظ الحكمي في "المنظومة الميميَّة في الوصايا والآداب العلمية":

وَاقْنُتْ وَبَيْنَ الرَّجَا وَالخَوْفِ قُمْ أَبَدًا
تَخْشَى الذُّنُوبَ وَتَرْجُو عَفْوَ ذِي الكَرَمِ

فَالخَوْفُ مَا أَوْرَثَ التَّقْوَى وَحَثَّ عَلَى
مَرْضَاةِ رَبِّي وَهَجْرِ الإِثْمِ وَالأَثِمِ

كَذَا الرَّجَا مَا عَلَى هَذَا يَحُثُّ لِتَصْ
دِيقٍ بِمَوْعُودِ رَبِّي بِالجَزَا العَظِمِ

وَالخَوْفُ إِنْ زَادَ أَفْضَى لِلقُنُوطِ كَمَا
يُفْضِي الرَّجَاءُ لأَمْنِ المَكْرِ وَالنِّقَمِ

فَلا تُفَرِّطْ وَلا تُفْرِطْ وَكُنْ وَسَطًا
وَمِثْلَ مَا أَمَرَ الرَّحْمَنُ فَاسْتَقِمِ

سَدِّدْ وَقَارِبْ وَأَبْشِرْ وَاسْتَعِنْ بِغُدُوْ
وٍ وَالرَّوَاحِ وَأَدْلِجْ قَاصِدًا وَدُمِ

فَمِثْلَمَا خَانَتِ الكَسْلانَ هِمَّتُهُ
فَطَالَمَا حُرِمَ المُنْبَتُّ بِالسَّأَمِ

وقد ذكر الله - تعالى - الخوف مقرونًا بالرجاء في كتابه الكريم في مواضع كثيرة

منها قول الله - جلَّ جلاله -: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلآخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلألْبَابِ} [الزمر: 9]

وقوله تعالى: {ٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ وَأَنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 98]، وقوله تعالى: {نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ*وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلألِيمُ} [الحجر: 49، 50].

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً} [الإسراء: 57]

وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90]، وكما في قوله - سبحانه -: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16].

وعن أنَسِ بنِ مالكٍ - رضي الله عنه -: أن النبي - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم - دخل على شابٍّ وهو في المَوْتِ، فقَالَ: ((كيف تَجِدُكَ؟)) قالَ: واللهِ يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَرْجُو اللهَ، وإنِّي أخَافُ ذُنُوبِي

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عليْه وسلَّم -: ((لا يَجْتَمِعَانِ في قَلْبِ عَبْدٍ في مِثْلِ هَذا الْمَوْطِنِ؛ إلاَّ أعْطَاهُ اللهُ ما يَرْجُو

وآمَنَهُ ممَّا يَخَافُ))؛ أخرجه التِّرمذي وقال: حسن غريب، والنسائي في "الكبرى"، وابن ماجه، وقال الألباني: حسنٌ صحيح "صحيح الترغيب والترهيب" (رقم 3383).

وفي الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((يقول الله - عزَّ وجلَّ -

: وعزَّتي، لا أجمع على عبدي خوفَين، ولا أجْمع له أمنَين، إذا أمِنَني في الدُّنيا، أخفتُه يوم القيامة، وإذا خافني في الدُّنيا، أمنته يوم القيامة))؛ رواه البيْهقي في "شعب الإيمان"، وصحَّحه الألباني.

عن أبي جحيفة - رضي الله عنْه - قال: قالوا: يا رسول الله، قد شِبت! قال: ((شيَّبتني هود وأخواتها))؛ رواه الطبراني وأبو يعلى، وقال الألباني: سندُه جيِّد (الصحيحة 955).

ولهذا قال السَّلف - رحِمهم الله - كلِمةً مشهورةً، وهي: "مَنْ عبدَ الله بالحبِّ وحده، فهو زنديق، ومَن عبدَه بالخوف وحْده، فهو حروريٌّ - أي: خارجي - ومَن عبدَه بالرَّجاء وحْده،

فهو مرجئ، ومن عبدَه بالخوف والحب والرَّجاء، فهو مؤمن موحِّد".

قال ابن القيم:

"القلب في سيره إلى الله - عزَّ وجلَّ - بمنزلة الطَّائر؛ فالمحبَّة رأسه، والخوف والرَّجاء جناحاه، فمتى سلِم الرَّأس والجناحان، فالطائر جيِّدُ الطيران، ومتى قطع الرأس، مات الطائر

ومتى فقد الجناحان، فهو عرضة لكل صائدٍ وكاسر".

وعلى التفصيل الذي ذكرنا يُحمل حال مَن غلَّب الخوف على الرَّجاء من سلفِنا الصَّالح، وكذلك من غلَّب الرجاء على الخوف.

وقد اختلفت عباراتُ العلماء في تعريف الخوف والرجاء:

• فقيل: الخوف توقُّع العقوبة على مجاري الأنفاس.

• وقيل: الخوف قوَّة العلم بِمجاري الأحكام.

• وقيل: الخوف هَرَبُ القلب من حلول المكْروه عند استشعاره.

• وقيل: الخوف غمٌّ يلحق النفس؛ لتوقُّع مكروه.

أمَّا الرجاء فقد قال العلماء في حدِّه:

• الرجاء حادٍ يحدو القُلوب إلى بلاد المحبوب، وهو الله والدَّار الآخرة، ويُطَيِّب لها السير.

• وقيل: هو الاستِبْشار بِجود فضل الربِّ - تبارك وتعالى - والارتياح لمطالعة كرمه - سبحانه.

• وقيل: هو الثِّقة بجود الرب تعالى.

• وقيل: هو النَّظر إلى سعة رحمة الله.

وتفصيل ذلك في "مدارج السَّالكين" لابن القيم (1/507-513).

• قال أبو حفص عمر بن مسلمة الحدَّاد النيسابوري:

"الخوْف سِراجٌ في القلب، به يُبْصر ما فيه من الخيْر والشَّرِّ، وكل أحد إذا خفتَه هربْت منه، إلا الله - عزَّ وجلَّ - فإنَّك إذا خِفْتَه هربت إليه، فالخائف من ربِّه هارب إليه".

• وقال إبراهيم بن سفيان:

"إذا سكن الخوفُ القلوب، أحرق مواضع الشَّهوات منها، وطرد الدنيا عنها".

والآثار في ذلك عن السلف أكثرُ من أن تُحصى.

وليعلم أنَّ الخوف المحمود الصادق: هو ما حالَ بين صاحبه وبين مَحارم الله - عزَّ وجلَّ - فإذا تَجاوز ذلك، خِيفَ منْه اليأْس والقنوط.

قال أبو عثمان الحِيري:

"صِدْق الخوف هو الورع عن الآثام ظاهرًا وباطنًا".

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

"الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله".

هذا في جانب الخوف، أمَّا في جانب الرجاء، فالأخبار فيه كثيرة أيضًا، ومنها:

• قال البيهقي في "الشعب":

"قال بعضُ الحكماء في مناجاته: إلهي، لو أتانِي خبرٌ أنَّك غيرُ قابل دعائي، ولا سامع شكْواي

ما تركت دعاءَك ما بلَّ ريقٌ لساني، أين يذهب الفقيرُ إلا إلى الغني؟

وأين يذهب الذَّليل إلا إلى العزيز؟

وأنت أغنى الأغنياء، وأعزُّ الأعزاء يا رب".

• وقال بعض العبَّاد: "لمَّا علِمْتُ أنَّ ربِّي - عزَّ وجلَّ - يلي مُحاسبتي، زال عني حزني؛ لأنَّ الكريم إذا حاسب عبدَه تفضَّل".

• وقال ابن المبارك: جئتُ إلى سفيان الثَّوري عشيَّة عرفة، وهو جاثٍ على ركبتيه، وعيناه تهملان، فقلتُ له: مَن أسوأ هذا الجمْع حالاً؟ قال: الذي يظنُّ أنَّ الله لا يغفِر لهم.

وقد أجْمع العلماءُ على أنَّ الرَّجاء لا يصحُّ إلا مع العمل.

أمَّا ترْك العمل، والتمادي في الذنوب، اعتمادًا على رحمة الله، وحسْنِ الظنِّ به - عزَّ وجلَّ - فليس من الرَّجاء في شيء، بل هو جهل، وسفه، وغرور؛ فرحمة الله قريبٌ من المحسنين لا من المفرِّطين، المعاندين، المُصِرِّين.

قال ابن القيِّم في "الجواب الكافي" بشأن المتمادين في الذُّنوب؛ اتِّكالاً على رحمة الله: "وهذا الضَّرب في النَّاس قد تعلَّق بنصوص الرَّجاء، واتَّكل عليها، وتعلَّق بكلتا يديه

وإذا عوتب على الخطايا والانْهماك فيها، سرد لك ما يحفظه من سعة رحْمة الله، ومغفرته، ونصوص الرجاء، وللجُهَّال من هذا الضَّرب من النَّاس في هذا الباب غرائب وعجائب". اهـ.

وقال أيضًا: "فحُسْن الظَّنِّ إنَّما يكون مع انعِقاد أسباب النَّجاة، وأمَّا على انعقاد أسباب الهلاك، فلا يتأتَّى إحسان الظَّنِّ.

فإن قيل: بل يتأتَّى ذلك، ويكون مستندُ حسنِ الظنِّ سعةَ مغفرةِ الله، ورحمته، وعفوه، وجوده، وأنَّ رحمَتَه سبقت غضبَه، وأنه لا تنفعه العقوبة، ولا يضرُّه العفو.

قيل: الأمر هكذا، والله فوق ذلك أجلُّ وأكرم، وأجود وأرحم، وإنَّما يضع ذلك في محلِّه اللائق به؛ فإنَّه -

سبحانه - موصوف بالحكمة، والعزة، والانتقام، وشدَّة البطش، وعقوبة مَن يستحقُّ؛ فلو كان مُعَوَّلُ حسْنِ الظَّنِّ على صِفاته وأسمائِه، لاشتَرَك في ذلك البرُّ والفاجر

والمؤمن والكافر، ووليُّه وعدوُّه؛ فما ينفع المجرمَ أسماؤه وصفاته

وقد باء بسخطه وغضبه، وتعرَّض للعْنته، ووقع في محارمه، وانتهك حرماته.

بل حسن الظن ينفع مَنْ تاب، وندم، وأقلع، وبدَّل السيِّئة بالحسنة، واستقبل بقيَّة عمره بالخير والطاعة، ثم حسَّن الظَّنَّ بعدها؛ فهذا هو حسن الظَّنِّ، والأوَّل غرور، والله المستعان". اهـ.

أما المحبة، فهي

كما قال ابن القيم -:

"لا تُحَدُّ المحبةُ بحدٍّ أوضحَ منها؛ فالحدود لا تزيدها إلا خفاءً وجفاءً، فحدُّها وُجُودُها، ولا توصف المحبة بوصفٍ أظهرَ من المحبة.

وإنما يتكلم الناس في أسبابها، وموجباتها، وعلاماتها، وشواهدها، وثمراتها

وأحكامها؛ فحدودهم، ورسومهم دارت على هذه الستة، وتنوعت بهم العبارات، وكثرت الإشارات بحسب إدراك الشخص، ومقامه، وحاله، ومِلْكِهِ للعبارة ". اهـ.

ومما قيل في حد المحبة وتعريفها أنها:

• إيثار المحبوب على جميع المصحوب.

• موافقة الحبيب في المشهد والمغِيب.

• مواطأة القلب لمرادات المحبوب.

• سقوط كل محبة من القلب إلا محبة الحبيب.

• ميلك للشيء بكُلِّيَّتك، ثم إيثارك له على نفسك وروحك ومالك، ثم موافقتك له سرًّا وجهرًا، ثم علمك بتقصيرك في حبه.

وقيل غير ذلك، وراجعه في "مدارج السالكين"، و"روضة المحبين"، وكلاهما لابن القيم - رحمه الله.

واللهَ نسأل أن يوفِّقَكم لما يحب ويرضى

وأن يهيِّئَ لكم من أمْرِكم رشدًا

ويهدِيَنا وإيَّاكم سواء السَّبيل.

لشيخ د. علي ونيس

BAWSALA
2019-01-31, 02:31
Merci pour ces magnifiques conseils ^^

PowerOn
2019-01-31, 23:21
بارك الله فيك

alabakira
2019-02-01, 07:01
شكرا لك يالغالي

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 18:18
Merci pour ces magnifiques conseils ^^

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

Thanks for your good attendance like you
Always waiting for your perfume

God bless you
Praise God from us all the best

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 18:20
بارك الله فيك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 18:21
شكرا لك يالغالي


لحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

الشكر موصول لحضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-02-03, 18:35
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


5 وقفات لمن يريد النجاة

إن البلاد لا تعمر إلا بساكنيها , والدين لا يقوم إلا بأهله , ومتى قاموا به نصرهم الله مهما كان أعدائهم

, قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }

وإذا كان الدين لا يقوم إلا بأهله فإن علينا - أهل الإسلام وحملة لوائه – أن نقوم بأنفسنا أولاً , لنكون أهلاً للقيادة والهداية , ومحلاً للتوفيق والسداد .

وإن الأجدر بنا أن ننطلق من البداية فنتأمل في شبابنا وما هم عليه من أفكار وأعمال, كي ننمي منها ما كان صالحاً ونصلح منها ما كان فاسداً , لأن الشباب اليوم هم رجال الغد ,

وهم الأصل الذي ينبني عليه مستقبل الأمة فإذا صلح الشباب وهم الأصل , وكان صلاحاً مبنياً على دعائم قوية من الدين والأخلاق , فسيكون للأمة مستقبل زاهر , ولشيوخها خلفاء صالحون إن شاء الله .

تساؤلات ؟؟؟

هل تأملت هذا الرجل الذي احدودب ظهره وابيض شعره وتثاقلت خطاه وخارت قواه وسقط حاجباه , وتناثرت أسنانه ؟

فهو يقوم بصعوبة , ويجلس بصعوبة , وينام بصعوبة , ويصلي بصعوبة , وصوم بصعوبة , ويأكل بصعوبة ويشرب بصعوبة , ويقضي حاجته بصعوبة !!

هل تأملت هذا الرجل ؟ ألم يكن شاباً مثلك ؟

يعيش حياة الشباب .. ويسير سيرهم .. ويلهوا لهوهم .. ويلعب لعبهم .. لقد ظن هذا الرجل أن أيام الشباب طويلة وأن قوة الشباب قاهرة , وأن نظرة الشباب تزهو على الليالي والأيام!!

واليوم .. وبعد أن كبرت سنه , وضعف بنيانه , وتنوعت أسقامه , يبكي على ما ضاع من عمره في اللهو واللعب , يبكي على قوة الشباب التي ولت , وعلى نضرة الحيوية التي استبدلت بالكبر والشيخوخة

, ويتمنى أن يعود إليه شبابه وقوته ليصرفها في طاعة الله ومرضاته ..

ولكن ... ولكن ماذا ؟‍!

أظنك تعرف الجواب .. فأنت ذو عقل راجح ولسان طلق وعضلات مفتولة وقوة على التعبير بليغة , ولذلك اخترتك لتقرأ رسالتي هذه ..

إنها لك لا لغيرك , نعم أنت من أريد .. أنت .. أنت من أبحث عنه طويل السنين

.. أنت من أرق عيني التفكير فيه , ومن أوجل قلبي شفقة عليه .. اخترتك لأنك حفيد العزة , وصاحب ميدان الإباء والطموح , أنت الذي في قلبك شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء ..

أكتب لك هذه الكلمات من قلب مفعم بالحب لك وحدك .. كلمات هي قطرات دم , وآهات نفس , ودموع عين , وزفرات قلب ... ولتعلم العلم اليقين أن ما خرج من القلب وافق القلب ينتج الشيء الكثير ...

حديث الروح للأرواح يسري *** وتدركه القلوب بلا عناء

وقفات عجلى .. وكلمات حرى ... ليس لك جامع إلا أنك قارئها ... ومن ثم ...

الأولى : بدون عنوان ؟‍! ..

ما الذي جعل أبو طالب – عم رسول الله صلى الله عليه وسلم – خالداً مخلداً في ضحضاحٍ من النار بعد أن كان على قاب قوسين أو أدنى من الإسلام ؟!!

إن كنت تعرف الجواب فانتقل للوقفة الثانية .. حيث إنك قد فهمت المقصود وإلا فازدد علماً ..

إنه أخي المبارك – صديق السوء : أبو جهل - ‍عليه لعنة الله

وإن الأصدقاء على قسمين : صديق مخلص , وفي إذا احتجت إليه كان نعم العون , وإن استشرته كان نعم المشير , وإن رآك على انحراف بين لك الصواب والطريق ,

وإن جالسك كان نعم الجليس الصالح يمدك بالمعارف , ويحافظ على وقتك بما هو نافع , مزاياه أكثر من أن تعد قال تعالى :{ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ} [الزخرف :67]

والقسم الثاني : صديق الرخاء والسوء وهو من إذا رجا منك غرضاً أو حاجة كان لك الصديق الحميم , لسانه أحلى من العسل وقلبه قلب ذئب , يموه الحقائق فيقلب الحسن قبيحاً والقبيح حسناً ,

ويسير بك نحو الغواية والشقاية وهو متبرأ منك لا محالة , إن في الدنيا وإن في الأخرة ,

قال تعالى { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً } [الفرقان :27-28]

فاختر لنفسك ما تشاء إما عداوة براءة أو صداقة ملازمة ..

الثانية : وبكى إبليس !!

نعم بكى إبليس لما سمعها ويحق لك أن تأنس إذا سمعتها .

. لكن قبل أن تستأنس بها وتطير فرحاً معها ..

لا بد أن تأخذ على نفسك العهد – وهذا ديدنك – أن تعمل بها حتى تكون سعيداً ولا تفرط بما يسعدك ويسليك

... والآن جاء الموعد لتستمع لها ..

قال تعالى : {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران :135-136]

القضية باختصار أخي الشاب قرار جرئ وشجاع تتخذه , وبعد ذلك يتغير مجرى حياتك تلقائياً , ويهون ما بعده فهل تعجز عن اتخاذ هذا القرار ؟ لا أخالك كذلك وأنت الشاب الجريء في حياتك كلها ..

إن الوقت المناسب لاتخاذ هذا القرار هو هذه اللحظة .. إن أي تأخير في اتخاذ القرار الذي تجدد به حياتك وتصلح به أعمالك يعني بقائك على الشقاء والظلام ..

إن هذا القرار نقلة كاملة من حياة إلى حياة من الظلام إلى النور من التعاسة إلى السعادة من الضيق إلى السعة .. فبادر باتخاذ قرار التوبة وبسرعة لتبكي إبليس وحزبه ..

الثالثة : رأس المال ...

إن رأس مال المسلم في هذه الحياة هو الوقت , والوقت أنفس من المال وأغلى , وإليك الدليل: ولو أن محتضراً وضع أمواله جميعاً ليزاد في عمره يوم واحد .. هل يحصل له ذلك التمديد وتلك الزيادة ؟

ويكون تنمية رأس المال بحفظه فيما ينفع من تلاوة القرآن وقراءة الكتب النافعة وزيادة الأخوة في الله وصونه عما يضر من الملاعب والملاهي ثم مراقبة الله تعالى في جميع المجالات والأزمنة

والأمكنة فإن الله يراك ويسمعك ويعلم ما يكنه ضميرك وأنت مسئول عن وقتك في أي شيء قضيته والأوقات محدودة والأنفاس معدودة فاغتنم حياتك النفيسة

واحتفظ بأوقاتك العزيزة فلا تضيعها بغير عمل ولا تفرط بساعات عمرك الذاهب بغير عوض فإنك محاسب عليها ومسئول عنها ومجازى على ما عملت فيها ...

الرابعة : كن مساهماً ...

طالب الدنيا يساهم في كل فرصة مواتيه ولو بالقليل ...

ولا شك أن المساهمة في مجال الخير وفي كل أبوابه فضل عظيم وأجر كبير بالكلمة والعمل والمال فإنك لا تدري بماذا يغفر لك ؟ وماذا يقبل منك ؟

.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق

" ( رواه مسلم ) ويقول " اتقوا النار ولو بشق تمرة "(

رواه البخاري ومسلم )

ويقول :" إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرتفع بها درجات "

( رواه البخاري ).

الخامسة : نهاية المطاف ..

لعل خير ما نختم بها رسالتنا آية عظيمة تحكي رحلة .. وأي رحلة .. سفر وياله من سفر ..

هي قوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران:185] نعم أخي .

. إنها رحلتك إلى الدار الآخرة ..إنه السفر الذي نسأل الله أن تكون نهايته الجنة ..

أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه ..

من أخوكم المحب

رياض بن ناصر الفريجي

بـــيِسَة
2019-02-03, 19:54
سلام

كالعادة مقالات راقية في القمة

بركت على مجهوداتك و جعلها الله في ميزان حسناتك

ننتظر المزيد الاحسن

تحياتي

*عبدالرحمن*
2019-02-11, 13:57
سلام

كالعادة مقالات راقية في القمة

بركت على مجهوداتك و جعلها الله في ميزان حسناتك

ننتظر المزيد الاحسن

تحياتي

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك المميز مثلك
و مازلت في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-02-11, 13:58
جزاك الله كل خير.


الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و مازلت في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-02-11, 14:24
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


علامات و أسباب حسن الخاتمة و سوء الخاتمة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين:

أما بعد : -

أولاً : حسن الخاتمة

حسن الخاتمة هو: أن يوفق العبد قبل موته للتقاصي عما يغضب الرب سبحانه

والتوبة من الذنوب والمعاصي

والإقبال على الطاعات وأعمال الخير، ثم يكون موته بعد ذلك على هذه الحال الحسنة

ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله) قالوا: كيف يستعمله؟

قال: (يوفقه لعمل صالح قبل موته) رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الحاكم في المستدرك.

ولحسن الخاتمة علامات، منها ما يعرفه العبد المحتضر عند احتضاره، ومنها ما يظهر للناس.

أما العلامة التي يظهر بها للعبد حسن خاتمته فهي ما يبشر به عند موته من رضا الله تعالى واستحقاق كرامته تفضلا منه تعالى، كما قال جل وعلا: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة

ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) فصلت: 30

وهذه البشارة تكون للمؤمنين عند احتضارهم، وفي قبورهم، وعند بعثهم من قبورهم
.
ومما يدل على هذا أيضا ما رواه البخاري ومسلم في (صحيحيهما)

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فقلت: يا نبي الله! أكراهية الموت

فكلنا نكره الموت؟ فقال: (ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه) .

وفي معنى هذا الحديث قال الإمام أبو عبيد القاسم ابن سلام : (ليس وجهه عندي كراهة الموت وشدته، لأن هذا لا يكاد يخلو عنه أحد، ولكن المذموم من ذلك إيثار الدنيا والركون إليها

وكراهية أن يصير إلى الله والدار الآخرة)

وقال : (ومما يبين ذلك أن الله تعالى عاب قوما بحب الحياة فقال: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة واطمأنوا بها) يونس: 7

وقال الخطابي: (معنى محبة العبد للقاء الله إيثاره الآخرة على الدنيا، فلا يحب استمرار الإقامة فيها، بل يستعد للارتحال عنها، والكراهية بضد ذلك)

وقال الإمام النووي رحمه الله:

(معنى الحديث أن المحبة والكراهية التي تعتبر شرعا هي التي تقع عند النزع في الحالة التي لا تقبل فيها التوبة، حيث ينكشف الحال للمحتضر، ويظهر له ما هو صائر إليه)

أما عن علامات حسن الخاتمة فهي كثيرة، وقد تتبعها العلماء رحمهم الله باستقراء النصوص الواردة في ذلك، ونحن نورد هنا بعضا منها، فمن ذلك:

* النطق بالشهادة عند الموت، ودليله ما رواه الحاكم وغيره أن رسول صلى الله عليه وسلم قال : (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)

ومنها: الموت برشح الجبين، أي : أن يكون على جبينه عرق عند الموت، لما رواه بريدة بن الحصيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (موت المؤمن بعرق الجبين) رواه أحمد والترمذي.

* ومنها: الموت ليلة الجمعة أو نهارها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر).

* ومنها: الاستشهاد في ساحة القتال في سبيل الله، أو موته غازيا في سبيل الله، أو موته بمرض الطاعون أو بداء البطن كالاستسقاء ونحوه، أو موته غرقاً،

ودليل ما تقدم ما رواه مسلم في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تعدون الشهيد فيكم؟

قالوا: يا رسول الله ، من قتل في سبيل الله فهو شهيد، قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا: فمن هم يا رسول الله ؟

قال: من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد، والغريق شهيد).

* ومنها: الموت بسبب الهدم، لما رواه البخاري ومسلم عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله) .

* ومن علامات حسن الخاتمة، وهو خاص بالنساء : موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها أو هي حامل به، ومن أدلة ذلك ما رواه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن عبادة بن الصامت أنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبر عن الشهداء، فذكر منهم: (والمرأة يقتلها ولدها جمعاء شهادة، يجرها ولدها بسرره إلى الجنة) يعني بحبل المشيمة الذي يقطع عنه.

* ومنها الموت بالحرق وذات الجنب، ومن أدلته أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصنافاً من الشهداء فذكر منهم الحريق، وصاحب ذات الجنب: وهي ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع.

* ومنها: الموت بداء السل، حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه شهادة.

* ومنها أيضاً : ما دل عليه ما رواه أبو داود والنسائي وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من قتل دون ما له فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد) .

* ومنها: الموت رباطا في سبيل الله، لما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان) .

ومن أسعد الناس بهذا الحديث رجال الأمن وحرس الحدود براً وبحراً وجواً على اختلاف مواقعهم إذا احتسبو الأجر في ذلك .

* ومن علامات حسن الخاتمة الموت على عمل صالح، لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ختم له بها دخل الجنة) رواه الإمام أحمد وغيره.

* فهذه نحو من عشرين علامة على حسن الخاتمة علمت باستقراء النصوص، وقد نبه إليها العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه القيم (أحكام الجنائز).

* واعلم أخي الكريم أن ظهور شيء من هذه العلامات أو وقوعها للميت، لا يلزم منه الجزم بأن صاحبها من أهل الجنة، ولكن يستبشر له بذلك

كما أن عدم وقوع شيء منها للميت لا يلزم منه الحكم بأنه غير صالح أو نحو ذلك. فهذا كله من الغيب.

أسباب حسن الخاتمة

* من أعظمها: أن يلزم الإنسان طاعة الله وتقواه، وراس ذلك وأساسه تحقيق التوحيد، والحذر من ارتكاب المحرمات، والمبادرة إلى التوبة مما تلطخ به المرء منها، وأعظم ذلك الشرك كبيره وصغيره.

* ومنها: أن يلح المرء في دعاء الله تعالى أن يتوفاه على الإيمان والتقوى.

* ومنها: أن يعمل الإنسان جهده وطاقته في إصلاح ظاهره وباطنه، وأن تكون نيته وقصده متوجهة لتحقيق ذلك، فقد جرت سنة الكريم سبحانه أن يوفق طالب الحق إليه، وان يثبته عليهن وأن يختم له به.

8 أسباب لحسن الخاتمة

1- الاستقامة :

قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}

2- حسن الظن بالله :

عن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي )) رواه البخاري ومسلم .

3- التقوى :

قال تعالى : {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}

4- الصدق :

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}

5- التوبة :

قال تعالى : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}

6- المداومة على الطاعات

7- ذكر الموت وقصر الأمل

8- الخوف من أسباب سوء الخاتمة :

كالإصرار على المعاصي وتسويف التوبة وحب الدنيا .

* تم إضافة 8 أسباب لحسن الخاتمة من كتاب العقد الثمين لعيد العنزي

ثانياً : سوء الخاتمة

أما الخاتمة السيئة فهي: أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جل وعلا، مقيم على مسا خطه سبحانه، مضيع لما أوجب الله عليه

ولا ريب أن تلك نهاية بئيسة، طالما خافها المتقون، وتضرعوا إلى ربهم سبحانه أن يجنبهم إياها.

وقد يظهر على بعض المحتضرين علامات أو أحوال تدل على سوء الخاتمة، مثل النكوب عن نطق الشهادة -

شهادة أن لا إله إلا الله - ورفض ذلك، ومثل التحدث في سياق الموت بالسيئات والمحرمات وإظهار التعلق بها، ونحو ذلك من الأقوال والأفعال التي تدل على الإعراض عن دين الله تعالى والتبرم لنزول قضائه.

ولعل من المناسب أن نذكر بعض الأمثلة على ذلك:

فمن الأمثلة:-

* ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله (في كتابه: الجواب الكافي) أن أحد الناس قيل له وهو في سياق الموت: قل لا إله إلا الله، فقال: وما يغني عني وما أعرف أني صليت لله صلاة؟! ولم يقلها.

* ونقل الحافظ ابن رجب رحمه الله (في كتابة: جامع العلوم والحكم ) عن أحد العلماء، وهو عبدالعزيز بن أبي رواد أنه قال: حضرت رجلا عند الموت يلقن لا إله إلا الله، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول . ومات على ذلك

قال: فسألت عنه، فإذا هو مدمن خمر، فكان عبدالعزيز يقول: اتقوا الذنوب، فإنها هين التي أوقعته.

* ونحو هذا ما ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله أ، رجلا كان يجالس شراب الخمر، فلما حضرته الوفاة جاءه إنسان يلقنه الشهادة فقال له: اشرب واسقني ثم مات.

* وذكر الحافظ الذهبي رحمه الله أيضا (في كتابه: الكبائر) أن رجلا ممن كانوا يلعبون الشطرنج احتضر، فقيل له: قل لا إله إلا الله فقال: شاهك. في اللعب، فقال عوض كلمة التوحيد: شاهدك.

* ومن ذلك ما ذكره العلامة ابن القيم رحمه الله عن رجل عرف بحبه للأغاني وترديدها، فلما حضرته الوفاة قيل له: قل لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء ويقول: تاتنا تنتنا … حتى قضى، ولم ينطق بالتوحيد.

* وقال ابن القيم أيضا: أخبرني بعض التجار عن قرابة له أنه احتضر وهو عنده، وجعلوا يلقنونه لا إله إلا الله وهو يقول: هذه القطعة رخيصة

وهذا مشتر جيد، هذه كذا. حتى قضى ولم ينطق التوحيد نسأل الله العافية والسلامة من كل ذلك.

* وها هنا تعليق للعلامة ابن القيم رحمه الله نورد ما تيسر منه، حيث عقب على بعض القصص المذكورة آنفا، فقال: (وسبحان الله، كم شاهد الناس من هذا عبراً؟

والذي يخفى عليهم من أحوال المحتضرين أعظم وأعظم، فإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه، قد تمكن منه الشيطان، واستعمله فيما يريده من معاصي الله

وقد أغفل قلبه عن ذكر الله تعالى، وعطل لسانه عن ذكره، وجوارحه عن طاعته، فكيف الظن به عند سقوط قواه، واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزع؟

وجمع الشيطان له كل قوته وهمته، وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فرصته

فإن ذلك آخر العمل، فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت، وأضعف ما يكون هو في تلك الحال، فمن ترى يسلم على ذلك؟

فهناك: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) إبراهيم: 27 .

فكيف يوفق بحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره، واتبع هواه، وكان أمره فرطاً، فبعيد من قلبه بعيد عن الله تعالى غافل عنه

متعبد لهواه، أسير لشهواته،ولسانه يابس من ذكره، وجوارحه معطلة من طاعته، مشتغلة بمعصيته - بعيد أن يوفق للخاتمة بالحسنى) أ.هـ

* وسوء الخاتمة على رتبتين - نعود الله من ذلك: على القلب عند سكرات الموت وظهور أهواله: إما الشك وإما الجحود فتقبض الروح على تلك الحال وتكون حجابا بينه وبين الله، وذلك يقتضي البعد الدائم والعذاب المخلد .

* والثانية وهي دونها، أ، يغلب على قلبه عند الموت حب أمر من أمور الدنيا أو شهوة من شهواتها المحرمة، فيتمثل له ذلك في قلبه، والمرء يموت على ما عاش عليه، فإن كان ممن يتعاطون الربا فقد يختم له بذلك

وإن كان ممن يتعاطون المحرمات الأخرى من مثل المخدرات والأغاني والتدخين ومشاهدة الصور المحرمة وظلم الناس ونحو ذلك فقد يختم له بذلك، أي بما يظهر سوء خاتمته والعياذ بالله

ومثل ذلك إذا كان معه أصل التوحيد فهو مخطور بالعذاب والعقاب.

أسباب سوء الخاتمة

وبهذا يعلم أن سوء الخاتمة يرجع لأسباب سابقة، يجب الحذر منها.

* ومن أعظمها: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى:

* ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.

* ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.

* ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها ، فإن الإنسان إذا ألقت شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهود ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.

* وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: (إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة

قال تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان:29

* وسوء الخاتمة - أعاذنا الله منها - لا يقع فيها من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا

وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم ، فربما غلب ذلك عيه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ

اخوة الاسلام

لأجل ذلك كان جديرا بالعاقل أن يحذر من تعلق قلبه بشيء من المحرمات

وجديرا به أن يلزم قلبه ولسنانه وجوارحه ذكر الله تعالى، وأن بحافظ على طاعة الله حيثما كان، من أجل تلك اللحظة التي إن فاتت وخذل فيها شقي شقاوة الأبد.

الهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أعمارنا أواخرها، وخير أيامنا يوم نلقاك فيه

اللهم وفقنا جميعا لفعل الخيرات واجتناب المنكرات .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

خالد بن عبدالرحمن الشايع

*عبدالرحمن*
2019-02-14, 15:14
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


زفاف في الجنة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.

الحديث عن النعيم المقيم والإيمان الراسخ بالمنزل الكريم من الغفور الرحيم هو سلوة الأحزان، وحياء القلوب، وحادي النفوس، ومهيجها إلى القرب من ربها ومولاها.

الحديث عن النعيم والرضوان لا يسأمه الجليس، ولا يمله الأنيس، عزت دار الفردوس من دار، وجل فيها المبتغى والمرام، دار وجنان تبلغ فيها النفوس مناها، قصور مبنية طابت للأبرار

غرسها الرحمن بيده، وملأها برضوانه ورحمته، وموضع السوط فيها خير من الدنيا وما فيها.

اخوة الاسلام

المسلم في كل أحواله لا يفكر إلا بالجنان، يصلي من أجل رضا ربه ودخولها، يصوم الهواجر طلباً لها، يبذل الخير أينما كان من أجل أراضي الجنان، الصغير والكبير، الذكر والأنثى

الطائع والعاصي يتمنى أن تكون الجنة هي المقام، جعلها أناس نصب أعينهم يتذكرونها في أفراحهم وأحزانهم، وشغلهم وفراغهم

وفي سفرهم وإقامتهم، لأنهم قرءوا في كتاب ربهم { وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف:43]. وفي يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة، يقف العالم بأكمله وقفة ما أشدها من وقفة

وقفة تحمل الخوف والرجاء، والنور والظلام، تحمل الألم والأمل، إنها وقفة تحمل دعاء واحداً، اللهم سلم سلم.. اللهم سلم سلم. وبعد الفصل بينهم تعلن أسماء الفائزين والفائزات والخاسرين والخاسرات

{ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } [آل عمران:185]. تخيلوا أيها المؤمنون ذلك المؤمن كان في خوف وهلع، فيؤمر بدخول الجنان والخلود فيها

ويفرح بالنجاة من لهيب النار وحرها. ثم هاهو صاحبنا يطأ أرض الجنان، وينتقل في رياضها مع المتحابين، ويدخل حدائقها نزهة المشتاقين

وينظرُ لأول مرة إلى تلك الخيام اللؤلؤية وهي منصوبة على ضفاف الأنهار في أرض خضراء، ومناخ بهيج، ورائحة أزكى من المسك والزعفران، ثم يمعن النظر فيرى قصراً مشيداً به أنوار تتلألأ

وحوله فاكهةٌ كثيرةٌ لا مقطوعة ولا ممنوعة، تخيلوا أيها الأخوة شعور ذلك المؤمن في هذه اللحظات، ويعلم أنه خالد مخلد في ذلك النعيم.

اخوة الاسلام

مع الشعور الذي يجده ذلك المؤمن فثمة أمر ينتظره يسعد به سعادةً ويفرحه زيادةً زيادةً، فثمة أناس في الجنة خلقهن الله من أجل ذلك المؤمن وأمثاله، وزينتهن في أجمل زينة، لتزف إلى زوجها.

قال الله عنهن { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ } [الرحمن:56]

وقال عنهن: { كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } [الرحمن:58]، ووصفهن ربهن فقال: { كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ } [الواقعة:23]، ووصف نشأتهن وهيئتهن

فقال: { إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء } (35) { فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً } (36) { عُرُباً أَتْرَاباً } [الواقعة:35-37]

وجوههن جمعت الجمال الباطن والظاهر من جميع الوجوه، في الخيام مقصورات، وللطرف قاصرات، لا يفنى شبابها، لا يبلى جمالها، ولو اطلعت إحداهن على الدنيا لملأت ما بين السماء والأرض ريحاً،

وعطراً، وشذاً، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ما في النجوم من ضياء، راضيات لا يسخطن أبداً.

ناعمات لا يبأسن أبداً، خالدات لا يمتن أبداً، جميلة حسناء، بكر عذراء كأنها الياقوت، كلامها رخيم، وقدها قويم، وشعرها بهيم، وقدرها عظيم، وجفنها فاتر، وحسنها باهر، وجمالها زاهر، ودلالها ظاهر.

كحيلٌ طرفها *** عذبٌ نُطقُها

عجبٌ خلقها *** حسنٌ خُلُقُها

كثيرة الوداد عديمة الملل، أيها الاخوة جمالها لا تتخيله العيون، ورائحتها، وملبسها، وجمال كلامها لا يخطر على قلب. فتعلم هناك -

وهناك فقط - أن فيها ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر، وفي لحظات الجنان وبينما ذلك المؤمن ينعم ويمشي على بساط الجنة متنقلاً ما بين حدائقها، وخيامها

وأنهارها وإذا به ينظر نظرة أخرى لذلك القصر المشيد بأنواره المتلألئة وخضرته الناظرة، عندها يبشر المؤمن أن أقبل، فهذا قصرك، وداخله زوجتك تنتظرك منذ أن كنت في الدنيا

فينطلق إليها وتنطلق إليه في أجمل زفاف بينهم، السندس والإستبرق لباسهما، والذهب واللؤلؤ أساورهما، فتقبل إليه ونصيفها على كتفها خير من الدنيا وما فيها، فيعانق الحبيبان عناقاً لا تمله ولا يملها

ويجلسان في ظل ظليل بين الأشجار والرياحين، ومن حولهم أكواب موضوعة فيتبادلان كؤوس الرحيق المختوم، والتنسيم، والسلسبيل، وكأس من خمر لذة للشاربين، فيجلسان على تلكم البسط الحسان

ويتكئان على تلكم الوسائد المصفوفة، وتتوالى عليهم ومن بينهم المسرات، والخيرات، والإحسان، والمكرمات فيقولون: { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر:34].

إنه عرس زفاف في هدوء ورضا يغمره السلام، والإطمئنان، والود، والأمان، ويبلغهم ربهم السلام: { سَلاَمٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ } [يس:58] والملائكة يقولون لهم: { سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ } [الرعد:24].

في هذا الجو العابق وهم على الأرائك متكئون يرون أنهار الجنان تتدفق من بينهم، أنهار، من ماء ولبن، وأنهار من عسل مصفى، وأنهار من خمر لذة للشاربين. يرون فاكهة كثيرة فيأكلون، ولحم طير مما يشتهون فيتلذذون.

فأبدانهم متنعمة بالجنان، والأنهار، والثمار، وقلوبهم متنعمة بالخلود والدوام في جنة الرحمن.

بعد ذلك تطيب الجلسة بينهم على ضفاف أنهار العسل فيتبادلان أجمل الأحاديث والذكريات في حب ونظرات وأترككم مع ابن الجوزي، ليصف لكم جلسته وحديثه فيقول:

( إن الحور العين تقول: لولي الله وهو متكيء على نهر العسل وهي تعطيه الكأس وهما في نعيم وسرور أتدري يا حبيب الله متى زوجني الله إياك؟ فيقول: لا أدري

فتقول: نظر إليك في يوم شديد حره وأنت في ظمأ الهواجر فباهى بك الملائكة

وقال: انظروا يا ملائكتي إلى عبدي، ترك شهوته، ولذته وزوجته وطعامه وشرابه، رغبة فيما عندي، أشهدكم أني قد غفرت له. فغفر لك يومئذ وزوجني إياك ).

فيا سبحان الله بصيام يوم شديد حره يتلذذ ذلك المؤمن وزوجته على ضفاف أنهار العسل، فهذا زفت عروسه لصيامه، وآخر لخشيته لربه وإشفاقه، وتُزفُّ العروس لأصحاب القلوب المتعلقة بالمساجد

تُزفُّ العروس للمنفقين سراً وجهراً، تُزفُّ العروس أيها الإخوة للذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، تُزفُّ العروس لأهل القرآن الذين يرتقون في الجنان، تُزفُّ العروس للذين هم لفروجهم حافظون

ولأماناتهم وعهدهم راعون، تُزفُّ العروس لعيون طالما نفرت دموعها خشية من ربها، تُزفُّ لأجساد وقلوب وهبت نفسها لله، تُزفُّ لأهل التوبة والإستغفار

تُزفُّ العروس للعفيف المتعفف، والضعيف المتضعف، والمتواضع ذي الطمرين المدفوع بالأبواب، تُزفُّ العروس لتارك المراء ولو كان محقاً، وتارك الكذب ولو كان مازحاً، تُزفُّ لمن حسن خلقه

وكظم غيظه، وعفا عمّن ظلمه، تُزفُّ لمن أفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام، الله أكبر أهل الجنان والحور أقوام آمنوا بالله وصدقوا المرسلين: { وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } [الأعراف:43].

فيا خاطبَ الحسناءِ إن كنتَ باغياً
*** فهَذا زمانُ المهرِ فهو المقدمُ

وكن مبغضاً للخائنات لحبها
*** فتَحظى بها من دونهن وتنعمُ

وصم يومك الأدنى لعلك في غد
*** تفوزُ بعيدِ الفطرِ والناس صومُ

أخي:\ اختي

كلنا نريد أن تُزفَّ إلينا تلك العروس فلماذا تضيع من بين أيدينا بلذة ساعة ومتاع دنيا؟

محرومٌ محرومٌ من شرب الخمر في الدنيا وحرم نفسه شربها مع زوجته في الجنة، محرومٌ محرومٌ من انتهك الأعراض بالزنا وحرم نفسه التلذذ بالحور بالآخرة

محرومٌ محرومٌ من استمع إلى الغناء في الدنيا وحرم نفسه سماع غناء الأشجار مع زوجته في الجنان.

يقول ابن عمر رضي الله عنهما: ( والله لا ينال أحداً من الدنيا شيئاً إلا نقص من درجاته عند الله وإن كان عنده كريم ). ويقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر

: ( بقدر صعود الإنسان في الدنيا تنزل مرتبته في الآخرة )

وقبل ذلك يقول ربنا عز وجل: { مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً } [الإسراء:19،18].

اخوة الاسلام

الحور الحسان في الجنان تزفُّ إلى أفضل زوج لها بعد الأنبياء والصديقين إنه من باع نفسه من أجل الله، صاحب الدماء الطاهرة ذات الرائحة الزكية، إلى ذلك الرجل الذي يقبل على ربه بدمه الملون لون الدم

والريح ريح المسك، إنه الشهيد في سبيل الله تلكم العيون التي باتت تحرس وتجاهد في سبيل الله حتى بلغت المراد والمنى، ولن يجفّ دم شهيد حتى تتمتع عيناه بالحور الحسان.

أيها الأحبة:

فإليكم هذه القصة: في البصرة كان هناك نساء عابدات، وكان من بينهن أم إبراهيم الهاشمية توفي زوجها الصالح وترك لها إبراهيم فربّته أفضل تربية

حتى نشأ نشأة صالحة حتى أنَّ ولاة البصرة يتمنونه زوجاً لبناتهم، وفي يوم من الأيام أغار العدو على ثغر من ثغور الاسلام

فقام عبد الواحد بن زيد البصري خطيباً بالناس يحثهم على الدفاع عن الإسلام، وكانت أم إبراهيم تستمع إلى كلامه، وأخذ عبد الواحد يصف الحور الحسان فقال:

قادة ذات دلالٍ ومرح
*** يجد التائه فيها ما اقترح

زانها الله بوجهٍ جمعت
*** فيه أوصاف غريبات الملح

بدأ يصف اكثر واكثر، فماج الناس، وأقبلت أم إبراهيم فقالت له: يا أبي عبيد، أتعرف ولدي إبراهيم؟ رؤساء أهل البصرة يخطبونه لبناتهم، فأنا والله أعجبتني تلك الجارية

وأن أرضاها زوجاً لولدي فكرّرْ عليّ ما قلت من زصفها وجمالها، فقال عبد الواحد وزاد:

تولّد نورُ النُّور من نورِ وجهها
*** فمازج طيب الطيب من خالصِ العطرِ

فاشتاق الناس إلى الشهادة في سبيل الله، فقالت أم إبراهيم: يا أبا عبيد، هل لك أن تزوج إبراهيم تلك الجارية، فاتَّخذ مهرها عشرة آلاف دينار، ويخرج معك في هذه الغزوة، فلعل الله أن يرزقه الشهادة

فيكون شفيعاً لي ولأبيه يوم القيامة، فقال لها عبد الواحد: لأن فعلت لتفوزن أنت وزوجك فنادت ولدها إبراهيم من وسط الناس فقال لها لبيك يا أماه، فقالت: أي بني

أرضيت بهذه الجارية زوجة لك ببذل مهجتك في سبيل الله؟ فقال إبراهيم: أي والله يا أمي رضيت وأي رضا، فقالت: اللهم إني أشهدك أني قد زوجتُ ولدي هذا من هذه الحورية ببذل مهجته في سبيلك فتقبله مني يا أرحم الراحمين

ثم انصرفت فاشترت لولدها فرساً جيداً وسلاحاً، ثم خرج الجيش للقتال، وهم يرددون قول الله تعالى: { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } [التوبة:111].

فلما أرادت أم إبراهيم فراق ولدها أعطته كفناً وحنوطاً، وقالت له: أي بني إن أردت لقاء العدو فتكفّن بهذا الكفن وتحنّط بهذا الحنوط

وإياك أن يراك الله مقصراً في سبيله، ثم ضمّته إلى صدرها وقبّلته وقالت له: لا جمع الله بيني وبينك إلا بين يديه في عرصات القيامة، وارتحل الجيش، وودعت أم إبراهيم ولدها

قال عبد الواحد: فلما واجهنا العدو برز إبراهيم في المقدمة، فقتل من العدو خلقاً كثيراً، ثم تجمعوا عليه فقتلوه

وكتب الله النصر للمسلمين، فلما رجع الجيش إلى البصرة غانماً منتصراً، خرج أهل البصرة يستقبلونهم، ومن بينهم أم إبراهيم ترقب ولدها فلما رأت عبد الواحد قالت له: يا أبا عبيد

هل قبل الله هديتي فأهنَّأ فقال: قد قبلت هديتك فخرّت ساجدة لله تعالى وقالت الحمد لله الذي لم يخيِّب ظنِّي وتقبَّل نسكي مني

فلمّا كان من الغد جاءت أم إبراهيم إلى عبد الواحد بن زيد فقالت: يا أبا عبيد رأيت البارحة إبراهيم في منامي في روضة حسناء، وعليه قبة خضراء، وهو على سرير من اللؤلؤ، وعلى رأسه تاجاً وإكليلاً

وهو يقول لي: يا أماه أبشري فقد قُبِل المهر، وزُفَّت العروس.

يا عبد الله:

هذه الحور الحسان، وهذه الجنان، وهذا سبيلها، فهل رأيتم أشد غبناً ممن يبيع الجنان العالية بحياة أشبه بأضغاث أحلام يبيع الحور بلذة قصيرة وأحوال زهيدة؟

أي سفه ممن يبيع مساكن طيبة في جنان عدن بأعطان ضيقة، وخراب بوار.

فيا حسرة هذا المتخلف حين يرى ركب المؤمنين سائرين الى الجنان، ويمنع من دخولها، عندها سوف يعلم أي بضاعة أضاع.

العروس الأجمل:

تلكم المرأة الصالحة التي عاشت في هذه الدنيا نقية عفيفة صالحة مصلحة

تلكم المرأة التي باعت الدنيا بالآخرة

تقبل على ربها يوم القيامة، فتدخل الجنان، فتكون هي الأجمل

بل وأن الحور يكونون خدما لها، فهنيئا لها ولأمثالها.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

محمد السيد

إيـــاب
2019-02-14, 17:05
أسأل الله أن يهديني ويهديك للحق يا عبدالرحمن

*عبدالرحمن*
2019-02-14, 19:24
أسأل الله أن يهديني ويهديك للحق يا عبدالرحمن

اللهم امين و يثبتنا به حتي نلقاه

قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم} (الشعراء:88-89)

بارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2019-02-17, 18:38
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني

ذكر ابن أبي الدنيا عن الفضيل بن عياض قال: "أوحى الله إلى بعض الأنبياء:

" إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لايعرفني"..

الجواب الكافي31، حلية الأولياء 1/91

هذا الأثر يحتوي أمرين:

- ذكر عصيان من يعرف الله تعالى…

- ذكر تسلط من لا يعرف الله تعالى على من عصى الله تعالى وهو عارف به..

فمن الذي يعرف الله تعالى؟

ومن الذي لا يعرف الله تعالى؟، وكيف يتسلط هذا على ذاك؟..

الذي يعرف الله تعالى هو الذي تعرف عليه بنعمه الدنيوية والدينية:

- فأما النعم الدنيوية فهي مجتمعة في شيئين:

الأمن والشبع..

قال تعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}..

- نعمة الأمن من أكبر النعم لا يعرفها إلا الخائف، وتتبين هذه النعمة وتكتمل

إذا اطلع الإنسان على أحوال الخائفين،

الذين لا يجدون الأمن، ممن تهدم مساكنهم، ويشردون من ديارهم، ولا يجدون ملجأ، ولا يأمنون على أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم.

فالأمن في ذاته نعمة، والأعظم من ذلك أن نرى ونسمع ونقرأ عن أحوال من لا يملكون الأمن، ويعيشون الخوف كل ساعة، فبذلك ندرك قدر هذه النعمة.

- ونعمة الشبع نعمة كبرى، يقابلها الجوع والفقر، وكل يوم نطلع على أحوال الفقراء والجوعى من حولنا

ما يذكر بهذه النعمة، إن بعضهم يأكل العشب لايجد غيره، وبعضهم يأس من القوت، فبادره بحفر قبره ينتظر الموت، فالجوع اليوم في كل مكان، حتى حولنا.

فهاتان النعمتان يتعرف الله بهما إلى عباده، لتكون تذكيرا بحقه في الطاعة: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}

فمن عصاه بعدما تعرف عليه بنعمه الدنيوية، سلط الله عليه من لايعرف ربه ولايخافه..

- وأما النعم الدينية:

فهي أكبر من نعم الدنيا، وأعظمها الإسلام، فمن هدي إليه فقد هدي إلى الخير كله، قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}..

ثم تليها في النعمة الهداية إلى أتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم من بعده

فمتبعهم هو الناجي من النار، فقد أخبر النبي فقال: (ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين ملة

كلها في النار إلا واحدة)، هي تلك المتبعة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه..

ثم بعد ذلك إذا عرف الإنسان الحلال والحرام، فقد قامت عليه الحجة، وصار في عداد من يعرف الله تعالى، فلا عذر بعد ذلك في العصيان، فإن عصى فقد تعرض لسخط الجبار فلا يأمن من تسلط من لا يعرف الله.

وأعظم من أولئك نعمة، وأكثرهم معرفة بالله تعالى، من يسر الله له طلب العلم، بوجود العلم والعلماء

وكفاه هموم الدنيا، وفرغه للتعلم، فعلم الحلال والحرام والمكروه والمستحب والمباح، فتفقه في الدين وفهم أمر الله تعالى، وعرف ذرائع الخير وذرائع الشر، ووقف على مقاصد الشريعة وآدابها

وقرأ سير الغابرين وأخبار الصالحين والهالكين.. حتى تبين له ما يفعل وما يذر وما يتقي، وماينفع وما يضر، فكان بمنزلة من آتاه الله آياته، فمثل هذا الحجة عليه قائمة أتم قيام،..

فمثله لايوعظ، بل يعظ، فإن عصى وأصر وضل فقد تعرض لأمر خطير

وقد قيل: "شر الضلال ضلال بعد هدى"، وفي هذا جاءت النصوص متوعدة الذين يقولون ما لايفعلون، قال الله تعالى:

{يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.

* * *

إن معصية من أتم الله عليه نعمة الدين وعرف ربه حق المعرفة ليست كغيره، وقد ضرب الله لذلك أمثلة، من ذلك: الأنبياء، وزوجات الأنبياء.

- فأما الأنبياء..

فإن الله أعلى منزلتهم، ورفع شأنهم، واصطنعهم لنفسه، وأعطاهم الآيات والمعجزات

وشرح صدورهم بالإيمان، ونور صدورهم بمعرفته، ووعدهم الأجر الجزيل، فأتم عليهم النعمة، فليس لهم بعدها إلا الطاعة، ثم حذرهم من المعصية أشد تحذير، وتوعدهم بعقوبة مضاعفة

فقال تعالى:

{ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعلمون}.
.
وقال: {ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}..

وقال في حق نبينا صلى الله عليه وسلم خاصة:

{وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلا* ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لاتجد لك علينا نصيرا}

وقال: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنه حاجزين}.

- وأما زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيقول الله لهن:

{يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا}

، ويقول: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}

فهن عشن في بيت النبوة، فسمعن الآيات والحكمة:

{واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة}..

فشربن معاني الخير، وانشرحت صدورهن بالإيمان، نزلت عليهن السكينة والرحمة،

وأحاط بهن الخير من كل جانب، وكف الشر فلم يجد طريقا، فليس لهن بعد ذلك عذر في المعصية، فأبواب الخير مشرعة، وأبواب الشر مغلقة، فما تفتح إلا بشقاوة نفس.. وحاشاهن ذلك، رضوان الله عليهن.

وهكذا كل قوم اختصهم الله تعالى بنعمه على من سواهم

فإن الحساب يكون على ذلك الاختصاص، فالاختصاص وإن كان نعمة، فإنه من وجه آخر فتنة ومحنة، كالذي يرزقه مالاً ليرى فيم ينفعه، وملكا ليرى كيف به بين العباد

فإن أحسن أحسن الله إليه مرتين، مرة على الطاعة، ومرة على شكر النعمة:

{ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما}..

وإن أساء عوقب مرتين، مرة جزاء المعصية، ومرة جزاء كفران النعمة.

* * *

أما الذي لا يعرف الله تعالى، فهو الفاجر والظالم والحاقد والظالم، الذي لا يخاف الله تعالى

ولا يؤمن به، ولا يرعوي عن فعل شيء من الموبقات، فإذا تسلط فلا رحمة ولا شفقة، كأولئك الذين يقتلون الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء والضعفاء، ويعتدون وينتهكون

ولا يتأثمون ولا يتحرجون، قد نزعت منهم كل معاني الإنسانية، والذين لا يرقبون في مؤمن

إلاّ ولا ذمة، الذين إن ثقفوا المؤمنين بسطوا إليهم أيديهم وألسنتهم بالسوء، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعو الله تعالى أن يكفهم عنا، في الدعاء المشهور:

(ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا).

أغلظ رجل على وكيع بن الجراح فدخل فعفر وجهه بالتراب، ثم خرج فقال: " زد وكيعا بذنبه، فلولاه ما تسلطت عليه"..

سير أعلام النبلاء 9/155

* * *

قال ابن كثير في حوادث سنة 615هـ (البداية والنهاية 13/81):

"وفي رجب منها أعاد المعظم ضمان القيان والخمور والمغنيات، وغير ذلك من الفواحش والمنكرات، التي كان أبوه قد أبطلها، بحيث إنه لم يكن أحد يتجاسر أن ينقل ملء كف خمر إلى دمشق إلا بالحيلة الخفية

فجزى الله العادل خيرا، ولا جزى المعظم خيرا على ما فعل، واعتذر المعظم في ذلك بأنه إنما صنع هذا المنكر لقلة الأموال على الجند، واحتياجهم إلى النفقات في قتال الفرنج

وهذا من جهله، وقلة دينه، وعدم معرفته بالأمور، فإن هذا الصنيع يديل عليهم الأعداء

وينصرهم عليهم، ويتمكن منهم الداء، ويثبط الجند عن القتال، فيولون بسببه الأدبار، وهذا مما يدمر، ويخرب الديار، ويديل الدول، كما في الأثر: (إذا عصاني من يعرفني، سلطت عليه من لا يعرفني)".

وقال كذلك: (البداية والنهاية 2/34): "وقال وهب بن منبه:

أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل، يقال له أرميا، حين ظهرت فيهم المعاصي:

أن قم بين ظهراني قومك، فأخبرهم: أن لهم قلوبا ولا يفقهون، وأعينا ولا يبصرون، وآذانا ولا يسمعون، وأني تذكرت صلاح آبائهم فعطفني ذلك على أبنائهم، فسلهم:

كيف وجدوا غب طاعتي؟..

وهل سعد أحد ممن عصاني بمعصيتي؟..

وهل شقي أحد ممن أطاعني بطاعتي؟..

إن الدواب تذكر أوطانها فتنزع إليها، وان هؤلاء القوم تركوا الأمر الذي أكرمت عليه آباءهم والتمسوا الكرامة من غير وجهها:

أما أحبارهم فأنكروا حقي..

وأما قراؤهم فعبدوا غيري..

وأما نساكهم فلم ينتفعوا بما علموا..

وأما ولاتهم فكذبوا علي وعلى رسلي، خزنوا المكر في قلوبهم، وعودوا الكذب ألسنتهم..

وإني أقسم بجلالي وعزتي لاهيجن عليهم جيولا لا يفقهون ألسنتهم، ولا يعرفون وجوههم، ولا يرحمون بكاءهم، ولأبعثن فيهم ملكا جبارا قاسيا، له عساكر كقطع السحاب

ومواكب كأمثال الفجاج، كأن خفقان راياته طيران النسور، وكأن حمل فرسانه كر العقبان، يعيدون العمران خرابا، ويتركون القرى وحشة..

فياويل أيليا وسكانها:

كيف أذللهم للقتل، وأسلط عليهم السبا.. وأعيد بعد لجب الأعراس صراخا، وبعد صهيل الخيل عواء الذآب، وبعد شرافات القصور مساكن السباع

وبعد ضوء السرج وهج العجاج، وبالعز ذلا، وبالنعمة العبودية، وأبدلن نساءهم بعد الطيب التراب، وبالمشي على الزرابي الخبب، ولأجعلن أجسادهم زبلا للأرض، وعظامهن ضاحية للشمس، ولأدوسنهم بألوان العذاب..

ثم لآمرن السماء فتكون طبقا من حديد، والأرض سبيكة من نحاس، فإن أمطرت لم تنبت الأرض، وإن أنبتت شيئا في خلال ذلك فبرحمتي للبهائم..

ثم أحبسه في زمان الزرع، وأرسله في زمان الحصاد، فإن زرعوا في خلال ذلك شيئا سلطت عليه الآفة، فإن خلص منه شيء نزعت منه البركة..

فإن دعوني لم أجبهم، وإن سألوا لم أعطهم، وإن بكوا لم أرحمهم، وإن تضرعوا صرفت وجهي عنهم". رواه ابن عساكر بهذا اللفظ.

كتبة ابو سارة

Ali Harmal
2019-02-17, 18:52
سبحان الله ... ربي يحفظك ويجعل ما تدونة في ميزان حسناتك ليوم لا ينفع مال ولا بنون .
وجزاك الله عنا وعن الإسلام خيرا .

بسنت السيد
2019-02-18, 17:45
جزاكم الله خيرا

navigator
2019-02-18, 18:49
بارك الله فيك

aboamine
2019-02-18, 19:23
بارك الله فيكم

أسأل الله أن يفتح علينا من واسع علمه ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ، والله الهادي وغافر الذنب

*عبدالرحمن*
2019-02-20, 15:10
سبحان الله ... ربي يحفظك ويجعل ما تدونة في ميزان حسناتك ليوم لا ينفع مال ولا بنون .
وجزاك الله عنا وعن الإسلام خيرا .

جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك

بارك الله فيكم

أسأل الله أن يفتح علينا من واسع علمه ، وأن يغفر لنا ذنوبنا ، والله الهادي وغافر الذنب

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضوركم الراقي مثلكم
ادام الله مروركم العطر دائما

بارك الله فيكم
و جزاكم الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-02-20, 15:39
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، أما بعد :

أخي المسلم الحبيب: هل خلوت بنفسك يوماً فحاسبتها عما بدر منها من الأقوال والأفعال؟

وهل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك؟

بل هل تأملت يوماً طاعاتك التي تفتخر بذكرها؟!

فإن وجدت أن كثيراً منها مشوباً بالرياء والسمعة وحظوظ النفس

فكيف تصبر على هذه الحال

وطريقك محفوف بالمكارة والأخطار؟!

وكيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار؟

قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ ) [الحشر:18،19].

وقال تعالى: ( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) [الزمر:54].

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).

عبادة وخشية

وقد مدح الله تعالى أهل طاعته بقوله: (إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون

والذين هم بآيات ربهم يؤمنون، والذين هم بربهم لا يشركون، والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون، أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون) [المؤمنون:57-61).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقلت: أهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسرقون؟

فقال: (لا يا ابنة الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون، ويتصدقون، ويخافون ألا يتقبل منهم، أولئك يسارعون في الخيرات) [الترمذي وابن ماجه واحمد].

أخي المسلم : هكذا كان سلقنا الكرام، يتقربون إلى الله بالطاعات، ويسارعون إليه بأنواع القربات، ويحاسبون أنفسهم على الزلات، ثم يخافون ألا يتقبل الله أعمالهم.

فهذا الصديق رضي الله عنه: كان يبكي كثيراً، ويقول: ابكوا، فإن لم تبكروا فتباكوا، وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد.

وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى: (إن عذاب ربك لواقع) [الطور:7].

فبكى واشتد في بكاؤه حتى مرض وعادوه. وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياماً يعاد، يحسبونه مريضاً، وكان في وجهه خطأن أسودان من البكاء!!.

وقال له ابن عباس رضي الله عنهما: مصر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح وفعل، فقال عمر: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر!!.

وهذا عثمان بن عفان ـ ذو النورين ـ رضي الله عنه: كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته

وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير!!.

وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنها: كان كثير البكاء والخوف، والمحاسبة لنفسه. وكان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل واتباع الهوى. قال: فأما طول الأمل فينسى الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق.

واعظ الله في القلب

عن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً

وعلى جنبتي الصراط سوران، فيها أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى الصراط داع يدعو يقول: يا أيها الناس!! اسلكوا الصراط جمييعاً ولا تعوجوا، وداع يدعو على الصراط، فإذا أراد أحكم فتح شي

من تلك الأبواب قال: ويلك! لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تلجه. فالصراط: الإسلام. والستور: حدود الله. والأبواب المفتحة: محارم الله. والداعي من فوق: واعظ الله يذكر في قلب كل مسلم) [أحمد والحاكم وصححه الألباني].

فهلا استجبت ـ أخي المسلم ـ لواعظ الله في قلبك؟

وهلا حفظت حدود الله ومحارمه؟ وهلا انتصرت على عدو الله وعدوك، قال تعالى: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونا من أصحاب السعير) [فاطر:6]].

عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال: ما من عبد إلا وله عينان في وجهه يبصر بهما أمر الدنيا

وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيراً، فتح عينيه اللتين في قلبه، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب، وإذا أراد به غير ذلك، تركه على ما فيه ثم قرأ: (أم على قلوب أقفالها) [محمد:24].

أقوال في محاسبة النفس

1- كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة

ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة.

2- وقال الحسن: لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟

وماذا أردت تأكلين؟

وماذا أردت تشربين؟

والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه.

3- وقال قتادة في قوله تعالى: (وكان أمره فرطاً) [الكهف:28]

أضاع نفسه وغبن، مع ذلك تراه حافظاً لماله، مضيعاً لدينه.

4- وقال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.

5- وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.

6- وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلوا فيها مع إخوانه الذين يخبرونه

بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب.

7- وكان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح، فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟

8- وقال الحسن: المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.

إن المؤمن يفجأه الشيء ويعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي

ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات هيهات، حيل بيني وبينك. ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلى هذا؟ مالي ولهذا؟ والله لا أعود إلى هذا أبداً.

إن المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم.

إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كله.

9- وقال مالك بن دينار: رحمه الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ألزمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائداً.

10- وقال ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!!

أخي المسلم الموفق :

قال الإمام ابن الجوزي: أعجب العجاب أن النقاد يخافون دخول البهرج في أموالهم، والمبهرج آمن!! هذا الصديق يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد

وهذا عمر يقول: يا حذيفة هل أنا منهم ـ يعني من المنافقين ـ والمخلط على بساط الأمن!!

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: (ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن).

هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟!

فيا أخي الحبيب:

لا تضيع أيامك، فإنها رأس مالك، فإنك ما دمت قادراً على رأس مالك قدرت على الريح، وإن بضاعة الآخرة كاسدة في يومك هذا، فاجتهد حتى تجمع بضاعة الآخرة في وقت الكساد، فإنه يجئ يوم تصير هذه البضاعة فيه عزيزة

فاستكثر منها في يوم الكساد ليوم العز، فإنك لا تقدر على طلبها في ذلك اليوم.

أقسام محاسبة النفس

محاسبة النفس نوعان: نوع قبل العمل ونوع بعده.

النوع الأول:

محاسبة النفس قبل العمل فهو أن يقف العبد عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه. قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبداً وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.

النوع الثاني

: محاسبة النفس بعد العمل.

وهو ثلاثة أنواع:

أحدها :

محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها في حق الله تعالى، قلم توقعها على الوجه الذي ينبغي.
وحق الله تعالى في الطاعة ستة أمور وهي:

1- الإخلاص في العمل.

2- النصيحة لله فيه.

3- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه.

4- شهود مشهد الإحسان فيه.

5- شهود منة الله عليه فيه.

6- شهود تقصيره فيه.

فيحاسب العبد نفسه هل وفى هذه المقامات حقها؟

وهل أتى بها جميعاً في هذه الطاعة؟

الثاني :

أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيراً من فعله.

الثالث :

أن يحاسب نفسه على أمر مباح أو معتاد لم فعله؟

وهل أراد به الله والدار الآخرة؟

فيكون رابحاً، أو أراد به الدنيا وعاجلها؟

فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.

الأسباب المعينة على محاسبة النفس

هناك أساب تعين الإنسان على محاسبة نفسه وتسهل عليه ذلك منها:

1- معرفته أنه كلما اجتهد في محاسبة نفسه اليوم استرح من ذلك غداً، وكلما أهملها اليوم اشتد عليه الحساب غداً.

2- معرفته أن ربح محاسبة النفس ومراقبتها هو سكنى الفردوس، والنظر إلى وجه الرب سبحانه، ومجاورة الأنبياء والصالحين وأهل الفضل.

3- النظر فيما يؤول إليه ترك محاسبة النفس من الهلاك والدمار، ودخول النار والحجاب عن الرب تعالى ومجاورة أهل الكفر والضلال والخبث.

4- صحبة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم ويطلعونه على عيوب نفسه، وترك صحبة من عداهم.

5- النظر في أخبار أهل المحاسبة والمراقبة من سلفنا الصالح.

6- زيارة القبور والتأمل في أحوال الموتى الذين لا يستطيعون محاسبة أنفسهم أو تدرك ما فاتهم.

7- حضور مجالس العلم والوعظ والتذكير فإنها تدعو إلى محاسبة النفس.

8- قيام الليل وقراءة القرآن والتقرب إلى الله تعالى بأنواع الطاعات.

9- البعد عن أماكن اللهو والغفلة فإنها تنسي الإنسان محاسبة نفسه.

10- ذكر الله تعالى ودعاؤه بأن يجعله من أهل المحاسبة والمراقبة، وأن يوفقه لكل خير.

11- سوء الظن بالنفس،فإن حسن الظن بالنفس ينسي محاسبة النفس، وربما رأى الإنسان ـ بسب حسن ظنه بنفسه ـ عيوبه ومساوئه كمالاً.

أخوة الاسلام :

حق على الحازم المؤمن بالله واليوم الآخر ألا يغفل عن محاسبة نفسه والتضييق عليها في حركاتها وسكناتها وخطواتها ، فكل نفس من أنفس العمر جوهرة نفيسة

يمكن أن يشتري بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد. فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها ما يجلب هلاكه خسران عظيم، لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلاً

وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمد بعيداً) [أل عمران:30].

أخي الكريم :

كان توبة بن الصمة من المحاسبين لأنفسهم فحسب يوماً، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هي أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ وقال: يا ويلي! ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟

كيف وفي كل يوم آلاف من الذنوب؟

ثم خر مغشياً عليهن فإذا هو ميت، فسمعوا قائلاً يقول: (يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى).

كيفية محاسبة النفس

ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله أن محاسبة النفس تكون كالتالي:

أولاً: البدء بالفرائض، فإذا رأى فيها نقصاً تداركه.

ثانياً : ثم المناهي، فإذا عرف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.

ثالثاً : محاسبة النفس على الغفلة ويتدارك ذلك بالذكر والإقبال على الله.

رابعاً: محاسبة النفس على حركات الجوارح، كلام اللسان، ومشي الرجلين، وبطش اليدين، ونظر العينين، وسماع الأذنين، ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته.

فوائد محاسبة النفس

ولمحاسبة النفس فوائد جمة منها:

1- الإطلاع على عيوب النفس، ومن لم يطلع على عيب نفسه لم يمكنه إزالته.

2- التوبة والندم وتدارك ما فات في زمن الإمكان.

3- معرفة حق الله تعالى فإن أصل محاسبة النفس هو محاسبتها على تفريطها في حق الله تعالى.

4- انكسار العبد وزلته بين يدي ربه تبارك وتعالى.

5- معرفة كرم الله سبحانه وتعالى وعفوه ورحمته بعباده في أنه لم يعجل عقوبتهم مع ما هم عليه من المعاصي والمخالفات.

6- مقت النفس والإزراء عليها، والتخلص من العجب ورؤية العمل.

7- الاجتهاد في الطاعة وترك العصيان لتسهل عليه المحاسبة فيما بعد.

8- رد الحقوق إلى أهلها، وسل السخائم، وحسن الخلق، وهذه من أعظم ثمرات محاسبة النفس.

قطار العمر

أخي المسلم:

قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل!!

وقال أبو الدرداء : إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.

فيا أبناء العشرين ! كم مات من أقرانكم وتخلفتم؟!

ويا أبناء الثلاثين! أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم؟

ويا أبناء الأربعين! ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم!!

ويا أبناء الخمسين ! تنصفتم المائة وما أنصفتم!!

ويا أبناء الستين ! أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم، أتلهون وتلعبون ؟ لقد أسرفتم!!

وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعذر الله إلى من بلغه ستين سنة).

أخي الحبيب :

كم صلاة أضعتها؟

.. كم جمعة تهاونت بها؟ .. كم صيام تركته؟

… كم زكاة بخلت بها؟

… كم حج فوته ؟

… كم معروف تكاسلت عنه؟

… كم منكر سكت عليه؟

… كم نظرة محرمة أصبتها؟

… كم كلمة فاحشة تكلمت بها؟ …

كم أغضبت والديك ولم ترضهما؟

… كم قسوت على ضعيف ولم ترحمه؟

.. كم من الناس ظلمته؟ …

كم من الناس أخذت ماله؟ ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون من المفلس؟

قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع؟

فقال: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته

وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار) [مسلم].

إنا لنفرح بالأيام نقطـــعها
*** وكل يوم مضى يدني من الأجـــــل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً
*** فإنما الربح والخسران في العمل

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

خالد بن حسين بن عبد الرحمن

malake1967
2019-02-24, 18:29
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع مميز يستحق التقييم
بارك الله فيك
وجعله الله في ميزان حسناتك.

elsafwatc
2019-02-25, 15:35
بارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2019-03-16, 15:16
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
موضوع مميز يستحق التقييم
بارك الله فيك
وجعله الله في ميزان حسناتك.


الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العكر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-03-16, 15:18
بارك الله فيك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العكر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-03-16, 15:30
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حديث: لا تزول قدما عبد يوم القيامة

عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن [أربع]:

عمره فيمَ أفناه؟

وعن علمه فيمَ فعل؟

وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟

وعن جسمه فيمَ أبلاه))

رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب ما جاء في شأن الحساب والقصاص 4/ 612 (2417)،

والدارمي في المقدمة، باب من كره الشهرة والمعرفة 1/ 144

وأبو يعلى 13/ 428 (7434)

والروياني في مسنده 2/ 337 (1313)

وأبو نعيم في حلية الأولياء 10/ 232، وزيادة (أربع) لهما

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح

وصححه الألباني في الصحيحة (946)، وصحيح الجامع (7300)، وصحيح الترغيب والترهيب (126).

يتعلق بهذا الحديث فوائد:

الفائدة الأولى:

حساب يوم القيامة يدعونا لمحاسبة أنفسنا للإجابة على هذه الأسئلة

فإنه من حاسب نفسه اليوم هان عليه الحساب غدًا؛

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]

قال ابن كثير رحمه الله

في تفسيرها: أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم؛ اهـ

تفسير ابن كثير 4/ 343.

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم

وتزينوا للعرض الأكبر: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]

رواه أحمد في الزهد ص 120، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس رقم (22) و(16)

وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 52، وابن أبي شيبة 7/ 96 (34459)، وابن المبارك في الزهد ص103، وعلقه الترمذي فقال: يروى عن عمر 4/ 638.

وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى:

(إن المؤمن قوَّام على نفسه، يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة)

رواه ابن المبارك في الزهد ص103، وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس ص18، وأبو نعيم في حلية الأولياء 2/ 157.

الفائدة الثانية:

كان السلف رحمهم الله من أحرص الناس على محاسبة أنفسهم مع ما هم عليه من التقوى والعمل الصالح؛ روى أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو يجبذ لسانه، فقال له عمر: مَهْ غفر الله لك! فقال أبو بكر: إن هذا أوردني الموارد؛ رواه مالك

رواه مالك في الموطأ 2/ 988 (1788)، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 432 (37047)، وابن أبي عاصم في الزهد 1/ 25 (22).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطًا، فسمعته وهو يقول - وبيني وبينه جدارٌ -

وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطاب أمير المؤمنين! بخ بخ، والله (بُنَيَّ الخطاب) لتتقين الله أو ليعذبنك؛ رواه مالك

رواه مالك في الموطأ 2/ 992 (1800)، ومن طريقه رواه أحمد في الزهد ص115، وابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 292، وابن أبي الدنيا في المحاسبة رقم (3).

الفائدة الثالثة:

دل الحديث على أن الغاية من تعلم العلم هي العمل به؛ لذا رفع الله تعالى درجة العلماء على غيرهم

فقال تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]،

وهم أهل الخشية

كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]،

أما تعلُّمه لغير هذا الغرض فإنه يصير وبالًا على صاحبه يوم القيامة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرَضًا من الدنيا - لم يجد عَرْفَ الجنة يوم القيامة))، يعني: ريحها؛

رواه أحمد 2/ 338، وأبو داود في كتاب العلم، باب في طلب العلم لغير الله 3/ 323 (3664)

وابن ماجه في المقدمة، باب الانتفاع بالعلم والعمل به 1/ 92 (252)

وصححه ابن حبان 1/ 279 (78)

وقال الحاكم في المستدرك على الصحيحين 1/ 160: هذا حديث صحيح سنده، ثقات رواته، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

وقال النووي في رياض الصالحين ص314: إسناده صحيح.

Ali Harmal
2019-03-17, 18:59
سبحان الله ... ربي يحفظك ويجعل ما تدونة في ميزان حسناتك ليوم لا ينفع مال ولا بنون .
وجزاك الله عنا وعن الإسلام خيرا .

*عبدالرحمن*
2019-09-07, 16:08
سبحان الله ... ربي يحفظك ويجعل ما تدونة في ميزان حسناتك ليوم لا ينفع مال ولا بنون .
وجزاك الله عنا وعن الإسلام خيرا .

الحمد لله الذي برحمته تتم الصالحات

اللهم امين

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير

*عبدالرحمن*
2019-09-08, 14:40
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


فرح الله بتوبة عبده

روى البخاري (6308) ، ومسلم (2747) واللفظ له، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا

هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ .

سبحان الله ...

وما أجمل تلك الحكاية التي ساقها

ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين حيث قال :

وهذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك باب قد فتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي

, وأمه خلفه تطرده حتى خرج ,

فأغلقت الباب في وجهه ودخلت فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا ,

فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ,

ولا من يؤويه غير والدته ,

فرجع مكسور القلب حزينا .

فوجد الباب مرتجا فتوسده ووضع خده على عتبة الباب ونام

, وخرجت أمه ,

فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه ,

والتزمته تقبله وتبكي وتقول : يا ولدي , أين تذهب عني ؟

ومن يؤويك سواي ؟

ألم اقل لك لا تخالفني , ولا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك والشفقة عليك .

وارادتي الخير لك ؟

ثم أخذته ودخلت .

فتأمل قول الأم

لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .

وتأمل

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" اللَّه أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ أَرْحَمِ الْوَالِدَاتِ بِوَلَدِهَا؛ فَإِنَّ مَنْ جَعَلَهَا رَحِيمَةً أَرْحَمُ مِنْهَا " .

انتهى من "مجموع الفتاوى" (16/ 448) .

فمقتضى العقل :

أن الله أرحم من كل راحم من خلقه

مهما بلغت رحمته ؛ لأنه سبحانه هو الذي جعلهم يرحمون

. وقد روى البخاري (6000) ، ومسلم (2752) عن أبي هُرَيْرَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

يَقُولُ: ( جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا ، وَأَنْزَلَ فِي الأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا ، فَمِنْ ذَلِكَ الجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الخَلْقُ ، حَتَّى تَرْفَعَ الفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا، خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ ) .

وأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟

فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه

فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله وأولى به .

فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها

حين تقع في المعصية وتلم بها فبادر بالتوبة وسارع إليه

وإياك والتسويف والتأجيل فالأعمار بيد الله عز وجل

, وما يدريك لو دعيت للرحيل وودعت الدنيا وقدمت على مولاك مذنبا عاصي ,ثم أن التسويف والتأجيل قد يكون مدعاة لاستمراء الذنب والرضا بالمعصية ,

ولئن كنت الآن تملك الدافع للتوبة وتحمل الوازع عن المعصية فقد يأتيك وقت تبحث فيه عن هذا الدافع وتستحث هذا الوازع فلا يجيبك .

لقد كان العارفون بالله عز وجل يعدون تأخير التوبة ذنبا آخر ينبغي أن يتوبوا منه

وقال الإمام ابن القيم في "مدارج السالكين" (1/283) :

" المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور ولا يجوز تأخيرها

فمتى أخرها عصى بالتأخير

فإذا تاب من الذنب بقي عليه توبة أخرى

وهي توبته من تأخير التوبة

وقل أن تخطر هذه ببال التائب

بل عنده أنه إذا تاب من الذنب لم يبق عليه شيء آخر

وقد بقي عليه التوبة من تأخير التوبة

ولا ينجي من هذا إلا توبة عامة

مما يعلم من ذنوبه ومما لا يعلم ، فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر مما يعلمه

ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها جهله إذا كان متمكنا من العلم

فإنه عاص بترك العلم والعمل

فالمعصية في حقه أشد

وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

( الشِّرْكُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَكَيْفَ الْخَلَاصُ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَالَ : أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ ". فَهَذَا طَلَبُ الِاسْتِغْفَارِ مِمَّا يَعْلَمُهُ اللَّهُ أَنَّهُ ذَنْبٌ وَلَا يَعْلَمُهُ الْعَبْدُ

وَفِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو فِي صِلَاتِهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي

وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي ، وَخَطَأِي وَعَمْدِي ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ

وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، أَنْتَ إِلَهِيٌّ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ". وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: " اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ

دِقَّهُ وَجِلَّهُ ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ "

فهذا التعميم وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه وما لم يعلمه " انتهى.

شروط التوبة الصحيحة هي:

1 - الإقلاع عن الذنب.

2 - الندم على ما فات.

3 - العزم على عدم العودة إليه.

وإذا كانت التوبة من مظالم العباد في مال أو عرض أو نفس ، فتزيد شرطا رابعا، هو: التحلل من صاحب الحق ، أو إعطاؤه حقه.

وقد أمر الله تعالى عباده بالتوبة النصوح ، فقال : ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ

وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) التحريم/8

قال البغوي رحمه الله :

" وَاخْتَلَفُوا فِي مَعْنَاهَا :

قَالَ عُمَرُ وَأُبَيٌّ وَمُعَاذٌ: "التَّوْبَةُ النَّصُوحُ" أَنْ يَتُوبَ ثُمَّ لَا يَعُودَ إِلَى الذَّنْبِ، كَمَا لَا يَعُودُ اللَّبَنُ إِلَى الضَّرْعِ .

قَالَ الْحَسَنُ: هِيَ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ نَادِمًا عَلَى مَا مَضَى؛ مُجْمِعًا عَلَى أَلَّا يَعُودَ فِيهِ .

قَالَ الْكَلْبِيُّ: أَنْ يَسْتَغْفِرَ بِاللِّسَانِ ، وَيَنْدَمَ بِالْقَلْبِ ، وَيُمْسِكَ بِالْبَدَنِ.

قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: تَوْبَةً تَنْصَحُونَ بِهَا أَنْفُسَكُمْ.

قَالَ الْقُرَظِيُّ: يَجْمَعُهَا أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: الِاسْتِغْفَارُ بِاللِّسَانِ ، وَالْإِقْلَاعُ بِالْأَبْدَانِ ، وَإِضْمَارُ تَرْكِ الْعَوْدِ بِالْجَنَانِ ، وَمُهَاجَرَةُ سَيِّئِ الْإِخْوَانِ."

انتهى ، من "تفسير البغوي" (8/169) .

الندم شرط رئيسي

و هو ركن التوبة الأعظم

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْقِلٍ بْنِ مُقَرِّنٍ قَالَ : كَانَ أَبِي عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَسَمِعَهُ يَقُولُ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "النَّدَمُ تَوْبَةٌ"

رواه أحمد (4012) وصححه الألباني

وقد قال بعض أهل العلم :

" يَكْفِي فِي التَّوْبَةِ تَحَقُّقُ النَّدَمِ ؛ فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ الْإِقْلَاعَ عَن الذنوب ، وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ؛ فَهُمَا نَاشِئَانِ عَنِ النَّدَمِ لَا أَصْلَانِ مَعَهُ " .

انظر: "فتح الباري" (13/ 471) .

وقال القاري رحمه الله:

" (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) إِذْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا بَقِيَّةُ الْأَرْكَانِ مِنَ الْقَلْعِ وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ، وَتَدَارُكِ الْحُقُوقِ مَا أَمْكَنَ....

وَالْمُرَادُ : النَّدَامَةُ عَلَى فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا مَعْصِيَةٌ ، لَا غَيْرَ ".

انتهى من "مرقاة المفاتيح" (4/ 1637) .

*عبدالرحمن*
2019-10-20, 15:45
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة واللام على رسول الله ، وآله وصحبه ومن والاه .

هذه هي الجنة دار السلام ..1

الذي دلت عليه النصوص أن أهل الجنة يكونون على أجمل هيئة

وأحسن خلقة

جردا مردا

على صورة أبيهم آدم عليه السلام

كما روى الترمذي (2468) عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا مُرْدًا مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاثِينَ أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ سَنَةً ) والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .

والأجرد : الذي لا شعر له على جسده .

والأمرد : الذي لا لحية له .

وروى الترمذي أيضا(2462)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( أَهْلُ الْجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ كُحْلٌ لا يَفْنَى شَبَابُهُمْ وَلا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ )

وحسنه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى البخاري (3006) ومسلم (5063)

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الْجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، لا يَبْصُقُونَ فِيهَا وَلا يَمْتَخِطُونَ وَلا يَتَغَوَّطُونَ

آنِيَتُهُمْ فِيهَا الذَّهَبُ ، أَمْشَاطُهُمْ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَجَامِرُهُمْ الأَلُوَّةُ وَرَشْحُهُمْ الْمِسْكُ ، وَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ مِنْ الْحُسْنِ

لا اخْتِلافَ بَيْنَهُمْ وَلا تَبَاغُضَ ، قُلُوبُهُمْ قَلْبٌ وَاحِدٌ ، يُسَبِّحُونَ اللَّهَ بُكْرَةً وَعَشِيًّا ).

والألوة : العود .

فهذا وغيره يدل على أن أهل الجنة تتبدل هيآتهم لتكون على أحسن الهيآت

فليس فيهم تشوهات ولا غيرها مما يعيب .

الم تستحق ان نستغفر و نعدل الاخطاء من اجلها

*عبدالرحمن*
2019-10-21, 15:38
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


حوض الكوثر ونهر الكوثر

الكوثر في لغة العرب وصف يدل على المبالغة في الكثرة

أما في الشرع فله معنيان :

المعنى الأول :

أنه نهر في الجنة أعطاه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم

وهذا المعنى هو المراد في قوله تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) الكوثر/1

كما فسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك

كما روى مسلم في صحيحه ( 607 ) عن أنس رضي الله عنه قال :

" بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غفا إغفاءة , ثم رفع رأسه متبسما فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ؟

قال : نزلت علي سورة . فقرأ . بسم الله الرحمن الرحيم . ( إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها )

, ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير , وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة " الحديث .

وعند الترمذي (3284) عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب ومجراه على الدر والياقوت .. الحديث " وقال الترمذي : إنه حسن صحيح . وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي ( 3 / 135 ) .

المعنى الثاني :

أنه حوض عظيم ـ والحوض هو : مجمع الماء ـ يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم . وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة

ولذا يسمى حوض الكوثر والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه ( 4255 )

من حديث أبي ذر " أن الحوض يشخب ( يصب ) فيه ميزابان من الجنة " وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها "

كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 11 / 466 ) . والله أعلم .

وأما هل هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء أم لا ؟

فأما نهر الكوثر الذي يُصب من مائه في الحوض فإنه لم يُنقل نظيره لغير النبي صلى الله عليه وسلم وامتن الله عليه به في السورة فلا يبعد أنه خاص بنبينا صلى الله عليه وسلم دون غيره من الأنبياء .

وأما حوض الكوثر فقد اشتهر عند العلماء اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم به وممن صرح بذلك القرطبي في المفهم . لكن أخرج الترمذي (2367) من حديث سمرة قال

: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لكل نَبِيٍّ حَوْضًا وَإِنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ وَارِدَةً وَإِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ "

وهذا الحديث جميع أسانيده ضعيفة

لكن بعض العلماء حكم له بالقبول لكثرة أسانيده

كما فعل الألباني في الصحيحة (1589 )

ومنهم من حكم عليه بالضعف .

فإذا ثبت الحديث كان المختص بنبينا صلى الله عليه وسلم النهر دون الحوض ، وإن لم يثبت فلا يبعد أن يكون الحوض أيضا خاصاً به دون غيره . والله أعلم .

وقد ورد في السنة الصحيحة ذكر صفات النهر الذي في الجنة والحوض الذي في أرض المحشر فمن صفات نهر الكوثر الذي في الجنة :

ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

"بينا أنا أسير في الجنة ، إذا أنا بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟

قال : هذا الكوثر الذي أعطاك ربك قال : فضرب الملك بيده ، فإذا طينه أو طيبه مسك أزفر "

وفي المسند ( 12084 ) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أعطيت الكوثر ، فإذا هو نهر يجري على ظهر الأرض

حافتاه قباب اللؤلؤ ، ليس مسقوفاً فضربت بيدي إلى تربته ، فإذا تربته مسك أذفر ، وحصباؤه اللؤلؤ " وصححه الألباني في الصحيحة ( 2513 )

وفي رواية عنه في المسند أيضا ( 12828 ) ‏

أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏سُئِلَ عَنْ ‏ الْكَوْثَرِ فقَالَ : " ذاك نهر أعطانيه الله يعني في الجنة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر ( الإبل )

قال عمر إِنَّ تِلْكَ لَطَيْرٌ نَاعِمَةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أَكَلَتُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا يَا ‏‏عُمَر "

‏وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ( 3740 )

وأما صفات الحوض الذي في أرض المحشر فمنها :

ما رواه البخاري ( 6093 ) ومسلم ( 4244 ) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه قال :

‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "‏ حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنْ اللَّبَنِ وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا فَلَا يَظْمَأُ أَبدا " ‏ ‏ ‏ ‏

وفي صحيح مسلم ( 4261 ) عن ‏أَنَسٌ‏ رضي الله عنه قَالَ نَبِيُّ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "‏ ‏تُرَى فِيهِ ‏أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السماء " ‏َو في رواية : " أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ "

وفيه أيضا ( 4256 ) ‏عَنْ ‏ ‏ثَوْبَاَن رضي الله عنه أن النبِيَّ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏َسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ

فَقَالَ : " أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ ‏يَغُتُّ ‏( يصب ) ‏فِيهِ ‏مِيزَابَانِ ‏ ‏يَمُدَّانِهِ ‏ ‏مِنْ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ وَالآخَرُ مِنْ ‏ ‏وَرِق (فضة ) "

وأحاديث الحوض لا شك في تواترها عند أهل العلم بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

فقد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمسين صحابيا ، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أسماء

رواة أحاديثه من الصحابة في الفتح ( 11/468 )

حتى قال القرطبي في المفهم شرح صحيح مسلم :

" مما يجب على كل مكلف أن يعلمه ويصدق به أن الله سبحانه وتعالى قد خص نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالحوض المصرح باسمه وصفته وشرابه في الأحاديث الصحيحة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي .. "

وأما عن موقع الحوض في أرض المحشر :

فقد اختلف العلماء في هذا : فمنهم من قال :إنه يكون بعد الصراط .

ومنهم من قال : إنه يكون قبل الصراط وهو قول الأكثر وهو الأرجح والله أعلم لأنه يؤخذ بعض من يرد عليه إلى النار ، فلو كان موقعه بعد الصراط لما استطاعوا الوصول إليه لأنهم يكونون قد سقطوا في النار والعياذ بالله .

وفي ختام هذا المبحث لابد من التنبيه على أمر في غاية الأهمية والخطورة وهو:

أنه ليس كل من انتمى للأمة المحمدية سينال نعمة وشرف الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم

ويده الشريفة ، بل قد صرحت الأحاديث أن هناك من رجال هذه الأمة من يذاد ويدفع عن الحوض دفعا شديدا ، نسأل الله العافية . فَمَن هؤلاء الذين سيشربون ومن أولئك الذين سيدفعون ؟

لقد أجاب الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا السؤال إجابة واضحة شافية حتى لا يبقى لمعتذر عذر ، ولا لمتقاعس حجة

فقد روى مسلم في صحيحه ( 367 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : " السَّلامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا"

قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

قَال :َ" أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ " فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟

فَقَالَ : " أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ؟ "

قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : " فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ أَلا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ أُنَادِيهِمْ أَلا هَلُمَّ فَيُقَالُ إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ سُحْقًا سُحْقًا "

والغرّة : بيانض في وجه الفرس

والتحجيل : بياض في قوائمه

و( دهم بهم ) أي : أسود شديد خالص لا يخالطه لون آخر .

وفي البخاري ( 6528 ) ومسلم ( 4243 ) عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ سَهْلا يَقُولُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَنَا فَرَطُكُمْ ( أي : سابقكم )

عَلَى الْحَوْضِ مَنْ وَرَدَ شَرِبَ وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ "

قَالَ أَبُو حَازِمٍ فَسَمِعَ النُّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشٍ وَأَنَا أُحَدِّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ هَكَذَا سَمِعْتَ سَهْلا يَقُولُ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ

فَيَقُول [ أي النبي صلى الله عليه وسلم ُ ] : " إِنَّهُمْ مِنِّي" فَيُقَالُ : إِنَّكَ لا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ . فَأَقُولُ : "سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي "

وعند البخاري في صحيحه ( 2194 ) ومسلم (4257) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَذُودَنَّ رِجَالا عَنْ حَوْضِي كَمَا تُذَادُ الْغَرِيبَةُ مِنْ الإِبِلِ عَنْ الْحَوْضِ "

قال القرطبي رحمه الله :

" قال علماؤنا رحمهم الله أجمعين : فكل من ارتد عن دين الله أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ، ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه ،

وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها

والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها [ ومن نحا نحوهم أو سلك طريقهم ] وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق وقتل أهله وإذلالهم والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي

وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع .. "

التذكرة للقرطبي ( 306 )

فعلى العبد أن يجتهد في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وعدم مخالفته في أي شيء من هديه رجاء أن يمن الله عليه بالشرب من هذا الحوض المبارك

وإلا فأي خزي وندامة أشد من خزي وندامة من يدفع من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد بلغ به العطش مبلغا لا يطاق ولا يحتمل فيمنع من الشرب من ذاك الماء البارد الطيب

ثم يزاد عليه العذاب والخزي والحسرة بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالسحق والبعد والعياذ بالله ، فتصَوُّرُ هذا عذاب ، فكيف بمعاينته والتعرض له ؟!.

نسأل الله أن يمن علينا وعلى إخواننا المسلمين بالتوفيق لمتابعة السنة ومجانبة البدعة والمعصية ... آمين . والحمد لله رب العالمين .

يراجع ( القيامة الكبرى 257 – 262 )

و ( الجنة والنار 166 ، 167 ) للشيخ / عمر الأشقر

و ( فتح الباري للحافظ ابن حجر 11 / 466 ).

*عبدالرحمن*
2019-10-22, 17:10
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


أبواب الجنة

ما معنى الأبواب ؟

وهل كل باب يدخل جنة مختلفة أم كلهم يدخلون نفس المكان ؟

وهل للأبواب علاقة بدرجات الجنة

مثلا باب الجهاد أعلى من باب الصلة ؟

أولا:

وردت عدة نصوص في الكتاب والسنة متحدثة عن أبواب الجنة؛ ومن ذلك:

قال الله تعالى : هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (49) جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمْ الْأَبْوَابُ (50) مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ص/49-51.

وقال سبحانه : وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ الزمر/73.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ

وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟

قَالَ: نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ رواه البخاري (1897) ، ومسلم (1027).

فهذه النصوص صريحة في أن للجنة أبوابًا ، والأصل أن تحمل ألفاظ الكتاب والسنة على الحقيقة، إلا إذا قام دليل أو قرينة على عدم إرادة هذه الحقيقة.

قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" واعلم أن التحقيق حمل اللفظ على الحقيقة الشرعية، ثم العرفية، ثم اللغوية، ثم المجاز عند القائل به إن دلت عليه قرينة "

انتهى من"مذكرة أصول الفقه" (ص 274).

وأبواب الجنة لم يرد في الشرع تعريف لها، ولا يوجد ما يصرفها عن حقيقتها العرفية واللغوية المتبادرة إلى الذهن

فأبواب الجنة هي أبواب حقيقية يدخل أهل الجنة من خلالها إلى الجنة، فمعنى الباب معروف في اللغة والعرف ، وهو ما نثبته ، لكن شكلها وصورتها من علم الغيب.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

" وفي هذا الحديث دليل على أن للجنة أبوابا "

انتهى من "التمهيد" (7 / 186).

ثانيا:

وقد ورد في السنة ما يدل على سعة هذه الأبواب:

روى البخاري (4712) ومسلم (194) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى .

وفي لفظ لمسلم : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَابِ لَكَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ ، أَوْ هَجَرٍ وَمَكَّةَ .

قال النووي رحمه الله :

"قَوْله : ( إِنَّ مَا بَيْن الْمِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيع الْجَنَّة كَمَا بَيْن مَكَّة وَهَجَر أَوْ كَمَا بَيْن مَكَّة وَبُصْرَى ) ( الْمِصْرَاعَانِ ) بِكَسْرِ الْمِيم جَانِبَا الْبَاب , ( وَهَجَر ) بِفَتْحِ الْهَاء وَالْجِيم وَهِيَ مَدِينَة عَظِيمَة هِيَ قَاعِدَة بِلَاد الْبَحْرَيْنِ .

وَأَمَّا ( بُصْرَى ) فَبِضَمِّ الْبَاء وَهِيَ مَدِينَة مَعْرُوفَة بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل , وَهِيَ مَدِينَة حُورَان بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر .

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِلَى عِضَادَتَيْ الْبَاب ) هُوَ بِكَسْرِ الْعَيْن قَالَ الْجَوْهَرِيّ : عِضَادَتَا الْبَاب هُمَا خَشَبَتَاهُ مِنْ جَانِبَيْهِ" انتهى باختصار .

ثالثا:

وأما عدد هذه الأبواب: فهو "ثمانية"، كما نصت على ذلك الأحاديث الصحيحة:

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلَّا الصَّائِمُونَ رواه البخاري (3257).

وعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ

وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ، وَابْنُ أَمَتِهِ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النَّارَ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ شَاءَ رواه البخاري (3435) ، ومسلم (28) واللفظ له.

ثانيا :

خصص كل باب لطاعة معينة؛ ليدخل عبرها من كان له مزيد اجتهاد في تلك الطاعة، فمثلا باب الصلاة ليس لمن أقام الفرائض وحدها، بل لمن أتبعها بكثرة النوافل.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" وفي الحديث إشعار بقلة من يُدعى من تلك الأبواب كلها.

وفيه إشارة إلى أن المراد ما يتطوع به من الأعمال المذكورة، لا واجباتها؛ لكثرة من يجتمع له العمل بالواجبات كلها، بخلاف التطوعات، فقَلّ من يجتمع له العمل بجميع أنواع التطوعات.

ثم من يجتمع له ذلك إنما يدعى من جميع الأبواب: على سبيل التكريم له؛ وإلا فدخوله إنما يكون من باب واحد، ولعله باب العمل الذي يكون أغلب عليه، والله أعلم " انتهى من"فتح الباري" (7 / 28 - 29).

وقال ابن سيد الناس رحمه الله تعالى:

" والذي ذكره العلماء في فتح أبواب الجنة والدعاء منها ما فيه من التشريف في الموقف، والإشادة بذكر من حصل له ذلك على رؤوس الأشهاد

فليس من يؤذَن له في الدخول من باب لا يتعدّاه، كمن يُتلقى من كل باب، ويدخل من حيث شاء. هذا فائدة التعدد في فتح أبواب الجنة "

انتهى من "النفح الشذي شرح جامع الترمذي" (2 / 13).

والذي يظهر أن هذه الأبواب، إنما يدخل منها العبد إلى عموم الجنة، أو إلى الدرجة التي ينزله الله فيها، وليس إلى منزله الخاص في الجنة؛ وإلا، فأبواب الجنة ثمانية فقط، ولكل داخل إلى الجنة، منزله الخاص فيها.

ثالثا :

الأسباب المدخلة إلى الجنة والمباعدة عن النار

وقد سأل الصحابة رضوان الله عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، عن هذه المسألة، فكان جوابه صلى الله عليه وسلم يدور على التزام الواجبات، والكف عن المحرمات.

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ!

قَالَ: لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ رواه الترمذي (2616) وقال: " هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ".

وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النُّعْمَانُ بْنُ قَوْقَلٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الْمَكْتُوبَةَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَعَمْ رواه مسلم (15).

قال ابن رجب رحمه الله تعالى:

" فهذا الحديث يدل على أن من قام بالواجبات، وانتهى عن المحرمات: دخل الجنة، وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى، أو ما هو قريب منه " انتهى من "جامع العلوم والحكم" (1 / 514).

فطريق الجنة إنما يكون بطاعة الله جل جلاله، بفعل المأمورات، وترك المنهيات.

فترك المحرمات: إنما يسهل على المسلم بإذن الله تعالى بقطع أسبابها

وأهم أسبابها

السبب الأول: الخواطر السيئة.

فيحمي المسلم نفسه عن الخواطر السيئة، فكلما خطر لنفسه خاطر معصية أشغلها بالأفكار والأعمال النافعة

أو على الأقل بالمباح من الأعمال أو اللهو، فدفع الخواطر السيئة أسهل من دفعها بعد أن تصبح أفكارا وعزائم قوية.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وأول ما يطرق القلب: الخطرة، فإن دفعها استراح مما بعدها، وإن لم يدفعها قويت فصارت: وسوسة

فكان دفعها أصعب. فإن بادر ودفعها، وإلا قويت وصارت: شهوة. فإن عالجها وإلا صارت: إرادة. فإن عالجها وإلا صارت: عزيمة.

ومتى وصلت إلى هذه الحال لم يمكن دفعها، واقترن بها الفعل ولا بد، وما يقدر عليه من مقدماته، وحينئذ ينتقل العلاج إلى أقوى الأدوية، وهو الاستفراغ التام بالتوبة النصوح.

ولا ريب أن دفع مبادئ هذا الداء أوّلا أسهل بكثير من طلب الدواء "

انتهى من " التبيان في أيمان القرآن " (ص 635).

السبب الثاني: أصحاب السوء والبطالون.

فعلى الباحث عن النجاة من المعاصي، أن يهجر كل صاحب سوء أو فارغ لا يشتغل بالمهمات وإن كانوا كما يقال: خفيفي الظل ومضحكين

لأن هؤلاء سم قاتل، يسحبون من يصاحبهم إلى باطلهم، ويعطلونه عن صحبة الصالحين ومنافستهم في الخيرات.

وليحرص في مقابل ذلك على صحبة الصالحين، فسيسحبونه إلى الطاعات وطلب العلم والمنافسة في الخيرات.

فعن أَبِي مُوسَى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ ، كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الكِيرِ

فَحَامِلُ المِسْكِ : إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً ، وَنَافِخُ الكِيرِ : إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثِيَابَكَ ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً رواه البخاري (5534) ، ومسلم (2628).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ومن يغتاب الناس أو يكثر فجره وبطالته ونحو ذلك من الأنواع المذمومة "

انتهى من " شرح صحيح مسلم " (16 / 178).

السبب الثالث: وسائل المعاصي.

فعلى المسلم أن يهجر كل مكان يضعف فيه قلبه ويحن فيه إلى الشهوات، فإن اشتاقت نفسه إلى المرح واللهو، ففي المباح ما يكفيه فلا يتعداه إلى الحرام.

وأما فعل المأمورات: فليعلم أنه إذا حافظ على الواجبات ولم يخل بها، فهذا يكفيه، كما في الأحاديث السابقة.

ومن أهم أسباب المحافظة على الواجبات هو أن يحميها بشيء من النوافل، وعلى المسلم أن يكون حكيما في تعويد نفسه عليها، فلا يهجم مرة واحدة على نوافل عدة، فقد تمل نفسه ويتركها.

فلذا يسوس نفسه بتعويدها على النوافل شيئا فشيئا، فيصبر على نافلة زمنا، حتى إذا اعتادت نفسه وألفتها، أضاف إليها نافلة أخرى

وهكذا يتدرج معها؛ لأن العمل القليل الذي يدوم عليه المسلم أفضل من الكثير الذي لا يداوم عليه.

عَنْ عَائِشَةَ: " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: مَنْ هَذِهِ؟

قَالَتْ: فُلاَنَةُ، تَذْكُرُ مِنْ صَلاَتِهَا.قَالَ:

مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا.

وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ

" رواه البخاري (43) ، ومسلم (785).

وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: " سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟

قَالَ: أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ رواه البخاري (6465) ، ومسلم (782).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" وإنما كان القليل الدائم خيرا من الكثير المنقطع؛ لأن بدوام القليل تدوم الطاعة والذكر والمراقبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق سبحانه وتعالى

ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة "

انتهى من "شرح صحيح مسلم" (6 / 71).

وعلى المسلم في كل هذا أن يلزم قلبه التوكل على الله تعالى والاستعانة به، ودعاءه سبحانه وتعالى بحضور قلب وتضرع إليه بأن يوفقه للخير والهدى.

عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ رواه مسلم (2725).

واحرص على تلاوة شيء من القرآن يوميا ، وطالع تفسيرا ميسرا لما تتلوه، كمختصر التفسير، أو تفسير الشيخ السعدي رحمه الله تعالى؛ وكلاهما تفسير نافع سهل الأسلوب والعبارة.

ونسأل الله العظيم لنا ولكم ولجميع المسلمين

أن يصرف قلوبنا إلى الخير

وأن يوفقنا إليه ويثبتنا عليه

وأن يصرفنا عن الشر وأصحابه.

والله أعلم.

*عبدالرحمن*
2019-10-26, 15:59
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


في بيان قول الله تعالى :

( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )

أولًا :

قال الله تعالى : وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ الزخرف/ 73 .

معنى الآية الكريمة :

أن أهل الجنة، "يقال لهم، على سبيل الامتنان والتفضل : تلك الجنة التي كانت توصف لكم في الدنيا، جعلت لكم كالميراث.

(بما كنتم تعلمون) أي : بسبب ما كنتم تعملون من الأعمال الصالحة

حيث شبه ما استحقوه بسبب أعمالهم من الجنة، ونعيمها الباقي لهم - شُبِّه - بما يُخلِّفه المرء لوارثه، من الأملاك والأرزاق.

وأيًّا ما كان فدخول الجنة، بسبب العمل: لا يتم إلا بفضل الله ورحمته - عَزَّ وَجَلَّ - .

والمراد بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ليس يدخل أحدكم الجنةَ عملُه : أن إدخال العمل الجنة لا يكون على سبيل الاستقلال والسببية التامة ، فلا تعارض.

وقال ابن عباس : خلق الله لكل نفس جنة ونارًا ، فالكافر يرث نار المسلم ، والمسلم يرث جنة الكافر ، وذلك قوله: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا ... الآية "

انتهى من "التفسير الوسيط" (9/ 831).

قال "ابن كثير" في "التفسير" (7/ 239):

" ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ عَلَى وَجْهِ التَّفَضُّلِ وَالِامْتِنَانِ: ( وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) أَيْ: أَعْمَالُكُمُ الصَّالِحَةُ كَانَتْ سَبَبًا لِشُمُولِ رَحْمَةِ اللَّهِ إِيَّاكُمْ ، فَإِنَّهُ لَا يُدْخِلُ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ ، وَلَكِنْ بِفَضْلٍ من الله ورحمته .

وَإِنَّمَا الدَّرَجَاتُ تَفَاوُتُهَا بِحَسَبِ عَمَلِ الصَّالِحَاتِ ".

وأورد في تفسير الآية " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

كُلُّ أَهْلِ النَّارِ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ حَسْرَةً، فَيَقُولُ : لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [الزُّمَرِ: 57] وَكُلُّ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَرَى مَنْزِلَهُ مِنَ النَّارِ فَيَقُولُ : ( وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ) [الْأَعْرَافِ: 43] ، لِيَكُونَ لَهُ شُكْرًا .

قَالَ : وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ما من أَحَدٍ إِلَّا وَلَهُ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ

فَالْكَافِرُ يَرِثُ المؤمنَ منزلَه مِنَ النَّارِ ، وَالْمُؤْمِنُ يَرِثُ الكافرَ مَنْزِلَهُ مِنَ الْجَنَّةِ"، وَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )" انتهى .

وقال الشيخ عمر سليمان الأشقر، رحمه الله:

"أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار في الجنة:

جعل الله لكل واحد من بني آدم منزلين: منزلاً في الجنة، ومنزلاً في النار، ثم إن من كتب له الشقاوة من أهل الكفر والشرك يرثون منازل أهل الجنة التي كانت لهم في النار

والذين كتب لهم السعادة من أهل الجنة يرثون منازل أهل النار التي كانت لهم في الجنة، قال تعالى في حق المؤمنين المفلحين بعد أن ذكر أعمالهم التي تدخلهم الجنة: (

أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خلدون) [المؤمنون: 10-11] .

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:

" قال ابن أبي حاتم - وساق الإسناد إلى أبي هريرة رضي الله عنه - قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما منكم من أحد إلا وله منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار، فأما المؤمن فيبني بيته الذي في الجنة، ويهدم بيته الذي في النار ".

وروى عن سعيد بن جبير نحو ذلك، فالمؤمنون يرثون منازل الكفار، لأنهم خلقوا لعبادة الله وحده لا شريك له، فلما قام هؤلاء بما وجب عليهم من العبادة

وترك أولئك ما أمروا به مما خلقوا له، أحرز هؤلاء نصيب أولئك لو كانوا أطاعوا ربهم عز وجل، بل أبلغ من هذا أيضاً، وهو ما ثبت في صحيح مسلم

عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يجيء ناس يوم القيامة من المسلمين بذنوب أمثال الجبال، فيغفرها الله لهم، ويضعها على اليهود والنصارى".

وفي لفظ له: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا كان يوم القيامة دفع الله لكل مسلم يهودياً أو نصرانياً، فيقال: هذا فكاكك من النار".

وهذا الحديث كقوله تعلى: (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا) [مريم: 63]

وقوله: (وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) [الزخرف: 72] . فهم يرثون نصيب الكفار في الجنان."

انتهى من "الجنة والنار" (192-193).

ثانيًا :

أهل الجنة - جعلنا الله من أهلها - تتفاوت درجاتهم بحسب أعمالهم

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي لَأَعْلَمُ آخِرَ أَهْلِ النَّارِ خُرُوجًا مِنْهَا ، وَآخِرَ أَهْلِ الجَنَّةِ دُخُولًا ، رَجُلٌ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ كَبْوًا

فَيَقُولُ اللَّهُ : اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ ، فَيَأْتِيهَا ، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى ، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى ، فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ ، فَيَأْتِيهَا فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى ، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى

فَيَقُولُ : اذْهَبْ فَادْخُلِ الجَنَّةَ ، فَإِنَّ لَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا - أَوْ : إِنَّ لَكَ مِثْلَ عَشَرَةِ أَمْثَالِ الدُّنْيَا - فَيَقُولُ : تَسْخَرُ مِنِّي - أَوْ : تَضْحَكُ مِنِّي - وَأَنْتَ المَلِكُ فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ

وَكَانَ يَقُولُ: ذَاكَ أَدْنَى أَهْلِ الجَنَّةِ مَنْزِلَةً​​​​​​​

انتهى ، رواه "البخاري" (6571)

واللفظ له، و"مسلم" (186).

وأما ما ورد في السؤال عن كيفية حصول هذه الوراثة، وعلى أي أساس تقسم "المواريث"

فيبدو أن السائل قد انتقل ذهنه إلى ما يكون من أحوال الناس في ميراث الأموال في الدنيا؛ وهذا لا علاقة له بوجه، بميراث أهل الجنة لمنازل الجنة ودرجاتها.

ولم يبين لنا في شيء من النصوص: كيف يكون ميراث المؤمن لمنزلة الكافر من الجنة، التي حرم منها بسبب كفره؛ والتنقير عن ذلك: تكلف ليس له كبير معنى

ولا يترتب عليه شيء من العمل؛ وبحسب المؤمن أن يعلم أن أهل الإيمان هم الوراثون، الذين يرثون الفردوس، بنعمة الله ورحمته، على ما سبق ذكره وبيانه.

والله أعلم.

الشيخ محمد صالح المنجد

*عبدالرحمن*
2019-11-09, 18:04
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)


أسماء جهنم

" نار جهنم لها أسماء متعددة

وهذا التعدد في الأسماء لاختلاف صفاتها .

فتسمى الجحيم

وتسمى جهنم

ولظى

والسعير

وسقر

والحطمة

والهاوية بحسب اختلاف الصفات . والمسمى واحد

فكل ما صح في كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أسمائها فإنه يجب على المؤمن أن يصدق به وأن يثبته "

مجموع فتاوى ورسائل العثيمين للسلمان : 2/58

وقد سميت الجحيم

لشدة تأجج نارها .

وسميت جهنم

لبعد قعرها -كما في القاموس-

وسميت لظى

لتلهبها .

وسميت السعير

لأنها تُوقد وتهيج فهي فعيل بمعنى مفعول.

وسميت سقر

وصقر لشدة حرها .

وسميت الحطمة

لحطمها -أي كسرها وهشمها

كل ما يلقى فيها .

وسميت الهاوية

لأنه يُهوى فيها من علو إلى سفل ... وهكذا

وذكر بعض أهل العلم من المفسرين وغيرهم أسماء أخرى غير هذه المذكورة

وذكر بعضهم أن هذه الأسماء المذكورة أسماء لدركات النار وطبقاتها

ثم قسم بعضهم الناس على هذه الطبقات

ولم يصح تقسيم الناس في النار وفق هذا التقسيم -

وإن كان انقسام الناس وتفاوتهم بحسب أعمالهم أمر ثابت بالنصوص الكثيرة -

كما لم يصح تسمية دركات النار على الوجه الذي ذكروه

. والصحيح أن كل واحد من هذه الأسماء التي ذكروها اسم على النار كلها

و ليس لجزء من النار دون جزء.

اليوم الآخر - الجنة والنار-

للدكتور عمر الأشقر : 26.

نسأل الله أن يبعدنا وجميع إخواننا وأخواتنا

عن النار وما قرّب إليها من قول أو عمل .

Ali Harmal
2019-11-11, 19:22
جزاك الله خيرا يا دكتور وجعل كل ما تدونة في ميزان حسناتك ورضي عنك .

*عبدالرحمن*
2019-11-12, 15:18
جزاك الله خيرا يا دكتور وجعل كل ما تدونة في ميزان حسناتك ورضي عنك .

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

في البدايه الف حمد لله علي السلامة

عودة طيبة اخي الفاضل

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-11-24, 15:53
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

..............

اذا تناقشت مع احد يقول

اكثر الناس يفعلون هذا

فقل له

لو بحثت في القران الكريم عن اكثر الناس لوجدت بعدها

لا يعلمون ... لا يشكرون .... لا يؤمنون

و لو بحثت عن كلمه اكثرهم

لوجدت بعدها

فاسقون .. يجهلون .. معرضون

لا يعقلون ... لا يسمعون

فكن انت من القليل الذين قال الله تعالي فيهم

وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سورة سبأ

وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) سورة هود

ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) سورة الواقعة

فالكثرة ليست معيار للحق دائما

aboamine
2019-11-25, 07:49
بارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2019-11-28, 16:52
بارك الله فيك

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العكر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-11-28, 16:53
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

ورد في القران الكريم قوله تعالي

يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24) سورة الفجر

... لحياتي ...

و ليس

... في حياتي ....

حياتنا لم تبدأ

*عبدالرحمن*
2019-11-29, 17:14
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

إن عِظَم الجزاء والثواب مع عِظَم البلاء

ولو يعلم الإنسان ما له من ثواب وجزاء في حال صبره على البلاء : لم يجزع .

عن جابر رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ)

رواه الترمذي (2402) ، وحسَّنه الألباني في"صحيح الترمذي" .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ :

(إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا ، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ)

رواه الترمذي (2396) ، وابن ماجه (4031) وحسنه الألباني في "سنن الترمذي" .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)

رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" .

والمسلم جنته في صدره ، بإيمانه ، وتقواه ، ويقينه بالله ، ويستطيع الإنسان أن يجد السعادة ولو كان مكبَّلاً بأمراض الدنيا كلها ، فلا نعيم يعدل نعيم الإيمان بالله ، والرضا بقضائه .

*عبدالرحمن*
2019-12-02, 17:55
وقفة تأمل و محاسبة

بقول الله تعالي

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ

و نقول لكن يلاحظ ان التعبير القراني هنا تعبير دقيق

أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

هنا طاعة و هنا طاعة

لله حكم في كتابة

و للرسول حكم في تشريعة

تابعوا معي قول الله تعالي

وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ

لم يقول الله تعالي و اطيعوا اولي الامر

اذن قال الله تعالي

أَطِيعُوا اللَّهَ

ثم قال

وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ

ثم قال

اولي الامر

بدون اطيعوا

علشان يدلك ان طاعة ولي الامر من باطن طاعة الله و رسولة

فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق

و الله اعلم

كمال بدر
2019-12-02, 18:34
جزاكَ الله خيراً أخي الكريم عن هذا الطرح الطيب المبارك ... تقبل تحياتي.

*عبدالرحمن*
2019-12-04, 17:55
جزاكَ الله خيراً أخي الكريم عن هذا الطرح الطيب المبارك ... تقبل تحياتي.

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك المميز مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-12-04, 17:55
رضا الناس غاية لا تُدرك ورضا الله غاية لا تُترك

fares houdji
2019-12-11, 18:58
بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير

*عبدالرحمن*
2019-12-17, 16:33
بارك الله فيكم و جزاكم الله كل خير

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العكر دائما

بارك الله فيكِ
و جزاكِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2019-12-17, 16:33
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

https://2.top4top.net/p_1446ccirl1.jpg (https://up.top4top.net/)
.

alm7gg
2019-12-18, 10:56
جزاك الله خيرا وبارك فيك

*عبدالرحمن*
2020-01-10, 15:29
جزاك الله خيرا وبارك فيك

الحمد لله الذي بقدرته تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في امنظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2020-01-10, 15:33
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

https://j.top4top.io/p_1470ricpk1.jpg (https://top4top.io/)

والخبث في المجتمعات من طبعه أنه يكثر إذا تظاهر الناس بالمنكر

خاصة ممن لهم تأثير في المجتمع

فيتتابع العوام فيه، ويقلّد بعضهم بعضا.

روى الإمام مالك في "الموطأ" (5 / 1443)

عن عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قال: كَانَ يُقَالُ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا يُعَذِّبُ الْعَامَّةَ بِذَنْبِ الْخَاصَّةِ، وَلَكِنْ إِذَا عُمِلَ الْمُنْكَرُ جِهَارًا، اسْتَحَقُّوا الْعُقُوبَةَ كُلُّهُمْ ".

ففي هذه الحال سبب عموم العقوبة :

هو أن كثرة الشر على هذا الوجه علانية

هو نتاج معصية ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

لذلك يهلك البعض عقوبة لهم على مباشرتهم لذلك الشر

ويهلك البعض الآخر

عقوبة لهم على تركهم النهي عن المنكر.

قال ابن العربي رحمه الله تعالى:

" وتحقيق القول في ذلك أن الله قال: ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) ،

وقال: ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ).

فقد أخبرنا ربنا أن كل نفس بما كسبت رهينة، وأنه لا يؤاخذ أحدا بذنب أحد

وإنما تتعلق كل عقوبة بصاحب الذنب

بيد أن الناس إذا تظاهروا بالمنكر فمن الفرض على كل من رآه أن يغيره

فإذا سكت عنه فكلهم عاص، هذا بفعله

وهذا برضاه به.

وقد جعل الله

في حُكمه وحِكْمته

الراضيَ بمنزلة العامل

فانتظم الذنب بالعقوبة

ولم يتعد موضعه

وهذا نفيس لمن تأمله

" انتهى من "أحكام القرآن" (2 / 847).

وقال الشيخ المفسّر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" المراد بتلك الفتنة التي تعم الظالم وغيره؛ هي أن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بالعذاب

صالحهم وطالحهم، وبه فسرها جماعة من أهل العلم

والأحاديث الصحيحة شاهدة لذلك

كما قدمنا طرفا منها "

انتهى من "أضواء البيان" (2 / 203).

yesminou
2020-01-12, 18:01
جزاك الله خيرا

*عبدالرحمن*
2020-01-14, 17:42
جزاك الله خيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِِ
و جزاكِِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2020-01-14, 17:43
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

https://i.top4top.io/p_14745sqfp1.jpg (https://top4top.io/)
.

aza5978
2020-01-15, 10:20
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

*عبدالرحمن*
2020-01-21, 17:31
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِِ
و جزاكِِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2020-01-21, 17:32
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

https://e.top4top.io/p_1481mhq921.jpg (https://top4top.io/)
..

*عبدالرحمن*
2020-01-24, 15:56
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

https://d.top4top.io/p_14846bgzz1.jpg (https://top4top.io/)
.

*عبدالرحمن*
2020-02-01, 15:12
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

https://a.top4top.io/p_1492mzkv01.jpg (https://top4top.io/)
.

*عبدالرحمن*
2020-02-20, 19:08
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

https://c.top4top.io/p_1511wqkky1.jpg (https://top4top.io/)
.

أحمد من تونس
2020-02-22, 08:52
ألا والله إن الذنب شؤم

coood4u
2020-02-26, 15:43
جزاك الله خير

أحمد من تونس
2020-02-29, 09:34
قال عمر حاسبوا انفسك قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا

*عبدالرحمن*
2020-03-08, 14:56
ألا والله إن الذنب شؤم

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

بارك الله فيك
.

*عبدالرحمن*
2020-03-08, 14:57
قال عمر حاسبوا انفسك قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِِ
و جزاكِِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2020-03-08, 14:58
قال عمر حاسبوا انفسك قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

بارك الله فيك

*عبدالرحمن*
2020-03-08, 15:00
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

تكرار المعصية

أولاً :

الذي يرتكب المعصية مرة بعد مرة :

ذنبه مغفور في كل مرة

إن أعقب معصيته بتوبة -

إن كانت توبته في كل مرة صادقة -

والدليل على جواز التوبة مرة بعد مرة :

أن الذين ارتدوا عن الإسلام زمن أبي بكر ردهم أبو بكر إلى الإسلام وقبل منهم ذلك

علماً بأنهم كانوا كفاراً ثم دخلوا في الإسلام ثم رجعوا إلى الكفر ثم دخلوا الإسلام

وقبِل الصحابة كلهم منهم التوبة على الرغم من أن الذي فعله المرتدون هو شر من الذي يفعله العاصي المسلم فقبول التوبة من المسلم العاصي

ولو كانت متكررة أولى من قبول توبة الكافر مرة بعد مرة .

ولكن هذا الذي نقوله بشرط أن تكون التوبة الأولى وما بعدها توبةً نصوحاً صادقة من قلب صادق وألا تكون مجرد تظاهر بذلك .

وكلامنا هذا لا يُفهم منه أننا نشجع على المعاصي وارتكابها مرة بعد مرة وأن يجعل المسلم رحمة الله تعالى وتوبة الله تعالى عليه سُلماً للمعاصي

لا ، إنما نريد أن نشجع العاصي للتوبة مرة بعد مرة

فنحن نريد أن نُطمئن قلبَ المسلم الذي يريد أن يرجع إلى الله تعالى ونقول له : باب الرحمن مفتوح ، وعفوه أكبر من معصيتك ، فلا تيأس من رحمة الله تعالى وعُد إليه .

روى البخاري (7507) ومسلم (2758) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي

فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي . فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ

غَفَرْتُ لِعَبْدِي . ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي . . الحديث .

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي :

… وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي قال : "خياركم كل مفتن تواب . [ يعني كلما فُتِن بالدنيا تاب ] .

قيل فإذا عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : فإن عاد ؟ قال : يستغفر الله ويتوب ، قيل : حتى متى ؟ قال : حتى يكون الشيطان هو المحسور " .

وخرج ابن ماجه من حديث ابن مسعود مرفوعا : (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) . حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (3427) .

وقيل للحسن : ألا يستحيي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ثم يستغفر ثم يعود ، فقال: ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملوا من الاستغفار .

وروي عنه أنه قال : ما أرى هذا إلا من أخلاق المؤمنين يعني أن المؤمن كلما أذنب تاب .

… وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته

: أيها الناس من ألمَّ بذنب فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر وليتب ، فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال وإن الهلاك في الإصرار عليها .

ومعنى هذا أن العبد لا بد أن يفعل ما قدر عليه من الذنوب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة " رواه مسلم (2657) .

ولكن الله جعل للعبد مخرجا مما وقع فيه من الذنوب ومحاه بالتوبة والاستغفار فإن فعل فقد تخلص من شر الذنوب وإن أصر على الذنب هلك اهـ

جامع العلوم والحكم ( 1 / 164 – 165 ) بتصرف .

والله أعلم

Ali Harmal
2020-03-08, 20:19
جزاك الله خيرا يا دكتور

قرميط مجيد
2020-03-09, 11:15
جزاك الله خيرا على المعلومات المفيدة

*عبدالرحمن*
2020-04-21, 16:14
جزاك الله خيرا يا دكتور

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِِ
و جزاكِِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2020-06-20, 15:22
جزاك الله خيرا على المعلومات المفيدة

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيكِِ
و جزاكِِ الله عنا كل خير

*عبدالرحمن*
2020-06-20, 15:23
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

المراقبة:


هي أن يستصحب المسلم في جميع أحواله

اعتقاده ويقينه بأن الله يراه

ويعلم ما تكسبه جوارحه

وأنه يعلم خافية نفسه

وما ينطوي عليه صدره.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" المراقبة: دوام علم العبد

وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.

فاستدامته لهذا العلم واليقين

هي المراقبة

وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه

ناظر إليه

سامع لقوله

مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة...

" انتهى من "مدارج السالكين" (2 / 1489).

وهذا أمر من ركائز الإيمان

وقد تضافرت نصوص الوحي على تقريره

كقوله تعالى:

وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ البقرة /235.

وكقوله تعالى:

يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا النساء /1.

وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، أنّ جِبْرِيل سأل النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الإِحْسَان؟

قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ

رواه البخاري (50) ، ومسلم (9).

والمراقبة من لوازم الإيمان بأسماء الله الحسنى

كـ "العليم"، "السميع"، "البصير".

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" والمراقبة هي التعبد باسمه الرقيب

الحفيظ، العليم

السميع، البصير

فمن عقل هذه الأسماء، وتعبد بمقتضاها: حصلت له المراقبة.

والله أعلم. " انتهى من "مدارج السالكين" (2 / 1493).

وهذه المراقبة ضرورية لكل مسلم

لأن بها يتحقق الإخلاص في العبادات وإحسان القيام بها، واتقاء المحرمات.

قال النووي رحمه الله تعالى:

" قوله: ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ )...

فمقصود الكلام: الحث على الإخلاص في العبادة

ومراقبة العبد ربه تبارك وتعالى في إتمام الخشوع والخضوع وغير ذلك .

وقد ندب أهل الحقائق إلى مجالسة الصالحين ليكون ذلك مانعا من تلبسه بشيء من النقائص

احتراما لهم واستحياء منهم

فكيف بمن لا يزال الله تعالى مطلعا عليه في سره وعلانيته " انتهى

من "شرح صحيح مسلم" (1 / 158).

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" وأرباب الطريق مجمعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر: سبب لحفظه في حركات الظواهر

فمن راقب الله في سره

حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته

"انتهى من "مدارج السالكين" (2 / 1492).

وينظر للفائدة

حول حقيقة المراقبة وثمراتها

لفضيلة الشيخ الدكتور خالد السبت :

https://khaledalsabt.com/cnt/slaselm/2534

والله أعلم